المثقف
4 أيلول، 2021-مفهوم "الكاتب للعموم"
مفهوم «الكاتب للعموم» أو معنى النقد في الحيز العام
انك Sami Alkayial تثير موضوعا ممتازا. وهو في نظري احسن بكثير من تصنيف الكتاب العرب، او الاحتفال بذكرى الثورة، او اثبات اجرام نظام الاسد للمرة الألف. واعتقد ان محوري اللغة وعلاقة الاجتماعي بالسياسي ممتازان لمناقشة ظاهرة الكاتب للعموم. لكن عندي عدة ملاحظات تدور حول طرح القضية وتأطيرها. اعتقد ان تأطيرك اوروبي بحت، وحتى متحامل على امريكا بسبب صورة نمطية عن امريكا مصدرها اوروبي ايضا. وكذلك فاني لا اعتقد ان الحيز العام ينكمش، بل بالعكس يتطور لكن ضمن قنوات مختلفة، مما يجعلني اعتقد ان عندك نوستالجيا لنوع معين من الحيز العام ونوع معين من المشاركة السياسية، ارى ان اصفه باليساري. عندما تركت فرنسا ورحلت الى امريكا افتقدت الاشخاص الذين تتكلم عنهم، المثقفين من المختصين لكن الذين يتكلمون ويكتبون للعموم. واحسست ان الثقافة الامريكية هي المقابل الرديء للثقافة الاوروبية، وان الديمقراطية الامريكية هي حكم الرداءة او طغيان الرداءة على الحيز العام. لكن بعد عقدين ونصف، وبعد دخول الاكاديميا الامريكية، وبعد رؤيتي لدور المثقفين في سوريا واوروبا اثناء الربيع العربي، المختصين منهم وغير المختصين، تغير رأيي تماما. واصبح فهمي للحيز العام اكثر تعقيدا. استطيع ان اقول انك تتحسر على فقدان مثقف القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، الاوروبي غالبا، واليساري ايضا، ذلك المثقف الذي كان يصنع الرأي العام، او الذي كنا نعتقد انه الرأي العام. الحيز العام الذي يتلاشى كما ذكرت ليس عاما تماما. انه مقتصر على الطبقات الوسطى التي كانت ناشئة في اوروبا وامريكا. تلك الطبقات التي كان الحزب الطليعي يمثلها خير تمثيل، والتي كانت تعتقد بوجود دور ملهم لنفسها، تعليمي، تربوي، وحتى رسولي او نبوي. الحيز العام لم يختف وانما توسع ليشمل طبقات كانت مسبقا مهمشة. وهذه الطبقات لا تهتم بالمثقف ودوره التوعوي. استطيع ان اقول بان الديمقراطية، اذا كانت انخراط العموم في الشأن العام، واذا كانت غالبية العموم غير مسيسة وغير مثقفة ونصف متعلمة، فان الثقافة السائدة حسب الديمقراطية ستعكس هذه الغالبية. الرداءة لا تأتي من امريكا وانما من اتساع الديمقراطية. على فكرة، مشاركة الامريكان في الحيز العام السياسي ربما اكبر بكثير من مشاركة الاوروبيين، لكن ذلك لا يتم عبر القنوات الاوروبية المعتادة مثل الحزب المناضل والمسيرات والنقابات. وهناك كتاب للعموم في امريكا لكنهم لا يكتبون في الفلسفة كما هو حال الفرنسيين مثلا (حيث مدارسهم تعتني بالفلسفة بينما لا يدرسها احد هنا)، لكن يكتبون التحليل السياسي، والسيكولوجيا، والدين وهي مواضيع لا يهتم بها الاوروبيون.
لكن ممارسة النقاش في الحيز العام تختلف من بلد الى اخر. وهناك مجلات مثل النيويوركر واتلانتك منثلي وتايمز وقسم البوك رفيو في الجرايد الكبرى تحتوى على مواد من النمط الذي تشير اليه. وهي مواد افضل بكثير مما كنت اقرؤه مثلا في اللوموند ديبلوماتيك.
امريكا تحكم العالم منذ سبعين سنة ونحن لا نزال نعتقد على الطريقة الاوروبية انها مجرد نسخة رديئة من اوروبا. وبالتالي فاننا نحجب عن انفسنا امكانية التعرف عليها من دون المنظار الاوروبي.
