فقه اللغات
محتويات
- ١ 19 كانون الأول 2018، القدرة على التعبير في اللغات
- ٢ 19 كانون الأول 2018، عن تأصيل اللغة
- ٣ 19 كانون الأول 2018، ردًا على انتقاد اللغة العربية
- ٤ 19 كانون الأول 2018، لست عاطفيًا تجاه اللغة العربية ولكن
- ٥ 20 كانون الأول 2018، النحت للمصطلحات المعاصرة
- ٦ 20 كانون الأول 2018، عن اللغة العربية ومفهوم المقالع والأصالة
- ٧ 20 كانون الأول 2018، إشكالية قرآنية اللغة العربية المعاصرة
- ٨ 20 كانون الأول 2018، نظرة مختلفة لقواعد اللغة العربية
- ٩ 20 كانون الأول 2018، المحكية والفصحى والقدرة على التعبير
- ١٠ 20 كانون الأول 2018، إشكالية التعريب
- ١١ 20 كانون الأول 2018، التهجئة في العربية
- ١٢ 20 كانون الأول 2018، المقالع الممكنة للغة العربية
- ١٣ 20 كانون الأول 2018، جموع التكسير
- ١٤ 20 كانون الأول 2018، الفروقات بين منتجات الأدب بين اللغات
- ١٥ 21 كانون الأول 2018، مشاركة لمنشور سمير سليمان عن تطور اللغة
- ١٦ 21 كانون الأول 2018، مشاركة لمحاضر عمار الجر عن أصول الاشتقاق بالعربية
- ١٧ 11 أيلول 2019، أفكار عن فقه اللغة
- ١٨ 12 أيلول 2019، أفكار عن فقه اللغة 2
- ١٩ 12 أيلول 2019، عن الصرف والأوزان
- ٢٠ 13 أيلول 2019، الجذر الثلاثي
- ٢١ 14 أيلول 2019، عدد المفردات وحسن التعبير
- ٢٢ 16 أيلول 2019، عن فقه اللغة العربية والمعاجم
- ٢٣ 16 أيلول 2019، اللغة العربية المعيارية
- ٢٤ 16 أيلول 2019، عن الجذور وزيادة المفردات
- ٢٥ 17 أيلول 2019، الحال والتمييز
- ٢٦ 18 أيلول 2019، عن مرجع "فقه اللغة وخصائص العربية"
- ٢٧ 18 أيلول 2019، الاستعارة والاستنباط
- ٢٨ 18 أيلول 2019، صياغة كلمة لمعنى جديد
- ٢٩ 19 أيلول 2019، ملاحظات لغوية 1
- ٣٠ 19 أيلول 2019، ملاحظات لغوية 2
- ٣١ 20 أيلول 2019، تمرين لغوي 2
- ٣٢ 22 أيلول 2019، تمرين لغوي 3
- ٣٣ 23 أيلول 2019، تمرين لغوي 4
- ٣٤ 29 تشرين الأول 2019، عن اللسانيات الاجتماعية
- ٣٥ 10 تشرين الثاني 2019، الركاكة
- ٣٦ 10 تشرين الثاني 2019، ترجمة مصطلحات أساسية
- ٣٧ 20 كانون الأول 2019، تطور الإنكليزية
19 كانون الأول 2018، القدرة على التعبير في اللغات
بمناسبة يوم اللغة العربية اريد ان اذكر بعض النقاط. قبل ان اؤيد او انتقد او اشجع او اثبط، اريد ان اذكر مؤهلاتي اللغويه تعطيني الشرعية الكافية لما ساقوله فقد تعلمت الى البكلوريا بالعربية، ثم تعلمت الهندسة بالفرنسية وتابعت التاريخ بالانكليزية، واكتب بهذه اللغات، واختصاصي هو الكتب القديمة ودرست العبرية القديمة وبعض الحديثة والفارسية والسريانية والارامية اليهودية وبعض اللاتينية والاغريقية بالاضافة الى الالمانية والاسبانية والتركية الحديثة والعثمانية. بناءا على ذلك اقول، ليس هناك لغة اقدر على التعبير من لغة اخرى، لان اللغات كائنات حية تتطور وتتغير. لذلك من يقول ان اللغة الانكليزية اقدر كن العربية فالرد بسيط، هناك كتابات وابحاث واستخدامات تكثر بالانكليزية لذلك تطورت مفرداتها، بينما لم تتطور مثيلاتها في العربية. كذلك فان التعليم الذي تلقاه القائل بالانكليزية احسن من التعليم الذي تلقاه بالعربية. ولو اقتصر تعليمه بالانكليزية على لغة الحياة اليومية لوجد الانكليزية قاصرة وسمجة. اذن لا تطالب الاخرين بتطوير العربية او كتابتها باللاتينية او التخلي عنها او تحسين وزيادة مفرداتها اذا كنت انت نفسك لاتستخدم العربية. لا نحتاج الى اخصائيين لتطوير اللغة لانها ليست منتجا صناعيا للاستهلاك. اذا اردت اداة تعبير تفضل فعليك ان تطورها بنفسك. طل كلمة ومقالة وفكرة تكتبها بالعربية تساعد على تطوير. واذا كنت نفسك لا تخرج عن القواعد والمفردات التي تعلمتها فلماذا تلوم الاخرين على قصور اللغة. تشجع واخرج عن القواعد والمفردات. انا نفسي اتعمد ارتكاب ما يسمونه اخطاء لازيد تداولها وجعلها القاعدة الجديدة.
Ahmad Nazir Atassi ليست دروس على الطريقة البعثية وانما مواضيع للنقاش ومعلومات ماخوذة من دراسات وليست من صنع عقلي وهواي. الناس عندها احتقار فظيع للغة العربية بشكل غير مبرر ولا صحي. يعني كمان اذا حاسس انه الثقافة والحضارة ناقصتنا فما يمنعك ويمنع غيرك من انتاجها، الموديل الغربي موجود والانسان حيوان مقلد. واذا لم تكن العربية تستعدك فخذ اية لغة تتقنها وابدا الانتاج.
19 كانون الأول 2018، عن تأصيل اللغة
كل الاعتراضات والانتقادات والوصفات التي نطرحها اساسها اما غربيين لا يفقهون العربية او عرب كسالى يحسون بالدونية. اي منطق هذا ان تتخلى عن لغة يتواصل بها 320 مليون انسان يتحدثون بالاف اللهجات. انزر الهند في 300 لغة وليس لهجة، ويتفاهمون بالانكليزية. يعني هل تعتقد انه من الافضل تعلم الانكليزية حتى نتفاهم مع بعض، فالجهد هو نفسه. واما اذا كان اعتراضك على فقر المفردات فهيا اخترع مفردات جديدة، ام تعتقد ان اكاديمية اللغة الانكليزية هي من اخترع كب هذا الغنى في المفردات. لو نظرنا في معجم تأصيل الانكليزية، وليس المعجم التاريخي، لوجدنا ان معظم الكلمات الحديث اخترعها كتاب وادباء وليس لغويون، واخترعوها في القرون الاربعة الماضية. اوجدوها من لاشيء، وليس فقط من اللاتينية او الاغريقية. فافعل مثلهم. واذا لم تجد معجما يضم المفردات الجديدة فلا تنتظر دولة او مؤسسة وقم انت نفسك بالمهمة. كل المعاجم الانكليزية والفرنسية وضعتها شركات خاصة. انا نفسي عملت صفحة من سبع سنوات على شكل الويكيبيديا وبدات تاصيل المفردات التي اصادفها وبرمجت بنك معلومات واستبيان لجمع المفردات العامية. وعندي كتابات غير منشورة في نحت المفردات وتبسيط القواعد وتقعيد الفواصل وغيرها. نحن ننتظر دولة او فاعل خير غني، واذا حاول احدنا اخذ المبادرة، قام الجميع بالتعدي عليه وتثبيطه والسخرية منه، لنعود بعدها الى النق.
19 كانون الأول 2018، ردًا على انتقاد اللغة العربية
اذا كنت تعتقد ان العربية لا تسمح لك بالتعبير الجيد فالقصور منك، انت لم تتعلم اللغة جيدا ولم تحاول تطويرها. بينما صرفت كل وقتك في تعلم الفرنسية او الانكليزية ولذلك فالتعبير باحداهما اسهل بالنسبة لك. البعض ينتقد الابجدية والتنقيط والحركات وتقول حينا الابجدية تنقصها الاحرف الصوتية ولا استطيع القراءة، وحينا تقول الحركات صعبة وتعيق السرعة في الكتابة. في الفرنسية ثلاثة حركات للالف وكذلك لحرف e فهل تجرؤ على نسيانها. بالطبع لا. لماذا اذن لا تطالب بحذفها، لانه ليس لها لزوم في الفرنسية الحديثة. ولماذا لا تعذب نفسك وتتعلم كتابة الحركات العربية. وهل تعرف كم الف سنة احتاج اهل المنطقة لاختراع ابجدية، ثم تتهمهم بالنقصان لنسيانهم الاحرف الصوتية. ثم تاخذ راي الغربيين بان الابجدية الاغريقيه هي الافضل لانها اضافت الاحرف الصوتية. هل تعرف الحكمة العميقة وراء حذف الحركات والاحرف الصوتية. هل فكرت ان الابجدية الحالية هي انسب واحدة لكتابة العربية لانها مختصرة.
19 كانون الأول 2018، لست عاطفيًا تجاه اللغة العربية ولكن
انا لست عاطفيا تجاه العربية ولكني استعملت وتكلمت وعاشرت بعدة لغات وارى اجحافا هائلا تجاه العربية سببه اما الاحساس بالدونية، واركز على هذه، واما استخدام نظريات حديثة بطريقة خاطئة ومصدرها غربيون. واتحدى الجميع، اعطوني اية نظرية او مقولة وسافندها واية فكرة وساعبر عنها بالعربية مهما كانت صعبة واختصاصية.
Eihab Abd شو معنى Sexuality بالعربي ؟ فيك اتحط معنى يفهموا العربي مباشرة؟ عندك تعريب لل Democracy ؟ عندك تعريب لل Gender ؟ أو institutionalism ؟ برأيك المؤسساتية مرادفة ل institutionalism ؟ بعدين القصة مش تحدي ، القصة تجربة تاريخية
Ahmad Nazir Atassi
بالطبع تجربة تاريخية وهذا بالضبط ما كنت ساقوله لك لأنك أعطيتني كلمات وطلبت الترجمة والتعريب وأنا قلت أعطني فكرة أو مقولة وليس كلمات. لا توجد ترجمة كلمة بكلمة وليس من الضروري أن يكون عند العربية اليومية كل هذه المصطلحات فهي اختصاصية. أما في مجال الإختصاص فهو يتبع البحث العلمي. وأنا أتفق معك أن البحث العلمي المكتوب بالعربية ضعيف ولا حاجة له بالمصطلحات التي ذكرتها. أما إذا كنت اختصاصيا واحتجت إلى هذه المصطلحات ولم تستطع نحتها فهذا خطأ منك وليس من اللغة. كل لغة لها نقاط قوة ونقاط ضعف. وتاريخ صنع هذه المصطلحات في الإنكليزية يوضح لك ذلك. لكنك وجدتها حين تعلمت الإنكليزية ولم تضطر لاختراعها. ولو حاولت لعرفت الصعوبة ولقلت عن الإنكليزية ما تقوله عن العربية.
Ahmad Nazir Atassi
لا تحتاج كلمة المؤسساتية أن تكون مرادفة لمقابلها الإنكليزي بل تحتاج أن تعبر عن أفكار الكاتب والباحث. وقد يتحقق هذا بعدة كلمات أو بجملة، أو بنوع من الصراع من أجل حصر بعض المعاني في الكلمة التي قررت استخدامها. فحتى تصبح مؤسساتية مقابلة لمثيلتها الإنكليزية عليك أن تكتب وتصارع مستخدمين آخرين للكلمة حتى تحصرها باختصاصك وتعطيها المعنى الذي تريده. هذا الصراع حصل في الإنكليزية وانتهى ولذلك فإنك تجد مصطلحاً جاهزاً ومعانيه واضحة ومحددة، لكنها محددة ضمن اللغة الإنكليزية. ,غذا نقلت نفس المصطلح إلى أية لغة فإنك ستجد عدم تطابق. الكلمات لها تاريخ وحياة.
Ahmad Nazir Atassi
إذا كانت ديمقراطية إغريقية وإذا أخذها الإنكليز عن الإغريق فلماذا لا تأخذها عن الإغريق أو الإنكليز، لماذا تريد تعريبها. ولماذا لم يحاول الإنكليز أنكلزتها. المصطلخ العربي لجندر هو جندر. اللغة ليست قبيلة وليس من الضرورة أن يكون للكلمة أصل وفصل ونسب. يمكن أن تأخذ كلمة أجنبية وتنسبها إلى لغتك.
20 كانون الأول 2018، النحت للمصطلحات المعاصرة
اعذروني فموضوع اللغة من أحب المواضيع إلي، ولذلك ساصرع راسكم بالبوستات. رداً على التحدي السابق الذي طرحته قال الأخ إيهاب ما يلي: "شو معنى Sexuality بالعربي ؟ فيك اتحط معنى يفهموا العربي مباشرة؟ عندك تعريب لل Democracy ؟ عندك تعريب لل Gender ؟ أو institutionalism ؟ برأيك المؤسساتية مرادفة ل institutionalism ؟ بعدين القصة مش تحدي ، القصة تجربة تاريخية". ورد هو التالي: أولاً لا حاجة لأن يفهم المصطلح الشخص العادي المختص. فإذا قمت بنحت كلمة لترجمة مصطلح اختصاصي فسيكون المقابل العربي اختصاصيا ولا حاجة لأن يعرفه المتكلم العادي. وفي الإنكليزية لم يكن مفهوم الجنس أو ممارسة الجنس من فضاء لغة العامة، لكنه أصبح كذلك مع التعليم العمومي وانتشر الحرية الجنسية وتقدم الطب وإدخل الجنس ومفرداته في لغة العامة. هذا لم يحصل بعد في العربية. لذلك الكلمات العربية المقابلة للكلمة الإنكليزية ليست واضحة الملامح، لكنها تتجه نحو ذلك فاللغة كائن حي يتتطور مع الإستخدام. حتى الآن "ممارسة الجنس" كافية للإستخدام وقد لا تغطي كل معاني المقابل الإنكليزي لكنها قد تغطيها مع الزمن أو قد يتم اختراع كلمة أخرى مثل نكاحية، جنسوية، ـأو يمكن أن نستخدم سيكسية. ثانياً، بالطبع اللغة تجربة تاريخية وهذا بالضبط ما كنت ساقوله لك لأنك أعطيتني كلمات وطلبت الترجمة والتعريب وأنا قلت أعطني فكرة أو مقولة وليس كلمات. لا توجد ترجمة كلمة بكلمة وليس من الضروري أن يكون عند العربية اليومية كل هذه المصطلحات فهي اختصاصية. أما في مجال الإختصاص فهو يتبع البحث العلمي. وأنا أتفق معك أن البحث العلمي المكتوب بالعربية ضعيف ولا حاجة له بالمصطلحات التي ذكرتها. أما إذا كنت اختصاصيا واحتجت إلى هذه المصطلحات ولم تستطع نحتها فهذا خطأ منك وليس من اللغة فاللغة هي مجموع المتكلمين بها. كل لغة لها نقاط قوة ونقاط ضعف. وتاريخ صنع هذه المصطلحات في الإنكليزية يوضح لك ذلك. لكنك وجدتها حين تعلمت الإنكليزية ولم تضطر لاختراعها. ولو حاولت لعرفت الصعوبة ولقلت عن الإنكليزية ما تقوله عن العربية. ثالثاً، لا تحتاج كلمة المؤسساتية أن تكون مرادفة لمقابلها الإنكليزي بل تحتاج أن تعبر عن أفكار الكاتب والباحث. وقد يتحقق هذا بعدة كلمات أو بجملة، أو بنوع من الصراع من أجل حصر بعض المعاني في الكلمة التي قررت استخدامها. فحتى تصبح مؤسساتية مقابلة لمثيلتها الإنكليزية عليك أن تكتب وتصارع مستخدمين آخرين للكلمة حتى تحصرها باختصاصك وتعطيها المعنى الذي تريده. هذا الصراع حصل في الإنكليزية وانتهى ولذلك فإنك تجد مصطلحاً جاهزاً ومعانيه واضحة ومحددة، لكنها محددة ضمن اللغة الإنكليزية. ,غذا نقلت نفس المصطلح إلى أية لغة فإنك ستجد عدم تطابق. الكلمات لها تاريخ وحياة. رابعاً، إذا كانت ديمقراطية إغريقية وإذا أخذها الإنكليز عن الإغريق فلماذا لا تأخذها عن الإغريق أو الإنكليز، لماذا تريد تعريبها. ولماذا لم يحاول الإنكليز أنكلزتها. المصطلح العربي لجندر هو جندر. اللغة ليست قبيلة وليس من الضرورة أن يكون للكلمة أصل وفصل ونسب. يمكن أن تأخذ كلمة أجنبية وتنسبها إلى لغتك.
20 كانون الأول 2018، عن اللغة العربية ومفهوم المقالع والأصالة
مثال أسمع كثير من الأطباء السوريين في أمريكا وغيرها من البلدان الغربية يتذمرون من تعلمهم الطب بالعربية في بلدهم وويلقون اللوم على اللغة نفسها وعلى التعصب اللغوي ويريدون أن يكون تعليم الطب في سوريا بالإنكليزي كما هو في العديد من الدول العربية وغير العربية. أنا ما عندي مانع يكون تعليم الطب أو غيره بالإنكليزية. لكني أستسخف الحجة، وهي أن العربية متخلفة، ويعطونك أمثلة عن مصطلحات طبية بالعربية ويضحكون منها لأنها غريبة أو كانت تستخدم للجمال والأحصنة. طيب يا اخي المصطلحات الطبية الغربية كلها من اللاتينية والإغريقية فهل تعتقدون أن هاتين اللغتين حكر على الغرب أو أنهما مرتبطتان عضويا بكل اللغات الاوروبية. وثانياً هذه المصطلحات غريبة عليك كما هي المصطلحات العربية فلماذا تعتقد أن الغربية أحلى وأنسب، أليس هذا دونية، بصراحة إنها دونية واضحة. اللغة الغربية كيوت وسلسلة ومتحضرة واللغة العربية بدوية ومتوحشة، أليس كذلك !!! وأنتهز هذه الفرصة لأزيد في توضيح الأفكار التالي المذكورة أعلاه: أولاّ الشبه بين الفارسية واللاتينية أكبر من الشبه بين الالمانية واللاتينية. وما تعتقده أنه تطابق بين الألمانية واللاتينية هي لأن الكلمة التي تستخدمها وتعطيها كمثال جاءت من اللاتينية خلال القرنين الأخيرين فقط (عدا الدين والفلسفة فالإقتباس أبكر). فلماذا لا يعتقد الفرس أن الإغريقية حكر عليهم ولماذا لا يستقون كل مصطلحاتهم منها. ولماذا مصطلحاتهم مستقاة من العربية القديمة. إذن القضية ايديولوجيا ليس أكثر. ثانياً، كل اللغات عاجزة عن استيعاب كل الافكار. كل اللغات التي تتصدى للتعبير عن العلوم الحديثة الواسعة تستخدم لغات أخرى كمناجم ومقالع للمصطلحات. مفهوم المقلع أساسي جداًز المقلع يعني وجود الحجر لكن دون الإلتزام بقواعد صارمة. الكلمات الفارسية المستقاة من العربية لها استخدامات مخالفة لمعناها العربي. والكلمات الإنكليزية المستقاة من اللاتينية أو الإغريقية مأخوذة قلعاً أى مشوهة ومركبة بطريقة لا تسمح بها اللغة الاصلية. العرب يرفضون اتخاذ مقلع لأنهم يعتقدون أن العربية لغة الله ولا يجب أن تتغير، أو لأنهم يعتقدون أن اللغة مثل النسب والعائلة، يجب أن تكون أصيلة. مفهوم الاصالة الشائع جداً عندنا مجرد أيديولوجيا. لا يوجد نسب اصيل ولا توجد لغة أصيلة ولا يوجد فن أصيل ولا أدب أصيل ولا شعر أصيل. فلو توقف الناس عن التزاوج والخلط لماتت البشرية. حتى الطفرات في الجينات لا تعدو أن تكون أخطاءاً. أساس التطور هو ارتكاب أخطاء طفيفة عن إعادة خلق الكائن. ليس هناك لغات أو كائنات لا تتزاوج ولا تتغير ولا تتطور.
Saud El-Sayed Suleiman Atassi
و انا كذلك من مشجعي التعلم باللغة العربية و لست نادما على تعلم الطب بالعربية. بل اذهب الى ابعد من هذا اذ أني اعتقد يقينا ان اهم سبب لنجاح الطبيب السوري مقارنة بغيره هو لانه تعلم الطب بلغته و فهم الطب كما يجب. كما أني اذكر كيف كان أصدقاؤنا يدرسون للامتحانات و هم بالكاد مانوا ينطقون اللغة الإنكليزية و بالرغم من ذلك كانوا ينجحون بعلامات باهرة ذلك انهم تأسسوا جيدا بلغتهم الأم
Ahmad Nazir Atassi
مشكور سعود، هذه هي فكرتي تماماً. أوافقك 100%
في مركز البحوث مثلاً شلشوني تماماً بتغيير اللغة أول سنة من العربية إلى الفرنسية، ولم يكن لدي الوقت لنقل كل معارفي من العربية. حتى الرموز تغيرت. ومع ذلك كنا كطلاب نستخدم المصطلحات العربية والفرنسية معاً في كلامنا ونشرح لبعض بالعربية وبالمصطلحات الرياضية العربية.
