د. أحمد نظير أتاسي يكتب …عن اللغة العربيه

هذه مجموعة بوستات كتبتها على صفحتي العامة على الفيس بوك. لكن موقع العربي اليوم جمعها (دون إذن مني) في مقالة واحدة ونشرها في 21 فبراير، 2019

بمناسبة يوم اللغة العربية اريد ان اذكر بعض النقاط. قبل ان اؤيد او انتقد او اشجع او اثبط، اريد ان اذكر مؤهلاتي اللغويه تعطيني الشرعية الكافية لما ساقوله فقد تعلمت الى البكلوريا بالعربية، ثم تعلمت الهندسة بالفرنسية وتابعت التاريخ بالانكليزية، واكتب بهذه اللغات، واختصاصي هو الكتب القديمة ودرست العبرية القديمة وبعض الحديثة والفارسية والسريانية والارامية اليهودية وبعض اللاتينية والاغريقية بالاضافة الى الالمانية والاسبانية والتركية الحديثة والعثمانية.

بناءا على ذلك اقول، ليس هناك لغة اقدر على التعبير من لغة اخرى، لان اللغات كائنات حية تتطور وتتغير. لذلك من يقول ان اللغة الانكليزية اقدر من العربية فالرد بسيط، هناك كتابات وابحاث واستخدامات تكثر بالانكليزية لذلك تطورت مفرداتها، بينما لم تتطور مثيلاتها في العربية. كذلك فان التعليم الذي تلقاه القائل بالانكليزية احسن من التعليم الذي تلقاه بالعربية. ولو اقتصر تعليمه بالانكليزية على لغة الحياة اليومية لوجد الانكليزية قاصرة وسمجة.

اذن لا تطالب الاخرين بتطوير العربية او كتابتها باللاتينية او التخلي عنها او تحسين وزيادة مفرداتها اذا كنت انت نفسك لاتستخدم العربية. لا نحتاج الى اخصائيين لتطوير اللغة لانها ليست منتجا صناعيا للاستهلاك. اذا اردت اداة تعبير تفضل فعليك ان تطورها بنفسك. كل كلمة ومقالة وفكرة تكتبها بالعربية تساعد على تطويرها. واذا كنت نفسك لا تخرج عن القواعد والمفردات التي تعلمتها فلماذا تلوم الاخرين على قصور اللغة. تشجع واخرج عن القواعد والمفردات. انا نفسي اتعمد ارتكاب ما يسمونه اخطاء لازيد تداولها وجعلها القاعدة الجديدة.
………………………….
كل الاعتراضات والانتقادات والوصفات التي نطرحها اساسها اما غربيين لا يفقهون العربية او عرب كسالى يحسون بالدونية. اي منطق هذا ان تتخلى عن لغة يتواصل بها 320 مليون انسان يتحدثون بالاف اللهجات. انزر الهند في 300 لغة وليس لهجة، ويتفاهمون بالانكليزية. يعني هل تعتقد انه من الافضل تعلم الانكليزية حتى نتفاهم مع بعض، فالجهد هو نفسه.

واما اذا كان اعتراضك على فقر المفردات فهيا اخترع مفردات جديدة، ام تعتقد ان اكاديمية اللغة الانكليزية هي من اخترع كب هذا الغنى في المفردات. لو نظرنا في معجم تأصيل الانكليزية، وليس المعجم التاريخي، لوجدنا ان معظم الكلمات الحديث اخترعها كتاب وادباء وليس لغويون، واخترعوها في القرون الاربعة الماضية. اوجدوها من لاشيء، وليس فقط من اللاتينية او الاغريقية. فافعل مثلهم. واذا لم تجد معجما يضم المفردات الجديدة فلا تنتظر دولة او مؤسسة وقم انت نفسك بالمهمة. كل المعاجم الانكليزية والفرنسية وضعتها شركات خاصة. انا نفسي عملت صفحة من سبع سنوات على شكل الويكيبيديا وبدات تاصيل المفردات التي اصادفها وبرمجت بنك معلومات واستبيان لجمع المفردات العامية. وعندي كتابات غير منشورة في نحت المفردات وتبسيط القواعد وتقعيد الفواصل وغيرها.

نحن ننتظر دولة او فاعل خير غني، واذا حاول احدنا اخذ المبادرة، قام الجميع بالتعدي عليه وتثبيطه والسخرية منه، لنعود بعدها الى النق.
……………………………….
اذا كنت تعتقد ان العربية لا تسمح لك بالتعبير الجيد فالقصور منك، انت لم تتعلم اللغة جيدا ولم تحاول تطويرها. بينما صرفت كل وقتك في تعلم الفرنسية او الانكليزية ولذلك فالتعبير باحداهما اسهل بالنسبة لك.

البعض ينتقد الابجدية والتنقيط والحركات وتقول حينا الابجدية تنقصها الاحرف الصوتية ولا استطيع القراءة، وحينا تقول الحركات صعبة وتعيق السرعة في الكتابة. في الفرنسية ثلاثة حركات للالف وكذلك لحرف e فهل تجرؤ على نسيانها. بالطبع لا. لماذا اذن لا تطالب بحذفها، لانه ليس لها لزوم في الفرنسية الحديثة. ولماذا لا تعذب نفسك وتتعلم كتابة الحركات العربية.

