الإمبراطورية الأمريكية

من Wiki Akhbar
نسخة ١١:٠٦، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٩ للمستخدم Aatassi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'=26 شباط، 2016، تجارب الحفاظ على الإمبراطورية الأمريكية= عندما تنشأ إمبراطورية ما فإن أهلها يتع...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

26 شباط، 2016، تجارب الحفاظ على الإمبراطورية الأمريكية

عندما تنشأ إمبراطورية ما فإن أهلها يتعاركون على كيفية الإبقاء عليها وعلى إمتيازاتهم وليس على وجودها أو عدمه. قلنا أن جماعة الإتحاد والترقي الأتراك لم يعلنوا إنهاء الخلافة لأنهم ضد الخلافة العثمانية وإنما لأنهم رأوا أن الخلافة لا تحافظ على الإمبراطورية. واليوم في الإمبراطورية الأمريكية لا يتجادل السياسيون والباحثون وصناع القرار حول وجود الإمبراطورية وطغيانها وإنما يتصارعون على الطريقة التي يرونها مثلى لبقاء الإمبراطورية وتطويرها. لذلك قد تختلف تفاصيل السياسة الخارجية من رئيس إلى آخر ومن جيل إلى آخر لكن في النهاية غرضها الوحيد هو إستمرار الإمبراطورية. طوال الأسبوع الماضي والذي قبله تناقشت مع أصدقاء عما يحصل في سوريا وعن تفسير السياسة الأمريكية. واليوم قرأت بعض المقالات القديمة من التسعينات عن السياسة الامريكية في الشرق الأوسط. يا أصدفائي لا يمكن فهم هذه السياسة إلا من منظار الحفاظ على الإمبراطورية وتوسيع نفوذها وتمكينها في المناطق والمجالات التي لم يكن لها وجود مسبق فيها. بالنسبة لأمريكا لم يتغير شيء بعد الحرب الباردة لأن الحرب لم تكن ضد الشيوعية وإنما كانت لحماية الإمبراطورية وهذه مهمة لا تزال قائمة إلى أن تزول الإمبراطورية بقدرة قادر. لذلك أنا مصر على رأيي: ليس من مصلحة أمريكا تمكين روسيا من الإنتصار المطلق في سوريا. أفضل حل لأمريكا هو شيء مشابه للفيدرالية في العراق. هناك تقارير من التسعينات تنصح بتجزئة العراق وسوريا حسب محاور طائفية. وهذا ما سيحدث. لكن الحدود القديمة ستبقى. ما يهم أمريكا ليس الإستقرار وإنما حركة البترول وحركة رؤوس الأموال وأمن إسرائيل باعتبارها حليف ممتاز والدليل الإلهي عى تفوق المسيحية الأمريكية. قد يسترجع النظام حلب لكن الحرب في سوريا لن تنتهي بانتصار للأسد وبوتين وإنهاء وجود المعارضة المسلحة. سوريا ستبقى مقلقلة وستتقسم ضمن فيدرالية وستفتح أبوابها لرؤوس الأموال الأجنبية وسيشتري الخليجيون مزيداً من السلاح الأمريكي وستستمر إيران بإخافة السعودية وسيستمر الإرهاب بإخافة الشعب الأمريكي وستستمر الحياة السعيدة للإمبراطورية الأمريكية. هذه ليست إمبراطورية كما اعتدنا من الإمبراطوريات الأوروبية. المرحلة التوسعية الأمريكية جغرافياً إنتهت مع إحتلال غرب نهر المسيسبي. الإمبريالية الأمريكية إقتصادية بحتة وتؤمن بمناعتها لبعدها الجغرافي ولذلك فهي لا تهتم للتبعات الإقليمية لسياساتها وإنما تركز على التبعات العالمية. عدم الإستقرار يقلق الأوروبيين وليس الأمريكان. ما يقلق هؤلاء هو توقف البترول وتوقف الكاش الخليجي وتوقف مبيعات السلاح وتوقف حركة رؤوس الأموال الأمريكية. الحروب مفيدة لهم لأنها تفتج أسواق السلاح والإعمار والتدخل وخاصة في الجيش, لا تهتم أمريكا بمن يحكم ما دامت على علاقة مباشرة بالجيشكما في العراق. وفي سوريا لن تفرط أمريكا بالفرصة وتعطيها لروسيا.