حتى البدوي غير المتعلم (وليس هذا للتسفيه وإنما مثال) والذي لا يفهم لهجة المدينة ولا تفهم المدينة لهجته يستطيع أن يفهم على الطبيب السوري عندما يشرح له مرضه. الطبيب الأمريكي لا يستطيع ولا الفرنسي.
20 كانون الأول 2018، إشكالية قرآنية اللغة العربية المعاصرة
تابع موضوع الاصالة يقولون العربية هي لغة القرآن. بالطبع هذا خطأ، لا أحد يتحدث مثل القرآن. المشايخ وداعش يحاولون لكن لغتهم خليط مضحك. حتى القرآن نفسه ليس لغة الاشعار العربية. القرآن يستخدم لغة دينية متطورة جداً ولا علاقة لها بلغة شعراء الصحراء ومربي الإبل، ولا يجب أن تكون لها علاقة. الفضاء المصطلحي مختلف. إن قراءة القرآن أسهل بكثير من قراءة المعلقات أو أشعار الهذليين او نقائض جرير والفرزدق. واللذي يقول أنه يستطيع أن يقرأ الشعر المسمى بالجاهل دون تعليم أو عودة إلى القواميس فهو شايف حاله ومدعي. ثاانياً، لغة القرآن خليط من العربية المتعلمة الحضرية والسريانية الدينية وفيها كلمات فارسية وإغريقة ولاتينية. وحتى قواعد لغة القرآن تختلف بعض الشيء عن قواعد الاشعر الجاهلية أو قواعد لغة النحويين. وهذا ليس انتقاصاً فقواعد اللغات ليست نقشا على حجر فهي تتغير بتغير اللهجات والجغرافية والمهنة والتعليم. اللغة المعيارية أي المعمولة حسب القواعد هي لغة لا توجد إلا في الكتب. حتى القواعد فهي انتقائية. اقرؤوا عن نصب الإستثناء في كتب القواعد القديمة والمعاجم وستجدون أن النصب مجرد اختيار قام به النحويون وأن لهجات أخرى كانت ترفع أو لا تعطي أي حركة خاصة. الإستخدتم القرآن للنفي بـ ما لا يتفق مع تعصب القواعد لاستخدام "لم". العامية تستخدم "ما". اللغات السامية تستخدم "لا" في جميع الحالات. استخدام "لم" موثق بنقوش قديمة ويعتبرها المؤرخون مؤشراً على العربية حين يواجهونها في النقوش، لكنها لا توجد في كل النقوش العربية. إذن الأصالة فكرة مخالفة للطبيعة والواقع، واللغة المعيارية موجودة لضبط وتبطيء عملية التطور (وهذا جزء من التطور فالتطور السريع يؤدي إلى الفوضى)، لكنها ليست سجناً للغة وليست منزلة لا يمكن المساس بها. إذا أنا قلت "ما بدي" (وهو استخدام موثق أصله ما بودي) فما يمنعني؟ لا يمنعني إلا المشايخ والأكاديميات العربية والمتعصبين. لكن في الحقيقة أستخدمها كل يوم في الكلام واستخدمها في الكتابة؛ صحيح في الكتابة على الفيسبوك، لكنها كتابة يقرؤها كثيرون. قد أختار عدم استعمالها إذا وجهت كلامي إلى أصحاب لهجات لا تعرف هذا المصطلح. هل هو عربي أصيل؟ لا يهمني. إنه استخدام له تاريخ وله استعمال ويفهمه الناس وانتهى الأمر. لكن صدف في هذه الحالة أنه فعلاً موجود في الكتب القديمة ومسموح به في قواعد حراس اللغة المتعصبين. فماذا يمنعني من استخدامه في رواية أو كتاب؟ هنا ندخل في مجال لغة العامة ولغة الخاصة، وهذا تقسيم موجود في كل لغات الدنيا. لا تقل لي أن فرنسية الحياة اليومية تستخدم كل كلمات الفرنسية. لا بل في مشاهداتي الأخير لافلام ومسلسلات فرنسية انتبهت أن المحكية الفرنسية قاصرة ومحدودة جداً وحتى سخيفة وتتفوق عليها الإنكليزية المحكية بسعة التعابير والمفردات. لكن كذلك يمكنك أن تجد ناطقاً بالإنكليزي غير متعلم لا يستخد أكثر من ألف كلمة في حياته كلها. أكثرنا متعلم تعليم عالي ويعرف من اللغات الأجنبية الجانب الإختصاصي المتعلم، ويعتقد لذلك بأنه قادر على التعبير بها أكثر من اللغة العربية. عندما أحاضر أمام طلاب السنة الأولى لا يفهمون ثلث الكلمات التي أستخدمها بالإنكليزية لأنها كلمة متعلمة حتى وإن لم تكن إختصاصية. وطلاب الإختصاص يدرسون والقاموس إلى جنبهم، وهذا لا تراه عند أي طالب جامعي يتعلم بالعربية. شاهدت طلاب الطب الأمريكان. صدقاً القاموس لا يفارقهم، والساتذة دائماً يشجعونهم على استخدام القاموس. بينما العربي المتعلم يعتقد أنه من المعين انه في الجامعة ويستخدم القاموس. يا أخي تحرك ووسع مفرداتك وافتح القاموس. في المجلات الراقية بالإنكليزية، كل الناس طلاباً ومتعلمين يحتاجون إلى قاموس على الأقل مرتين أو ثلاثة للمقالة الواحدة. فهل يتذمرون ويقولون لغة قديمة ومتوحشة ولا يفهمها أحد.
20 كانون الأول 2018، نظرة مختلفة لقواعد اللغة العربية
تابع موضوع صعوبة القواعد الجميع يتذمر من صعوبة قواعد العربية. طيب، إذا كنت تتحدث عن حركات الإعراب فهذا صحيح، وإذا كنت تتحدث عن قواعد الصرف فاحتجاجك في غير محله. أولاً، أذكر أن اللغات التي تستخدم ما يشابه حركات الإعراب متعددة وأذكر منها الالمانية واليونانية والروسية، والتركية أحياناً. لا بل هناك صعوبة أكبر في هذه اللغات وهي أنك لا تستطيع إسقاط حركات الإعراب لأن المعنى سيختل ولأن الحركات مرتبطة عضوياً مع الكلمات والجمل. بينما بالعربية اسقاط حركات الإعراب لا يؤثر على المعنى إلا نادراً. وكل الناس تعرف أن السكون من السلامة. في الحقيقة العربية وصلت إلينا في أطوار متقدمة حين كانت اللغة في طريقها لإسقاط حركات الإعراب مثلما حدث في التطور من اللاتينية إلى الفرنسية او الإيطالية. ثانياً، حركات الإعراب في العربية تلعب دوراً ثانوياً. يعني، نصب المبتدأ بعد إنّ لا يؤدي أية وظيفة بنيوية. أما نصب المفعول به فله وظيفة بنيوية لأنه يعبر عن الواقع عليه الفعل. ومع ذلك فإن الناس لا تسنخدم لا هذا ولا ذاك ويستقيم المعنى. حاول أن تفعل ذلك في الألمانية ولنر كيف ينظر إليك الناس. لا أعرف لماذا الإصرار على حركات الإعراب، ولماذا الإصرار على تعليم القواعد كما كتبها القدماء. القواعد مثل أي علم هي نتيجة ملاحظة ثم صياغة الملاحظة في قالم مفهوم ومعبر ومترابط. هناك عدة طرف لتعليم العربية حركات الإعراب. كذلك فإن كثيراً من حالات الإعراب لم تعد مستعملة لكن المدارس والجامعات تصر على استخدامها. مثلاً اسماء الأفعال صه وبه وبخ. وهناك قواعد الممنوع من الصرف التي لا تؤدي أية وظيفة. طبعاً كل اللغات فيها آلاف الإستثناءات لكن الممنوع من الصرف زودها، وهناك حالات يمكن إسقاطها بسهولة. ثالثاً، أسطورة السماع في العربية، أسطورة قديمة وسخيفة. يقول النحويون القدماء أن القواعد بنيت على اساس سماع كلام الأعراب. لكن اتضح أن كل نحوي أو مدرسة نحو كان لها زبائنها من الأعراب المنعوتين بالأصيلين. هذا اجحاف بحق اللهجات. طبعاً اللغات المعيارية كلها فيها انتقاء لكن يمكن صقل الإستثناءات من خلال منطق قواعدي ليس بالضرورة مسموعاً لكنه سلس. وظهر أيضاً أن السماع كان أحياناً عننعنة أي أن النحوي كان يسأل مخبره الزاعم الإنتماء لقبيلة يعتبرها النحوي أصيلة. كثير من الأشعار والكلمات والقواعد منسوبة إلى شخص واحد اسمه حماد الراوية. وحماد هذا مولى لقبيلة عربية. وهذه المشكلة موجودة ايضاً في الأخبار والأحاديث فمعظم رواتها هم من الموالي غير العرب. أصلاً جهابذة النحو لم يكونوا كلهم عرباً، وليس من الضروري أن يكونوا. لكن القواعد ليست صورة حقيقية عن واقع ما. إنها لقطة لمجتمع صغير في لحظة تطور محددة. رابعاً، هلى كان العرب يستخدمون فعلاً حركات الإعراب في كلامهم. ليس كل العرب أو الاعراب. وكانت في طريقها إلى الزوال. الفكرة القائلة بأن اللهجات هي انحرافات في العربية تعود بنا إلى مفهوم الاصالة والنسب الرفيع. اللهجات العربية المحكية اليوم لها مكونان الأول هو العربية القديمة والثاني هو اللغة غير العربية التي كانت سائدة محلياً. العربية القديمة التي دخلت في اللهجات لم تكن العربية الفصحى، أصلاً بحلول القرن الثاني الهجري كان العرب والأعراب قد بدؤوا يتركون في الفصحى. وهذا بالإضافة غلا وجود مئات اللهجات العربية حتى في ذلك الوقت، هذه اللهجات التي أهملها النحويون واعتبروها غير أصيلة. وكسر الله اياديهم على ذلكز الاصالة كانت مركزية بالنسبة للأيديولوجيا السياسية الحاكمة سواءاً في العصر الأموي أو العباسي. العربية هي لغة الفئة الحاكمة ولغة الدين الجديد ولغة التداول التجاري. اختيار القبيلة الاصيلة كان يتبع الموقع السياسي لتلك القبيلة، وليس المهارة اللغوية أو النقاء اللغوي، أصلاً لا يوجد نقاء لغوي كما لا يوجد نقاء عرقي. المختصر، اتركوا حركات الإعراب في حديثكم، وهي خيار القارئ في الكتابة، وخيار الشاعر في الشعر. هل سيؤثر هذا على الإسلام كما يزعم المشايخ؟ بالطبع لا، لأن المحكية كانت موجودة منذ 1400 سنة ولم يؤثر ذلك على الدين. والكتابة دون حركات كانت موجودة والقراءة دون حركات كانت موجودة وحتى الكلام دون حركات كان موجوداً. أما في الجموع السالمة فاعتمدوا النصب وخلصونا فهذا ما تستخدمه المحكية.
أحمد زهاء الدين عبيدات
أتفق مع المقدمات دون النتائج. الحركات هي موسيقى العربية وبغيرها نفقد كثيرا من الموسيقى والشعرية. العرب المعاصرون فيهم أمية وليسوا حجة على استيعاب القواعد من عدمه. الأجانب يدرسون قواعد العربية في فترة قصيرة ويجيدونها ما يدل على سوء التعليم في البلاد العربية.
Ahmad Nazir Atassi
صحيح، وأنما اردت طرح حل سهل. شوف السوريين اليوم يتعلمون الالمانية. يا لطيف الألامانية أصعب من العربية بمراحل. الموسيقى يستخدمها الشعراء ولا حاجة لها في الكلام العادي. بعض حركات الإعراب فعلاً غير ضرورية أبداً مثل مصايب كان وأخواتها ومصايب إن وأخواتها، ومصايب النداء، والإستثناء. لكن لا مانع من تعليمها. يعني تعليم الصينية أسهل، عشرين ألف رسمة وصورة يا رجل.
سوء التعليم موضوع مفروغ منه عندي. هناك القواعد وهناك عرض القواعد. يعني مثلاً مفاهيم الحال والتمييز والمفعول المطلق يمكن اختزالها بمفهوم الظرفية فكلها منصوب وتفيد الظرف المكاني أو الزماني، تماماً مثل بقية اللغات. adjective في الإنكليزية يشمل عشرات الأنواع ويدرسها الطلاب لكن في النهاية غير المطلوب من كاتب أي نص ان يفرق بينها.
أحمد زهاء الدين عبيدات
لا بأس في المراحل الابتدائية بمقترحك لا الإعدادية. لكن الكثرة والاغراق هي الحل. الطلبة الجيدون في أمريكا يقرأون نحوا من 100 قصة أطفال في الصف الثاني وحده، ونحوا من مئتين في الثالث ويزيدون في الرابع. في هذا الإغراق يصير المرء في غاية الاشباع اللغوي ويجيد الإعراب. أنظر مفردات الصف الخامس وهو ما يدرَّسُ لأبناء الصف الرابع من المتفوقين. هناك كلمات هنا لا يعرفها طلبة الدكتوراه العرب من المترادفات والاضاد. هذا للصف الخامس فما بلك بمفردات الثانوية العامة وما بالك بمستوى الجامعة حيث يطالع الطالب قرابة خمسين كتاب في السنة. وهذا في غاية التخصص! https://www.vocabtest.com/wordly_wise_3000/book_five.php
أحمد زهاء الدين عبيدات زد عليه كتابة نحو من 20 ورقة بحثية في المرحلة الجامعية. أذكر أني لم أكتب سوى بحث واحد موتور.
Ahmad Nazir Atassi
أحمد زهاء الدين عبيدات أكيد أخ أحمد، هذه نقطة جوهرية فاتتني. جوهرية جداً جداً
أحمد زهاء الدين عبيدات
Ahmad Nazir Atassi فكرة قياس العربية على الوضع الأمي الحالي [حيث لا يُطالع طالب المدرسة كتابا واحدا خارج المنهاج طوال 12 سنة وحيث لا يطالع طلبة الجامعة إلا كتب المنهاج] ليست مقياسا بحال على قدرة الاكتساب اللغوي ووفرة المفردات وتكاثر الجمل وتعدد الاساليب والتضلع في الحجاج والصبر على السرد والتفاصيل. لكن لما تنظر للتعليم في القرون الوسطى الذي خرَّج لنا ابن خلدون والرازي وابن عربي وابن تيمية تجد أن كل واحد من هؤلاء منطقي ولغوي ومتكلم وفقيه وفيلسوف ومؤرخ ومبدع وفوق كل ذلك جاء بشيء جديد. والسر هو 1- الإغراق و2- التنوع الاختصاصي وأن اللغة 3- جزء من الصراع الايدلوجي المعاشي 4- في مناخ من حرية معقولة للتعبير والخطابة والكتابة. وحالة طه حسين وسيد قطب والعقاد وأحمد أمين مثال على الإغراق والتنوع في عصر النهضة العربي وكذا في أيامنا مع طه عبد الرحمن والجابري وطرابيشي وأبو يعرب. الإغراق هو المقياس اللغوي للحد الأعلى لأنه معيار التنافس، والعموم الجماهري يرتقي للسقوف التي يراها في ثقافته وفي عصره. أما لو كان السقف هو عمرو خالد والسيسي فمستوى فك الخط يصبح إنجازا كبيرا في عصر يحرَّم فيه الكلام والتفكير. لا يمكن فصل اللغة عن علم اجتماع اللغة.
20 كانون الأول 2018، المحكية والفصحى والقدرة على التعبير
موضوع المحكية والفصحى والقدرة على التواصل والتعبير المحكيات موجودة في كل اللغات وهي تختلف بدرجات مختلفة عن اللغات امعيارية. الحاجة إلى لغة محكية قادرة على التعبير حاجة حديثة جداً. أصلاً اللغات الأوروبية اللتي صرعونا فيها لن تدخل مجال كلام العامة إلا في القرن التاسع عشر. وفي عام 1800 كان 50% من الفرنسيون لا يعرفون الفرنسية لا كلاماً ولا كتابة. إذن اللغة المحكية المعبرة هو تحدي للجميع ويمكن لمستخدمي العربية أن يواجهوه، وهم فعلاً يواجهونه. اسمع إلى عزمي بشارة يتحدث على التلفزيون، هذه لغة محكية متعلمة ومعبرة وغير اختصاصة وليس فصحى تماماً. وهي تفي بالغرض. ثانياً، من يحتاج للتعبير عن أفكار معقدة في حياته اليومية. فقط المتعلمون والطلاب والاساتذة. أما المفردات التي تدخل في فضاء العامة مثل التكنولوجيا وفتافيت من العلوم فهي موجودة في المحكية العربية كما هي موجودة في المحكية الإنكليزية أو الفرنسية. الشيزوفرينيا كلمة متعلمة لكنها مستخدمة من الجميع وفي الحياة اليومية. السياسة، الأخبار، الصحافة، الإرسال، البث، المذيع، الممثل، المسلسل، السيارة، الموتور، الماطينة، السندويشة كلها كلمات جديدة. لا داعي لإلغاء اللهجات المحلية فهذه فكرة فعلاً استعمارية واساسها غربي. كل ما هناك هو محاولة نشر المصطلحات الجديدة في الحياة اليومية. ثالثاً، اتعبير الشفوي ليس فقط لغة وغنى في المفردات، إنه خطابا وممارسة وتدريب. الذي يريد أن يعبر بالحكي عن نفسه بالعربية عليه أن يتعلم فن الإلقاء والخطابة والحديث أما الجمهور. يجب أن تكون هناك مادة خطابة في المدرسة وأن يكون الإلقاء الشفوي جزءاً من التعليم حتى ولو كان بالعامية المتعلمة. هل تعتقدون أن الولد الأمريكي أو الفرنسي القادم من وسط غير متعلم يستطيع أن يعبر عن مشاعره بالإنكليزية أو الفرنسية شفوياً. بالطبع لا، وإذا استطاع فبفضل المدرسة، المدرسة تعلمه الكلام أمام الجمهور وتصحح له الاخطاء اللفظية والإستخدامات العلامية colloquialism. أنا أصحح طلابي على هذا الاساس. إذا استخدموا كلمة شوارعية فإني أعطيهم الكلمة المثقفة واطلب منهم الإعادة. التعليم هو الاساس وليس اللغة الجاهزة. الإنكليزية تواجه تحديات يومية من متحدثين بلهجات مختلفة، ودرجات من التعليم، واستخدامات شعبية، ولغات شوارعية لعصابات الأحداث، ولغة أغاني الراب. الفرق مع العربية أنها لا تجلد نفسها وتعتبر نفسها قاصرة، بل تتطور وتتقبل الجديد، وتحافظ على التعليم وتستمر بإنتاج المصطلحات الإختصاصية ونشر المصطلحات الجديدة بين الناس. حامساً، ثم ياتيك من يقول بان قواميس العربية لا تدخل الكلمات الجديدة. يا أخي اعمل قاموسك. هل تعتقد أن لاروس الفرنسي أو ويبستر الإنكليزي كان موظف دولة. الجماعة ألفوا كتاب وباعوه. أصلاً الشعوب التي لديها أكاديميات لغوية لحراسة اللغة هي غالباً شعوب تعاني لغاتها من ضعف التطور. ليس هناك أكاديمية للإنكليزية لكن هناك أكاديمية سقيمة للفرنسية وأكاديميتين سقيمتين للعربية يقوم عليهما دواعش العربية. اعمل قاموسك وبيعه واكتب مقالتك وانشرها بمع كلماتك الجديدة. وإذا رفض المحرر انشرها على الإنترنت أو في مجلة أخرى اقل داعشية.
أحمد زهاء الدين عبيدات
تصور صحيح. العرب المهزومون ثقافيا يظنون أن الصينين يقدرون على التواصل الكامل بعامياتهم المتفاوتة! ويظنون أن كل من في الصين يعرف التواصل مع الدولة المركزية!
Ahmad Nazir Atassi
تماماً، في الصين لغتين أساسيتين مختلفتين تماماً وخمسين أقلية عرقية لها لغاتها، هذا عدا عن اللهجات المحلية. لذلك الكتابة الصينية صور وليست أحرف او أبجدية أي لا يمكن تهجيتها. الصورة تحمل فكرة والقارئ ينطق الكلمة التابعة للغته.
الهند فيها 300 لغة بعضها (مثل التاميل) ليس لها أصول هندو أوروبية أي لا تمت بصلة إلى الهندي أو غيرها من لغات شمال الهند.
