فقه التغيير-شذرات

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

18 كانون الثاني، ديسمبر، 2013

13 تشرين الثاني، 2015

اليوم بدأت قراءة كتاب "ضد الهشاشة" (Antifragility) للكاتب اللبناني نسيم طالب. وهو صاحب الكتاب المشهور "البجعة السوداء" (Black Swan). الرجل عاش تجربة الحرب الأهلية اللبنانية وأخذت معه شي عشرين سنة ليطلع بنظرية أصبح لها تأثير كبير. بعد عشرين سنة سيظهر سوريون بلفسفات متقدمة وذكية وثورية مثل نسيم طالب. هل هذا جيد أم سيء؟ هلى العدالة الإلهية متوسط حسابي محسوب على عشرين سنة؟ يعني يوم معك ويوم عليك و بعد عشرين سنة ممكن تكسب شوية بالمحصلة. أم أننا يجب أن نترك التفكير بالعدالة الإلهية وأسرارها ونركز على عمل مفيد الآن. أي اصنع عدالتك بنفسك. ماذا يتطلب مثل هذا القرار أو التحدي؟ علمانيين وإسلاميين ساعدوني هون.

2 ديسمبر، 2018، مقارنة بين السترات الصفراء والثورة السورية

مظاهرات فرنسا تجمعها نقاط تشابه كثيرة مع بدايات الثورة السورية. انها تحمل ايضا كل مقومات الفشل، لكن هناك دائما اشياء لا نعرفها او لا نفهمها او لا نتوقعها. وسائل التواصل، غياب القيادة والتمثيل، غياب المطالب الموحدة، وجود المخربين الذين اصبحوا تقليدا فرنسيا منذ اواخر الثمانينات، خطاب الحكومة المتشدد، عدم مشاركة الطبقات المهنية الوسطى، سياسات ماكرون الاقتصادية، انتماء ماكرون الى نادي محبي ومقلدي بوتين مثل طرامب، انفصال النخبة الحاكمة عن الناس، عجز الثورة التكنولوجية الحديثة عن توليد ثروات تطال الجميع رغم توفيرها وسائل تبادل معلومات وتواصل سريعة، تقلص الضمانات الاجتماعية ودولة الاعالة. هذه الثورات الشعبية بدات في الربيع العربي وستستمر لفترة طولية لان اسبابها معولمة وادواتها معولمة. اننا نعيش مرحلة انتقالية لا نعرف في اي اتجاه ستستقر. اعتقد ان النخبة السياسية الاوروبية ستفعل كما فعلت في السابق اي القاء اللوم على المهاجرين ودعم تصاعد التيارات القومية اليمينية. صراع الهويات اسهل بكثير.

3 ديسمبر، 2018، تظاهرات السترات الصفراء

لا اعرف تفاصيل الاحتجاجات في فرنسا وقد بدات البارحة القراءة عنها لكن عندي ملاحظات اولية. ليس هناك حضور للاحزاب والنقابات. الحركات الاجتماعية التي لا تملك واجهة مؤسساتية لا تستطيع صياغة مطالب وايصالها الى اصحاب القرار. هذا الغياب يعني ان المحتجين لا يعتبرون ان المؤسسات السياسية والمطلبية تمثلهم، وهذا تكور لا يستهان به بالنسبة لبلد له تاريخ مع المؤسسة بكل اشكالها. الغياب له وجه اخر وهو تاخر المؤسسات السياسية في او عزوفها عن التواصل مع المحتجين ومحاولة امتصاصهم. هذا يعني ان هناك فئة من الشعب لم نعد مقتنعة بلعبة السياسة ولا تهمها المؤسسات السياسية الموالية والمعارضة على حد سواء.