5 أيلول، 2021 - التوعية
موضوع مثير اختلف مع الكاتب في قضية مسؤولية الكلمة. اعتقد انه يتبنى نموذجا توعويا للكتابة في الفضاء الافتراضي. وبالتالي فعنده معيار لما هو جيد او مسؤول ويفضي الى نتائج مرغوبة، ومعيار لما هو سيء وغير مسؤول ويفضي الى نتائج غير مرغوبة. اعتقد ان التفاعل البشري لم يتغير شكله او مضمونه بوجود الفيسبوك او وسائل التواصل، وفقط تغيرت سرعته وديناميكيته بحيث يمكن للصراخ او للاذية اللفظية ان تطول لانها موجودة على النت وبالتالي تستمر بعد نطقها او كتابتها. اما غلبة الارتجال والشفوية فهذا حكم نمطي (وربما نخبوي) نطلقه على العوام (اي الذين يحتاجون الى توعية واصلاح) وليس تغيرا جاء به الفيسبوك. اما استسهال الكلمة ونشر الشائعات واختلاقها فقد كان دائما موجودا، والناس "غير الحساسة" كانت ولا تزال موجودة وتتصرف بنفس الطريقة. لماذا نحاول بناء "فيسبوك" جيد ومنضبط ومسؤول؟ أليست محاولة أخلاقية تعتبر ان "الحوار الجيد" او "المشاركة السياسية الجيدة" هي المسؤولة والمنضبطة؟ اعتقد ان الخلطة الاجتماعية التي ينشأ فيها التبادل لم تتغير الا من ناحية لوجستية فقط. هذا هو الفيسبوك، وهذا هو الواقع، ولا اعتقد بضرورة "الاصلاح".
حسام الدين درويش Favorites · September 6, 2019 · الفيسبوك بوصفه المجال العام للسوريين (النص الكامل) المجال العام فكرة هابرماسية (نسبة إلى هابرماس) ظهرت عام 1961 وبدأت بالانتشار منذ عام 1982، وتحيل على المجال المستقل عن أجهزة الدولة وعن الروابط والانتماءات العضوية التقليدية (العائلة، العشيرة، القبيلة ... إلخ). والفكرة وثيقة الصلة بفكرة المجتمع المدني المتمايز عن الدولة، من جانبٍ، وعن المجتمع الأهلي وروابطه التقليدية، من جانبٍ آخر. ويمكن القول إن المجال العام هو الفضاء الذي ينشأ فيه المجتمع المدني، لكن ينبغي هنا عدم تبني الخطأ الشائع الذي يختزل المجتمع المدني في المنظمات غير الحكومية، ولا يأخذ في الحسبان الشروط السياسية/ الديمقراطية لهذا المجتمع، ومدى إمكانية سماحها لهذه المنظمات بأن تكون مجتمعًا مدنيًّا فعلًا، وليس مجرد منظمات خاضعة للدولة/ النظام أو مخترقة بالكامل منهما، ومقيدة بهما، تقييدًا كبيرًا. في "سورية الأسد" كانت هيمنة النظام وتأثيره في الدولة، والمجتمع، والمجال العام/ المجتمع المدني، كبيرًا وسلبيًّا، في الوقت نفسه. فالنظام قد التهم الدولة، جزئيًّا ونسبيًّا على الأقل، بحيث أصبح من الصعب التمييز بينهما، وبحيث ما عاد، في الدولة، مؤسسات مستقلة عن النظام، وغير خاضعة، خضوعًا تامًّا لاستبداده وسيطرته ومراقبته وتوجيهه. وعلى الرغم من أن حضور النظام، في البنى أو الروابط التقليدية للمجتمع، وهيمنته عليها، كان أقل من حضوره وهيمنته في الدولة، إلا أن ذلك لم يحصل إلا بعد إخضاع هذا المجتمع خضوعًا كاملًا، وبشرط تنحيه، تنحيًّا كاملًا تقريبًا، عن تناول كل ما يمس القضايا العامة عمومًا، وتلك المتصلة بالشأنين السياسي والأمني خصوصًا. والأمر ذاته ينطبق على ما نسميه ب "المجال العام" والذي يتجسد عادةً في الأسواق والمقاهي ووسائل الإعلام والنوادي أو المؤسسات الثقافية المختلفة وغيرها من المؤسسات التي يمكن أن يتبادل فيها الناس الآراء والأفكار ووجهات النظر المختلفة. فقد بقيت استقلالية هذا المجال محدودة بالحدود الصارمة التي تضعها التوجهات السياسية والأمنية