من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
كتاب من الديكتاتورية إلى الديمقراطية:إطار تصوري للتحرر تأليف: جين شارب ترجمة: خالد دار عمر
فهرست الكتاب
- مقدمة
- الفصل الأول: مواجهة الديكتاتورية بأسلوب واقعي
- الفصل الثاني: مخاطر المفاوضات
- الفصل الثالث: من أين تأتي السلطة؟
- الفصل الرابع: للديكتاتوريات نقاط ضعف
- الفصل الخامس: ممارسة السلطة
- الفصل السادس: الحاجة إلى التخطيط الإستراتيجي
- الفصل السابع: إستراتيجية التخطيط
- الفصل الثامن: ممارسة التحدي السياسي
- الفصل التاسع: تفكيك النظام الديكتاتوري
- الفصل العاشر: أسس ثبات الديمقراطية
- الملحق: أساليب العمل اللاعنفي
مقولات ولمحات من الكتاب
ولا ننسى أن هذه الحروف خلاصة تجارب ودراسات علمية
خيار إستخدام العنف مهما كانت حسناته يعكس بوضح أمراً واحداً وهو أن اللجوء الى وضع الثقة في أساليب العنف إنما يعني إستخدام أسلوب للنضال يتميز الطغاة دائماً بالتفوق فيه
حتى إذا حققت حرب العصابات نجاحاً فإن لها أثرا على المدى البعيد فهي تحول النظام الديكتاتوري الحالي الى نظاماً أكثر دكتاتورية وعند نجاح مقاتلي حرب العصابات وتوليتهم السلطة فإنهم يخلقون نظام حكم أكثر ديكتاتورية من النظام السابق الذي حاربوا ضده بسبب تأثير مركزية القوات العسكرية الممتدة وبسبب ضعف او دمار مجموعات ومؤسسات المجتمع المستقلة التي هي بمثابة العناصر الحيوية في إنشاء مجتمع ديمقراطي دائم
بعض النقاظ المتعلقة في الإعتماد على التدخل الأجنبي والتي تتطلب التركيز ــ تتحمل الدول الأجنبية أو حتى تساعد أنظمة الحكم الديكتاتورية من أجل الحفاظ على مصالحها الإقتصادية والسياسية ــ الدول الأجنبية مستعدة لبيع الشعوب المضطهدة بدلاً من الحفاظ على وعودها لها بالمساندة والتحرر مقابل هدف أخر ــ تتخذ الدول الأجنبية خطوات ضد الأنظمة الديكتاتورية فقط من أجل الحصول على مكاسب إقتصادية وسياسية وسيطرة عسكرية على البلاد ــ قد تتحرك الدول الأجنبية لمساندة المقاومة الداخلية عندما تكون الأخيرة قد بدأت بهز النظام الديكتاتوري وحولت تركيز العالم الى طبيعته الهمجية
الضغوطات الدولية مثل فرض مقاطعة إقتصادية دولية او فرض حصار إقتصادي أو قطع العلاقات الدبلوماسية او الطرد من المنظمات الدولية او الإستنكار من قبل المنظمات التابعة للأمم المتحدة تعود بالفائدة على الشعوب المضطهدة ولكن فقط عندما يكون لديها حركة مقاومة داخلية قوية لأن بغياب مثل هذه الحركة لن يكون هناك ردود فعل دولية
اذا أردنا أن نسقط نظام حكم ديكتاتوري بفعالية وبأقل التكاليف فعلينا أن نقوم بالمهام الأربع التالية ــ تعزيز الشعوب المضطهدة في تصميمها وعزيمتها وثقتها بنفسها ومهارات المقاومة ــ تعزيز جماعات ومؤسسات الشعوب المضطهدة الإجتماعية المستقلة ــ خلق قوة مقاومة داخلية قوية ــ وضع خطة تحرر إستراتيجية حكيمة وكبيرة وتنفيذها بمهارة في نهاية الأمر نجد أن التحرر من الأنظمة الديكتاتورية يعتمد أساساً على قدرة الشعوب على تحرير أنفسها بأيديها