20 كانون الأول 2018، إشكالية التعريب
موضوع التعريب لا تحتاج العربية أن تلد المفردات كما تلد المراة الرضيع. فإننا نعود بذلك إلى هوس الاصالة (وعلى فكرة، الأصالة مفهوم دوني له علاقة بلكولونيالية). أولاً، اللغة ليست شخص مفكر حتى تمتحنه وتجبره يبق الكلمة. التعريب ليس ترجمة وإنما نحت وخلق لمفردات. وابسط حل هو استخدام نفس الكلمة الأجنبية. لا حاجة إلى إدخالها في منظومة الصرف العربية وإيجاد جذر وما إلى ذلك. الجذور في العربية واللغات السامية هي وسيلة توضيحية وليست حقيقة واقعية. الأسبقية ليست للجذر وإنما للإسم. ويتم اشتقاق الجذر من الإسم ثم اختراع الفعل واشتقاق الكلمات الأطول والأصعب حسب الأوزان. إعادة الكلمات إلى جذور وترتيب المعجم حسب الجذور هو عمل اصطلاحي. جذور المعجم ليست كلها جذور حقيقية وإنما مستنتجة. لا تحتاج إلى جذر لإدخال إسم إلى العربية، مثل ديمقراطية. لكنك تحتاج إلى جذر لإدخال فعل. وحتى هذا ليس ضروريا في كل الأحوال يمكنك أن تصنع فعلاً مركباً مثلاً عمل ديمقراطية، أقام ديمقراطية. إذا كانت الإنكليزية أو الفرنسية قادرة على صنع فعل من الإسم فهذا لا يعني أنها أقدر أو أنها لا تستخدم أفعالاً مركبة. حتى صيغة -ize فهي اختراع حديث مأخوذ من اللاتينية عن طريق الفرنسية. يعني قبائل الإنكليز لم تكن تستخدمها ولم يسمعها أحد من أعراب الإنكليز. ثانياً، الكلمات لها تاريخ وفضاء حيوي من المعاني ولا يمكن نقل هذا كله بالترجمة. عندما نترجم كلمة فرنسية مثلاً فنحن نترجم أحد المعاني وليس كل المعاني. ثم الكلمة العربية ستأخذ طريقها وستصنع تاريخها الخاص. من فترة قريبة كان هناك حديث على الإنترنت حول تعريب كلمة civic وأن التعريب بـ مدني لا يشمل كل معاني الكلمة ولا يربطها بمشتقاتها الإنكليزية مثل civil civility civilize civilization هل من واجب الكلمة العربية أن تتحمل وتنقل الف سنة من تاريخ تطور الكلمة الإنكليزية المقابلة وتاريخها اللاتيني الأعمق. بالطبع لا، وليس من الضروري أن تجد كلمة تحمل كل المعاني وتعطي مشتقات تحمل معاني مشتقات الكلمة الإنكليزية. هل هذا من ضعف العربية؟ بالطبع لا، خذ أية كلمة عربية ولن تجد لها مقابل بالإنكليزية يشمل كل معانيها العربية وكل معاني مشتقاتها مثلاً حدث، حدّث، وحادث، وتحادث، وتحدّث، واستحدث لا يمكن، لا يوجد، كلمة تحادث وحدها لا توجد ترجمة لها بكلمة واحدة في أية لغة أوروبية. فهل نقول أن اللغات الأوروبية ضعيفة أو عاجزة أو قاصرة. نصف أسماء النجوم والكواكب بالإنكليزية أصلها عربي ولا أحد يتذمر ويقول وامعتصماه هذه كلمات غير أصيلة ولا يستطيع المتحدث بالإنكليزية ان يفهمها مباشرة ودون قاموس. مثال على التعريب ما هو تعريب gender ؟ لا توجد مرجعية لغوية تعطينا الترجمة ولست بحاجة إليها، اللغة سوق عرض وطلب. البعض يقول جندرة والبعض يقول جنس اصطلاحي ويمكن أن يقولوا ترالالا، المهم أن تجد من يستخدمها وينشرها ويبحث في موضوعها. العلاقة بين المعنى واللفظ علاقة شبه عشوائية. الطاولة ككلمة لا تتعلق بالطاولة كشيء. أصلاً اول استخدام مثقف للكلمة الإنكليزية بالمعنى الفلسفي السوسيولوجي الحالي يعود إلى 1963، وليس إلي القبائل الانكلوساكسونية. الكلمة اصلها لاتيني genus ومشتقلة من جذر gene ويعني الولادة كما في generate. الاستخدام الاقدم قليلاً للكلمة يعود إلى اوائل القرن العشرين وكان استخداماً عامياً للنكتة يحيل إلى الجنس. الكلمة نفسها مع الدال تعود إلى الفرنسية القديمة وغير موجودة في الفرنسية الحديثة، إلا أن المصطلح الحديث دخل الفرنسية من الإنكليزية. هذا يعني أن الذي استخدم الكلمة في كتاب مثقف عام 1963 أخذها من العامية وغير معناها. ومعنى الكلمة الفرنسية الاصلية genre هو النوع وليس الجنس كذكر وأنثى. هذا يعني لا تمتحن العربية بتعريب مثل هذه الكلمات وإنما تحدى الباحثين والكتاب والفلاسفة العرب. وحتى ان امتحنتهم وجاؤوا بكلمة فهذه لن تحمل إلا المعنى الفلسفي للكلمة الإنكليزية. ولا تنتقدهم إذا جاؤوا بكلمات عامية أو كلمات قديمة تعبر عن الصنف او النوع أو الفصيلة، أو بكلمات تعبر عن الولادة فالمعرب وناحت الكلمة الجديدة قد يعود الى تاريخ الكلمة الإنكليزية لحتى يجيه الوحي. ولا تقل لي أن الأنكليزي العادي يعرف معنى جندر فهو بالتأكيد لا يعرف إلا إذا كان متعلماً.
20 كانون الأول 2018، التهجئة في العربية
في موضوع التهجية العربية أسهل لغة في الهجاء. تكتب ما تلفظ. إلا الهمزة والألف المقصورى ففيها صعوبة. أنا عانيت الأمرين ولا أزال أعاني من هجاء الإنكليزي، خاصة بلفظها الأمريكي. لا يمكن أن تقابل كلمة إنكليزية وتلفظها صح ما لم ترجع إلى قاموس أو يلفظها لك واحد إنكليزي أمريكي. حتى قواعد الغملاء ليست شديدة الصعوبة وهناك اختلاف بين الدول. قواعد إملاء الهمزة المتوسطة كما أراها في الكتابات المصرية بسيطة جدا، ضعها على نبرة. الفرنسية لها قواعد هجاء لكن عددها كبير. الالمانية تكتب كما تلفظ. اليونانية، لها قواعد هجاء معقدة لأنها قديمة. استخدام الحركات في الكتابة: الناس تعتقد أن الغرض من الابجدية ومن هجاء الكلمة هو أن تعرف لفظها مباشرة. هذه فكرة حديثة جداً. وكما ذكرت حتى في الإنكليزية اللغة العالمية لا رابط بين اللفظ والهجاء. الغرض من الكتابة ورسم الكمات هو التذكير بشيء يعرفه الإنسان وإلا لما احتاج التعليم. يعني الغرض من "كتب" ليس أن تعرف أنها فعل او إسم وإنما ان تذكرك بالمعنى العام ويفعل السياق النصي الباقي ويساعدك على الوصول إلى المعنى الخاص. هذا الشيء موجود في كل الأبجديات. الالمانية أقل من غيرها لكني أنصح القارئ بالعودة إلى تاريخ الكتابة الألمانية وكيف تم تحديثها في القرن العشرين لتصبح مماثل للفظ. كذلك فإن الابجديات السامية كلها فيها حركات ولا تحتوي على أحرف صوتية قصيرة. فلماذا؟ أولا لتبسيط الكتابة وسرعتها فالأبجدية من اختراع الفينيقيين التجار. ثانياً، لأن اللغات السامية شديدة التشظي إلى لهجات. أنظر في سوريا وحدها كم لهجة عندنا وبعضها صعب على الآخرين فهمه. لكن العبقرية هي أن الأختلافات بين اللهجات لا يطال الجذر والإشتقاق في الغالب وإنما يطال الأحرف الصوتية القصيرة والطويلة. لذلك إذا كتبت اللغة السامية بأبجدية مع إهمال الأحرف الصوتية فسيفهم كتابتك كثير من الناس. تماماً مثل الصينية. وكيف نعرف أن العربية الفصحى كان لفظها تماماً كما نلفظها الآن. هل شفت مسلسل سوري عم يحكوا بالفصحى وقارنته مع مسلسل مشابه مصري أو مغربي. شو رأية بالفصح عندما تلفظها ممثلة شامية متغنجة أو مصرية دلوعة. هل تعتقد أن أعراب الجزيرة كان لهم نفس اللفظ. أخيراً، إذا كان هدفك الوصول إلى الكلمة المناسبة بأسرع طريقة ولا تريد التحزير فكل ما هنالك هو حركة واحدة. الهجاء مع حركة واحدة يعطيك الكلمة مباشرة إذا كنت متعلماً. لكن إذا لم تكن فلا توجد لغة في العالم تستطيع أن تساعدك. كل اللغات المكتوبة تفترض التعليم. فإذا عذبنا أنفسنا وأضفنا هذه الحركة الواحدة لانتهى النقاش. وهذا لن يعيق سرعة الكتابة فالعربية من اسرع اللغات كتابتة لأنها تشفر اللفظ بتشفير قصير وسهل. أنظر بالمقابل إلى كلمة institutionalization الإنكليزية وقارنها بكلمة مأسسة العربية: العربية فيها ثلاثة مقاطع صوتية وخمسة أحرف هجائية، والإنكليزية فيها ثمانية مقاطع صوتية (بالزايد أو بالناقص تنين، ماني شاطر بالتقطيع) وعشرين حرف هجائي. لكن ما هي الحركة الفاصلة؟ نظريتي التي أقترحها وبحاجة إلى مزيد من التمحيص لتعميمها تقول: حركة الحرف الثاني من الجذر (والشدة إذا لزمت) وليس من الكلمة. طبعاً الوزن يعطيك معلومات كثيرة عن اللفظ، لكن الإلتباس في اللفظ ينتهي عندما تحرك الحرف الثاني من الجذر كتَب فعل ماضي كتُب إسم، جمع كتْب: مصدر يكتُب: مضارع يكتَب: مضارع مبني للمجهول كتِب: ماضي مبني للمجهول كتَاب: اسم جمع كتِيبة: اسم كتَيب: تصغير، اسم كاتِب: اسم فاعل مكتُوب: إسم مفعول كتَاب: اسم كتّاب: اسم فاعل، جمع كاتَب: ماضي على وزن فاعل كتَب: ماضي على وزتن فعّل كتِّب: ماضي مبني للمجهول على وزن فعّل كل إلتباس في المبني للمجهول تحله حركة الحرف الثاني من الجذر. ولهذا لا داعي لاستخدام صيغة تم+مصدر للتعبير عن المبني للمجهول، فقط حرك الحرب الثاني من الجذر وبذلك تفتَح لك أبواب كثيرة للتعبير.
Ammar Aljer اختراع الحركات مع اختراع السكون كان من أعظم الاختراعات التي جعلت عدد الأحرف اللازمة لكتابة النصوص العربية ولقراءتها أمثلياً. هذا ما سمح بتقسيم الأحرف إلى قسمين 1- قسم أساسي ثابت تجب كتابته 2- قسم ثانوي ديناميكي نكتب منه بمقدار الحاجة فإذا كان الكاتب واثقاً من أن القارئ سيفهم الكلمة بدون أية حركات فهو لن يضيف لها أية حركة وسيكتبها بطولها الأقصر أما إذا ظن بأن قراءة الكلمة قد تلتبس مع كلمة أخرى عندها يقوم بإضافة ما يكفي من الحركات كي يفهمها القارئ. فمثلاً أنا واثق أن كل قارئي هذا التعليق سيقرؤون الكلمة 1- (تسير) بشكل معين ليس فيه ضم للياء الأولى ولا تشديد وفتح للياء الثانية لذا في التعليم الابتدائي يتم تشكيل الحروف حتى يعتاد الطالب على اللفظ السليم للكلمات ولكن بعد اكتمال التعليم يتم وضع التشكيل عند الحاجة فقط وتنقص هذه الحاجة في عدة حالات : 1- عدم وجود أي كلمة أخرى قد تلتبس مع الكلمة المقصودة مثال "شجرة" 2- في حال وجود إمكانية للبس تضاف الحركات بحيث تزيل اللبس فقط وليس بشكل كامل فمثلاً عندما نقرأ "الدول المستعمرة" يمكن أن نضيف فقط فتحة فوق الميم أو كسرة تحتها لبيان المعنى المقصود. 3- حسب موضوع النص فعندما نتكلم في مجال الكمبيوتر والبرمجة ونقول "المبرمج" سنقرؤها بكسر الميم الثانية بينما عندما نتحدث في استغلال الشعوب والتحكم بها و نقرأ "الشعوب المبرمجة" سنقرؤها بفتح الميم الثانية 4- بحسب ورود الكلمة مسبقاً في النص حيث يكفي في كثير من الأحيان تشكيل حرف أو أكثر من الكلمة في أول ورود لها في النص 5- .. الخ.. هذا يجعل الكتابة ديناميكة ويجعل الناس تستفيد من خبراتها السابقة في كتابة وقراءة النصوص اللاحقة من خلال الذكاء الجماعي بينما نلاحظ بأن الأحرف الزائدة في الكلمات الإنكليزية والفرنسية تدفع الناس لاختراع أساليب كثيرة لاختصار تلك الحروف وخصوصاً في زمن كتابة الرسائل القصيرة عبر الهواتف بأعداد هائلة فنرى مثلاً أن الفرنسيين يكتبون في نهاية الرسالة crdmt اختصاراً لكلمة cordialement وغالباً ما يحذف الشباب الأحرف الإنكليزية والفرنسية الصوتية عندما يكونون متأكدين من وصول المعنى ولكن الفرق أن هذا الاختصار غير قواعدي وغير موحد وغير مدروس في قواعد الكتابة الانكليزية والفرنسية بينما هو موجود في أصول الكتابة العربية
20 كانون الأول 2018، المقالع الممكنة للغة العربية
المقالع الممكنة للغة العربية ذكرت سابقاً فكرة أن كل لغة تتطور بحاجة إلى لغة أخرى تاخذ منها كلمات دون الإلتزام الشديد بقواعد اللغة الثانية. والافضل أن تكون لغة المقلع لغة قديمة غير مستخدَمة بالنسبة للفارسية والتركية، المقلع هو العربية، والفرنسية بالنسبة للإنكليزية فهي الفرنسية واللاتينية والإغريقية واحياناً الألمانية بالنسبة للعربية فهناك خيارات كثيرة: العربية أخذت من السريانية والفارسية والتركية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية واللغات البربرية والمصرية القديمة. اللغات القديمة التي يمكن استغلالها العربية القديمة، العبرية، الآرامية، اليمنية، الكلدانية، الآشورية، وحتى السومرية. هذه اللغات السامية شبيهة بالعربية من ناحية الجذر لكنها قد تغير حرف أو اثنين في الجذر وعندها أوزان اشتقاقية كثيرة. كما أن عندها كلمات ليس لها مقابل مباشر في العربية (من ناحية الجذر) وتستخدم نفس الاحرف. حتى الفارسية والتي هي هندية أوروبية تعطينا كلمات قريبة من الإنكليزية مثلاً لكن بلفظ أقرب إلى العربيةز كما أن تاقلم الفارسية مع العربية يعطينا أدوات ممتازة يمكن تطبيقها في العربية. مثلاً الإضافة في الفارسية تستخدم الكسرة. أي يمكن جمع كلمتين لتكوين كلمة جديدة والوصلة هي كسرة في آخر الكلمة الأولى. وهذا يعفينا تماماً من حركات الإعراب للكلمة الأولى. مثلاً يمكن أن نقول علم-ى-نفس (علمىنفس) ونربطهما بنبرة للدلالة على الكسرة (ألف التعريف تدخل على أول كلمة، العلمىنفس، بعكس العربية الفصحى) واللفظ هو
3ilm-e-nafs
او يمكن استخدام المصطلح الفارسي وهو نفسشناسي nafs-e-shenasi قارن بين shenasi و science التشابه أصله هو الاصل الواحد الهندو أوروبي حتى حتى الإبقاء على الإضافة العربية فما المانع. معظم الكلمات الإختصاصية الأجنية مؤلفة من كلمتين لاتينيتين، شو هالشغلة يعني. كذلك فإن النحت من لاشيء ممكن، ماعيب واستخدام الكلمة الأجنية كما هي ممكن أيضاً، شو عيب راديو وتلفزيون، وأشكمان، ودركسيون، وشكلاتة، وأص، وكبا، وسبيتي، وبرزيز، وشطرنج شو المانع من استخدام الكلمة المنحوتة في العامية، شو عيبها، يعني كلمة كلاكيش رهيبة وتعبر تماماً عن كراكيب وأشياء صغيرة متناثرة أو تابعة لشخص غير مهم، خود كلاكيشك وانقلع.
20 كانون الأول 2018، جموع التكسير
نسينا مسالة جموع التكسير. لكن لها تخريجة، أولاً شوف الجموع الألمانية، ثانياً شوف الجموع الاردنية. ما إسم افراد قبيلة بني خالد، الخوالدة وليس الخالديون. يعني العربي يستطيع أن يبتكر جمع التكسير على وزن يعرفه إذا لم يتذكر الجمع المستخدم. شو جمع أمّورة، فريكة، لكن (الطشت)، تاكسي، عمارة، شنكليشة محشية. عندك لا يقل عن 16 وزن لجمع التكسير وتزداد. كل لهجة تستخدم وزنا مختلفاً لكن ضمن الأوزان المعروفة. ولم أر أي عربي يخطئ بالجموع ضمن حدود الأوزان، يعني الناس عم تتعلمها وماشي حالها. يعني ما من الضروري تسهيل اللغة إلى حد تصبح منطقية جداً. القواعد دائماً لها عشرات الإستثناءات، اللغة كائن حي.
20 كانون الأول 2018، الفروقات بين منتجات الأدب بين اللغات
سأل الاخ حسام سؤالا وجيها "عندي سؤال الكم: ليش انا الان بستمتع بالادب الغربي (خاصه بالانكليزيه) اكتر من الادب العربي؟ مثلا وقت اللي بيوصل عدد النيويوركر الجديد، مابقدر شيله من ايدي، بس لما بقرأ ادب عربي حديث مابيثير فيي اي حماس." عادي، الادب الانكليزي مثير اكثر من العربي ومجلة النيويوركر صحافة وادب مقالة نخب اول ولا ترقى اليها اية مجلة عربية. هل المشكلة في اللغة العربية ام في الادب العربي ام في الكتاب العرب. لنتخيل تجربة بسيطة، خذ اديب او صحفي عربي وعلمه الانكليزية دون ان يقرا ادب انكليزي رفيع او يتعلم في جامعة امريكية، يعني على التلفزيون والصحف العادية وكتب روايات عبير. واطلب منه ان يكتب مقالة او رواية بالانكليزية. فهل تعتقد انه سيكتب مثل النيويوركر ام انه سيكتب مثل ترجمة لرواية لنجيب محفوظ، مع احترامي للكاتب. هل تعتقد ان الادباء الاتراك بدؤوا يكتبون روايات وابحاث جيدة فقط لانهم بدؤوا يستخدمون الاحرف اللاتينية وابعدوا الكثير من الكلمات العربية من لغتهم. ام هل تعتقد ان الادب الايراني احسن من العربي لان اللغة فارسية مختلفة عن العربية. سؤال اخر، هل قرات روايات الحب الرخيصة التي يبيعونها في المتاجر في امريكا، هل قرات ما يسمى بالادب الامريكي المسيحي، هل قرات صحف التابلويد او الصحف المحلية. هل شاهدت فيلم الترانسفورمرز. اعتقد اني افضل اي رواية عربية جادة شوية على كل هؤلاء. وهذا ينطبق على اي ادب غربي. المتعلمون والمثقفون في كل بلاد العالم يتوجهون نحن الادب الرفيع بغض النظر عن لغته. لو قرات تورغينيف الروسي باية لغة لاعجبت به، ولو قرات جبران خليل جبران باية لغة لعرفت انه ادب اطفال وتقليد للاناجيل. اعطني جامعات جيدة واموال وفيرة ووسط ثقافي حر وساعطيك ادبا رفيعا. اما اذا كاتت قمة ما تقراه هو سيرة الزير سالم فلن تنتج الا حكايات الف ليلة وليلة. تعليم، فضاء تواصل وتبادل، وحرية، فقط لا غير. اين اللغة من هذه الضرورات. نعم يمكن ان نتحدث عن مفاهيم تنقلها اللغة دون ان نحس. مثلا مصطلح شاذ جنسيا لن يجعلك تفكر بالتضامن مع هؤلاء الناس، بينما مصطلح مثلي يجعلك محايدا على الاقل حين تسمع الكلمة للمرة الاولى. لكن مع ذلك دخلت مفردة المثلي اللغة واصبحت تنافس القديم. اخيرا، الادب يعبر عن الثقافة فاذا انتميت الى الثقافة بكل جوارحك فان ادبها سيعجبك. اما اذا تحولت مرجعيتك الثقافية عنها فلن تجد ادبها مستساغا. انا مثلا لا احتمل اشعال مظفر النواب، بينما هو محبوب الجماهير من الخاصة والعامة، وذلك لاني لا انظر الى مجتمعنا ومشاكلنا بنفس طريقة النواب. ابغض ايضا محمد الماغوط وامل دنقل واحمد شوقي وادونيس، واحب بدر شاكر السياب وعبد الباسط الصوفي ومحمود درويش والشعر الشعبي المصري واللبناني والعراقي. قرات روايتين لممدوح عزام واعجبت بهما. قرات ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي، نعم اعرف، واحب لغتها. احببت رواية لغادة السمان، امل من مواضيع محمود دروبش المكررة ومواضيع الادب العربي المكررة ايضا. احب قراءة مقالات حسام الدين درويش ولا اطيق كتابات المتمشيخين. احب قراءة القران وتزعجني قراءة الاحاديث. احب قراءة الجاحظ وامل من قراءة الشعر الجاهلي، فهل حكمي يعتمد على اللغه ام على ما نصنعه بها.
