شو يعني إسقاط النظام؟

ظهر المقال على موقع المندسة السورية (مغلق) تحت اسم مستعار في 2 أغسطس، 2011

سلامي للجميع. بداية، ليش الإسم الكامل بينما كل الناس عندها إسم حركي؟ الشغلة بسيطة، فكرلي فيها، الوحيدين اللي بنعرف أسماءهم هني اللي عم ينقتلوا. فإما بقول لنفسي يا أخي ما بدها الروح حلوة، أو بقول يا أخي ما بدها بيعيش الواحد مهدورة كرامته ومابينعرف إلا ليموت متصاوب برصاصة براسه. يعني نص الكاس الفاضي ولا نصه المليان. ما في فرق، اختار اللي بيعجبك. بعدين، الصراحة حلوة، وما بدي بيعكم مبادئ، أنا عايش بأمريكا من زمان، وطز بهالنظام إذا بدهم يلحقوني لهون وطز فيي إذا بدي لسا خاف منهم بعد هالزمن. أخيراً، أنا عمري 43 سنة وباشتغل أستاذ تاريخ، وباعتبار السن والكار رح بيض عليكم عاجلاً أم آجلاً يعني أنا معلم وهاي شغلتي، فالأحرى إنكم تعرفوني بالإسم حتى تشتموني بالإسم.

المندسة السورية أحلى مجلة إلكترونية شفتها لأنه الشباب بتكتب دغري ومن دون لف ودوران وكلام مثقفين، والمواضيع اللي بيعالجوها مهمة جداً وما حدا عم يحكي فيها مع ذلك. وفي كم مقالة متل “أنا مسيحي وبدي إحكي” من أعظم ما قرأت، صراحة ودون مسح جوخ لأنه نحنا الحماصنة ما منعرف كيف نمسح جوخ، منحاول بس ما بيطلع بإيدنا.

المهم، الناس بدها تسقط النظام ومحتارين بحالهم. والنظام بدو يسقط الشعب والظاهر عنده خطة واستراتيجية وعم ينفذها على رواق، نعم سيدي السلاح بيحكي وخاصة بإيد الخرى متل ما بيقولوا. طيب شو يعني إسقاط النظام؟ وشو يعني الشعب يريد؟ أنا أريد أن أربح اليانصيب، شو يعني بقول كن فيكون. نعم الشعب على العين والراس وهو أساس الديمقراطية ومنبع السلطات، لكن هدا بدولة ديمقراطية ما بدولة العصابات اللي عنا. يعني الشعب يريد والرئيس لا يريد والشغلة عناد ومين بيضل واقف للنهاية. أنا بفضل إنه نقول “الشعب عندو خطة لإسقاط النظام” لأن أي واحد فينو يريد أما ما كل واحد في عنده خطة. الخطة لسا ما كتير واضحة بس الناس عم تتعلم وما في حق بيروح إذا وراه طلاب. وجزء من الخطة إنه نعرف شو معنى إسقاط النظام؟ وكمان شو يعني النظام؟ بصراحة العلوم السياسية ما فيها شي إسمه النظام لأنه أغلب الدول بتحترم نفسها وشعبها وفيها دولة ومؤسسات. أما سوريا ففيها شوية دولة وشي تاني منسميه النظام. يعني الناس اللي متعلقة بالدولة والكرسي وما عم تتركهم. هدول الناس إلهم تنظيمات شي جوات الدولة وشي براتها. يعني شي بيخضع للقانون (على الأقل بالظاهر وبيحاولوا تبرير أعمالهم) وشي خارج القانون (يعني ما حدا بيقلهم شو عم تعملوا ومن أين لك هذا). الجزء اللي بيخضع للقانون هو الشرطة والجيش، والجزء اللي خارج القانون أو فوق القانون هو المخابرات والميليشيات والشبيحة. الوزراء مثلاً جزء من النظام بأشخاصهم فقط أما بالوظيفة فهم جزء من الدولة. يعني لما منحط إجرنا بضهره للوزير بيضل المنصب ومنجيب حدا تاني يحل محله والشغلة بيروقراطية. أما المخابرات فهدول جزء من النظام. طبعاً بالدول اللي فيها قانون وقواعد المخابرات جزء من الدولة وإلها قواعد وبيروقراطية. بس لما بيكونوا رؤساء المخابرات زعماء عصابات متل بسوريا فهدا يعني إنه الواحد ما بينزاح من محله إلا عالقبر. طبعاً هني بين بعضهم بيغيروا وجوه شوي بس ما كل يوم بتلاقي ناصيف أو مملوك أو الشعار، هدول قاعدين لأنه يا نحنا يا هني.