الحضور الواضح للمخربين. لطالما تعاملت الدولة مع المخربين على انهم مسالة امنية بحتة. ولطالما لمحت الدولة الى انهم ياتون من الضواحي الفقيرة التي يسكنها اولاد المهاجرين القدماء والمهاجرون الجدد. لكن يبدو من الصعب فصل فئة المخربين عن فئة المحتجين، كما هو طبيعي وعادي في كل اعمال الاحتجاج. حان الوقت للتعامل مع ظاهرة المخربين بكل ابعادها السياسية والاجتماعية. هذه الظاهرة تعني ان هناك فئات واسعة من الشعب غير مؤطرة ضمن المؤسسات السياسية والمطلبية وبالتالي فانها ستلجا دائما للعنف والتخريب. سيكون من الصعب الان في فرنسا القيام بعمل احتجاجي دون عنف وتخريب. واعتقد ان الدولة ستزيد من عسكرة الشرطة وستتوجه اكثر فاكثر نحو التعامل الامني مع اي احتجاج.

خطاب الدولة يدل على انقسام ايديولوجي في البلد. الدولة تتذرع بالبيئة لزيادة الضرائب ويمشي معها قسم من السكان المستفيدين من الطفرة التكنولوجية الرقمية. بينما غير المستفيدين من الطبقة الوسطى والدنيا سيتبنون خطابا معاكسا، وحينها من سيمتصهم ويعبر عن مطالبهم غير اليمين المتطرف واليسار المتطرف. هذا وضع مشابه لثورات عام 1848 وهو وضع عايشناه في الثورة السورية عام 2011. سنرى قريبا ما اذا كانت الدولة ستعتمد العنف والتهميش ووصم المتظاهرين بالمندسين والمخربين ام انها ستحاول الاستماع اليهم ومساعدتهم في خلق ممثلين وصياغة مطالب. هذا هو الامتحان.

29 كانون الثاني، 2018 - ناضل من أجل أهداف

مرة نصحت احد الطلاب ان لا يناضل من اجل اشخاص وانما من اجل افكار ومؤسسات وبنيات. ولا ازال اؤمن بهذه النصيحة. اعتقد اننا منذ انتهاء 2011 لا نناضل من اجل مفاهيم ومؤسسات وانما من اجل اشخاص. الزمن ينسى الافراد ويتذكر البنيات والافكار. التاريخ كقصص افراد لا معنى له وهو مجرد تسلية.

Ammar Aljer من أجل أشخاص أو ضد أشخاص ايضاً. السبب بسيط لأن الأفكار غير متطورة ولا يتم ربط الفكرة بالواقع العملي. الأفكار لا قيمة لها إذا لم يكن لها ربط منطقي بسلوك الفرد اليومي بطريقة طعامه وشرابه وبطريقة حصوله على معاشه وبطريقة تخاطبه مع من حوله

29 كانون الثاني، 2018 - لا نزال نجادل في اختراع النار

اختراع الزراعة غير العالم الى الابد وكذلك اختراع القرية والمدينة والمملكة والدين. العالم باسره يتغير مع ظهور مثل هذه الاختراعات. حتى الذي يعيش معزولا في صحراء سيشهد تغييرا. خلال القرنين الماضيين حصلت عدة اختراعات من هذا النوع مثل الصناعة والدولة الحديثة والاتصالات. تحتاج البشرية لقرون لتفهم تبعات هذه التغييرات ولتقبل بها وتتعلم استخدامها. احيانا اعتقد اننا لا نزال نجادل في اختراع النار ونريد ان نعرف هل هو حلال ام حرام ام مستحسن.

Ammar Aljer منذ ولادة الكمبيوتر المنزلي عام 1976 فإن شكل العالم كله بكافة نظمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية سينقلب


