القومية والعلوية والبعث

من Wiki Akhbar
نسخة ٢١:٠٠، ٦ يناير ٢٠٢٣ للمستخدم Aatassi (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

13 نيسان، 2019-القومية والعلوية والبعث 1

مقالة حسام الدين محمد البعث من النازية إلى الأرض اليباب

هناك كم كثير هذه الايام من الجهود الفكرية التي تحاول فهم الحالة التي وصلنا إليها. هذه المقالة ستثير حفيظة كثيرين وآمل ان تثير كتابات نقدية بالاضافة الى تعليقات غاضبة او مؤيدة. من الممكن ان يستفيد الانسان من افكار محددة ضمن مقالات قد لا يتفق مع فكرتها الرئيسية. التأثير الفكري لا يتوقف على الكتابات التي نتفق معها تماما بل يشمل الكتابات التي لا نتفق معها والكتابات التي نتفق مع بعض افكارها والكتابات التي نستقي منها ادوات ومفاهيم مفيدة دون ان يكون موضوع الكتابة من مجالات اهتمامنا. لذلك ساناقش المقالة كأفكار منفصلة ثم ساناقش العصب الرئيسي. الفكر القومي ليس فضاءا فكريا متجانسا ومن غير المفيد ان نبحث عن منبع واحد لايديولوجيا جماهيرية ونخبوية في الوقت نفسه. هناك فكرة القومية العربية ضمن الامبراطورية العثمانية والتي كانت وسيلة بعض المسيحيين السوريين في التعبير عن هوية قومية غير دينية ضمن امبراطورية متعددة الاديان والقوميات. وهناك نفس الفكرة لكن عندما استخدمها المسلمون الذين دخلوا السياسية في العهد العثماني في مواجهة القومية التركية الصاعدة. هناك التأثير الفرنسي وهناك التأثير الالماني الرومانسي وهناك التأثير الالماني النازي، وهناك تأثير القومية التركية بنسختها الكمالية، والوطنية السورية في مواجهة الانتداب، والتعاضد السوري في مواجهة الصهيونية، وهناك الناصرية التي حاولت بناء امبراطورية عالم ثالث، وهناك القومية العربية الشاملة التي سادت اثناء حروب التحرر من الاستعمار ومواجهة الصهيونية الاسرائيلية. وتضيف المقالة البعد الصوفي العرفاني او ما سماه ايضا بالتأثير العلوي لزكي الارسوزي. لم اقرأ كتابات الارسوزي لكني اعرف مثل هذا التأثير الذي نراه في القومية التركية وفي القومية الكردية. وربما يكون احد مكونات كل الايديولوجيات القومية. اعتقد ان كل الايديولوجيات القومية تعتمد على ابطال وقواد للامة. لكن ليست كلها تعتمد على البطل الذي يختزل الامة بشخصه. هذا الاختزال عرفاني صوفي يجد تعبيره المثالي في مفهوم الانسان الكامل عند ابن عربي. ابن عربي ليس قوميا ومفهوم الانسان الكامل نتيجة طبيعية لفلسفة