السردية الجديدة

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

ظهور_الاسلام ج١٤ - عناصر من السردية الجديدة اولا- العراق ام سوريا: رغم وجود مركز الحج في الحجاز، ورغم محورية المدينة للسردية التقليدية، الا ان احداث التاريخ الاسلامي تتركز في مكانين سوريا-فلسطين والكوفة-البصرة في جنوب العراق. حتى القرآن يقولون بأنه مكتوب بهجاء سوري ومقروء بهجاء عراقي (كل علامات المد والقصر والهمزة). اذن الواقع يفرض ان نهمل الحجاز ونركز على واحدة من منطقتين كمسرح لظهور الاسلام، سوريا او العراق. فرضية الاصل السرياني للقرآن تركز على سوريا (وكذلك قبة الصخرة والمساجد الاموية)، ويدعمها الخط الحجازي لاقدم المخطوطات القرآنية. لكن هناك فرضية قوية تفضل جنوب العراق تدعمها النقود والوسط اليهودي-المسيحي (الحيرة والكوفة والبصرة) للقرآن بالاضافة الى الهجاء العكسي لكلمة يسوع وتحويلها الى عيسى (وهذا موجود فقط في جنوب العراق حسب علمي). انا اميل بشدة الى اعتبار القرآن منتجا سوريا فلسطينيا، والى اعتبار الصراعات التي دفعت تطور الاسلام كدين متمايز عن المسيحية بدأت في سوريا وانتقلت بشدة الى العراق. ثانيا - هل هناك اي شيء حجازي: نعم، السيرة كلها حجازية، لكنها متأخرة وتعود الى العصر العباسي. لم يخطر لاي كاتب اسلامي قبل العباسيين ان يذهب الى المدينة ليسأل عن محمد هناك. فقط الحكام العباسيين استأجروا كتاب من موالي المدينة بالتحديد ليكتبوا لهم تاريخ محمد. واول هؤلاء الكتاب، محمد بن اسحاق، ربما كان مسيحيا بالاصل. لا توجد نسخة مباشرة لكتاب ابن اسحاق، لكننا نعرف من رواية ابن هشام الكلبي لبعض كتابه ومن رواية ابن جرير الطبري لبعضه الاخر ان ابن اسحاق كان يتحدث عن التوراة والانجيل دون اسناد، لكنه يحتاج الى اسناد عندما ينتقل الحديث الى محمد وكأنه يسمع به للمرة الاولى. ثالثا- هل الجماعة التي انتجت القرآن هي جماعة المسلمين الاوائل؟ لا ليس بالضرورة. القرآن تجميع لنصوص من عدة مناطق تم وضعها على سنين لا نعلم طولها. اغلبها نصوص توراتية، وبعضها (الجزء الاقصر) يحكي تاريخ جماعة مقاتلة تسمي نفسها المؤمنين او الذين آمنوا. بالطبع كل جماعة تعتقد انها على حق ستسمي نفسها جماعة المؤمنين. حتى داعش تسمي نفسها جماعة المؤمنين. لكن لقب معاوية والمروانيين من بعده اي امير المؤمنين، يقوي وجهة النظر بانهم كانوا قادة جماعة متمايزة لها امير يدعو نفسه امير المؤمنين. يمكن ان نسقط هذا الجماعة المتأخرة على القرآن وان نعتبر القرآن تاريخا لها وكتابها الذي تعتمد عليه في شعائرها. جماعة المؤمنين القرآنية تعتبر نفسها جزءا من ديانة ابراهيمية تشمل اليهودية والمسيحية. لكنها تعي تماما انها من الاميين (اي غير اليهود) رغم التزامها القوي باعتبار التوراة كتاب الله الاقدم والافضل. الاحالات الى التوراة كمرجع وحيد للرسل والانبياء واضح جدا. كذلك فان المؤمنين يؤمنون بعيسى بن مريم الذي جاء على فترة من الرسل، ويؤمنون بانه كلمة الله، ويؤمنون بيوحنا المعمدان، ويؤمنون بانسانية المسيح ويميزون من يؤمن بربوبية المسيح من خلال تسميتهم بالنصارى. اذن المؤمنون جماعة مسيحية تلتزم بالميثاق والقانون التوراتي لكنها ليست جماعة من اليهود. بل من الواضح جدا انهم جماعة من العرب ويفخرون بذلك. رابعا-جماعة المؤمنين هؤلاء، هل كان لهم نبي يقودهم، ام كانوا مجرد مسيحيين خاضعين لكنيسة وقادة الكنيسة. قرآنيا، يمكن ان ننحو المنحيين، اي كنيسة او جماعة نبوية. تاريخيا لا نعرف الكثير عن المسيحيين العرب. لكننا نعرف انهم موجودين من زمن تحول بيزنطة الى المسيحية في القرن الرابع الميلادي. ونعلم انهم كانوا حكام المنطقة بالنيابة عن الامبراطورية، وانهم كانوا يقدسون القديس مار سرجيوس (او سركيس) في مقر حاكمهم في الرصافة من الطرف السوري وفي الحيرة من الطرف العراقي. العرب ليسوا قادمين جدد على المنطقة كما يحلو للمسيحيين اليوم وخاصة السريان ان يتصوروا. العرب كانوا الطبقة الحاكمة في المشرق من القرن الرابع، تماما كما كان الفرنجة والقوطيون الطبقة الحاكمة من وراء الغطاء الروماني. الفرنجة والقوطيون كانوا مسيحيين اريوسيين هراطقة بنظر الامبراطورية، والعرب كذلك كانوا ربما اريوسيين او من ذوي الطبيعة الواحدة البشرية للمسيح. لاحقا الفرنجة اصبحوا كاثوليك وتماهوا مع كنيسة الامبراطورية، لكن العرب عاندوا الامبراطورية وثاروا عليها واستمروا في نشر المسيحية غير التثليثية.

