الإمبراطورية الأمريكية
6 شباط، 2016، تجارب الحفاظ على الإمبراطورية الأمريكية
عندما تنشأ إمبراطورية ما فإن أهلها يتعاركون على كيفية الإبقاء عليها وعلى إمتيازاتهم وليس على وجودها أو عدمه. قلنا أن جماعة الإتحاد والترقي الأتراك لم يعلنوا إنهاء الخلافة لأنهم ضد الخلافة العثمانية وإنما لأنهم رأوا أن الخلافة لا تحافظ على الإمبراطورية. واليوم في الإمبراطورية الأمريكية لا يتجادل السياسيون والباحثون وصناع القرار حول وجود الإمبراطورية وطغيانها وإنما يتصارعون على الطريقة التي يرونها مثلى لبقاء الإمبراطورية وتطويرها. لذلك قد تختلف تفاصيل السياسة الخارجية من رئيس إلى آخر ومن جيل إلى آخر لكن في النهاية غرضها الوحيد هو إستمرار الإمبراطورية. طوال الأسبوع الماضي والذي قبله تناقشت مع أصدقاء عما يحصل في سوريا وعن تفسير السياسة الأمريكية. واليوم قرأت بعض المقالات القديمة من التسعينات عن السياسة الامريكية في الشرق الأوسط. يا أصدفائي لا يمكن فهم هذه السياسة إلا من منظار الحفاظ على الإمبراطورية وتوسيع نفوذها وتمكينها في المناطق والمجالات التي لم يكن لها وجود مسبق فيها. بالنسبة لأمريكا لم يتغير شيء بعد الحرب الباردة لأن الحرب لم تكن ضد الشيوعية وإنما كانت لحماية الإمبراطورية وهذه مهمة لا تزال قائمة إلى أن تزول الإمبراطورية بقدرة قادر. لذلك أنا مصر على رأيي: ليس من مصلحة أمريكا تمكين روسيا من الإنتصار المطلق في سوريا. أفضل حل لأمريكا هو شيء مشابه للفيدرالية في العراق. هناك تقارير من التسعينات تنصح بتجزئة العراق وسوريا حسب محاور طائفية. وهذا ما سيحدث. لكن الحدود القديمة ستبقى. ما يهم أمريكا ليس الإستقرار وإنما حركة البترول وحركة رؤوس الأموال وأمن إسرائيل باعتبارها حليف ممتاز والدليل الإلهي عى تفوق المسيحية الأمريكية. قد يسترجع النظام حلب لكن الحرب في سوريا لن تنتهي بانتصار للأسد وبوتين وإنهاء وجود المعارضة المسلحة. سوريا ستبقى مقلقلة وستتقسم ضمن فيدرالية وستفتح أبوابها لرؤوس الأموال الأجنبية وسيشتري الخليجيون مزيداً من السلاح الأمريكي وستستمر إيران بإخافة السعودية وسيستمر الإرهاب بإخافة الشعب الأمريكي وستستمر الحياة السعيدة للإمبراطورية الأمريكية. هذه ليست إمبراطورية كما اعتدنا من الإمبراطوريات الأوروبية. المرحلة التوسعية الأمريكية جغرافياً إنتهت مع إحتلال غرب نهر المسيسبي. الإمبريالية الأمريكية إقتصادية بحتة وتؤمن بمناعتها لبعدها الجغرافي ولذلك فهي لا تهتم للتبعات الإقليمية لسياساتها وإنما تركز على التبعات العالمية. عدم الإستقرار يقلق الأوروبيين وليس الأمريكان. ما يقلق هؤلاء هو توقف البترول وتوقف الكاش الخليجي وتوقف مبيعات السلاح وتوقف حركة رؤوس الأموال الأمريكية. الحروب مفيدة لهم لأنها تفتج أسواق السلاح والإعمار والتدخل وخاصة في الجيش, لا تهتم أمريكا بمن يحكم ما دامت على علاقة مباشرة بالجيشكما في العراق. وفي سوريا لن تفرط أمريكا بالفرصة وتعطيها لروسيا.
