شروط النظرية الجديدة

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

ظهور_الاسلام ج٣- مبادئ العمل شكرا لجميع الاصدقاء على التفاعل الايجابي والمشجع. الكثير سأل اسئلة في الصميم. سأجيب على عناقيد منها حسب حاجة سرد الاطروحة. هذا البوست سيتحدث عن المبادئ او القيود التي سيلتزمها العمل. اولا- الشك: لا شيء سيكون آمنا من الشك: لا الحدث، لا الشخصيات، لا النصوص، لاتفسير النصوص، لا وحدة السرديات المعروفة، لا الطابع الالهي، لا التراث المتناقل والمكتوب. انه شك تفكيكي, شك في المعلومة وشك في روابط المعلومة، وشك في تبعات المعلومة. ثانيا- القفز لخلق منطق داخلي للسردية الجديدة: اذا كنت سأشك في كل شيء فأين المرساة، واين حجر الاساس؟ الناس ترتكز على النص التاريخي او النص الديني، ثم المحاكمة المنطقية، وحتى الايمان في خلق سردياتها. هل ازعم ان عندي منطق افضل؟ لا. لا ابدا. بل اؤكد ان القفز الخيالي والقفز فوق النصوص والمحاكمات والايمان ضروري لطرح سردية جديدة. دائما تعطينا الايديولوجيا الراسخة انطباعا بانها متجذرة في المنطق والتاريخ. لكنها في الحقيقة كانت في يوم من الايام قفزة في الخيال. بعد تفكير طويل في قضية مثل الاصلاح الديني تبين لي ان التجديد والاصلاح لا يحصلان من داخل النص او من داخل المؤسسة او من الاسفل او من الايديولوجيا وانما من الخارج وبالقفز عليها كلها. السردية المقترحة ستكون مجموعة عناصر تاريخية ومتخيلة منتقاة من هنا وهناك ومربوطة بمنطق خاص داخلي. العملية كلها قفزة خيال. ما ازعمه هنا هو محورية وضرورة قفزة الخيال. الدارسون لظهور المسيحية والمشككون بسرديتها الرسمية، وكذلك الدارسون لظهور الاسلام والمشككون بسرديته الرسمية يبحثون في النصوص المعتمدة في السردية عن تناقضات. التناقضات داخلية في البداية، ثم تأتي معلومات خارجية مثل الاركيولوجيا لتضيف تناقضات بين داخل وخارج السردية. هذا يعني ان اية عملية شك ومن ثم اعادة بناء تحتاج الى عنصر خارجي قوي يبني موثوقية موازية للنص التراثي. تتراكم التناقضات وتعلو الاصوات، وتظهر اطروحات جزئية هنا وهناك. لماذا لا ننسف التقليدي بكامله. في الحقيقة الطبيعة بحد ذاتها محافظة ولا تنسف عملها السابق في لحظة. لكن نشوء الجديد يبدأ خارج المنظومة التقليدية ومع الوقت يقوم بنسفها كاملة. كما حدث مع الديانات ماقبل التوحيدية. الدارسون والمشككون يخافون من النسف، ويعتقدون حسب المنهج العلمي الذي تدربوا عليه ان النص الذي بين ايديهم يحتوي بعض الحقيقة التي يجب ان يصلوا اليها بالمنهج الرصين. المشككون لا يريدون قطع الخشبة التي يقفون عليها. رصانة منهجهم تحمي السردية القديمة لانهم يبنون موثوقية يزعمون انها علمية (مثل اية موثوقية اخرى حتى لو كانت كهنوتية). انا لا ازعم ان منهجي رصين ولا علمي. انا اقول اني ساقفز في الفراغ. انا لا ابني موثوقية. انا لست باحثا علميا هنا.