عليها. وبسبب افتقاد المجال العام/ المجتمع المدني للاستقلال عن الدولة وخضوعه، الجزئي والنسبي لها، في كثيرٍ من الأمور بالمتعلقة بالشأن العام (السياسية والأمنية خصوصًا)، يمكن المجادلة بغياب/ تغييب هذا المجتمع، وذلك المجال، في "سورية الأسد/ الاستبداد". مع انطلاق الربيع العربي، بدأ شكلٌ جديدٌ من المجال العام للسوريين بالتشكل أو بالبروز والتبلور. وواقعيًّا، أصبح المجال العام للسوريين يظهر في "العالم الافتراضي"، أكثر من ظهوره في "العالم الواقعي" أو غير الافتراضي. وعلى الرغم من ظهور عددٍ من المؤسسات الإعلامية والثقافية والسياسية التي أصبحت تجسَّد هذا الشكل الجديد، إلا أن العالم الافتراضي، ووسائل التواصل الاجتماعي عمومًا، والفيسبوك خصوصًا، أصبحا أقوى تجسيدات المجال العام السوري الجديد. وفي كل الأحوال، أصبح لكل المؤسسات السورية، الثقافية والإعلامية والسياسية والإغاثية، الناشئة، بعد الثورة السورية، نوافذ فيسبوكية بالغة الأهمية، لكونها غالبًا وسيلتها الأولى والأهم للوصول إلى السوريين. ثمة أسباب كثيرة تفسِّر هذا التغيُّر في طبيعة المجال العام السوري. فإضافةً إلى القمع الذي يطال مختلف أبعاد المجال العام ويمنع تجسده في العالم غير الافتراضي. فإن حالة الشتات السوري بعد موجات النزوح واللجوء والتي جعلت كثيراً من السوريين أشبه ب "العبابيد"، يعرفون الجهة التي يهربون منها، لكن ليسوا متأكدين غالبًا من الجهة التي يمكنهم الهرب إليها. لقد أفسحت وسائل التواصل الاجتماعي للكثير من السورين إمكانية بقاء الاتصال والاتصالات قائمة فيما بينهم، بما يحفظ روابطهم بوصفهم أعضاء في مجتمعٍ أو جماعةٍ واحدةٍ ومتماسكةٍ. في "الفيسبوك السوري" يختلط العام بالخاص أو الشخصي، والفصحى بالعامية، والجد بالمزح، ويتفاعل الناس المختلفون/ المتفاوتون اقتصاديًّا ومعرفيًّا ومناطقيًّا وإثنيًّا ودينيًّا. ويبقى الشأن السياسي هو الغالب على حضور أو منشورات تعليقات كثيرٍ من السوريين "المعارضين للنظام خصوصًا. وقد كان الفيسبوك هو المكان الذي انطلقت منه الدعوات للمظاهرات والانخراط في ثورات الربيع العربي، وهو إحدى المنصات المهمة التي نقلت على الإعلام مظاهرات السوريين وتضحياتهم ومعاناتهم، و جرائم النظام. ومن هنا نفهم تسمية هذه الثورات أحيانًا باسم "ثورات وسائل التواصل الاجتماعي". ولهذا السبب ولغيره، يكون واضحًا سبب الموقف العدائي الذي اتخذه نظام الأسد ضد الفيسبوك "السوري"، وزعمه أنه جزء من "المؤامرة الكونية على سورية". على الرغم من الحريات الواسعة التي يتمتع بها مستخدمو الفيسبوك إلا أنه يبقى كيانًا غير ديمقراطيٍّ، ليس بسبب غياب الاقتراع أو الانتخاب فحسب، بل بسبب أنه يفرض قواعد معينة على مستخدميه، وفقًا لتوجهات سياسية أيديولوجية معينة، ولأنه بإمكان إدارة الفيسبوك أن تقرر حذف منشوراتٍ أو صورٍ أو صفحاتٍ بدون سببٍ معقولٍ أو مقبولٍ، من وجهة نظر من ينشرها. ولا يفضي الاحتجاج أو الرفض المعلن إلى أي نتيجةٍ إيجابيةٍ، في أحيانٍ كثيرةٍ. لكن للفيسبوك وجهٌ ديمقراطيٌّ آخر، وهو المساواة المبدئية بين جميع مستخدميه، بدون أي تمييزٍ أو تفضيلٍ لأي شخصٍ، بناءً على معرفته أو خبرته أو ثقافته أو شهرته ... إلخ. هذه المساواة غير عادلة من وجهة نظر كثيرين. ولعل خطاب إمبرتو إيكو الرافض لهذه المساواة، المستندة إلى شكلانيات غير