25 نيسان 2018، التغيير والمنظوماتية البنيوية

احيانا انبهر من قدرة الفرد الواحد على احداث تغيير واسع المدى. واحيان اذهل من عجز الافراد مجتمعين على التخلص من المنظومة الفكرية والاجتماعية التي تحكمهم. نيوتن قلب العالم بقوانينه، والمؤمنون بدين ما يستعملون كل العلوم الحديثة لاثبات تفوق دينهم بنفس الطريقة التي اتبعها اسلافهم وبمعارف اقل. جماعة الاسد يتصرفون بنفس طريقتهم المعتادة، وجماعات المعارضين يتصرفون ايضا بنفس طريقتهم المعتادة. مهما دفعوا جميعا من اثمان باهظة. اين ومتى يحدث التغيير اذن في المجتمعات. لا بد انها عملية تحول بطيئة لا يعيها الناس. اذا طلب مني ان اراهن على نظرية اجتماعية جامعة فاني وبلا ادنى شك ساراهن على المنظوماتية البنيوية مهما اتهموها بالحتمية. من الصعب جدا ان يتخلص المرء من براثن المنظومة. مهما فكر وفكر، فانه سيصل منطقيا الى الخيارات التي تتيحها المنظومة ولن يتخطاها.كما هو حال المؤمن الذي سيثبت تفوق دينه مهما تغيرت المنطلقات. انه سيقع بنفس المغالطات التي هي حدود المنظومة التي يعمل ضمنها. كالانسان الذي يعيش في علبة وايديولوجيته تقول بان حدود العلبة لا نهائية. مهما فكر وحاول فان استنتاجه سيكون ان حدود العلبة لانهائية.

21 أيلول 2019، تأييد التغيير ومعارضته

الناس دائما منقسمون بين مؤيد للتغيير ومعارض له، او مؤيد للاستمرارية ومعارض لها. ولا يكون ذلك فقط بالجملة كأيديولوجيا بل ايضا بالمفرق حسب الموضوع المطروح. وحاججت عدة مرات ان النسبة غالبا ما تكون في صالح الاستمرارية. لكن من حين الى آخر لا بد من التغيير. الجميع يحس ذلك ويعترف بذلك بأفعاله إن لم يكن بأقواله. الجميع يقبل التليفون الخلوي رغم جدته ورغم قطيعته مع الماضي وتأثيره الكبير على حياة الناس. وستجد حتى المحافظين ايديولوجيا يقبلون هذه التكنولوجيا. وتجدهم ايضا من اشد مشجعي الاسلحة الحديثة رغم انها ايضا قطيعة مع الماضي. ولا يعذبون انفسهم بالتفكير بان القتل بالسيف اصعب وربما كان لله حكمة في ذلك. بالطبع يشغلهم عن هذه الحكمة هوسهم بالوصول الى السلطة. فالغرض دائما من هذه الايديولوجيات هو تبرير استلام السلطة. الاصالة بمعنى التمسك بالماضي تصبح ديكتاتورية خانقة ومنافقة حين تكون انتقائية فيما تقبل وترفض. والثورية بمعنى الانقلاب والتغيير المستمرين تصبح ديكتاتورية خانقة ومنافقة حين تكون ايضا انتقائية. الاصالة التي يتحدث عنها الاخوان المسلمون في بيانهم لم تعد حتى واضحة لمؤيديهم دون شرح. مقولة الاسلام هو الاصالة لم تعد واضحة حتى للمؤمن الملتزم. وكذلك مقولة الاخوان انهم يعبرون عن ثقافة الاغلبية. واستطيع ان اجزم دون بحث مطول انه لو جرت انتخابات حرة ونزيهة في سورية فلن ينجح الاخوان المسلمون بأغلبية الاصوات. لم يعد ممكنا ان تتخفى بعض الاحزاب وراء التماهي مع الاسلام. ليس لان الاسلم كش ولكن لان السياسة والحكم لا يمكن ان تختزل الاسلام كدين. حتى الاسلامويين باتوا يعرفون ان اردوغان مثلا ليس اخوانيا مثل اخوان سوريا. ما معنى ان يستمر الانسان على افكاره ومنهجه بعد هذه الحرب؟ مثل هذه المقولة تعني ان قياداتهم القديمة لا تزال مسيطرة. ولهذا ادعو شباب الاخوان للتخلص من هذه القيادات المتحجرة. لا بل ادعو كل الاحزاب الموجودة على الساحة لتجديد دمائها.

