قالب:بوابة:الإنتفاضة السورية/جابههم بالمعرفة
إن ثورتنا ثورة سلمية. وهذا القرار ليس نابعاً فقط من معطيات استراتيجية فرضتها علينا قوة النظام العسكرية، لكنه قرار يعبر عن روح عصرنا وهي روح تدعو للتعايش السلمي ونبذ العنف. إن اليد التي تضغط على الزناد لا تنفذ الأوامر فقط بل هي تخضع لسلطة عقل يفكر أيضاً. ما نريد الوصول إليه هو إقناع هذا العقل المفكر بالإمتناع عن الضغط على الزناد لأن في ذلك فرضة لتفادي الثارات والبغضاء وفرصة للبدء بتعايش سلمي مع الآخرين من أبناء الوطن الواحد. لكن للأسف، هؤلاء الجنود وعناصر الأمن وقوادهم لا يقرؤون أدبياتنا ولا يستمعون لصوتنا ولا يشاركون في نقاشاتنا. لقد عزلهم النظام عن بقية أفراد الشعب وحشر في عقولهم كل أنواع الطائفية والقبلية والتعصب والبغض. كثيرون منهم أيضاً لا حول لهم ولا قوة فهم عبيد مؤمورون، هم أحجار على رقعة شطرنج النظام القمعي يحركها كيف يشاء. لقد حولهم إلى آلات مطيعة تنفذ الآوامر. ولذلك ومن أجل أن نحمي أنفسنا من هذه الآلة الضخمة المسماة النظام التي لا تفهم إلا لغة الأوامر، لا بد لنا من فهم العقلية التي بني على أساسها هذه النظام، والوسائل التي يستخدمها، وأقسامه وفروعه وقوانينه وأجهزة إعلامه التضليلية حتى نتمكن من توقع حركاته. ونؤكد لكم أن حركات النظام معروفة ومتوقعة، فهو كما ذكرنا آلة كبيرة تتحرك من تلقاء ذاتها لتخدم مصالح أجزائها الكثيرة. وهي بانعزالها عن الشعب وعجرفتها صدقت حتى كذبها نفسه. وحتى لو تغيرت القيادات العليا لهذه الآلة فإنها ستسير كما اعتادت أن تسير لأن كل جزء منها قد باع روحه ودخل في كهف لا خروج منه إلا بتفكيك الآلة نفسها لأنهم هم أنفسهم يخافون منها. الذي يكذب ويعذب ليس أطرشاً لا يسمع كذبه وأنات المعذبين، هو يسمعها لكنه يتجاهلها، وفي أعماق نفسه يعرف أنه قد يكون يوماً ضحية من ضحايا هذه الآلة.
هذه هي بعض العناوين التي سيناقشها هذه الفصل من بوابة الإنتفاضة، وكلها تدور حول موضوع فهم النظام ومعرفته معرفة جيدة تمكننا من توقع حركاته وتفادي الوقوع في شراك عنفه وكذبه وتضليله: