المنظومة الموازية-أداة الترويع

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الترويع

الترويع المجتمعي عن طريق الاعتقال والتعذيب الوحشي:

الركن الأعمق الذي يبنى عليه تحكم المنظومة الموازية بالفرد السوري وبمؤسسات الدولة السورية هو الخوف الجماعي العميق المزروع في أعماق كل فرد من كائن له قدرات أسطورية يدعى "المخابرات". يأتي الاعتقال والتعذيب لبعض الأفراد من قبل عصابات المخابرات في مقدمة أسباب صناعة الخوف الجماعي وتكريسه ولكنه لا يقتصر على ذلك فالترويع الجماعي تقوم به أجهزة مختصة ويبنى على اسس ودراسات وتشارك به عناصر كثيرة غير الجلادين المباشرين ويشارك في صناعة هذا الترويع المجتمعي معظم أبناء المجتمع من المؤيدين والمعارضين والصامتين.

ضرورة التمييز بين تعذيب الأفراد وبين الترويع المجتمعي عن طريق التعذيب

إن تعذيب الفرد لدى أنظمة المخابرات السورية ليست الغاية منه انتزاع الاعترافات فقط كما قد يظن الإنسان السوري وغير السوري (سواء أكان الإنسان مؤيداً أو معارضاً أو صامتاً). إن الغاية الأساسية هي أن ينضبط كل فرد من المجتمع بشكل ذاتي ولذا فإن المنظومة الموازية تستخدم آليات كثيرة يشارك فيها حتى الصامتين والمعارضين من دون أن يشعروا إلى جانب المؤيدين في التخويف الجماعي للناس من خلال نشر قصص التعذيب الفظيعة في أقبية المخابرات ولدى عصابات الشبيحة من دون تطوير الآليات الكفيلة بمحاسبة القتلة والمجرمين والجلادين والمحققين ومن دون تطوير الآليات المناسبة لاعتقال عناصر تلك العصابات ومواجهتهم أمام القانون المحلي والعالمي بحيث يتحول دور الإنسان إلى دور سلبي يكرس الخوف العام من هذا الكائن الاسطوري ولا يحاول فهم آلية عمله كي يستطيع مقاومتها والدفاع عن نفسه وعن المجتمع في مواجهتها.

الوسائل المساعدة على استخدام التعذيب في الترويع المجتمعي:

التعذيب نفسه في كثير من الأحيان يكون وحشياً ولكن هناك أدوات تستخدم لتحويل الخوف من التعذيب إلى هاجس لكل المواطنين يضبط حركتهم لدرجة يخاف معها الإنسان حتى من قراءة بوست على الانترنت لا يوافق ما تريد المخابرات نشره. من وسائل المخابرات في تحويل التعذيب إلى هاجس مجتمعي : 1. الإشاعة: حيث تعمد المخابرات عبر عشرات آلاف الأشخاص التابعين لها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى نشر إشاعات تؤثر في السلوك الجماعي للناس. من هذه الإشاعات القدرة العالية للمخابرات على كشف أي شخص يتحدث بما لا تريد والتعذيب الشديد الذي يتعرض له ذلك الشخص. الخ.. 2. التهديد بالتعذيب: يخضع عدد كبير من الناس للتهديد بالتعذيب بشكل مباشر أو غير مباشر بهدف ضبط سلوكها فقد تعتقل إحدى الشخصيات بدون أن تعذب فيفهم الإنسان تلقائياً بأن عليه أن يضبط سلوكه كي لا يواجه الأسوء. وقد يكون الاعتقال سريعاً على صيغة استجواب وشرب (فنجان قهوة) في الفرع كي يشعر الإنسان بأنه تحت سيطرة السلطة المطلقة ولا يغيب عنها وهذا ضمناً يجدد شعور الإنسان بالخوف من الاعتقال والتعذيب من قبل عناصر المخابرات وقد يتلقى الإنسان توجيهات مباشرة من موظف المخابرات في دائرته وعليه تنفيذها لأنه يعرف ضمنياً أن عدم التنفيذ يعني في مرحلة ما التعذيب أو القتل وقد تكون التوجيهات لبعض الشخصيات غير مباشرة. كل هذه الأدوات وغيرها تحمل تهديداً بالاعتقال الطويل وبالتعذيب الوحشي الذي يسهم في برمجة الإنسان وقيامه بما تريد تلك الأجهزة تلقائياً لأن قدرات أجهزة المخابرات محدودة وهي لا تستطيع تعذيب إلا عدد محدود من الناس وهدفها الاستراتيجي هو برمجة المجتمع وعن طريق هذه الخطوات التي تطبقها على عدد كبير من الناس تستطيع برمجة المجتمع. 3. ترك عاهات دائمة في المعتقلين قبل الإفراج عنهم بحيث يتحولون لعبرة 4. تحويل الارتباط العائلي بالمعتقل إلى تهمة واعتبار التواصل مع المعتقل قبل اعتقاله أو بعده تهمة. 5. منذ 2011 بدأت المنظومة الموازية نفسها بالنشر الواسع والممنهج لفيديوهات عن جرائم الاعتقال والتعذيب والقتل الممنهج التي يقوم بها الشبيحة بهدف تخويف الناس من عدم الانصياع لما تريده المنظومة الموازية. 6. ..الخ..