ظهور_الاسلام ج٢٠ -جماعة المؤمنين والتعامل مع هرقل (معاد) عذرا تأخرت بسبب التعب، اعراض الكورونا لا تزال تتحكم بي. اسئلة كثير طُرحت ويجب الاجابة عليها. اولا- اذا كل المؤرخين مأجورين للسلطة فعلى من تعتمد؟ فعلا انا اعتقد ان المؤرخين (خاصة القدماء، وكثير من المحدثين) يعملون لدى النخبة الحاكمة بطريقة او بأخرى. في الماضي لم تكن كتابة الكتب بالامر السهل. فلا هناك نشر ولا عوائد مادية. اولا، الذي يقرر كتابة كتاب هو من يملك كفاية من المال لينفق على نفسه اثناء الكتابة. وثانيا، من يقرر الكتابة في التاريخ، عليه ان يتحمل نتائج كتابته. وبما ان التاريخ هو دائما تاريخ الدولة والسياسة فالنخبة الحاكمة مهتمة بكل من يكتب وتريد ان تعرف كيف ستكون صورة الدولة في الكتابات، وما هي تبعات ذلك على الدولة القائمة. ثالثا، هناك مصاريف الورق والحبر. رابعا، هناك المعلومات، فالافضل ان تكون المصادر من الدولة نفسها او من المتصلين بها او من ارشيفاتها. وفي جميع هذه الاحوال فالدولة مهتمة وتريد ان تعرف من يكتب وماذا يكتب ولماذا وكيف سيكتب عن اجداد الدولة. كل هذا يجعل التاريخ ايديولوجيا وموضع اهتمام الدولة واشرافها المباشر. وانا اقول ان من يكتب التاريخ مؤدلج ومرتبط مباشرة بالدولة القائمة ويريد ان يبرر وجودها ويلمع صورتها ويلمع اجدادها او يلعن السابقين لها اذا كانت الايديولوجيا الرسمية تلعنهم. مثلا، كتاب الطبقات الكبير لمحمد بن سعد، وهو موضوع ابحاثي من عشرين سنة وأكثر. وكل يوم ومع كل معلومة اضافية تترسخ الفكرة لدي ان الكاتب تابع مباشرة للدولة العباسية ويكتب للترويج لايديوبوجيتها الرسمية. اذن على من تعتمد؟ في الحقيقة، لا فكاك من النصوص المؤدلجة. ولذلك وبعد كثير من التمحيص والفلترة ومحاولة استشفاف الحقيقة، عليك ان تقوم بقفزة نوعية فوق النصوص. انك محاصر. ثانيا- اذا شككت بمحمد، فلماذا لا تشكك بهرقل؟ واذا كان كل المؤرخين مأجورين فأين الحقيقة عن الاثنين؟ هرقل مذكور في التواريخ المعاصرة له والتي اتت بعده. الدولة لا تخترع اباطرة. لكن يمكنها ان تخترع انبياء. الاباطرة معروفون في ايامهم، لكن الانبياء دائما نسمع عنهم بعد موتهم. هذه قواعد عامة نلاحظها في التواريخ. الان، التفاصيل عن هرقل قد تكون مختلقة، خاصة وانه اعلن انه يخوض حربا مقدسة ضد الفرس. لدينا بعض المصادر من مؤرخين معاصرين عن فترة حكم هرقل، ٦١٠-٦٤١. ونستطيع ان نرسم الهيكل العام لأحداث الغزو الفارسي والانتصار الهرقلي. نجد الكثير من التمجيد بهرقل واضفاء قدسية على اعماله لكن لا نجد اي ذكر للعرب او محمد او الفتوحات العربية. هناك ذكر بسيط عابر في احد المصادر ان هرقل اتصل بحلفائه من العرب أثناء تواجده في العراق وبعد معركة نينوى الشهيرة ٦٢٧. المعلومات الاخرى التي نعرفها ان السوريين من المؤمنين بالطبيعة الواحدة دعموا هرقل اثناء الحرب لكن تشاجروا معه بعد الحرب ورفضوا عقيدته الجديدة. ثالثا- رغم التوازي بين المسيرتين المحمدية والهرقلية، فان هذا لا يمنع وجود نبي عربي يتفاعل مع الاحداث العالمية وموجود في نفس الفترة ويقود العرب. لماذا تصمم على التشكيك بوجود محمد؟ ١- اخفقت السيرة في ذكر هذا التوازي وفي ذكر الاحداث العالمية الجليلة التي كانت تحدث في نفس الوقت. وهذا اخفاق لا يمكن اهماله. الذكر الوحيد لهرقل هو رسالة محمد له بعد صلح الحديبية واثناء زيارة هرقل للقدس (لاعادة خشب الصليب) عام ٦٣٠ واثناء وجود ابي سفيان في فلسطين. وهنا ايضا لا تذكر السيرة قصة الصليب وهي اساسية في مسيرة هرقل. ٢- اشكالية الاسم محمد التي عالجناها سابقا. ٣- سنمر بإشكاليات اخرى مثل علي واسمه، والحسن والحسين واسميهما. ٤- اشكالية المسيحية العربية التي نراها في السبع المثاني من القرآن. والسيرة لا تعكس هذه الاشكالية ابدا. لا حوار مع النصارى في السيرة، وفقط حوار مع اليهود. بينما يحتل النصارى والمسيحية بشكل عام موقعا هاما في القرآن. بناءا على القرآن ايضا، يمكن في الحقيقة ان نحاجج بضرورة وجود نبي يرأس جماعة المؤمنين. فاذا استقر رأينا بأن الرسول (حسب نقوش قبة الصخرة) هو عيسى بن مريم. فان زعيم المؤمنين يمكن ان يكون نبيا وليس رسولا. لكن يبقى الاسم اشكاليا. وفي الحقيقة هذا ما استقرت عليه سرديتي. هناك جماعة يطلقون على انفسهم صفة المؤمنين او الذين آمنوا (ونماهيها مع المسيحيين العرب)، ولهم زعيم يمكن ان يكون نبيا (النبي العربي الامي، وتعني غير اليهودي) ولا نعرف اسمه.