Houssam Attal
هناك الكثير في هذا الجواب المشكور عليّ ان افكر فيه و (اهضمه).
اما عن بعض الكتاب فال bias عندي كالتالي:
اعشق محفوظ، قرأت رواياته بعمر غض والهبت خيالي.
احب شعراء المقاومه كلهم لانهم الهبوا حماسي في زمن كنت احلم فيه ان اكون فدائياً: درويش والقاسم خصوصا.
كنت احب الماغوط ودنقل والقباني. الان اراهما سذجاً.
سمعت مره النواب يلقي شعره العامي شخصيا واعجبت بتلك اللهجه الساحره البيئيه وكأنه حكواتي القبيله، المضمون جانباً.
شوقي عملاق. جبران رومانسي من الدرجه الثانيه يليق بالمراهقين.
لم استطع تجاوز الجزء الاول من مستغانمي ذاكره الجسد، غاده السمان لديها نضوج ادبي اعمق.
الكتابات الدينيه الحديثه مؤلمه لسطحيتها وجمودها وكليشاتها المكرره الفارغه.
استمتع بامهات الكتب القديمه (عندما افهمها) وافضل ابن خلدون.
لاافقه شيئاً مما يكتبه ادونيس.
Ahmad Nazir Atassi Houssam Attal شكرا على الاعتراف، اذا صحت هذه الكلمة. اولا لا احد يفهم ادونيس حتى ادونيس نفسه. خلينا نحكيها بصراحة. ميولي تشبه ميولك كثيرا. احببت نجيب محفوظ في الثلاثية ثم كرهته بعد عدد من الروايات، ورايي بالادب المصري مشابه لرايي بمحفوظ. كان ابي يقول ام محفوظ حكواتي وليس روائي. اعتقد ان هذا الراي صائب. اعترف باني احب غسان كنفاني وادب المقاومة لاني ايضا فكرت ان اكون فدائيا لكن الحمد لله والله ستر وخرجت من هذه الدوامة القاتلة والسقيمة والفاشلة اذا سمحت لي بهذا القول. لكن كنفاني يقى اديبا ودرويش يبقى ملك الكلمة الشعرية. نعم كنت احب القباني لكن كما قلت، ادب ساذج ابن وقته ومحدود يوقته. كل ادب النكسة ممجوج وسخيف وفارغ من المعنى والقيمة. الماغوط يثير فيي احساسا محددا الافضل تسميته بالمغوطة وهو قريب من الغثيان والملل والاكتئاب والغضب. النواب وغيره من شعراء السياسة الذين يلهبون مشاعر الجماهير اكرههم، نعم اكرههم، نصابين. قرات تشيخوف وتورغينف وغوغول واعجبت بهم. احببت الالغاز المغامرين الخمسة والعشرة، تعلمت القراءة وحب الكتب معهم. احب التجريب وقد اشتري لكتاب وشعراء لم اسمع بهم ابدا. لكني انقطعت عن قراء الادب العربي منذ فقترة بسبب سقم المواضيع وتكرارها وضعف بناء الشخصيات وضعف الحوار، لكني اعتقد ان اللغة الروائية العربية وصناعة الادب قد تطورت كثيرا.
Anas Abdelrahman ما تفسيرك لهذه الضجة حول كتب جبران خليل جبران ؟!
Ahmad Nazir Atassi الضجة تاتي من امريكا. فكتابه النبي كتب بالانكليزية وترجم الى العربية. اساتذة الادب الانكليزي في الجامعات يرفضون تدريسه. شهرته الاكبر بين المراهقين. في الحقيقة الامريكان معظمهم ثقافتهم الادبية متاثرة الى درجة كبيرة بالكتاب المقدس، وتجد اثار الكتاب المقدس في السينما والتلفزيون والرواية والخيال العلمي. مستوى عامة الامريكان لا يزيد على ذلك.
21 كانون الأول 2018، مشاركة لمنشور سمير سليمان عن تطور اللغة
سمير سليمان
منذ قرنين من الزمان, لم يكن هناك لغات " قومية " بمعنى الكلمة. لم تكن هناك صحف لعامة الناس. ولاراديو أو تلفزيون, ولاوسائل إتصال إجتماعية. ولم يكن هناك لغة موحدة للشعب. بل لم يكن هناك شيء إسمه شعب في أي بلد. ويوضح كتاب بيندكت أندرسون " المتخيلات الإجتماعية " كيف تم خلق القوميات عبر خلق اللغة القومية من اللغات المحلية أو من واحدة منها, الأوسع انتشاراً , كما عبر خلق أشياء أخرى. صحيح أن اللغة كائن متطور كما نقول دائماً, ولكنها لاتتطور طبيعياً بحسب تصور داروين للتطور الطبيعي. إنها تتطور في حقول التفاعل الإجتماعي, وفي المؤسسات الإجتماعية. وفي كل عصر , تطور الطبقات المهيمنة لغة تناسبها وتشبهها وتعبر عن تفكيرها وفنها ونفسيتها . قال أحد رفاق غاريبالدي, بعد إن تمت الوحدة الإيطالية جغرافياً وسياسياً, في إشارة منه إلى تعدد اللغات في إيطاليا: لقد صنعنا إيطاليا, وعلينا الآن أن نصنع الشعب الإيطالي .
21 كانون الأول 2018، مشاركة لمحاضر عمار الجر عن أصول الاشتقاق بالعربية
من اعمال الصديق المتحري والمتعمق عمار الجر Ammar Aljer ثلاث محاضرات هذه اولاها "في المحاضرتين التاليتين أبين أنه من الوزن ومن السوابق واللواحق يمكن للكلمة العربية أن تعطي ألف 1000 اشتقاق مختلف وهذا غير ممكن في أية لغة أخرى. هذا يعطي سرعة هائلة في الفهم فما إن نتعلم أصول تشكيل الألف اشتقاق حتى يصبح بامكاننا توليد ألف كلمة محتملة في ذهننا إنطلاقاً من اية كلمو مولدة من هذا الجذر" المحاضرة الأولى الميساء الأصيلة - الدكتور المهندس عمار الجر - المقدمة
11 أيلول 2019، أفكار عن فقه اللغة
افكار عن فقه اللغة كما اراها بغض النظر عن اي تعريف معياري يوجد حاليا: اولا البنيات الصرفية. وهذا هو الموضوع الابسط لانالجميع يعرفون اوزان الافعال العشرة واوزان اسم الفاعل والمفعول والتفضيل والمبالغة والتصغير وجموع التكسير الستة عشر. لا ما لا نتعلمه هو ارتباط الاوزان بالمعنى وتاريخ هذه الاوزان وعلاقتها باوزان الافعال والاسماء في اللغات السامية الاخرى. فمثلا العربية فيها طريقة لتحويل الفعل الى مبني للمجهول بينما في لغات سامية اخرى المبني للمجهول هو تفعيلة. والعريية لا تزال تحتفظ بمثل هذه التفعيلة واعني انفعل. هناك ايضا صيغة جمع تكسير مثل كاتب كتبة مستعارة من الارامية. هذه المعزفة مفيدة في استنباط مفردات جديدة او معاني جديدة. مثلا نقول استخدمت القلم للكتابة. لكن استفعل كان قديما يستعمل للدلالة على طلب استخدم معناها طلب الخدمة فنقول استخدمت زياد عل ادارة اعمالي. والانتقال الى استخدام شيء غير عاقل اي طلب الخدمة منه قضية تجاوز مفهوم. لكن لماذا نقل استفاق وليس افاق، استحضر وليس احضر، استكبر وليس تكابر او تكبر بالشدة، استعمر وليس عمر او اعمر، استجحش وليس جحش، وكيف اصبحت استمر تعني تابع مع ان الجذر هو مرر كما مررت على الديار. قي الحقيقة ليس للتفعيلة معنى واحد تلزمه دائما بل عدة معاني. واحيانا نريد مفردة لمعنى جدي ونجد ان كل التفعيلات ماخوذة عدا اقلها استخداما اي استفعل. استعمر بمعنى احتل واخضع وسكن غصبا استخدام محدث. في الكتب القديمة قد تجد استعمرته ارضي اي طلبت منه اعمارها. لكن تفعيلات اعمر وعمر بالشدة مأخوذة وايجابية. اما عامر وتعامر وتعمر واعتمر وانعمر فلا تفي بالمعنى. هذا التجاوز كان ناجحا والنتسر المصطلح بكثرة. لكن لم يستطع الصطلح ادخال معنى جديد على التفعيلة يمكن استخدامه مع جذور اخرى. اما يا هل ترى كلمات مثل استمر واستجد واستحم واستبد تدعم دخول معنى جديد على لتفعيلة يفيد الاجبار. لا بد اذا من معجم تاريخي لتسلسل وتاريخ طهور المصطلحات والمعاني المختلفة ... يتبع
12 أيلول 2019، أفكار عن فقه اللغة 2
افكار عن فقه اللغة كما اراها بغض النظر عن اي تعريف معياري يوجد حاليا: اولا البنيات الصرفية. وهذا هو الموضوع الابسط لان الجميع يعرفون اوزان الافعال العشرة واوزان اسم الفاعل والمفعول والتفضيل والمبالغة والتصغير وجموع التكسير الستة عشر. ما لا نتعلمه هو ارتباط الاوزان بالمعنى وتاريخ هذه الاوزان وعلاقتها باوزان الافعال والاسماء في اللغات السامية الاخرى. فمثلا العربية فيها طريقة لتحويل الفعل الى مبني للمجهول بينما في لغات سامية اخرى المبني للمجهول هو تفعيلة. والعربية لا تزال تحتفظ بمثل هذه التفعيلة واعني انفعل. هناك ايضا صيغة جمع تكسير مثل كاتب كتبة مستعارة من الارامية. هذه المعرفة مفيدة في استنباط مفردات جديدة او معاني جديدة. مثلا نقول استخدمت القلم للكتابة كفعل متعدي بمفعول واحد. لكن استفعل هي تفعيلة كانت قديما تستعمل للدلالة على طلب فاستخدم معناها طلب الخدمة فنقول استخدمت زياد على ادارة اعمالي، اي كفعل متعدي بمفعولين احدهما بوساطة حرف جر. والانتقال الى استخدام شيء غير عاقل اي طلب الخدمة منه قضية تجاوز مفهوم. لكن لماذا نقول استفاق وليس افاق، استحضر وليس احضر، استكبر وليس تكابر او تكبر بالشدة، استعمر وليس عمر او اعمر، استجحش وليس جحش بالشدة، وكيف اصبحت استمر تعني تابع مع ان الجذر هو مرر كما مررت على الديار. في الحقيقة ليس للتفعيلة معنى واحد تلزمه دائما بل عدة معاني بعضها اشهر من بعض، نحتاج احصائيات. واحيانا نريد مفردة لمعنى جدي ونجد ان كل التفعيلات ماخوذة عدا اقلها استخداما اي استفعل. استعمر بمعنى احتل واخضع وسكن غصبا استخدام محدث. في الكتب القديمة قد تجد استعمرته ارضي اي طلبت منه اعمارها. لكن تفعيلات اعمر وعمر بالشدة مأخوذة وايجابية. اما عامر وتعامر وتعمر واعتمر وانعمر فلا تفي بالمعنى. هذا التجاوز كان ناجحا وانتشر المصطلح بكثرة. لكن لم يستطع الصطلح ادخال معنى جديد على التفعيلة يمكن استخدامه مع جذور اخرى. اما يا هل ترى كلمات مثل استمر واستخدم واستحم واستبد تدعم دخول معنى جديد على التفعيلة يفيد الاجبار. لا بد اذا من معجم تاريخي لتسلسل وتاريخ ظهور المصطلحات والمعاني المختلفة ... يتبع
12 أيلول 2019، عن الصرف والأوزان
كتبت ان تعريفي لفقه اللغة من اختراعي ولا علاقة له باي تعريف اخر. انا اعتبر الصرف جزءا من فقه اللغة. بالنسبة لي فقه اللغة هو العلاقة بين البنية والمعنى. تتمة المنشور الاول عن الصرف والاوزان. لابد من النظر الى بنية الاوزان نفسها. اي وزن اكثر من ثلاثي ينتج باضافة احرف محددة مثل الف، تاء، نون، تضعيف بالاضافة الى تغيير حركات احرف الجذر الثلاثي. العربية تشفر المعنى في البنية نفسها اما الانكليزية فتشفر المعنى في الاضافات إلى اول الكلمة او آخرها، سوابق ولواحق. العربية جذرية اكثر لانها تلعب في البنية الداخلية للكلمة. هذا يعني ان اية كلمة جديدة ستكون بحاجة الى نموذج بنيوي جديد هو الوزن. من حسن الحظ ان الاوزان المعروفة هي تراكمات تاريخية ويمكن استجلاب اوزان منسية من لغات سامية قديمة. السريانية فيها مثلا ورزن شفعل والعبرية فيها وزن هفعيل وسمعت ان الاكادية فيها اوزان اكثر. على العرب التفكير فعلياً إما في زيادة عدد الأوزان باختراع اوزان جديدة أو بإحياء اوزان قديمة، وإما باستخدام اللواحق والسوابق. وهذا ما يحصل فعلاً فعندك كلمات مثل إسلاموي (لاحقة وي) تاريخاني (لاحقة اني).. ليس غريبا على العربية استخدام اللواحق في الاول والآخر. يمكن اضافة س للمستقبل، لا او غير للنقيض، عم للمضارع، رح للمستقبل، او لاحقة لي التركية للصفات مثل عصمللي، او جي للمهن او الغلو في شيء مثل مكوجي، غلوجي, زعبرجي، طنبرجي. إن النظرية القديمة أن اللغة بالسماع من الفصحاء وان اللغة تجمدت لبعد الزمان عن الفصحاء نظرية غير فعالة وحتى غير واقعية أو علمية. يقولون لك العرب قالت والعرب لم تقل. طيب وبعدين، العرب قالت وسكتت، أو العرب قالت ولن تقول بعد ذلك شيئاً، أو العرب قالت هذا وفقط ولم تزد عليه لأن الله الهمها. نعود في النهاية إلى قدسية اللغة العربية التي أدت إلى جمودها كما كانت عليه منذ ألف واربعمئة سنة. لا نزال ندرس القواعد بنفس الطريقة اليوم استمعت الى لقاء مع فاضل السامرائي، الباحث العراقي، عن سورة يس. كلام قديم عفا عليه الدهر. وتحليله لمفردة قيوم تشي بجهل باللسانيات المقارنة، تماما كما كان اسلافه من القرن الثالث الهجري. يقول هناك وزن في العربية فيعول وهو صيغة مبالغة. اللغة العربية في عقلية هؤلاء نشأت من ذاتها واكتفت بذاتها لانها لغة القرآن فهي اذن كاملة . عندما انظر الى لسان العرب وارى ان مرجع احدى الكلمات هو القرآن فقط لا غير اعرف تماما ان الشرح سيكون ترقيعيا تبريريا ملتويا مليئا بالجهل ورفض الاعتراف به. كلمة قيوم سريانية تعني القائم المنتصب الذي لا ينام والذي بيده مقاليد الادارة او الملك ولا يوجد في العربية وزن فيعول، ولا هي صيغة مبالغة. ولم يستخدمها احد غير القرآن. اذا اردنا دراسة فقه اللغة العربية حتى نتمكن من تطويرها فلا بد من القبول بتاريخيتها وغموضها بنفس درجة كل اللغات، ويجب ان نعزلها عن الاصل المفترض "قالت العرب". اول قاموس للعربية جاء من خراسان الى الكوفة في اول العصر العباسي ونسبته الى الخليل خاطئة ولا دليل عليها. وادعاء بعض النحويين واللغويين انهم عاشوا في البادية او انهم اخذوا عن العرب الفصحاء كذب في كذب. القديم ليس بالضرورة صحيح.
13 أيلول 2019، الجذر الثلاثي
ثانيا، يرتبط الجذر الثلاثي الواحد بعدة معاني، احيانا لا علاقة لبعضها ببعضها الاخر، واحيانا هناك علاقة صيرورة تاريخية، واحيانا هناك علاقة تشابه باللفظ. مثلا كتب كجذر يحمل ثلاثة معاني: خط وسطر، فرض وتعاقد، ثم جمع. فنقول كتب رسالة اي خطها، ونقول كتب عليكم الصوم اي فرض، و نقول كتب الكتائب اي جمع الجنود في تشكيلات اسمها كتائب. المعنى الثاني يتبع الاول تاريخيا، اي ان الكتابة تدخل في كتابة العقود والاحكام، وهي وظائف هامة تنبع شرعيتها من الالهة، فاذا كتب الاله الحكم فهذا يعني فرضه. اما المعنى الثالث فأعتقد انه جاء من خلط قطب مع كتب. قطب تعني جمع جلدبن بخيط. يمكن أن نتخيل إعادة استنباط الجذر كتب من كتيبة. أهمية الجذور ليست تاريخية بالضرورة ولكن تحليلية. التحليل يفترض أن كل شيء ينبع من الجذر. لكن في كثير من الأحيان الجذر يأتي من الإسم أو الفعل باثر رجعي. فيمكن أن نتخيل كلمة أقدl هي كطيبة أو قطيبة أصبحت لاحقاً كتيبة. ثم قام المعجميون باستنباط الجذر وضم المحتوى إلى جذر كتب ومعانيه الأخرى التي تفيد الخط أو الفرض من خلال عقد.
Amer S S Atassi بما أنك تريد الخوض في هذا المجال لدي لك مهمة 😃 الشحرور و الكيالي يزعمون عدم وجود مترادفات في القرآن أيضا يزعمون أن اشتقاقات أي جذر ثلاثي سينتج عنه كلمه لها علاقة بالجذر الأصلي و معناها متعلق به و قد بنى الشحرور منهجه على هذه الافتراضات فاهتدى إلى معان و تفاسير لا يعرفها العرب
Ahmad Nazir Atassi
السامرائي بيتغمى والكيالي بيعصب وبيصير يحكي حلبي ويغلط في الإعراب. على كل، هذه صنه محدثة فهي إما اثبات إعجاز القرآن بيانياً أو تفسيره بناءاً على معاني الكلمات بما يتناسب مع العصر.وكلها ادعاءات لا يمكن اثباتها. الإمارات تشجع هذه التيارات وتحشر في أنوف الناس ليثبتوا أنهم متطورون.
Muzen Atassi
مسألة المترادفات ليست من تأليف الشحرور، هي معروفة من قبل ، العبقري عبد القاهر الجرجاني قال مامعناه: ليس للسيف إلا إسم واحد هو السيف ، والباقي صفات، وهذا يعني أنه لامترادفات للمفردة، وإنما صفات لها جاءت مضافة يحدد السياق معناها، مثال: مفردة سيارة التي جاءت في القرآن في سورة يوسف: فالتقطه سيارة‘‘ ، جذر الكلمة سير، قلبت الياء ألف فأصبحت سار، والسيارة اليوم ليس لها علاقة بالسيارة الموجودة في القرآن إلا صفة السير، وهذه من مباحث الألسنيات التي يمكن التوسع فيها كثيرا، تحياتي
Ahmad Nazir Atassi
Muzen Atassi اضافة عميقة يا مزن. وين كنت غاطسة كل هالوقت. نعم نحتاج الى قراءة في الالسنيات الحديثة. قراظتي فيها اقتصرت على كتاب مدخل اليها. لكن المدخل وحده كان ثورة بالنسبة لي.