الفيض والغنوصية لانه المرحلة الانتقالية بين عالم العقل غير المادي وعالم الانسان المادي. اذا نظرنا الى مسلسل ارطغرل مثلا نجد صورة ممتازة عن الانسان الكامل كقائد للامة ينتشلها من الجهل والتبعية والتشرذم الى المعرفة والنصر، والمعرفة هنا هي معرفة الذات او وعي الذات، كما في الفلسفة الالمانية المسماة بالمثالية. اتاتورك ايضا هو الانسان الكامل معلم الامة والمنبع الروحي لها وابوها. هتلر كذلك. وهذا ما حاول حافظ الاسد ان يكونه. وفي احد البوستات تساءلت عن الاصولية العلوية، واعتقد ان القائد كانسان كامل نصف إلهي هو المدخل إليها. عند ابن عربي النبي محمد هو الانسان الكامل. وهذه الفكرة موجودة عند السنة ايضا ونراها في السلفية الاخوانية بشكل واضح وخاصة في تقديس الخلافة واخيرا في تقديس اردوغان. ولذل يمكن فهم الاخوان على انهم طريقة صوفية رغم رفضهم للفكرة. ونجد محمد القائد كانسان كامل ومنقذ للامة في الحرب السورية بكثرة. وقد سميت هذه العقلية بالعقلية النبوية، اي الاعتقاد بوجود قائد ملهم منقذ يجمع الامة ويوحدها ويوصلها الى الخلاص ويعلمها الطريق. وللاسف كانت هذه الفكرة تعود دائما في الصراعات ضمن الجماعات والمؤسسات الثورية فكل واحد يعتقد انه هذا القائد الكامل. هل هذا يعني ان الارسوزي جلب الى الفكر القومي في سوريا شيئا جديدا علويا ام انه في الحقيقة رد بضاعتنا إلينا، ام انه يشترك في هذه الفكرة مع طيف واسع من الايديولوجيات القومية. ان الخطر يكمن في جعل الارسوزي الشيطان الكامل لانه جلب فكرة الانسان الكامل الصوفية والموجودة في الفكر العلوي وكل المذاهب الشيعية بشكل بارز. أليست فكرة الاله المخلص التموزي او المسيحي هي الشكل الاقدم لفكرة الانسان الكامل. ولهذا بالذات تكون العلوية اقدم من الاسلام عندما تتحدث عن امام الزمان. العلويون المنتمون للقومية السورية يعتقدون بانهم سوريون اكثر من بقية السوريين لان فلسفتهم تربطهم بديانات شرقية قديمة وخاصة عبادة الاله المقتول. لكنني اوضح هنا ان هذه الديانات لم تكن فقط سورية ولم تكن فقط صوفية وربما كانت انسانية وعالمية. التركيز على الارسوزي كمصد لفساد العقيدة القومية ومكمن للعقلية السرية الصوفية يجعله الشيطان الكامل باستخدام عقلية مشابهة لعقلية الانسان الكامل. الفكرة اكيد لها قدرة تفسيرية في فكر البعث وكثير من الافكار القومية. لكن يجب الحذر من جعلها مركز النظرية ولب المؤامرة. ثانيا، الطائفية يتبع

