الإستشراق الأمريكي
محتويات
23 كانون الثاني -مقالة مايكل كوك
هل الحرية السياسية قيمة إسلامية مغزى المقالة معروف وبكلمات أبسط: مفهوم الدولة في الأدبيات الإسلاموية القديمة والحديثة هو نفسه مفهوم الملكية العادلة أو المستبد العادل. ولسنا بحاجة إلى أسلوب مايكل كوك المتعالي ليقول لنا هذه بألف شكل. مايل كوك وباتريشا كرونا من تلامذة برنارد لويس، وأثره واضح في الإثنين. قد تشفع لهما معارفهما الموسوعية في التاريخ الإسلامي عند البعض لكنها لا تشفع لهما عندي. ولا ألومهما على هذا فقط وإنما على مجمل كتاباتهما المليئة بالأفكار الجيدة المحاكة بطريقة عنصرية استهزائية متعلمة. كنت أتوقع مثل هذه المقالة من فترة منه ومن أشخاص آخرين يمثلون الدراسات الإسلامية في الغرب. بحكم اشتغالي بالدراسات الإسلامية في أمريكا فإني أعرف عقليتهم. إنهم بعيدون عن الأحداث لكنها تدفعهم بين الحين والآخر إلى الرد عليها من خلال مقالات وكتب تبدو وكأنها نتاج البحث وحده ولكنها نتاج ما يعتقدون في صميمهم أنه صراع الحضارات. ومقالة كوك لا تخرج عن هذا الإطار وهي إنما رد على أحداث باريس والحرب مع داعش. لم يتمالك نفسه بعد صفحات من الجمل الملتوية من أن يستنتج أن للغرب تفوقاً من نوع آخر وفرادة لا يمكن مضاهاتها، فرادة لا يتمتع به الإسلام وعالمه بالتأكيد في ذهن الكاتب: "يتبنى جون ميلتون الرؤية التي تقول بأنه لكي يكون شعب ما شعبا حرا فإنه ينبغي عليه ألا يخضع إلا "للقوانين التي اختارها هو بنفسه". وبحسب علمي، فإن هذه العبارة العرضية التي مدارها على السيادة التشريعية لبني البشر ما أدانها قط مواطنوه المسيحيون بحسبانها تحريضا مارقا على تجريد الإله من سلطته؛ وهو الجواب الذي كان يمكن أن تستدعيه هذه الملاحظة لو هي وردت في سياق إسلامي." عجيب أن من يدرس الإسلام وتاريخه لثلاثين سنة لا يعرف من تاريخ بلده أكثر مما يعرفه طلاب المرحلة الثانوية. ويتكلم عن هذا التاريخ بنفس القوالب الأيديولوجية التي نراها في الكتب المدرسية. ما قاله عن الرومان (بلسان ليفيوس تايتوس) مثير للضحك: الرومان "شعب حر، محكوم من لدن حُكَّام منتخبين يعدّون موظفين للدولة يعملون على تطويرها دوما ولا يحكمون وفق أهوائهم، وإنما يطبقون القانون تطبيقا تاما". ليفيوس مؤرخ رماني عاش في عهد أوغسطس وكتب عن تاريخ روما القديم (من أين جاء بالمعلومات) وهو لا يعدو أن يكون "شبيحاً من شبيحة" الإمبراطور ومن المبررين للتفوق الروماني والهيمنة الرومانية. وما قاله ليفيوس عن تاريخ روما القديم ليس إلا إسقاطاً مثالياً لحاضره على الماضي كما هو تاريخ ما يسمى دولة النبي والصحابة إسقاط مثالي للكتاب المسلمين في عصور متأخرة على العصور المتقدمة. ثم في النهاية يختم بحكاية جون ميلتون الشاعر الإنكليزي من القرن السابع عشر. ويقول لنا أن مواطنيه المسيحيين لم يعتبروه مارقاً، بحق الله يا عم مايكل لقد أحرقوا كتبه بعد إعادة شارل الثاني إلى الحكم. أين السياق التاريخي للمقارنة، إشرح لنا سياق جون ميلتون والبروتستانتية البيوريتانية الطهرانية وتشجيعها لأوليفر كرامويل وجمهوريته التي أنتهت بتنصيبه "شريفاً حامياً" للعرض والوطن. وميلتون في كتابه The Tenure of Kings and Magistrates تكلم عن الحاكم الجائر وضرورة الحد من سلطته المطلقة تماماً كما تكلم الكتاب المسلمون عن الحاكم الجائر وليس عن الحرية الفردية. كما تكلم عن الحرية باعتبارها مناقضة للعبودية (مأخوذ من ويكيبيديا): "Without which natural and essential power of a free Nation, though bearing high thir heads, they can in due esteem be thought no better than slaves and vassals born, in the tenure and occupation of another inheriting Lord." . حقاً التاريخ دون سياق يصبح مجرد أداة أيديولوجية. مقالة خليقة بطالب جامعة من السنوات الأولى بإنشائيتها وقوالبها النمطية، لا تشفع لها تعدادها لحكايات قديمة خارجة عن أي تحليل سياقي. هؤلاء المأرخون المتفلسفون الذين لا يفقهون في النظريات السوسيولوجيا أي شيء ويعتقدون أن معرفة غزيرة بالتراث ستعوضهم إن صاغوا كتاباتهم بطريقة متفلسفة فعلاً يثيرون غضبي. بصمنا لكم بالعشرة يا شيخ مايكل أن الغرب و"قيمه السياسية" متفوق واستثنائي وأننا لن نستطيع مضاهاته، لا نحن ولا كل الشعوب الشرقية الميؤس منها مثل الصين والهند. الغربيون فطاحلة الحرية منذ الإغريق والرومان، ونحن لا نستطيع إنتاج إلا داعش والسعودية وإيران. الفردانية نبعت منهم كما ينبع الإلهام الإلهي من نبي مصطفى. الفردانية لا تاريخ لها إنها قيمة أزلية غربية غير شرقية. نحن فقط جماعة الحرية المناقضة للعبودية وليس الحرية السياسية تبع القانون العادل والدولة الديمقراطية. طبعاً بريطانيا من طول عمرها ديمقراطية. وطبعاً بعد حربها الأهلية في خمسينات القرن السابع عشر لم تبوّس رجل الملك شارل الثاني ليعود ويحكمها ويعدم كل من شارك بقتل أبيه شارل الأول. طبعاً كون جون ميلتون مادي غير مسيحي يرفض حكم الكنيسة الأنجليكانية لا يدخل في الحسبان. شيء مثير للقرف فعلاً.
Mutaz Al-khatib مؤكد انك لم تفهم المغزى!.
Ahmad Nazir Atassi يمكن فهمته. أنت تعتقد أن المقالة مدح للإسلام وخاصة الإسلام المبكر في عصر الرسول والصحابة. نعم أقر الكاتب بتشابه مفهوم الحرية في ذلك العصل مع الحرية السياسية الغربية لكن ليس في كل الأوجه. اقتصر هذا التشابه في رأيه على المساواة (الناس سواسية) وعلى تقويم الحاكم الجائر (خطبة أبي بكر). لكن ما يعتبره أساساياً في المفهوم الغربي للحرية السياسية هي الفردانية أي أن يشارك الفرد في العملية السياسية وأن يسن القونين بنفسه. في النهاية استنتج الكاتب أن المفهوم الغربي فريد من نوعه في العالم والتاريخ، ويشابهه الإسلام المبكر فقط في وجهين وهما بالإضافة إلى ذلك ليسا من إختراع الإسلام بل برأيه بقايا للعادات القبلية الجاهلية. والمقالة اتهام مبطن للإسلام بأنه أضاع الحرية السياسية (بممناها القاصر) إلى لا رجعة لأنه من المستحيل العودة إلى ممارسات الرسول والصحابة، وهذا برأي المسلمين أنفسهم قديمهم وحديثهم. ثم يؤكد تفرد الكفهوم الغربي بالحرية الفردية وحرية التشرع وهما أساس الليبرالية الغربة. المقالة اتهام وليست مدح. صدقني أنا أفهم ما يقول.
Mutaz Al-khatib Ahmad Nazir Atassi حسنا. لا يعني اتهام ام مدح، هو محاولة لفهم التاريخ. اختلف واتفق معه. طبعا الفردانية فلسفة أوروبية وليست إسلامية
Mutaz Al-khatib فكرته: أن العرب والإسلام المبكر عرفوا قيمة الحرية السياسية، ولكن هذا الأساس النظري اندثر مع التوسع الإمبراطوري وغلَبة القيم الفارسية في الحكم.