المفاوضات لا تعتبر إسلوباً واقعياً للإطاحة بأنظمة الحكم الديكتاتوري القوية بغياب معارضة ديمقراطية قوية
عندما يكون نظام الحكم الديكتاوري قوياً ولكن يعاني من وجود مقاومة تقلق مضاجعة فإنه يود عرض التفاوض على المعارضة لكي يجرها نحو الإستسلام تحت شعار صنع السلام وقد تظهر الدعوة الى المفاوضات بمظهر جذاب ولكن هناك مخاطر جمعة تحيط بها
على الحركات الديمقراطية الثائرة أن تدرك أن الحكام الديكتاتوريون ينصبون مصائدهم في قلب العملية التفاوضية وعندما تكون الدعوة الى مفاوضات في وقت تكون قضايا الحريات السياسية على المحك فقد تكون الدعوة محاولة من الحكام الديكتاتوريين لجر الحركات الديمقراطية نحو الإستسلام بطريقة سلمية بينما يستمر العنف لديهم
علينا أن لا ننسى أنه مهما كانت الوعود التي يقدمها الحكام الديكتاتوريين في التسوية السلمية فإنها تصب في إتجاه تأمين خنوع خصومهم من الحركات الديمقراطية وفي النهاية تجدهم حقيرين لدرجة أنهم ينتهكون الإتفاقيات التي وقعوا عليها
إذا وافقت الحركات الديمقراطية على وقف المقاومة من أجل التخلص المؤقت من القمع والإضطهاد فسينتهي بهم المطاف الى الشعور بخيبة أمل , فقلما يقلل التوقف عن المقاومة من حجم الإضطهاد حيث أنه عند زوال الضغوطات الداخلية والدولية عن الحكام الديكتاتوريين تجهدهم يمارسون قمعاً وعنفاً أكثر وحشية من ذي قبل
المقاومة لا المفاوضات هي الضرورية للتغيير في النزاعات حيث تكون القضايا الأساسية على المحك وعلى المقاومة في جميع الحالات تقريباً أن تستمر حتى تزيل الحكام الديكتاوريين من السلطة
السلام الذي يطرحه الحكام الديكتاتوريون لا يعني أكثر من سلام السجون او القبور
الحكام الديكتاتوريون بحاجة الى مساعدة الشعب الذي يحكمونه حيث أنه من دون هذه المساعدة لا يستطيعون تأمين والحفاظ على مصادر القوة السياسية , وتشمل مصادر القوة السياسية على مايلي ــ السلطة : إيمان الناس بشرعية النظام وأن طاعته واجب أخلاقي ــ الموارد البشرية : عدد وأهمية الأشخاص والجماعات التي تطيع وتتعاون أو تقدم العون للحكام ــ المهارات والمعرفة : يحتاجها النظام لأداء أعمال محددة ويوفرها الأشخاص والجماعات المتعاونون ــ العوامل غير الملموسة : وهي العوامل النفسية والفكرية التي تحث الناس على طاعة ومساعدة الحكام ــ المصادر المادية : وهي درجة سيطرة أو تحكم الحكام بالممتلكات والمصادر الطبيعية والمصادر المالية والنظام الإقتصادي ووسائل الإتصال والمواصلات ــ العقوبات : وتشمل العقوبات المطبقة على أو التي يهدد بإستخدامها في حالة العصيات او اللاتعاون لضمان الخضوع والتعاون اللازمين لبقاء النظام وقدرته على تنفيذ سياساته
ويجب على الثائرين من خلال خطتهم الإستراتيجية ضرب النظام الديكتاتوري في هذه العوامل بقوة
حجب مصادر القوة يؤدي الى شلل وعجز لدى النظام الحاكم والى تفكيكه في أقصى الحالات وبالتالي تموت قوة الحكام الديكتاتوريين من الجوع السياسي