10 آذار 2020، التحليل واقتراح الحلول

دائما الناس تسأل، طيب انتم تحللون كثيرا، اعطونا حلول عملية، اعطونا شي غير المعتاد لأننا جربنا المعتاد ولم ينجح. كنت أصدق هالحكي وابدأ بطرح نظريتي في التغيير والعمل وتصميم الفعل وتصميم التغيير. وعندها كانت تنهال الاتهامات: حلول مثالية، هذا اعادة تأهيل للنظام، انت لا تفهم الوضع الحقيقي، تحليلك ناقص، لا يمكن تطبيق ما تقول. السؤال بالاصل كان محاولة للاسكات، ومغزاه نحن لم ننجح ولا نريد لاحد بأن ينجح غيرنا، ولا نريدك ان تكرر مزاعمك بأن هناك خيارات اخرى ممكنة. لا أؤمن بالتنوير والتعليم والتوعية. المنظومات لا تتغير بهذه السهولة، وهي تعيد انتاج نفسها بطريقة او بأخرى دون وعي او ادراك من المشاركين. ولذلك لا توجد قطيعة ارادية وواعية مع الماضي في التجربة الانسانية. كل شيء يتغير لكن بسرعات مختلفة، والتغيير يكون غالبا نتيجة غير مقصودة لتصرفات الفاعلين، لكنها ممكنة التوقع ومنطقية بالمقارنة مع ما يسبقها. في الحقيقة يجب على المحلل السوسيولوجي ان يقبل بأنه أحيانا يعي ما لا يعيه الفاعلون وما سيرفضون قطعيا امكانية ان يكون نتيجة طبيعية لأعمالهم. التجربة كما يعيشها الفاعل قد تكون مجرد سردية او تبرير، الارادة الحرة والنوايا الصادقة قد لا تعني شيئا احيانا وعلى الباحث ان يتخطاها. فمثلا كتب التاريخ التي كتبها الاقدمون لا تمثل اية تجربة حقيقية او واقعية، انها مجرد انعكاس لتبريرات المؤرخ الأيديولوجية. لقد وجدت من غير المجدي قراءة كتب التاريخ على انها شهادات شهود عيان، تحكي ما تراه العين. من الافضل محاولة تخمين ما تحاول ان تخفيه هذه الكتابات بدل تصديق ما تقوله. واسوأ كتب التاريخ هي المذكرات والسير الذاتية وذلك لان التبرير يصبح ضرورة قصوى كلما اقترب الحدث من الكاتب. مثلا كل الكتائب التي تشكلت للدفاع عن حي او قرية ساهمت في اشعال نار الحرب وازدياد استعارها ومضاعفة قوتها التدميرية. رغم كل النوايا الحسنة في الدفاع عن الاهل والاحباب، إلا ان كتائب الاحياء والقرى والعشائر، والمسماة اعتباطيا بالجيش الحر، ساهمت في استدامت الحزب المدمرة. انا لا ألوم الضحية. أنا انظر الى الحرب كمنظومة وادرس العلاقات بين الفواعل فيها. هذه العلاقات انتجت العكس تماما من النوايا التي قامت عليها الكتائب والفصائل. هذه النتيجة لا يمكن الوصول إليها بالمنطق السببي الذي يبحث عن الظالم والمظلوم والبادئ والمجرم والضحية. انها مثل علاقة الزواج المضطرب، اذا كلما ازداد الطرفان بافتراض النوايا الجيدة في الانا والنوايا السيئة في الاخر بحثا عن سبب للشجارات الطويلة بينهما، كلما زادت العلاقة سوءا إلى ان تنتهي. وتنتهي العلاقة وكل طرف يعتقد بأنه كان صاحب النوايا الطيبة والاخر صاحب النوايا السيئة. النتيجة التي نحصل عليها في النهاية لم يعيها اي من الطرفين، ولا تهم شهادة اي منهما، لان العلاقة هي الاساس وليس التبرير او ما يراه ويعتقده الفاعلون. مثال آخر: كل السوريين الذين عملوا في اية مجموعة سياسية معارضة كانوا يزيدون في تعقيد المشكلة واستقطاب الاطراف واستمرار الحرب كلما حاولوا تشكيل جبهة موحدة هدفها اسقاط النظام معتقدين انهم ضحايا وبالتالي يستحقون ان يحلوا محل النظام بعمل قطع جذري مع الماضي. القطيعة