مسألة الحجاب
محتويات
13 يناير، 2019، عودة إلى الحجاب مع فراس السواح
ورجعنا الى الحجاب. بما اني احب عركات الفيسبوك، فلابد لي ان ادلي بدلوي. من الواضح ان الانقسام الايديولوجي هذه الايام تحدده قضايا الثنائي اسلام سياسي-علمانية. كنت اتمنى انت تنتج الثورة السورية جعبة جديدة من مواضيع الخلاف الايديولوجي لكن اسلمة الثورة، بغض النظر عن كيف، جعلت اي انقسام سياسي انقساما دينيا. وهذا يعني ان المواضيع الذي ستثار لتجييش الموالين سياسيا ستكون مواضيع دينية مثل مظلومية السنة، وتدمير المساجد، والجهاد ضد الحكم النصيري، وتطبيق الشريعة، بالاضافة الى المواضيع القديمة مثل الحجاب وشرب الخمر والموضة والمسلسلات والمد الاسلامي وكفر العلمانية. المراة وجسدها وعقلها ومشاركتها في المجتمع تعتبر من اهم مواضيع الجدال السياسي لان الاستقطاب واضح ومضمون. يعني اذا كان عندك معركة سياسية ومش ضامن الناخبين فان موضوع المراة سيفرز الناخبين مباشرة ودون عناء، تماما مثل مواضيع الاجهاض وزواج المثليين في امريكا. وبناءا على هذا فاني اعتبر جدال الحجاب جدالا سياسيا بحتا. وفي الحقيقة جعلت الحركات الاسلاموية الحجاب اساس معركتها السياسية منذ السبعينات. واقول هذا عن معاينة مباشرة. اللباس المحتشم موجود في كل المجتمعات ويستهدف النساء خاصة. كثير من الشعوب تفرض نوعا من غطاء الراس على النساء. واصبح الغطاء جزءا من اللباس التقليدي. وحتى الرجال عندهم غطاء راس تقليدي. بالنسبة لنساء المدن في سوريا كان هناك الإشارب او المنديل وكان هناك الملاية السوداء. وبالطبع كان هناك فئة من المجتمع لا تفرض على نسائها اي غطاء، وهي فئة طبقة لها تاريخ منذ بدايات القرن العشرين، ويمكن اعتبارها منفصلة عن الطبقات الشعبية من ناحية الثروة والتعليم والتوجه الثقافي الغربي. ثم بدأ ظهور الطبقة الوسطى. ودخلت هذه الطبقة معترك السياسة في الاربعينات. واستمرت الطبقة الوسطى بالتوسع مع توسع التوظيف في الدولة والتعليم العمومي. الحجاب كما نعرفه اليوم ظهر في السبعينات في سوريا وبدا ينتشر عن طريق الضغط الاجتماعي والتجييش السياسي والقبيسيات وما شاكلها. النقلة النوعية التي حصلت في الثمانينات هو نجاح الاسلام السياسي ومشايخ الدروس في الجوامع في جذب الطبقة الوسطى. كان البعث والشيوعيون ينافسونهم عليها، لكنها مع زيادة عنف النظام وفشل الايديولوجيات الاخرى اصبحت الاسلاموية هي المنتشرة. وما لا يريد الاسلامويون الاعتراف به هو ان هامش الحركية كان دائما في صالحهم. فعندهم منبر الجامع ومنبر الدروس ومنبر الجمعيات ومنبر السياسة. وهذه المنابر لم يلغها النظام نهائيا بل كان دائما يفتحها لهذا او ذاك حسب التحالفات، وحتى ان حجبها عن الاخوان فكان يفتحها للصوفية مثلا. خصوصية الاسلام السياسي هو عدم وجود عوازل بين فضاء السياسة والفضاءات الاجتماعية الاخرى بسبب الثقافة. هذا يعني انه ولو انهزم اخوان المعارك فان مشايخ السلطة يحملون مشروعا اجتماعيا مشابها يمكن ان يبني عليه اي تيار اسلاموي جديد. وقد فتح النظام هذه المنابر تماما في التسعينات بسبب التحالف مع راس المال السني. اذن الحجاب كما نعرفه اليوم اخترعه الاسلام السياسي وروج له عن طريق منابره المعتادة. يتبع في بوست جديد أحمد الابيض-فلسفة الزي الإسلامي
Ahmed Omar نفس الشيء بيحصل في السياقات العلمانية او الدينية الاخرى. فبتهيألي انو الاسلام السياسي مش استثناء انما القاعدة العامة كده. لما المجتمع يكون مفلس سياسيا، بيصير يهري في اشياء ملهاش علاقة الا بحقيقة كونه فارغ وعاجز عن تقديم طرح اخر ذو معنى. بس سؤالي هو شو المخرج من هاي المعضلة؟
أحمد زهاء الدين عبيدات فِقْهُ الفواحش.. ماذا خسرنا بانحسار التيار العروبي الوسطي؟ https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=537578870060405&id=100014248891285
Yanes Sy يمثل الحجاب في التصور الجمعي العربي والإسلامي، حالة من الأيقنة، فهو نقيض؛ بحكم الضرورة التي اشتقها تراث قريب؛ للعريّ والسفور والخروج عن فطرة بشريّة قديمة، رأت أن الاحتكام إلى شرطها، مقترنٌ أساساً، بالسِتر وإسدال الثياب على تفاصيل الجسد الأشد تركيباً وتمييزاً، بيد أن هذا لا يستقيم قطعاً مع ما يمكن أن نعتبرهُ مساساً فاضحاً بمَلكة الفصل والتمييز بين ما هو حدّي وآخر يوازيه حدّة وتط كما استغلت تيارات الإسلام السياسي بعض الفنانات اللاتي تحجبن، كنوع من الدعاية السياسة لها، اويعكس هذا النوع من الإملاءات قدرة تيارات الإسلام السياسي على التلقين، واجتذاب أعضاء جدد "تسمع وتطيع" وتقتنع بأعرافها الاجتماعية، تمهيدا لتنفيذ قرارات ذات منحى آخر. إذا، هي مسألة "أدبيات" ، وطبقها الإخوان بالحرف، لكنهم في فترة لاحقة سيجدونها "وسيلة" من أجل الوصول لـ"غايتهم". .
Hassan Jamali العلمانية ليست نظاما للحكم ولا إيديولوجية حتى تقارن بالإسلام السياسي. الإسلام السياسي هو إيديولوجية شمولية والنقيض هو نظام ديمقراطي تعددي. والعلمانية هي إحدى أعمدة البناء الديمقراطي التي تهدف إلى المساواة بين المواطنين وضمان حياد الدولة تجاه الأديان الأيديولوجيات.