ظهور_الاسلام ج٥ - عودة الى القفز التخيلي عثرت على نص ممتاز يشرح وجهة نظري من ضرورة القفز على السردية التقليدية. اننا نتأقلم معها الى ان تغلي قوانا. النجاة تكون بالقفز اولا. النص منقول عن صفحة الصديقة إناس النجار ضع ضفدعاً في وعاء ملئ بالماء و ابدأ بتسخين الماء تدريجياً . ستجد أن الضفدع يحاول جاهداً أن يتكيّف مع ارتفاع درجة حرارة الماء التدريجي بضبط درجة حرارة جسمه معها . و لكن عندما يقترب الماء من درجة الغليان ، يعجز الضفدع عن التكيّف مع الوضع هذه المرة ، لذا يقرر في هذه اللحظة القفز خارج الإناء , يُحاول القفز ولكن دون جدوى لأنه فقد كل قوته خلال عملية التأقلم مع درجة حرارة الماء المرتفعة , و سرعان مايموت . ٢٢:٤٦، ١ أكتوبر ٢٠٢٢ (ت ع م)~ ماالذي قتل الضفدع ؟ الكثيرون منا سيقولون الماء المغلي هو الذي قتله . لكن الحقيقة ماقتله هو عدم قدرته على اتخاذ قرار بالقفز خارجاً في التوقيت المناسب . ٢٢:٤٦، ١ أكتوبر ٢٠٢٢ (ت ع م)~ كلنا بحاجة إلى التكيّف مع الناس و مختلف الأوضاع ، لكننا بحاجة أكثر إلى معرفة متى نحتاج إلى التأقلم و إلى أي درجة و متى نحتاج إلى مواجهة الوضع و اتخاذ الاجراء أو القرار المناسب .. إذا سمحنا للناس أو للظروف باستغلالنا جسدياً أو عقلياً أو عاطفياً أو مالياً سيستمر ذلك إلى أن يقضي علينا . " يجب أن نُقرر متى نقفز قبل أن تخور قوانا " .

ظهور_الاسلام ج٧- القرآن ومتلازمة الارشيف في رحلتي الاخيرة اطلعت على ارشيفين مختلفين، ارشيف الانتداب الفرنسي لسوريا والارشيف العثماني. يعتقد الباحث عندما يبدأ البحث في ارشيف انه سيكون امام صور واقعية للماضي مأخوذة حسب التسلسل الازمني ومرتبة بحيث تعكس الماضي كما وقع. يعني ممكن ان ابدأ بقضية في محكمة البدايات واتابعها في سجلات الطابو ثم في الاستئناف ثم في دوائر الدولة المختلفة حتى اصل الى نهايتها. وعندما اتابع مجموعة من هذه القضايا فإني سأرسم صورة واقعية لعمل النظام القضائي في نهاية الدولة العثمانية فيما يخص الاراضي وملكيتها. وربما استطيع تتبع تطور هذا النظام في العهد الفرنسي بالانتقال الى الارشيف الفرنسي. في الحقيقة، لن يمكنك ان تنجز هذا الحلم ولو عشرة بالمائة منه. ببساطة الارشيف لن يسمح لك لان لديك فهم خاطئ تماما لما هو الارشيف. ان مجموعة الوثائق التي نسميها الارشيف بقيت في خزائن الحكومة لعقود طويلة مهملة وغير مرتبة وناقصة حيث تم اتلاف الكثير منها. يرمونها في صناديق دون ترتيب لا زمني ولا حسب المؤسسة ولا حسب الموضوع. مع الزمن يتلف العديد من الصناديق ويتم تفريغ محتويات صناديق مع محتويات صناديق اخرى وهكذا. ويقسمون الصناديق الى اقسام حيث لا يتسع لها مكان واحد ويخزنونها في عدة اماكن. ثم فجأة تحصل نقلة نوعية في الدولة. انها تعي تاريخها فجأة وتريد ان توثقه. عندها يرسلون موظفين الى مخازن الحفظ المختلفة ليفتحوا الصناديق المخلطة وغير المنظمة. عهدة الموظف ان ينتج من هذه الصناديق تاريخا متكاملا تعتز به هذه الدولة وتصنع من خلاله تاريخا عظيما لنفسها. اول ما