وهل تعرف كم الف سنة احتاج اهل المنطقة لاختراع ابجدية، ثم تتهمهم بالنقصان لنسيانهم الاحرف الصوتية. ثم تاخذ راي الغربيين بان الابجدية الاغريقيه هي الافضل لانها اضافت الاحرف الصوتية. هل تعرف الحكمة العميقة وراء حذف الحركات والاحرف الصوتية. هل فكرت ان الابجدية الحالية هي انسب واحدة لكتابة العربية لانها مختصرة.
…………………….
انا لست عاطفيا تجاه العربية ولكني استعملت وتكلمت وعاشرت بعدة لغات وارى اجحافا هائلا تجاه العربية سببه اما الاحساس بالدونية، واركز على هذه، واما استخدام نظريات حديثة بطريقة خاطئة ومصدرها غربيون. واتحدى الجميع، اعطوني اية نظرية او مقولة وسافندها واية فكرة وساعبر عنها بالعربية مهما كانت صعبة واختصاصية.
………………………………
رداً على التحدي السابق الذي طرحته قال الأخ إيهاب ما يلي:
“شو معنى Sexuality بالعربي ؟ فيك اتحط معنى يفهموا العربي مباشرة؟ عندك تعريب لل Democracy ؟ عندك تعريب لل Gender ؟ أو institutionalism ؟ برأيك المؤسساتية مرادفة ل institutionalism ؟ بعدين القصة مش تحدي ، القصة تجربة تاريخية”.
ورد هو التالي:
أولاً لا حاجة لأن يفهم المصطلح الشخص العادي المختص. فإذا قمت بنحت كلمة لترجمة مصطلح اختصاصي فسيكون المقابل العربي اختصاصيا ولا حاجة لأن يعرفه المتكلم العادي. وفي الإنكليزية لم يكن مفهوم الجنس أو ممارسة الجنس من فضاء لغة العامة، لكنه أصبح كذلك مع التعليم العمومي وانتشر الحرية الجنسية وتقدم الطب وإدخل الجنس ومفرداته في لغة العامة. هذا لم يحصل بعد في العربية. لذلك الكلمات العربية المقابلة للكلمة الإنكليزية ليست واضحة الملامح، لكنها تتجه نحو ذلك فاللغة كائن حي يتتطور مع الإستخدام. حتى الآن “ممارسة الجنس” كافية للإستخدام وقد لا تغطي كل معاني المقابل الإنكليزي لكنها قد تغطيها مع الزمن أو قد يتم اختراع كلمة أخرى مثل نكاحية، جنسوية، ـأو يمكن أن نستخدم سيكسية.

ثانياً، بالطبع اللغة تجربة تاريخية وهذا بالضبط ما كنت ساقوله لك لأنك أعطيتني كلمات وطلبت الترجمة والتعريب وأنا قلت أعطني فكرة أو مقولة وليس كلمات. لا توجد ترجمة كلمة بكلمة وليس من الضروري أن يكون عند العربية اليومية كل هذه المصطلحات فهي اختصاصية. أما في مجال الإختصاص فهو يتبع البحث العلمي. وأنا أتفق معك أن البحث العلمي المكتوب بالعربية ضعيف ولا حاجة له بالمصطلحات التي ذكرتها. أما إذا كنت اختصاصيا واحتجت إلى هذه المصطلحات ولم تستطع نحتها فهذا خطأ منك وليس من اللغة فاللغة هي مجموع المتكلمين بها. كل لغة لها نقاط قوة ونقاط ضعف. وتاريخ صنع هذه المصطلحات في الإنكليزية يوضح لك ذلك. لكنك وجدتها حين تعلمت الإنكليزية ولم تضطر لاختراعها. ولو حاولت لعرفت الصعوبة ولقلت عن الإنكليزية ما تقوله عن العربية.

ثالثاً، لا تحتاج كلمة المؤسساتية أن تكون مرادفة لمقابلها الإنكليزي بل تحتاج أن تعبر عن أفكار الكاتب والباحث. وقد يتحقق هذا بعدة كلمات أو بجملة، أو بنوع من الصراع من أجل حصر بعض المعاني في الكلمة التي قررت استخدامها. فحتى تصبح مؤسساتية مقابلة لمثيلتها الإنكليزية عليك أن تكتب وتصارع مستخدمين آخرين للكلمة حتى تحصرها باختصاصك وتعطيها المعنى الذي تريده. هذا الصراع حصل في الإنكليزية وانتهى ولذلك فإنك تجد مصطلحاً جاهزاً ومعانيه واضحة ومحددة، لكنها محددة ضمن اللغة الإنكليزية. ,غذا نقلت نفس المصطلح إلى أية لغة فإنك ستجد عدم تطابق. الكلمات لها تاريخ وحياة.

رابعاً، إذا كانت ديمقراطية إغريقية وإذا أخذها الإنكليز عن الإغريق فلماذا لا تأخذها عن الإغريق أو الإنكليز، لماذا تريد تعريبها. ولماذا لم يحاول الإنكليز أنكلزتها. المصطلح العربي لجندر هو جندر. اللغة ليست قبيلة وليس من الضرورة أن يكون للكلمة أصل وفصل ونسب. يمكن أن تأخذ كلمة أجنبية وتنسبها إلى لغتك.
……………………………….
مثال
أسمع كثير من الأطباء السوريين في أمريكا وغيرها من البلدان الغربية يتذمرون من تعلمهم الطب بالعربية في بلدهم وويلقون اللوم على اللغة نفسها وعلى التعصب اللغوي ويريدون أن يكون تعليم الطب في سوريا بالإنكليزي كما هو في العديد من الدول العربية وغير العربية.

أنا ما عندي مانع يكون تعليم الطب أو غيره بالإنكليزية. لكني أستسخف الحجة، وهي أن العربية متخلفة، ويعطونك أمثلة عن مصطلحات طبية بالعربية ويضحكون منها لأنها غريبة أو كانت تستخدم للجمال والأحصنة. طيب يا اخي المصطلحات الطبية الغربية كلها من اللاتينية والإغريقية فهل تعتقدون أن هاتين اللغتين حكر على الغرب أو أنهما مرتبطتان عضويا بكل اللغات الاوروبية. وثانياً هذه المصطلحات غريبة عليك كما هي المصطلحات العربية فلماذا تعتقد أن الغربية أحلى وأنسب، أليس هذا دونية، بصراحة إنها دونية واضحة.