Ammar Aljer في بوستك تقرر من جهتك عشرات الموضوعات على أنها حقائق وتربطها ببعضها. وهذا الطرح يمنعنا من التركيز لمناقشة الأفكار كل فكرة على حدة. الحجاب هو قضية تطرح في المزادات بلا شك ولكن بالأصل لا يوجد عزل للحجاب عن اللباس فهو قضية لا تتعلق بالمرأة بل بستر العورة وبمفهوم اللباس في الإسلام وبمفهوم الأسرة ودورها في المجتمع. ربما تمت معالجة هذا جزئياً في كتاب الدكتور الأبيض https://drive.google.com/file/d/1Wo6uI698v7t3hxb1HhvkeYGl0Pyx3zSu/view?usp=sharing
Ahmad Nazir Atassi ولماذا لا اقرر فعندي المعرفة الكافية. كذلك فانه من الواضح ان الكلام محاولة للتنظير وبالطبع كل ما قلته اجزاء من حجة بدليل انك رفضتها دون إثبات أيضا. بالطبع فان مسالة الحجاب متعلقة باللباس. لكن لا اعتقد بوجود شئ اسمه زي اسلامي
Ammar Aljer هناك ملاحظة غريبة جديرة بالدراسة لها علاقة بالموضوع لقد فرضت داعش غطاء الوجه لمدة سنتين في منطقة "الراعي" مع أن غطاء الوجه ليس من عادت المنطقة ثم خرجت داعش الغريب أن معظم النساء بقين حتى اليوم يغطين وجوههن
Ammar Aljer يمكنك أن تبحث في الانترنت بشكل حيادي عن كلمة sex أو ما يشبهها وسترى أن المعروض بشكل أساسي هي أجسام نسائية لعل في ذلك جواباً مقنعاً لمن يريد أن يعرف سبب اختلاف حدود العورة بين الجنسين. أما حدود تلك العورة فهذا شيء مختلف. أعتقد أن قضية المرأة يجب أن تدرس بشكل شامل ضمن دوائر الانتماء الانساني مرتبطة بقضية الأسرة والطفل دون إهمال أهمية الجنس. معا
13 يناير، 2019 - متابعة الحجاب
اذا كان الحجاب معركة سياسية يقوم بها الاسلام السياسيي او المشايخ، وعندهم تقاطعات كثيرة، فان الحجة الدينية تطورت مع الزمن. وفي الحقيقة كانت الهجرة الواسعة من البلدان المسلمة دفعا هائلا لمشروع الحجاب، فقد تحول من حجة دينية غير واضحة ومن استراتيجية سياسية للتجييش الى قضية هوية. شخصيات هذه المعركة الجديدة كانت افضل مما كان يحلم به اي حزب اسلامي واعني من جهة المهاجر المسلم، اي المظلومية المعتادة، ومن جهة اخر الغرب المتعالي والمستعمر الاسبق. وفي الحقيقة فان معركة لباس المراة كانت موجودة في فترة الاستعمار واصبحت رمزا للمقاومة الشعبية ضد المستعمر الذي يحاول القضاء على شخصية الامة. والثورة الايرانية استعادت هذا الرمز الى درجة تحجبت اليساريات في المظاهرات ضد الشاه اشهارا لمقاومتهن له وتاييدهن للخميني رمز الثورة. وقد دفعن ثمن هذا الخطا التكتيكي غاليا. اليوم تعود المعركة القديمة الى الظهور لان استحقاقات ما بعد الحرب قد حان وقتها ووجب التجييش. خاصة وان التيارات الاسلاموية انهزمت لكنها كونت رصيدا من الشهداء يمكن ان تتاجر بهم فحسب زعمهم اين كان العلمانيون عندما كانوا هم في خنادق الجهاد. حجة واهية بالطبع لان الدعم الخارجي صب في مصلحتهم ولو صب في مصلحة العلمانيين لرايت نفس قادة الفصائل يحاربون تحت مسميات مثل كتيبة ماركس وكتيبة تشي خيفارا او حتى كتيبة جان ستيوارت ميل وروسو. بالنسبة لي، الحجاب حتى ولو كان خيارا واعيا وذاتيا فانه جزء من مشروع سياسي وجزء من مشروع ثقافي لا يريان في المراة وجسدها الا ساحة صراع بين الذكور. الثقافة الذكورية المبنية على غواية المراة وفتنة الرجل تصب في مصلحة الرجل دائما على حساب المراة. الايات والاحاديث وغيرها ليست الا ادوات، فالمعركة الذكورية قديمة، واول من فرض الحجاب على الحرائر بالقانون هم الاشوريون اي من ثلاثة الاف عام. يمكننا ان نتخيل ثفافة اخرى تضع وزر الافتتان على الرجل وتسمه بالضعف وقلة الايمان. في هذه الثقاقة تكون السلطة للمراة فاللوم والعقاب لا يقعان عليها بل عليه، وهذا ما نراه احيانا في امريكا، لكن امريكا لا تزال ثقافة ذكورية. ويمكن ان نتخيل ثقافة اخرى ترى في الغواية والافتتان جدالا طبيعيا هدفه بناء مجتمع متماسك. وهناك احتمال اخر تصبح فيه الغواية للرجل والافتتان للنساء. اذن ليس هناك قانون طبيعي وانما إلصاق لتراتبية في السلطة على منظومة بيولوجية. الحجاب الاسلاموي لا علاقة له بما كان سائدا في عهد النبي او غيره، ولا حتى في عهد الخمسينات. الحجاب تراث مخترع. والهدف سياسي لاظهار تفوق الاسلامويين وتمرير مشروعهم على انه ثقافة المجتمع، وهذا كان دائما زعمهم. بالطبع الامتدادات والنتائج الجانبية غير المتوقعة كثيرة. عند المهاجرين اصبح الحجاب قضية هوية. عند المتدينين اصبح ثقافة وايمان ديني. وفي الحرب السورية اصبح رمزا للمقاومة. اليوم الدول الغربية تتعامل مع الحجاب كثقافة اما معادية او يجب تطبيعها. واصبح الحجاب جزءا من القانون يمنعه او يسمح به. وفي تركيا نجد تطورا مشابها. لكن الحجاب مختلف. انه رمز الطبقات التي تصوت لاردوغان ورمز مقاومة الاتاتوركيين ورمز المطالبة بحقوق مدنية مثل التسجيل في الجامعة.
لكن هناك نتيجة غير متوقعة ليست في مصلحة الاسلامويين. اصبح الحجاب وسيلة لتحرير المراة من قيود الاب والاخ. اصبحت تستطيع الخروج والدراسة والعمل. لا بل اصبح للحجاب موضته الخاصة من اجل سد حاجات الطبقات الحاكمة الجديدة كما في تركيا. النساء يذهبن الى الجامعة ويدرسن حتى الشريعة ويجابهن الرجال في الفتاوى والفقه والتاريخ والمهن الاخرى.
وهذا ينقلنا الى تعامل العلمانيين، او لنقل غير الاسلامويين فمعظمهم لا يستحق حتى صفة علماني، مع قضية الحجاب. ان رفض الحجاب شيء ورفض المراة المحجبة شي اخر. يمكن ان نرفض الحجاب من باب رفض فرض الارادة الذكورية ومنظومة الغواية-الافتتان التي تجعل المراة مجرمة بحق الرجل الذي لايحتمل الغواية. اما رفض المحجبات فهو وقوع في فخ الاسلامويين وبغباء. كيف ترفض انسانة وتحكم عليها من منطلق منظومة يخضع لها الرجال والنساء والاطفال. كيف ترفض انسانة استطاعت ان تحول الحجاب الى حرية في الحركة والتعلم. والاعظم من هذا كيف تجعل المراة ساحة لمعركتك مع الاسلامويين تماما كما فعلوا هم بها. انا لا احب الحجاب وارفض كل الايديولوجيا الاسلاموية التي تدور حوله واعتبره رمزا لتسلط الذكور حتى ولو حملته المراة طواعية وعن قناعة راسخة. لكني ارفض تمام استخدام المراة وجسدها كساحة معركة، وارفض تماما ان اتكلم نيابة عن المراة نفسها. اذا اراد السواح رفض صداقة المحجبات فهذا حقه. الاسلامويون انفسهم لا يصافحون النساء المحجبات ويعتبرون السافرات عاهرات. اي ان السواح ليس غريبا عن هذه التصرفات. ويمكن حتى ان يكون الحجاب حجابا لعقل بعض الناس، لكنه بهذا سيحذف نصف المجتمع الذي يعقد هو انه ينقذه بعلمانيته. والمفارقة هي، كيف يكتشف السواح عقول الذكور المغلقة فهؤلاء لا حجاب لهم يفضحهم. هنا ايضا المراة هي الخاسر الاول.
