عدوى التقشف من أوروبا إلى سورية

ظهرت هذه المقالة على موقع مدونة الموسوعة السورية في 27 سبتمبر، 2011

بقلم يوسف الخازن
بسم الله الرحمن الرحيم

الاقتصادات الأوربية القوية ترنحت تحت وطأة الأزمات المالية وأجبرت عدة حكومات على إعلان التقشف، أما سورية العصية على أعدائها والتي حذفت أوربا من الخارطة و تعملقت حتى كادت تعاقب مجلس الأمن تحت بندها السابع في عامها الثامن و الأربعين فقد غرقت في شبر العقوبات النفطية “الأوربية” وقررت فجأة أن تكاشف شعبها بخططها التقشفية للحفاظ على قطعها الأجنبي النادر من أن تبدده أيدي شعبها المبذر على المتع والكماليات.
اجتمع مجلس الموظفين (الوزراء) يوم الخميس و خرج موظف مقهور هو وزير التجارة نضال الشعار ليعلن قراره ذائع الصيت بإيقاف استيراد السلع التي تتجاوز رسومها الجمركية نسبة 5%.

و تعكف الآن الفعاليات الاقتصادية السورية في مهلة أقصاها نهاية أيلول الجاري على دراسة ما يمكن استثناؤه من تلك المواد لضرورات انتاجية أو غذائية أو طبية.
تذكر المواطنون فور سماع القرار المذكور أيامهم الخوالي عندما قرر حافظ الأول إعلان التقشف الأول في خضم معركته الشرسة مع العدو الإسرائيلي والإمبريالية والرجعية فعاش أتباعه المبثوثون في أرجاء البلاد أزهى عصورهم طالما أن الاقتصاد انتقل بالكامل إلى تحت الطاولة وأصبح كل مواطن مهرب فعمت النعم على كافة الأجهزة الرقابية المختصة وغير المختصة وازدهر الخط العسكري مع لبنان ونشأت الطريقة الشبيحية على أيدي زعماء القرداحة.

واليوم ليس كالأمس فالأجهزة الرقابية ليست وحدها صاحبة الكلمة في الزبداني وقارة وتلكلخ والقصير، ويصعب تقاسم كعكة الانتعاش المرتقب لخطوط التهريب التي يغلب عليها صفة المناطق المعادية.

لكنه شر لا بد منه تحسباً لأشهر عجاف لم تتمكن فيما يبدو روسيا والصين من درئها عن أصدقائها حتى الآن فصولات الدب والتنين في مجلس الأمن أسهل من صولاتهم في مجلس موظفينا المتقشف.

تابعونا على صفحات وسائط التواصل الإجتماعي:

You may also like...

shares