14 أيلول 2019، عدد المفردات وحسن التعبير
من الضروري ايجاد طريقة لزيادة عدد المفردات التي يحفظها الفرد من اجل حسن التعبير. كذلك لا بد من دراسة توليد البنيات والمعاني من اجل مسايرة التطور السريع للتكنولوجيا والعلوم الاجتماعية والطبيعية. ان العربي يتعلم العربية بنفس الظروف التي احاطت بعلماء الفرس حين تعلموا العربية منذ قرون بعيدة، فهو يتكلم في البيت والشارع لغة مختلفة عن لغة القراءة والكتابة. لكن كان لهؤلاء العلماء قدرة اكبر بكثير من المتعلمين العرب اليوم على استعمال المفردات والقواعد وكذلك على اختراع المصطلحات الجديدة. وليس غريبا ان اغلب علماء النحو والمعاجم الاولئل كانوا من الفرس. هناك سر يجب ان نفك طلاسمه. إليكم بعض الاسباب التي فكرت بها لكن ليس لدي اثبات عليها. ان من يسمون بالمعلمين الاوائل من مثقفي القرن التاسع عشر، ورغم انها نحتوا كثيرا من المفردات، لكني اعتقد ان جعبتهم من الجذور كانت هزيلة بحيث اعتمدوا على عدد محدود من الجذور وعدد محدود من المعاني الملحقة بكل جذر. طبعا هناك ظواهر غريبة مثل الشدياق الذي كان موسوعة في غرائب العربية. وله كتابان اعتقد انه من المفيد اعادة احيائهما من اجل فهم افضل للغة العربية، واعني كتابه الجاسوس على القاموس في نقد محيط الفيروزابادي، وكتابه سر الليال في القلب والابدال. الكتاب الاخير من نمط لغوي معروف قديما واصله في كتاب ابن السكيت القلب والابدال وكتاب ابن جني الخصائص. لكن هذا النمط لا يزيد من عدد الالفاظ عند المتعلم. ونفعه في شرح كثير من الشذرات التي تضلل المرء في المعاجم القديمة. وعلم اللسانيات الحديث يستطيع شرح الظواهر التي لاحظها هؤلاء اللغويون بطريق اكثر منهجية وعلمية. فما لاحظوه ليس حكرا على العربية بل عام في كل اللغات. وكما قلت تقتصر فائدته على تشذيب المعاجم القديمة مما يسمى لغات. فقد سجلوا ابسط الفروقات بين العرب دون ان يذكروا الاصل الجغرافي والقرب من شعوب اخرى وتنوع اللهجات والتطور الطبيعة للغة فاعتبروا ان العربية واحدة لا تتجزا لافي الزمان ولا في المكان
16 أيلول 2019، عن فقه اللغة العربية والمعاجم
المنشور الاخير اليوم يعود الى قضية فقه اللغة العربية الذ يحاولت معالجته في منشورات سابقة وتجاوب معه عدد من الاصدقاء.
وهنا لا بد من توضيح بعض النقاط الهامة:
اولا، ليس عندي تعريف واصح ودقيق لفقه اللغة العربية. لكني لا انصوره مجرد امتداد لكتب تراثية يمثلها من طرف الثعالبي في كتابه فقه اللغة، ومن طف اخر ابن الجني في كتابه الخصائص. فالكتاب الاول هو مجرد عرض لغرائب ونوادر اللغة او عرض لمفردات كانت موضع اهتمام اهل ذلك العصر من اسماء الخيل والسحاب والمطر والاسود والسيوف. والكتاب الثاني امتع واذكى ويدخل في صميم فهم اللغة وكيف تبنى وتعمل. لكن طروحاته دخلت في علوم اللسانيات الحديثة بطريقة اكثر منهجية. مما جعل كتاب ابن الجني مجرد مصدر امثلة. بالطبع هذا يثبت عبقرية ابن الجني لمن لا يكفي لاعتباره اساسا لعلم فقه العربية الخديث. ثانيا، العودة الى كتب الخصائص والمترادفات والقلب والابدال وتفارب مخارج الحروف كانت في صلب مشاريع محمد سحرور وفاضل السامرائي والكيالي التفسيرية للقرآن. وانا بصراحة ايس هدفي ديني او جدالي، ولكن هدفي تطوير مفردات اللغة العربية وقدرة الباحثين والكتاب العرب على استنباط المفردات في حقول اختصاصهم. ولذلك لست بحاجة الى اتخاذ موقف من قضية وجود المترادفات في اللغة او من قضية العلاقة بين الاوزان والمعاني الاصلية للجذور. فذا كانت المترادفات تغني اللغة فلنستعملها واذا كان لاوزان الافعال المزيدة تأير على المعنى بشكل يصعب استنتاجه فهذا من دواعي غنى اللغة ولا يهمنى النقاء العقلاني لبنيات اللغة. انا تجميعي اكثر مني تقنيني، وقبل الواقع القائم دون اتهامه بالانحراف والفساد. بالنسبة لمفسري القرآن فضية فساد اللغة وابتعادها عن المثال القرآني قضية اساسية ومقلقة. لكن بالنسبة لي فانها تطور طبيعي يخرج اللغة من جمودها ويجعلها حية وحيوية. ثالثا، نحن محكومون بالمعاجم القديمة والتي تحتوي على كم هائل من المعلومات. لكن تحليل هذه المعلومات يزيد الطين بلة فهو اما يدخل تحت مسمى اللغات فلا يعرف المرأ ما خو المعيار الذي يجب استخدامه، او يدخل تحت مسمى غرائب اللغة مثملا اوضح ابن جني، او يخل تحت مسمى فساد اللغة وتشوهها بفعل الاتصال باللغات الاخري وهذه النظرية تقود الى احتقار العاميات واعتبارا مخلوقات مشوهة لا تستحق الاهتمام. ولذلك واذا اردنا استخدام المعاجم القديم فيجب علينا ١. انتقاء معيار فاللغة ايضا قرار وليس مجرد سماع من الاعراب الفصحاء الملهمين، ٢. ادراج مفهوم اللغات في اللهجات والاختلافات الجغرافية وتعدد اصول العربية وصلاتها الوثيقة باللغات السامية الاخرى، ٣. ادراج مفهوم الفساد في مفهوم التطور الطبيعيي للغة وادماجدراسة العاميات في دراسة العربية المعيارية. هذه التوجهات العملية ستحررنا من صخب المعلومات وستساعدنا على التركيز على المعاني وعلى تعدد وسائل الاستنباط ومصادر المفردات. بغض النظر عن الجذور فانا لا انطلق منها فقط، هناك الاف المعاني المفيدة التي لا نستخدمها والتي نحن بحاجة إليها وهناك عشرات البنى التي نهملها لاسباب ايديولوجية
16 أيلول 2019، اللغة العربية المعيارية
نحن نعتقد ان اللغة المعيارية قديمة، بدوية، قرشية، فصيحة، ملهمة، قرآنية، لا تتغير. وكل ما عداها عامي، فاسد، مشوه، خطر على الدين، غير نقي ومتأثر بلغات دنيوية، انحراف عن لغة القرآن وبالتالي مؤامرة، ومخالف للسماع الذي هو الالهام والذي هو الامر الالهي.، بالنتيجة تجب محاربته. وهذا يجمد اللغة ويعرقل تطورها الطبيعي. رغم ان الدراسة المتأنية للغة القرآن تثبت حيوية العربية آنذاك وتطورها وانفتاحها. فمثلا كلمة قيوم سريانية تشترك مع العربية في الجذر قام وليس من الضروري اعتبارها عربية اصيلة وتبريرها بانها صيغة مبالغة. معاني الجذر السرياني تشبه معاني الجذر العربي والاختلاط بينهما قوي. السريانية ادخلت قيوم (قيوما، اي قائم) كوظيفة ادارية او ملكية او كنسية، والعربية استخدمت القيامة او القوامة والقوامون والقائم على والقائممقام بنفس معنى الادارة والحكم. السريانية طورت معنى قيوم من واقف الى واقف لا ينام. وهكذا استخدمها القرآن كاسم، الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. فكرة الاله الحي الذي يراقب مدى الدهر اساسية في اليهودية والمسيحية وحتى الديانات البدوية الاقدم: الله حي، يا حي الله بالضيوف، حي هو الرب إلهنا، هذه تحيات الاعراب واليهود. القرآن اتبع الكلمة السريانية بشرح لمعناها لان الكلمة بحد ذاتها مقدسة ولها وقعها الخاص وهي من اسماء الله ويجب نقلها كما هي. هذا المثال وحده يثبت حيوية عربية القرآن وانفتاحها، بينما قطع النحويون صلتها بالسريانية بان قالوا ان قيوم صيغة مبالغة عربية اي الكثير القيام ونفوا اي تطور بالمعنى بان جعلوا معنى الادارة والحكم اصيلا فالجذر بالنسبة له يحمل معنيين لا علاقة لهما ببعضهما البعض. فاصبحت العربية مكتفية بذاتها وذاتية النشوء، اي إلهية. والمعيارية في العربية تتعدى القواعد الى المفردات نفسها. ففي العامية نقول لا اقدر وفي الفصحى نترجمها مباشرة الى لا استطيع. لا داعي لذلك ابدا. كان هناك من يقول اقدر ومن يقول استطيع، والقرآن استخدم الاثنتين. نحاول جاهدين نفي اية فصاحة عن العامية حتى تبقى الولد المشوه الميؤوس منه. لا بل الانكى ان القرآن كثيرا ما ينفي بما في الماضي ونحن نصر على استخدام لم لنفي الماضي. وصلت المعيارية الى درجة عالية من التعصب حتى بدأ النحويون يصححون كلام الاعراب. ولابن جني في الخصائص مقدمة طويلة في فساد كلام الاعراب في يومه ولم يخطر بباله ان عربية الاعراب تطورت ولم تفسد. خلص اصبحت العربية في ذلك الزمن حبيسة كتب القواعد والمعاجم ولم يعد لها وجود واقعي
16 أيلول 2019، عن الجذور وزيادة المفردات
لن يستقيم الأمر حتى اعطي مثالاً. لا أريد إضاعة الوقت في نبش الأخطاء والردود الدفاعية فأنا لا أذم اللغة العربية. لنأخذ جذر نجع: ما هي الكلمات التي نعرفها من هذا الجذر؟ "منتجع" أي مكان للتريض، و"المنتجعون" المتريضون، و"ناجع" أي نافع. قد يعرف البعض أن "النجيع" هو الدم. لكن لا نقول "انتجعنا" أي ذهبنا إلى المنتجع. ولا نقول "فلان نُجعتي" اي املي. و"أنجع الدواء" إذا نفع، و"نجع فيه القول" أي أثر ونفع، و"ماء ناجع أو نجيع" أي مريء، و"أنجع الرجل" إذا أفلح". قد يقول قائل هذه معان قديمة لها علاقة بالكلأ وماتت مع موت الرعي عند أهل الحضر. فلماذا لا نسقط المعاني على شي حديث كأن نقول "ماء نجيع" أي قابل للشرب بدل أن نستخدم الترجمة من اللغات الأوروبية "قابل للشرب". أكيد "قابل للشرب" تفي بالغرض لكن لا ضرر في المترادفات التي تشي بتادب وحسن تعليم. ويمكن أن نقول "أجل نجاعة الدواء" اي تاريخ انتهاء صلاحيته. المصدر الصناعي بالياء والتاء المربوطة طريقة تركية في استنباط المصادر من الاسماء العربية. وبالغ الأتراك في الإستخدام فيقولون "ظبطية" (ضبطية) لمجموعة الشرط، و"أمنية" لمخفر الشرطة. والسوريون في اسطنبول يصرون على تسمية المنطقة القريبة من الفاتح "أمنيات" مع أنها مجرد "أمنية" أي مكان نزول جنود الأمن. والمصدر الصناعي دخل الإستخدام كثيراً مع ترجمة الفلسفة اليونانية للدلالة على جوهر الشيء، فما يجعل الشيء جميلاً مثلاً هو جماليته التي تتبدى في المصدر اي جماله. لكن المصدر الصناعي أطلق أيضاً على الأيديولوجيات فنقول "إشتراكية". بالمحصل نريد تخفيف حمل على المصدر الصناعي. "تاريخ إنتهاء" هو أجل وتاريخ إنتهاء الصلاحية هو "أجل النجاعة". ويمكن أن نقول بأن القومية لم تعد أيديولوجية ناجعة أي فالحة. أو نقول الفورتران لغة برمجة لم تعد ناجعة. ويمكن أن تخترع شراباً غازياً جديداً وتدعي أنه إلكسير الحياة وتدعوه "نجيع"، أو يمكن تفضل "الثور الأحمر". ما مشكلة طالما هناك خيارات. ما أريده هو شيء من هذا القبيل: زيادة المفردات بإحياء المفردات الموجودة أصلاً وإعطائها معان حديثة. لا ضير في ذلكز الأوروبيون ياخذون مثل هذه المفردات من اللاتينية، مع أن الكلمة اللاتينية ترجمة حرفية للمغرض منها، لكنها تعتبر أكثر رقياً. هذا ما تحتاج مفردات تعتبر أكثر رقياً يمكن تخصيصها.
Malek Aïta كلام جريء, هكذا نوع من الطرح يعيدنا الى بداية البدايات و علاقة "نحن" المفتوحة مع الترجمة التي بدات منذ عهد الطهطاوي , الى أي درجة يمكن أن يكون فعل "الترجمة " ضار لحركة النسق الفكري للغة الأم ؟ أم أنّ الترجمة هي حركة تفاوض على مفهوم ما بين لغة ولغة أخرى ؟
Ahmad Nazir Atassi الترجمة إعادة كتابة. الترجمة ليست ضارة لكن بالتأكيد هناك علاقة سلطوية. نترجم مثلاً I left quickly إلى "خرجت بشكل سريع"، كما يمكن أن نقول "خرجت بسرعة" أو "خرجت مستعجلاً". يقولون الخيار الأول فيه أمانة للمعنى، والخيار الثاني استعمال عامي والخيار الثالث متفصح واحتمال الخطأ بنصب الحال كبير. في الحقيقة، الخيار الأول هو خيار خضوع، والثاني إحساس بالترفع والثالث إحساس بالجهل. لكن الخيار الأول يصبح مقبولاً شيئاً فشيئاً وتتغير اللغة في أسلوب بلاغتها. لا مانع في ذلك، لا يمكن تفادي مثل هذا التأثير. أحياناً الخضوع فيه إغناء للغة وأحياناً فيه ضياع لإحدى نقاط قوتها. لذلك حاججت أعلاه بتغيير طريقة تعليمنا للظروف (الحال والتمييز والمفعول المطلق) لدورها الكبير في الترجمة.
Malek Aïta يسعدلي صباحك عزيزي, المثال الذي تطرحه يشبه الى حد ما فكرة "النحو التحويلي" عند تشومسكي: أي أنّ كل علاقة نحوية هو امتداد مستقل لسياق ما. و من ثم يذهب تشومسكي الى القول بأنّ القوة التعبيرية تعتمد على صيغة أكثر تعقيداً من الصيغة الاعتيادية و أنّ هذه العملية التحويلية هي متشابهة بل متطابقة في كل اللغات (و هنا احتلف معه كلياً فلا وجود لسياق نصي متطابق context فالتطابق ينهي الحالة أو الشعور بالتذوق اللغوي فالفصاحة شكل من اشكال التذوق). في حال الترجمة, كلما صادفنا سياق جديد تعددت أمامنا خيارات الاستعمال اللغوي و كما تعلم لا يمكن اختصارها نحوياً و على ثلاث خيارات فقط. أنا طرحت اسئلة مستفزة الهدف لم يكن لمعاداة فعل "الترجمة" لكن لأكمل الفكرة الاخيرة لمنشورك بأنّ فعل الترجمة يحتاج الى جرأة و الابتعاد عن الصيغة التطابقية للترادف الذي يعتمد على مصادر "تجارية"- اذا صح التعبير- بل أنشأ ترادف جديد يستمد مشروعيته من كينونتنا الانطولوجية.
Ahmad Nazir Atassi Malek Aïta معك حق انت دفعت منشوري اعلاه في اتجاه لم يخطر على بالي لكنه فعلا موجود. المثال عن تاريخ الصلاحية لم يكن متعمدا فيه ان يكون مثالا في الترجمة. ثم تابعت فقلت رقي التعبير ولم اع تبعات هذه المقولة. حقيقة لم اطلع على كتابات تشومسكي لكن سمعت بمغزاها العام. مدخلي الى موضوع اللغة ليس البحث العلمي وانما الاستخدام. انا مستخدم بالدرجة الاولى ودفعني احساسي بفقر في المفردات الى الدخول في معمعة فقه اللغة. وقد اكون اقتربت من الفكرة التي ذكرتها عن ارتباط البنية بقوة التعبير لانني اعتقدت ان هناك قوانين لغوية ما قد تساعدني في العثور على التعبير الادق والاعمق والاقوى دون الحاجة الى حفظ المعجم كل كلمة على حدة. الكاتب مهووس بالكلمات وعندما لا يجد ما يناسبه فانه يحس بالقهر الداخلي. احيانا اقول لنفسي الترجمة هي السبيل فهي تجلب المعنى الجديد والعبارة الجديدة، واحيانا اقول. يجب ان ينبع المعنى والعبارك من اللغة نفسها وبدافع داخلي والا فلن يحصل تغيير حقيقي في العقليات.
معاوية الصباغ كلام قديم وتكلم فيه كثيرون بطريقة أشمل وأكثر عمقا. أنا نفسي وعلى الرغم من أنه ليس تخصصي كتبت بحثا عن هذا الموضوع منذ أكثر من سبعة وعشرين عاما واقترحت حلولا طبعا كان البحث بسيطا ولم أضع به تساؤلات وإنما بينت كيف يمكن تكثير كلمات اللسان العربي باستخدام مختلف أنواع توليد الكلمات أنت مازلت بالصرف والاشتقاق الأصغر فقط. عندما تنتقل للاشتقاق الأكبر ستجد روعة اللسان العربي وستستطيع توليد كلمات لانهائية المشكلة ياعزيزي ليست بوصف المشكلة المشكلة تكمن في "كيف نحل المشكلة" قدم مشروع حل ناجع ومنجوع ونجيع لنا أكثر من مائتي سنة نحكي فقط (كلنا) ولكن لانتائج عملية
Ahmad Nazir Atassi الاشتقاق الاكبر مجرد اقتراح من عند ابن جني ولا اعتقد بوجوده. نعم القلب والابدال وقرب الاحرف في مخرجها ظاهرة معروفة في اللسانيات لكنها ليست وسيلة في اشتقاق كلمات جديدة وليست احد اسرار العربية. بالطبع قد تكون صحيحة في بضعة حالات لكنها ليست قاعدة. ولو كانت صحيحة فهي تقتل مجموعة من الجذور وتخصها بمعنى واحد فقط لانها مقلوبات بعضها مثل ان يكون كتب وبكت وتكب وكبت وكتم ومكت وكمت وكبث وثكب وبكث كلها مشتركة في معانيها. طيب انت سابق بعشرين سنة حلال عليك. فارس الشدياق يسبقك بمائك وخمسين سنة اذ اخترع كلمات مثل منطاد واشتراكية بطرق استنباط بسيطة. طيب اذا الطريقة لسا فيها روح فما المانع من الاستمرار. ولا اراك تستخدم مشتقات نجع في كتاباتك مع انها مفيدة. ماذ يضير لو تعدد المفردات.
17 أيلول 2019، الحال والتمييز
في القواعد يعلموننا التمييز والحال والمفعول المطلق وكلها في حكم الظروف لأنها تؤثر على الفعل فتدل على شكل وقوع الفعل وكلها منصوبة والحمد لله: جلست القرفصاء، نمت قرير العين، ضربت ضربة قوية. مافي داعي لإرباك الطلاب بعشرات الأنواع. بالإنكليزية لو قرأت تصنيف الظروف أي adjective لأصابك صداع حقيقي. لكن الجميع يعرف كيف يميز الظرف ويستخدمه. هذا هو الغرض "الإستخدام الحسن" وليس تحديد النوع والموقع من الإعراب وعلامة الإعراب وعلى ماذا يعود وكل هذا الكلام الذي لا يزيد في قدرة الطالب على الإستخدام الجيد بل ينفره من العربية واللي خلفوها. أما التمييز بعد الإسم فليس ظرفاً وإنما لإظهار الصنف أو الخاصية (أي تمييزه عن غيره من الأصناف والخصائص): كيلو قمحاً، أحد عشر كوكباً، أشد وقعاً، كم كتاباً. نسمي ذاك ظرفاً وهذا تمييزاً. ومافي داعي نعدد أنواع التمييز. الطالب سيعرف من الإستخدام والتمارين. وكلها منصوبة والحمد لله. طبعاً إلا بعض الأعداد فيكون الصنف مجروراً بالإضافة (ثلاثة أقلامٍ، مئة طاولةٍ) وهذا علمه عند الله. أم أن نقول اشترت رطلاً برتقالاً فالناس حلت المشكلة وقالت رطلاً من البرتقال فهذا أوضح وأفضل للإظهار الصنف. مثال آخر: الإسم بعد حيث مرفوع على الإبتداء فنقول أكلت في مطعم ممتاز حيث الطعامُ لذيذ، حيث ظرف مكان والطعام مبتدأ. طيب الواحد ممكن يكتشف أن الطعام لذلذ جملة مستقلة ويقول قبلنا بالمبتدأ. وقبلنا كذلك بتقدير الخبر مثل (أكلت حيث الطعام) باعتبار العربية دائماً تقول لك قصد المتكلم أي (أكلت حيث الطعام موجود أو لذيذ). لكن عندما نقول انتقدوا منشور من حيث المعنى وليس من حيث الشكل. يصمم النحويون على ان المعني والشكل مبتدأ مرفوع. طيب أنا أقول لكم قصد المتكلم (انتقدوا منشوري من منظور المعنى) نعم حيث تدل على مكان لكن الواضخ أن المعنى مضاف إليه. إستخدتم حيث بهذه الطريقة مستحدث لكن من يجرؤ على إعطاء تفسيرات أخرى. ومشان الله حلوا لنا معضلة التمييز. حتى من حيث السماع فقد ذكر النحويون أنهم سمعوه بعدة أشكال. جاء الناس إلا سليماً. طيب أليس القصد جاء الناس ولم يات سليم. سليم فاعل يا جماعة. والدليل ما جاء إلا سليم، فاعل ومرفوع. قرأت الكتب إلا كتاب الرياضيات، منصوب بس هذا واضح أنه مفعول به "لم أقرأ كتاب الرياضيات" حساسية العربية لهذه الامور مثل إن وكان والإستثناء غريبة. كان المساء جميلاً. طيب ليش "جميلاً"، الكلمة خبر. وإن الصباح شتوي، الصباح منصوب، بس هدا مبتدأ. أمرنا لله "قالت العرب وهذا منزل". لكن ألا نستطيع أن نغير هذه القواعد غير المنطقية التي أنا متأكد أن سببها فزلكات شعرية.