15 شباط، 2016، قوة برية عسكرية سعودية
أما السعودية فهناك اختلال في موازينها مما سيجلب المشاكل علينا جميعا ً خلال العقود القادمة. أمريكا تحاول تغيير سياستها الخارجية من ناحية أنها لن تتدخل مباشرة في المشاكل الدولية التي يمكن أن تضطرها إلى إرسال قوات. طبعاً هذا لا يمكن أن يستمر لأن الإمبراطورية مثل قبضاي الحارة، إذا ما تدخل بكل مشكلة وضرب بوكسين ما بيضل قبضاي الحارة. طبعاً الولابات المتحدة تتدخل بكل شيء لكن الفرق اليوم أنها تعتمد على القوة العسكرية للشركاء المحليين. مثلاً قال أوباما إذا أراد القادة العرب (ويعني الخليج) أن تنحل مشاكل الربيع العربي فعليهم أن يأخذوا زمام المبادرة. هذا تطور خطير لأن اتفاق الملك ابن سعود مع الأمريكان عام 1945 كان أن أمريكا توفر العضلات بينما توفر السعودية البترول. اليوم أمريكا تضطر السعودية لبناء قوة عسكرية قادرة على التدخل في دول المنطقة مثل اليمن وسوريا. وتعتقد الولايات المتحدة أن هذا التدخل سيكون ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب وبالتالي فهي تتحكم به. لكن ما سيحدث هو أن السعوديون سيرون أن أمريكا لم تعد مهمة لبقائهم وبالتالي سيحاولون الإستقلال بقرارهم العسكري وعدم توريط أنفسهم في تنفيذ سياسات أمريكا. وهنا ستصبح للأيديولوجية الإمبراطورية السعودية (الوهابية) ماكينة عسكرية مثل إيام الإخوان (تبع الوهابية). هذا قد يعني في المستقبل إما تدخل أمريكا لتحجيم القوة السعودية أو تعاظم القوة السعودية وإدخال المنطقة في تبعية أسوأ من التبعية الحالية لدول الخليج ولا سيما السعودية. أنا أفضل أن تقوم أمريكا بتحجيم إبران بدل أن تقوم السعودية بذلك. القوات البرية التي يتكلمون عنها لن تكون الحل لمشاكلنا بل ستعني مزيداً من الدمار والصراعات الخارجية على أرض سوريا. لو كانت هذه القوات لإعادة الأمن لشجعتها لكنها لحماية مصالح السعودية بمحاربة إيران وهذا ليس في صالحنا. يمكن تحجيم إيران بدعم توحيد الفصائل. لكن هذا أيضاَ لن يحدث فالأتراك والقطريون وللسعوديون هم من يحافظ على تشتت الفصائل كطريقة للتحكم بها. مفتاح الحل في أيدي السوريين أنفسهم وهو ليس حلاً عسكرياً.
Kasem Atassi طيب ما السبب وراء توقيف الدعم للفصائل المعارضة؟؟ليش تركوا وحيدين بمواجهة النظام و الروس؟؟واضح انه حتى سلاح نوعي ما عاد معهم؟؟
Ali Rekmani يبقى الوضع على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء إلى أرض الله الواسعة
Ahmad Nazir Atassi لا أعرف الإجابة على الأسئلة إذا الكتب فيها أي نفع فإنها تعلم أن الإمبراطوريات لا تتغير وهي دائماً تسعى وراء مصالحها. إذا كانت مصلحة أمريكا في موت المعارضة المسلحة فهذا ما سترونه لكني لا أرى موت المعارضة وإنما سقوط بعض المقاتلين وكثير من المدنيين وحصار حلب الشرقية. هذه ورقة ضغط. المعارضة المسلحة شلة متمردين لا يجمعهم هدف واحد وعلى هذا الأساس تتعامل معهم أمريكا، بالعصا والجزرة.
15 شباط، 2019 - الإنجيليون والإمبراطورية
Why Evangelical Christians Love Israel | VICE on HBO دعم الإنجيليين الأمريكان لاسرائيل ليس فقط لأسباب دينية بحتة بل هو تعبير قوي عن الإمبراطورية الأمريكية والإعتقاد الأمريكي بان الله يقف معها وهي تقف معه. المال الصهيوني في أمريكي لا يشرح شعبية إسرائيل في هذا البلد، بينما المهدوية الأمريكية تشرح هذه الشعبية ببساطة ووضوح. إسرائيل هي عنوان الإمبراطورية الأمريكية مثلما مكافحة الإرهاب الإسلاموي هو عنوانها المقابل. راحت أيام الحرب الباردة وجاءت أيام محاربة الإرهاب. الإمبراطورية بحاجة دائمة لخطر داهم يجيش المشاعر ويحفز الدعم ويمتحن المشككين. ومن الأدوات الأخرى التي تستخدمها الإمبراطورية لإجبار الدول على الإنصياع لمخططاتها هي العقوبات الإقتصادية. ولا أقول هنا بمظلومية إيران أو نظام الممانعة، وإنما اقول أن العقوبات لا تعبر عن خطر حقيقي وإنما هي وسيلة لمعاقبة من يخالف أوامر الإمبراطورية ولضمان ولاء الدول الكبرى قبل الصغرى.