Yanes Sy على مد العصور نجد دائما أن الزي والملبس في الدول العربية والإسلامية يعكس النظام السياسي للدولة سواء كان هذا النظام علماني أو ثيوقراطي أو وطني. لكن ما يجعل أنظمة الإسلام السياسي مختلفة عن الأخرى هي استغلالها للتفاسير الدينية المختلفة لتثبيت أيدلوجيتها السياسية وبالتالي يصبح عدم الالتزام بهذا الزي ليس فقط مخالف لتوجه الدولة بل مخالف للدين والشرع وأكثر من يتعرض لتلك الهيمنة والزي الإجباري هي المرأة. على سبيل المثال، انعكس حكم الدولة العثمانية على زي النساء التي كانت ترتدي الحجاب وغطاء الوجه والعباءة التي وصلت للجزيرة العربية بشكلها الحالي خلال الحكم العثماني. وبعد سقوط الدولة العثمانية وبينما كانت الجمهورية التركية العلمانية لا تزال في مهدها، تم إدراج قضية اللباس على قمة جدول أعمال النظام الجديد. أراد أتاتورك تحديث تركيا وجعلها تصل إلى مستوى الحضارة الأوروبية المعاصرة فوجد أن المظهر الديني التقليدي يبعد شعبه عن أوروبا. لذلك، صدر عام 1934 قانون اللباس الذي يحظر ارتداء الملابس الدينية خارج أماكن العبادة وفي عام 1984 جاء أول قرار بحظر الحجاب في الجامعات والذي طبق على نطاق واسع ليشمل عددا من القطاعات.و ب تالي أراد ان تكون نضره موحدة للنساء لا يكون هناك تميز بين المحجبات وغير المحجبات في المشتمع والجامعات على حدا سواء وبدلاً من الحجاب الذي كان مطلوبًا في سياق القواعد الاجتماعية آنذاك، فإنَّ النظام القانوني الفعال يوفـِّر اليوم للمرأة الحماية المطلوبة من "التحرش"، فدولة الحرية والقانون تحمي المرأة من خلال المعاقبة على الاعتداء على شخصها مثلاً. وهذا الحماية تـُعنى في المقام الأول بعدم تعرضها للأذى الجسدي، ولكن بالنظر إلى الحريات المكفولة للفرد في دولة القانون الحديثة فإنَّ الفرد مسؤولٌ عن نفسه أكثر من أيِّ وقتٍ مضى في ألمانيا القرن الواحد والعشرين - على أقصى حد - لا يؤثر منظر شعر النساء وحده بشكلٍ مثير جنسيًا. كما لا يستثير مجرد رؤية الشعر أية تخيلات جنسية لدى أيّ أحدٍ وبالتالي لا يستثير أيَّ تصرفٍ غير أخلاقي، وربما يكون مهووسو الشـَعر (فتيش) هم الاستثناء الوحيد. عندما تسير المرأة في منطقة المشاة في مدينة ما لا ينظر أحدٌ إليها بسبب شعرها. إنما إذا كانت المرأة ترتدي ملابسَ مغريةً أو مميزةً جدًا وتتصرف بشكلٍ لافت فإنها قد تلفت نظر البعض إليه. ناهيك عن أننا لا نتعامل اليوم مع عالم الرجال الذي كان قائمًا قبل أكثر من ألف عام. وبفضل منجزات دولة الحرية والديمقراطية، دولة القانون، وبفضل المفهوم السائد اليوم في ألمانيا عن العلاقة بين الجنسين لا تحتاج المرأة بالضرورة إلى غطاء رأسٍ كي تكون رزينةً. إذن عفا الزمن على الحجاب. إنَّ الفكرة السلفية القائمة اليوم بخصوص الحجاب كواجبٍ ديني تقوم بالدرجة الأولى على تأويل بعض العلماء الذين عاشوا بعد النبي محمد بعدة أجيال. ويمكن للمرء أنْ يتبع أحكامهم لكن هذه الأحكام ليست مُنزَلة. وبما أنَّ العلماء بشرٌ فهم ليسوا معصومين عن الخطأ. وفي الأوساط المحافظة والأصوليَّة يتم التركيز دائمًا على أنَّ المنشود هو تصرفاتنا تحياتي آلك أستاذ احمد
Hanane Atassi بالنسبة لي بدها تتحجب وتخضع للرجل تعمل يلي بدها بس ما يصرعونا بحجابهم ودينهم وتخلفهم ايام جدي الله يرحموا كنت احب الدين الاسلامي واحترم جميع الاديان ان كانت سماوية او غير سماوية اليوم كرهت الدين واهله وكرهت الادياه وكهنتها والاشخاص الذين يتحدثون بالدين العالم يسير نحو الدمار الاطفال تموت جوعا والنساء تعمل كالعبدات ولاتزال المراءة تغتصب وتباع كالسلع ونحن لانزال نتحدث عن الحجاب وهل الاسلام افضل ام لا ومن سيذهب الى الجنة لقد جعلتوا هذا العالم جحيم بافعالكم وتطرفكم والسلام
Rami Riad الحجاب فرض من الله على المرأة المسلمة وتحديد ان كان فرض واو لا يكون من اهل العلم والاختصاص فهم المرجعية الاولى في المواضيع الدينية وليس لاحد غيرهم القرار الا بدليل شرعي وعلمي ليكون النقاش قابل لموافقة العقل ..... وليس موافق للهوى
بوست باسل الحافظ: الايمان تعريفاً هو التسليم حكماً بتعاليم وقناعات معينة دونما الحاجة الى دليل عقلي على صحتها أو بطلانها. وبالتالي كل مؤمن بعقيدة تستند الى الغيبيات والما ورائيات، سواء كان حاسر الرأس أو يلبس عشرين طاقية فوق بعض، يملك هذا المؤمن حجاباً 'بالمعنى المجازي' يغطي عقله ويحول بينه وبين دحض أو عقلنة أو حتى الخوض في نقاش علمي يتناول أية رأي أو نظرية أو حتى مقولة تتعارض مع أسس عقيدته التي يعتبرها، بداعي ايمانه، مسلمات لا تقبل التفنيد.
مثال على ما سبق ولكي لا يكون الكلام نظرياً، قد يصادف المرء عالم صواريخ هندي يملك IQ مرتفع يعمل في NASA ويساهم في ارسال المركبات الفضائية التي تكتشف الكواكب والمجرات.
هذا العالم قد يكون مؤمناً بالعقيدة الهندوسية، وفي حال أخبره أحدهم بأن البقرة ليست سوى بهيمة كباقي الحيوانات ومن حق البشر ذبحها والاستفادة من لحمها؛ فان هذا العالم - وبسبب ايمانه بالعقيدة الهندوسية التي تقول بتقديس البقرة باعتبارها تجسيد دنيوي لاحدى الألهة Kamadhenu أو Surahbi - سوف يرفض هذا الكلام ويجادل بأن البقرة كائن مقدس لا يجوز المساس به.
أي أن ايمانه يخلق حجاباً - بالمعنى المشار اليه أعلاه - يغطي عقله و يمنعه من التفكير العقلاني الواعي بمسألة تتعارض مع ثوابت عقيدته.