اللغة الغربية كيوت وسلسلة ومتحضرة واللغة العربية بدوية ومتوحشة، أليس كذلك !!!
وأنتهز هذه الفرصة لأزيد في توضيح الأفكار التالي المذكورة أعلاه:
أولاّ الشبه بين الفارسية واللاتينية أكبر من الشبه بين الالمانية واللاتينية. وما تعتقده أنه تطابق بين الألمانية واللاتينية هي لأن الكلمة التي تستخدمها وتعطيها كمثال جاءت من اللاتينية خلال القرنين الأخيرين فقط (عدا الدين والفلسفة فالإقتباس أبكر). فلماذا لا يعتقد الفرس أن الإغريقية حكر عليهم ولماذا لا يستقون كل مصطلحاتهم منها. ولماذا مصطلحاتهم مستقاة من العربية القديمة. إذن القضية ايديولوجيا ليس أكثر.

ثانياً، كل اللغات عاجزة عن استيعاب كل الافكار. كل اللغات التي تتصدى للتعبير عن العلوم الحديثة الواسعة تستخدم لغات أخرى كمناجم ومقالع للمصطلحات. مفهوم المقلع أساسي جداًز المقلع يعني وجود الحجر لكن دون الإلتزام بقواعد صارمة. الكلمات الفارسية المستقاة من العربية لها استخدامات مخالفة لمعناها العربي. والكلمات الإنكليزية المستقاة من اللاتينية أو الإغريقية مأخوذة قلعاً أى مشوهة ومركبة بطريقة لا تسمح بها اللغة الاصلية.

العرب يرفضون اتخاذ مقلع لأنهم يعتقدون أن العربية لغة الله ولا يجب أن تتغير، أو لأنهم يعتقدون أن اللغة مثل النسب والعائلة، يجب أن تكون أصيلة. مفهوم الاصالة الشائع جداً عندنا مجرد أيديولوجيا. لا يوجد نسب اصيل ولا توجد لغة أصيلة ولا يوجد فن أصيل ولا أدب أصيل ولا شعر أصيل. فلو توقف الناس عن التزاوج والخلط لماتت البشرية. حتى الطفرات في الجينات لا تعدو أن تكون أخطاءاً. أساس التطور هو ارتكاب أخطاء طفيفة عن إعادة خلق الكائن. ليس هناك لغات أو كائنات لا تتزاوج ولا تتغير ولا تتطور.
…………………………………
تابع موضوع الاصالة
يقولون العربية هي لغة القرآن. بالطبع هذا خطأ، لا أحد يتحدث مثل القرآن. المشايخ وداعش يحاولون لكن لغتهم خليط مضحك. حتى القرآن نفسه ليس لغة الاشعار العربية. القرآن يستخدم لغة دينية متطورة جداً ولا علاقة لها بلغة شعراء الصحراء ومربي الإبل، ولا يجب أن تكون لها علاقة. الفضاء المصطلحي مختلف. إن قراءة القرآن أسهل بكثير من قراءة المعلقات أو أشعار الهذليين او نقائض جرير والفرزدق. واللذي يقول أنه يستطيع أن يقرأ الشعر المسمى بالجاهلي دون تعليم أو عودة إلى القواميس فهو شايف حاله ومدعي.

ثاانياً، لغة القرآن خليط من العربية المتعلمة الحضرية والسريانية الدينية وفيها كلمات فارسية وإغريقة ولاتينية. وحتى قواعد لغة القرآن تختلف بعض الشيء عن قواعد الاشعر الجاهلية أو قواعد لغة النحويين. وهذا ليس انتقاصاً فقواعد اللغات ليست نقشا على حجر فهي تتغير بتغير اللهجات والجغرافية والمهنة والتعليم. اللغة المعيارية أي المعمولة حسب القواعد هي لغة لا توجد إلا في الكتب. حتى القواعد فهي انتقائية. اقرؤوا عن نصب الإستثناء في كتب القواعد القديمة والمعاجم وستجدون أن النصب مجرد اختيار قام به النحويون وأن لهجات أخرى كانت ترفع أو لا تعطي أي حركة خاصة. استخدام القرآن للنفي بـ ما لا يتفق مع تعصب القواعد لاستخدام “لم”. العامية تستخدم “ما”. اللغات السامية تستخدم “لا” في جميع الحالات. استخدام “لم” موثق بنقوش قديمة ويعتبرها المؤرخون مؤشراً على العربية حين يواجهونها في النقوش، لكنها لا توجد في كل النقوش العربية.

إذن الأصالة فكرة مخالفة للطبيعة والواقع، واللغة المعيارية موجودة لضبط وتبطيء عملية التطور (وهذا جزء من التطور فالتطور السريع يؤدي إلى الفوضى)، لكنها ليست سجناً للغة وليست منزلة لا يمكن المساس بها.

إذا أنا قلت “ما بدي” (وهو استخدام موثق أصله ما بودي) فما يمنعني؟ لا يمنعني إلا المشايخ والأكاديميات العربية والمتعصبين. لكن في الحقيقة أستخدمها كل يوم في الكلام واستخدمها في الكتابة؛ صحيح في الكتابة على الفيسبوك، لكنها كتابة يقرؤها كثيرون. قد أختار عدم استعمالها إذا وجهت كلامي إلى أصحاب لهجات لا تعرف هذا المصطلح.