18 أيلول 2019، عن مرجع "فقه اللغة وخصائص العربية"
في القواعد يعلموننا التمييز والحال والمفعول المطلق وكلها في حكم الظروف لأنها تؤثر على الفعل فتدل على شكل وقوع الفعل وكلها منصوبة والحمد لله: جلست القرفصاء، نمت قرير العين، ضربت ضربة قوية. مافي داعي لإرباك الطلاب بعشرات الأنواع. بالإنكليزية لو قرأت تصنيف الظروف أي adjective لأصابك صداع حقيقي. لكن الجميع يعرف كيف يميز الظرف ويستخدمه. هذا هو الغرض "الإستخدام الحسن" وليس تحديد النوع والموقع من الإعراب وعلامة الإعراب وعلى ماذا يعود وكل هذا الكلام الذي لا يزيد في قدرة الطالب على الإستخدام الجيد بل ينفره من العربية واللي خلفوها. أما التمييز بعد الإسم فليس ظرفاً وإنما لإظهار الصنف أو الخاصية (أي تمييزه عن غيره من الأصناف والخصائص): كيلو قمحاً، أحد عشر كوكباً، أشد وقعاً، كم كتاباً. نسمي ذاك ظرفاً وهذا تمييزاً. ومافي داعي نعدد أنواع التمييز. الطالب سيعرف من الإستخدام والتمارين. وكلها منصوبة والحمد لله. طبعاً إلا بعض الأعداد فيكون الصنف مجروراً بالإضافة (ثلاثة أقلامٍ، مئة طاولةٍ) وهذا علمه عند الله. أم أن نقول اشترت رطلاً برتقالاً فالناس حلت المشكلة وقالت رطلاً من البرتقال فهذا أوضح وأفضل للإظهار الصنف. مثال آخر: الإسم بعد حيث مرفوع على الإبتداء فنقول أكلت في مطعم ممتاز حيث الطعامُ لذيذ، حيث ظرف مكان والطعام مبتدأ. طيب الواحد ممكن يكتشف أن الطعام لذلذ جملة مستقلة ويقول قبلنا بالمبتدأ. وقبلنا كذلك بتقدير الخبر مثل (أكلت حيث الطعام) باعتبار العربية دائماً تقول لك قصد المتكلم أي (أكلت حيث الطعام موجود أو لذيذ). لكن عندما نقول انتقدوا منشور من حيث المعنى وليس من حيث الشكل. يصمم النحويون على ان المعني والشكل مبتدأ مرفوع. طيب أنا أقول لكم قصد المتكلم (انتقدوا منشوري من منظور المعنى) نعم حيث تدل على مكان لكن الواضخ أن المعنى مضاف إليه. إستخدتم حيث بهذه الطريقة مستحدث لكن من يجرؤ على إعطاء تفسيرات أخرى. ومشان الله حلوا لنا معضلة التمييز. حتى من حيث السماع فقد ذكر النحويون أنهم سمعوه بعدة أشكال. جاء الناس إلا سليماً. طيب أليس القصد جاء الناس ولم يات سليم. سليم فاعل يا جماعة. والدليل ما جاء إلا سليم، فاعل ومرفوع. قرأت الكتب إلا كتاب الرياضيات، منصوب بس هذا واضح أنه مفعول به "لم أقرأ كتاب الرياضيات" حساسية العربية لهذه الامور مثل إن وكان والإستثناء غريبة. كان المساء جميلاً. طيب ليش "جميلاً"، الكلمة خبر. وإن الصباح شتوي، الصباح منصوب، بس هدا مبتدأ. أمرنا لله "قالت العرب وهذا منزل". لكن ألا نستطيع أن نغير هذه القواعد غير المنطقية التي أنا متأكد أن سببها فزلكات شعرية.
Ammar Aljer لماذا تعتقد أن كون الكلمة عربية صرفة يعني أنها يجب أن تكون مختلفة جذرياً عن اللغات الأخرى. أعتقد أن كلمة "صرفة" تتعلق بتاريخ معين لأن المجتمعات الإنسانية هي دوماً في حالة تفاعل وتكامل. كون "سَبَتَ" جذر عربي لا ينفي ارتباطها بكلمة "سبعة" ولكن هذا التوثيق المعجمعي لمعنى سبت يجعلنا نفهم أكثر معنى Samedi و Sept بالفرنسية ويجعلنا نفهم أكثر معنى Saterday وSeven بالإنكليزية ويجعلنا أكثر قدرة على فهم تاريخ تطور كلمة Septembre ويجعلنا أكثر قدرة على فهم كلمة شابات في اللغة العبرية الحديثة ومعرفة أصولها ضمن العبرية القديمة .. الخ ..
أعتقد أن المجتمع الإنساني إلى هذه اللحظة متأثر بالنزعة القبلية والقومية والوطنية مما يمنعه من رؤية هذا الغنى الإنساني
18 أيلول 2019، الاستعارة والاستنباط
حانوت وتابوت وكانون وثالوث وقيوم وتعبان وجوعان وسكران كلها اوزان قليلة في العربية لانها مستعارة من لغات سامية مجاورة. فلماذا لا نتقصى هذه الاوزان ونضع لها قواعد ونشيع استخدامها لاستنباط مفردات جديدة. نحتاج في السوسيولوجيا لترجم جيدة لمفهوم agent اي المسبب للتغيير والحامل للافعال والمؤثر في المجتمع فتارة نقول فاعل وتارة نقول فعال. وتتعقد الامور حين ننتقل الى الاسم agency اي محصل تأثير الفاعل وقدرته على التغيير. هذا المفهوم مستقر في الفلسفة والسوسيولوجيا وسيبقى معنا لفترة ولذلك نحتاج الى ترجمة مستقرة. اعتقد ان فاعول او فعلان مناسبة جدا والاسم يكون فاعوليةً او فعلانية. مثال آخر. اصل كلمة تاريخ هو اسم إله القمر عند عدد من الشعوب السامية القديمة ارح او ترح او ورح او يرح. فلماذا نصر على استخدام كل كلمة تاريخ في اشتقاقاتنا منها فنقول تاريخي كترجمة ل historic historical وتاريخاني كترجمة ل historicity. يمكننا بسهولة ان نقول اروخي او اروحي .
مراد بنيس الاقتراح يبدو واضح الفائدة في حالة الفاعول والفاعولية حيث نخصص وزنا معينا لنمط معين من الاستخدام أو الدلالة. بالنسبة للأروخي، هل الهدف هو تجاوز خطأ شائع (بالمنطق الاشتقاقي الصارم)؟ أم تنويع الكلمات بحيث يقول العامي "هذه لحظة تاريخية" بينما يكتب الأكاديمي "التحليل الأروخي للأحداث"؟ مع الشكر الجزيل على كل ما تقترحه من أفكار وتطرحه من تساؤلات
Ahmad Nazir Atassi
مراد بنيس لم يخطر ذلك ببالي لكنك طرحت المناخي المتعددة لتطور اللغة. النخبوية دافع موجود دائما. انا اردت تقصير المصطلح تاريخاني
18 أيلول 2019، صياغة كلمة لمعنى جديد
عندما يكون امامي معنى جديد لا اجد له كلمة حاملة في العربية فماذا سافعل؟ وما هي الادوات التي ساعتمد عليها؟ وما هي المعارف التي سأبني عليها؟ ماهي المواد الخام التي ساستخدمها؟ وما هي الاجراءات التي ساتبعها؟ هذا ما اريد مناقشته في منشوراتي عن فقه اللغة، فقد توصح لي ان كل ما احتاجه يمكن تلخيصه بمصطلح فقه اللغة. احتاج لمعرفة ابنية الكلمات وكيف نضع المعنى في البنية، وهذا ما نسميه الصرف او morphology, واحتاج كذلك الى معرفة شبكة المعاني في اللغة وكيف تتوزع على الكلمات وكيف يتطور المعنى وهو ما نسميه علم الدلالة او semantics, واحتاج كذلك الى معرفة المفردات الموجودة ومعانيها وهذا ما نسميه المعجمية او lexicology, و احتاج الى معرفة الاصول التي جاءت منها الكلمات وكيف تطورت عبر العصور وهو ما نسميه التأصيل التاريخي او etymology. مثال مصطلح اجراءات. اليوم نعني به الخطوات الادارية التي يقوم بها مختص ضمن مؤسسة من اجل تنفيذ مهمة من ناحية البنية الجذر الثلاثي هو ج ر ي والفعل جرى يعني سال كما يجري الماء في النهر. صيغة أجرى تعطينا فعلا رباعيا بمعنى جعل الشيء يجرى، والفرض هو احد دلالات الوزن أفعل كما في أقحم وأكتب وأنهى. الاسم المصد من افعل هو إفعال وبالتالي نحصل على إجراء والتي تعني الاجبار على الجري. ورغم ان اجراء اسم مذكر إلا ان جمع مصادر الافعال فوق الثلاثية يأتي بصيغة جمع المؤنث السالم مثل استبيان واستبيانات . انتهينا من بنية المصطلح. كيف اصبح اسم معناه اجبر على الجري يدل على ممارسات بيروقراطية. في العصور القديمة عندما تخصص لك الدولة معاشا فقد كانت تجري عليك عطاءا كما تدفع الماء نحو الزرع فتجريه. الاجراء هو صرف راتب للموظف. ومن الطواهر اللغوية المعروفة تعميم الاستخدام الخاص فتعمم معنى إجراء مع الزمن على كل ممارسات الدواوين البيروقراطية. هذا يعني ان اول من استخدم اجراء بمعناها الجديد كان يعي ولو بشكل غامض ان اجراء مصطلح بيروقراطي فاستخدمها استخداما اعم من استخدامه الاصلي لكن ضمن مجال البيروقراطية. ويمكن لعالم في مخبر ان يسمي خطوات التجربة الواحدة اجراءات وهذا تعميم اخر من البيروقراطية الى فضاء الممارسات المنهجية. والتعميم يكون في مجال الاستخدام لكنه يقصر المفردة على احد جوانب معناها الاصلي. فإجراء العطاء هو ممارسة بيروقراطية الى جانب كونه اعطاءا لاجر مقابل خدمة وتوفيرا للحاجات الاساسية لموظف من بين صفات اخرى. انتهينا من بحث الدلالة. يمكن ان نعود الى المعجم لنجد ان جذر جرى قد يعني الانسياح او الركض وان منه نشتق الجارية اي البنت الصغيرة السن، وكذلك الجارية بمعنى الخادمة. والجارية ايضا السفينة، وجاراه جرى معه او واكبه، والجري هو الوكيل الذي يجري بأعمالك. وهكذا نرى ان المعني المشتقة كلها تفيد الانسياح. لكن لماذا نقول عن السفينة جارية وعن الشمس جارية وتجري لمستقر لها بينما الكواكب سيارة. اعتقد ان هناك اما عشوائية في الاختيار او مسيرة تاريخية لا نعرفها. وهذا ما نراه في انتقاء اجراءات للمارسات التنفيذية بينما مجريات تعني تطور الاحداث. وبالتالي يمكن ان نفكر في كلمة اجراء كترجمة لكلمة procedure التي تعني مجموعة خطوات تنفيذية في مؤسسة او في عملية حسابية او في عملية جراحية. ويمكن ان نصف ادخال لاعب بديل في مباراة بانه اجراء اي اجبار على الجري. ويمكن ان نقول عن نشر قوات انه اجراء فتكون ترجمة لمصطلح deployment. ويمكن ان نسمي وسائل التواصل الاجتماعي بانها مجاري اجتماعية. في النهاية فان غرضي هو اعداد الكاتب والباحث لتحديات العصر. قد تكون القضية تعليمية وليست انقلابا لغويا على العربية
19 أيلول 2019، ملاحظات لغوية 1
ملاحظات لغوية ١ احببت ان ادفع مركب فقه اللغة الى نهاية معرفتي على الاقل لاني فعلا مهتم بالموضوع ولاني فعلا لا املك ناصية الاختصاص. قرأت تعليقات الاصدقاء واطلعت على بعض الكتب التي ذكروها وانزلت عددا اكبر للاطلاع عليها لاحقا. بالمحصلة وصلت الى ما يشبه القناعات حتى لا اقول نتائج اذ لا املك الادلة. هل لدينا مشكلة لغوية؟ نعم انها مشكلة تعبير ودلالة اي مفردات وصياغة. هل السبب هو العربية؟ لا هي مجرد اداة. هل هناك اسباب للمشكلة؟ نعم التقوقع والنزعة الدفاعية والاهم من ذلك سوء التعليم وضعف سوق الكتابة والبحث. هل ننتظر ان تتحسن الجامعات وسوق الكتب والكتابة؟ قد نضطر الى ذلك، لكن لا احد يمنعنا من المثابرة في اقتراح الحلول وتجريبها. احيانا تبدو لي المهمة مستحيلة لكبرها مقارنة بجهد فردي، واحيانا اتابع احدى افكاري دون تفكير في الثمن. خطر ببالي يوما البدء بقاموس مؤصل فقمت بتحضير بنك معلومات بمحرك ميديا ويكي. وعندما نقلت بعض جذور لسان العرب الى البنك اتضح لي ان لسان العرب انما هو لسان بعض العرب القدماء. فقررت ان اجرب الانطلاق من جذر واحد كتب وازيد عليه واحاول تأصيله. كانت تجربة جيدة لكن مكلفة زمنيا. اردت ان ارى بنفسي عدد الجذور في اللسان، فجمعتها في جداول ووضعتها على صفحتي. تفاجأت بأن عدد الجذور ضئيل. اعظمها عددا هي الجذور التي تبدأ ب سين. لكنها في حدود الخمسمئة. طبعا بعض الجذور منتجة للمفردات وبعضها ليس في موادها في اللسان الا اسم مكان او حيوان. لكن هذا لم يكن علامة خطر اذ لدينا عشرة اوزان للافعال وضعفها للاسماء المشتقة ومثلها للمصادر. ولكل جذر اكثر من معنى ولكل معنى افعاله ومصادره. يعني سنصل الى المليون كلمة بسهولة. اعتقد ان نصف هذه الكلمات اما منسية او غير مستخدمة. لكن لسان العرب في الحقيقة هو لسان الاعراب الموثق بالسماع او الشعر بالاضافة الى القرآن والحديث. فاذا اصفنا المفردات التي تم استحداثها منذ بداية التأليف فقد نعود الى المليون. لكن هذه المفردات ايضا غير موثقة في معاجم لانها ليست من نمط قالت العرب او قالت الاعراب. شخصيا اعشق المفردات العباسية لانها امثلة بارعة للانتقال مما يسمى بالمعنى الحسي الى المعنى المجازي والمجرد اي من الابل والصحراء الى الفلسفة. لكن ليس بين ايدينا دراسات عن كيفية استحداث تلك المفردات والمعاني. ونحن اليوم بامس الحاجة الى الاستحداث والنحت. يتبع
19 أيلول 2019، ملاحظات لغوية 2
ملاحظات لغوية ٢ لا يمكن ان نظل حبيسي قفص مفردات الاعراب. كم صفة يمكن ان نحتاج للاسد او السيف او المطر او المرأة البدينة او الرجل الاخرق او السيد الشجاع او الابل او الخيل او الغيوم او الارضين او المرق او اللحم او الدهن او النكاح او الطعن. كم درجة من القساوة او اللين او الغلظة او السرعة او العلو او الحجم يمكن ان نعطي للحجارة والرمال والجبال. اذا فتحت لسان العرب فاني اصلي حتى لا يكون الجذر بمعنى قطع او الاسم بمعنى المرأة الضخمة البدينة. لكن اذا كان الاسم مفشكلا خنفشاريا على نمط الضيحطانة او الحبرتكة فالاغلب ان المعنى المرأة البدينة واذا كان الجذر ثلاثيا ثقيلا فاكيد معناه قطع مثل بت وبتر وبتك وبتل وبد وبط وقط وقرط. واذا فتحت كتابا في الادب فابتعد عن جملة تبدأ "سألت اعرابيا ان يصف لي شخصا" لا ما يتبع مجرد بهلوانيات لغوية في السجع والغرائب والنوادر من نمط عريض المنكعين شلولخ. وقد كنت سعيدا البارحة ان وجدت في احد الكتب عشرين مفردة لدرجات الابتسامة ومثلها لدرجات الحب. وكنت اتمنى مثلها لبقية المشاعر الانسانية مثل الغضب والسعادة والحزن والقلق والخوف. ولا اتحدث هنا عن الافكار المجردة ولا عن المصطلحات الاختصاصية في مختلف العلوم. يجب ان نسجل المفردات في كل عصر وفي كل علم. يجب ان يتعلمها ابناؤنا في المدارس ويجب ان يتعلموا لغة اجنبية ولغة محيطة مثل الفارسية او العبرية او التركية أو السريانية. وكما ذكرت في منشور سابق فإن الباحثين والكتاب بحاجة إلى معرفة فقه اللغة أي الصرف والدلالة والتأصيل. وفي انتظار المعجزة التعليمية أن تقع فلا بد من أن نعود طلاباً ونتعلم ، وأن ننقل المعرفة إلى أقراننا. إذا وجد أحدكم كلمة جديدة أو معنى جديد فارج مشاركته مع الآخرين. عندما كان ابني في الصف الثالث الغبتدائي كانت ياتي كل أسبوع بقائمة من عشرين كلمة عليها تعلم هجاءها ومعانيها وووضعها في جمل مفيدة. كانوا يحاولون في مدرسته أن تجتمع هذه المفردات في نص واحد أدبي. لكن لم يكن ذلك شرطاً. لكن لاحقاً وحين أصبح في الإعدادية والثانوية أصبحوا يقرؤون روايات بكاملها مع تحليل أدبي ممتاز. حاولت ان أتذكر حياتي المدرسية، كان عندنا كتاب قراءة مؤلف من مقالات صغيرة ومتنوعة لكن غير مثيرة. وفقط في الصف الثامن كان عندنا مجموعة قصصية لغسان كنفاني وكتاب كليلة ودمنة. المفردات كانت ملحقة بكتاب القراءة وكثير منها في كتاب الشعر. الشعر كثير منه قديم جامهلي واموي وعباسي (الصف الحادي عشر) ومفرداته لا أحد يذكرها لأنها غير مفيدة في الحياة العملية. لا أعرف إذا كان مخزوني من المفردات ناتجاً عن التعلم في المدرسة أم من قراءاتي الشخصية. أتذكر أن الجميع كان يكره مواضيع التعبير وكانوا يحفظونها عن ظهر قلب من أجل الإمتحان. وعندما تعاملت مع سوريين اصغر مني سنا في السنوات السابقة تبين لي أن أكثره لا يرغب بالكتابة ويعتبرها حملاً ثقيلاً، وكثيرون منهم لا يجيدون كتابة أكثر من جمل تخاطبية للتواصل السريع. كل اللذين كانوا يجيدون الكتابة من أي نوع كانوا من نمط المثقفين القارئين والكتاب. لا أعرف إن كان يمكنني أن استنتج بأن تعليم المفردات والدلالات وفقه اللغة في مدارسنا كان تحت المستوى المطلوب. لكني أعرف اننا بحاجة إلى المزيد. بالطبع لم أجد ضالتي في لسان العرب. هذا المعجم وغيره من المعاجم القديمة هو كتاب تاريخ وليس كتاب تعلم مفردات. وعندما تقرأه تجده اشبه بقصص قصيرة، لكن كلها في بيئة واحدة هي البرية وغالباً الصحراء. ذكر الأخ مالك عيطة في تعليق له أن الدلالات شبكة هائلة تعبر عن مخيال ثقافي. أتفق معه مع بعض التحفظات لأاني أؤمن بأن العلاقة بين الفرد واللغة علاقة متبادلة هي تعلمنا الايديولوجيا ونحن نزيد عليها ونغير فيها. لسنا متعلمين مسالمين بل مصارعين. لكن الفكرة أساسية لتعلم فقه اللغة. إذا كان المخيال الجامع لدلالات لسان العرب هو المخيال الصحراوي البدوي فكيف يمكنني أن أستفيد منها. سيصبح اهتمامي باللغة مجرد اهتمام اكزوتيك وأنثروبولوجي وليس اهتمام المتعلم والمستخدمز في الحقيقة أحب قراءة لسان العرب لكن لأاني أستنبط منه بعض المعلومات التاريخية وليس المفردات أو المعاني. العصر العباسي يمثل شبكة أخرى من الدلالات لا يحتويها المعجم ولم يرسم خارطتها أحد واحتكاكنا بها ضعيف ولم نتعلم منها كل ما يمكنها أن تقدمه. طبعاً كثير من مفرداتنا المثقفة في الفلسفة مثلاً جاءت من ذلك العصر عبر الكتب والتعليم وليس عبر المعاجم وكتب فقه اللغة. يمكنني أن أقول مع بعض المعرفة بان العصور الوسيطة من الثالث عشر إلى الثامن عشر لها شبكتها الدلالية الخاصة. المفردات التي اقابلها هناك خليط من العباسي والمعاصر (كثير من مفرداتنا تأتي من العصور الوسيطة في الحقيقة) وكثير من المعاني خاصة فقط بذلك العصر. ثم طبعاً هناك شبكة عصر النهضة الدلالية. وحتى هذه الشبكة لم ندرسها بما فيه الكفاية. أعطيت مثالاً في منشور سابق عن مفردة "إجراءات" لكني متأكد أن تاريخ المفردة أطول وأعقد مما قدمت. لا نعرف من وضع مفردة الشيوعية وكيف وفي أي سياق، ولا مفردات مثل نهضة، وطن، وطنية، قومية، مجتمع، إجتماعي، استعمار، استيطان، جريدة، صحافة مرئية، دبابة، صاروخ، محاسب، مراقب مالي، مدير، محافظ، وزارة، نائب وزير، شركة، شركة استهلاكية. نعرف فقط انها وضعت وتطورت في بيئتين مترابطتين التعليم والصحافة، وأن أوائل المنتجين كانوا مشرقيين ومسيحيين وطلاب مدارس تبشيرية. ونعرف أن الصحافة والتعليم العمومي كانا الأداتين الأساسيتين في إنتشار هذه المفردات ةشبكتها الدلالية. بالطبع هناك من يعرف كل هذه المعلومات. لكن ما أقصده هي أنها ليست جزءاً من تعليمنا وليست جزءاً من ثقافة النخب الأدبية التي تضطلع بنحت المفردات وبناء شبكة المعاني. التعليم الديني وخاصة بعد السبعينات، في المساجد وحلقات الدروس واشرطة الكاسيت، كان لها دور كبير في خلق فضاء دلالي آخر. وبالتالي فغن الفضاء التذي انتجته المدارس العمومية وصم بالعلمانية واليسارية والقومية والتغريب وانتفاء الاصالة. هناك عدد من الكتاب اليوم عندماء أقرأ كتاباتهم أري تماماً تأثير التعليم الديني غير العمومي. لا اقول أن أسلوبهم ومفرداتهم سيئة، بالعكس، إن صلتها مع الفضاء الوسيط او العباسي افضل بكثير من صلات فضاء المدارس العمومية. لكني لم ألحظ أية ملامح لثورة دلالية. التركيز لا يزال على التربية الدينية والأصالة والتضاد مع العلمانية والدولة المتهمة بترويجها. يمكن أن أذكر هنا مثالاً ذا دلالات واسعة. في نقاش سياسي ديني لي مع أحد الأصدقاء وقعنا في سوء تفاهم كبير لأن كل واحد منا كان يستخدم مفردات "التشريع"، "المشرع"، "السلطة التشريعية"، "التشريعات" بمعان مختلفة لكل مفردة. بالنسبة له المشرع هو الله والتشريع خاصية لا يملكها إلى الله والسلطة التشريعية هي الله والتشريعات هي مقولات الشريعة الإسلاميةز بنما تلم المفردات بالنسبة لي مرتبطة بمفاهيم الدولة الحديثة فالمشرع وظيفة والسلطة التشريعية هي البرلمان والتشريع هو عمل البرلمان والتشريعات هي القوانين التي اقرها البرلمان. كل واحد منا اعتبر أن معانيه واضحة للآخر ولا داعي لشرحها. وأتذكر ايضاً مقابلة مع أحد المقاتلين في الفصائل التي زالت الآن. بالنسبة له مفردات مثل "الامة"، "الدولة"، "المواطنة"، "الأغلبية"، "الاقلية"، "الثقافة"، "التشريع"، "الوطن"، "المجتمع" لها معان وإحالات دينية. الأمة هي مجموع المسلمين السنة والدولة هي الخلافة السنية والمواطنة هي ان تكون مسلماً سنياً، والاغلبية هي الأغلبية السنية والاقلية هم أهل الذمة والملل الضالة والثقافة هي الغسلام والتشريع هو الشريعة الإسلامية والوطن هو دار الإسلام. كان النقاش احياناً مضحكاً فعندما ذكرت الأقليات الدينية وغيرها وحقوقها لم يفهم علي فهؤلاء معروفون وحقوقهم يضمنا التشريع الإلهي في مفهوم أهل الذمة ولا داعي أبداً لسؤالي. طبعاً قد يكون "جدبها" لكني متأكد أن وراءه سنوات من التعليم الديني في الجامع والحلقة وأن الفضاء الدلالي الذي يعمل ضمنه ليس قميصاً يلبسه ويخلعه متى أراد. تداعيات الافكار عبر ترابط الدلالات في الشبكة كان يقودنا دائماً عند محاوري إلى السيرة النبوي كحرز من الأمثلة السياسية والإجتماعية، بينما كانت تداعيات افكاري تقودنا إلى قصص القومية والدولة الحديثة واليسار العالمي. حتى السيرة نفسها كان محاوري يفهمها بمنظور مختلف تماماً عن منظوري. أذكر هذين المثالين لتوضيح مفهوم الشبكة الدلالية وكيف يتعلم الإنسان المفردات وكيف يشتقها وكيف يستخدمها. قد يكون صراع الفضائين الدلاليين الديني والحداثي مولداً لفضاء دلالي أكبر ولمفرادات اكثر. لكني أعتقد أن البحث العلمي وليس فقط الصراع الايديولوجي هو المولد الأكبر. كل مقالة تحليلية وكل دراسة منهجية وكل ترجمة متعمقة وفي أي مجال كانت فهي تضيف إلى معرفتنا اللغوية ورصيدنا من المفردات والمعاني.