يفعله هؤلاء الموظفون هو فرز محتوى الصناديق حسب تصنيفات مناسبة للتاريخ الجديد وليس للتاريخ القديم. ثم يقومون بدمج (عمل تحريري) بعض الوثائق مع بعضها البعض من اجل انتاج سردية واحدة متكاملة وسلسة وقابلة للتصديق حسب الاحتياجات الحديثة. يغيرون بعض المحتوى غير المناسب للسردية الجديدة وقد يحذفونه تماما. وقد يقومون بأعمال تحريرية اضافية لمحو اية تناقضات جديدة ناتجة عن الدمج والحذف. ثم يقدمون هذا المنتج المخلط والمقطع والملزق للدولة الجديدة وللباحثين في شؤونها وللمدافعين عنها وللعاملين فيها على انه الحقيقة الماضية. هذا ما اسميه متلازمة الارشيف. وتجده في كل الدول التي تعيد كتابة تاريخها. وتقريبا كل الدول تعيد كتابة تاريخها. هذا ينطبق على الكتب المقدسة ايضا. اننا ننسى ان الكتب المقدسة هي من انتاج دول وليس فقط مجتمعات واشخاص يحرصون على الدين. في الحقيقة الاديان التي لا ترتبط بدول قد لا يكون عندها كتب مقدسة، فالتقديس ليس فقط فعل تبجيل بل هو فعل عزل. التقديس هو عزل المقدس عن المدنس لان المقدس هو مقام الدولة. احد اهم مبادئ العمل التي اعتمد عليها في القفز التخيلي (وانا صريح بشأنها) هي ان القرآن فيه كل سمات متلازمة الارشيف. هذا يعني اننا مهما حاولنا ادخال اي تصنيف في ايات وسور القرآن فان عملنا سيكون تعسفيا وناقصا. اي تصنيف او ترتيب حسب الزمن او المفاهيم او المواضيع او المفردات لن ينتج الا فرضيات. يمكن ان اقول ان حدي الادنى للتصنيف هو الاية او السورة او اية اربع كلمات متتالية او الجملة المفيدة او الموضوع الواحد. اي انني افترض ان الخلط والقص واللزق طال الايات او السور او ما يزيد عن اربعة كلمات متتالية او الجمل المفيدة او الموضوع الواحد. هذه كلها فرضيات، مجرد فرضيات. فهل نتوقف عن التصنيف ومحاولة الربط المنطقي (الزمني او المفهومي او الموضوعي). لا ابدا. يجب ان نخضع القرآن لكل التصنيفات الممكنة مهما كانت سخيفة في نظرنا او مهما كانت مخلة بالسرديات القديمة وخاصة المقدسة منها. فكلما اقتربنا من المقدس اقتربنا من الحدث التاريخي المغيَّب والمرتبط بالدولة. بالنسبة لي قمت خلال السنوات العشرين الماضية بعشرات التصنيفات على محتوى القرآن. ووجدت ان القرآن نص متطور مفاهيميا وموضوعيا وتاريخيا بحيث لا يمكن تمييز بداية او وسط او نهاية لاي تصنيف. لا توجد بدايات مع كفار قريش ونهايات مع الفتوحات. القرآن لا علاقة له بالسيرة. ويعتقد كثير من الباحثين وانا منهم ان السيرة وضعت لاحقا في محاولة لوضع القرآن في سياق تاريخي، لكنها محاولة فاشلة. في هذه الحالة فاني اعتمدت التصنيف الثلاثي الذي اوضحته في بوست سابق. السبب انه يفيدني في قفزي، فقط لا غير. تلخيصه هو التالي: السبع المثاني وهي سور التشريع والقتال (المخاطب فيها هم اهل الكتاب من اليهود والنصارى وبعض العرب المشركين)، القرآن الوسيط وهو قصص التوراة (المخاطب فيها عرب مشركون أميون)، والقرآن القديم وهو صلوات وايديولوجيا البعث المهمة جدا للقرآن (المخاطب فيها اي انسان يستمع للدعوة).