ظهور_الاسلام ج ٢١- جماعة المؤمنين القرآنية بالتأكيد فان كل فئة دينية لابد انها اشارت لنفسها بصفة المؤمنين. لكننا هنا نعتمد على القرآن وعلى النقوش التي تشير الى أمير للمؤمنين. فمن هم المؤمنون القرآنيون ومن هو أميرهم؟ وهل يمكن ان يكون نبيا؟ ولماذا لم يذكر القرآن أمير المؤمنين؟ وما هي وظيفة القرآن بالنسبة لهذه الجماعة؟ ١- نعرف من مخطوطة صنعاء ان القرآن قديم، حيث تم وضع جلد المخطوطة بواسطة التأريخ الكربوني في منتصف القرن السابع. ٢- هناك عدد من الايات القصار في القرآن التي تتفق تماما مع صلوات وادعية معروفة من النقوش والنصوص. اذن على الاقل، جزء من القرآن هو كتاب صلوات. ٣- كلمة قرآن (او بالاحرى قران) معروفة من السريانية، وتعني التلاوة بصوت عالي. جذر قرأ السامي لا يعني ابدا تصويت الكلمات من كتاب او ما نسميه اليوم فعل القراءة. الجذر يعني الحديث بصوت عالي او مناداة ودعوة شخص بصوت عالي. القران السرياني هو تلاوة اثناء الصلاة، او ليتورجيا. وبما ان جزء كبير من القرآن المعروف هو تلخيص لقصص توراتية، فمن المعقول ان يكون جزء آخر من القرآن هو تلاوات لنصوص توراتية او تلخيص لها. من الممكن ايضا ان يكون جزء آخر من القرآن هو نمط ادبي ديني روحاني (اشعار القديس افرام السرياني) انتشر في الاوساط السريانية في القرنين الخامس والسادس. ونجد ذلك في ايات الخلق والترغيب والترهيب. تبقى سور السبع المثاني مميزة عن بقية القرآن بصيغتها الجدلية، وتتبعها لاحداث تاريخية، وصيغتها الدعوية للقتال، واحتوائها على تشريعات. كلمة مثاني مأخوذة عن العبرية مشنا وتعني مجازا الكتاب الذي فيه تشريعات. فيمكن اذن ان نعتبر القرآن تجميعا لادبيات جماعة المؤمنين من صلوات وتلاوات وجدال ودعوة وتشريعات. وبالنسبة لي ارى ان الاسلوب ليس موحدا ويمكن ان يكون القرآن بالتالي مكتوبا من قبل مجموعة كبيرة من المؤلفين وعلى مدى عدة قرون. المواضيع الدينية لا تتغير، وبالتالي لا يمكن وضع زمن واحد محدد للمواضيع القرآنية. اليتامى والارامل والاحسان والانصاف والجان والجنة والنار كلها مواضيع "ازلية". ٤- اذا كان القرآن هو ادبيات جماعة المؤمنين فلابد ان نجد مخرجا ضمن سرديتنا للنبي وازواجه وامهات المؤمنين وزيد وامرأة زيد وقريش وابي لهب ومعركة بدر وحنين وغيرها من الاشياء المحددة والمربوطة بالزمن وغير الازلية مثل الكفر والايمان. هذا الموضوع يطول. لكن عندي بعض المقترحات. ٥- اعتقد ان جماعة المؤمنين العربية تعتقد بالدين الابراهيمي الذي يصفه القرآن: اي لم يكن ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا (لن ادخل في معنى حنيفا). الله اله واحد لم يلد ولم يولد وهو اله ابراهيم واسحق ويعقوب والاسباط وموسى وهارون وداود وسليمان. الله ارسل الانبياء والرسل والكتب، التوراة والانجيل والزبور. انبياء الله ورسله (لن نتكلم عن الفرق بين الرسول والنبي) كان آخرهم عيسى بن مريم كلمة الله المخلوقة بالروح المنفوخة في مريم. المسيح انسان وعبد من عباد الله وليس الها ولا امه الهة، وعقيدة التثليث شرك. يوحنا المعمدان معجزة لزكريا وزوجته، الشيخان. المسيح تكلم في المهد وشفى المرضى. رفعه الله ولم يصلبوه لكن هيئ لهم. الذين اختلفوا في عيسى المسيح سيفصل الله بينهم يوم القيامة. الجنة والنار والحساب والنشور هذه عقائد غير يهودية لكنها كان جزءا من تدين القرنين السادس والسابع في الامبراطورية الرومانية. بناءا على هذا الوصف، تكون جماعة المؤمنين مسيحية يهودية ابراهيمية تؤمن بالتوراة والانجيل وتحترم الشريعة اليهودية وتعترف بنبوة عيسى بن مريم. ٦- اعتقد ان جماعة المؤمنين لم تكن تابعة لاية كنيسة مسيحية او كنيس يهودي. ولذلك فان قيادتها ليست تابعة للهرميات المعروفة والكهنوت المعروف. اعتقد ان قيادتها تتكون من ثلاثة اشخاص: النبي او الامير، ام المؤمنين، الابن بالتبني. وفي الجيل التالي يتحول الابن الى نبي ويتخذ لنفسه اما للمؤمنين وابنا بالتبني. الثلاثيات المحتملة: ابو طالب، خديجة، محمد الحجازي (لا نعرف اسمه) محمد الحجازي، خديجة، زيد محمد النبي، عائشة او حفصة او زينب، اسامة بن زيد عمر، حفصة، ؟ عثمان، رقية، ؟ علي، فاطمة، الحسين عبد الله بن الزبير او مصعب، اسماء، ؟ لماذا يحتاجون الى ام المؤمنين والى ابن بالتبني؟ امهات المؤمنين مذكورات في القرآن. واعتقد ان معركة الجمل كانت تقودها احدى امهات المؤمنين. ام الابن بالتبني فهو الزعيم القادم، وهو ربما امير المؤمنين وقائدهم الحربي. هذا يعني انه يجب التخلص من شجرة العائلة، ومن اختراع اسمه قبيلة قريش، ومن كل الزيجات التي تذكرها كتب التاريخ. وسيتضح تدريجيا لماذا يجب تفكيك قريش والتخلي عنها. ٧- امير المؤمنين هو قائدهم الحربي. او ربما هو نفسه النبي. او ربما هو الابن بالتبني. الثالوث يشبه ثالوث المسيحية. وربما كان هذا هو الثالوث الذي يعترف به المؤمنون: عيسى، مريم، الروح القدس الرسول. او الاب، مريم، عيسى الابن. الثالوث ايضا يشبه ثالوث الامبراطورية: الامبراطور وهو ظل الله على الارض وخليفته، زوجته وهي ام المؤمنين، وابنهما وهو القائد المستقبلي. زوجة الامبراطور كانت دائما مهمة منذ ايام قسطنطين وهيلانة التي نشرت المسيحية والكنائس.

