منظومة الدين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

13 فبراير، 2019، الدين سوسيولوجياً

تعليق على فيديو "لماذا نؤمن بالآلهة

التحليل السيكولوجي للدين. عندي نفس الأفكار وأؤمن بكل ما قاله. لكن هناك نقطة هامة. الرجل طبيب نفسي ولذلك فهو يهتم بالفرد. ومن هنا فإنه يشعر بأن الدين يخطف العقل ويمنع الحرية الفردية. لكنه لو كان سوسيولوجيا لما قال هذه الجملة الاخيرة. الدين أساسي في تكوين الجماعة البشرية. الدين لم يخطف العقل. الدين وظف إمكانيات العقل لتكوين الجماعة. اليوم يمكننا تشكيل جماعة بشرية عن طريق المؤسسات اي دون الإعتماد المباشر على الآخرين فالدولة قد تضمن لك رعاية صحية وتقاعد دون أن تعتمد على العائلة. وبالتالي فإننا نتحرر من كل القيود التي كونت الجماعة تاريخياً ونشعر بأن الدين ليس أكثر من عائق في وجه الحرية الفردية وانه استغل إمكانيات العقل ليخضعنا. هذا الطبيب النفسي بحاجة إلى فهم المنظومة الأكبر التي يعيش فيها الإنسان. الإنسان منظومة عضوية لها امتادات فكرية، ثم الإنسان جزء من منظومة اجتماعية أكبر. ومن خصائص المنظومة كما وصفتها في بوستات سابقة إعادة توظيف المنظومات الأجزاء وسماتها. الدين كمنظومة اجتماعية يعيد توظيف سمات المنظومة الاصغر من أجل إعطائها ادوار مناسبة لتشكيل الجماعة. نقد الدين لا ينبع من كونه شر محض أو استغلال وضحك على اللحى. أبدا، نقض الدين ينبع من أننا اليوم لسنا بحاجة إليه لتكوين الجماعة وبالتالي نستطيع تحرير إمكاناتنا العقلية من وظائفها السابقة المحددة بالدين. الدين كما نعرفه يقف بوجه تشكيل الجماعة الحديثة. ولذلك نقد الدين ليس تحريراً للناس إذا لم يكن مرتبطاً بإنشاء منظومة اجتماعية جديدة. من الصعب مثلاً فصل الدين الإسلامي عن الثورة السورية إذا لم تكن لدينا أيديولوجيا جديدة للمجتمع السوري الخاضع للدولة السورية. لا يمكن لثورة على الحكم أن تكون إلا ثورة شاملة. من الخطأ الإعتقاد أن همنا وهدفنا هو إزاحة الاسد. لا، إن هدفنا هو تغيير المنظومة الإجتماعية السياسية. للأسف كثيرون من المعارضين يعتقدون أن تغيير الاسد سيحل المشكلة.