فقه اللغة والمصطلحات
محتويات
8 أيار 2018، مراجعة الإرث اللغوي للنهضة العربية
عندي مشروع مراجعة الارث المفهومي واللغوي لما يسمى بالنهضة العربية ومن بعدها فترة الاحزاب. اعتقد ان جل مفاهيمنا المجتمعية والسياسية واللغوية تعود الى تلك الفترة التي كانت مفيدة لكن اصبح من الضروري تخطيها. مفاهيم مثل الاسلام دين ودولة، التمدن، التخلف، الحضارة، الامراض الاجتماعية، الشرق، الغرب، الاصلاح، المصلح، المثقف، المتنور، وطني، عميل، زعيم، جمعية، حزب، السياسة، الدولة، الاستعمار، المؤامرة، الماسونية، طبائع الاستبداد، الاخلاق العربية، الحضارة الاسلامية، التاريخ الاسلامي، الفن الاسلامي، الفلسفة الاسلامية، الامة، العروبة، اجدادنا العرب، اقلية، حقوق الاقليات، القومية، العدالة الاجتماعية، دستور، الشريعة الاسلامية، تنمية، تصنيع، برجوازية، اقطاعيين، ابناء جلدته، علمانية، اشتراكية، الخلافة العثمانية، الخلافة الاسلامية، الطائفة، الطائفية، الظلم، العدالة، الاثرة والايثار، جابر عثرات الكرام، القناعة كنز لا يفتى، المعلقات، الشعر الجاهلي، عصور الانحطاط، النهضة، القضية، الملتزم، الفن الملتزم ... كلها مفاهيم بحاجة الى مراجعة ونقد. حتى اللغة العربية التي اخترعوها وترجموا اليها وكتبوا بها بحاجة الى مراجعة واعادة بناء.
DrAli Asaad
جهد نوعي بلاشك لأنه دليل على سعيك للتحرر وتحرير الآخر من أسر المفاهيم والمصطلحات التي تسيطر علينا. عندي سؤال لو سمحت: على أية قاعدة معرفية أو منطلق فلسفي ستقف في مراجعتك هذه أو عملية إعادة البناء التي ستقوم بها؟
Ahmad Nazir Atassi
ليست عملية تحرير وانما مراجعة. لا يمكن للانسان الافلات من الايديولوجيا، لكنه يمكن ان يؤقلم الايديولوجيا مع الواقع والتطلعات الجديدة. من اجل النقد يمكن استخدام بارادايم مجتمع المواطنة ودولة الخدمات والمؤسسات، بدل مجتمع العشائر والعائلات المتنافسة، ودولة السلطان والخليفة. البحث المعرفي المستقل عن اجندات دول مثل دول الخليح. المنهجية في البحث والتصحيح المستمر بناءا على الواقع كما هو وليس كما يجب ان يكون. نقج اسقاطات القومية والسياسىة الاسلاموية على التاريخ. ماعندي مشروع اعادة بناء وانما تحليل ونقد. البناء جهد جماعي وليس نخبوي مفروض من فوق.
حسام الدين درويش
لدي الميل والتوجه إلى التركيز على التحليل المفاهيمي، وهناك احتمال أن أشتغل على مفهوم العلمانية والمفاهيم المتصلة به في السياقين الغربي والعربي منذ عصر النهضة. سلامات
Ahmad Nazir Atassi
دائما اصطدم باللغوي مع ان القصد هو المفاهيمي. العلمانية، منذ عصر النهضة، هذا مشروع معتبر. اعتقد ان الكتابة المسيحيين في عصر عبد الحميد استخدموا للعلماني في معرض تبريرهم رفض السياسة الحميدية باسم المساوة في الحقوق، لكني لا اعتقد انهن كانوا علمانيين انفسهم فقد شرطوا مواطنتهم بهويتهم.