هل هو عربي أصيل؟ لا يهمني. إنه استخدام له تاريخ وله استعمال ويفهمه الناس وانتهى الأمر. لكن صدف في هذه الحالة أنه فعلاً موجود في الكتب القديمة ومسموح به في قواعد حراس اللغة المتعصبين. فماذا يمنعني من استخدامه في رواية أو كتاب؟ هنا ندخل في مجال لغة العامة ولغة الخاصة، وهذا تقسيم موجود في كل لغات الدنيا. لا تقل لي أن فرنسية الحياة اليومية تستخدم كل كلمات الفرنسية. لا بل في مشاهداتي الأخير لافلام ومسلسلات فرنسية انتبهت أن المحكية الفرنسية قاصرة ومحدودة جداً وحتى سخيفة وتتفوق عليها الإنكليزية المحكية بسعة التعابير والمفردات. لكن كذلك يمكنك أن تجد ناطقاً بالإنكليزي غير متعلم لا يستخد أكثر من ألف كلمة في حياته كلها.

أكثرنا متعلم تعليم عالي ويعرف من اللغات الأجنبية الجانب الإختصاصي المتعلم، ويعتقد لذلك بأنه قادر على التعبير بها أكثر من اللغة العربية. عندما أحاضر أمام طلاب السنة الأولى لا يفهمون ثلث الكلمات التي أستخدمها بالإنكليزية لأنها كلمة متعلمة حتى وإن لم تكن إختصاصية. وطلاب الإختصاص يدرسون والقاموس إلى جنبهم، وهذا لا تراه عند أي طالب جامعي يتعلم بالعربية. شاهدت طلاب الطب الأمريكان. صدقاً القاموس لا يفارقهم، والأساتذة دائماً يشجعونهم على استخدام القاموس. بينما العربي المتعلم يعتقد أنه من المعيب انه في الجامعة ويستخدم القاموس. يا أخي تحرك ووسع مفرداتك وافتح القاموس. في المجلات الراقية بالإنكليزية، كل الناس طلاباً ومتعلمين يحتاجون إلى قاموس على الأقل مرتين أو ثلاثة للمقالة الواحدة. فهل يتذمرون ويقولون لغة قديمة ومتوحشة ولا يفهمها أحد.
…………………………….
تابع موضوع صعوبة القواعد
الجميع يتذمر من صعوبة قواعد العربية. طيب، إذا كنت تتحدث عن حركات الإعراب فهذا صحيح، وإذا كنت تتحدث عن قواعد الصرف فاحتجاجك في غير محله.

أولاً، أذكر أن اللغات التي تستخدم ما يشابه حركات الإعراب متعددة وأذكر منها الالمانية واليونانية والروسية، والتركية أحياناً. لا بل هناك صعوبة أكبر في هذه اللغات وهي أنك لا تستطيع إسقاط حركات الغعراب لأن المعنى سيختل ولأن الحركات مرتبطة عضوياً مع الكلمات والجمل. بينما بالعربية اسقاط حركات الإعراب لا يؤثر على المعنى إلا نادراً. وكل الناس تعرف أن السكون من السلامة.

في الحقيقة العربية وصلت إلينا في أطوار متقدمة حين كانت اللغة في طريقها لإسقاط حركات الإعراب مثلما حدث في التطور من اللاتينية إلى الفرنسية او الإيطالية.
ثانياً، حركات الإعراب في العربية تلعب دوراً ثانوياً. يعني، نصب المبتدأ بعد إنّ لا يؤدي أية وظيفة بنيوية. أما نصب المفعول به فله وظيفة بنيوية لأنه يعبر عن الواقع عليه الفعل. ومع ذلك فإن الناس لا تسنخدم لا هذا ولا ذاك ويستقيم المعنى. حاول أن تفعل ذلك في الألمانية ولنر كيف ينظر إليك الناس. يتبع
………………………..
موضوع المحكية والفصحى والقدرة على التواصل والتعبير
المحكيات موجودة في كل اللغات وهي تختلف بدرجات مختلفة عن اللغات المعيارية. الحاجة إلى لغة محكية قادرة على التعبير حاجة حديثة جداً. أصلاً اللغات الأوروبية التي صرعونا فيها لن تدخل مجال كلام العامة إلا في القرن التاسع عشر. وفي عام 1800 كان 50% من الفرنسيون لا يعرفون الفرنسية لا كلاماً ولا كتابة. إذن اللغة المحكية المعبرة هي تحد للجميع ويمكن لمستخدمي العربية أن يواجهوه، وهم فعلاً يواجهونه. اسمع إلى عزمي بشارة يتحدث على التلفزيون، هذه لغة محكية متعلمة ومعبرة وغير اختصاصة وليس فصحى تماماً. وهي تفي بالغرض.

ثانياً، من يحتاج للتعبير عن أفكار معقدة في حياته اليومية. فقط المتعلمون والطلاب والاساتذة. أما المفردات التي تدخل في فضاء العامة مثل التكنولوجيا وفتافيت من العلوم فهي موجودة في المحكية العربية كما هي موجودة في المحكية الإنكليزية أو الفرنسية. الشيزوفرينيا كلمة متعلمة لكنها مستخدمة من الجميع وفي الحياة اليومية. السياسة، الأخبار، الصحافة، الإرسال، البث، المذيع، الممثل، المسلسل، السيارة، الموتور، الماطينة، السندويشة كلها كلمات جديدة. لا داعي لإلغاء اللهجات المحلية فهذه فكرة فعلاً استعمارية واساسها غربي. كل ما هناك هو محاولة نشر المصطلحات الجديدة في الحياة اليومية.