ظهور_الاسلام- ج٨ - القرآن ومتلازمة كلام الله الاديان تقوم على الايمان بعقيدة حول كيف يتدخل الماورائي والميتافيزيقي في الدنيوي والفيزيقي. هذه العقيدة تحتاج الى طاعة مطلقة لانها في الحقيقة تنظم كل ما هو دنيوي وخاصة المجتمع وربما الدولة. في الاديان التي تعترف بآلهة فان الاله يخاطب المطيعين له من خلال الكهنة والانبياء والنصوص المقدسة بأن يحمّلهم "كلام الله". كلام الله هذا هو التعاليم التي يجب اطاعتها مهما كلف الامر. العقل الديني فيه بعض الطفولة من حيث انه لا يبادر ابدا دون امر يحمل كلام الله. قائد الجماعة والمبادِر الوحيد هو ايضا الوحيد المخول بنقل كلام الله او تفسيره. العقل الديني يخاف القرارات، ويربي اتباعه على الخوف من القرارات. الانسان يخطئ وهو لذلك بحاجة الى دليل في الحياة والدليل هو كلام الله الذي يحتكر الكاهن او القائد نقله وتفسيره. لكن لماذا على الانسان ان يخاف من الخطأ؟ ولماذا يجب على الانسان ان يحجم عن اتخاذ القرارات التي يمكن ان تكون خاطئة؟ الجواب هو لان الاله لا يحب الخطأ. الاله هو من يقول لك انك ناقص وخطاء، ثم هو قوي ولا يحب الخطأ ويعاقبه بقوة، ثم هو يقول لك تماما ما يجب ان تفعله (من خلال كلام الله) حتى لا تخطئ وحتى لا يعاقبك. هذه العقلية هي تماما كيف نربي الاطفال الصغار. ولذلك فالعقلية الدينية دائما طفولية. انها تحب الطاعة وتكره الخطأ وتحب الاوامر واذا لم تتلق الاوامر فانها تخاف وتحس بالذنب والمظلومية وتريد المخلص. انها لا تعترف بقدرتها على المبادرة وتفضل ان تنتظر اوامر الله وهي تتعذب وتتقلب في فراش تعذيب الذات من الذنوب التي يمكن انها اقترفتها مما جعل الاله يتأخر في اوامره. القرآن في قسميه الوسيط والقديم يتفادى وبشجاعة كبيرة ان يقوم بوظيفة كلام الله. الكفار والمكذبون يطالبون المتكلم بمعجزات، لكن الجواب دائما انظروا في انفسكم، ليس لدي معجزات، انا مجرد نذير. هذا طبعا ينطبق على نبي اي شخص واحد، وينطبق على اي حامل لنص القرآن، يعني اي انسان مؤمن يخاطب آخر غير مؤمن. لكن في السبع المثاني تحصل نقلة نوعية مبهرة. القرآن فيه كلام من الله مباشرة. القرآن فجأة فيه اوامر ونواهي وتشريعات، واهمها الانفاق والقتال والطاعة. يتحول هنا مجتمع القرآن (اذا تخيلنا محاورين ومستمعين) من مجتمع دعوي تبليغي مغلوب على امره ليس لديه معجزات، الى مجتمع قتالي هجومي لا يقبل المهادنة ويحتاج الى النصر ولا يقبل المجادلة. انه مجتمع يتلقى كلام الله واوامره ولا يقبل الا الطاعة والنصر المبين. بالنسبة لي هذه نقلة نوعية في المجتمع، من خاضع لمنظومة الى باني لمنظومة. بداية اية دولة هي المقاومة المسلحة. كما تعلمنا في الثورة السورية التي فشلت مقاومتها المسلحة ففشلت دولتها المتمناة. هل هذه هي النقلة المكية المدنية؟ هي هي نقلة الدعوة الى الجهاد؟ هل يتناسق القرآن مع السيرة هنا؟ الجواب بالنسبة لي هو لا. القتال هو مع اهل الكتاب وليس مع كفار قريش. هناك لحظة مفصلية تتمثل بكلام الله، واعتبرها لحظة خروج على سلطة ما، لكن لا علاقة لها بالسيرة. هناك سردية قرآنية مستقلة عن السيرة. وهنا يحصل القفز عندي.