مسوَّغةٍ، من وجهة نظره، هو لسان حال أغلب المعترضين على الحضور الطاغي لمن يسمونهم ب "الجهلة" و"الأغبياء" في المجال العام الافتراضي/ الفيسبوكي. وفي المجال العام الافتراضي السوري، يتغلب، في كثيرٍ من الأحيان، الانفعال والارتجال المميزان للكلام الشفاهي على السمة التفكرية التأملية للخطاب المكتوب، بما يجعل الإحساس بمسؤولية الكلمة ونتائجها ضعيفًا أو غائبًا. ويفضي غياب هذا "الإحساس" إلى سهولة، أو استسهال كثيرين، تبني الإشاعات والاخبار الكاذبة وترويجها، وبناء المواقف والحملات التحريضية، انطلاقًا منها، وإثارة "الفتن" وتبني الخطابات العنصرية أو الطائفية أو العدائية والتمييزية، وافتعال معارك وشجارات ثانوية أو لا معنى ولا قيمة إيجابية لها ولا جدوى منها. وعلى العكس من الصداقات و"العلاقات الواقعية المتينة" فإن "الصداقات الفيسبوكية هشةٌ، في كثيرٍ من الأحيان، بحيث أنه ليس نادرًا أن تنتهي بعض الصداقات الفيسبوكية "المتينة" بحذفٍ وحظرٍ متبادلين، بل و"تبليغٍ" أيضًا. وغالبًا ما تسفر مثل هذه المعارك، وعمليات الحذف والحظر المرافقة لها، عن تفتت الأفراد ذوي المصلحة في المجال السوري العام، وزيادة التعقيدات في علاقاتهم، وانغلاق بعضهم على من يشبهه فقط، مع إقصاء المختلفين، كلما ظهر أو برز اختلافٌ فيما بينهم. من أخطر سلبيات المجال العام السوري الفيسبوكي، الفعلية أو الممكنة، هو عدم إدراك كثيرٍ من الفيسبوكيين السوريين، في كثيرٍ من الأحيان، لافتراضية هذا المجال العام الفيسبوكي، أو لاختلافه عن العالم الواقعي غير الافتراضي. صحيحٌ أن العلاقة، بين الافتراضي والواقعي، قد تفككت جزئيًّا ونسبيًّا، وهي بحاجةٍ إلى عمليات تفكيرٍ معرفيٍّ موازٍ لعمليات التفكك، إلا ان ذلك لا ينفي استمرار وجود اختلافات مهمة وكبيرة وكثيرة بين العالمين، وبين مضامين المجال العام المتجسد في كلٍّ منهما. فشتان ما بين "المظاهرات الواقعية" و"المظاهرات الفيسبوكية الافتراضية". والاعتقاد بالفاعلية الفيسبوكية هو وهمٌ مرغوبٌ لدى الكثيرين من العاجزين عن فعل أي شيءٍ على "أرض الواقع"، أو المستكينين والمكتفين ب "نضالهم الثوري الفيسبوكي". وبدون التقليل من قيمة الكلمة وفاعليتها، فإن للفعل على أرض الواقع كلمته الأقوى، وأهميته الأكبر، في احيانٍ كثيرةٍ. لا نسعى هنا إلى المقارنة بين الفعل والكلمة، فنحن نعتقد بتكاملهما وتداخلهما. ففي القول فعلٌ؛ وبدون أن يكون القول فعلًا، ينعدم القول ذاته، أو يكون أشبه بالعدم. والفعل يتضمن قولًا ما، أو هو أيضًا قولٌ )غير لغويٍّ)؛ فنحن لا نفعل حين نقول، فحسب، بل نقول حين نفعل، أيضًا. وكما هو الحال في كل فعلٍ عمومًا، وفي ذلك الذي يتعلق بالقضايا العامة خصوصًا، ينبغي التحلي ب "مسؤولية الكلمة"، من خلال التنبه إلى أبعاد قولنا/ فعلنا في المجال العام الفيسبوكي/ الافتراضي، ومتضمنات ونتائج هذا القول/ الفعل؛ كما ينبغي لنا إدراك الفاعلية التي يمكن للنشاط الفيسبوكي أن يمتلكها، وحدود هذه الفاعلية أيضًا. وإلى أن تتحرر سورية ومجالها العام "الواقعي" من هيمنة الاستبداد وطغيانه وقمعه، وتتخلص من جرائمه، سيبقى المجال العام السوري هو مجالٌ افتراضيٌّ/ فيسبوكيٌّ بالدرجة الأولى، مع كل السلبيات والإيجابيات الممكنة و/ أو الفعلية. 2019/09/04 المقال منشور منذ يومين على موقع بروكار برس. رابط المقال في التعليق الأول.