ثالثاً، التعبير الشفوي ليس فقط لغة وغنى في المفردات، إنه خطاب وممارسة وتدريب. الذي يريد أن يعبر بالحكي عن نفسه بالعربية عليه أن يتعلم فن الإلقاء والخطابة والحديث أما الجمهور. يجب أن تكون هناك مادة خطابة في المدرسة وأن يكون الإلقاء الشفوي جزءاً من التعليم حتى ولو كان بالعامية المتعلمة. هل تعتقدون أن الولد الأمريكي أو الفرنسي القادم من وسط غير متعلم يستطيع أن يعبر عن مشاعره بالإنكليزية أو الفرنسية شفوياً. بالطبع لا، وإذا استطاع فبفضل المدرسة، المدرسة تعلمه الكلام أمام الجمهور وتصحح له الاخطاء اللفظية والإستخدامات العلامية colloquialism. أنا أصحح طلابي على هذا الاساس. إذا استخدموا كلمة شوارعية فإني أعطيهم الكلمة المثقفة واطلب منهم الإعادة. التعليم هو الاساس وليس اللغة الجاهزة. الإنكليزية تواجه تحديات يومية من متحدثين بلهجات مختلفة، ودرجات من التعليم، واستخدامات شعبية، ولغات شوارعية لعصابات الأحداث، ولغة أغاني الراب. الفرق مع العربية أنها لا تجلد نفسها وتعتبر نفسها قاصرة، بل تتطور وتتقبل الجديد، وتحافظ على التعليم وتستمر بإنتاج المصطلحات الإختصاصية ونشر المصطلحات الجديدة بين الناس.

حامساً، ثم ياتيك من يقول بان قواميس العربية لا تدخل الكلمات الجديدة. يا أخي اعمل قاموسك. هل تعتقد أن لاروس الفرنسي أو ويبستر الإنكليزي كان موظف دولة. الجماعة ألفوا كتاب وباعوه. أصلاً الشعوب التي لديها أكاديميات لغوية لحراسة اللغة هي غالباً شعوب تعاني لغاتها من ضعف التطور. ليس هناك أكاديمية للإنكليزية لكن هناك أكاديمية سقيمة للفرنسية وأكاديميتين سقيمتين للعربية يقوم عليهما دواعش العربية. اعمل قاموسك وبيعه واكتب مقالتك وانشرها مع كلماتك الجديدة. وإذا رفض المحرر انشرها على الإنترنت أو في مجلة أخرى اقل داعشية.
…………………………….
موضوع التعريب
لا تحتاج العربية أن تلد المفردات كما تلد المراة الرضيع. فإننا نعود بذلك إلى هو الاصالة (وعلى فكرة، الأصالة مفهوم دوني له علاقة بالكولونيالية).

أولاً، اللغة ليست شخص مفكر حتى تمتحنه وتجبره يبق الكلمة. الترجمة والتعريب ليسا ترجمة وإنما نحت وخلق لمفردات. وابسط حل هو استخدام نفس الكلمة الأجنبية. لا حاجة إلى إدخالها في منظومة الصرف العربية وإيجاد جذر وما إلى ذلك. الجذور في العربية واللغات السامية هي وسيلة توضيحية وليست حقيقة واقعية. الأسبقية ليست للجذر وإنما للإسم. ويتم اشتقاق الجذر من الإسم ثم اختراع الفعل واشتقاق الكلمات الأطول والأصعب حسب الأوزان. إعادة الكلمات إلى جذور وترتيب المعجم حسب الجذور هو عمل اصطلاحي. جذور المعجم ليست كلها جذور حقيقية وإنما مستنتجة. لا تحتاج إلى جذر لإدخال إسم إلى العربية، مثل ديمقراطية. لكنك تحتاج إلى جذر لإدخال فعل. وحتى هذا ليس ضروريا. في كل الأحوال يمكنك أن تصنع فعلاً مركباً مثلاً عمل ديمقراطية، أقام ديمقراطية. إذا كانت الإنكليزية أو الفرنسية قادرة على صنع فعل من الإسم فهذا لا يعني أنها أقدر أو أنها لا تستخدم أفعالاً مركبة. حتى صيغة -ize فهي اختراع حديث مأخوذ من اللاتينية عن طريق الفرنسية. يعني قبائل الإنكليزي لم تكن تستخدمها ولم يسمعها أحد من أعراب الإنكليز.

ثانياً، الكلمات لها تاريخ وفضاء حيوي من المعاني ولا يمكن نقل هذا كله بالترجمة. عندما نترجم كلمة فرنسية مثلاً فنحن نترجم أحد المعاني وليس كل المعاني. ثم الكلمة العربية ستأخذ طريقها وستصنع تاريخها الخاص. من فترة قريبة كان هناك حديث على الإنترنت حول تعريب كلمة civic وأن التعريب بـ مدني لا يشمل كل معاني الكلمة ولا يربطها بمشتقاتها الإنكليزية مثل civil civility civilize civilization
هل من واجب الكلمة العربية أن تتحمل وتنقل الف سنة من تاريخ تطور الكلمة الإنكليزية المقابلة وتاريخها اللاتيني الأعمق تاريخياً. بالطبع لا، وليس من الضروري أن تجد كلمة تحمل كل المعاني وتعطي مشتقات تحمل معاني مشتقات الكلمة الإنكليزية.
هل هذا من ضعف العربية؟ بالطبع لا، خذ أية كلمة عربية ولن تجد لها مقابل بالإنكليزية يشمل كل معانيها العربي وكل معاني مشتقاتها
مثلاً حدث، حدّث، وحادث، وتحادث، وتحدّث، واستحدث
لا يمكن، لا يوجد، كلمة تحادث وحدها لا توجد ترجمة لها بكلمة واحدة في أية لغة أوروبية. فهل نقول إن اللغات الأوروبية ضعيفة أو عاجزة أو قاصرة. نصف أسماء النجوم والكواكب بالإنكليزية أصلها عربي ولا أحد يتذمر ويقول وامعتصماه هذه كلمات غير أصيلة ولا يستطيع المتحدث بالإنكليزية ان يفهمها مباشرة ودون قاموس.