ظهور_الاسلام ج٢٢ - المؤمنون اثناء الاجتياح الفارسي ١ اولا- الطبيعة القومية الاثنية للفرق المسيحية قلنا ان جماعة المؤمنين هم مسيحيون عرب لا يؤمنون بالثالوث وربما يطبقون الشريعة اليهودية (هذا النوع من المسيحية كان معروفا، مثاله من يسمون بالناصريين). فلماذا تجتمع اثنية واحدة على عقيدة اشكالية؟

القرن السادس الميلادي (عصر الامبراطور جستينيان) كان قرنا من الجدالات العنيفة بين اتباع العقيدة الملكية واتباع عقائد محلية اثنية. ومحور الجدال كان العقيدة التي أعلنها مجمع خلقدونيا ٤٥١م (العقيدة الملكية والموصوفة بالارثوذكسية اي المستقيمة) والتي اقر فيها طبيعتين للمسيح المخلص: اللاهوت او الطبيعة الالهية، والناسوت او الطبيعة البشرية. الاثنتين متحدتان في المسيح ولا تختلطان ولا تفترقان. باللاهوت، المسيح إله وابن الاله ومن نفس جوهر الآب الالهي وقادر على تخليص الناس. وبالناسوت، المسيح بشر وابن مريم وتم تعذيبه وصلبه ومات على الصليب فداءا للبشر من خطاياهم لانه منهم.

العقائد المخالفة لقرار خلقدونيا قالت بان الطبيعتين تتحدان في طبيعة واحدة، اما بشرية (النسطوريون) واما إلهية (اليعاقبة). النسطوريون انتشروا في العراق، اليعاقبة انتشروا في سوريا بين السريان وفي مصر بين الاقباط وفي ارمينيا وفي الحبشة. ولا نعرف ما هي عقيدة العرب. نلاحظ ان هذه العقائد انتشرت بين اثنيات محددة وليس بين مجموعات دينية مختلطة الاثنية. لا أعرف السبب، ولكني اعتقد ان انفصال الامبراطورية الشرقية عن الغربية، وطغيان العنصر الاغريقي على القسطنطينية والدولة، جعل الصراع السياسي ضمن الامبراطورية صراعا اثنيا. تماما كما حصل في الامبراطورية العربية في العصر الاموي وبدايات العباسي. القرن السادس الميلادي كان عصر صراعات اثنية من خلال صراعات لاهوتية، ومحاولة الامبراطور الحفاظ على وحدة الامبراطورية. لكن الاتجاهات الانفصالية كانت واضحة. وقد شهد ذلك القرن صعود الادبيات باللغات المحلية مثل السريانية في سوريا والعراق. فلماذا لا نتخيل عقيدة عربية بلغة عربية ومخالفة للعقيدة الملكية الخلقدونية. ثانيا- بلاد العرب جغرافيا ما هي حدود بلاد العرب؟ من الناحية الفارسية، المنطقة شمال الفرات الى ديار بكر كانت تسمى بيت عربايا، اي موطن العرب. الحيرة ونواحيها الى قطر (بيت قطرايا) جنوبا، موطن المناذرة، كانت ممثلة ببطركيات. من الناحية الرومانية، جنوب الفرات من الرصافة الى بصرى كانت مجال الغساسنة. اقليم العربية الروماني كان يشمل حوران واللجا والبلقاء والبتراء الى العقبة شرقي نهر الاردن. حضر ممثلون عن هذه المناطق في مجمع خلقدونيا. هذا يعني ان موطن العرب الجغرافي كان واسعا، لكن تمثيلهم الكنسي كان ضعيفا. وصف البرابرة كان يتبعهم رغم ضخامة وجودهم العسكري والسياسي متمثلا بالغساسنة. لا بل يعتقد البعض بان مدن رومانية مثل الرها وحمص كانت تحكمها اسر عربية. الغساسنة طردتهم الامبراطورية من خدمتها، اي اوقفت الدفع لهم، عام ٥٧٠ م. ومنذ ذلك التاريخ لا نراهم في الكتب، لكن هذا لا يعني انهم اختفوا من الوجود والفعل والتأثير. ثالثا- العقيدة العربية المسيحية ما هي معالم العقيدة العربية؟ حتى اثناء فترة الغساسنة، فاننا لا نعرف اي شيء عن عقيدة العرب. نعرف ان مدينة الرصافة على الفرات كانت احد مراكزهم. ونعرف انها مركز تبجيل (حج) القديس سرجيوس المعروف بقديس العرب. كما نعرف من النقوش ان المسيحية كانت حاضرة في بصرى وحوران واللجا والاردن. ونعرف كذلك ان الحيرة كانت مركزا مسيحيا معتبرا. اثناء ما يسمى بالفتوحات اخذ العرب الحيرة صلحا، لكنهم اخذوا بلدة عين التمر المسيحية شمالها عنوة وسبوا اهلها، ومنهم جد محمد بن اسحاق كاتب السيرة النبوية. ان اشتراك ممثلين كنسيين عرب في المجامع يعني ان هناك وجود كنسي منظم في بعض المناطق العربية. لكن هذا ليس مؤشرا على عقيدتهم. اني اعتقد ان بعض العرب كانوا نصارى ارثوذكسيين، وبعضهم كان من انصار الطبيعة الواحدة، وبعضهم كان مسيحيا يطبق الشريعة اليهودية ويؤمن بالمسيح كنبي ولا يعترفون بالثالوث (المؤمنون). وربما كان هؤلاء من اطلق عليهم السريان اسم حنفي. الصفة حنفي كانت تعني مهرطق بالسريانية. لكننا نعرف من القرآن انها عقيدة بعض العرب، لا سيما القرآنيين. ورغم ان حنيف تعني الاعوج بالعربية والسريانية، فانها بين القرآنيين حافظت على معنى غير هرطقي. وهي دليلنا على وجود دين عربي (بربري) خارج رادارات الكنائس، المستقيمة والمهرطقة، حسب التعريف الخلقدوني. هؤلاء هم العرب القرآنيون المؤمنون.

