المنظومة الموازية-أدوات المنظومة

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
التحكم بالفرد

أدوات المنظومة الموازية للتحكم بالفرد السوري :

نفصل بالتدريج ما قدمناه في البوست السابق عن مكونات المنظومة الموازية سنتحدث عن آلية استخدتم تلك المكونات للتحكم الكامل بالفرد.

الموت السريري لأجهزة الدولة بسبب المنظومة الموازية:

تشكل أجهزة المخابرات النواة الأساسية للمنظومة الموازية التي تسيطر على الإنسان في سوريا كما تتحكم بحركة مؤسسات الدولة السيادية و تتحكم بشكل كامل السلطات الثلاث النظرية (السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية) وهي بالتالي تشكل سلطة مطلقة تجعل مبدأ فصل السلطات لا معنى له. تتحكم أيضاً هذه الأجهزة بالمؤسسات العامة والخاصة والنقابية والمجتمعية وتشل عملها بشكل شبه كامل بحيث تتحول حركة المؤسسات إلى حركة روتينية شبه ميكانيكية لا علاقة لها بأهداف الناس ولا بمصالحهم ولا علاقة لها بما يحدث حولهم. تشبه حالة المؤسسات هنا حالة الشخص الميت سريرياً حيث تجد أن الرئتين تعملان والقلب يعمل والعضلات اللاإرادية تعمل بشكل لاإرادي ومعظم خلايا الجسم حية ولكن حياتها فردية لا تعبر عن حياة الجسم الحي الواحد الكامل فهذا الجسم لا يستطيع أن يتذوق عبر خلايا الذوق المتخصصة ولا يستطيع أن يسمع أو يرى أو يتحسس أو يشم عبر الأجهزة الحيوية المتخصصة وهو لا يستطيع أن يعقل ما يحيط به وهو كجسد كامل لا يعي حاضره ولا يستطيع يفكر بماضيه أو بمستقبله ولذا فإن عضلاته الإرادية لا تعمل اي شيء. ولعل هذا يفسر لنا نشاط عشرات آلاف السوريين كخلايا مفردة على صفحات الفيسبوك بحيث يظن المتابع لصفحاتنا أن كل واحد منا هو أمة كاملة ولكن في الحقيقة يعجز اثنان على صياغة حتى بوست مشترك فما بالنا بتشكيل مؤسسات حقيقية تفيد الناس. في كثير من دول العالم يوجد منظمات تحاول أن تؤثر في مؤسسات الدولة بشكل ما ولكن الحالة السورية هي واحدة من الحالات الفريدة حيث أن بنية أجهزة المخابرات في سوريا قد تطورت بشكل كبير عبر الزمن بحيث أصبحت المنظومة الموازية في التسعينيات من القرن الماضي هي المحرك الوحيد للدولة السورية. لقد تطورت عصابات المخابرات في سوريا بحيث تكرس التحكم الكامل لمركز قرار المنظومة الموازية بكل تفاصيل الحياة.

المنظومة الموازية أكثر مؤسسة رابحة ظاهرياً على المدى القصير:

المنظومة الموازية هي أكثر أشكال العمل المؤسسي ربحاً عبر التاريخ ظاهرياً عبر بضع عشرات أو مئات من الأشخاص المتعاونين و المتفرغين للتحكم بشكل سري بمؤسسات الدولة وبأفراد الشعب يمكنك السيطرة على عشرات الملايين من الناس وبإمكانك السيطرة على مئات المليارات من الدولارات من ثروات الدول سنوياً. هذه الثروات التاريخية ما كان يمكن لشخص أن يحلم بها لولا تطور بناء الدول للشكل الذي يسمح بوضع عشرات ملايين الأشخاص تحت سلطة واحدة.

ضرورة التمييز بين أجهزة الدولة وبين المنظومة الموازية :

تختلف عصابات المخابرات عن أجهزة الدولة بكون أجهزة الدولة لها أهداف وقوانين عامة تضبطها بينما فروع المخابرات تخضع لقوانينها الخاصة ولها أهدافها الخاصة الداخلية والخارجية ولها ارتباطاتها السرية مع المنظومات السرية في الدول الأخرى وفيها قيادات متفرغة للتفكير بكيفية التحكم بالفرد وبالمجتمع وبالدولة. أجهزة الدولة محصنة ضد فساد الأفراد من خلال المؤسسات الرقابية النظرية كالهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ولكنها غير محصنة ضد سيطرة فروع المخابرات وخصوصاً بعد خمسين سنة من تراكم سيطرة أجهزة المخابرات حيث أصبح القانون وسلوك موظفي أجهزة الدولة يتستر تلقائياً على أجهزة المخابرات. أجهزة المخابرات تسيطر على أجهزة الدولة لكن ضباط المخابرات لا يفقهون شيئاً في الأهداف الاختصاصية لأجهزة الدولة فهم إن أرادوا بناء أجهزة الدولة لا يستطيعون ذلك لأن ذلك يقع خارج نطاق اختصاصهم. من ناحية ثانية فإن فروع المخابرات هي أجهزة متنافسة فيما بينها وغير متعاونة فيما بينها ومستقلة عن بعضها وهذا يتعلق ببنية المنظومة الموازية نفسها. وذلك كي يضمن رأس المنظومة الموازية بقاءه في مركزه وعدم سيطرة قيادة أحد فروع المخابرات عليه. لذا تبقى حالة الفصل بين الفروع قائمة ولا تلتقي إلا عند رأس المنظومة الموازية. هذا الشكل لا يصلح أبداً لأي بناء على مستوى الدولة التي تتطلب أقصى درجة تعاون بين المؤسسات.