المستهدف الأساسي في الترويع المجتمعي لا يدرك ذلك فلا يدافع عن نفسه

إن أخطر ما يحصل في الترويع المجتمعي أن الإنسان المستهدف لا يدافع عن نفسه. فالمواطن العادي الذي يسمع أخبار التعذيب لا يدرك أنه هو المستهدف من تلك الأخبار. وأن الغاية العميقة من التعذيب ونشر أخباره هو التحكم به هو نفسه. فهو يظن أن المعتقل هو المستهدف ولذا يحمد ربه على أنه لم يتم اعتقاله دون أن يدرك بأن غاية العصابة في التحكم به قد تحققت. وهذا له نتائج شديدة الخطورة: 1. لا يفكر من يسمع أخبار التعذيب لدى المخابرات في تأثير هذه الأخبار على نفسيته وعلى سلوكه. ومع كل خبر جديد يزداد الإنسان في العمق خوفاً ويصبح مع الزمن مستسلماً لإرادة المخابرات وللمنظومة الموازية ويقوم هو من دون أن يشعر بتعميق شعور الاستسلام للمخابرات لدى الآخرين ويتحول إلى أداة من أدواتها. 2. إن عدم شعور الإنسان العادي بأنه هو المستهدف خلال عملية الترويع الجماعي تجعله يظن بأن المستهدف هو الإنسان الذي هو في المعتقل. وبما أن الإنسان الذي قتل تحت التعذيب في المعتقل أو الذي يتم تعذيبه في قيوده في المعتقل لا يملك أن يفعل الكثير لذا فإن عصابات المخابرات ستبقى في مأمن وستبقى قادرة على اعتقال أي شخص وتعذيبه. العجيب أن كثيرين من المعتقلين أيضاً لا يشعرون بمسؤوليتهم بعد الخروج من المعتقل عن مواجهة عملية الترويع الفردي والجماعي وتخليص الناس من آثارها. 3. إن عدم شعور الإنسان العادي بأنه هو المستهدف خلال عملية الترويع الجماعي تجعله لا يقوم بواجبه في الدفاع عن نفسه فهو لا يجمع أية معلومات عن أجهزة المخابرات ولا يحاول أن يفهم قدراتها الحقيقية في كشف نواياه ولا يحاول أن يتعاون مع باقي أفراد المجتمع في فهم خطورة هذه العصابات على مؤسسات الدولة وعلى مستقبل المجتمع. 4. إن استسلام الإنسان العادي لإشاعات المخابرات وعدم إدراكه بأنه المستهدف منها تجعله يظن بأن للمخابرات إرادة وقدرات إلهية فيستسلم لها استسلاماً كاملاً ويظن واهماً بأنه يضمن من خلال هذا الاستسلام دنياه وآخرته. لقد شهدت حالات عجيبة منتشرة بشكل كبير في الأراضي السورية لأناس يرفضون أن يشاهدوا غير القنوات التي تنشر ما تريده أجهزة المخابرات مع علمهم بكمية الأكاذيب المحشورة فيها وهم لا يكفون عن نشر ما تنقله تلك القنوات على صفحاتهم الشخصية عبر الفيسبوك وكأنهم يجاهدون بأنفسهم. السبب العميق أنهم يظنون في عقلهم الباطن بأن المخابرات يمكنها أن تشحطهم وتغتصبهم وتغتصب نسائهم وأبناءهم وهم لذلك لا يريدون إغاظة هذا الإله الشرير ويتقون شره ويستغفرونه من أن يتلقوا معلومة من وسائل إعلام تنتقص من قيمته. 