Ahmad Youssef واسجل أيضا تحفظي على كلمة عوام المذكورة في تقديمك خصوصا أن الكلام هو اصلا في الشأن العام.
Ahmad Nazir Atassi Ahmad Youssef لماذا؟ ان التقييم المعياري الذي يستخدمه حسام يتضمن فرضية ان هناك استخدام سيء للفيسبوك، وانا ازيد ان هذا التقييم المعياري يتضمن تقسيم ضمني للمستخدمين بين سيئين وجيدين. وانا اقول ان الاستخدام السيء المفترض يقوم به السيئون الذين اسميهم العوام. اعتقد ان طرح حسام هو طرح نخبوي (لانه توعوي) وبالتالي ليس بعيدا عن كلمة العوام بمعانيها السلبية المعروفة. السيئون هم العوام والجيدون هم الخاصة. انا اقول انه لا يوجد استخدام جيد او سيء وبالتالي لا ضرورة للتوعية والاصلاح والمعيار، وعند ذلك تنتفي الحاجة الى استخدام مصطلح العوام. وهذا ليس تهجما على حسام، فهو لا ينفي مسلكه التوعوي في كتاباته.
Ahmad Youssef Ahmad Nazir Atassi استخدامك لكلمة عوام ظهر على انك تتبنى هذا المفهوم ولم يكن نقدا للمفهوم ذاته لهذا سجلت تحفظي، أما عن نقد مفهوم التوعية فأنا معك في هذا النقد. وأظنه مطب يقع فيه أغلبنا
Ahmad Nazir Atassi Ahmad Youssef اتفهم ذلك، لا انا لا اتبنى مفهوم العوام (الذين بحاجة الى توعية) وعكسه الخواص. رغم اني اتبني مفهوم النخب المؤثرة وعكسها الناس غير المؤثرين وهذا ليس مفهوما توعويا. لكني لست منزها عن الوقوع في فخ التوعية، وهذا فخ يأتي مع التعليم، وباعتبار انه معنا دكتوراة فنحن من مشايخ وكهنة التعليم، واسلوب تعليمنا يضخ فينا هذا الشعور بالنخبوية والتعالي والوظيفة التوعوية. الاكاديميا كلها جهاز توعية كما يراها كثير من الاكاديميين.
Ahmad Youssef Ahmad Nazir Atassi مفهوم النخبة هو نفسه مفهوم الخاصة. قضايا الحريات والحقوق والعصرنة أصبحت قضايا رأي عام تعتقد النخب أنها مازالت في حقل الجدة والإبداع. الرأي العام باعتقادي أكثر تأثيرا من خطاب النخب. النخبوية غالبا ما تأخذ شكلا توعويا تبشيريا كهنوتيا تحور التنوير والتوعية ذاتها إلى حلول خلاصية على غرار الهداية. أعتقد أن ما يسمى بالعوام اليوم مطلعة على ذات المصادر التي تأخذ عنها النخب وان حديث الحريات والحقوق أصبح سجال بديهيات لا حقل ابداعات وأزعم أن ما يسمى بالعامة هم أكثر اطلاعاً على ما هو جديد من أدعياء النخبوية وخصوصا أن الجديد الفكري تجاوز منذ زمن بعيد هذه المقولات...أضف إلى ذلك أننا من هذه العامة طالما أننا نساجل ضمن منطق الرأي لا ضمن أطروحات المشاريع الكبرى.