20 أيلول 2019، تمرين لغوي 1=
تمرين ١ هذا مقطع من كتاب ابن رشد القياس، سأحاول لاحقاً إعادة صياغته بمفرداتنا ومن ثم أقارن بين الصياغتين. ويمكن للجميع أن يفعل مثل فعلي: "فأما المقدمة فهي قول موجب شيئا لشيء أو سالب شيئا عن شيء. والمقدمة لها انقسام من جهة الكيفية وانقسام من جهة الكمية. أما من جهة الكمية فمنها كلية ومنها جزئية ومنها مهملة .وأما من جهة الكيفية فمن قبل أن كل واحدة من هذه إما موجبة وإما سالبة. فالكلية الموجبة هي ما أوجب فيها المحمول لكل الموضوع - مثل قولنا كل إنسان حيوان. والسالبة الكلية هي ما سلب فيها المحمول عن كل الموضوع - مثل قولنا ولا إنسان واحد حجر" اول صياغة لي: "المقدمة في القياس المنطقي هي مقولة تضيف خاصية الى اسم او تفصلها عنه. ويمكن تقسيم المقدمات من حيث الكيف والكم. فحسب الكم، توجد مقدمات كلية ومقدمات جزئية، ومقدمات مهملة. وحسب الكيف، توجد مقدمات مضيفة ومقدمات فاصلة. وبالتالي فان المقدمات الكلية المضيفة تضيف خاصية الخبر الى كل ما يدل عليه المبتدأ ؛ ومثال ذلك قولنا كل إنسان حيوان؛ حيث جعلنا خاصية الحيوانية في كل انسان والذي هو المبتدأ. والمقدمات الكلية الفاصلة تفصل خاصية الخبر عن كل ما يدل عليه المبتدأ؛ ومثال ذلك قولنا كل انسان ليس حجرا؛ حيث نفينا خاصية الحجر عن كل انسان، الذي هو المبتدأ. الغرض من هذا الجهد هو محاولة لفهم اضطرار كل كاتب لانتقاء المفردات التي استخدمها للدلالة على المعنى المطلوب. واملي هو الوصول الى خيط يقودني الى الفضائين الدلاليين اللذين انتجا معاني متشابهة بألفاظ وتراكيب لغوية مختلفة. فاذا فهمنا ذلك فقد نصل الى الطريقة التي يتبعها كل كاتب اما لملء النقص في المفردات او لتلافيه. وكما زعمت في المنشور السابق فان المشكلة قد لا تكون فقط نقص مفردات بل كذلك قصور في اعطاء معاني جديدة لمفردات موجودة.
20 أيلول 2019، تمرين لغوي 2
تمرين ٢ "فأما المقدمة فهي قول موجب شيئا لشيء أو سالب شيئا عن شيء. " اولا، في عربية يومنا نتفادى استخدام اسم الفاعل كفعل متعد بمفعول. فلا نقول "موجب شيئا" او "سالب شيئا" ونفضل استخدام الفعل. ثانيا، نستخدم أوجب بمعنى فرض. وفي اللسان وجب الشيء لزم وقد لا تحمل معنى الفرض وانما معنا الملاصقة والاضافة . ونستخدم سلب بمعنى اخذ عنوة. وفي المعجم ترد سلب بمعنى نزع الثياب او القشرة او سرق. وبالتالي السلب بمعنى الفصل قد يكون عكس الايجاب بمعنى الاضافة. ثالثا، اسما الفاعل موجب وسالب اصبحا حكرا على الكهرباء. والصفات ايجابي وسلبي اصبحا حكرا على التقييم كجيد وسيء. وهذا يمنع من استخدام اسمي الفاعل بمعنيي الاضافة او الالصاق والنزع او التجريد. رابعا، قد نتفادى كلمة شيء بمعنى صفة غير محسوسة لانها اصبحت تعني في الغالب جسما مادي محسوسا. ونعرف الجدال مع المعتزلة على تفسير الاية "الله خالق كل شيء" و"هل القرآن شيء". ابن رشد واهل زمانه يستخدمون شيء للدلالة على المحسوس وغير المحسوس. كما في قولنا "اعرف كل شيء" اي كل المعلومات والاحداث والتفاصيل. "والمقدمة لها انقسام من جهة الكيفية وانقسام من جهة الكمية."
اولا، كذلك هنا نفضل استخدام الفعل على المصدر فنقول تنقسم ولا نقول لها انقسام.
وثانيا، نستخدم "من حيث" اي "من مكان" للدلالة على التفرع او التمايز الى انواع واصناف. وقد نقول "حسب" للدلالة على التفرع بطرق مختلفة. لكننا لا نزال نشير الى التفرع وكانه تشعب في طريق. هو يقول "من جهة" ونحن نقول "من حيث"
"أما من جهة الكمية فمنها كلية ومنها جزئية ومنها مهملة ."
اولا، نفضل استخدام علامات التنقيط والبدء بجملة جديدة تعيد استخدام كلمات سابقة للايضاح. قد يكون هذا من تأثير الترجمة عن اللغات الغربية. بشكل عام، الزيادة بالاعادة غرضها رفع الالتباس الذي تسببه الضمائر، فعلى ماذا تعود ضمائر "ها" في كلام ابن رشد. ثانيا، نفضل "من ناحية" على "من جهة" للدلالة على الفروع. "وأما من جهة الكيفية فمن قبل أن كل واحدة من هذه إما موجبة وإما سالبة." اولا، "كل واحدة من هذه" تعود على الاقوال الكلية. وهنا ايضا نفضل الزيادة بالاعادة للايضاح. ثانيا، "من قبل" تعني من جهة والكاتب هنا يشرح ان الانقسام من جهة الكمية له انقسام اخر من جهة الكيفية. ونحن مقلون في استخدام "من قبل".
"فالكلية الموجبة هي ما أوجب فيها المحمول لكل الموضوع - مثل قولنا كل إنسان حيوان. والسالبة الكلية هي ما سلب فيها المحمول عن كل الموضوع - مثل قولنا ولا إنسان واحد حجر"
يتبع
22 أيلول 2019، تمرين لغوي 3
تمرين ٣ اخر جملة في المقتطف الذي عملت عليه من كتاب ابن رشد في سرح القياس المنطقي:
"فالكلية الموجبة هي ما أوجب فيها المحمول لكل الموضوع - مثل قولنا كل إنسان حيوان. والسالبة الكلية هي ما سلب فيها المحمول عن كل الموضوع - مثل قولنا ولا إنسان واحد حجر"
اعتقد ان القراءة الصحيحة يجب ان تنصب "المحمول" في الموضعين كمفعول به . اما الفاعل فاعتقد انه غائب مردود الى "القول". الفكرة هي ان الاقوال الكلية الموجبة تلصق صفة الخبر بكل مبتدأ والكلية السالبة تنفي تلك الصفة. لكن الملاحظة اللغوية هنا احجامي عن استخدام موضوع للمبتدأ ومحمول للخبر. الموضوع والخبر ترجمات حرفية لكلمتين اغريقيتين استخدمهما ارسطو في مؤلفاته عن المنطق. وهما بالانكليزية المأخوذة عن اللاتينية subject and predicate وهما ايضا ترجمة حرفية عن الاغريقية. "موضوع" ترجمة لكلمة hypo-keimenon والتي تعني "مستلقي تحت" وبالتالي "موضوع" و"خبر" ترجمة لكلمة categorio والتي تعني "اعلن او اخبر عن".
لكن علم النحو اراد التمييز بين الموضوع والفاعل ولم يرد جمعهما بكمة واحدة كما فعلت اللغات الاوروبية لاحقا subject. لا اعرف لماذا لكني كثيرا ما احسست ان المبتدأ لا تعطي اية دلالة حقيقة عن مكانة الكلمة في الجملة سوى انها تأتي اولا.
مايبدو واضحاً من النقاش أعلاه وفي البوستين الماضيين هو: أولاً - الترجمة هي إحدى صناع أية لغة ويجب أخذها محمل الجد والإعتناء بها. ثانياً - الحديث عن الأصالة لا معنى له، فحتى لو حاول الإنسان تعريب الكلمة، يظل المعنى جديداً. التغيير سنة طبيعية لا يمكن إيقافها. والإصالة مجرد أيديولوجيا تحاول وضع حدود وعوائق أيديولوجية لا يمكن تحديدها أو البناء عليها. إنها للإستهلاك فقط وليس للتجديد والتغيير. ثالثاً - هناك إنزياح في شبكة المعاني في اللغة العربية من العصر العباسي إلى الآن. وهذا الإنزياح لا جيد ولا سيء، هو فقط ما هو ويجب أن نفهمه. لا يمكن إستنباط المعنى الجديد بالصرف وحده. يجب فهم شبكة الدلالات وعلاقاتها. الجمع بين الصرف والدلالة هو ما يعطينا القدرة على خلق مفردات جديدة أو مفردات قديمة بمعاني جديدة. إن الغاية هي خلق الدلالة وليس الوزن وحده أو المعنى وحده. الدلالة هي علاقة مع مفردات ومعان كثيرة يجب معرفتها والعمل ضمنها. إن العربية الحديثة ليست قاصرة بمعنى أنها عقيمة أو عاجزة، لكن علاقتنا معها علاقة غير منتجة. إننا لا نعرف مفرداتها ولا نعرف شبكة دلالاتها. رابعاً - على التعليم أن يأخذ الدلالة بعين الإعتبار. لا يمكن المضي في تعليم التلاميذ الشعر الجاهلي والأموي والعباسي أو الأدب القديم على أنه أساس لحيوية اللغة اليوم أو أصالتها. على العكس، إن تعليم هذه النصوص هو نقل للتلميذ من فضاء دلالي إلى آخر لا يملك خريطته، مما يعني أنه لا يستطيع الإبحار فيه أو استخدامه. الذي يحفظ المفردات القديمة يبقى فقط كذلك، إنسان يحفظ مفردات لا يستخدمها أحد. لا تعلموا الطلاب أسماء السيوف أو الخيل أو الصحاري بل علموهم كيف تتشابك هذه الألفاظ مع معانيها في تلك الثقافة. ثم انقلوهم إلى الثقافة الحديثة من خلال تشابك معانيها وألفاظها واعطوهم بعض الأدوات للإنتقال بين الفضائين. دون ذلك، لن نستطيع الإستفادة من المعاجم القديمة وتبقى مستحاثات لغوية لا تفيد بشيء. خامساً - هناك فضاءان لغويان مهملان بشدة وغير موثقين في أية معاجم وهما الفضاء العباسي والفضاء القروسطي إلى الثامن عشر. لا يمكن أن نظل ندرس الجاحظ ونتهم من جاء بعده بالكسل أو الفشل أو الفساد اللغوي. هذه الأيديولوجيا القديمة التي استخدمها العباسيون يجب أن تزول. لا نعرف تماماً من اخترع هذه الأيديولوجيا أو كيف ظهرت، لكننا نعرف بعض معالمها (سأتوسع في هذه الموضوع في بوست قادم).