14 يناير، 2019 - الحجاب 3
القضية ليست فراس السواح وموقفي من اعلانه. لا أحب التشهير الذي أصبح الجو السائد منذ انتهاء الحرب، أو إيذانها بالإنتهاء. القضية هي أن إعلانه فتح ملفات قديمة يجب النقاش حولها. إنها قديمة وجديدة في نفس الوقت وتعبر عن شرخ هائل في المجتمعات السورية أدى في النهاية إلى تحويل الثورة إلى حرب بين طوائف. بالطبع استفاد الاسد من هذا الشرخ وهذا لا يعني أن جرائم نظامه ليست المسؤولة عن حجم الدمار الذي نراه، لكن الشرخ جزء من منظومة السياسة في سوريا وجزء من وصول الاسد إلى الحكم وعسكرة نظامه والنفس الطائفي الذي اتبعه. لذلك دعوني انسى السواح قليلاً وأسمي بعض القضايا التي أعادها الإعلان إلى الواجهة: أولاً - وكما قال أحد الأصدقاء، ما هو الدور التنويري للمثقف ثانياً - تقبل الآخر واحترام حرية الإختيار ثالثاً - الشرخ المسمى العلماني-الإسلامي وآثاره في سوريا اليوم رابعاً - الإسلام السياسي واعتباره جزءاً من الثقافة العامة ودور الدولة في فرض أو حماية هذه الثقافة خامساً - ما هو الحجاب تاريخيا واجتماعيا واسلاميا سادساً - الإسلام السياسي وعلاقته بحركة الحجاب. يبدو أنني أحب الترقيم، والسلاسل المرقمة الطويلة، ومن الصعب أن أكتب بوستاً قصيراً. فعذراً، لكن قراءة البوست خيار للقارئ.
أولاً - هل يجب ان يكون للمثقف، مثل فراس السواح، دور تنويري؟ الفكر اليساري طبعاً يؤمن بأن كل شيء موجود لخدمة القضية، إذن فلكل إنسان مهما كان دور في خدمة قضية اليسار في تغيير المجتمع. الإسلام الشعبي والسياسي يقولان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الإسلام السياسي أيضاً يقدم نفسه مخلصاً ويعتقد أن كل شيء موجود لخدمة قضية تحويل المجتمع من الجهل إلى الإيمان. الأيديولوجيا القومية تؤمن بالقائد الملهم وبنشر الأيديولوجيا من أجل خدمة قضية بناء الأمة. يبدو أن كل الايديولوجيات المنتشرة في المجتمعات السورية تعتقد أن هناك دور قيادي وأن هذا الدور يتضمن جزءاً تعليمياً. طبعاً التعليم هو التنوير لأن الأنوار مجرد تعريف تعطيه الأيديولوجيا لأفكارها. رمزية النور ورؤية النور من أقدم الرموز المرافقة لانتشار الايديولوجيات التي تزعم بناء جماعة كبيرة وقولبتها بطريقة معينة مثالية. في المجتمعات الصناعية نرى أن لا وجود لدور إجتماعي إسمه المثقف. يبدو أنهم وصلوا إلى درجة النور المطلق فليسوا بحاجة إلى أنبياء الأنوار. نجد هؤلاء الانبياء في مراحل سابقة قبل طغيان التصنيع والراسمالية. لا أزعم معرفة كيف حصل ذلك، لكني أعتقد أن هذه الملاحظة صائبة. شخصياً لا أحب أنبياء التنوير أو رسل الايديولوجيات، الذي يرمون على عاتقهم مهمة إخراج الناس من الظلمات إلى النور. ولا أحب مصطلح المثقف، وقد كتبت الكثير في تحليل هذه الظاهرة في سوريا وأسميت المثقفين، خاصة اليساريين، بمشايخ العلمانية. إذن جواب سؤال ما هي وظيفة الكاتب أو الأديب أو الباحث أو المثقف المتعمق أو الفيلسوف أو صاحب الافكار أو المفكر (أسماء كثيرة نطلقها على نفس الفئة)؟ وهل هي وظيفة تنويرية؟ لا أعتقد أنه يجب أن يتنطع من نسميهم المثقفين لأي دور محدد وإذا ارادوا لعب دور فأود أن لا يضربوننا منية بأنهم يعملون على تنويرنا. أفضل أن يكون الفنان والكاتب وغيره أنانيا يعبر عن نفسه، وحتى حين يعبر عن الآخرين فإنه يعبر عن أثرهم فيه. الشاعر أو المثقف الملتزم مزعج إلى حد كبير كما هو المبشر بالدين والآمر بالمعروف، وأعتنقد أن عمله في النهاية مصطنع. كأستاذ فان مهنتي التعليم، وككاتب فان احد هموم عرض أفكاري على الآخرين. مهنتي هي جزء من المنظومة الإجتماعية وليست إدعاءا للنبوة. أحياناً تجعلني مهنتي مروجاً للأيديولوجيا الرسمية وأكره ذلك. وقد يكون لي فلسفة عن دوري في المجتمع كمعلم، لكني لست النبي المخلص أو العارف بكل شيء أو التنويري أو الذي يرى الحقيقة. لا بل أعتقد أن المجتمع دائماً منقسم إلى أغلبية من المحافظين واقلية من دعاة التغيير ولا يجب أن يقضي أحدهما على الآخر بدعوى التنوير. إذن لا أعتقد أن لفراس السواح او اي مثقف اي دور تنويري يجب ان يلتزم به طبعا يمكنه ان يختار ما يريد لكن أيضا لقارئ كتبه أن يستنير بطريقته، لكن ليس السواح نبياً أو رسولاً لأية أيديولوجيا كبرى. ولا أعتقد أن المجتمعات بحاجة إلى أنبياء معلمين. نعم قد يظهرون لكن تهافت الآلاف على تمثيل هذا الدور مزعج للغاية. وكل من عمل في بدايات الثورة يعرف تماماً هذا النوع من الشخصيات التي تريد القيادة وتزعم أنها تعرف كل شيء. هناك شيء في ثقافة مجتمعاتنا يدفع باتجاه نوع من القيادة يمكن أن نسميه بالنمط النبوي لكن نترك هذا النقاش إلى يوم آخر. اختصاص السواح بالميثولوجيا طور هذا المجال في بلادنا. وما أحبه بكتاباته، بغض النظر عن مصادرها، أنها ليست ترجمة فقط بل هي صياغة. هناك محاولة انشاء فكر خاص به، وهذا جهد نتعلم منه جميعاً. لكن فهمه للديانات القديمة لا يجعل منه أستاذا في التسامح أو أي شيء آخر، ولا أطلب منه أن يكون ذلك. طبعاً الناس بحاجة إلى بطل أو نبي أو كاريزما، لكن هذا هو النمط النبوي الذي تحدثت عنه. الناس تطلب منه أن يكون كذا وكذا، وبالنسبة له لا اعرف إذا كان يعتقد تقمصه هذا الدور في عمله وشخصه.