13 نيسان، 2019-القومية والعلوية والبعث 2

ثانيا الطائفية كمؤامرة اقلوية. تمر كثيرا فكرة ان الدليل على استخدام البعث للطائفية هو الصراعات التي دارت ضمن اللجنة العسكرية وضمن البعث وصولا الى بقاء حافظ الاسد وحده. من اساسيات هذه الفكرة اثبات ان صلاح جديد كان طائفيا وان الانقلابات المتتابعة كانت تصفيات لمكونات دينية في البعث والدولة. لكن الفكرة تذهب ابعد من ذلك اذ انها تحاول شرح تاريخ سوريا الحديث بدراما ضمن الجيش، الشوام صفوا الحلبية، ثم البعث والناصرية صفوا الشوام السنة، ثم اللجنة العسكرية الاقلوية صفت الناصريين ثم الدروز، ثم الاسد وجديد العلويان قاما بتصفية الاسماعيليين، ثم صفى الاسد الثعلب البراغماتي صاحبه صلاح جديد الاكثر ايديولوجية. البرهان كله يقوم على اسماء محددة تمثلا طوائف عريضة. هل من الممكن اذن ان تكون الطائفية كعامل مؤسس لدولة الاسد تعميما قائما على افراد وليس على اجتماع رأي ضمن هذه الجماعات. هل من الممكن ان يكون الاسد هو الذي جلب العلويين الى الجيش والدولة وليس العلويون من جلب الاسد. هل يمكن ان تكون الطائفية من اختراع الديكتاتور كأداة لجمع الاعوان. طبعا يمكن للمرء البدء باثبات وجود العداء بين الطوائف قبل الاسد وقبل البعث من اجل اثبات وجود الطائفية. بعدها يصبح من السهل شرح الانقلابات بالهويات الطائفية لمنفذيها. على هذا الاساس يجب ان نضيف الى سلسلة التصفيات تصفية الاكراد بشخص الشيشكلي لاحفاد الاتراك ممثلين بالقوتلي. ثم تصفية الشوام والحلبية للاكراد قبل ان تبدا السلسلة المعروفة. لكن يجب الانتباه الى ان وجود الطائفة لا يعني وجود الطائفية، لا بل حتى ابعد من ذلك فان وجود المذهب او الدين لا يعني وجود الطائفة. مثلا وجود مجتمعات مسيحية في المدن والقرى السورية لا يعني وجود الطائفة المسيحية. وعلى فكرة كلمة طايفة كانت كثيرة الورود في الارشيفات العثمانية لكنها لا تعني مذهب ديني وانما مجموعة من الاشخاص تربطهم علاقة ما تجعلهم متماسكين في مواجهتهم للدولة فالعصابة قد تسمى طائفة وهذا هو الاستعمال القرآني "وان طائفتان اقتتلتا". وبالتالي فان نعت اصحاب مذهب او ديانة بالطائفة يصبح ممكنا عندما يصبح هؤلاء جماعة متماسكة وموحدة تحت قيادة وتجاه الدولة. الحنابلة في سوريا مثلا ليسوا طائفة. ويمكن القول انه في العهد العثماني وما قبله لم يكن المسيحيون في سوريا طائفة ولم يكن العلويون طائفة. لكن ربما كان الدروز طائفة. فمتى تحول العلويون الى طائفة وكيف. حسب كتاب تاريخ العلويين لستيفان وينتر الذي ترجمه باسل وطفة بالتعاون معي فان الطائفة بدات بالظهور في العهد المملوكي. لكني ارى انه لم تكن هناك طوائف في سوريا قبل الاصلاحات العثمانية. اي ان فرضيتي التي تحتاج الى اثبات هي ان الطوائف ظهرت مع الدولة الحديثة. لسبب بسيط وهو ان الطائفة لا توجد الا بوجود قيادة موحدة تحاول تحقيق اهداف سياسية هوياتية في مواجهة دولة مركزية. المجتمع المسيحي او العلوي او السني في قرية ما لا يكون جزءا من طائفة واحدة الا بوجود قيادة توحده مع كل المجتمعات المماثلة في كل القرى والمدن السورية. في هذه الحالة الاسد يمثل صعود العلويين فقط اذا كان يخضع لقيادة علوية او هو نفسه كان هذه القيادة. لكن هذا تعريف الطائفة على الطريقة اللبنانية الحالية ولا يمكن تعميمه على سوريا وتاريخها الحديث لان تاريخ سوريا مختلف عن تاريخ لبنان ونشوء الدولة اللبنانية كحفيدة لدولة المعنيين والشهابيين ومتصرفية الجبل وصولا الى دولة لبنان التى اعلنها الفرنسيون . في الحقيقة فان كتاب ستيفان ونتر يرتكز على هذه الفكرة وهي ان تطور القيتدة السياسية للعلويين يشبه تطور دويلات جبل لبنان ابتداءا من امارات حرب ووصولا الى دولة مستقلة. واعتقد ان كتابه القادم عن اكراد سوريا سينحو منحى مشابها. لا بل يمكن القول بان امارات الحرب كانت الشكل السياسي الوحيد الذي عرفته سوريا في العهد العثماني. وحتى