مثال على التعريب
ما هو تعريب gender ؟ لا توجد مرجعية لغوية تعطيني الترجمة ولست بحاجة إليها، اللغة سوق عرض وطلب. البعض يقول جندرة والبعض يقول جنس اصطلاحي ويمكن أن ترالالا، المهم أن تجد من يستخدمها وينشرها ويبحث في موضوعها. العلاقة بين المعني واللفظ علاقة شبه عشوائية. الطاولة ككلمة لا تتعلق بالطاولة كشيء. أصلاً اول استخدتم موقف للكلمة الإنكليزية بالمعنى الفلسفي السوسيولوجي الحالي يعود إلى 1963، وليس إلي القبائل الانكلوساكسونية. الكلمة اصلها لاتيني genus ومشتقلة من جذر gene ويعني الولادة كما في generate. الاستخدام الاقدم قليلاً للكلمة يعود إلى الاوائل القرن العشرين وكان استخداماً عامياً للنكتة يحيل إلى الجنس. الكلمة نفسها مع الدال تعود إلى الفرنسية القديمة وغير موجودة في الفرنسية الحديثة، إلا أن المصطلح الحديث دخل الفرنسية من الإنكليزية. هذا يعني أن الذي استخدم الكلمة في كتاب مثقف عام 1963 أخذها من العامية وغير معناها. ومعنى الكلمة الفرنسية الاصلية genre هو النوع وليس الجنس كذكر وأنثى.

هذا يعني لا تمتحن العربية بتعريب مثل هذه الكلمات وإنما تحدى الباحين والكتاب والفلاسفة العرب. وحتى ان امتحنتهم وجاؤوا بكلمة فهذه لن تحمل إلا المعنى الفلسفي للكلمة الإنكليزية. ولا تنتقدهم إذا جاؤوا بكلمات عامية أو كلمات قديمة تعبر عن الصنف او النوع أو الفصيلة، أو بكلما تعبر عن الولادة فالمعرب وناحت الكلمة الجديدة قد يعود إلى تاريخ الكلمة الإنكليزية لحتى يجيه الوحي. ولا تقل لي أن الأنكليزي العادي يعرف معنى جندر فهو بالتأكيد بلا يعرف إلا إذا كان متعلماً.
……………….
في موضوع التهجية
العربية أسهل لغة في الهجاء. تكتب ما تلفظ. إلا الهمزة والألف المقصورة ففيها صعوبة. أنا عانيت الأمرين ولا أزال أعاني من هجاء الإنكليزي، خاصة بلفظها الأمريكي. لا يمكن أن تقابل كلمة إنكليزية وتلفظها صح ما لم ترجع إلى قاموس أو يلفظها لك واحد إنكليزي أمريكي. حتى قواعد الإملاء ليست شديدة الصعوبة وهناك اختلاف بين الدول. قواعد إملاء الهمزة المتوسطة كما أراها في الكتابات المصرية بسيطة جدا، ضعها على نبرة. الفرنسية لها قواعد هجاء لكن عددها كبير. الالمانية تكتب كما تلفظ. اليونانية، لها قواعد هجاء معقدة لأنها قديمة.

استخدام الحركات في الكتابة: الناس تعتقد أن الغرض من الابجدية ومن هجاء الكلمة هو أن تعرف لفظها مباشرة. هذه فكرة حديثة جداً. وكما ذكرت حتى في الإنكليزية اللغة العالمية لا رابط بين اللفظ والهجاء. الغرض من الكتابة ورسم الكمات هو التذكير بشيء يعرفه الإنسان وإلا لما احتاج التعليم. يعني الغرض من “كتب” ليس أن تعرف أنها فعل او إسم وإنما ان تذكرك بالمعنى العام ويفعل السياق النصي الباقي ويساعدك على الوصول إلى المعنى الخاص. هذا الشيء موجود في كل الأبجديات. الالمانية أقل من غيرها لكني أنصح القارئ بالعودة إلى تاريخ الكتابة الألمانية وكيف تم تحديثها في القرن العشرين لتصبح مماثل للفظ.

كذلك فإن الابجديات السامية كلها فيها حركات ولا تحتوي على أحرف صوتية قصيرة. فلماذا؟ أولا لتبسيط الكتابة وسرعتها فالأبجدية من اختراع الفينيقيين التجار. ثانياً، لأن اللغات السامية شديدة التشظي إلى لهجات. أنظر في سوريا وحدها كم لهجة عندنا وبعضها صعب على الآخرين فهمه. لكن العبقرية هي أن الأختلافات بين اللهجات لا يطال الجذر والإشتقاق في الغالب وإنما يطال الأحرف الصوتية القصيرة والطويلة. لذلك إذا كتبت اللغة السامية بأبجدية مع إهمال الأحرف الصوتية فسيفهم كتابتك كثير من الناس. تماماً مثل الصينية. وكيف نعرف أن العربية الفصحى كان لفظها تماماً كما نلفظها الآن. هل شفت مسلسل سوري عم يحكوا بالفصحى وقارنته مع مسلسل مشابه مصري أو مغربي. شو رأية بالفصح عندما تلفظها ممثلة شامية متغنجة أو مصرية دلوعة. هل تعتقد أن أعراب الجزيرة كان لهم نفس اللفظ.