14 يناير، 2019 - الحجاب والشرخ في المجتمع السوري
سأعود إلى الشرخ في المجتمعات السورية وقضية الإسلام السياسي وعلاقته بالحجاب. لكن لا بد هنا من لفتة سريعة إلى مقولات يستخدمها الجميع وأعني مقولات ما هو طبيعي وما هو اجتماعي ومصطنع. وهذا في صميم أيديولوجية الجسد والعورة والغواية والفتنة والجنس وبناء الاسرة والمجتمع والحياء والأخلاق العامة. إذا لم تكن هذه المفاهيم واضحة فإن الحوار سيكون حوار طرشان. جسد الرجل مختلف عن جسد المرأة، والشعور الجنسي عند كل منهما مختلف، ودور كل منهما في الإنجاب والتربية مختلف، وكذلك النظرة إلى الجنس وإلى العلاقة بين الجنسين. بالنسبة للبيولوجيا، ليس هناك أكثر من هذا يمكن قوله. كل شيء فوق الإعتراف بالإختلاف هو أيديولوجيا اجتماعية تختلف من مجتمع إلى آخر. الإختلاف موجود لكن معنى الإختلاف والغاية منه وكيفية ممارسته يصنعها المجتمع.ما نسميه "بالطبيعي" غالباً ما يكون أيديولوجيا. لا بل إن مفهوم "الطبيعي" جزء أساسي من أية أيديولوجيا. لأن وظيفة الأيديولوجيا أن تبقى وتستمر وبالتالي أن تعطي الإنطباع بأنها عضوية متجذرة طبيعية وليست خياراً أو تعاقدأ أو تفاهماً بين أفراد أو وهماً أو مؤقتة. مثلاً الإيمان بأن الإله موجود "وطبيعي" جزء أساسي من أي دين يقوم على آلهة، وكذلك الإيمان بأن الدين لم يتغير وأنه مطابق للفطرة الإنسانية، أي "طبيعي". واليوم نقول عن حقوق الإنسان أنها "طبيعية" وجزء من تركيبة عقل الإنسان، وهذا بالنسبة لي مؤشر على الايديولوجيا. الإسلام يتكلم عن الفطرة وكذلك الرأسمالية وحقوق الإنسان وكل الايديولوجيات بما فيها ايديولوجيا الجنس. من الصعب اليوم الحديث عن "كل المجتمعات" لأننا نعيش في زمان انتشر فيه الموديل الحضري الحضاري إلى كافة ارجاء الدنيا ما عدا جماعات منعزلة في الأمازون أو الجزر الهندية. كل هذه المجتمعات تعتمد نموذج العيش ضمن القرى والمدن والدول (عدا البدو لكن البداوية جزء من منظومة الحضارة) أي ضمن منظومات أعطت للجسد والجنس مفاهيم متشابهة. إننا بعيدون جداً عن زمان كانت توجد فيه آلاف الجماعات المنفصلة وغير الزراعية وبالتالي آلاف الموديلات لتكوين الجماعة أي آلاف الثقافات. ولذلك فعندما نقول أن كذا وكذا موجود في كل المجتمعات فإن العينة صغيرة وتقتصر على الزمن الحديث. لكن ومع ذلك فإن هناك مجالاً لبعض المقارنة النافعة.
الأثداء عند بعض الثقافات الإفريقية الصغيرة ليست أدوات إغراء، إنها مجرد أدوات لتغذية الأطفال. مفهوم الجمال الجسدي يختلف من جماعة إلى أخرى. الأفارقة قد يفضلون الخلفية النسائية الكبيرة. والعرب يعتقدون أن الشارب يعطي هيبة للرجل. بينما في كوريا اليوم يفضلون المرأة الشديدة النحافة وهناك ثقافة هوس نسائي بالشاب الجميل جمالاً كان يعتبر نسائياً. الأعضاء الجنسية لا تخرج عن هذه القاعدة. الإغريق القدماء، الأثينيون، كانوا يفضلون الجسد الذكوري ويعتبرونه أكثر جمالاً من الجسد النسائي، وكانت العلاقات المثلية منتشرة وجزء من الثقافة العامة. النساء عندهم كن يتغطين ويبقين في البيوت بينما الرجال كثيراً ما كانوا يحاربون عراة. في الحرب كانوا يلفون خيطاً حول خصر الرجل ويربطون العضو الذكري به حتى لا يعيق حركة المقاتل. العضو الإنثوي في بعض الحضارات القديمة كان عنواناً للخصوبة وله تماثيل ودم الحيض مقبول، بينما عند يهود العهد القديم، المرأة الحائض يجب أن لا ترى الشمس لسبعة ايام وإلا حلت المصائب بالجميع. في كثير من الثقافات المسماة بدائية الاطفال لا يلبسون شيئاً حتى عمر متقدم. ما يعتبره الصينيون جميلاً يراه الأوروبيون قبيحاً. زوجة أوباما مثلاً تعتبر جميلة عند الأمريكان السود وحتى البيض بينما يعتبرها كثير من العرب بشعة. في كاليفورنيا حيث درست كانت بعض الفتيات يأتين الجامعة بقميص وشور فوق البيكيني، وأحياناً دون قميص. الشابة الموظفة في شركة في فرنسا مجبرة على لبس الميني جوب (عرف) لكن في أمريكا الموظفات يلبسن الطويل ويتحاشين التزين. في الهند خصر المرأة التي تلبس الساري مكشوف بينما قد تضع الساري على رأسها في المكان الغريب عنها. الفرنسيون لا يقيمون وزناً كبيراً للأثداء الكبيرة جمالياً بينما الأمريكان مهووسون بالأثداء الكبيرة إلى درجة الضخامة. بعض النساء يرين تيم حسن جميلاً، وأنا لا أرى فيه إلا لاعب كمال أجسام لا يعرف كيف يمشي واين يضع عضلاته المتضخمة. الشعر الجسدي عند الرجل منبوذ جداً في امريكا وعلامة رجولة عند العرب. الوجه واليدين عند الحنبلية زينة وعند الشافعية يمكن الكشف عنها. صوت المرأة عورة عند البعض وغير عورة عند الآخرين.
لا يوجد تعريف واحد للعورة أو الجمال أو الحياء أو الإثارة الجنسية أو العلاقة الجنسية أو الاسرة أو الأخلاق العامة. لذلك فإن الإعتماد على شيء إسمه الفطرة البشرية في أية حجة عن الجنس والجسد هو اعتماد مبني على اسس واهية. لنتجه نحو المجتمعات الشرقية العربية والإسلامية. الأعضاء الجنسية تسمى عورة (أي تشوه) بينما في الغرب يسمونها الآن الاعضاء الخاصة اي التابعة لخصوصية الإنسان. إذن الأعضاء الجنسية تحمل قيمة سلبية (مشوهة وبشعة وناقصة). الغواية تعتبر صفة لاصقة بجسد المرأة وموجهة نحو الرجل الذي يقابلها بالإفتتان (بشقيه الإيجابي أي الاحساس بالجمال والسلبي اي الفتنة). الإفتتان عند الرجل يعتبر طبيعياً الى درجة أنه لا يستطيع أن يسيطر عليه ولذلك فلا داعي للتحكم بالرجل من أجل تفادي الفتنة وإنما يجب التحكم بجسد المرأة. الرجل هنا يظر بمظهر الضحية بينما المرأة تظهر خبيثة تعرف مصدر قوتها وتستخدمها دونما أدنى رادع لتخلق الفتنة. والفتنة هنا هي الصراع بين الذكور إما لامتلاك المرأة أو لامتلاك ثمرة رحمها اي الأولاد. إن كيدهن عظيم، هذا ما يقولونه. كل حروب الرجال وتعسف الملوك وخيانة الحلفاء وقتل الأبرياء ليس كيداً أما المرأة فتتقن الكيد وهو أعظم من كيد الرجال. الرجل هنا ايضاً ضحية غير فاعلة، مجرد مفعول بها. وهذا كله مع التأكيد على أن النساء ناقصات عقل وناقصات دين (بسبب خيار الغواية). هذا التحكم الشديد والخبيث بقوتها الجنسية وغواية جسدها يقابله فقدان كامل لتحكم الرجل بافتتانه واعتدائه الجنسي. هي السبب لا بل كانت ترغب بالإعتداء وخططت له. أتذكر في بداية الثورة ظهرت مشكلة الإغتصاب عند جميع الأطراف وأصبح من الضروري الحديث عن استراتيجية جمعية للتعامل مع الإغتصاب وضحاياه من النساء. ما وجدته في كلام الفقهاء والمفتين كان فعلا صادم ومخزي فقد وصعوا اللوم كله على المراة
15 يناير، 2019 - بوست سمير سليمان
المعنى الأول لحجاب المرأة أنها موضوع حسّي للرجل. والمعنى الثاني أنه هو من يملك جسدها. وبقية المعاني والنتائج, تأتي بالإستتباع لهذين المعنيين .