الولايات العثمانية يمكن فهمها على انها امارات حرب شبه مستقلة منذ القرن السابع عشر اي بعد توسع العثمانيين في المشرق. لكن الاكراد والعلويي لم يحققوا القيادة الواحدة وانما كانت لهم قيادات متحاربة او منفصلة عن بعضها. وينتر يفصل بين المجتمعات العلوية في صافيتا ومثيلاتها في اللاذقية. وهو يرسم مسارين تاريخيين مختلفين لهاتين المنطقتين فبينما تطورت سلطة آل شمسين والملحم وصقر الاقطاعية في صافيتا كان ريف اللاذقية منقسم عشائريا تحت قيادات حربية تتمثل في المقدمين وهم المكافئ للعكيد او العقيد عند البدو او عند احداث المدينة من العيارين والقبضايات. وهذه القيادات مختلفة عن القيادات الدينية. وقد نجحت الدولة العثمانية في العهد الحميدي في امتصاص هذه القيادات محليا في مجالس المدن. وعلى هذا يكون اول توحد للعلويين هو الدويلة العلوية في عهد الانتداب. هذا فقط لتوضيح فكرة ان الح طائفة لها صوت وتأثير سياسي اعقد بكثير من مجرد وجود مجتمعات مذهبية واعقد من مجرد وجود تناحر اجتماعي في مدينة او قرية. مشاعر العداء والكراهية لا تعني وجود الطائفة والطائفية. المعارك المستمرة في الثامن عشر واوائل التاسع عشر بين اللاذقية وريفها العلوي ليست اضطهاد طائفي بل صراع بين مجتمعات متمايزة ومتساوية في قوتها. حتى الريف العلوي لم يتصرف كجبهة موحدة تجاه المدينة او تجاه الدولة. الكراهية المذهبية تختلف عن الطائفية. الكراهية هي مكون من عدة مكونات للطائفية التي هي مفهوم سياسي. هل فعلا المذهب مختلف عن الطائفة وهل الكراهية لا تعني الطائفية الا في ظل وجود التجمع السياسي الذي نسميه الطائفة. ليس عندي رأي نهائي لكن اعطيكم النقاش الذي يدور في ذهني عن الموضوع. من الخطير جدا. بتبعاته المستقبلية تصور وصول الاسد كمؤامرة طائفية. على هذا الحال سنقول كما يقول كثيرون اعترفوا بوجود الطائفية وانها اساس الحرب في سوريا واقسموا البلد وخلصونا. حتى ولو اعترفنا بذلك او ببعضه او بدرجة منه فانه لا يعني اننا محكومون به الى الابد. سميتها الطائفية الثابتة في تعليقي على احد بوستات الاخ موريس العايق الذي يذهب فيه مذهب ضرورة الاعتراف بالطائفية. كان رده انه لم يذكر الطائفية الثابتة. وهذا صحيح ، انا الذي ذكرتها، لان الاقرار بها وانشاء نظام دولة او دولتين على اساسها يعني انها يتصبح ثابتة وابدية. الفصل بين التحليل وبناء المستقبل يصبح صعبا. الانسان يؤثر في مستقبله بنفس الدرجة التي يخضع بها للمنظومات والبنيات الاكبر منه. اكيد ان الطائفية موجودة في عهد الاسد، لكني لا اعتبرها محركا وحيدا لمراحل ماقبل الاسد ولا يجب ان تكون محركا لمراحل مابعد الاسد. ولهذا يجب الفصل بين المذهب والجماعة والطائفة والا فلن نستطيع فهم تاريخنا الحديث. وستكون النتيجة مؤامرة اقليات لحكم سوريا كما تشير المقالة ادناه. الاسد واللجنة العسكرية حركتهم الكراهية الدينية كعامل من عدة عوامل. لكن لا اعتقد ان العلويين اجتمعوا في مكان ما سرا وقرروا ارسال الاسد ليأخذ الحكم. يمكن ادخال مفهوم العداء المذهبي الى جانب العداء الايديولوجي والطبقي والسياسي. لكن هذا لا يعني ان الصراع في سوريا صراع ديني فقط. يمكن تحليل الطوائف على انها احزاب سياسية من نوع ردي ء كما يمكن تحليل الاحزاب على انها طوائف ايديولوجية من نوع جيد. من هذا المنطلق تصبح الطائفة والطائفية مكونات صراع سياسي من ضمن مكونات اخرى. لا بل يمكن احلال مفهوم القبيلة محل مفهوم الطائفة دون اي تغيير (القبيلة حزب هوياتي وليس حزب مصلحي او ايديولوجي)، وبهذا نصنع اطار تحليلي جامع لكل سوريا والعراق دون الانزلاق في المؤامرات والتعميمات او الخصوصية السورية المتخيلة. على فكرة، اذا البعث مؤامرة طائفية علوية فان الاخوان المسلمين وبنفس التحليل مؤامرة طائفية سنية. الطائفية كاطار نظري تحليلي لفهم سوريا قاصر وخطير. «البعث»: من النازيّة و«الكتب السرّية» إلى «الأرض اليباب» | حسام الدين محمد

