مسألة الحجاب

من Wiki Akhbar
نسخة ٢٠:٥٤، ٣٠ أكتوبر ٢٠١٩ للمستخدم Aatassi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'=13 يناير، 2019، عودة إلى الحجاب مع فراس السواح= ورجعنا الى الحجاب. بما اني احب عركات الفيسبوك، ف...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

13 يناير، 2019، عودة إلى الحجاب مع فراس السواح

ورجعنا الى الحجاب. بما اني احب عركات الفيسبوك، فلابد لي ان ادلي بدلوي. من الواضح ان الانقسام الايديولوجي هذه الايام تحدده قضايا الثنائي اسلام سياسي-علمانية. كنت اتمنى انت تنتج الثورة السورية جعبة جديدة من مواضيع الخلاف الايديولوجي لكن اسلمة الثورة، بغض النظر عن كيف، جعلت اي انقسام سياسي انقساما دينيا. وهذا يعني ان المواضيع الذي ستثار لتجييش الموالين سياسيا ستكون مواضيع دينية مثل مظلومية السنة، وتدمير المساجد، والجهاد ضد الحكم النصيري، وتطبيق الشريعة، بالاضافة الى المواضيع القديمة مثل الحجاب وشرب الخمر والموضة والمسلسلات والمد الاسلامي وكفر العلمانية. المراة وجسدها وعقلها ومشاركتها في المجتمع تعتبر من اهم مواضيع الجدال السياسي لان الاستقطاب واضح ومضمون. يعني اذا كان عندك معركة سياسية ومش ضامن الناخبين فان موضوع المراة سيفرز الناخبين مباشرة ودون عناء، تماما مثل مواضيع الاجهاض وزواج المثليين في امريكا. وبناءا على هذا فاني اعتبر جدال الحجاب جدالا سياسيا بحتا. وفي الحقيقة جعلت الحركات الاسلاموية الحجاب اساس معركتها السياسية منذ السبعينات. واقول هذا عن معاينة مباشرة. اللباس المحتشم موجود في كل المجتمعات ويستهدف النساء خاصة. كثير من الشعوب تفرض نوعا من غطاء الراس على النساء. واصبح الغطاء جزءا من اللباس التقليدي. وحتى الرجال عندهم غطاء راس تقليدي. بالنسبة لنساء المدن في سوريا كان هناك الإشارب او المنديل وكان هناك الملاية السوداء. وبالطبع كان هناك فئة من المجتمع لا تفرض على نسائها اي غطاء، وهي فئة طبقة لها تاريخ منذ بدايات القرن العشرين، ويمكن اعتبارها منفصلة عن الطبقات الشعبية من ناحية الثروة والتعليم والتوجه الثقافي الغربي. ثم بدأ ظهور الطبقة الوسطى. ودخلت هذه الطبقة معترك السياسة في الاربعينات. واستمرت الطبقة الوسطى بالتوسع مع توسع التوظيف في الدولة والتعليم العمومي. الحجاب كما نعرفه اليوم ظهر في السبعينات في سوريا وبدا ينتشر عن طريق الضغط الاجتماعي والتجييش السياسي والقبيسيات وما شاكلها. النقلة النوعية التي حصلت في الثمانينات هو نجاح الاسلام السياسي ومشايخ الدروس في الجوامع في جذب الطبقة الوسطى. كان البعث والشيوعيون ينافسونهم عليها، لكنها مع زيادة عنف النظام وفشل الايديولوجيات الاخرى اصبحت الاسلاموية هي المنتشرة. وما لا يريد الاسلامويون الاعتراف به هو ان هامش الحركية كان دائما في صالحهم. فعندهم منبر الجامع ومنبر الدروس ومنبر الجمعيات ومنبر السياسة. وهذه المنابر لم يلغها النظام نهائيا بل كان دائما يفتحها لهذا او ذاك حسب التحالفات، وحتى ان حجبها عن الاخوان فكان يفتحها للصوفية مثلا. خصوصية الاسلام السياسي هو عدم وجود عوازل بين فضاء السياسة والفضاءات الاجتماعية الاخرى بسبب الثقافة. هذا يعني انه ولو انهزم اخوان المعارك فان مشايخ السلطة يحملون مشروعا اجتماعيا مشابها يمكن ان يبني عليه اي تيار اسلاموي جديد. وقد فتح النظام هذه المنابر تماما في التسعينات بسبب التحالف مع راس المال السني. اذن الحجاب كما نعرفه اليوم اخترعه الاسلام السياسي وروج له عن طريق منابره المعتادة. يتبع في بوست جديد أحمد الابيض-فلسفة الزي الغسلامي