تكون القوة الإستبدادية قوية فقط في حالة عدم الحاجة الى إستخدام تلك القوة بكثرة , أما إذا إحتاجت الى إستخدام قوتها ضد جميع المواطنيين بكثرة فإن إمكانية إستمرار تلك القوة تصبح ضعيفة
الذي يعادية جميع العامة لن يستطيع توفير الأمن لنفسه وكلما زادت قسوته كلما ضعف نظام حكمه
اذا إستطاع الحاكم الديكتاتور في السيطرة او التدمير للمؤسسات المجتمع المدني المستقلة عن التأثير الحكومي من نقابات وجمعيات وإتحادات ونوادي ومنظمات وحركات وجميعات فعلى المقاومة أن تخلق جماعات ومؤسسات إجتماعية وسياسية وثقافية مستقلة جديدة
الخيار العسكري وإستخدام الإسلحة ضد الإنظمة الديكتاتورية لا يؤثر في مواطن ضعف هذه الأنظمة وإنما يبرر لها إستخدام قوتها العاتية ويضع حركات المقاومة في موقف ضعف لا تحسد عليه لأن الأنظمة الديكتاتورية غالباً ما تتمتع بالتوفق العسكري وتجر أليه
وقعت بعض المقاومات في خطأ في الإعتماد على طريقة او طريقتين في ثورتهم مثل الإضرابات والمظاهرات الإحتجاجية وفي الواقع هناك العديد من الإساليب التي تتيح لإستراتيجي المقاومة أن يركزوا المقاومة او يوزعوها حسب الضرورة
هناك حوالي مائتي أسلوب محدد للعمل اللاعنيف التي من المؤكد أنها تحقق نتائج أفضل , وقد تم تبويب هذه الإساليب تحت ثلاث فئات شاملة وهي : الإحتجاج والإقناع , اللاتعاون , والتدخل . تتكون أساليب الإحتجاج والإقناع اللاعنفي بشكل كبير من مظاهرات رمزية تشمل على الإستعراضات والمسيرات والإعتكاف حيث يبلغ مجموعها أربع وخمسون أسلوباً , وينقسم اللاتعاون الى ثلاث فئات صغرى وهي اللاتعاون الإجتماعي واللاتعاون الإقتصادي واللاتعاون السياسي . أما أساليب التدخل اللاعنيف من خلال الإساليب النفسية والجسدية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية مثل الصيام والإحتلال اللاعنيف والحكومة الموازية. هناك أساليب يبلغ مجموعها مائة وثمان وتسعون إسلوباً موجودة في ملحق هذا الكتاب
علينا أن نتذكر أن هدف الإستراتيجية الرئيسية للثائرين في مواجهة أنظمة الحكم الديكتاورية لا يتوقف ببساطة عند القضاء على الديكتاتورية ولكن يستمر حتى يتم وضع نظام ديمقراطي ويجعل من نشوء ديكتاتورية جديدة أمراً مستحيلاً
على مخططي الإستراتيجية الرئيسية الإعداد مقدماً لطرق إختتام النضال الناجح الممكنة والمفضلة من أجل منع ظهور ديكتاتورية جديدة ولضمان الإنشاء التدريجي لنظام ديمقراطي قوي
لا يجب أن يعتقد أحد أن مجتمعا مثالياً سيظهر فور سقوط نظام الحكم الديكتاوري , فسقوط الحكم الديكتاوري هو بمثابة نقطة البدء للمجتمع الجديد والتي تحتاج الى جهود طويلة الأمد لتطوير المجتمع وتلبية حاجاته الإنسانية بشكل أفضل. ستستمر بعض المشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية الخطيرة لسنوات مما يتطلب تعاون الكثير من الناس والجماعات لإيجاد حل لها. فعلى النظام السياسي الجديد أن يوفر فرص أمام الناس رغم إختلاف آرائهم لكي يكملوا العمل البناء والتطوير السياسي لمعالجة المشاكل في المستقبل