Oussama Al-chami أحدى أقوى دعائم الفكر هو اللغة. وإحدى أهم دعائم اللغة هي المفردات. قصقصة الكلمة من خارج سياقاتها اللغوية يخلط الحابل بالنابل. يمكن أن ابرهن باستخدام القصصه في الكلمات إن العاهرة والدكتور الجراح متساويان في الرقي الإنساني. فرغم وضوح الفرق الإنساني بين العاهرة والجراح ولكن لا ينقص هذا التراقص الاستنتاجي من الصحة الشكلية لليرهان الخاطئ. عندما نستخدم كلمة طائفية ككلمة فمعناها التواضعي اللغوي، مجموعة دينية تستعمل الدين أو العقيدة الدينية حصرا. أليس كذلك؟ اما المافيا فهي كلمة قريبة من الطائفة وتشترك معها بتسعين بالمائة من بنيتها. وكذلك عصابة اللصوص، وكذلك التحالف السياسي. كلها تخصيصات لذات البنية. هذا بنيويا. إما عدديا وكميا فايضا عدد مجموعة يؤثر على تشكيل الكلمة. وإلا يمكن أن نعتبر قانون حقوق الإنسان هو ميثاق طائفية الإنسانين. 😃😃 على فكرة المتأسلمين يعتبرونه كذلك.

