البيان الأول لشباب حلب الأحرار

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

البيان الأول لشباب حلب الأحرار

كجزء من شباب وطننا الغالي سورية تابعنا ما يحصل في محافظات الوطن بعناية بالغة وآثرنا التروي قبل أي كلام نقوله أو عمل نتخذه لأننا لا نحمل أي مواقف مسبقة أو مطالب مستوردة، وإننا اليوم بعدما تابعنا جميع وجهات النظر وسمعنا مختلف المواقف الرسمية والشعبية من داخل الوطن وخارجه وراقبنا آخر التطورات الميدانية ،فإننا نصدر بياننا الأول راجين من المولى عز وجل توفيق شباب وطننا الأحرار لما يحب ويرضى:

بادئ ذي بدء نقدم تعازينا الحارة لأمهات وآباء الشهداء في مدن درعا و اللاذقية وريف دمشق وسائر المدن السورية الأخرى، لقد سمعنا ما طلبه هؤلاء الشرفاء الذين سئموا حياة الذل والخنوع وتنادوا للتضحية بأرواحهم طلباً لأسمى ما يمكن أن يطلبه إنسان وهو الحرية، هذه المطالب التي وصفها النظام السوري على لسان مستشارة الرئيس بثينة شعبان بأنها "مطالب محقة"..

وهنا نسأل: لماذا يقتل ويقمع ويحاصر مواطن يطالب بـ"مطالب محقة" في وطنه!

هذا وعلى الرغم من توقعنا لانفراج في دور الإعلام السوري الرسمي تماشياً مع ازدياد الوعي الجماهيري ووعود الرئيس الاصلاحية إلا أننا وجدناه كعادته إعلاماً خشبياً أعوراً لا يرى إلا ما يراه النظام!

المؤامرات الخارجية-المندسين من الخارج-الفتنة الطائفية-محاولة تخريب البلد

هذه هي الوصفة السحرية للإعلام السوري التي يكررها في عشرات القنوات المرئية والإذاعات المسموعة ليقول لنا اجلسوا فإما النظام وإما الفوضى وقد سمعنا هذه المعادلة البتراء على لسان بن علي وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح والقذافي !!..

هل شعارات :

  • الله .سورية.حرية.وبس
  • الشعب السوري ما بينذل
  • سلمية سلمية.نحن بدنا حرية

هي طائفية وفتنوية ومؤامرات خارجية!!

لقد برهن الشباب السوري بمختلف طوائفه وأعراقه بأنه شباب واعٍ ،بل أكثر وعياً من النظام ذاته ومن إعلامه الذي يشبه كثيراً الإعلام المصري قبل سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك..

وإذ نؤكد بأن الشعب السوري بكل ألوانه ضد أي تدخل خارجي مهما كان، نقول بأنّ هذا ليس نقيض نزوعه للحرية ولا يعني أن يعيش أبد الدهر محكوماً بقانون الطوارئ -أو الإرهاب من بعده- وبشخوص من عائلة الأسد ومخلوف وبقية "الشبيحة" الذين يسيطرون على أكثر من نصف مقدرات البلد.

نحن نعتب على الشباب المصفقين بلا تفكير الذين خرجوا في مدينة حلب ودمشق والرقة وغيرها "مطبلين ومزمرين" للرئيس دون أن يعلموا بأنهم يخونون دماء شهداء درعا الذين لولاهم لما زادت رواتبكم ولا تحرك نظامكم قيد أنملة نحو الاصلاح والحديث عنه! ألم يقل وزير المالية مطلع عام 2011 أنه لا زيادة في الرواتب هذا العام؟!

لم يطالب أي أحد من الثوار الأباة قبل جمعة الشهداء بإسقاط النظام مطلقاً..فلماذا كل هذه الموجات من التجييش الاعلامي للشعب السوري ليخرج ويهتف في الشوارع عند مطلع الشمس و في منتصف الليل –الله سورية بشار وبس!

هل المطالبة بالحرية هي إسقاط للنظام بمفهوم هؤلاء! إن لم يكن كذلك فكيف نفسر هذا العويل والتهويل من قبلهم؟

تمنينا في خطاب الأسد الأول أن يكون شجاعاً فعلاً ويحقن الدماء ويقدّم إصلاحات حقيقية لشعبه ويكون معهم ضد "الشبيحة" ،لكنه كان خطاباً مزهواً بمئات الألاف الوهمية الذين خرجوا لتأييده في مسيرات الثلاثاء متناسياً مئات الآلاف من المثقفين المحتقنين من التضييق والذل على مدى مايزيد عن أربعة عقود.