ظهور_الاسلام ج ٢٣ - المؤمنون اثناء الاجتياح الفارسي ٢ أولا- مركز المؤمنين وهجرتهم المؤمنون قوة بشرية وعسكرية. انهم منظمون في قبائل، وعندهم تنظيم عسكري من ايام الغساسنة. اعتقد ان لهم قيادة عسكرية واخرى دينية. لكني لا اعرف مركزها. البعض قال بان المركز هو البتراء، ام القرى. اما ان يكون مركزهم مكة فهذا غير محتمل حتى. فمكة بعيدة عن الحدث، وليس فيها لا شجر ولا ماء. وهي واحدة من عشرات المراكز الدينية المتناثرة في الحجاز. باتريشا كرونة اثبتت ان تجارة مكة ومكانة قريش ليست الا اسطورة. التقرش هو التجميع. وقريش هو القبيلة التجميعية. وحتى اسطورة قصي بن كلاب تتحدث عن تجميع قبائل، زاعمين انهم كانوا سابقا من اصل واحد. نحتاج الى مركز اقرب الى موقع الحدث، اي اقرب الى الشام. طبعا قد يكون لهم مركز في العراق، وربما كان الحيرة. لكن فرضيتنا كانت ان القرآن سوري وليس عراقي. هناك طبعا بصرى في الشام، وهناك جرش، وهناك البتراء، وهناك يثرب. اعتقد ان المركز انتقل الى يثرب مع صعود هرقل عام ٦١٠، الذي يتوازى مع بداية الدعوة المحمدية. فلماذا يبدأ التقويم العربي الهجري من عام ٦٢٢. ولماذا اتفق المؤمنون على تسميته بعام الهجرة، وحتى ان السريان عرفوا العرب باسم المهاجرين (الذي اعتقد البعض انه يعني ابناء هاجر، الهاجريين)؟ انه العام الذي انتقلوا فيه من الدفاع والاستكانة الى الهجوم. الحرب الهرقلية تمركزت من ٦١٠ الى ٦٢٢ في الاناضول وارمينية. لكنها انتقلت الى العراق وسوريا عام ٦٢٢. ثانيا- المؤمنون يدعمون هرقل لا نعرف موقف العرب من الفرس، لكننا نعرف ان الفرس زردشتيون وينوسون بين اضطهاد المسيحين والقبول بهم. ربما اعتقد المؤمنون العرب بان الله عاقب البيزنطيين وهرقل بالهجوم الفارسي الذي احتل ارمينيا وسوريا ومصر (بلاد الهراطقة). وعندما جاءهم بعقيدته الجديدة، استطاع ان يقلب بعض العقول. وربما استطاع ان يحوز دعمهم الى ان انتصر على الفرس. لكنه بالتأكيد لم يستطع السيطرة عليهم بالكامل، وعادت الامور الى سابق عهدها بعد عودة الاراضي الى سيطرة الروم بعد عام ٦٢٨. ثالثا- عقيدة هرقل الجديدة التي جذبت العرب فما هي العقيدة الجديدة؟ نصح سرجيوس بطريرك القسطنطينية هرقل بتعديل عقيدة خلقدونيا بعض الشيء وبالتواصل مع الارمن والسوريين والمصريين حتى لا ينتقلوا نهائيا الى معسكر الفرس. هذه العقيدة الجديدة سموها المونوثيلية اي المشيئة الواحدة. يعني ان المسيح ذا الطبيعتين يتحول الى واحد عندما يتعلق الامر بالقرارات الهامة، اي المشيئة. مما يعني ان الطبيعتين ليستا الا لعبة ظاهرية بينما الباطن واحد. يقال ان هرقل تواصل مع بعض بطاركة الارمن وسوريا. لكننا لا نعرف مدى القبول والدعم الذي حصل عليه. خاصة وان هرقل اعلن ان حربه جهاد وحرب مقدسة. وربما كانت انتصاراته الاولى مؤشرا الى ان الله معه. رابعا- ملء الفراغ في الشام تركزت حرب هرقل بعد عام ٦٢٢ على استعادة ارمينية. وعندما هزم الفرس في موقعة نينوى استطاع استعادة