معاوية الصباغ
رأي شخصي: لاتضيع وقتك لأن هذه منتجات آخرين في عصرهم فلهم ماأنتجوا وليس لنا من هذه المنتجات إلا تسطير كتب التاريخ ستقول لي ولكن يوجد من يحييها ويتبناها بعصرنا الحالي ويبني أعمالا عليها جوابي: تفضل واستثمر جهودك بإيجاد البديل المعرفي المناسب للحاضر ويؤسس للمستقبل وإذا أردت البدء بمشروع فليكن مشروع تنمية معرفية بناء منظومة معرفية جديدة هو الحل وهو العمل الصعب أما مراجعة القديم فهو أمر مقدور عليه وهو كالحراثة في بحر مالح لايبنى عليه تنمية وستضيع وقتك وعمرك بالصراع مع الآخرين تفضل أجب على الأسئلة التي تفيد الإنسان الحالي وستجد أنك بدأت تنتج مفاهيم جديدة وتضع مصطلحات جديدة وليكن المنطلق متطلبات الواقع الحالي مثلا سوريا لازالت كلمة ليس فيها مضمون حقيقي
Ahmad Nazir Atassi
الإهتمام بهذا الموضوع ليس لأني مهتم بالتاريخ، وإنما لأن هذه المفاهيم تأسست في ذلك الوقت ولم تتطور من حينها. البناء لا يكون بأن تقول للناس أنتم غلطانين وهذا هو الصحيح. يجب أن تحلل أولاً وتدخل في نقاش، ثم عملية البناء تتبع بنفس الطريقة أي نقاش. لا أستطيع أن أقول لهم أنا أعرف أكثر منكم وهذا ما يجب أن تفعلوه
Ahmad Nazir Atassi
المعايير العالمية هي معايير غربية. لكن ما مشكلة. يمكن أن نقبل بها على انها معايير كونية. سنعلم أطباء ومهندسن وحرفيين وسنرفع عدد الأسرة في المشافي وسنمحو الأمية وسنزيد تنافسية منتجاتنا وسنزيد عدد الكتب المطبوعة وسنزيد عدد المسارح. لكن من سيفعل كل هذا؟ هل المجتمع وحده سيقرر أن هذا هو الطريق وسيبدأ العمل ببناء الجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة ودور السينما؟ نعرف ماذا سندرس في قسم الفيزياء والهندسة لكن ماذا سندرس في قسم السوسيولوجيا وقسم العلوم السياسية وقسم الفلسفة وقسم الدراسات الدينية وقسم التاريخ وقسم الموسيقا؟ هل كلية الشريعة هي نفسها كلية الدراسات الدينية؟ أي تاريخ سندرس وماهي الدروس التي سنستخلصها؟ أية علوم سياسية سندرس؟ أية نظريات سوسيولوجية؟ من سيقوم بحفظ الأمن، من سيجمع الضرائب، كيف سننفق الضرائب، هل نحتاج إلى رئيس؟ هل نريد الفقيه ليقود الدولة أم رئيس؟ هل الدولة علمانية؟ من هي الاقليات، هل نعترف بحقوقها؟ أية لغة سنستخدم في الدولة والمدارس؟ هل سنعاقب المفطر في رمضان؟ هل سنطبع الكتب الدينية فقط أم الكتب البحثية العلمية أم الروايات، ما هي الكتب المفيدة؟ هل سنعلم الطلاب المعلقات أم أشعار بودلير؟ من قال أن الماضي مرير، تفرج على المنجزات العظيمة للتاريخ الإسلامي؟ لكن لحظة، هذا ليس تاريخاً إسلامياً إنه تاريخ الجميع؟ ولماذا لا يقرر الاكراد مصيرهم والعلويون مصيرهم والحلبيون مصيرهم؟ لماذا حدودنا كما هي الآن وليس إلى البصرة وأنطاكيا؟ هل نريد طبيبات أو أطباء ذكور؟ كم عددهم؟ من سيدخل كلية الطب وكيف نحدد هذا؟ من سيضع مناهج الجامعات الخاصة؟ هل النقابات مرتبطة بالدولة؟ هل نمنع أكلة الكبة المشوية لأنها تضر بالصحة وترفع الكلستيرول؟ ما هو تعريف البناء لاأثري وهل نحافظ عليه؟ كم من ميزانية الدولة يذهب إلى الدفاع؟ هل قضية فلسطين مهمة، هل نعمل علاقات سياسية واقتصادية مع إسرائيل؟ لماذا علينا أن ننتسب إلى الأمم المتحدة؟ هل منظمة التجارة العالمية مفيدة لنا؟ هل نفرض حجاب المرأة أم نتركه لقرارها الشخصي؟ إذا ضربها ابوها أو زوجها على نزع الحجاب هل تعاقبه الدولة؟ هل هي قضية حق عام أم حق خاص؟ ماذا سنعرض في دور السينما، من يحدد المشاهد الكسيئة والمشاهد غير المسيئة؟ هل نترك الباحثين يلعبون بالجينات على كيفهم؟ هل يمكن أن نصنع جنين في حاضنة؟ هل نحافظ على قانون ملكية الاراضي؟ هل النظام الرأسمالي الأوروبي أحسن ام الراسمالي الأمريكي؟ لماذا نعطي ضماناً صحياً للجميع حتى العاطلين عن العمل؟ كم نسبة الضريبة من دخل الفرد؟ هل سنفرض الجزية على المسيحيين؟ ما هي حرية التعبير وأين حدودها؟ اعطني قياسات معيارية لكل هذه الاسئلة وأنا ساتبعك إلى المريخ.