Ahmad Nazir Atassi Ahmad Youssef نعم اتفق مع ما تقول. مقولتي عن النخبة المؤثرة تحتاج الى شرح وربما تستخدم مصطلحات غير موفقة وليس مكانها هنا. انا اتكلم عن السياسة والاقتصاد حيث تتركز السلطة والمال في يد اقلية. هذه هي النخبة التي اعنيها.
حسام الدين درويش النموذج التوعوي يعني وجود غايات لدى متبني النموذج. مفهوم مسؤولية الكلمة يشدد على وجوب الانتباه إلى النتائج المترتبة عن الكلمة. طبعا فعل التكلم له غاية أو غايات بالضرورة. ويمكن للمتكلم أن يتخذ من تلك الغايات معيارا لضبط نتائج كلامه وجعلها منسجمة مع غايات حديثه قدر المستطاع.
5 أيلول، 2021 - مصطلح العوام
نبهني الصديق احمد Ahmad Youssef الى استخدامي لمصطلح العوام. وجاء ذلك في سياق الحديث عن التوعية. احاول ان لا اكون توعويا، واحاول ان لا اكون من الخاصة الذين يرون انهم الراعون للعوام كما يقود الراعي قطيعه. لكني اعترف ان الاكاديميا، وخاصة في العلوم الاجتماعية، تقوم بشكل اساسي على مفهوم التوعية. وباعتبار اني قضيت سنوات شبابي في التعلم وسنوات كهولتي في التعليم، وحصلت على درجة الدكتوراة (اي شيخ في التوعية)، فإني جزء من المؤسسة التوعوية، لا بل من مشايخها وكهنتها. ويمكن ان اقول ان قرفي الحالي الذي اعاني منه من الاكاديميا ومن المثقفين بشكل عام (ومن كل كاهن ونبي يعتقد ان التوعية هي وظيفته) ينبع من رفضي للوظيفة التوعوية التي تأتي مع العمل التعليمي في الاكاديميا. قد تكون العلوم الفيزيائية هي المسؤولة، لان قوانين الطبيعة تفرض ان كل ما هو بعيد عنها فهو خاطئ، وبالتالي فالوصول الى العلم هو عمل توعوي. الطريقة العلمية في التفكير هي ما نقود الناس إليه ونقيم نجاحهم من خلالها. لكن الجميل في الامر ان استاذ الفيزياء مثلا لا يتقمص شخصية الكاهن التوعوي. اما استاذ السوسيولوجيا او التاريخ او العلوم السياسية فهو يتقمص عن قصد هذا الدور. هذا هو الجانب الايديولوجي في العلوم الاجتماعية، والذي يصعب التخلص منه.
Ahmad Youssef ثنائية الخاصة والعامة ظهرت في الثقافة الإسلامية مع ظهور الكهنوت الديني كسلطة معرفة أي أنها سلطة وصاية على مستوى المعرفة. وظهرت ثنائية النخبة والجماهير في سياق ظهور الايديولوجيات الكبرى حيث تمارس النخب ذات السلطة الوصائية. والمفارقة هي أن دور المثقف الأول هو في نقد السلطة لا في تمثلها. لكن يبدو أن للسطلة غوايتها وللتاريخ مزحاته.
Lahcen Ouzine الامر يتوقف على مدى وعيك بوهم الاستاذية كسلطة وعلاقة عمودية مع الاخر المتعلم وذلك من خلال قدرتك على عيش المسافة النقدية في سيرورة الفعل التعليمي التعلمي. هذا يعني استعدادك للتعلم خلال تعليمك أو بتعبير أدق خلال مناقشك وتفاعلك مع المعرفة أنت والاخر...
DrAli Asaad التوعية النظرية لا تحقق أي تطور. التوعية الحقيقية تتم في ميدان العمل. المعرفة شرط التوعية. ما المعرفة؟ عندما يعمل العالم بما يعلم يصبح عارفاً. المعرفة هي العلم المعمول به. قد #يعلم "إنسان ما" كيف يُصنع الخبز (يأتي بالطحين والماء والملح ليصبح عجينا ويعجن العجين جيدا وينتظر ليختمر ثم يرق العجين ويضعه في الفرن ليصبح خبزا) لكنه لا #يعرف كيف يخبز فهو لم يخبز ولا مرة ولم يجرب. العلم + العمل = معرفة أو العلم + التجربة =معرفة