القدرة، السلطة

من Wiki Akhbar
نسخة ١١:٠٤، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٩ للمستخدم Aatassi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'=2 شباط 2016، تفاوت مستويات القدرة= الوجود الإنساني مليء بتفاوت مستويات القدرة (power difference). المجت...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

2 شباط 2016، تفاوت مستويات القدرة

الوجود الإنساني مليء بتفاوت مستويات القدرة (power difference). المجتمعات البشرية أيضاً تقوم على تفاوت القدرة. إنسان يملك أكثر من آخر أو أذكى منه أو له مكانة أعلى أو سلطة أوسع أو جسم أضخم أو صوت أعلى أو سيارة أكبر. ثنائيات الضعف لا تنتهي: رئيس ومرؤوس، قوي وضعيف، سيد وعبد، مستبد ورعية، قائد وتابع. دراسة أشكال تفاوت القدرة هو أساس الأفكار الحديثة في العلوم الإجتماعية اليوم. وكلما تعقدت المجتمعات وزادت بنيات الحكم والإدارة تعقيداً كلما تضخمت تفاوتات القدرة وتعددت. الإنسان في النهاية يحس أنه ضعيف وعاجز. وهنا يأتي الدين الأخلاقي ليترجم هذا الضعف والعجز على المستوى الأخلاقي فيصبح الإنسان مذنباً بالفطرة وعليه الإستغفار والتوبة ليل نهار. علاقة الرب بالإنسان قائمة على تضخيم هذه التفاوتات. الدين مرآة للمجتمع. وهذا تماما ما يعمل عليه رجال الدين. وعندما يتحرر الإنسان من أحد قيود تفاوت القدرة يغير الدين الرواية ليعيد الإنسان إلى حالة الضعف والعجز والتبعية. مسيحية القرون الوسطى كان لها رب منتقم مثل رب المسلمين. اليوم المسيحية تعتمد خطاب الحب لكن الإنسان يظل الطرف التابع والأضعف لأن الرب متفوق أخلاقياً لا بل إنه أعطى حياته لإنقاذ الناس من الذنوب. الإنسان بطبيعته مذنب وفاسد لكن الرب يريد إنتشاله من ربقة الذنب لأن الرب رحيم ومحب، هكذا. هذا ما جاء به إبني الكبير اليوم من مدرسته. قلت له إن الأديان تتعدد لكن المؤدى واحد وهو تكريس عجز الإنسان وإحساسه بالضعف والخطيئة المتأصلة والأبدية. قلت له إذا كان هناك رب فإنه سيساعدك أما الخطيئة فست بحاجة إليها إنها من الأفكار القديمة البالية التي لم يعد الإنسان بحاجة إليها لأنه أصبح يفهم وبالتالي فهو أقوى. لا أعادي الأديان وأعتقد أنها يمكن أن تكون تحريرية لكن أديان تكريس العجز وتفاوت القدرة من أجل إخضاع الإنسان لا حاجة لي بها.