Ahmad Nazir Atassi أختلف معك في هذه الفكرة الأخيرة أيضاً. الأساس النظري الذي ذكرته مرتبط في نظر الكاتب بالبداوة وسابق على الإسلام. وأعتقد لأنها فكرة غير صحيحة إذ لا يختلف مفهوم الحرية السياسية في البداوة عنه عند الحضر إلا في قضية المساواة في الرأي. والبدو كانوا يعرفون الملكية معرفة جيدة وكانت هناك عشرات الممالك في الجزيرة العربية. وفكرة القبائل اللقاح فكرة مثالية من صناعة العصور الإسلامية المتأخرة باعتقادي. على العموم هو لا يرى في تجربة الرسول أي شيء متميز عن البداوة السابقة لوجوده. هذه البداوة استمرت بعده ولم تندثر مع غلبة القيم الفارسية أو البيزنطية. الملكية منتج شرق أوسطي منذ العهد الأكادي وليس من صنعه الفرس أو البيزنطيون. وفكرة العصر المحمدي الذهبي الذي قضت عليه الحضارة الفارسية فكرة مثالية باعتقادي. إن انتقال العرب من المدن الصغيرة (وليس البداوة) إلى الإمبراطورية فرض النموذج الملكي للسياسة وهو نموذج معروف والإتقال إليه كان طبيعياً. الأمويون لم يأخذوه عن الفرس. الأمويون كانوا يعرفونه من الثقافة العربية نفسها.
Ghiath Bilal الحقيقة المقال يحمل استعلاء مبطن على العرب، فهم حسب المقال عرفوا الحرية بمعناها المقابل للعبودية ولم يعرفوها كنظام يحقق حريات. كما أنه يستبطن الاساطير الاستشراقية حول البدوي الحر في الصحراء، مع العلم أن الجزيرة العربية كانت تضم مدن صغيرة ومتوسطة وفيها حياة ريفية تعتمد على الزراعة كيثرب، وفيها عدة ممالك تحاكي النظام الملكي الروماني أو الفارسي... الجميل في المقال هو التمييز بين الحرية بمفهومها السلبي أي عدم الخضوع وهو ما يقابل العبودية، وبين مفهومها المتقدم أي أنها ممارسة ضمن نظام. إلا أن هذه الفكرة أيضا ليست للكاتب وإنما سبق لحنا أرندت أن فصلت فيها وشرحت الفرق بين الحرية والتحرر وبين الحرية بالمفهوم السلبي وبين الحرية بالمفهوم الروماني..
24 كانون الثاني، تعليق على مقابلة مع طلال الأسد
مقابلة مع طلال الأسد. بوست: عند مقابلة طبيب نسأله عن الطب وعند مقابلة أنثروبولوجي كبير الأجدر أن نسأله عن الأنثروبولوجيا, لكن المحاور سأل عن الإستشراق وعن والد الباحث وسؤال واحد بسيط عن الأساسس الفكري لكتاباته. نحن مهووسون بالإستشراق والفكر الإسلامي السياسي. طلال أسد عنده أكثر بكثير من هذا.
11 آذار، 2016-الأنثروبولوجي سكوت أتران
سكوت أتران زوالقيم المقدسة شكراً للأستاذ محمد الربيعو على المادة الغنية. للأسف الغربيون لا يعرفون من الجهاد إلا جهاد مواطنيهم من أصول إسلامية. هذا التحليل لا ينطبق على الجهاديين من السعودية (اصل البلوة) ولا على الجهاديين في سوريا وليبيا وتونس والشيشان. هل تقوم هذه الدراسة على بحث ميداني أم على جهد تنظيري من الباحث. وما هي عينة البحث ومن أين أتت وما هي الطريقة البحثية المتبعة. لا يزال هؤلاء الكتاب يعتقدون أن المسلمين شيء واحد مهما تنوعت أصولهم, ماذا أيضاً عن الجهاد الأمريكي أو الفرنسي لغرس القيم الحضارية. ليس من الصروري اختراع أدوات نظرية جديدة لدراسة الجهاديين. إنهم ليسوا ظاهرة غريبة. تحدثت كثير من الد راسات عن شبههم بالفوضويين الاوروبيين في القرن التاسع عشر. وأعتقد أنهم يشبهون الشيوعيين والقومجيين والفاشيين وغيرهم من الأيديولوجيات التي تقدس الرجولة وتقول بالتفوق الفكري وتنادي بيوتوبيا نخبوية خلاصية تقودنا إليها نخبة من المصطفين
23 أيلول، 2016 - باتريشا كلرونا خليفة الله