ظهور_الاسلام ج٩ - كلام الله ونشوء الدولة (معاد) هذا البوست قد يكون اعادة صياغة لبوستات سابقة، لكن اهمية الموضوع تفرض نفسها. لا يمكن التقليل من اهمية ارتباط الدولة بالدين في شرق المتوسط. الدولة بالطبع دائما مرتبطة بالدين، لكننا المنطقة الوحيدة في العالم التي لا تزال تؤمن وبعمق بأن الدولة الحقيقية (الخلافة) هي الدولة الدينية. اننا نرفض كل اشكال الدولة ونعتبرها اما غير شرعية او مؤقتة ومفروضة بالامر الواقع، اذا لم تكن دولة دينية. ونموذجنا عن الدولة الدينية هي الخلافة. هذه الخلافة لم تكن يوما خلافة النبي وانما خلافة الله. واستخلاف الله يكون عبر العشيرة. المفهوم القرآني للخلافة مغموس بالعشيرة. ببساطة المؤمنون الذين يرضى عنهم الله يستخلفهم اي يعطيهم اجيال لاحقة من نسلهم تقوم بفريضة الحكم في الارض. من لا يرضى عنهم الله يقوم بقطع نسلهم وبالتالي لا يستخلفهم. هذا هو ببساطة تاريخ البشرية حسب القرآن. ابتداءا من آدم والى يومنا هذا. وحسب التوراة والانجيل والقرآن فان الملوك هم من نسل الانبياء والانبياء من نسل الملوك. ميثاق الله مع بني اسرائيل هو اعبدوني فأستخلفكم بتكثير نسلكم وتمكينه في الارض، وهو ميثاقه مع المسيحية وكذلك مع الاسلام. عنوان هذا التمكين والاستخلاف هو نشوء دولة المؤمنين. عندها الله يختار النسل الذي سيسمح له بالانتشار ويقطع دابر النسل الكافر. لذلك لا يمكن لرسول ان يكون له اسرى، اذ حسب التوراة عليه ان يقتلهم جميعا ويقطع نسلهم. ان قيام الدولة هو الربيع الحقيقي الذي يحتفل به الشعب لان قيامة الاله تكون بالاحتفال باستخلاف النسل المؤمن. قيام الدولة في الشرق الاوسط كان ولايزال عملا إلهيا يستحق الاحتفال والتقديس. الملك هو ممثل الله على الارض، هو خليفته ونسله المختار. لا يزال كل حكام الشرق الاوسط يؤمنون باستخلافهم ويحققونه بكل ما اوتوا من عنف وعنفوان. الاسد ربك، صدام سيدك، عبد الله ابن نبيك، السيسي مانح الحياة، وهكذا. حتى الدويلات الحقيرة التي شهدنا صعودها في الحرب السورية لم تخرج عن هذا المثال: دولة الدواعش، دولة قسد الكردية، دولة جيش الاسلام، دولة الغوطة الشرقية، دولة الجولاني، دولة الفاطميون، دولة حزب الله، دولة الدروز، دولة العلويين. ولذلك فان كلام الله وصوته المباشر لا يبرزان في القرآن الا مع القتال، اي مع نشوء الدولة. واول مرحلة في نشوء الدولة هو استخدام العنف لتوطيد جماعة على حساب جماعة اخرى. ببساطة لتوطيد المؤمنين على حساب الكفار. الوصفة سهلة جدا. يمكن للقرآن ان يعطينا وصفا للمؤمنين، لكنهم بالنهاية هم المطيعون من النسل المستخلف. اطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم. هذه الوصفة الخارقة التي نسمع صداها من عمق التاريخ والى اليوم، اطيعوا الله ومندوبه واعوانهم من اولي الامر. لذلك فان السردية الجديدة التي سأقترحها يجب ان تحتوي في صلبها على مجموعة جديدة مقاتلة. مهمتي ان احدد المؤمنين والكفار. السيرة تعطينا تصورا للمؤمنين والكفار. يمكن ان يكون التصور الصحيح ويمكن بسهولة ان يكون التصور الخطأ. فالوصفة السحرية بسيطة. كل ما احتاجه هو مؤمنون وكفار. الخلطة والمكونات والبهارات عليك.