اللي بقصده هو إنه الدولة فاسدة بس شر لا بد منه ونحن بحاجة البيروقراطية وفينا ننضفها شوي شوي. بس النظام فالشغلة يا قاتل يا مقتول متل ما عم تشوفوا. مثلاً بمصر هل أسقط الشعب النظام؟ لأ لسا قيادات الجيش القديمة لساها بمطارحها وشوفوا اللي عم بيساووه بالناس والآتي أعظم. إسقاط النظام يتم على مراحل لأنه اللي بيطالع كذا مليون بالشهر وعم يعطي أوامر والكل بدهم رضاه وتحت طيزو سيارات المرآب كلها واللي بيقوله بيصير ولا قانون ولا هم يحزنون هدا لازق عالكرسي بصمغ يعني يا بتطلع طيزو مع الكرسي أو بيطلع الكرسي مع طيزو، العفو. فكيف الخلاص؟ أنا بقول، المخابرات والفرقة الرابعة هي المرحلة الأولى والأهم. لا الجيش ولا رامي مخلوف ولا حتى بشار الأسد، هدول بعدين وبيوقعوا لوحدهم. بتقول لي بشار هو الزعيم، إي صدقتك، يعني الزلمي بيطلع قوانين وهني مطنشينوا، هدول بيشيلوه وبيحطوه إيمت ما بدهم بس هني بدهم ياه لأنه يعني إبن الزعيم ورمز سلطتهم وبصراحة هادا وجه السحارة تبعهم وعلى أساس متربي بالقصور وبيفهم. المهم هيك حافظ كان مقسم الأشغال: بشار واجهة، ماهر عصابات السلاح والمخابرات، ورامي الإقتصاد وكل واحد إلو إيد بصحن التاني مشان ما يبيعوا بعضهم. وإذا كنت مصمم على بشار والشلة فما مشكلة لأنه لحتى تسقطهم بدك تاخد من إيدهم العصا اللي بيضربوا فيها، وهي العصا هي المخابرات. أما تفاصيل الخلاص من المخابرات فهي بداية نقاشنا ورح نتابع الموضوع وبدنا لسا مقالات كتيرة وأفكاركم العظيمة.

وتبقى نقطة هامة وهي مشكلة الطائفية. أنا ما عم بحكي على كل العلويين، أنا عم بحكي عللي مع النظام وبالمخابرات وعم يضربوا الناس ويشبحوا عليهم. طبعاً المخابرات ما كلها علوية، حبيبي شوف جارك وين بيشتغل، المخابرات أكبر شركة بالبلد وبتعيش مئات آلاف الناس. اللي مع النظام من بقية الطوائف بيعرفوا إنهم منتفعين وعم بيدافعوا عن مصالحهم. بس المشكلة بالمتعاونين مع النظام من العلوية إنهم عم يشدوا البقية معهم ويقنعوهم إنه الثورة ضد الطائفة وإنه يا منعيش سوا يا منموت سوا. سميها اللي بتسميها بس في قرى وحارات علوية بأكملها بتشتغل بالمخابرات أو بالفرقة الرابعة أو الحرس الجمهوري لأن حافظ ركز كتير على ربط مصيره بمصير الطائفة بأكملها مشان يكون عندو دائماً جنود بتموت عنه. يعني هدول فهمانين إنه إذا بيروح النظام رح يتم إعدامهم كلهم ولذلك فهم مستعدين لخوض حرب أهلية من أجل حماية النظام. أنا ما عم قول اللي بيشتغل بالمخابرات والشبيحة مانو غلطان. لا تفهمني غلط. هادا غلطان كتير بس هدا مانو قادر يفكر ويغير رأيه. هادا صعب تغيرله رأيه وتكسبه لجنبك. يعني إذا بدك تسقط النظام بدك تسقطهم معه. هلأ بمصر العناصر ما حدا حاكمهم، بس الروس الكبيرة. بس بسوريا العلويين بيعتقدوا وهيك أقنعهم النظام إنه رح يتحاكموا كلهم لأنهم علويين ولأنهم كانوا حاكمين البلد. الحقيقة إنه ما كانوا حاكمين البلد، عائلة الأسد هي اللي حاكمة البلد. لا يعني هذا إنه الشغلة ما إلها حل. لأ بالعكس اللي بيعتقد النظام إنه نقطة قوته ممكن يكون نقطة ضعفه. يعني إذا الولاء الجملة فالتخلي رح يكون بالجملة. بوضوح أكتر اللي مقتنع إنه عم يدافع عن النظام لأنه النظام عم يدافع عن الطائفة لما بيفهم إنه الطائفة مانها بخطر رح يترك النظام ويدور على حل تاني. يعني اللي دخلوا بالجملة ليدافعوا عن الطائفة ممكن يتركوا بالجملة إذا بيعرفوا إنهم آمنين وأنه النظام عم يستغلهم. وهون بيجي الإتفاق بين قادة الثورة وممثلين عن الموالين من الصفوف الدنيا، أي صفوف العناصر والجنود وصف الضباط وكل هالمعترين اللي ساكنين بمساكن الضباط وبالعشوائيات وعم يفدوا الزرافة بدمهم وهو بيبيعهم بفرنك. أما المنتفعين كتير وفعلاً عم يدافعوا على مصالحهم مش عن الطائفة فمع الاسف هدول خيارهم بإيدهم وعقلهم براسهم وبيعرفوا خلاصهم وما لازم ننظر لطائفتهم أبداً لأنهم من كل الطوائف ورح يتحاسبوا مع بقية رؤوس النظام والقتلة.

تابعونا على صفحات وسائط التواصل الإجتماعي:

أحمد نظير الأتاسي

أنا أستاذ مساعد في قسم التاريخ والدراسات الإجتماعية في جامعة لويزيانا التقنية (لويزيانا، الولايات المتحدة). في عملي الأكاديمي، أدرّس مقدمة لتاريخ العالم، تاريخ الشرق الأوسط (القديم والقروسطي، والحديث). وأعمل أيضاً كرئيس للمركز الإستراتيجي لدراسة التغيير في الشرق الأوسط، SCSCme.

You may also like...

shares