التعارف والدين
ينفرد القرآن الكريم بين الكتب السماوية وتنفرد اللغة العربية بين اللغات بمفهوم التعارف، لكن توظيف هذا المفهوم عند المسلمين وفقهائهم وفي كتب التراث العربي كان محدوداً للغاية. وغاب عنهم الترابط الوثيق بين التعارف والاختلاف. فالاختلاف علّة التعارف، وما أمرنا الله بالتعارف إلا لأنه خلَقَنا مختلفين، وهذا الغياب جعل الناس يبحثون عمّن يشبههم فقط ويكرهون من يختلف عنهم ومعهم.
إن الاختلاف تحدي واختبار يكشف الأتقياء من الناس، لذا فالتعارف بوجود الاختلاف أحد سُبُل التقوى.