ظهور_الاسلام ج١٠ العشيرة المقدسة (عناصر الرواية العباسية) يقول المسلمون خمس مرات في اليوم (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد) خمس مرات في اليوم يطلب كل مسلم من ربه ان يمجد ويقدس ويبارك عشيرة من يعتبره سيده. تماما كما بارك الله في التوراة لسيد آخر قديم هو ابراهيم ولعشيرته. انه الميثاق التوراتي القديم، (اعبدوني وساستخلف نسلكم وذريتكم وامكن لكن في الارض). للميثاق نسخة قديمة مع ابراهيم، ثم نسخة مع موسى، ثم نسخة مع داود، ثم نسخة مع عيسى، ثم في النهاية نسخة مع محمد. وفي كل مرة انها العشيرة. فهل تتعارض هذه الصلاة مع القرآن؟ لا أعرف. اذا ازلنا محمد من الصورة القرآنية فيعود القرآن الى آخر ميثاق، وهو الميثاق العيسوى، سيدنا عيسى وآل سيدنا عيسى. لكن القرآن يتحدث عن لحظة قتالية مفصلية. لحظة الدولة والميثاق الجديد مع العشيرة الجديدة. القرآن وبكل وضوح يكسر الميثاق القديم مع بني اسرائيل لانهم يقرضون بالربا ويقتلون النبيين اي عيسى. فهل هناك ما يدل على ان هناك عشيرة عيسوية تحمل الميثاق الجديد. لا لا يبدو فقد (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ). اذن من هي تلك العشيرة الجديدة صاحبة الميثاق؟ تلك التي ليست يهودية ولا نصرانية؟ هل نجدها في القرآن ام في السيرة ام يجب ان نقفز فوق الاثنين لنجدها؟ بالطبع الصلاة الابراهيمية اعلاه تعطينا بوضوح تلك العشيرة الجديدة انها عشيرة المدعو محمد. لكن استخدام مصطلح سيدنا يشي بالكثير الكثير. ويدلنا على ان خيار محمد وعشيرته للميثاق القرآني خيار متأخر جدا. في العبرية وحتى اليوم يدعون الكاهن "ربي". الرب هنا هو السيد وليس الاله. في الحقيقة فالرب لا تعني الاله ابدا الا في العربية. مما يعني ان كاتب القرآن كان يسمع العبرية لكنه لم يكن يعي الخلافات اللغوية بين العبرية والعربية. ثم يأتي احدهم لاحقا ليصحح سوء الفهم اللغوي فيضع كلمة سيد بدل رب فتستقيم الامور. انه سيدي محمد وليس ربي محمد، وسيدي ابراهيم وليس ربي ابراهيم. هذا التصحيح اللغوي لا بد انه اخذ وقتا. ولذلك فاني لا استطيع ان اقول ببساطة ان محمد وعشيرته (ولا نعرف من هم) هم موضوع الميثاق القرآني الجديد. اعرف ان الشيعي الذي يقرأ هذا النص يطير فرحة لانه للوهلة الاولى يعتقد باني اؤيد رأيه القائل بان الدين الاسلامي انتقل عشائريا في آل بيت محمد كما يزعم شيعة علي. انتظر قبلا حتى نفهم من هو محمد ثم نغوص في عشائرية الاسلام. الصلاة الابراهيمية باعتقادي من صناعة الدولة العباسية. وسنأتي الى تفصيل هذا لاحقا.

ظهور_الاسلام ج١١ - في "المعرفة العلمية" في الميادين الإنسانية والدينية ...! - العقل التاريخي اخترت ان يكون عنوان هذا البوست هو نفسه عنوان بوست الصديق حسام الدين درويش ، لاني وبتوارد الخواطر غير العلمي كنت افكر في اللحظة ذاتها في نفس الموضوع، اي المعرفة العلمية في التاريخ. وكنت اتمنى لو لم ينزلق حسام ويعطي النصيحة المنهجية الوصائية التالية "وأتمنى أن ينجذب نظير إلى الكتابة "البحثية" غير الفيسبوكية، لأن ذلك سيسمح له ولنا بما هو أهم وغنى وأكثر إلهاما وفائدة." يحب حسام ان يعطيني نصائح. واشكره ثم لا آخذ بها. انه مثال الباحث المميز الممتاز الذي لا تأخذه في البحث لومة لائم ولا يتخلى عن منهجيته الصارمة حتى