الارادية الواعية مع الماضي غير ممكنة. وكل ما كانوا يفعلونه هو اعادة انتاج الديكتاتورية او انتاج مزيد من التبريرات لبقائها، وهذا تماما ما فعله المجتمع الدولي. لقد كان هدف اسقاط النظام أسوأ ما اختارته المعارضة السياسية او العسكرية. لأنه لا يعي حقيقة ان الدول الهشة ذات المجتمعات التقليدية لا يمكن ان تنتج الا ديكتاتوريات لانها تعتقد بأن بناء النظام السياسي يبدأ من الاعلى. كانت معارضاتنا ولا تزال تتنافس على الوصول الى الدولة المركزية اعتقادا منها بالطريقة التخبوية في بناء الحداثة، اي من الاعلى، اعتقادا منها ان الدولة تأتي اولا ثم يأتي المجتمع حيث ستبنيه الدولة المستنيرة ونخبتها المستنيرة. سواءا الاحزاب القديمة او المجلس الوطني او الائتلاف او منصات القاهرة وغيرها، كلها كانت تركز على الدولة المركزية. وهذه هي نفس اللعبة التي يلعبها النظام، اي التكالب على السلطة المركزية. ولذلك كان مآلها للفشل وانتاج الديكتاتوريات الفاسدة على مستوياتها. يجب ان نعي ان عصر الدولة المركزية ذات السيادة قد ولى. ويجب ان يكون نظام الاسد اخر دولة مركزية سيادية تمر على سوريا. باعتقادي التغيير سيكون بطيئا وسيأتي من الاسفل، من اللامركزية الادارية، من القطاع الخاص والمجتمع المدني، وليس من الدولة المركزية. بل على العكس علينا اضعاف الدولة المركزية ما أمكن وعدم التصارع من اجل الوصول إليها. باعتقادي ان افضل المجهودات اليوم هي المجهودات المحلية. لا تطالب بمعارضة موحدة، ولا تطالب بدستور، ولا تطالب بدولة مركزية قوية، ولا تطالب بإعادة إعمار من خلال الدولة. ولكن احمل سند الطابو لبيتك ومحلك الذي تهدم، وتجمع مع افراد مجتمعك المحلي وطالب بحق الملكية وحق انشاء الاعمال وتداول البضائع والاموال ضمن السوق المحلية وعبر الحدود. طالب بمجلس محلي وانتخابات محلية وضرائب محلية وتشريعات محلية واستثمارات محلية. طالب بأن تسجيل شركة لا يجب ان يكون في العاصمة او في مركز المحافظة وانما في بلدتك، وان تسجيل الملكية والعقود يجب ان يكون في بلدتك، وان المحكمة التي تحتكم اليها محلية، والجمعية الخيرية محلية، والشرطة محلية، وادارة الاوقاف محلية، وتوليد الكهرباء محلي والخدمات محلية والتعاقد مع الشركات الخارجية والوطنية محلي، والبلدية محلية. ولا تترك للدولة المركزية الا الدور التشريعي للعموم والدور الرقابي فقط. لا تدع الدولة المركزية تمتلك وتدير الاملاك وتمنح دفاتر الاستهلاك وتعطي التأمين وتسيطر على التقاعد. الدولة المركزية تهتم بالطريق بين بلدتين وتمنح العقد للقطاع الخاص. الدولة لا تملك ادوات ولا تقوم بأعمال بناء. كل ما يمكن انجازه محليا يحب سحبه من الدولة المركزية. دولة الحداثة مركزية واعطتنا انطباعا خاطئنا بأن الحداثة تأتي من المركز. لذلك اسمي مرحلتنا ما بعد الحداثة. كل العالم، بما في الغرب، يتخطى الدولة المركزية التي تغولت وتحولت الى إله كلي القدرة والمعرفة والسلطة والجبروت. الدولة الحداثية المركزية كانت اسطورة انتجت وحشا قدم نفسه على انه القائد والموجه. الدولة المركزية شر يجب التخفيف منه قدر الامكان. ويقولون لم يعد لنا ما نفعله. اننا محصورون في تصور واحد وهو الدولة المركزية. عندما نتخطى هذا التصور فإن الحلول ستنفتح امامنا.