Ahmad Nazir Atassi Oussama Al-chami الانتقال من الفردي الى الجماعي موضوع محير. شغلة الحبكة الدرامية ان تجعل العاهرة متل الجراح او العكس كما في مثالك الغريب. انا مهتم كثيرا بالتشابهات بين البنيات واجد ان احدى وظائف الايديولوجيا ان تنفي هذا التشابه. فعلا التحالف السياسي والعصابة شيء واحد

Oussama Al-chami Ahmad Nazir Atassi أحد أهم الافخاخ التي يقع فيها التحليل هو التشابه analogie. وقد درست كثيرا هذه النقطة بالذات لاستخدامها عمليا في الإدارة. وللرد على افخاخها في المفاوضات والتنازعات التعاقدية.

Ahmad Nazir Atassi Oussama Al-chami يسمى القياس بالعربية. فقط للتنبيه. وهو فعلا اداة بلاغية اكثر منها منطق رياضي صارم

13 نيسان، 2019-القومية والعلوية والبعث 3

ثالثا، الكره العلوي للاكثرية او كره الامة هذه ثالث فكرة اجدها في المقالة السابقة. طبعا قابلت في حياتي علويين يكرهونني لاني سني وقابلت سنيين يكرهون العلويين لانهم كفار. انا متأكد ان الكره الطائفي موجود وهو احد دعائم نظام الاسد. لكن كيف نضعه ضمن المفاهيم والادوات التي نستخدمها لشرح تاريخ سوريا الحديث. هل كان الاسد مدفوعا بالكره للسنة وهل بالتالي كل العلويين مدفوعين بكره مماثل. هذا يعيدنا الى النقاش السابق عن الفرق بين الكره المذهبي وبين الطائفية. وهو نفسه الفرق بين الكره العرقي والعنصرية او الكره الاجتماعي والطبقية. ان امتلاك السلطة والقدرة على التأثير يغير طبيعة المفاهيم. والافضل استخدام تسميات مختلفة للدلالة عليها. لن اعيد النقاش السابق لكن ساركز على المذهب. على الاقل يمكن ازاحة فكرة الازلية من العداوات الطائفية. هل المذهب العلوي يكره السنة. او لنقل هل المذهب العلوي يكره السنة اكثر من كره المذهب السني للعلوية. قد يقول قائل بان المذاهب الاقلية تعزف على موسيقى الكراهية اكثر من المذاهب الاكثرية. في الحقيقة بالنسبة للاقلية الدينية فان الحضور الفكري والاجتماعي للاكثرية اكبر من حضور الاقلية بالنسبة للاكثرية. الاقلية محاطة بالاكثرية بينما قد يعيش المنتمي للاكثرية كل حياته دون ان يقابل احد افراد الاقلية. لكن هذا لا يعني ان فكر الاكثرية لا يحتوي نفس عناصر الكره الموروثة من زمن كان هذا الفكر نفسه فكر اقلية. نجد كره اليهودية في المسيحية ونجد كره اليهودية والمسيحية في الاسلام، المغضوب عليهم ولا الضالين. ان نشوء اية فرقة دينية يقوم على رفضها وبالتالي كرهها لافكار فرق اخرى. وعندما تتحول فرقة ما الى اكثرية تصبح كل الفرق الاخرى المنافسة هرطقات وفرق ضالة وكفار. فلماذا نستنكر ان يكره اصحاب الفرق الاقلية تلك الاكثرية. لذلك يجب ان ندرس اي نوع من الكراهية في اطار علاقته مع كراهيات اخرى. ويجب وهو الاهم تحليل المكون السلطوي لهذه الكراهيات المتبادلة. امتلاك السلطة يحدد موقفنا الاخلاقي فهناك المستبد وهناك المظلوم. المظلومية بحد ذاتها هي كراهية مغلوبة على امرها وستتحول الى استبداد عندما تملك السلطة. اما تأثير الكراهية في نشوء الدول والايديولوجيات كما يشير إليه المقال السابق فانه يدخل في اطار الحبكة الدرامية لسردية التحليل. هتلر شخص واحد انشا حول مشاعر الكراهية دولة وايديولوجيا. حسب المقالة، قام الارسوزي بنفس الشيء واكمل الاسد مسيرته. لا انكر دور الكره في حياة اي انسان. كان احد الاصدقاء يسمي المعارضين الثورجيين بالكارهين. لم لا، انا متاكد انهم يكرهون الاسد لا بل هناك بعض المعارضين من يكرهون غيرهم من السوريين المعارضين لانهم خزلوهم في مرحلة ما. لكن عندما نستخدم مفهوم فردي مثل الكراهية في تحليل احداث مجتمعية يجب ان تكون عندنا ادوات نظرية تمكننا من القفز من الفردي الى المجتمعي. في الرياضيات يلعب الجمع هذا الدور، واحد اشكاله التكامل. فكيف تنتقل العلوم الاجتماعية من الفردي الى المجتمعي. هل نجمع الكراهية الفردية في تيار اجتماعي فكري. ممكن وفي هذه الحالة يجب ان نتحدث عن ايديولوجيات الكراهية في المجتمعات السورية. ثم كيف تتشابك ايديولوجيا الكراهية مع غيرها من العوامل المجتمعية مثل الاقتصاد والسياسة. اما اختزال الكراهية في شخص واعتباره ممثلا لايديولوجيا مجتمعية فهذا موضوع القصص الدرامية مثل قصة هتلر او الارسوزي او الاسد. لا اعرف وليس عندي تحليل نهائي. اعتقد ان حافظ الاسد كان يكره اشخاصا كثيرين ووضعهم في السجن او قتلهم. لكني وجدت السياسة مليئة بالثارات الشخصية. ولا اعرف تماما كيف انتقل من الفردي الى المجتمعي

Nabil Taoufik بدا لي التمييز بين المذهبية و الطائفية جذابا كالية تحليل و تفكيك، لكني ألم استطع وضع يدي على ماهية استعماله بعد ذلك في ما تلا من النص