سوريا وفلسطين والعربية ومصر باتفاقية سلام. وربما اوعز الى حلفائه العرب بملء الفراغ العسكري في الشام بعد الاتفاقية. وهذا يعني ان الجيوش العربية موجودة في الشام منذ عام ٦٢٨ وليس منذ عام ٦٣٤. وهذا يعني ان الهجرة الحقيقية لم تكن الانتقال الى يثرب والذي ربما كان عام ٦١٠، وانما الانتقال الى القتال عام ٦٢٢. خامسا- انتقال المؤمنين الى يثرب وعودتهم الى الشام لماذا ينتقل المؤمنون الى يثرب؟ المؤمنون قوات عسكرية وبالتالي فلا بد ان تحمي نفسها في حال الاجتياح. وقد حمت نفسها بالانسحاب جنوبا. يثرب مرتبطة قبليا بالغساسنة. والاوس والخزرج ربما كانوا من المسيحيين العرب. انهم فعلا انصار من ناحية انهم نصروا المؤمنين. واذا كانوا فعلا متحولين من دين الى دين فاني اعتقد انهم تحولوا من النصرانية المثلثة او/و التهود العربي (الذين هادوا) الى عقيدة المؤمنين الموحدة. وربما كان اتفاق او دستور المدينة حقيقيا (وهو دستور بين عرب متهودين وبين المؤمنين). سادسا- زعماء المؤمنين الدينيين والعسكريين من هو زعيم المؤمنين (المهاجرين) في انسحابهم الى يثرب ومن ثم عودتهم الى الشام؟ أعتقد انه عمر، او الفاروق حسب التسمية السريانية. وهي تسمية تعني المخلص. ابو بكر متماهي مع محمد ولا وجود له الا في السيرة. ودوره محدود جدا. وربما كان ابو بكر، كما كان النبي، احد قادة المؤمنين الدينيين القدماء. القرآن يقول ان احد زعماء المؤمنين كان نبيا. وهذا ممكن جدا خاصة في الوسط العربي. العرب البدو، كما كان العبرانيون البدو، يتبعون انبياء (بالاضافة الى قيادات قبلية اخرى)، حيث لم تكن سلطة الانبياء متمأسسة كما في الشعوب الحضرية. ونرى في السيرة ان كثير من القبائل العربية لها انبياؤها، الرجال والنساء، مثل الاسود العنسي وسجاح ومسيلمة (رغم ان اسم الاخير تصغير مضحك لكلمة مسلم او مسلمة). والسيرة تزعم انهم وجدوا كلهم في نفس عصر محمد. هذا يعني انه يمكن ان نتصور نبيا ثم زعيما مثل عمر. فلماذا لم يكن عمر نبيا؟ تصورنا ان قيادة المؤمنين كانت ثالوثا: نبي، ام المؤمنين، ابن بالتبني. فهل انفرط عقد الثالوث في عصر ما؟ ام ان القائد لم يكن دائما نبيا؟ الجواب باعتقادي هو في تاريخ وفاة محمد ٦٣٢. انه التاريخ الذي لم تعد الجماعة فيه بحاجة الى نبي، او انه تاريخ اخر عهدها بنبي. ربما توفي زعيمها الديني النبي ودخلت الجماعة في خلاف على خليفته في النبوة. لكن كانت هناك فترة انتقالية نحو زعامة موحدة وليست ثلاثية بقيادة امير المؤمنين الذي ربما كان القيادة العسكرية. لا نعرف ان كان عمر نبيا ام امير مؤمنين فلا يوجد نقش من عهد عمر. سيقول البعض ولماذا لا تقبل بنقش زهير الذي يقول (انا زهير كتبت عام توفي عمر في الرابع والعشرين). في الحقيقة حاولت السعودية تأمين اعتراف بنقوش متعددة ولم تستطع الا تأمين اعتراف روبرت هويلاند بنقش زهير. ومن هو هويلاند، لا اعترف بنقش سعودي الا تحت مجهر الكتروني وبعيدا عن المؤسسة الملكية والاركيولوجية والدينية.