8 أيار 2018، الوطنية
"هذا وطني"، "شب مثقف وطني"، "مناضل وطني" هذه كلمات لا زال نسمعها في الأحاديث السورية. لكن استخدامها كان أكبر عند آبائنا. كل مذكرات وكتب عن تاريخ سوريا تعج بمصطلح وطني، وحتى الكتابات العثمانية فيها الكثير من استخدام الوطن، والوطنية، والوطنيون. "الدين لله والوطن للجميع" هذا شعار معروف من عصر ما يسمونه النهضة العربية؛ "موطني موطني"، نشيد معروف وانتشر كثيراً منذ بداية التظاهرات وهو لا يزال يؤثر في الناس. "هذا عميل وخائن"، "بيقبض"، "ما وطني". هذه مصطلحات مرتبطة لكنها ليست بالضبط معاكسة. فماذا يقصدون بهذه المصطلحات؟ والأهم من ذلك لماذا يستخدمونها وأين وكيف؟ وكيف يجب أن نفهمها. "الوطن" مصطلح أيديولوجي كحال معظم المصطلحات التي نستخدمها يومياً وخاصة في الشأن العام. أعتقد، وبحاجة إلى مزيد من البحث، أن أول استخدام للمصطلح لم يكن في الأدبيات العربية وإنما في الأدبيات العثمانية التركية. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر صعدت تيارات فكرية تريد حماية الإمبراطورية العثمانية من التدخل الخارجي والأزمات الداخلية التي بدات تتكاثر. بعض هذه الافكار كان عند النخبة الحاكمة وبعضها كان عند تيارات معارضة، لكنها جميعها استخدمت مصطلح الأمة القومية وأرض الأجداد (أي وطن) وأرض الدولة (أي وطن) التي تمثل الأمة، وهي مصطلحات كانت رائجة وقتها في أوروبا أيضاً (لم يكن العثمانيون وراء الركب، أي متخلفين، بل كانت تصلهم الأفكار أولاً بأول). ظهرت عدة مشاريع لتحقيق الأمة والدولة الممثلة لها، التنظيمات العثمانية استخدمت هذه المصطلحات، السلطان عبد الحميد كان عنده مشروع، تركيا الفتاة، لجنة الإتحاد والترقي، العرب المسيحيون، اليونان، وكل شعوب البلقان كان لديها تصورات محتلفة عن هذا المشروع. ثم جاء الاوروبيون أثناء الحرب العالمية وفرضوا مشروعهم الخاص. في حالة سوريا كان هناك معارضة للوجود الفرنسي (ليس من الجميع) وللمشروع الفرنسي (ليس من الجميع)، لكن السوريين لم يتفقوا يوماً على تعريف الوطن والأمة والدولة. وبعد الإستقلال تابعوا صراعاتهم ليس على أمور يومية فقط بل كذلك على أمور وجودية مثل الوحدة مع العراق، الوحدة مع الأردن، الوحدة العربية، الدولة الليبرالية، الدولة القومية، الدولة الإشتراكية. يمكن القول أن السوريين كانوا يتصارعون على مشاريع تعريف الدولة وليس على بناء مؤسسات الدولة. وهنا يكون مدخلنا إلى مصطلح "وطني" الذي استعاره السوريون من الأدبيات العثمانية. وعندما سقطت الإمبراطورية العثمانية ولم يعد ممكننا المساواة بين وطني وعثماني، وانزاح المعنى ليشمل معاداة الإنتداب. يعني "وطني" = معادي للإنتداب. لكن ما هو عكس الإنتداب؟ لا أحد يعرف. عكس الإنتداب لم يكنا "وطناً" واضح المعالم وإنما مشاريع متنافسة. إذن "وطني" بعد الإنتداب كانت تعني "مناصر لمشروعي" عن الدولة والوطن. ومن هنا يأتي الإلتباس. أولاً الغالبية اتفقت أن مناصرة الدويلات التي خلقتها فرنسا تعني "غير وطني"، وهذا جعل وضع بعض العلويين ملتبساً وحتى بعض الدروز. أما المناصر لدولة مستقلة في لبنان فليس "غير وطني" لأن الجميع قبل بمشروع لبنان الفرنسي. إذا اعتقدت أت سوريا يجب أن تتحد مع العراق فأنت وطني، وإذا أردت الإتحاد مع الأردن فأنت وطني، وإذا طلبت الإتحاد مع مصر فأنت وطني، وإذا شاركت في ثورة الكيلاني في العراق فأنت وطني، وإذا شاركت في حرب فلسطين فأنت وطني، وإذا شاركت في حرب الجزائ فأنت وطني، وإذا عملت إنقلاب دعمته فرنسا فأنت وطني، وإذا عملت إنقلاب دعمته أمريكا فأن وطني، وإذا أخذت دعم من السعودية فأنت وطني، وإذا خضعت لتعليمات الإتحاد السوفياتي فأنت وطني، وإذا أردت دولة إسلامية فأنت وطني، وإذا اردت دولة إشتراكية فأنت وطني. لكن في كل حالة أنت "وطني" من نوع مختلف، وحسب مشروع مختلف للأمة والدولة. كثرة استخدام "وطني" لم تكن دليلاً على تزايد وطنية الناس وإنما دليلاً على تزايد المشاريع المتضاربة. فأنت وطني إذا كنت من جماعتنا وعميل إذا كنت من جماعة أخرى. نلاحظ أن المخالف في الراي ليس معارضاً وإنما عميل وغير وطني ويقبض من الخارج. العمل السياسي في سوريا لم يكن من أجل بناء مؤسسات وإنما من أجل تعريف من هو وطني ومن هو عميل، والكل كان يتلقى دعماً من أطراف خارجية. لذلك فإن تهمة عميل كانت رائجة فالكل عميل، لكنك تريد العميل من جماعتك "اي الوطني" وليس العميل من جماعة معادية "أي العميل الحقيقي". واليوم عدنا إلى نفس الماساة. سوريا ليست بلداً وإنما مشروع بلد ولذلك ليس هناك سياسي أو معارض بل "وطني" و"عميل". وبالطبع الكل سارع إلى الإستقواء بالخارج كما كان السوريون يفعلون منذ الإستقلال وحتى قبله. واليوم هناك معضلة حقيقية: بما أن ثورتك فشلت في إقامة دولة جديدة فكيف تكون وطنياً إذا كنت رافضاً للدولة القائمة. أنت أصبحت مثل الفلسطيني، أي تنتمي إلى شيء غير موجود (دولة سورية جديدة ومختلفة). وفي أحسن الأحوال أنت تنتمي إلى أرض لا تعيش عليها. أنت تقول أنهم مستوطنون وهم يقولون أنك غير وطني ويسحبون منك جواز السفر. هذه معضلة حقيقة لا أعرف كيف أحلها أو كيف سيحلها ملايين السوريين. لا تزال سوريا مشاريع متنافسة، وكلمة "وطني" لا تعني شيئاً محدداً. إلى من سأل لماذا نتكلم عن الماضي ولا نلتفت لبناء المستقبل، هذا جوابي: أعطن تعريفاً لوطني أو سوري يشترك فيه الجميع دون أن تحل مشاكل التاريخ (يمكن أن تضع نقطة بداية التاريخ حيث تريد). يمكن أن تقول، نعرّف سوريا الجديدة ويكون الوطني من ينتمي إليها. بالطبع هذا هو الجواب البسيط لكن أي سوريا، أي مشروع، كيف سنتفق عليه.
