إلى السوريين المحبين للنظام

الأحد، 11 سبتمبر 2011

للكاتبة و الصحفية الاسبانية ماروجا توريس مدونتها الخاصة ، و هي هنا توجه الكلمة لمحبي النظام السوري : MARUJA TORRESترجمة : زياد حدرامي الأميني
كما لا بد أن يكون المطلعون على هذه المدونة قد تبينوا ، فإن السفارة السورية قد جندت عملاءها المأجورين ليضعوا مشاركاتهم على مدونتنا . هذا من حقهم . لكن المحاججات التي يستخدمونها – و هي حجج القذافي نفسها – بأن هناك سلفيين إسلاميين متطرفين ، و حتى من القاعدة ، يريدون الاستيلاء على السلطة ، و أن الأمر يتعلق بمؤامرة دولية مدبَّرة من الخارج ، حتى لو كانت صحيحة فإنها لا تبرر أن يقوم رئيس دولة لم يكن حتى اليوم قد تميز بهذه القسوة – أما والده فقد كان :  و من قصفه لشعبه نشأت هذه الأزمات –  أقول إنها لا تبرر أن يطلق جيشه و أجهزته القمعية على المتظاهرين المطالبين بالحرية . أما إذا كان النظام متسامحاً ، فليفسح المجال لدخول الصحافيين . لطالما فعلتُ ذلك و ذهبتُ إلى هناك مراراً ، لأنني أحب سوريا ، بشكل خاص جداً أحب دمشق ، و الشعب طيب و مرهف الإحساس . لكن قبل الحصول على تأشيرة الدخول من السفارة السورية في مدريد ، كان يتوجب عليَّ إحضار ورقة – اعتاد التوقيعَ عليها بمتعة كبيرة أحدُ مسؤولي جريدة ال باييس –  للتعهد بأنني ألتزم بعـدم كتابة و لـو سـطر واحد فقط . و قد  حدث هذا لأنني في إحدى المرات ،  في بدايات التسعينات ، كنت مدعوة إلى هناك لحضور مؤتمر للمثقفين الاسبان السوريين ، و قد تفرغتُ للحديث مع  المعارضة و انتقاد النظام  . لقد غفروا لي ذلك مع مرور الوقت  ، و في كل مرة كنت أعبر من لبنان إلى سوريا – و هي رحلة تستغرق أقل من ساعتين و تضمن قضاء نهاية أسبوع جميلة – كانوا يضعون ختم الدخول بدون كثير من التدقيق . و لكن الأمر تغير مرة أخرى عندما افتتحت سوريا مؤخراً بعثتها الدبلوماسية في بيروت و بدأت من جديد  معاناة الصحافيين .فليطمئن بال الأسد و رفاقه : فلا الولايات المتحدة و لا إسرائيل مهتمتان بأن يتخلى طبيب العيون قصير النظر عن الحكم بقبضة قوية . إنهم لا يريدون لسوريا ، و هي في الموضع الذي تحتله ، أن تتحول إلى عراق جديد . لكن ثمة أشياء لا يستطيعون تأجيلها : التعطش إلى الحرية واحدة منها . و المعارضون يظهرون شجاعة مدهشة .أشـتاق إلى دمشق ، إلى سـوقها ، إلـى أزقـة حاراتها المسيحية ، إلى تمـثال صـلاح الديـن و الصـخب المحيط بـه ، إلى أحيائها التعاونية  و سائقي الأجرة و دُمَاهم الفوسفورية الوامضة ، إلى تواضع الناس ، و الكرامة التي يتحملون بها فقرهم . أشتاق إلى كل ذلك  بشكل مؤلم . لا تعودوا إليَّ بقصصكم هذه . فلن أنشر المزيد من الآراء الرسمية : لأنها ، من بين أشياء أخرى ، من الناحية الأدبية كما من الناحية الأخلاقية ، مضجرة إلى درجة قاتلة .

تابعونا على صفحات وسائط التواصل الإجتماعي:

You may also like...

shares