15 يناير، 2019، حرية الخيار= قالت إحداهن "غريب صرنا في القرن الواحد والعشرين ولا يزال البعض يناقش الحجاب". ما غريب أبداً لان هناك أناس نساء ورجال لا يزالون يعتبرون شعر المرأة عورة ويعتقدون ان الله العادل يكيل بمكيالين واحد لإيمان الرجال وواحد لإيمان النساء. بالله عليكم إذا كان جوابكم على سؤال لماذا تتحجب المرأة وليس الرجل هو نفسه خطاب الغواية والافتتان فأنت لست أيضا في القرن الواحد والعشرين. الحجاب صار مثل أراضي ال٤٨ لا احد يطالب بها لان احتلالها عأصبح ادي بينما التركيز على غزة وشوية ارض صحراوية. الحجاب لم يكن عاديا ولن يكون عاديا. كل المجتمعات الذكورية تحد حرية النساء لكن المسلمين يصرون على الزيادة.
19 يناير، 2019 - تعقيب على نقاش الحجاب
جمعني نقاش مثير ومتشعب مع الصديق Ghiath Bilal حول بوستاتي عن الحجاب والصحوة الدينية وربط السواح لحجاب الراس مع حجاب العقل. واثار غياث عدة نقاط هامة وددت ان اوضحها منعا لسوء الفهم. اولا، اللغة او المقولات الصادمة. هذا انتقاد يوجهه لي العديد من الاصدقاء. قد يكون صحيحا بشكل عام، لكن فهمي لهذه النقطة هو التالي. البيئة التي تربيت فيها مختلفة عن بيئة بعض الاصحاب وكثير من القراء المحتملين. ما يبدو صادما لهم هو طبيعي بالنسبة لي. كان من المفهوم في السبعينات مثلا ان تكون من بيئة يسارية او علمانية او سمها ما شئت، لكنها بيئة لا تقيم وزنا كبيرا للطقوس والمسلمات الدينية ولا تربط الدين بالاخلاق ولا تجعله شرطا لمعاشرة الاخرين والحكم على انسانيتهم واخلاقهم. طبعا هناك ممارسات اخرى مثل عدم لبس الحجاب، بعض الاختلاط بين الجنسين، اختلاف في اماكن المعاشرة الاجتماعية واعني بعدها عن المساجد. لا اقول ان كل افراد هذه البيئة ملحدون او كفار او لا دينيون او لا ادريون. على العكس كثير منهم يعملون الفروض ويعتزون بانتمائهم الديني الاسلامي. انها ثقافة وليست انتماءا طائفيا او التزاما ايديولوجيا بالدين. جزء من الشرخ الاجتماعي الذي تكلمت عنه مرتبط اما بزوال هذه الثقافة او اضمحلالها او تكفيرها ونبذها اجتماعيا، الى درجة الى ان المقولات والممارسات التي كانت سائدة بين افراد هذه الفئة اصبحت غريبة او ممجوجة او مرفوضة. هناك بالتاكيد ارتباطات تاريخية بين هذه الفئة وبين التيارات العلمانية، القومية او اليسارية، وبين تيار ما كان يسمى في اوائل القرن العشرين بالتنوير. ان نجاح حركة الصحوة الدينية جعل من الغريب على كثيرين سماع بعض المقولات التي كانت شائعة بين افراد هذه الفئة واعتبارها خارجة عن الاجماع والاغلبية، وبالتالي اعتبارها صادمة. اية مصالحة مجتمعية في سوريا ستعيد تاريخ هذه الفئة وافكارها وممارساتها الى السطح. وليس من الحصيف من الاسلاميين التهجم الدائم والغاء وجود هذه الفئة ومثيلاتها باعتبارها اقلية والوجود الحقيقي والمسموح به هو للاغلبية. على الاسلاميين ان يخرجوا من قوقعة ادعاء الاغلبية وفهم الديمقراطية على انها ديكتاتورية الاغلبية الثقافية. في هذه الحالة فان العودة الى نظام احترام الملل المختلفة العثماني، اي الطائفية، اريح بكثير من ديكتاتورية الاغلبية التي لا تتغير. ولذلك اقول دائما، ديمقراطية الاقتراع في سوريا في هذا الجو خيار خبيث وكارثي، وبالنسبة لي مرفوض.
ثانيا، ماذا اعني بالحجاب. غطاء الراس والجسد كان موجودا في المنطقة منذ آلاف السنين. نراه في المنحوتات والنصوص الاشورية والتدمرية والرومانية والعربية والعثمانية والحديثة، المشركة واليهودية والمسيحية والاسلامية. نزع غطاء الراس حديث سواءا في اوروبا او الشرق الاوسط او الهند حتى وعمره اقل من مائتي عام، بالرغم من كل مزاعم الحداثة الاوروبية. الحجاب الذي قصدته هو ذلك الغطاء واللباس الذي ظهر منذ السبعينات، اي الشاشية والاشارب الابيض الملفوف حول الوجه والشعر والبانطو الطويل، بالاضافة الى الامتناع عن المصافحة والفصل الشديد بين الجنسين والتطرف في تعريف العورة النسائية حتى تشمل احيانا الوجه والكفين والصوت. هذا اللباس الموحد والتصرفات الموحدة هي ما اسميه الحجاب. وهو لا يشمل الملاية او الاشارب او اللباس الريفي التقليدي او البدوي التقليدي. هذا التعميم والتوحيد هو ما ازعم ان اصله الاسلام السياسي وان بدايته كانت حديثة. لماذا اذن هذا الفصل اذا كان غطاء الراس والجسد دائما موجودا.نحن لا نعيش في مجتمع الحارة والضيعة، ولا مجتمع الزراعة وتجار السوق، ولا مجتمع الخاصة والعامة، ولا مجتمع دفع الضريبة للحاكم وكفى. نحن نعيش في مجتمعات كبيرة ومتواصلة ومترابطة واستهلاكية ومتعددة المهن وانماط الانتاج. نعيش في مجتمع التعليم للجميع ودخول النساء الى ساحة العمل ومجتمع ادوات التواصل السريع وتضخم المعلومات واتساع انتشارها. نعيش في مجتمع المشاركة السياسية والخدمات العامة واعادة توزيع الثروة وتكافؤ الفرص. وبالنتيجة فاننا نعيش في مجتمع استهلاك التعليم والثياب والرفاهية والمعلومة والصورة، انه مجتمع الانتشار والتوحيد، توحيد التعليم، توحيد اللباس، توحيد الثقافة، توحيد المعاملة امام القانون والدولة. اذن اية محاولة للتوحيد تصبح شانا اجتماعيا وسياسيا. الداعون الى الحجاب الذي ذكرته والممارسات التي ذكرتها كانوا يعون تماما هذه السمة التوحيدية، ويعون تماما انهم يطرحون مشروعا للمجتمع الحديث يتوافق مع افكارهم. لكنهم نسوا ان المجتمع الحديث هو ايضا مجتمع الخيارات والحرية، ايا كان معناها، والتمرد على الضغوط المتنوعة والتعددية والحاجة الى التنوع من اجل الاستهلاك، وليس مجتمع الفاشية بتنظيمه العسكري ولباسه الموحد السقيم ومطالبته الافراد بالطاعة. هذه العلاقة الجدلية بين التعميم والتخصيص او التوحيد والتعدد لا يمكن ان نقتلها لا بالنموذج الاشتراكي ولا بالنموذج الاسلامي. الصحوة الاشتراكية او الصحوة الدينية كانت ستؤدي الى نفس ردود الافعال لانها كلها تشبه طلائع البعث والشبيبة والبعث والتوحيد ورفض الاختلاف والطاعة.