__________________________________________________________

  • التسلسل الزمني

إنشقاق المؤمنين عن تحالف العرب والبيزنطيين ومعركة اليرموك

  • انشقاقات ضمن تحالف المسيحيين العرب: جبلة بن الأيهم (نصارى العرب)، عمر بن الخطاب-المؤمنون في المدينة (عدي)، يزيد بن أبي سفيان-المؤمنون في الشام (أمية)، أين قبيلة كلب وأين قبائل اليمن (العرب الموحجة في الشام)
  • الجيوش الأربعة: جيش شرحبيل بن حسنة-الأردن (كندة أو تميم)، جيش أبي عبيدة بن الجراح-حمص (فهر)، جيش يزيد بن أبي سفيان-دمشق (أمية)، جيش عمرو بن العاص-فلسطين (سهم)
  • هزيمة البيزنطيين لجيش خالد بن سعيد بن العاص (أمية)، هزيممة الغساسنة في مرج راهط، معركة أجنادين، معركة فحل، دمشق حمص بعلبك،
  • معركة اليرموك آب 636 م
    • عمر بن الخطاب (عدي)،
    • يزيد بن أبي سفيان-دمشق (أمية)، خالد بن سعيد بن العاص الأموي القرشي. سعيد بن خالد بن العاص الأموي القرشي.
    • خالد بن الوليد (مخزوم)، عكرمة بن أبي جهل المخزومي القرشي. عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي.
    • أبو عبيدة بن الجراح (فهر)، عياض بن غنم الفهري القرشي، حبيب بن مسلمة الفهري القرشي.
    • الزبير بن العوام الأسدي القرشي.
    • هاشم بن عتبة بن أبي وقاص (زهرة)، .
    • سهيل بن عمرو العامري القرشي.
    • صفوان بن أمية الجمحي القرشي.
    • معاذ بن جبل (أنصار خزرج)
    • شرحبيل بن حسنة-الأردن (كندة أو تميم)، معاوية بن حديج التجيبي الكندي.
    • ميسرة بن مسروق العبسي، ضرار بن الأزور (أسد)،
    • أسامة بن نفاثة (كنانة)، قباث بن الأشيم الليثي الكناني.
    • مذعور بن عدي العجلي البكري. عبد الله بن قيس.
أبو سفيان والمغيرة بن شعبة وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص والأشعث بن قيس وعمرو بن معديكرب وقيس بن مكشوح والأشتر النخعي،

التحالف العربي الشرقي وهزيمة الساسانيين

  • التحالف التميمي، التحالف الشيباني ضد الساسانيين ومعارك العراق
  • حروب الردة
  • معركة القادسية، الفتوحات الفارسية (المستقلة)

الشام والحجاز - معاوية وعثمان

  • التحالف الأموي الراشدي
  • معاوية في الشام وعثمان في الحجاز
  • مقتل غثمان، انشقاق ضمن صفوف المؤمنين الشام والحجاز
  • انشقاق الصف الحجازي
    • التحالف العلوي (الكوفة)، صراع معاوية وعلي
    • تحالف سيدة الجمل، صراع علي وعائشة، ابن الزبير

موت معاوية - معارك يزيد

  • يزيد بن معاوية معركة الحرة وربما الإنتقال إلى صف العرب الموحدين
  • الصراع الأموي (يزيد) مع تحالف الحسين (العلوي) وتحالف عائشة (ابن الزبير)، ومعاقبة المؤمنين في المدينة

موت يزيد وصعود مروان بن الحكم

  • انشقاق ضمن الصف الأموي (يمني قيسي): المؤمنون (الشام)، الموحدون (كلب)، القيسيون (؟)
  • اختيار مروان بن الحكم
  • صعود عبد الملك بن مروان ومعركة الجابية

تحالف عبد الملك بن مروان والدين الجديد

    • تحالف عبد الملك بن مروان: المختار (الكوفة)، ابن الحنفية، ابن الزبير (المركز المكي)،
    • تعيين الحجاج واخضاع العراق
    • الدين الجديد قبة الصخرة، القرآن، اتغيير القبلة والحج إلى مكة

الذروة الأموية

  • الوليد، عمر الثاني، سليمان، هشام
  • ما هو الدين الجديد:عمر بن عبد العزيز وجمع السنن القديمة،
  • مشامل في الشرق، مشاكل في الغرب، مشاكل مع البيزنطيين
  • عرب فارس، التمايز الشامي العراقي
  • دور الكوفة والبصرة في تعريف الدين الجديد
  • اليهود القراء

المعارضة العراقية والشرقية - التحالف الهاشمي العباس وعلي

  • التشيع والمعسكر العلوي
  • العرب الفرس والتحالف الهاشمي العباسي
  • الرضا من آل البيت