8 أيار 2018، مصطلح الأمراض الاجتماعية
ما الغرض من مناقشة مصطلح مثل الامراض الاجتماعية. هل عم اعطي خطبة مثل خط راتب النابلسي، ام عم احكي سياسة، ام عم اتفلسف حيث لا توجد فلسفة. تحدثت سابقا عن نقد مصطلحات ما يسمى بعصر النهضة العربية وما تلاها من عصر الاحزاب. كتاب عصر النهضة نظروا الى انفسهم كمعلمين للمجتمع. وكانوا في ذلك يتفاعلون مع اهم موضوع في تلك الفترة، اي ماذا نفعل بالتحدي الذي يفرضه علينا الغرب من كل الجهات، لغويا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا .... الخ. كيف نرد، هل نتبع هديهم ام نصر على ما نحن عليه. من الواضح انهم اقوى منا واننا هزمنا على كل الصعد وان التدخل الغربي يخترقنا يمينا وشمالا. فما هو الرد المناسب، عما ندافع، وبماذا نحتفظ. مدارس الارساليات في كل مكان، البضائع تغزو الاسواق، الاسلحة الجديدة مخيفة، الافكار معقدة وتتولد كل يوم، الناس مبهورون، الغربيون يتهموننا بالتخلف بالقياس الى تقدمهم، وهم يهاجمون ديننا ويعرفون عن تاريخنا اكثر مما نعرف ويدرسوننا كما يدرس العالم الطبيعة. اذا اعترفنا بالهزيمة فيجب ان نزيد قوتنا ومناعتنا، وربما يجب ان نعرف سر قوتهم وغلبتهم، وربما يجب ان نكون مثلهم. كان رجل الدين هو الطبيب الاجتماعي، يقول لنا ان القهوة من عمل الشيطان وان السيجارة من المنكرات واننا ننهزم بسبب ابتعادنا عن الدين واقترافنا الذنوب، وعندها نعرف كيف نصلح احوالنا. اليوم حتى اهل السلطة والمال يرسلون اولادهم الى مدارس الارساليات ومن ثم الى الجامعات العلمانية. اصبح المتعلمون في هذه المدارس والجامعات موظفي دولة وافندية واصحاب نفوذ. وظهر كاهن جديد اسمه المثقف المتنور. درس في الكليات الغربية وعرف العلوم الحديثة واصبح هو الطبيب والمصلح الاجتماعي. هؤلاء لا يشخصون الحالة بالادوات الدينية وانما بالادوات العلمانية العلمية الحديثة. واعتقد ان مقولة الامراض الاجتماعية هي من تشخيصات مشعوذي التنوير وكهنة الحداثة. عمامتهم طربوش، وكتابهم المجلة، ولغتهم مترجمة، وانبياؤهم فلاسفة اوروبيون مثل رينان. يكتبون موسوعات ويتبادلون المقالات في المجلات ويؤسسون الجمعيات ويتراسلون مع العالم الاخر وملائكته من المستشرقين ويترجمون اخر الابحاث في تاريخنا الذي يسمونه بالتاريخ الاسلامي، وبدؤوا حديثا تاسيس المدارس والاكاديميات اللغوية وطباعة كتب التراث التي حققها الغربيون في بولاق وبيروت واسطنبول. وزاروا اوروبا وتعرفوا على ما يسمونه الحضارة او التمدن. فهل فعلا شخص المتنورون امراضا اجتماعية حقيقية، وما معنه هذا المصطلح، ام شخصوا ذنوبا ككهنة الدين وزعموا ان ارباب الحضارة غاضبة علينا وتريدنا ان نتوب.