23 أيلول 2019، تمرين لغوي 4
تمرين 4 تحدثت في البوست السابق عن أيديولوجية العباسيين في تصوّر أصلهم ولغتهم وثقافتهم (أي هويتهم الإثنية والثقافية). أود هنا أن أحدد معالم هذه الأيديولوجيا. أولاً، (البدايات القديمة) قلت أننا لا نعرف متى بدأت ومن كان وراء انتشارها، لكن الأدبيات القديمة التي كتبت في العهد العباسي أعطتنا صورة عن هذه الأيديولولجيا في الوسط العباسي. ومن الممكن أنها تطورت عبر عقود منذ العصر الأموي. ثانياً، (عن الأصل الإثني والثقافي) أعطت هذه الأيديولوجيا للعباسيين كأسرة حاكمة تصوراً بأن أصولهم في جزيرة العرب، وأن لغتهم اليومية ليست أصيلة، وأن تعلم لغتهم الأصلية والمحافظة عليها تكون بالمحافظة على إرث البداوة. لم يعش أي خليفة عباسي مرحلة من طفولته في البادية، لكن المثل الأعلى لهذه الأيديولوجيا وهو النبي محمد عاش، حسب الرواية، فترة طفولته المبكرة في البادية. والزعم كان بأن أهل الحضر كانوا يرسلون أولادهم إلى البادية ليستقيم لسانهم، ثم قالوا ليتعودوا على شظف العيش. أعتقد أن هذا لم يحصل في أي عصر من العصور. لا بل إنه إدعاء غير منطقي فحياة البداوة كانت قلقة وخطرة ومتعبة. ومن هذا المجنون الذي يعطي أولاده لفئة تعيش على الرعي والغزو. لكن قصة النبي محمد أضفت نوعاً من الرومانسية على البداوة وموضعت أصل اللغة العربية والعادات العربية في أهل الوبر. ليس هناك أي دليل على أن الدعوة المحمدية ظهرت في وسط بدوي. لا بل إن الذكر الوحيد للبدو (الأعراب) في القرآن هو ذكر سلبي يشي بانفصال تام عن حياة البدو وأخلاقهم ودياناتهم، وعن عدم ثقة متجذر يشبه عدم الثقة والخوف الذي نراه في أدبيات الحواضر منذ النشأة الأولى للمدن في الشرق الأوسط. ثالثاً، (أسرة حاكمة تزعم أنها عربية) الأسرة العباسية، رغم أن مركزها المزعوم هو الحميمة في الأردن إلا أننا لا نعرف أي شيء عن هذا المنشأ. وكل ما نعرفه أنهم جاؤوا من الشرق، من خراسان، مع جنودهم الذين كانوا خليطاً من العرب والفرس والعرب المتفرسين والفرس المستعربين. ليس هناك دليل على الأصل "البدوي" للعباسيين. أما الأمويون فقد كانت قصورهم منتشرة على أطراف بادية الشام، وكان جنودهم من العرب، الحضريين والبدو. ومن الغريب فعلاً أن نتصور أن الفاتحين العرب كانوا كلهم بدواً رغم أن تاريخ استيطانهم في المدن والقرى، خاصة على أطراف بادية الشام، قديم. وحتى قصور الأمويين، فلم تكن خيمة في صحراء بل كانت مستوطنات زراعية ضخمة تعتمد على المياه السطحية والجوفية. قصر الحير الشرقي، كما أظهرت الحفريات، كان في وسط بساتين ترويها قنوات ونواعير. وقصر الحير الغربي كذلك، وقصر المشتى وقصر الوليد ليس ببعيدين عن عمان، وقصر المفجر في الضفة الغربية، وقصير عمرة عبارة عن واحة (وهو في الحقيقة حمام وليس قصراً). رابعاً، (ماضي مزعوم في الصحراء) نعم تناقل العباسيون آلاف الأخبار عن الخلفاء الأمويين (كان عندهم هوس بأخبار الأمويين) وكلها تدور حول الشعر والبداوة. لكنها أخبار غير موثوقة ولا يمكن قبولها على أنها تصوير حقيقي للأمويين، هي فقط فانتازيا عباسية عن أسلافهم الذين لم يكونوا يعرفون عنهم الشيء الكثير. لا توجد أية استمرارية بين الأمويين والعباسيين. والمواقع الوحيدة التي يمكن أن تكون مراكز لمثل هذه الإستمرارية هي البصرة والكوفة. وهاتان المدينتان دخلتا في طور من التدهور بعد مجيء العباسيين وبناء بغداد. إن ما نعرفه عن الإسلام المبكر، وعن الجاهلية، والأمويين، كله إنتاج بغدادي مغرق في الحضرية ومغرق في التزاوج مع الثقافات الأخرى. لكن العباسيين اعتبروا دائماً أن ثقافة النخبة يجب أن تكون عربية، وأن مركز العربية هي البادية. حتى النحويين لم يكونوا يعرفون أي القبائل أفصح. كانوا فقط يعرفون أن العربية موجودة خارج المدن. لكن الحقيقة هي أن العربية كانت موجودة في المعاجم وكتب النحو ودواوين الشعر. رواة الدواووين والأخبار وأيام العرب وكتب المفردات مثل ثعلب وحماد كانوا أشخاصاً يلفهم الغموض. لا أحد يعرف نسبهم، ولا أحد يعرف من أين جاؤوا بالتحديد، وكلهم كانوا موالي من أصل فارسي، وإن لم يكونوا فقد اتهموا بذلك. والأخبار متعددة عن مصادر أعرابية للنحويين غير معروفة سكنت المدن أغلب حياتها وتلقت المال مقابل المعلومات، وكان دائماً هناك من يطعن بصحة أخبارها. خامساً، (تعدد المكونات) لا شك بأن المكون العربي في الإسلام المبكر والتاريخ المبكر للسلالات الحاكمة كان قوياً، لكن المكونات الآرامية-السريانية (مسيحية ويهودية وصابئة)، والفارسية (أيضاً مسيحية ويهودية ثم زردشتية) كانت قوية أيضاً ولا تقل قوة عن العربية. لا يمكن أن نفهم الإسلام وتاريخ تلك المرحلة من مركزية عربية حجازية صحراوية، أو من مركزية إثنية لغوية. لا يمكن فهم الإسلام المبكر إلا من عدة مراكز متوزعة بين بلاد الشام والعراق وشمال الفرات تتداخل فيها الإثنيات واللغات والثقافات. لا يمكن فهم شخصية سلمان الفارسية دون الإستعانة بأدبيات القديسين السريانية، ولا يمكن فهم الحسن البصري دون الإستعانة بالخليط الديني في جنوب العراق. ولا يمكن فهم الجاهلية دون الإستعانة بأيديولوجيا الهوية العباسية. الجاهلية إختراع عباسي، وعربية البدو إختراع عباسي، والإضطهاد الديني الأموي هو أيضاً اختراع عباسي. سادساً، (استهلاك الثقافة) ورغم أن العباسيين لم يكونوا يتحدثون العربية المعيارية (التي كانت فقط موجودة في الكتب)، ورغم أن العلوم تنوعت في زمانهم وحققت تقدماً ملحوظاً في المعرفة واستنباط المفردات، ورغم أن كل الخلفاء العباسيين الأوائل وعمالهم دعموا الترجمة بقوة، إلا أن الصورة الباقية عنهم هي أنهم كانوا يستهلكون المسامرين والشعراء وأصحاب الأخبار مثل استهلاكهم للطعام، وهؤلاء كانت بضاعتهم أخباراً مزعومة عن العصور الأولى المسكونة بالبداوة والصحراء. وحتى القرن الخامس الهجري كان الأدباء يسوقون هذا الأدب، وبعده أصبح الأدباء يسوقون أخباراً عن العباسيين وقصورهم. الهوية العربية الإسلامية في العصور الوسطى كانت عباسية بينما الهوية العربية الإسلامية في العصر العباسي كانت صحراوية بدوية. إن إسقاط القومية العربية الحديثة على الماضي من أجل فهم ظاهرة عباسية مبكرة مثل الشعوبية هو إسقاط غير نافع، لا بل مضلل. لم تكن الشعوبية عداءاً للقومية العربية بقدر ما كانت معارضة لأيديولوجيا رسمية لم يكن الواقع يدعمها. هؤلاء الشعوبيون لم يتركوا استخدام العربية من أجل الفارسية، ولم يكونوا كلهم من أصل فارسي،وإنما تركوا أيديولوجية الأصل البدوي الصحراوي. ونحن لا نزال نعتقد بهذا الأصل ونحاول فهم المعاجم والدواوين والنحو واللغة كلها استناداً إلى تلك الأيديولوجيا، ونتعجب من التغلغل الشديد للآرامية-السريانية والفارسية في اللغة العربية معتقدين بأنها شوائب وبأن اللغة التي تركها لنا الأقدمون هي لغة الأعراب الفصحاء (العربية الصرفة) بينما هي لغة خليط ككل لغات العالم. وأوضح مثال على ذلك هو نفي الحاضر في الجملة الإسمية بليس. طبعاً المعجم يتحدث عن أيس. لكن المعجم لا يعرف بأن الكلمة الحقيقية السامية المغرقة في القدم هي أيت التي كانت كل اللغات السامية تلفظها أيث (حيث لا يوجد حرف ثاء مستقل عن التاء). وأيث كلمة تشبه كثيراً فعل to be الإنكليزي وتعمل نفس عمله. أي أنها تعني "يكون" وتستخدم في الجمل الإسمية كرابط بين المبتدأ والخبر، وأن نفيها هو "لا أيث" والتي حولتها العربية إلى "ليس" ولذلك نعرب "ليس" كفعل ماض ناقص. لا يمكن أبداً فهم "ليس" من خلال نظرية الأصالة واللغة الملهمة النقية. يجب أن ننتج معاجم اللغة الحضرية العربية التي استخدمت في العصور العباسية في الكتابة والتعليم والحياة اليومية وليس لغة متوهمة لا توجد خارج المعاجم وكتب الشعر.
29 تشرين الأول 2019، عن اللسانيات الاجتماعية
قال وقلنا: كيف اكتسب حرف القاف في المحكية الأردنية معانيه ودلالاته
مقالة ممتازة في اللسانيات الإجتماعية. وهي جزء من ملف سيظهر تباعاً على موقع حبر.
مراد بنيس التشابه عجيب مع بعض مظاهر النظرة الاجتماعية لمختلف القافات في المغرب
Ahmad Nazir Atassi ممتاز، يعني النظرية ممكنة التعميم. وهذا ممكن أيضاً في سوريا. الجال غير ممكنة لأنها تعتبر بدوية بينما الصراع هو بين الآل والقال. الأولى مدينية والثانية ريفية. وعندما كان البعث قوة معتبرة في المجتمع (لم يعد كذلك) كان القال الحرف الرسمي للبعث باعتباره ممثل الفلاحين والآل برجوازية عفنة. اليوم القال أصبح علوياً والآل علامة إندماج أبناء الريف في المدينة، ويمكن التجاوز والقول أن الآل أصبح لهجة الثورة مقابل لالقال لهجة النظام. طبعاً كثيرون ممن يعبرون الحدود الإجتماعية يضطرون لتغيير القاف حسب الوسط. أما بالنسبة للنساء فالامر محسوم للآل، لكن التنافس هو بين اللهجة الدمشقية النسائية واللهجات الأخرى. هذه اللهجة الدمشقية النسائية هي التي تسمعها في المسلسلات السورية حين تكون الشخصية من طبقة وسطى مدينية (وهي لهجة ظهرت في العشرين سنة الماضية فقط). اللهجة الحمصية أو الحلبية أو الديرية لن تجلب العرسان ولا تجلب إلا السخرية في الجامعة. وعندك بالطبع الجزيرة ودرعا وهما لهجتان متقاربتان وأهل المدينة يعتبرونها بدويتان (ويعتبرون أهالي المنطقتين مجرد قبائل)، لكن هذا ليس صحيحاً. هما لهجتان مهمشتان إلى أبعد الحدود بالتوازي مع التهميش الإقتصادي والثقافي لتلك المناطق. أنا أتمسك بلهجتي الحمصية واتعرض للسخرية في كل مكان بين السوريين الذين اعتنقوا اللهجة الشامية، لكني ألعب على حبلين فمن ناحية يمكن أن أجعلها مظلومية أقلية ومن ناحية يمكن أن أجعلها علامة اختلاف تدعم اختلافي كمختص وأكاديمي. واليوم أدرس في جامعة امريكية موجودة في وسط ريفي، وسياسة اللهجة فيها على أشدها حتى في مدرسة ابني الثانوية.
مراد بنيس في المغرب الآل خرجت تقريبا منقرضة من سوق اللهجات ربما بسبب الوزن الديمغرافي المحدود للناطقين بها (المدن القديمة في المغرب لم تكن تمثل أكثر من 10% من السكان قبل قرن، وهي التي كانت تضم هذا النطق) وربما أيضا بسبب النظرة إليها على أنها "نخبوية" ولاشعبية وغير ذكورية. النطق الذي استفاد من تراجع الآل هو القال (على الطريقة الفصحى) الذي أصبح يمثل إلى حدّ ما النطق المديني مقابل الگال في البوادي والقرى. لكن هذا التقسيم ليس حاسما جدا لأن أكبر المدن وهي الدار البيضاء تعتمد الگال أكثر من القال. شرح كل التفاصيل يتطلب مقالا بطول المقال عن الأردن
Ahmad Nazir Atassi اكتشاف رائع،. كان عندكم الآل ، يعني الانتشار كان واسع ومرتبط بالمدن، عظيم
مراد بنيس
نعم، في المدن القديمة في الجزء الشمالي من المغرب (فاس، طنجة، تطوان...) إضافة لبعض قرى أقصى الشمال.
العجيب أن ابن خلدون الذين عاش في فاس سنوات وغرناطة ومدن أخرى في المنطقة حينما تناول موضوع نطق القاف منذ ستة قرون لم يذكر الآل وإنما اكتفى بالقال والگال. ربما هي ظاهرة الآل برزت في فترة متأخرة نسبيا عن ابن خلدون
10 تشرين الثاني 2019، الركاكة
من هو الركيك؟ مقالة اخرى في حقل اللسانيات الاجتماعية. وهي مبنية على قاعدة ابحاث سابقة للكاتب، حسب ما فهمته من التعريف بالكاتبة. ويسعدني جدا ان اقرأ ان الكاتبة تعمل على دراسة افكار ما يسمى بعصر النهضة، وهو مشروع دعوت إليه دون ان اشرع به لاعتقادي بأن عصر النهضة قد أسس للكثير من الافكار والمفاهيم والمفردات التي تؤثث فضاءاتنا المعرفية العربية. ملاحظات أولا بعض المقاطع كانت ستكون اوضح لو ان الكاتبة اعطتنا بعض الامثلة من مصادرها الاولية. ثانيا، ادا لم تخني الذاكرة فان ما يسمى بالعربية الوسطى او العربية المسيحية اقدم بكثير من العصر العثماني. الدراسات حول الادبيات بالعربية التي كتبها مسيحيون قد تطورت كثيرا في العقد الاخير. وقد كشفت هذه الدراسات عن تراث مسيحي بالعربية يعود الى القرون الاسلامية الاولى. بالطبع لا يجب ان نستغرب ذلك لان المترجمين من الاغريقية والسريانية الى العربية كانوا مسبحيين. والكتاب المسيحيون استخدموا نوعين من العربية، عربية معيارية وعربية غير معيارية لكنها ليست عامية بل هجينة. ومن اباجحاف تسميتها بالعربية المسيحية لان هناك كتاب مسيحيين كتبوا بابعربية المعيارية وكتاب مسلمين كنبوا بالعربية غير المعيارية. ثالثا، الترجمات العربية للمتاب المقدس بعهديه قديمة وتتراوح كذلك كما عند مثيلاتها الحديثة بين نوعين من العربية. لكن لا اطلب من الكاتبة توسيع نطاق مقارناتها لعدة قرون قبل العهد العثماني. ما اقوله هو ان الصراع بين عربيتين قديم، ولم يقتصر في العهد العباسي على اللحن. والكتب في اخطاء العامة قديمة ايضا، وكذلك الفصل بين العامة والخاصة واتهام العامة بالابتعاد عن العربية الفصيحك المتخيلة لسكان الصحراء. حتى الاتهام بالركاكة قديم. في احدى جلسات التوحيدي في متاب الامتاع والمؤانسة هناك مناظرة بين نحوي عربي مسلم ومنطقي مسيحي سرياني. المسيحي اتهم المسلم بالاغراب والتعلق بالبداوة وابابتعاد عن العلوم العصرية، بينما اتهم المسلم المسيحي بالركاكة وقلة الجعبة اللغوية والاكثار من المصادر الصناعية التي تنتهي ب "ية". بالطبع المناطرة كانت في مجلس الامير البويهي ولها ابعاد سياسية. المثقفون المسلمون كانوا دائما غيورين من المكانة القريبة من الامير التي يحتلها الطبيب المسيحي والرياضي المسيحي والفلكي المسيحي والكاتب المسيحي، والحجة كانت دائما التآمر على الاسلام، ادخال البدع الفلسفية اليونانية، واضعاف العربية الفصحى. بالطبع مثل هذا التنافس كان احيانا موجودا بين المسيحيين من طوائف مختلفة وبين المسيحيين واليهود. رابعا، هناك مجموعة عوامل طائفية وسياسية لم تتطرق لها الكاتبة وليس ضروريا ان تتطرق لها فالمقالة قصيرة والمساحة ضيقة. واذكر هنا ان الشدياق لم يحمل الضغينة على البستاني واليازجي من منطلق الدين الجديد الذي اعتنقه فقط، بل ربما من منطلق الاختلاف الطائفي بين الطرفين. وهنا لابد من ذكر قصة اخي الشدياق اسعد الذي توفي في سجن الكنيسة بعد اعتناقه للبروتستانتية. هذه القصة التي دفعت الشدياق للخروج من لبنان الى مصر ومن ثم الى مالطا والالتحاق بخدمة المطبعة الانجليكانية التبشيرية هناك حيث عمل على مشروع ترجمة الكتاب المقدس. واذكر ايضا من خلال قراءة كتاب الساق على الساق ان الشدياق لم يكن راضيا ابدا عن سياسة الترجمة التي اتبعها التبشيريون الانكليز الذين كان يعمل معهم وكان غاضبا لانهم رفضوا ترجمته الفصيحة الاقرب الى لغة القرآن واعتمدوا ترجمة وسطية بين العربية والسريانية او العبرية تركز على الاختلاف بين المسيحية والاسلام. لكن يمكن ان نعزو هذه السياسية الى الحرفية البروتستانتية التي اصرت على ترجمات للكتاب المقدس الى الانكليزية تحافظ قدر الامكان على التراكيب اللغوية اليونانية او العبرية الاصلية خوفا من تغير المعنى. بالنسبة لي وليعذرني الاصدقاء المسيحيون فان ترجمة الكتاب المقدس الى العربية تشابه ترجمته الى الانكليزية في غرابتها، ولا اقول ركاكتها لاني اعرف ان المترجمين كانوا ضليعين في كل تلك اللغات.
10 تشرين الثاني 2019، ترجمة مصطلحات أساسية
مجموعة بيت الحكمة يزعمون على صفحتهم بانهم ترجموا مئات مقالات الويكيبيديا. لا اشك في صدقهم، وجهدهم مشكور مهما كان نوع المقالات المترجمة، وحسب ما رأيت، وهو عينة غير ممثلة للكل، فهي مقالات سير مشاهير. قررت مؤخرا الالتحاق بركبهم وارسلت بياناتي الذاتية عبر صفحتهم، لكني لم احصل على رد. ومن يومين قررت ان ابدأ الترجمة لوحدي، فالويكيبيديا لا تحتاج للالتحاق بجماعة. واليوم الويكيبيديا انشأت اداة ممتازة لترجمة المقالات باستخدام مترجم غوغل. المستخدم لا يحتاج الى برمجة وتقتصر وظيفته على مراجعة الترجمة الآلية وتصحيحها. اشعر بالتفاؤل والشكر دائما للعلم والتكنولوجيا. البداية كانت اضافات على مقالة العلاقات الدولية. وهدفي هو ترجمة اكبر عدد ممكن من المقالات المتعلقة بهذا المجال العلمي. لكن صادفتني مشكلة، فأول نظرية في العلاقات الدولية هي النظرية المعيارية. والمصطلح اساسي ولا يمكن العمل في العلوم الاجتماعية دونه. لكن لا توجد مقالة عربية عن مفهوم المعيارية فاضطررت لترجمة المقالة الانكليزية لهذا المفهوم. قطعت اكثر من نصف المسافة. والعمل غير متعب ولا يأخذ كثيرا من الوقت لان الاداة الجديدة تنظم العمل بجودة ممتازة. من يحب الاطلاع على مشروعي فاسم المستخدم تبعي هو aatassi بالطبع واجهتني مباشرة معضلة ترجمة مصطلحات اساسية لا يوجد حولها اجماع مما يجعل ترجماتها غير مستقرة وهذه القلقلة تنتقل الى العلوم المعنية. لذلك يجب تثبيت هذه الترجمات. لنعتبر انفسنا نعمل في مجال الفلسفة لانه الاعم ولان كثير من المصطلحات تبدأ في الفلسفة. ضمن هذا المجال، ما هي ترجمة المصطلحات التالية، ساضع خياراتي على نفس السطر: Norm معيار Normative معياري Standard مقياس Normal عادي، طبيعي Value قيمة Evaluative تقييمي Theory of value نظرية القيمة Value judgement حكم قيمي Action فعل Action theory نظرية الفعل Social Activity فعالية او نشاط اجتماعي Structure بنية Structural بنيوي Functional structuralism البنيوية الوظيفية Structural functionalism الوظيفية البنيوية Structuralis مفكر بنيوي، يقول بالبنيوية Functionalist مفكر وظيفي، يقول بالوظيفية Explanatory value قيمة تفسيرية، قيمة توضيحية Statement مقولة، مقولات Claim زعم، مزاعم Sociological سوسيولوجي Social اجتماعي Socialization تفاعل اجتماعي، تنشئة اجتماعية، معاشرة Agency فاعلية Agent فاعل Ethics الايتيقا، علم الاخلاق، فلسفة الاخلاق، قواعد الاجتماع، السنن Ethical ايتيقي، اخلاقي، سنني Moral اخلاقي
حسام الدين درويش Statement مقولة، مقولات هذه لا أظنها مناسبة مطلقًا وترجماتها تتنوع وفقًا للسياق، وهي تتراوح بين الإفادة والتقرير والتصريح إلخ
Ahmad Nazir Atassi وفي الفلسفة كذلك؟
حسام الدين درويش في المنطق تترجم ب "عبارة" وهي على خلاف "القضية proposition" لا يمكن الحكم بصدقها أو كذبها. هي مصطلح/ مفهوم منطقي وليس فلسفيًّا، وفقًا لمعلوماتي Agency فاعلية أفضل إضافة الذات للفاعلية لأن المعنى يتمحور حول دور الذات تحديدًا Claim زعم، مزاعم أفضل ترجمتها بالادعاء لأنها أقل تشكيكًا بمضمون القول من الزعم التي أظن أن pretension أنسب لتكون مقابلها Ethics, Moral يمكن اعتبارهما مترادفين عمومًا (بوصفهما اسمًا) لكن يمكن ان تختلف ترجمتهما حسب السياق، فيصبح أحدهما يتعلق بأخلاق الواجب والآخر بأخلاق المبادئ وثمة تمييزات كثيرة في الفلسفة في هذا الخصوص (كانط، هيغل، فوكو وريكور إلخ).
20 كانون الأول 2019، تطور الإنكليزية
الانكليزية كانت لغة الانغلو ساكسونيين المتوحشين. وكانت حينها اقرب الى الالمانية ولا يمكن لمتحدثي الانكليزية اليوم ان يفهموا ولو كلمتين منها. ثم جاء الغزو الفرنجي وراحت الانكليزية ضحية لفرنسية الارستقراطية الجديدة بحيث ان ٨٠ بالمائة من مفردات الانكليزية ذات اصول فرنسية. وهذا ما يخافه العرب اليوم. ومع ذلك لا يفهم القارئ الحديث انكليزية العصور الوسطى. وحتى انه يبقي حائرا امام انكليزية عصر النهضة التي كتب بها شيكسبير. الانكليزية الحديثة فعلا حديثة ويصعب على الطلاب اليوم قراءة نص عمره اكثر من مائتي سنة، هذا عدا عن عجزهم التام عن فهم انكليزية الطبقات الفقيرة من ذلك العصر. مسيرة الانكليزية تحمل كل الكوابيس التي يخشاها حراس العربية ويحتمون باستار الكعبة والقرآن ليقوها من حوادث الدهر. طولوا بالكم يا جماعة. عندما احاور احدكم احس انه من المؤمنين واني من كفار قريش ومصير البشرية بين الجنة والنار متوقف على نتيجة حوارنا. اذا ارخيتم تروسكم فتأكدوا انكم ستكتشفون اني لا احمل لا سيفا ولا ترسا، وانها لغتي كما هي لغتكم. من شدة عضكم على العربية بالنواجذ ستمزقونها.