بعض الأعزاء ذكروا سابقاً أنهم مهتمون بالتاريخ ولذلك أن أشارككم هذا التعليق: الكتاب قديم وفكرته بسيطة وأدلته أبسط. كرونة تحاجج بأن عثمان بن عفان هو أو ل من استخدم تعبير خليفة الله بدلاً عن خليفة رسول الله (أي أنها تعتقد أن لقب خليفة موجود منذ وفاة الرسول). والتعبير معروف في الأدبيات القديمة ولا يمكن إنكاره. والموديل الهيليني في الحكم (أي الملك ظل الله على الأرض) هو نفسه البيزنطي الذي كان منتشراً في كل حوض المتوسط ولا علاقة له بالقانون الروماني (و الشريعة الإسلامية بالطبع متأثرة بكل الإرث القانوني في المنطقة مثل الروماني والفارسي والقبلي العربي واليهودي)، والصلة بين الخلافة بتعريفها الأموي والعباسي وبين الملكية الدينية واضح. وأدلة كرونة كلها من الشعر الأموي، شعر الفرزدق جرير والأخطل. ويمكن النظر في دواوين هؤلاء الشعراء وسيظهر بوضوح أن تعبير خليفة الله كان مستخدماً، لا بل هو الوحيد المستخدم في شعر هؤلاء. لكن لا يعني هذا أن الأدلة من الشعر تثبت أن اللقب خليفة الله كان لقباً رسمياً إذ لا نجده أبداً على النقود أو النقوش. هناك مثال واحد لعملة من العصر الأموي (درهم فضي) كتب عليها خليفة الله. واحدة فقط. . باعتقادي أن الأسئلة المطروحة مرتبكة ومربكة. أولاً لا يمكن الإعتماد على التراث الإسلامي المبكر لأنه فعلاً كتابات متأخرة من أواخر القرن الأول وبدايات الثاني. والحديث الوحيد عن عمر الذي يذكر فيه أن أبا بكر هو خليفة رسول الله وأنه خليفة خليفة رسول الله لا يمكن فهمه إلا ضمن الصراع على الحكم في العصر الأموي ومحاولة دحض الدعاية الأموية بأن الملوك هم خلفاء الله على الأرض. أما العباسيون فمن الواضح أنهم جاؤوا على ظهر ثورة مهدوية وأنهم دعوا أنفسهم أئمة وأنهم ابتداءاً من المعتصم كانت ألقابهم كلها مقرونة بلفظ الجلالة. أي أن الرشيد هو الرشيد لكن المعتصم هو المعتصم بالله والواثق بالله والمقتدر بالله وهذا يدل أنهم كانوا يعتقدون بوجود دور ديني لهم. يعني إذا تركنا هذا الحدث فلا أحد يعرف معنى كلمة خليفة ومن أين جاءت ومن أول من استخدمها ولماذا لا نجدها عى النقود بل نجد أمير المؤمنين. ثانياً، باعتقادي ليس هناك نظام إسلامي مختلف إسمه الخلافة. والكلمة كانت تستخدم في العصر الأموي بنفس المعنى البيزنطي أي ظل الله على الأرض وخليفة الله على الأرض. ثالثاً هل جاء الإسلام بحكم ثيوقراطي فهذا سؤال في غير محله لأن محمد نفسه باعتقادي لم يفكر في نوع الحكم الذي سيأتي بعده. النموذج المحمدي نموذج توراتي يقتدي بمثال موسى النبي القائد الذي لا سلطة له على قومه إلا برضاهم وبتأييد من الله. أما الأدبيات الإسلامية المتأخرة فقد حاولت التنظير لمفهوم سمته الخلافة وهذا بدأ في العصر العباسي الثاني أي حين أصبح الخليفة في بغداد لا محل له من الإعراب في العهد البويهي ومن بعده السلجوقي. وأغلب التنظير للخلافة جاء بعد زوالها على يد المغول. أخيراً إذا أردنا طرح سؤال مثل "هل هناك نظام حكم إسلامي وما لقب الملك في؟" فإن هناك عدة أجوبة حسب المرحع الذي نعتمد عليه. القرآن سيعطينا مفهومين منفصلين هما النبوة والملك ولا إشارة إلى أن محمد كان كلاهما. السيرة وتاريخ الفتوحات ستعطينا جواباً آخر أي صراع بين الأمويين ومعارضيهم ومزاودات أدت إلى فكرة القدرية والحاكم الذي يأتي به الله ثواباً أو عقاباً وهو المفهوم البيزنطي. الشعر سيعطينا جواباً ثالثاً وهو أن لقب الخليفة الله أطلق على الأمويين وكانوا يحبون أن يسمعوه من شعرائهم يعني أنه لقب دعائي بحت وليس اللقب الرسمي. أما اللقب الرسمي فنجده على النقود، المرجع الرابع، وهو أمير المؤمنين ولا ذكر لأي خليفة. المنصور سمى مدينته مدينة السلام وليس مدينة الإسلام وسمى قصه الخلد وليس قصر الخليفة أما دار الخلافة فهو أحد الضواحي المتأخرة لمدينة بغداد أي بعد الرصافة (بغداد في القرن الثالث على ما أعتقد كانت مؤلفة من مدينة السلام، الأرباض والقطائع حولها، ثم الرصافة وعسكر المهدي، ثم دار الخلافة. بدها بحث، وكرونة تحب الأجوبة السريعة والقاطعة. بدها بحث.
