التعليم في سوريا

March 17، 2017-القراءة

اول مشكلة تؤرقني لسبب ما هذه الايام هي كتب مادة القراءة والادب. لقد كانت من اسوا ما تعلمناه شكلا ومضمونا ومنهاجا. تعلمنا قراءة الكلمات لكننا لم نتعلم قراءة وتحليل النصوص والمقالات والادب. قرانا عن بطولات واخلاقيات زعموا انها عربية قحة وهي ليست الا اخلاقيات بدوية جاهلية قديمة. تعلمنا اشعارا قديمة قيمتها الفنية الوحيدة هي الايقاع حسب البحر والكلمات التي لم يكن حتى المعاصرون يعرفونها. تعلمنا شعر المناسبات والاشعار القومية لكن لم نتعلم الشعر الانساني. لم نقرا يوما مقالة علمية او صحفية ولم نقرا رواية او كتاب. لم نحلل النصوص ولم نتعلم منهجية الكتابة الواضحة والتفكير المنطقي. تعلمنا ان التاليف هو مجرد جمع من كتب التراث وان حفظ مفردات جديدة لا ينفع في شيء. اغلبنا لا يستطيع تسمية الاشياء بمسمياتها ولا يستطيع اختراع مفردة جديدة او تعبير جديد. لن اتحدث عن الخطابة والتحدث امام الجموع او على التلفزيون. اليس من المزعج ان احسن الخطباء هم الدواعش، طبعا خطابة قديمة لكنها خطابة.

Iyad Rayane إبن حلال نظير، من يومين كنت عم فكر بقصة الأعرابي يللي إجاه زائر ليلا، وكان عنده القليل من الطعام الذي لايكفي لإطعام عائلته والزائر، فطلب من أطفاله التصنع بالأكل، وترك الطعام كله للضيف!! هي "الأخلاق الحميدة" و"الكرم العربي" الأصيل يللي كنا نتعلمه بالمدارس!!

1 أيار 2018، تحية العلم في حمص

تلاميذ يقومون بترديد الشعار الصباحي وتحية العلم في مدرسة ناظم الأطرش في حمص

6 تشرين الثاني 2019، حول مشكلة التفكير والتعبير عند السوريين

بالطبع انتقدنا التوعية والمحاضرة والمثقف المتعالي، لكن اكيف اطرح الفكرة التالية دون تلقين: ١. فعلا فعلا المدرسة لم تعلمنا اية طريقة في التفكير غير الجمع والتوليف. ارى اولادي يتعلمون الطريقة العلمية وقواعد التفكير المنهجي منذ المرحلة الابتدائية. وهذا جعلني افكر كثيرا باننا نحتاج الى ادبيات تعليمية وادوات وامثلة. اتمنى احيانا ان اعيد تأليف كتاب القراءة او كتاب التاريخ او كتاب العلوم لكل الصفوف تحت البكالوريا. طبعا كتب القومية والتربية الوطنية والاجتماعية بدها رمي في الزبالة. ٢. شيء اخر لاحظته خلال السنوات الماضية في العمل مع السوريين، كثير منهم لا يجيدون كتابة ولو فكرة واحدة بنصف صفحة. ولا اعتي الهجاء وانما ترتيب الافكار في حجة منطقية. او محاولة دائما الرفض او تجميع مقولات من هنا وهناك مثل كتب الحديث والتاريخ القديم. الكتابة عملية مختلفة تماما عن عملية التواصل الشفوي. الكتابة تعيد قولبة العقل تماما. ولا اقول اني تعلمت الكتابة في المدرسة وانما تعلمتها في الجامعة اثناء الدكتوراه وغصبا عني. يقولون بان العقل الشفوي(ولا اعرف تماما ما هو، لكنه شيء قرأت عنه) له اسلوب مميز في الكتابة تشبه سرد القصة اي انه ينتقل بحرية من فكرة الى اخرى حسب المشاعر وليس حسب التسلسل المنطقي. وهذا نجده في كثير من الكتابات بالعربية وحتى نجده في القرآن (حسب فهمي له). ٣. ثم هناك الاسلوب الادبي العام والغائم والذي يلف حول الموضوع ولا يواجهه مجابهة ولا يسميه. كم مجموعة سورية كتبت في اعلان تأسيسها "نحن مجموعة من الشباب الثوري نسعى لخدمة الوطن"، وهذا سواءا كانت مجموعة اغاثية ام مجموعة سياسية ام مجموعة عمل. وكم بيان حزبي كتبزفي الستينات وتحسبه كتب البارحة بسبب الاحجام عن التسمية. حتى القرآن يقول "واذا قال لهم الناس ان الناس جمعوا لكم"، طيب من هؤلاء الناس؟ فقط اود ان ارضي فضولي على الاقل. لا تتركزالمعنى في قلب الشاعر، افصح عنه

4 كانون الأول 2019، تعليق على مقالة عن منهاج الفلسفة في سورية

[https://alawan.bnt.nat.tn/2019/11/23/%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%91%D8%A9/ حول منهاج “الفلسفة والعلوم الإنسانيّة” الجديد (في سورية) كتاب الصّف الثّالث الثّانوي الأدبي نموذجاً]

مقالة وجدتها بالصدفة وأحببت مشاركتها. أحب لو ننقد مناهج مدارسنا حتى ولو كان النقد يحط من قدر المنتقد بسبب فساد تلك المناهج. لكنها الفساد الذي تلقيناه ويجب أن ننقده ونحلل تأثيره، سواءاً في مجالس الفلسفة أو الأدب الروائي أو الشعر أو الأدب غير الروائي.