Tarek Abou Ghazala ولا امبراطورية ولا ما يحزنون. اليمين الانجيلي يدعم اسرائيل بسبب اعتقادهم بنبوءات الكتاب المقدس ان عودة المسيح مرتبطة بهجرة اخر يهودي الى الارض المقدسة كي يعود المسيح فيجعلهم مسيحيين ومن لا يقبل يقتل. هؤلاء هم نفسهم الذين أوصلوا ترامب للرئاسة ويغضون النظر عن كل أخطائه وذنوبه. هؤلاء هم الذين يرفضون تلقيح أولادهم ضد الامراض وبعضهم يؤمن بأن الارض مسطحة وانه ليس هناك احتباس حراري. هؤلاء هم الذين وراء تصاعد الموجة العادية للسامية واليهود في امريكا بينما يتعاطفون مع "الصهيونية" في إسرائيل. هؤلاء ليسوا المهدوية الامريكية بل حقيقة هؤلاء يلون السلفية المسيحية.
Ahmad Nazir Atassi الإنجيليون يدعمون إسرائيل بسبب النبوءات. وطيب وماذا عن بقية الأمريكان الذين يدعم معظمهم إسرائيل. وماذا عن الدعم المستمر وغير المشروط لإسرائيل في الكونغرس، وعن زيارة كل مرشح للرئاسة للوبي الصهيوني. هل كل هذا من أعمال اللوبي وقوته. لوبي واحد يتحكم بكل أمريكا دولة وشعباً. الأمور تصبح أوضح إذا قلبت المعادلة. دعم إسرائيل يأتي من الحكومة والشعب وليس من فئة صغيرة متحكمة من وراء الكواليس. كل الرؤساء في أمريكا ينتحبون بنسبة 51% وهذا ينفي اي ادعاء بأن هذه الكتلة أو تلك جاءت باي رئيس أمريكي. هناك واحد بالمائة من الشعب الأمريكي تارة يروح يسار وتارة يروح يمين. في المسيحية أصولية وليس هناك سلفية لأن المسيحية ليس فيها سلف صالح. المهدوية الأمريكية لها تاريخ طويل منذ تأسيس هذا البلد ولا أعرف مدى اطلاعك عليه. لا أفهم ما يزعجك في مفهوم الإمبراطورية حين نطبقه على أمريكا. ولا أعرف كيف يمكنك إنكار وجودها وهي في كل مكان.
Tarek Abou Ghazala Ahmad Nazir Atassi د. نظير منشورك يتكلم عن دعم الانجيليين الامريكيين لاسرائيل ويفسر ذلك بأنه ليس لأسباب دينية بحتة بل هو تعبير عن الامبراطورية الامريكية. ردي كان يتعلق بهذه النقطة وليس لماذا يدعم غير هؤلاء اسرائيل. أما دعواك التي بسطتها في معرض ردك على ردي أن بقية الامريكان يدعم معظمهم اسرائيل فهذا الكلام غير دقيق اليوم. هناك شريحة كبيرة من الملينيالز (المولدين في الثمانينات) لايدعمون اسرائيل. بل اكثر من ذلك هناك حركة مقاطعة وسحب استثمارات ومعاقبة لاسرائيل كبيرة في داخل امريكا في الجامعات والكنائس بل حتى ضمن صفوف بعض اليهود الى درجة أن اصدقاء اسرائيل بدؤوا بسن تشريعات تجرم ذلك. لكن كل المؤشرات ان تشريعا كهذا لن يمر في مجلس النواب ولو انه مر في مجلس الشيوخ مع معارضة ٢٣ شيخا عليه. اذا هناك حركة تدافع كبيرة داخل المجتمع الامريكي ضد اسرائيل وسبب ذلك برأيي ان اسرائيل حجمت قضيتها من قضية انسانية الى قضية يهودية ضيقة فيما وسع الفلسطينيون قضيتهم من قضية عربية اسلامية ضيقة الى انسانية عريضة.
DrAli Asaad ( لمعاقبة من يخالف أوامر الإمبراطورية ولضمان ولاء الدول الكبرى قبل الصغرى ) هذا هو جوهر سياستهم.. وبالتالي كل من لديه مشروع مستقل هو خطر حقيقي