8 نيسان، 2017 - مراجع عن سوريا
Active Ahmad Nazir Atassi April 8, 2017 · Shared with Public Public Mohamad Alrabiuo updated his status. April 8, 2017 · في مرحلة الخمسينات والستينات كان في شغل حول سوريا والمجتمع كتير مهم ، وهذا الشغل ممكن التعرف عليه مثلا من خلال كتاب ريموند هينبوش " تشكيل سوريا الشمولية " والمراجع التي اعتمد عليها . مع الثمانينات تراجع هذا الشغل كثيرا وهذا أدى إلى أن تحدث فجوة في إكمال هذا العمل لكن لاحقا ادرك الباحث الغربي الهامش المتاح له للعمل وهو ما أدى إلى أن تكون هناك موجة ثانية من خلال التركيز على الاسلام الرسمي مثلا ( مثل اعمال انابليه بوتشر ولاحقا بيريه وليف ستينبرغ ) او على مظاهر التدين مثل الحجاب ولباس الدمشقيات ( كريستا سالامنتا وليلى هيدسون ) او على تاريخ الريف وتحولاته او على مستوى مدينة حلب ( جان كلود دايفيد وتييري بواسييه) او على مستوى تحولات المشهد السياسي ( رايموند هينبوش ، ستيفان هايدمان ، ليزا وادين ) او ما تم تقديمه في مؤسسات ومعاهد غربية مثل المعهد الفرنسي بالاضافة الى اسماء عديدة أخرى لم تتاح لي فرصة الاطلاع على أعمالهم. المهم من هذا الكلام ان هذه الاسماء اسست لشغل كتير جيد رغم اهمال الساحة السورية نتيجة الظروف الأمنية والمراقبة الشديدة لعمل الباحثين ، اضافة الى عدم وجود برامج في الجامعات الغربية حيال سوريا . لكن الاشكال بقي ان هذا الشغل لم تكن هناك ظروف وامكانيات او حتى رغبة جادة لدى الباحث السوري للتعرف عليه ، ومن ناحية ثانية هذا الشغل ما عاد قادرا اليوم على تقديم إجابة حول سوريا ما بعد ٢٠١١ او بالأحرى هكذا ظن الباحث السوري الذي نظر الى الثورة وكانها تجب ما قبلها لكن بنفس الوقت لا يمكن وفقا ( لتييري بواسيه) القطيعة معه او عدم الإلمام به . مع ذلك تم اهمال هذا الشغل ، نتيجة كسل معرفي من قبل المؤسسات البحثية وعدم الرغبة بتبني اجندات وبرامج بحثية جديدة ، وهذا الكسل اليوم ما زال سائدا رغم انطلاق موجة جديدة ثالثة من الدراسات حول سوريا ما بعد الحرب خاصة على مستوى دراسة الشبكات الاجتماعية والفاعلين المحليين الجدد الذين تشكلوا بعد الحرب ( واعطي هناك مثالين الاول شغل خضر خضور في كارنيغي حول الوسطاء المحليين الجدد ، وشغل توماس بيريه حول الشبكات السلفية الجديدة ) ورغم كل هذا التراكم من الخمسينيات الى يومنا هذا ما زالت مؤسساتنا البحثية السورية في اسطنبول غير مكترثة به( وما زالت المقاربات التقليدية ذاتها ) كما ما زالت تصر على دراسة سوريا دون الاستفادة من الأدوات والملاحظات العميقة اللي قدمتها الجهود السابقة او احداث برامج جديدة ، وللاسف هذا يضعف من فرص تأسيس تراكم جاد حول سوريا ما بعد الدولة العثمانية ، ولا يؤسس لباحث متخصص وانما لباحث مناسبات واحداث .