معاوية الصباغ في الحقيقة نحن عندنا مشاكل كثيرة ومناطق جهالة متعددة واسغة في مجال وضع حلول لمشكلات المجتمع وقضاياه أول مشكلة في تكمن في عجزنا عن رصدنا للمشكلة الكامنة وراء الحدث المفسد الذي يظهر لنا، ثاني مشكلة هي عجزنا عن رصد الأعراض للظاهرة الاجتماعية المشكلة، هاتان المشكلتان وقلة معرفتنا تؤديان إلى المشكلة الثالثة وهي قضية كبرى تتلخص بعجزنا عن تشخيص المرض الاجتماعي، وهذه القضية الكبرى تؤدي إلى قضية كبرى أخرى وتتلخص بعجزنا عن تحديد سبب ظهور وتفشي المرض، وكل ماسبق وبسبب جهلنا نعجز عن وضع أو اقتراح حل وعلاج لهذا المرض، كل ماسبق يؤدي إلى العجز الكامل عن وضع مشروع عملي واقعي ممكن يبين كيفية تطبيق هذا الحل أو العلاج نحن بتحليلاتنا نداعب الحدث لاأكثر ونسرف في كيل الوصف والتوصيف لسطوحه في مجال عملي (بناء وتطوير نظم معلومات مالية وإدارية وفنية للمؤسسات) عندما تستدعينا مؤسسة لدراسة مشكلة نقص المبيعات وبناء نظام معلوماتي لحلها فإننا لانكتفي بتحليل ظاهر المشكلة المتمثل قلة حركات المبيعات اليومية، بل ندرس البزنس كله وفي العمق ومن داخله ومن خارجه وندرس البيئة المحيطة به وندرس السوق الذي يعمل فيه البزنس ثم نقترح الحل ومن ثم نطور مشروعا قابلا للتحقق عمليا وبعدها نبدأ عملية بناء المنتج الذي هو في حالتنا نظام معلوماتي محوسب، ثم نطبق هذا المنتج في المؤسسة وندرب أصحاب المصلحة على استخدامه في منظومات أعمالهم اليومية، فنغير معرفتهم وثقافتهم لكي تتلاءم مع البيئة الجديدة وهذه أصعب خطة في الموضوع من أوله لآخره، فالإنسان عدو مايجهل

Ahmad Nazir Atassi معاوية الصباغ مثالك الذي هو من صميم عملك مفيد جدا. انا استاذ لكن مقاربتي لمواضيع البحث تشبه مقاربة شركتك لمشاكل الزبائن. تبقى الخطوة الاخيرة وهي الامثر اشكالية. المنظومات التي تتحدث عنها هي شركات هرمية اي غير ذاتية التنظيم. سيل الموارد والمعلومات والاوامر يكون حسب الهرم وبطريقة مضبوطة. هنا المستوى الاعلى يمكن ان يفرض على الادنى ان تتغير عقلياتهم بالتعليم وهم يخضعون خوفا على عملهم. في المنظومات ذاتية التنظيم لن تستطيع شركتكم جمع المعلومات الكافية خاصة بين الانداد. ولن تستطيع فرض تطبيق توصياتها بالسلطة ليست مودعة بسكل هرمي. حركة المال ايضا ليست هرمية بل تنافسية حيث لا يوجد طرف قائد وطرف تابع.