رد على مقالة مجاهد مأمون ديرانية “سمعناكم فاسمعونا، قبلناكم فاقبلونا” على أرفلون

ظهر المقال على موقع مدونة الموسوهة السورية في 19 أوكتوبر، 2011

مقالة مجاهد مأمون ديرانية “سمعناكم فاسمعونا، قبلناكم فاقبلونا”

كلام مردود عليه. لكني لا أعتقد أن الظرف يسمح بالرد عليه. سيدي أنت تصطاد في الماء العكر فلا العلمانيون ولا اليساريون ولا غيرهم لديهم من القوة والسلطة ليمنعوك من أن تفعل ما تشاء وأن تقول ما تشاء. وإذا كنت تحسب حزب البعث الحاكم على اليساريين أ…و العلمانيين فأنت مخطئ.فهو حزب بيت الأسد لا أكثر ولا أقل وليس له أية صفة أخرى. لم يمنعك أحد من الكلام، كل ما هنالك أنهم صوبوا خطأك. فأنت لا ترى في الثورة السورية إلا ثورة لإنشاء الخلافة على الطريقة الإخوانية أو السلفية وتخلط بين أفكارك السياسية هذه وبين الغسلام كدين ولا تستطيع أن ترى أي فرق بين الأحزاب الإسلامية وبين الإسلام والمسلمين ولذلك تقول “إذا لم تمثّلوا المسلمين في سوريا فأنتم لا تمثلون ثورة سوريا”.
هل تعتقد يا أخي أن الأحزاب الإسلامية هي الممثل الوحيد للمسلمين؟ أنت لا تستطيع أن ترى المسلم في الغنسان العلماني أو اليساري أو القومي وهم بالنسبة لك ليسوا مسلمين، لأنهم لو كانوا مسلمين حسب قولك لتوجهوا إلى الأحزاب الإسلامية لتمثلهم. يا أخي، قل ما شئت وادعي ما شئت فكلنا عاجزون أمام آلة القمع، لكن أن تقول أن الإسلام والأحزاب الإسلامية هما وجهان لعملة واحدة فنقول لك بأنك مخطئ ولا نملك إلا القول والكلام. فلا تلعب دور الضحية وكأن الأحزاب الإسلامية كانت الضحية الوحيدة لنظام الاسد. هذا فعلاً موقف مؤسف لأن فيه استخفاف بنضالات الآخرين وكأنها لا تعني لك شيئاً إن لم تكن إسلامية على طريقتك. تريد أن تجاهد، جاهد، تريد أن تكون الثورة السورية جهاداً خالصاً فالساحة أمامك حاول ما شئت، لكن لا تسرق دماء غيرك فمن الشهداء أناس من كل الأيديولوجيات والأحزاب والطوائف. تقول أن الناس تريد إسكاتك، إنهم لا يملكون سلطاناً عليك وكل ما هنالك أنهم يدافعون عن أفكارهم وعن نضالهم الذي لا تريد أنت الإعتراف به ولا تريد أن ترى في الثورة السورية إلا جهاداً من نوع خاص لوضع حزب ديني في الحكم. ولا تتباكى فأنت تعرف أن الإسلاميين بكل أطيافهم ممثلون في المجلس الوطني تمثيلاً جيداً. إعمل مع العاملين لكن لا تنسب جهودهم لك ولأفكارك. وما نزال نشكر جهدك ما زلت تعمل على نيل الحرية للجميع ودع صناديق الإقتراع تقرر. لكن همك هو الآن، إنك تريد أن تكون الثورة على طريقتك، لا بأس حاول ودع الناس يقولوا لك ما يريدون فلا هي يدهم عصا ولا أنت سامع لهم، وكفى تباكياً ومغالطة فلا أنت تمثل جميع المسلمين ولا الأحزاب الإسلامية تمثل الإسلام كله ولا الناس خرجت لإحلال نظام الحكم الذي تريده وإنما خرجت للحرية والكرامة. وما نراه الآن من احتقان طائفي وغلبة المشاعر الطائفية وليست الدينية تريدنا أن نؤمن معك بأنه كان موجوداً من البداية. نعم الثورة السوريةفي طريقها للتحول لكن لا تنسب الأول والآخر لك ولمناصريك في فكرك، عش ودع الناس تعيش فلا أنت وضي عليهم ولا هم أوصياء عليك. وسأكون من أول المداافعين عن حريتك في وجه من يفرض نفسه عليك بالقوة، لكن التباكي حين نكون كلنا عاجزين لا يجدي ولا يعطيك صورة نزيهة قد تريدها فعلاً لنفسك بل يظهرك بمظهر الممثل المتلاعب بعواطف الناس.

الديمقراطية ليست في قبول أفكار الآخرين بل في أن تحترم حقهم في الوجود والتعبير. فلا تتهم مخالفيك بالديكتاتورية إلا إذا أجبروك بالقوة على السكوت أو على فعل ما تريد وقول ما تريد، أما إذا شتموك فقط فهذه سنة الحياة ولا دخل للديمقراطية فيها.
مع احترامي لشخصك وأفكارك ونضالك من أجل سوريا 

تابعونا على صفحات وسائط التواصل الإجتماعي:

أحمد نظير الأتاسي

أنا أستاذ مساعد في قسم التاريخ والدراسات الإجتماعية في جامعة لويزيانا التقنية (لويزيانا، الولايات المتحدة). في عملي الأكاديمي، أدرّس مقدمة لتاريخ العالم، تاريخ الشرق الأوسط (القديم والقروسطي، والحديث). وأعمل أيضاً كرئيس للمركز الإستراتيجي لدراسة التغيير في الشرق الأوسط، SCSCme.

You may also like...

shares