5. إن استسلام الإنسان العادي للترويع الجماعي الذي تنشره أجهزة المخابرات تجعله يصاب بحالة عجيبة من التوحد فمع قناعته بأنه في خطر دائم من اعتقال المخابرات له إلا أنه مجبر أن يتظاهر "بحسب ما تريده المخابرات" بأن المخابرات غيرموجودة أصلاً. لذا ومع إيمانه بالخطر الدائم على حياته وحريته بسبب المخابرات إلا أنك تراه يتحدث عن التكنولوجيا الحديثة ويتحدث عن روعة أو انحطاط الغرب ويتحدث عن تحرر أو استعباد المرأة ويتحدث عن بياض أو سواد تاريخنا ويتحدث عن وجوب اعتماد الدستور أو إقصائه للدين أو عن طيب مذاق أو سوء طعم الطبخات.. الخ.. 6. إن التجاهل الجماعي لأعداد هائلة من الناس ولسنوات طويلة للحديث عن آلية نشر المخابرات للخوف المجتمعي مع الخوف الدائم منها جعل نفوذ منظومات المخابرات يستمر بأشكال مختلفة في معظم المناطق الخاضعة لما يسمى بسيطرة النظام أو المعارضة أو في دول اللجوء. 7. إن التجاهل الجماعي لآلية تحكم المخابرات بالمجتمع جعل المخابرات قادرة على الاختفاء سريعاً وراء الصراع المسلح بين الكتل البشرية في المنطقة. إن استعادة مشاهد ما حدث في حلب مثلاً قبل السنوات الماضية سيجعلنا قادرين على فهم آلية عمل المخابرات ودورها في تسليم أجزاء من مدينة حلب وفي إنشاء مجموعات مسلحة معارضة وفي تخريب مدينة حلب وفي استعادة تلك الأجزاء. هذا الدور المدمر الذي يخرب البناء كما يخرب العلاقات الإنسانية في المنطقة ويزهق أرواحاً بشرية بلا حساب في سبيل استمرار بقائه بشكله السري. 8. إن عدم شعور الإنسان السوري بأنه كان طوال عمره مستهدفاً من قبل منظومة المخابرات وهو مازال مستهدفاً حتى في مهجره تجعله لا يشعر بأية مسؤولية عن التعاون مع جميع إخوانه المستهدفين لفهم آلية عمل هذا السرطان الذي سيبقى ينتشر ما لم تتم معالجته. 9.إن الخوف العميق المتجذر من أجهزة المخابرات تجعل الإنسان يتجرأ بشكل وقح في التعدي على الشخصيات الحرة وعلى القنوات الإعلامية الحرة وعلى نظم الدول الحرة (ويعيش أحياناً لاجئاً في تلك الدول) لأنه يعلم في عمقه بأن هذه الشخصيات والدول والقنوات ليس لها أجهزة مخابرات وهي بالتالي لن تؤذيه. إنه لا يستطيع أن يحرر تصوراته وهو و بسلوكه السلبي يعرقل حتى عمل الآخرين الذين يسعون في خيره ويصبح أداة تمنع كشفهم لعصابات المخابرات التي تستعبده