ونحن نأكل حمص ولحمة وندخن الاركيلة ونفصفص البذر. اما انا فاني اتخلى عن المنهجية الصارمة لانها لا تسوي قشرة بصلة. كل عقلانية الانسان التي تحتفل بها الفلسفة لا تسوي قشرة بصلة. هناك فرق هائل بين العقلانية وبين الموضوعية. العقلانية هي ان نظل ضمن اطر المنطق التي يفرضها عقل الانسان، اما الموضوعية فهي ان نظل ضمن اطر الواقع التي يفرضها موضوع البحث، حتى ولو احتجنا للتخلي عن العقلانية. المنهج العلمي بالنسبة لي ليس هو المنهج العقلاني وانما هو المنهج الموضوعي. ولذلك قلت ان الموضوعي يفرض علينا القفز حينما يحاصرنا العقلاني. هذه جملة هائلة، عجيبة، العقل يحاصرنا ويدفعنا الى اللاموضوعية. توقفوا عن الاحتفال بعقل الانسان، انه اداة علمية غير مكتملة وغير ناضجة وغير موضوعية. لنأخذ جزءا مهما من هذا العقل، الذاكرة (واسميه العقل التاريخي). الذاكرة ليست مجرد اداة حفظ معلومات ومن ثم اداة استعادة معلومات محفوظة. انها عقلية او عقل متكامل. انها اداة لمعالجة المعلومة، وحفظها، وتغييرها بما يلائم السرديات العامة للذاكرة، ومن ثم استعادة تلك المعلومات المعالجة بما يؤكد سردية الذاكرة والتي هي الايديولوجيا. الانسان غير موضوعي بسبب الذاكرة، والانسان ايديولوجي بسبب الذاكرة (العقل التاريخي) الايديولوجيا هي السردية، والايديولوجيا هي النص. من الصعب على عقل الانسان ان يفكر خارج النص، الايديولوجيا، السردية، الذاكرة, التاريخ. ان المنهجية التي يريدني الجميع ان اعود اليها هي الايديدلوجيا. المنطق الذي نهلل له هو الايديولوجيا وليس الواقع الموضوعي. ان عملي في محاولة كتابة تاريخ للثورة السورية من خلال المقابلات مع الناشطين جعلني اؤمن بانه لا توجد ذاكرة موضوعية وانما فقط ذاكرة السردية الايديولوجية. الجميع كان يراقب اللسان ويردعه عندما يخطئ. الجميع كان يتوقف عندما يتناقض الواقع مع الايديولوجيا، الجميع كان يريد ضمانات ايديولوجية من مسجل التاريخ، الجميع يريد ان ينتظر عشر او عشرين سنة حتى تتوضح الرواية الايديولوجية. الجميع كان ينسى او يتناسى الواقع لصالح السلامة الايديولوجية. دائما كنت اقول وبتردد ان مجتمعنا (حمصي، سوري, عربي، مسلم اي شيء) يعاني من عدم وجود وتعليم وممارسة العقلية العلمية الواقعية. اليوم اقولها وبكل صراحة وموضوعية وقفز فوق العقلانية، نحن مجتمعات تسبح في الايديولوجيا دون اية مرساة موضوعية، اننا نسبح في التاريخ والسردية والنص والايديولوجيا واللاموضوعية. فما هو هذا المنهج الرصين لدراسة التاريخ الذي يريدون لي ان اتمسك به؟ هل هو عقلانية ان هناك احتمال لوجود اله، واحتمال لوجود محمد، واحتمال لصحة الحديث، واحتمال لصحة السيرة، واحتمال لصحة الروايات عن المغازي والردة والفتوحات والصحابة والخلفاء، واحتمال لوجود حقيقة ولو صغيرة للنصوص المتواترة، واحتمال ان النص الاسلامي صحيح لان النص الروماني صحيح والنص الصيني صحيح والنص الهندي صحيح. بالطبع، اذا ألغيت التاريخ الاسلامي فيجب ان ألغي التاريخ الفرنجي والروماني والاغريقي والصيني. فكلها نصوص فيها ثغرات، لكن الله يعلم ان فيها بعض الحقيقة. انا اعتقد انها كلها ايديولوجيات تماما مثل التاريخ الاسلامي. هذا المنطق بالذات، منطق الاحتمالات التي تقول لك ولماذا نرمي النص وليس لدينا غيره. ولماذا لا يكون في