إننا ندعو النظام السوري لرفع قانون الطوارئ الآن بشكل كامل وبدون الالتفاف عليه لأننا لن نرضى بعد اليوم إلا بالحرية ولن نعود للذل ساعةً أخرى، كما أننا نطالب بالإسراع بإقرار قانون الأحزاب وبرفع وصاية حزب البعث عن الدولة والمجتمع وبمصادرة أموال كبار اللصوص في البلد والرئيس السوري يعرفهم جيداً ، كما نطلب من السيد الرئيس أن يطلع فوراً على التجنيد المنظم لـ"البلطجية" في مدينة حلب ونحن هنا نؤكد وعلى مسؤوليتنا هذه المعلومات:

قامت جهات أمنية بدفع مبالغ طائلة لوجهاء عشائر في منطقة "باب النيرب" لقاء استقبال الناس وإطعامهم في خيام كبيرة لا يخلو شبر فيها من صور الرئيس وتصدح جنباتها بالأغاني التي تمجده وتقدسه ويقوم هؤلاء بتجنيد شباب من عشائرهم ليحملوا عصي وسكاكين ويقفوا في ساحات حلب الرئيسة كساحة سعد الله الجابري مستعدين للاعتداء على أي متظاهر مطالب بالحرية،فقد تم دفع مبلغ 13 مليون ليرة لكبير عشيرة برّي "زينو بري" وملايين أخرى لعشائر حمرة وعيسى وغيرها من العشائر في باب النيرب..كما أن جهات أمنية قامت بافتتاح مكتب في منطقة الجميلية يقوم بتوزيع قسائم محروقات كل قسيمة قيمتها 100 ليتر من المازوت أو البنزين على أصحاب السيارات العمومية "التاكسي" أو "السوزوكي" ليحملوا مراهقين معهم أعلام وصور للرئيس ويجوبوا شوارع حلب بالطبل والزمر ويرهبوا الناس ويزعجوهم بهتافاتهم التي قبضوا ثمنها..وهنا نشير إلى أن الآلاف الذين خرجوا في مدينة حلب لتأييدكم يا سيادة الرئيس هم من الموظفين والطلاب الذين فرض عليهم الخروج أو من المأجورين الذين تكلمنا عنهم أو المراهقين الذين خرجوا ليتحرشوا بالنساء،فنرجو منكم عدم تصديق إعلامكم الذي يسميها "مسيرات عفوية"!!

وفي الختام نؤكد اعتزازنا بأهل درعا الكرامة والصمود التي أنجبت أشرف الثوار وأعرق الثورات عبر التاريخ ونطلب من شبابها الصمود والاستمرار في اعتصامهم وتظاهرهم السلمي كما نشدّ على أيادي الأحرار في مدن اللاذقية وبانياس بمختلف طوائفهم الذين يتعرضون لرصاص العصابات المجرمة بلا حسيب أو رقيب ونحيي كل سوري وطني شريف خرج مطالباً بإنهاء عقود الذل والهوان في دمشق وريفها وفي حمص .

وأما أنتم يا أهل حلب الشهباء يامن عُرفتم بأصالتكم ورجولتكم يا أحفاد رجال صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس , آن الأوان لتخرجوا بسلمية ومدنية لتطالبوا بحقوقكم وتكونوا ازرا لاخوانكم في المحافظات الثائرة فأنتم من تعرض رجالكم للسجن بسبب تدينهم ومن تعرضت نساؤهم للطرد من المدارس بسبب نقابهن وأنتم من يعاني الذل كل يوم ليحصل على رغيف الخبز او ليسير معاملته العقارية او ليستخرج بيانا من مؤسسة حكومية أو ليجد عملا يكفيه العوز ..

سيبقى دافعنا هو حب الوطن ،فالوطن يبقى وأما الرئيس يموت ويفنى والعاقل من يحب الباقي ولا يقدس الفاني!

بوحدتنا الوطنية سنمضي جميعا فالمسلم والمسيحي ،العربي والكردي والتركماني،السني والشيعي والعلوي كلنا يداًَ واحدة حتى استرداد حريتنا المسلوبة وكرامتنا المهدورة

والله سوريا حرية وبس..

شباب حلب الأحرار

5/نيسان/2011