12 حزيران 2018، مفهوم المنهجية بدلًا من العقلية
انا من الرافضين لمفهوم مثل العقل العربي او العقل المسلم لانه يوحي الجمود والحتمية واللاارادة. لكن ردود الافعال السلبية على المفهوم تزول اذا استخدمنا مصطلح منهجية في التفكير، او ما افضل تسميته بالعقلية، فالمنهجية توحي الاداة التي قد يختارها المرء او يتركها. الربط بين المنهجية وصفة عربي او مسلم ربط تعسفي، فلا كل ما هو عربي او مسلم يحمل او يستخدم هذه المنهجية. لكنها منهجية موجودة في التحليل والبحث الفكري. هذه المنهجية تقوم على التجميع، اي تكتفي بالنقل، نقل من القدماء وعرض لارائهم جنبا الى جنب دون اية محاكمة جدية. او ان المحاكمة تعتمد على محاولة تصنيف ومناغمة ما تم جمعه. ولا غرابة ان العربية الحديثة تجمع بين كاتب ومؤلف كمترادفات، وما هما بذاك. الكاتب يخترع ما يكتبه والمؤلف يجمع النصوص ويؤلف بينها، اي يحاول مناغمتها وتصنيفها. يبدو اننا نتعلم هذه المنهجية في المدرسة وخارجها، لانها منتشرةومعممة عند كثيرين من مستويات معرفية متفاوتة. التخلص من هذه المنهجية اخذ مني جهدا واعيا كبيرا ولا ازال اخشى الوقوع فيها. واني اراها عندما اتصفح المقالات والكتب العربية وحتى البوستات على الفيسبوك. لا اريد ان انتقد اشخاص او كتابات معينة وانما اريد ان احلل المنهجية. اولا لا علاقة لهذه المنهجية بالدين، وان كانت منتشرة بكثرة في بعض اصناف الادبيات الدينية مثل الحديث والتفسير. وهي ايضا منتشرة في الكتابات التاريخية والسير والتراجم والادب القديم. من المزعج حقا قراءة كتاب بثلاثمئة صفحة ليس فيه من الكتابة الا توليف مواد اقدم، مرفقة ببعض الاراء التي لا ترقى الى صفة النقد المنهجي. بشكل عام النقل في العصور القديمة كان يشغل جل وقت الدارس. لم تكن الطباعة موجودة لتحرر الدارس من حفظ مقالات القدماء في الذاكرة عن ظهر قلب. اغلب الدراسة كانت حفظا لما قاله الاولون من النسيان. ومن هنا جاءت قدسيه بعض النصوص القديمة. افضل مثال لهذه المنهجية في تحصيل المعرفة والدراسة هو دراسة الاحاديث والتواريخ والاخبار. العنعنة والاسناد يخدران العقل، والحديث او الخبر مكتفي بذاته وهو خارج اي سياق تاريخي او ثقافي بالمعنى الواسع. لقد كان لصعود اهل الحديث في القرنين الهجريين الثاني والثالث اثر كبير في نشر هذه العقلية. ولا غرابة ان المحدث احمد بن حنبل كان من اوائل من عطل العقل بوجود النقل. ادرس اهل الحديث منذ اكثر من عقد ونصف من الزمن. لا ابالغ اذ اقول انهم من اقل من درست معرفة وعلما ومنطقا ومعرفة بالعربية. وياتي بعدهم المؤخون وكتاب التراجم الذين كانوا غالبا من المحدثين. من المفيد الاشارة الى هذه المنهجية كما نستعملها اليوم، وصفها، وتحليلها وابراز عقمها وتخطيها الى منهجيات علمية اكثر انتاجا وافضل نتائجا.
