فلنتكلم عن سوريا

الاثنين، 29 أغسطس 2011

ليلى نشواتي، ظهرت في صحيفة إل باييس في 08 يوليو 2011ترجمة : زياد حدرامي الأميني 
أنا غاليثية من أصول سورية . عشتُ بين الصمت و المحرّمات و التعبيرات المكظومة في دمشق الثمانينات . كانت بلداً منعزلاً بستارة من الحصار الذاتي , من الصمت , من الإهمال  و الشكوك . من الخوف من الذين هم في الأعلى , و الذين هم في الأسفل , من أبناء العم , من الجار القريب . لم يكن هناك حاجة للوشاة حتى , لأن الخوف يحمي الشخص حتى من أفكاره الخاصة . عودتنا إلى اسبانيا كانت إغلاقاً للباب , إلى درجة كبيرة , أمام ما يحدث في الوطن لأن سوريا لم يكن لها وجود في وسائل الإعلام الغربية .أمضيتُ أعواماً و أنا أكتب عن الحرية , و حقوق الإنسان و الأشكال الجديدة للتواصل , و لكنني لم أتكلم قط عن سوريا . كنت خائفة . على نفسي و على من بقي من  أسرتي هناك. مازال لدي خوف من تداعيات الكلام عن نظام يعتبر حرية التعبير تهديداً ,لكن هذا ليس عذراً للصمت عندما يكون لدى المرء فضاءات للتعبير و مستَقَر آمن و جواز سفر أوروبي.وهكذا بدأتُ بالكتابة عن سوريا , بالأدوات التي أمتلكها , و في المنتديات التي تتيح لي المجال . أكتب مع احترام المواطنين السوريين , مع حب بلدي الأصلي ,  مع السخط من الألم و الخسارة غير المبررة . و بدون ادعاءات و بدون المجازفة بإبداء الرأي حول ما هو الطريق الأفضل نحو تحول ديموقراطي . و بدون الدخول في تقييم للشكل الأفضل من الحكم و لا الوسائل السياسية لبلوغه , لأنني لست عالمة في السياسة .اليوم أود التوجه إلى المجتمع الإسباني – السوري الذي ما زال يخاف الكلام و الذي يعتقد أنه ليس هناك ما يتكلم عنه . المطالبة بالحرية هي طريق لا رجعة فيه , و إذا كان هناك من لحظة في تاريخنا الحديث للانخراط  فهي هذه . فعدم الانخراط لم يعد خيارا . لأن الربيع العربي أطلق الحاجة الجماعية للتعبير, و التلاقي , و المطلبة بالحق بالتفكير بشـكل مختلف , أو مساير , كمـا قـد يفضل كـل واحـد . لأن هناك اليوم المـزيد مـن الوسـائل و الأدوات و من يرغب في التعبير سوف يجد طريقه مهما كانت الحجب الحائلة كثيفة. و لأنه في الوقت الذي سيصبح فيه كل السوريين أحراراً , فسَيَوَدُّ ( الاسبان السوريون ) لو أنهم كانوا من الأوائل , و ليس من الأواخر , في الدفاع عن أنّ الحرية ممكنة و ضرورية .

تابعونا على صفحات وسائط التواصل الإجتماعي:

You may also like...

shares