تعليق عمار الجر: ما تذكره من وصف للواقع سليم ولكن تحليلك له هو تحليل سريع متأثر (بحسب رأيي) بانتمائك الاجتماعي وبدفاعك عن شكل العائلة الذي تربيت عليه. لا أتفق معك على التحليل. بالنسبة لي هناك عدة مقاييس يمكن أن تحدد تطور فكر فرد أو مجموعة أو مبدأ: 1- تطوير آفاق المعرفة والتركيز على المعرفة الصحيحة والقدرة على التمييز بين الحقائق والفرضيات. 2- انسجام المبدأ مع الطبيعة ومع القوانين الكونية 3- انسجام السلوك الفردي مع سلوك الأسرة مع سلوك المجتمع المحلي والعالمي. 4- تقدير الكائن البشري وتميزه وتطوير قدراته واحترام كرامته 5-حرية الفرد البشري ومنه حرية المرأة (بالمعنى العميق وليس بالمعنى المطروح بالضرورة) هو أحد المقاييس. 6- فاعلية الفرد وفاعلية الأسرة وفاعلية المجتمع وانسجامها مع بعض الخ
أنت تنظر مسبقاً لغطاء رأس المرأة على أنه شيء سلبي ولا تذكر المقياس الذي تعتمده. فيما يتعلق بموضوعك أعتقد ما يلي : 1- أثرت الثورة الصناعية بشكل هائلة على القدرات المادية والتنظيمية للبلدان الاستعمارية مما أدى لتطوير قدرتها على احتلال أجزاء من العالم ومنها الشرق الأوسط 2- كان الدين هو أحد الأدوات التي تم توظيفها في الاحتلال وفي المقاومة 3- ترافق الاحتلال العسكري مع تغيير ثقافي ومنه موقع المرأة في المجتمع ولباس المرأة وغيرها 4- أحد مظاهر الصراع كان في أسلوب تعليم المرأة ولباس المرأة معاً وكان المتاح في الصدمة الأولى إما لباس تقليدي (الملاية) ومرتبط نفسياً بالتقاليد وبنسبة تعليم محدود وإما لباس غربي يترافق مع أسلوب التعليم الغربي 5- كان هناك امتصاص تدريجي للصدمة الاستعمارية (لم تنتهي إلى اليوم) أدت تقليص التناقض المتطرف بين المحافظة الكاملة على التقاليد والفكر واللباس ونمط الحياة من جهة وبين تقمص كامل للعادات الوافدة والفكر واللباس ونمط الحياة وغيره. 6- طبيعة الإسلام التي تركز على مسؤولية الإنسان عن فكره وعقيدته وسلوكه سمحت بوجود مرونة في التعامل مع الصدمة ولذا كنا نجد المرأة التي تنزع الحجاب وتدرس في الجامعة وتواجه الفكر الاستعماري وتدافع عن الإسلام بنفس الوقت. 7- يمكن أن نلاحظ أن كثيرات من أولئك لم يكن في حالة مواجهة مع الحجاب أو المتحجبات وأن الهديدات منهن قد وضعن حجاباً لاحقاً 8- مع الزمن ولدت أنواع جديدة من الحجاب العملي أو الثقافي الذي يقطع الصلة مع الفكرة التقليدية القديمة عن المرأة ولكنه بنفس الوقت لا يقلد النموذج الذي وفد مع الحالة الاستعمارية. وفي كثير من الأحيان كان لتلك النساء استقلالية في القرار وفي التعامل مع البيئة المحيطة 9- بدأت كثيرات من غير الجامعيات تقليد الجامعيات في اللباس 10- مع وجود الأنظمة الديكتاتورية ضعف الفكر وازداد ارتباط اللباس بالتقاليد. 11- يتم إرهاق المرأة والتعدي عليها من الأنظمة الاستعمارية والاسلامية من خلال اختزال القضايا والأنظمة المطروحة في غطاء رأسها
تعقيبي: مشكور على الاستفاضة في الشرح. بالطبع انا متاثر ببيئة نشاتي وهل يمكن للانسان ان لا يتاثر. وانا اوضحت وصرحت اني احاول موضعة ثقافة بيئتي ضمن ثقافات المجتمعات السورية. اما فضية الدفاع عن تلك الثقافة، فلم لا، اعتقد انه من حقها ان تكون موجودة. ولا اعتقد اني اخفيت هذه التاثيرات والمنطلقات. وليس طعنا في حجة سوسيولوجية ان تقول ان الكاتب متحيز لبيئته، الطعن ياتي من التحيز الذي لا يمكن تبريره واقعيا. ويمكنني ان اقول انك ايضا متحيز لبيئة اهلك وتدافع عنها، فهل هذا طعن. ثانيا، انا كررت عدة مرات ان تحليلي لا يقوم على عينة تمثيلية وعمل ميداني وتحليل احصائي. تحليلي قائم على ملاحظات شخصية. وهذا التحليل ليس الا مجموعة فرضيات اعرضها ليكون نقاش حولها حتى اطورها. ثالثا، كيف يغير الانسان قناعاته. لي اعتراضات على ما ذكرته لكني لا اجزم بخطا او صحة مقولاتك. ملاحظتي عليها هي انها لا تقوم على مقولات معروفة سوسيولوجيا. قد يكون التقصير مني. وانت كذلك لم تجمع استبيانات من عينة تمثيلية ولم تحللها احصائيا. اخيرا وعن علاقة الحجاب بالاستعمار فانت تقدم سردية متعارف عليها بين الاسلاميين ولا تقوم على دراسات معروفة، او على الاقل انا لا اعرفها. وهي مقولات تضخم من اثر الاستعمار الفرنسي رغم انه دام 25 سنة فقط في سوريا، وحسب علمي فليس لدينا اية معلومات او دراسات عن دولة الانتداب وتاثيرها في المجتمع. يمكن ان تكون قرات مذكرات، فارجو ذكرها حتى استفيد منها فانا مهتم بالامر
20 يناير، 2019 - تكملة
تكملة لنقاط اثارها نقاش الحجاب اولا، مقولاتي الصادمة ثانيا، تعريف الحجاب ثالثا، ما هو تعريفي للاسلام السياسي هنا الاسلام السياسي او المسيس بالنسبة لي حركة اجتماعية وليست فقط ايديولوجية احزاب تسعى الى الحكم. والافضل تسميته بالاسلام الشمولي بدل الاسلام السياسي. انه ايديولوجيا سياسية واجتماعية، لا بل دين او اعادة فهم للاسلام. انه ايديولوجيا تسعى لاعادة بناء المجتمع وتشمل جميع نواحي المجتمع. قد يقول قائل، نعم هذا ما قاله حسن البنا وغيره. واقول، بالضبط، هذا فهم جديد للاسلام، لكنه ليس الفهم الوحيد او الفهم الاصح. انه اعادة انتاج للاسلام ليتناسب حسب اعتقاد المؤمنين به مع معطيات الحياة الحديثة. لكنه اعادة انتاج تجعل من الاسلام ايديولوجيا دولة ومجتمع، ايديولوجيا الاسرة والمصنع، ايديولوجيا البيت والمدرسة، ايديولوجيا