11 كانون الأول 2018، معجم الدوحة التاريخي للغة العربية
جهد ممتاز ومشكور. كنا نتمنى معجم تأصيل لكن هذا يأتي إن شاء الله. نتمنى فتح باب للتفاعل مع الجمهور. معجم الدوحة التاريخي للغة العربية
13 كانون الأول 2019، توسيع الأبجدية العربية
تعقيبا على البوست الهام جداً أدناه للصديق حسام فإني أريد أن أروج لفكرة قديمة تراودني بين الحين والآخر. يجب توسيع الأبجدية العربية وتصميم كيبورد عربي جديد لسد الحاجات التالية: 1. هناك ألفاظ نحتاجها ليس لها مقابل في العربية لكنها تدخل مع الكلمات الأجنبية المقتبسة كما هي من لغات أخرى. مثل أصوات: p, v, g, french u or german u umlat or turkish u umlat; french e or german e umlat, or turkish o umlat; english ai or german a umlat 2. نحتاج كثيراً إلى كتابة كلمات أجنبية باحرف عربية مثل أسماء الاشخاص وأسماء العلوم والأدوية والآلات والأجهزة والتقنيات. اللغة اليابانية اخترعت أبجدية كاملة إضافية لكتابة الكلمات الأجنبية. وهذا يكون بإضافة أحرف للالفاظ المذكورة سابقاً أو تحوير بعض الحركات لتناسب الأحرف الصوتية القصيرة مثل o, e, وغيرهما 3. هناك ألفاظ في المحكيات نحتاج إليها عندما نكتب بالمحكية. وهنا يجب الحفاظ على صلة مع الحرف الأصلي. فمثلاً القاف الشامية المدينية يمكن أن تكون قاف قوقها همزة، والكاف العراقبة يمكن أن تكون كاف فوقها شين صغيرة، الضاد العراقية والخليجية والمغاربية يمكن أن تكون ضاد فوقها ثلاث نقاط أو أية إشارة أخرى. الياء المخففة (الإمالة) كما في قراءة عيسى وموسى القرآنية وهي اللفظ الاصلي للنبرة على الغالب. وكذلك القاف المنقلبة g، والجيم المنقلبة ياء، والقاف المنقلبة غين، والجيم المصرية واليمنية، والكاف المنقلبة تس أو تش 4. يجب أن تعامل الحركات كحروف لأننا فعلاً بحاجتها لتمييز الكلمات. مثلاً المبني للمجهول، اسم الفاعل واسم المفعول في الأوزان المزيدة، الافعال المشتركة بالجذر الثلاثي لكن المخالفة بالتشكيل، الظروف التي كلها منصوبة بتنوين الفتح. هذا عدا عن الذين يحبون استخدام علامات الإعراب. 5. إضافة مفتاح إلى الكيبور ينقل الكاتب مباشرة إلى الأحرف اللاتينية ويفتح حيز محدد بمستطيل لكتابة الأحرف اللاتينية ويغير اتجاه حركة مؤشر الكتابة ويقسم الجملة الطويلة بين الأسطر حسب قواعد متفق عليها. 6. النقطة العربية في آخر الجملة تقريباً غير مرئية ويجب إيجاد حل لها. في المخطوطات القديمة نهاية الجملة كانت نقاط مثلثة أو حرف نون مقلوب (تقريبا دائرة فيها نقطة). 7. بعض الفونط لا تخلق حيز للحركات منفصل عن الحرف فتندمج الحركة مع الحرف. يجب تصحيح ذلك. اقترح إضافة الحركة فوق نهاية الحرف وليس فوق منتصفه. 8. الفونط المائل في العربية غير مفيد لأن ميلانه ليس ملحوظاً دائماً. كما أن العربية بسبب اتصال أحرفها يمكن أن تكون مائلة بطبعها. لذلك يجب إيجاد أداة إظهار غير الإمالة. 9. التخلص من زر مخصص لـ لام-ألف، لام-مدة لأنها مركبة وتوفيرها كمركبة لا يختصر الوقت بل أحياناً معرقل لأت كتابة ألف-لام مركبة بالغلط يعني حذف حرفين وليس حرف واحد وبالتالي ضربتين على زر الحذف. 