بعيداً عن العواطف – تحليل طبقي للأزمة

ظهرت هذه المقالة على موقع المندسة السورية بقلم سوري حر
ظهرت هذه المقالة على موقع مدونة الموسوعة السورية في 28 أبريل، 2011

بقلم: سوري حر

السؤال الذي يحير السوريين هذه الأيام هو لماذا آثرت دمشق و حلب الصمت بينما انتفضت بقية ربوع الوطن السوري ضد نظام الأسد؟ للإجابة عن هذا السؤال علينا أن نكون أكثر شمولية . فالطبقة الوسطى المدينية كلها ليست متحمسة لما يجري الآن على الساحة السورية . هذه الطبقة قدمت الكثير من التضحيات في ثمانينات القرن الماضي و كادت ان تتلاشى فعليا لولا الانفتاح الاقتصادي المحدود وارتفاع أسعار العقارات في المدن ولاسيما في دمشق و حلب . وأكثر أفراد هذه الطبقة كانوا من المعارضين المسيسين ومن المتعلمين التكنوقراط الذين غيبهم النظام في السجون أو نفاهم خارج الوطن.

إن غياب المعارضة في سوريا لا يعود كما يزعم شباب الفيس بوك إلى فشلهم بل لأن بطش النظام قضى عليهم نهائياً بمساعدة كل من انضم لحزب البعث من الإنتهازيين الذين أصبح كثير منهم في عداد الثوار بقدرة قادر أو بضغط من العشيرة بعد الأحداث الأخيرة. الشيء الأهم الذي تعلمته هذه الشريحة من المجتمع السوري هو أن تستقل عن الحكومة و تعتمد على نفسها فلم يعد أفرادها يبحثون عن وظائف في الدولة وتبنوا نظاماً إقتصادياً يعتمد على “الأعمال الحرة” و المتاجرة بالأراضي أو الاستيراد و التصدير على نطاق محدود. على الطرف الآخر هناك طبقة أهل الريف التي قاتلت إلى جانب حافظ الأسد في الثمانينات فزادت من إعتمادها على الدولة للحصول على لقمة العيش و حماية مكاسبها التي منّ الأسد الأب عليهم بها. لكن بشار بعد استلامه الحكم أهمل الريف وسيطر ، عبر قريبه رامي مخلوف، على القطاعات المربحة و إعتمد في إدارة هذه المؤسسات بشكل واضح على أفراد من النخبة الإقتصادية و بالتحديد من دمشق و حلب. على أي حل هذا كله لا يعني أن هذه الطبقة المهمة ستبقى على الحياد إلى ما لانهاية. عندما تتضح الرؤية سيقولون كلمتهم و مما لا شك فيه سيكونون الحِمل الذي سيقصم ظهر عائلة الأسد

تابعونا على صفحات وسائط التواصل الإجتماعي:

أحمد نظير الأتاسي

أنا أستاذ مساعد في قسم التاريخ والدراسات الإجتماعية في جامعة لويزيانا التقنية (لويزيانا، الولايات المتحدة). في عملي الأكاديمي، أدرّس مقدمة لتاريخ العالم، تاريخ الشرق الأوسط (القديم والقروسطي، والحديث). وأعمل أيضاً كرئيس للمركز الإستراتيجي لدراسة التغيير في الشرق الأوسط، SCSCme.

You may also like...

shares