الجيش والدولة، ايديولوجيا الحياة اليومية، العامة والخاصة، الجمعية والحزب. وليس المسلمون الوحيدين الذين انتجوا مثل هذه الايديولوجيا. في الحقيقة كثير من المجتمعات في العصر الحديث ومع دخول الصناعة والسوق الوطنية والعالمية والدولة الحديثة انتجت ايديولوجيات مشابهة، منها الاشتراكية، الفاشية، القومية، الاجتماعية الوطنية، اشتراكية الدولة، البعثية، الوهابية، الماوية، الخمينية وغيرها من الايديولوجيات الشمولية والسلطوية اي التي تحاول تستخدام سلطة الدولة للنفوذ الى كل نواحي حياة المجتمع من اجل ضبطها. انها نوع من ادارة الجماهير، من ضبط التعدد والخيارات والحريات التي خلقها العصر الحديث. هذا النوع من الاسلام بدا مع مصلحي نهايات التاسع عشر ودولة السلطان عبد الحميد، ووجد له تعبيرا تنظيميا وعمليا مع افكار حسن البنا و، الذين جمعهم لاحقا مسمى الاخوان المسلمين، وهم شباب وصلوا الى نفس الافكار في نفس الوقت وانشؤوا جماعات محلية لكن نمط جماعة البنا كان الافضل فانخرطوا تحت مسمى جماعة البنى. هذه الايديولوجيا لم تكن من اختراع الاخوان ولا حكرا عليهم، ويسيء غرماء هذه الايديولوجيا برميهم كلهم في سلة الاخوان حتى اصبح مسمى اخونجي مرادفا لصفة متدين. يمكن القول بان الصحوة الدينية هي الجزء المجتمعي لهذه الايديولوجيا والفكر الاخواني والاسلاموي هو الجزء السياسي. ابطال الصحوة كانوا مشايخ الجوامع وليس الاخوان، لكن الاخوان وبسبب قرب الافكار اتخذوا من حلقات دروس المشايخ مرتعا مناسبا لتجنيد الاعضاء الجدد. ولذلك فقد كانت هناك علاقة عداوة وتعاون بين المشايخ والاخوان يحضون بعضهم كالاخوة احيانا ويطعنون بعضهم في الظهر احيانا اخرى حسب الظروف. اخطا الاسد في الثمانينات بان اعتقد انهم شيء واحد فقام بطردهم جميعا لكنه اعاد المشايخ في التسعينات. اعادهم لان طبيعة شبكات المشايخ تختلف عن طبيعة شبكات الاخوان. شبكات المشايخ مجتمعية ولها وظائف تسيير اعمال وتدوير اموال، اعمال خيرية، تكافل اجتماعي، تزويج ومصاهرة، وساطة وحل مشاكل، بناء مساجد ومدارس ومستشفيات. اما شبكات الاخوان فهدفها الوصول الى السلطة. شبكات المشايخ غير مركزية وغير مؤسساتية، اما شبكات الاخوان فمركزية ومؤسساتية. لكن نلاحظ ان الاخوان لا زالوا يقدمون انفسهم على انهم جمعية خيرية وتعليمية وليست حزبا وذلك من اجل الحفاظ على الطابع الشمولي لايديولوجيتهم، بينما لا يقطع المشايخ صلتهم مع الاخوان لانهم يطمحون بلعب دور الشورى في الدولة الاسلامية المنشودة. من ناحية الدولة وفلسفتها لا فرق بين الاثنين. وقد اتفقا ايضا في قضية الحجاب الجديد. المشايخ يريدون قضية لجمع المريدين واثبات سلطتهم الاجتماعية والاخوان يريدون قضية لاظهار تاثيرهم، والاثنان يعيان ان جسد المراة ودورها في المجتمع لم تكن مسرح الاسلاميين فقط بل كانت مسرح القوميين والليبراليين والاشتراكيين وغيرهم. انها مركز مخاوف وقلق الذكور الاقتصادية والثقافية. ان معركة السيطرة على المجتمع الجديد الديناميكي والمسيس والمتعدد والحر والمستهلك لها عدة مسارح وقضايا رمزية اهمها المراة. من هذه المنطلقات يمكن القول بان الحجاب الجديد كان من صنع الاسلام السياسي في فلسفته كلباس موحد وهوياتي، في دوره كضابط لجسد المراة في المجتمع الجديد، وكرمز لشمولية الايديولوجيا الجديدة. لم يجتمع اشخاص قلائل ليقرروا شكل الحجاب الجديد ووسائل نشره، ليس هكذا تعمل الحركات الاجتماعية. لكن بالتاكيد حصلت مئات الاجتماعات والاف المناقشات وعشرات الحملات الصغيرة غير المترابطة. لن تسمية الحركة بالصحوة ليس خاطئا او عشوائيا، ان الحركات الاجتماعية تعني بناءا جمعيا لوعي جديد. الجميع معا سيكتشفون شيئا قديما بحلة جديدة او شيئا جديدا اصبح معمما، ومن هنا الاحساس بالصحوة. هذا الاحساس لا يكون الا جمعيا. لا يمكن لفرد منعزل ام يصحو يوما في الغابة ليكتشف الحجاب الجديد. ان وصف هذا الوعي الجديد بالصحوة لا يختلف عن التنوير او اليقظة او البعث او الولادة الجديدة او النهضة. كلها تسميات لايدبولوجيات تزعم انها جاءت بشيء جديد او قديم متجدد اخرج الناس من الظلمات والجاهلية والنوم واللاوعي الى النور والايمان واليقظة والوعي.
رابعا، هل الحجاب دائما مفروض. ان اخر جملة اعلاه تجيب على هذا السؤال. الاكتشاف الجمعي واليقظة الجمعية لا يمكن ان تكون فرضا من فوق كما لا يمكن ان تكون قرارا فرديا محضا. اننا جميعا ناخذ قراراتنا ضمن بيئة تحددها الجماعة والمنظومة المحيطة. المسلم لا يولد في اسرة مسيحية واليساري لم ينزل عليه ماركس في النوم. لكن رغم كل ما يحيط بالانسان من محددات فان قراره يبقى من صنع نفسه ولا توجد حتمية. لنقل ان المسالة احصائية. كل المؤشرات والمحددات تقول باني يجب ان اكون مكتبي اصحح اوراق الطلاب، لكني في الحقيقة اتمشى بعد ان صححت ورقتين وتفرجت على شوية فيديوهات ودخلت في نقاش اكاديمي مع صديق فيسبوكي. هذه هي البنيوية التي اتحدث عنها، ليست حتمية لكنها تعترف بان الوسط المحيط سيعطينا احتمالات جيدة للمنحى العام في المستقبل القريب الى ان تاتي ثورة وتخلق ما لانعلم. ولا نزال نعيش في منظومات متقاطعة ننام في نفس المكان يوميا ولا نغير اهلنا كل يوم وغالبا سيعتقد اغلبنا بمعتقدات تشبه معتقدات الاهل. اننا نسعى الى المنظومة مهما كانت الحياة عشوائية.