الاختلاف بين المنظومة الموازية والعصابات العادية

تختلف عصابات فروع المخابرات عن العصابات العادية بكونها مؤسسات لها طابع رسمي وهي تتبع شكلياً لمؤسسات الدولة وهي تأخذ تمويلها من مخصصات وزاراتها !! فالمخابرات العسكرية مثلاً تتبع نظرياً للجيش والأمن السياسي يتبع نظرياً لوزارة الداخلية ولكن هذه التبعية شكلية فأجهزة المخابرات تتبع مباشرة لرأس المنظومة السرية البديلة ولكنها تأخذ مقتطعاتها المالية من مؤسساتها الرسمية ولكنها لا تتبع لخططها حيث تقوم أجهزة المخابرات بفعل ما تريد و يتم استصدار القرارات الحكومية الرسمية اللازمة لتغطيتها حيث تكون أجهزة الدولة تابعاً لفروع المخابرات وليست محركاً لها.

الاختلاغ بين المنظومة الموازية وقوى الاحتلال الأجنبي:

تختلف عصابات فروع المخابرات التي تحتل أجهزة الدولة أيضاً عن قوى الاحتلال الأجنبية بكون العدو في حالة الاحتلال الأجنبي واضحاً بينما في حالة سيطرة فروع المخابرات لا يرى الإنسان في الواجهة إلا أبناء بلده فتلتبس عليه الأمور وتساهم المخابرات في زيادة تلبيس إبليس على الإنسان البسيط حيث توقع الفتنة بين المكونات المجتمعية وتعمقها فيظن الإنسان المقهور أن سبب مصيبته هي مؤسسات دولته أو طوائف مجتمعه ولا يستطيع أن يركز على العصابات السرية التي تصدم البعض بالبعض لتبقى مسيطرة على الجميع. تختلف أيضاً عن قوى الاحتلال الأجنبي بكون قوى الاحتلال الأجنبي مسؤولة وفق القوانين الدولية تجاه الشعوب التي يتم احتلالها بينما لا توجد أية مسؤولية ظاهرية أمام القانون الدولي لعصابات المخابرات كقوى محتلة

ضرورة فهم آلية عمل المنظومة الموازية قبل طرح الحلول:

لا بد من فهم آلية تحكم المنظومة الموازية بالفرد وبالمؤسسات كي نستطيع البدء بالعلاج. سأسرد هنا العناوين العامة لآلية تحكم المنظومة الموازية بالفرد وهي جزء من منظومة التحكم الشاملة التي بينتها في البوست السابق. في المستقبل سنفصل في كل بند وسنذكر آلية العلاج لكل بند لاحقاً

التحكم بالفرد على المدى الطويل:

1- التشكيل الموجه للفرد عبر مراحل التعليم المختلفة : من خلال المناهج والكوادر من رياض الأطفال حتى المرحلة الجامعية 2- التشكيل الموجه للفرد خلال الخدمة الإلزامية 3- التشكيل الموجه للفرد عبر وسائل الإعلام الرسمية كالتلفاز والجريدة والملصقات العامة 4- التشكيل الموجه للفرد عبر السيطرة على المعلومة كالكتاب ومحاضرات المراكز الثقافية وحالياً صفحات الانترنت 5- التشكيل الموجه للفرد عبر المؤسسة الدينية 6- التحكم بالفرد من خلال المؤسسات العامة 7- التشكيل الموجه للفرد من خلال شبكات نشر الشائعات 8- التشكيل الموجه من خلال ترك عاهات بدنية ونفسية مستديمة في بعض أفراد المجتمع لتكون عبرة للجميع 9- التشكيل الموجه من خلال النشر الواسع للجرائم اللعينة التي تحل بمن تسول له نفسه بالخروج عن إرادة المنظومة الموازية. 10- التشكيل الموجه للفرد في أسرته من خلال تخويف الأهل من إيصال الحقائق التي يعرفونها لأبنائهم 11- التوريط التدريجي

أدوات التحكم المباشر عبر المدى القصير

1- ضبط الفرد من خلال التحكم بمصدر رزقه ومصدر رزق أسرته 2- التحكم عبر الأخبار وصياغة الأحداث 3- الضغط باستخدام القانون 4- الضغط باستخدام وسائل غير قانونية 5- التلفيق 6- الخطف 7- التهديد 8- التخويف عبر التعذيب المباشر للآخرين 9- التعذيب المباشر للفرد 10- القتل المباشر للفرد في مراكز الاعتقال والخطف 11- الاغتيال خارج المعتقل عبر عناصر المخابرات 12- الاغتيال عبر عصابات إجرامية مستقلة

26- هذه هي الحلقة 26 من سلسلة كيف نحل مشكلتنا؟