تعذيب الفرد يتجاوز التصور الإنساني

تعذيب الإنسان الفرد لأخيه الإنسان قديم. واستهانة الإنسان بكرامة من يتحكم به قديمة جداً ايضاً وتوظيف الحواس الحية للإنسان في إيلامه أيضاً قديمة وبالتأكيد عندما يعجز المجرم عن استيعاب معنى الحياة وعن استيعاب معنى الإنسان في اية مرحلة تاريخية فإنه سيقوم بما لا يخطر ببال. الخطورة في "تعذيب المخابرات" ليست القسوة فحسب بل الترويع الجماعي المتعمد من وراء التعذيب والذي يستفيد من البنى الجديدة للدول في تعميم هذا التعذيب والتستر عليه. فالإنسان السوري مثلاً لم يكن لديه خيار أن يهاجر إلى أرض لا تعذيب فيها لأن جواز السفر نفسه يصدر عن مؤسسات تتحكم بها المخابرات من خلال المنظومة الموازية وهو بالتالي كان يظن بأن عليه أن يتعايش مع هذا الخوف الدائم. إن التعذيب لدى عصابات مخابرات المنظومة الموازية في سوريا لا حدود له. وبشكل خاص عندما يكون الهدف هو الترويع الجماعي. ففي الثمانينيات كانت تعتقل الكاتب وتذيب يده في حمض الكبريت وكانت تعتقل طبيب العيون وتفقأ عينيه. وفي السنوات الماضية اعتقلت رسام الكاريكاتير "علي فرزات" وكسرت له اصابع يديه. واعتقلت "ابراهيم القاشوش" الذي كان يغني ضد النظام واقتلعت حنجرته ولم تتلف جثته كي يكون عبرة لغيره كذلك فلقد اعتقلت المخابرات الأطباء الذين كانوا يعالجون المتظاهرين الذين يصابون برصاص المخابرات. وقامت المخابرات بحرق هؤلاء الأطباء "بالشلمون" الذي يستخدم في لحام المعادن. وبعد قتلهم بهذه الطريقة تركتهم ليكونوا عبرة لغيرهم.

 بشكل بسيط فإن الإنسان الذي يتم تعذيبه بين يدي جلادي عصابات المخابرات هو عبارة عن كتلة مستباحة من الخلايا الحسية والأعضاء الحية والمفاهيم الموجودة في الذهن المملوكة بشكل كامل للجلاد والتي يحق له بأية وسيلة يريدها أو يخترعها سواء كانت مادية أو معنوية (وهي على الغالب مادية) أن يضغط بها على تلك الكتلة  ولأي حد كان بدون أية رقابة  أو إمكانية للمحاسبة وهو يتحكم بشكل كامل بجوعها وعطشها وأرقها لأشهر وسنوات. فالمحقق يستطيع أن يطلب من أربعة جلادين أن يحشروا إنساناً مقيد اليدين والرجلين ومعصوب العينين في إطار مطاطي لسيارة وأن يتعاونوا على ضربه بالأدوات المطلوبة حتى يغمى عليه عدة مرات ويعاد إيقاظه فيها. والمحقق يستطيع أن يصل مولداً  كهربائياً بين العضو الجنسي للإنسان وبين لسانه ويستطيع أن يولد التيار بالشدة التي يريد وللمدة التي يريد. ويستطيع أن يجلس الموقوف على كرسي معدني لا أرضية له ويشعل شمعة على بعد ثلاثين سنتمتراً تحت عضوه التناسلي حتى يتم شويه ببطئ خلال شهر من التعذيب قبل موت الموقوف. والمحقق أثناء التحقيق يمكن أن يطفئ السكائر بجسم الموقوف العاري أو أن يحشر العصى في دبره أو أن يحرق له لحيته أو أن يقلع له أظافره أو أن يهرس له أصابع يديه وقدميه بالمطرقة أو  أن يكسر له عظام رجليه ويتركها لفترة كي تلتحم بشكل غير صحيح في الزنزانة ليعيد له كسرها عدة مرات كما يمكن أن يجبره أن يأكل الفئران والدود أو فضلات الإنسان أو أن ينكح أخاه أثناء التحقيق كما يمكن أن يقبض على زوجته ويقوم بتعريتها أمامه ويهدد باغتصابها كما تم اغتصابه.  وهو يمكن أن يحشر في زنزانة لا تتجاوز مساحتها العشرين متراً مربعاً مع مئة وسبعين شخصاً لا يرون الضوء فيها لأشهر تختلط فيها روائح سوائل العرق بالقيء بالبراز بالدم ويعم الجرب والقمل. أو قد يوضع ثمانية أشخاص في زنزانة منفردة ارتفاعها لا يسمح للشخص الواحد بالوقوف وطولها لا يسمح للشخص الواحد بالجلوس مع مد رجليه.  