أخيراً، إذا كان هدفك الوصول إلى الكلمة المناسبة بأسرع طريقة ولا تريد التحزير فكل ما هنالك هو حركة واحدة. الهجاء مع حركة واحدة يعطيك الكلمة مباشرة إذا كنت متعلماً. لكن إذا لم تكن فلا توجد لغة في العالم تستطيع أن تساعدك. كل اللغات المكتوبة تفترض التعليم. فإذا عذبنا أنفسنا وأضفنا هذه الحركة الواحدة لانتهى النقاش. وهذا لن يعيق سرعة الكتابة فالعربية من اسرع اللغات كتابتة لأنها تشفر اللفظ بتشفير قصير وسهل. أنظر بالمقابل إلى كلمة
institutionalization
الإنكليزية وقارنها بكلمة مأسسة العربية: العربية فيها ثلاثة مقاطع صوتية وخمسة أحرف هجائية، والإنكليزية فيها ثمانية مقاطع صوتية (بالزايد أو بالناقص تنين، ماني شاطر بالتقطيع) وعشرين حرف هجائي.

لكن ما هي الحركة الفاصلة؟ نظريتي التي أقترحها وبحاجة إلى مزيد من التمحيص لتعميمها تقول: حركة الحرف الثاني من الجذر (والشدة إذا لزمت) وليس من الكلمة. طبعاً الوزن يعطيك معلومات كثيرة عن اللفظ، لكن الإلتباس في اللفظ ينتهي عندما تحرك الحرف الثاني من الجذر
كتَب فعل ماضي
كتُب إسم، جمع
كتْب: مصدر
يكتُب: مضارع
يكتَب: مضارع مبني للمجهول
كتِب: ماضي مبني للمجهول
كتَاب: اسم جمع
كتِيبة: اسم
كتَيب: تصغير، اسم
كاتِب: اسم فاعل
مكتُوب: إسم مفعول
كتَاب: اسم
كتّاب: اسم فاعل، جمع
كاتَب: ماضي على وزن فاعل
كتَب: ماضي على وزتن فعّل
كتِّب: ماضي مبني للمجهول على وزن فعّل
كل إلتباس في المبني للمجهول تحله حركة الحرف الثاني من الجذر. ولهذا لا داعي لاستخدام صيغة تم+مصدر للتعبير عن المبني للمجهول، فقط حرك الحرب الثاني من الجذر وبذلك تفتَح لك أبواب كثيرة للتعبير.
………………………..
المقالع الممكنة للغة العربية
ذكرت سابقاً فكرة أن كل لغة تتطور بحاجة إلى لغة أخرى تاخذ منها كلمات دون الإلتزام الشديد بقواعد اللغة الثانية. والافضل أن تكون لغة المقلع لغة قديمة غير مستخدَمة
بالنسبة للفارسية والتركية، المقلع هو العربية، والفرنسية
بالنسبة للإنكليزية فهي الفرنسية واللاتينية والإغريقية واحياناً الألمانية

بالنسبة للعربية فهناك خيارات كثيرة: العربية أخذت من السريانية والفارسية والتركية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية واللغات البربرية والمصرية القديمة. اللغات القديمة التي يمكن استغلالها العربية القديمة، العبرية، الآرامية، اليمنية، الكلدانية، الآشورية، وحتى السومرية. هذه اللغات السامية شبيهة بالعربية من ناحية الجذر لكنها قد تغير حرف أو اثنين في الجذر وعندها أوزان اشتقاقية كثيرة. كما أن عندها كلمات ليس لها مقابل مباشر في العربية (من ناحية الجذر) وتستخدم نفس الاحرف. حتى الفارسية والتي هي هندية أوروبية تعطينا كلمات قريبة من الإنكليزية مثلاً لكن بلفظ أقرب إلى العربيةز كما أن تاقلم الفارسية مع العربية يعطينا أدوات ممتازة يمكن تطبيقها في العربية. مثلاً الإضافة في الفارسية تستخدم الكسرة. أي يمكن جمع كلمتين لتكوين كلمة جديدة والوصلة هي كسرة في آخر الكلمة الأولى. وهذا يعفينا تماماً من حركات الإعراب للكلمة الأولى.

مثلاً يمكن أن نقول علم-ى-نفس (علمىنفس) ونربطهما بنبرة للدلالة على الكسرة (ألف التعريف تدخل على أول كلمة، العلمىنفس، بعكس العربية الفصحى) واللفظ هو
3ilm-e-nafs
او يمكن استخدام المصطلح الفارسي وهو نفسشناسي
nafs-e-shenasi
قارن بين shenasi و science
التشابه أصله هو الاصل الواحد الهندو أوروبي
حتى حتى الإبقاء على الإضافة العربية فما المانع. معظم الكلمات الإختصاصية الأجنية مؤلفة من كلمتين لاتينيتين، شو هالشغلة يعني.
كذلك فإن النحت من لاشيء ممكن، ماعيب
واستخدام الكلمة الأجنية كما هي ممكن أيضاً، شو عيب راديو وتلفزيون، وأشكمان، ودركسيون، وشكلاتة، وأص، وكبا، وسبيتي، وبرزيز، وشطرنج
شو المانع من استخدام الكلمة المنحوتة في العامية، شو عيبها، يعني كلمة كلاكيش رهيبة وتعبر تماماً عن كراكيب وأشياء صغيرة متناثرة أو تابعة لشخص غير مهم، خود كلاكيشك وانقلع.
………………………………………..
نسينا مسالة جموع التكسير. لكن لها تخريجة، أولاً شوف الجموع الألمانية، ثانياً شوف الجموع الاردنية. ما إسم افراد قبيلة بني خالد، الخوالدة وليس الخالديون. يعني العربي يستطيع أن يبتكر جمع التكسير على وزن يعرفه إذا لم يتذكر الجمع المستخدم.
شو جمع أمّورة، فريكة، لكن (الطشت)، تاكسي، عمارة، شنكليشة محشية.
عندك لا يقل عن 16 وزن لجمع التكسير وتزداد. كل لهجة تستخدم وزنا مختلفاً لكن ضمن الأوزان المعروفة. ولم أر أي عربي يخطئ بالجموع ضمن حدود الأوزان، يعني الناس عم تتعلمها وماشي حالها.
يعني ما من الضروري تسهيل اللغة إلى حد تصبح منطقية جداً. القواعد دائماً لها عشرات الإستثناءات، اللغة كائن حي.
………………………………
خلص، تعبت …….
……………………………………………….
إضافة أخيرة
سأل الاخ حسام سؤالا وجيها
“عندي سؤال الكم: ليش انا الان بستمتع بالادب الغربي (خاصه بالانكليزيه) اكتر من الادب العربي؟ مثلا وقت اللي بيوصل عدد النيويوركر الجديد، مابقدر شيله من ايدي، بس لما بقرأ ادب عربي حديث مابيثير فيي اي حماس.”