Ahmad Nazir Atassi Nabil Taoufik اخ نبيل، معك حق فانا عرضت الفكرة ولم استخدمها. في الحقيقة هذه الفكرة لا تزال قيد التكوين. الاساس هو تمييز السياسي عن الاجتماعي ووضع اليد على امتلاك السلطة ودوره في الطائفية. اعتقد ان الطائفية والقبلية في الدول المعاصرة ذات الارث السلطاني تعملان مثل الاحزاب لكن دون الانفتاح في العضوية على كل المجتمع ودون تداول السلطة ودون التكافؤ في توزيع الفرص. الطائفية هي قبلية دينية. القبيلة تعتقد ان الاعضاء يوحدهم النسب والطائفية تعتقد ان الاعضاء توحدهم الهوية الدينية. بينما الحزب فيعتقد ان الاعضاء توحدهم المصلحة والايديولوجيا. اي انسان يمكن ان ينتمي الى الحزب اذا اراد ويفضل ان يحمل نفس الافكار ونفس المصالح. بينما الطائفة والقبيلة تطلبان شروط عضوية لا رجعة فيها ولا يمكن لاي انسان تحقيقها. وبالتالي فان استخدام الطائفة والقبيلة في السياسة يعني امام السيطرة والاقصاء واما الانفصال. وبهذا تكون الطائفية نوعا من التعصب الحزبي الذي اذا حصل على السلطة قضى على المنافسين او ابعدهم وحرمهم من السلطة وخدمات الدولة. واذا لم تحصل الطائفة على الحكم فانها تصبح حزبا سياسيا يطالب بالانفصال او بحقوق اصحابه المختلفة عن الحقوق المدنية ويطور مطلومية ابدية مهووسة بالاضطهاد المزعوم الذي تمارسه الاكثرية. واهذا فالمظلومية الطائفية او القبلية هي مجرد كره يحمله من لا يحكم وعندما يحكم فانه يتحول الى كره تجاه المحكومين. من الصعب انشاء امة ودولة وطنية مع الطائفية والقبلية. لكن هناك صعوبة في التطبيق فنحن نعرف ان هناك تعاضد بين افراد المذهب وعداء مع المذاهب الاخرى. فمتى يتحول هذا العداء والتعاضد الى الطائفية، هل عندما تنشأ الدولة الحديثة التي تزعم التمثيل ام عندما تتحول مطالب اهل المذهب الى مطالب سياسية من نمط نريد دولة تمثلنا. وقد لاحظ كثير من الدارسين ان القبلية والطائفية تشبه الايديولوجيا القومية عند الاقليات القومية. تاريخ العداء المذهبي في سوريا ولبنان والعراق قديم، والسؤال هو متى اصبح هذا العداء مخربا الى هذه الدرجة. العداء السني الشيعي موجود منذ مئات السنين. لكني اعتقد انه يصبح مهدما عندما يصبح صراعا على السلطة المركزية. اثناء حكم البويهيين في العراق، واثناء حكم الفاطميين في سورياو، واثناء حملات المماليك على المناطق النائية لفرض سلطتهم، واثناء حملة السلطان سليم ضد الصفويين الفرس، واثناء تطبيق التنظيمات في الدولة العثمانة. هذه الفترات شهدت صعودا للصراعات المذهبية، وهي فترات سياسية لانها فترات صراع على السلطة المركزية. ولذلك افضل التمييز بين السياسي وبين المجتمعي والديني. اما التنظيمات العثمانية وما بعدها فقد شهدت تغلغل الدولة الحديثة في المجتمع واصبحت فكرة التمثيل والحقوق المدنية ضرورية للمشاركة في عملية جمع الضرائب ومن ثم الحصول على الخدمات، وللمشاركة في الخدمة العسكرية الالزامية وفي التعليم الالزامي والايديولوجيا الوطنية. هذه الشروط الجديدة حتمت على الجميع التعامل المباشر مع الدولة واظهرت ضرورة الانخراط في تشكيل سياسي. وفعلا نرى في تلك اللحظة ظهور الافكار القومية عند الكثرية والافكار الطائفية عند الاقلية والافكار القومية الانفصالية عند الاقليات الاثنية. وابطال هذه الافكار في اغلب الاحيان هم ابناء القيادات العشائرية والاقطاعية القديمة. يعني نفس التجمعات المحلية اصبحت وطنية هامة تطالب بحقوق لا تؤدي في النهاية الا الى اعطاء القيادات المحلية فرصة انشاء دول والانتقال الى مستوى قيادات دول. الافضل في تلك الاحوال امتصاص هذه القيادات في المنظومة السياسية القائمة. لكن في سوريا تضخم مؤسسة الجيش بشكل مفاجئ بعد حرب فلسطين نقل الساسة الى الثكنات العسكرية. واصبح من الصعب تميييز ما هو فردي وما هو جماعي لان المؤسسة تعطي قوة هائلة للفرد عندما يصل الى القيادة. . استطاع الجيش بسهولة ملفتة للنظر القضاء على كل القيادات الاجتماعية التي لا تملك قوة عسكرية