تعليق على مقالة صبحي حديدي عن التفجير الأخير

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

20 تموز، 2012

تعليق على مقالة صبحي حديدي عن التفجير الأخير بقلم أحمد نظير الأتاسي أخيراً واحد يناقش الأمور منطقياً. قلت البارحة أنه ليس صدفة أن من قُتل في التفجير المزعوم كانوا من الجيش أو الشرطة او العناصر غير الأساسية في عمل النظام مثل وزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس مكتب الأمن القومي في البعث وآصف شوكت الدخيل على عائلة الاسد. وإن تناقض الروايات حول الإنفجار يجعلني أشك في نسبته إلى أية كتيبة أو فصيل معين أو إلى اي جهة نعرفها. المهم أنهم فطسوا وهذا يغير بعض موازين القوى. أصدقائي أهم شيء في التحليل هي طريقة رياضية بحتة في بناء البرهان وهي أنه يجب أن لا تنسى المعطيات المعروفة أبداً وان نبدا دائماً منها في صياغة البرهان والحجة. وأحد أهم المعطيات بالنسبة للنظام السوري هو أنه نظام مخابراتي ومافيوي لا تحكمه إلا العلاقات العائلية العشائرية ثم الطائفية وكلها تقوم على الولاء المباشر لرؤوس الحكم من رئيس وعائلته ورؤساء المخابرات. وزير الدفاع كان دائماً طرطور وسيبقى طرطور. ثم هذه المسماة خلية الأزمة من جاء بها أليس أحد المنشقين المزعومين عن هذه الخلية ومصداقيته مشكوك فيها. وفجأة أصبح الناس جميعهم يتحدثون عن خلية الازمة. لا توجد قرارات يتخذها مجلس في نظام الأسد. هناك قرارات تتخذها عائلة وعبيدها المقربون من أجهزة المخابرات حصرياً. كان الجيش أهم بالنسبة لحافظ لكنه لم يكن من الحلقة الصغيرة الحاكمة أبداً. الجيش هي أداة ضرب ميكانيكية لا تستخدم إلا للقصف أو كبيادق يتم وضعهم في المقدمة للتخلص منهم بسرعة. من يحكم سوريا هي أفرع المخابرات ولذلك قلت دائماً، اضربوا هذه الافرع ودعكم من الجيش لانه متى انكسرت قبضة الافرع انشق الجيش كله. وجاء حديدي بنقطة هامة جداً وهي أن الحلقة ضاقت وأصبح ماهر هو قائد العمليات العسكرية مما سيجعل رؤساء المخابرات يلتفون حوله لأن بشار غير قادر على قيادة الأزمة خاصة وانهم كلهم يؤمنون بالحل الأمني إلى النهاية. بشار سيقبل التفاوض مع الأمريكان برعاية الروس وأعتقد أن أخاه والمخابرات سيتخلصون منه في النهاية وتستمر الحرب. وإذا كان ما ذكره حديدي عن استدعاء محدود للإحتياط على أساس طائفي فإن المعركة الطائفية قريبة ويخطئ من يظن أنها طائفية بحتة الآن. الآن العسكر والمخابرات خليط من كل الطوائف لكن المخابرات وماهر لا يؤمنون إلا بالولاء المافيوي العشائري وسيحولون الأزمة إلى صراع طائفي بحت من أجل الحفاظ على بقائهم. لا ماهر ولا الصراع الطائفي سيكونان في مصلحة النظام لأن الجيش هي القوة الضاربة الأكبر وهم بهذا سيهمشونها. هذا النظام سيقضي عليه أسلوبه الجامد في التعاومل مع الأزمات والقائم على التطبيق الأعمى لوصفات الأب الميت الذي يحكم من قبره. هذا نظام لا يتأقلم ولا يخترع أساليب جديدة ولا يحاول فهم الواقع ليتأقلم معه لكنه شرس جداً وقاعدته الوحيدة في التعامل مع الخصوم هي أنه لا قواعد وهذه حرب حتى النهاية وليس فيها خطوط حمراء