عادي، الادب الانكليزي مثير اكثر من العربي ومجلة النيويوركر صحافة وادب مقالة نخب اول ولا ترقى اليها اية مجلة عربية. هل المشكلة في اللغة العربية ام في الادب العربي ام في الكتاب العرب. لنتخيل تجربة بسيطة، خذ اديب او صحفي عربي وعلمه الانكليزية دون ان يقرا ادب انكليزي رفيع او يتعلم في جامعة امريكية، يعني على التلفزيون والصحف العادية وكتب روايات عبير. واطلب منه ان يكتب مقالة او رواية بالانكليزية. فهل تعتقد انه سيكتب مثل النيويوركر ام انه سيكتب مثل ترجمة لرواية لنجيب محفوظ، مع احترام للكاتب. هل تعتقد ان الادباء الاتراك بدؤوا يكتبون روايات وابحاث جيدة فقط لانهم يدؤوا يستخدمون الاحرف اللاتينية وابعدوا الكثير من الكلمات العربية من لغتهم. ام هل تعتقد ان الادب الايران احسن من العربي لان اللغة فارسية مختلفة عن العربية.

سؤال اخر، هل قرات روايات الحب الرخيصة التي يبيعونها في المتاجر في امريكا، هل قرات ما يسمى بالادب الامريكي المسيحي، هل قرات صحف التابلويد او الصحف المحلية. هل شاهدت فيلم الترانسفورمرز. اعتقد ان افضل اي رواية عربية جادة شوية على كل هؤلاء. وهذا ينطبق على اي ادي غربي. المتعلمون والمثقفون في كل بلاد العالم يتوجهون نحن الادب الرفيع بغض النظر عن لغته. لو قرات تورغينيف الروسي باية لغة لاعجبت به، ولو قرات جبران خليل جبران باية لغة لعرفت انه ادب اطفال وتقليد للاناجيل.

اعطني جامعات جيدة واموال وفيرة ووسط ثقافي حر وساعطيك ادبا رفيعا. اما اذا كامت قمة ما تقراه هو سيرة الزير سالم فلن تنتج الا حكايات الف ليلة وليلة.
تعليم، فضاء تواصل وتبادل، وحرية فقط لا غير. اين اللغة من هذه الضرورات.
نعم يمكن ان نتحدث مفاهيم تنلقها اللغة دون ان نحس. مثلا مصطلح شاذ جنسيا لن يجعلك تفكر بالتضامن مع هؤلاء الناس، بينما مصطلح مثلي يجعلك محايدا على الاقل حبن تسمع الكلمة للمرة الاولى. لكن مع ذلك اللغة لك تاخذ القرار، ومع ذلك دخلت مفردة المثلي واصبحت تنافس القديم.

اخيرا، الادب يعبر عن الثقافة فاذا ما انتميت الى الثقافة بكب جوارحك فان ادبها سيعجبك. اما اذا تحولت مرجعيتك الثقافية فلن تجد ادبها مستساغا.
انا مثلا لا احتمل اشعار مظفر النواب، بينما هو محبوب الجماهير من الخاصة والعامة، وذلك لاني لا انظر الى مجتمعنا ومشاكلنا بنفس طريقة النواب. ابغض ايضا محمد الماغوط وامل دنقل واحمد شوقي وادونيس، واحب بدر شاكر السياب وعبد الباسط الصوفي ومحمود درويش والشعر الشعبي المصري واللبناني والعراقي. قرات روايتين لممدوح عزات واعجبت بهما. قرات ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي، نعم اعرف، واحب لغتها. احببت رواية بغادة السمان، امل من مواضيع محمود دروبش المكررة ومواضيع الادب العرب المكررة ايضا. احب قراءة مقالات حسام الدين درويش ولا اطيق كتاباتة المتمشيخين. احب قراءة القران وتزعجني قراءةالاحاديث. احب قراءة الجاحظ وامل من قراءت الشعر الجاهلي، فهل حكمي عليه. من كل هذه الاحكام ايةل يعتمد على اللغه ان على ما نصعه فيها.

 

تابعونا على صفحات وسائط التواصل الإجتماعي:

أحمد نظير الأتاسي

أنا أستاذ مساعد في قسم التاريخ والدراسات الإجتماعية في جامعة لويزيانا التقنية (لويزيانا، الولايات المتحدة). في عملي الأكاديمي، أدرّس مقدمة لتاريخ العالم، تاريخ الشرق الأوسط (القديم والقروسطي، والحديث). وأعمل أيضاً كرئيس للمركز الإستراتيجي لدراسة التغيير في الشرق الأوسط، SCSCme.

You may also like...

shares