10. الأحرف مع نقطة مثل ح-خ، ص-ض، د-ذ، ط-ظ، ر-ز، ع-غ يمكن اختصار مقاتيحها من 12 إلى 7 أي إلى مفاتيح ح، ص، د، ط، ر، ع مع مفتاح للنقطة. وهذا يعطينا خمسة مفاتيح شاغرة نحن نحتاجها ويريحنا من مفتاح الذال الموجود في الطرف الأعلى اليسار والمزعج حقيقة. تواجد الحرف والحرف المنقوط المقابل له جنباً إلى جنب على لوحة المفاتيح لا يسرع الكتابة. بل على العكس يبطئها. وهذا متعمد لأن الآلات الكاتب بالمطارق كانت مصممة لتبطيء الكتابة حتى لا تتشابك المطارق. 11. يجب أن يقترح برنامج الكتابة تشكيل حرف الجذر الأوسط لأنه يفصل بين الافعال المختلفة المتشابهة الجذور (غالباً واحد منها فقط مستعمل بكثرة). ويمكن أيضاً إستخدام ! في أول الكلمة ويقلبها البرنامج مباشرة إلى مبني للمجهول أو أسم مفعول بالتشكيل المناسب لحرف المضارعة وللحرف الأوسط للجذر. 12. وحتى الكتابة بالعامية يمكن برمجة مفتاح واحد بحيث يحول كل الأحرب المنطوقة بشكل مختلف في العامية عن شكلها الفصيح. وويقوم كل مستخدم ببرمجة خياراته العامية بنفسه. 13. تصحيح الكتابة العامية أوتوماتيكيا بعد وضع قواعد لكتابتها: يدمج الكاتب الفعل مع حرف الجر أو حرف الجر مع الإسم فيقول: بعتلك بدل بعتت لك أو بعتّ لك، أو يقول عالشباك بدل على الشباك أو ع الشباك. يمكن الإتفاق على استخدامات مثل هالبيت للإشارة، رح أكتب للمستقبل، عم آكل للإستمرار. في الحقيقة يمكن الإتفاق على كتابة استخدامات مشتركة لكل العاميات. مثلاً حرف المضارعة الإضافية (باء في المشرق، كاف مكسورة في المغرب)، الإستقبال (رح، ح، باش)، الإستمرار (عم/عب، عمال، قاعد)، نون الجماعة في الأفعال (موحودة أو محذوفة)، نون النسوة في الأفعال (موجودة أو محذوفة)، الملكية (تبع، ديال، مال، حق)، الفعل المضعف (إستخدام الياء في التصريف مثل حبيت ومليت)، الهاء في المؤنث والجمع (كتابها/كتابا، كتابهم/كتابون)، النفي (ما بدل لا أو لم، أو إضافة الشين، في الماضي والحاضر)، تعطيل الجذم في الأمر أو إطالة حركة لام الفعل أو حذف الهمزة من المقدمة (كتوب بدل أكتب، إبكي بدل إبكِ)، عدم حذف حرف العلة في حالة النكرة (قاضي بدل قاضٍ)
حسام الدين درويش
هل من ضرورة/ سبيل لتوحيد الكتابة العربية لل g الأجنبية؟ فهل نكتبها: ج، أم غ، أم ك، أم ق، أم ماذا؟ وهل الكتابة العربية لهاتين الكلمتين هي الشائعة فعلًا: Telegram تيليجرام Instagram انستقرام ........ ذكرت مرة أنه حصل معي موقف طريف ومحرج، وكان سببه تعدد طرق الكتابة العربية للأحرف الأجنبية. فاسم الفيلسوف الألماني Kant يكتب باللغة العربية بأربعة طرق: كانط، كنط، كانت، كنت. وفي كتاب البكالوريا السوري القديم كان يكتب "كنت" أو "كانت" (لم أعد أذكر بدقة) أما في أحد كتب السنة الأولى في قسم الفلسفة فكان يكتب "كنط" أو "كانط" . وقد توهمت أن هذه الأسماء تعود على أشخاصٍ مختلفين، وفي إحدى النقاشات التي جرت في إحدى المحاضرات دافعت عن رأي "كنت" وانتقدت رأي "كانط". لحسن الحظ حينها لم ينتبه أحد إلى هذا الأمر، ومضت الأمور على خير 🙂. فرأفة بأمثالي الخطائين، ألا ينبغي التفكير في توحيد الرسم العربي للأحرف الأجنبية، الساكنة على الأقل؟ أنا خايف من فتح حساب على انستغرام، مع التفكير في فتح حساب آخر على انستجرام أو انستقرام ...!