يتفنن الجلادون والمحققون في تطوير آليات التعذيب فهم متفرغون من أجل ذلك وهم أحرار ضمن منظومة المخابرات والمنظومة الموازية في التفكير في أن يستبيحوا بدم بارد كل المحرمات المرتبطة بالكرامة الإنسانية وأن يوظفوا كل الحواس الحية عند الإنسان في تدمير الإنسان وفي تحويل أقصى درجات الألم التي يمكن أن يشعر بها الكائن الإنساني بحيث يتمنى المعذبون في كثير من الأحيان الموت.

الفارق بين التعذيب الوحشي عند المنظومة الموازية في سوريا وبين التعذيب في باقي أنحاء العالم

1. غاية التعذيب في مؤسسات الشرطة في بعض أنحاء العالم هو انتزاع اعترافات لذا تقوم الشرطة بالقيام بأفعالها في الخفاء وتتستر عليها لأنها أفعال خارج القانون وتستوجب المحاسبة. بينما إحدى أهم غايات التعذيب لدى أجهزة المخابرات هي الترويع المجتمعي ولذا تقوم تلك الأجهزة بنشر قصص التعذيب وبالترويج لها. 2. العصابات في باقي أنحاء العالم تطاردها الأجهزة الأمنية والقضائية. بينما المخابرات لا يمكن اعتبارها عصابات ضد القانون لأن لها بنية رسمية ضمن جهاز الدولة وتأخذ رواتبها الرسمية منها. و بشكل مقلوب مضحك عصابات المخابرات هي التي تمسك مفاتيح الأجهزة الأمنية والقضائية والرقابية ضمن المنظومة المتوازية متعددة الأبعاد. 3. مع أن المخابرات لها وجود رسمي ولكنها تعتقل وتعذب وتقتل كعصابات خارجة عن القانون فهي ليست أجهزة شرطة. الشرطة في العديد من دول العالم (بما فيها أجهزة الشرطة السورية) تتجاوز القانون أثناء الاعتقال أو أثناء التحقيق. إن هذا الانحراف يعتبر فساداً في عمل الأجهزة الشرطية التي تمثل الأجهزة الأمنية الرسمية. من هذه الناحية فإن عصابات المخابرات في سوريا تواجه أجهزة الشرطة التابعة للسلطة التنفيذية والتي عليها تطبيق القانون. وهنا يبدو التدليس الخطير على الناس من خلال إطلاق اسم "الأجهزة الأمنية" على المخابرات السورية. إن هذا الخلط شديد الخطورة مكن عصابات المخابرات من توجيه الشرطة لمواجهة المظاهرات ومن توجيه عناصر مسلحة فيما يسمى "الثوار" لمواجهة مخافر الشرطة.

إن كشف أجهزة المخابرات وكشف آليات تأثيرها فينا والعمل على تعطيل تلك الآليات هو عمل بإمكاننا جميعاً القيام به. كما أن العمل على كشف تلك العصابات الإجرامية ومحاكمتها هو عمل يبدو صعباً على بعض الافراد ولكنه سهل فيما لو قام كل جميع المستهدفين من قبلها بواجبه وهم بالملايين بل بعشرات الملايين. أكثر من ذلك فالتدمير المنظم للإنسان عبر تلك الإجهزة المختصة في أي بلد من بلدان العالم هو واجب البشرية جميعاً لا يجوز أن ننقص من قيمته الإنسانية لنحوله إلى مطلب قبلي أو محلي

27- هذه هي الحلقة 27من سلسلة كيف نحل مشكلتنا؟