النص ذرة حقيقة ولو صغيرة. ولماذا لا نستطيع بالاستنتاج المنطقي ان نبني تاريخا معقولا ونخلص من هذه الحكاية، هذا المنطق هو العقلانية وهو اللاموضوعية واللاعلمية. با اخي ابن ما تريد، ابن الصروح التي تريدها وآمن بها واعتبرها تاريخك وناضل من اجلها ومت من اجلها واقتل آخرين من اجلها، لكن لا تطلب مني ان اقتنع بنظرية الاحتمالات او بصحة النص فقط لانه موجود او الوحيد الموجود. الايديولوجيا والنص عقلانيان لاننا نضطر الى القبول بهذه الاحتمالات. ولاننا وهذا الاهم نقوم بفعل عقلاني لكن غير موضوعي وهو القبول بالنص بالدرجة الاولى. فلا يكلمني احد عن المنهجية الرصينة، المفيدة، والبحثية، وغير الفيسبوكية، والعقلانية، نعم فكلكم يملكها وانا ارفض ان املكها. هذا الرفض هو ما يجعلني غير عقلاني لكن موضوعي، فاذهبوا الى عقلانيتكم واستمتعوا بنتائجها المنطقية، انها لا تروقني. لكن لا احد يحدثني عن المنهج العلمي الموضوعي فلا احد منكم يملكه (اسف للتعميم، شوية غضب).

ظهور_الاسلام ج ١٣ -اين الاركيولوجيا من الاخ حسان الجودي سؤال صغير، لماذا أغفلت تماماً عدم وجود دلائل أركيولوجية على تلك السيرة الضخمة؟ ( الرأي منسوب للباحث العراقي في علم الآثار وعلم الأديان . د.خزعل الماجدي).. فإذا كان رأيه صحيحاً، فعلام مناقشة ما هو غير مثبت الوجود؟ جوابي:

في الحقيقة سقطت سهوا. نعم لا توجد اية دلائل اركيولوجية على السيرة. كما ترى وقعت في مطب الهوس بالنص الذي نوهت له في البداية.

_____________________________________________________________________________

  • التناغم مع المعلومات الأركيولوجية
    • يجب أن تتناغم مع جو الأنتيكا المتأخرة الديني (النقوش والأبنية)
    • يجب أن تشرح استمرار لقب أمير المؤمنين على المسكوكات بينما تصر المصادر الكتابية على لقب الخليفة أو الإمام
    • يجب أن تشرح الفتوحات الغائبة أركيولوجياً وخاصة الإنتقال السلمي في أغالب مدن الشام (جرش وغيرها)
    • أقدم مسجد موجو في صحراء النقب
  • التناغم مع المعلومات الكتابية الأولى العربية وغير العربية
    • من الصعب إعطاء تواريخ دقيقة لهذه الروايات لكنها تؤكد مثلاً على "الطائيين" و"المهاجرين" أو "الهاجريين"
    • تشرح الكتابة على قبة الصخرة ومعنى هذا البناء الغامض
    • تشرح التوافق بين تواريخ السيرة وتواريخ الحرب الساسانية البيزنطية
  • التناغم مع الرواية القرآنية
    • تشرح القراءات الأبحاث الجديدة في نص القرآن (المخطوطات الأقدم)
    • تشرح أصل المؤمنين، أهل الكتاب، المشركين، الكفار
    • تشرح الفرق بين رسول الله ونبي الله
    • تشرح الإنقسام في الأسلوب (على الأقل الإنقسامين المسميين بالمكي والمدني)
    • تشرح الغزوات المذكورة في القرآن
    • تشرح طغيان المرجعيات المسيحية واليهودية
  • التناغم مع العناصر المتكررة في الرواية التراثية
    • الأسماء والتواريخ
    • أشجار النسب
    • الهجرة إلى الحبشة، العقبة، غزوات بدر وأحد ومؤتة (المذكورة في القرآن)، أمهات المؤمنين
    • دستور المدينة
    • اسم محمد
  • التناغم مع المنطق التاريخي
    • أي دين جديد ينشأ من رحم القديم
    • أي دين جديد يأخذ زمناً ليتبلور
    • لماذا لم تظهر أية كتابات مبكرة
    • تفسر الحاجات الأيديولوجية العباسية