التمييز
18 كانون الأول 2019، التمييز الإيجابي
Barack Obama: Women are better leaders than men
للتوثيق: ملاحظة موفقة جدا حسام الدين درويش. كنت منذ عهد ليس بالبعيد لا آبه بالتمييز الايجابي واعتقد انه مجرد ردة فعل على التمييز السلبي. وكما قالت السيدة هبة مرقص فان المسألة من ناحية عملية هي مسألة امتلاك القدرة والسلطة وليست مسألة امتلاك الافكار والنوايا التمييزية. لكنني ومن خلال ملاحظتي للايديولوجيا النسوية والافريقية وجدت ان التمييز الايجابي هو تماما التمييز السلبي لكن في حالة انتظار للحصول على السلطة. بكلمات اخرى، الذين يناضلون ضد التمييز السلبي لا يناضلون من اجل كسر منظومة التمييز وانما يناضلون من اجل امتلاك السلطة. وبالتالي فإنهم يعتمدون خطابا تمييزيا معاكسا يحقر الجاني ويسلبه قوته ليعطيها للضحية. وهكذا وعندما تحصل الضحية على السلطة فانها تنتقل مباشرة الى موقع الجاني والمتسلط مسلحة بخطاب تمييزي جاهز يستخدم نفس الصور والمفاهيم لكنه يغير اسماء الفاعلين فقط. مثلا، كثير من النسويات يعتقدن ان المشكلة تكمن في عدم المساواة مع الرجل. وبالتالي فإنهن يطالبن بنفس سلطة الرجل ويستخدمن ادعاءات مماثلة لادعاءات الرجل لكن معكوسة القطبية، اي تصبح النساء قياديات وجريئات وعنيفات وعقلانيات وكل ما يحتكره الذكر في منظومة التمييز. يعني يطالبن بان يصبحن رجالا او ان يعرفن الانوثة بشكل مختلف عن الرجل لكن صفات تلك الانوثة تصبح صفات متفوقة وسلطوية تماما كما كان تعريف الذكورة. وهكذا عندما يستلمن القيادة او يملكن السلطة فانهن يفرضن منظومة تمييزية ومتعالية مشابهة للمنظومة الذكرية واحيانا كثيرة بنفس افكارها. هؤلاء يعتقدن بانهن يناضلن ضد الذكر وضد ذكور يعرفنهن شخصيا. لكن الحقيقة هي ان النظام الذكوري هو فقط نظام تفاوت سلطة يفرض تعريفي الذكورة والانوثة بغض النظر عن جنس من يحمل هذا اللواء او ذاك. انه ليس نظام رجال وذمور وانما نظام قمع يفضل صفات يعتقد انها موجودة في الرجال. اذن التمييز الايجابي مهم جدا لانه العنصرية القادمة وليس نسيان العنصرية.