الفكر العلوي
8 يناير، 2019- هل هناك جهادية في الفكر العلوي
تحدثنا كثيرا عن تاثير الدين في الازمة السورية، وعلى الاسلمة والجهادية. لكننا لم نتحدث يوما عن اثر العقيدة الدينية في مدافعة المقاتلين العلويين عن نظام الاسد. اكره في الباحثين الغربيين الاعتقاد بان الاسلام السياسي هو مرض سني فقط. اي ولاء لايديولوجيا يمكنه انتاج نزعة قتالية ودفاع شرس عن منظومة الامتيازات المتخيلة. فاذا كان هناك فاطميون وجماعة ابو الفضل العباس المؤمنون بالجهاد الشيعي فما هو الجهاد العلوي. الماركسية اللينينية بمقولة ديكتاتورية البروليتارية وانشاء المجتمع الشيوعي الفاضل هي ايديولوجية جهاد. الدفاع عن الوطن هي ايديولوجبة جهاد قومية. فما هي ايديولوجية الجهاد العلوية. صحيح اني لا احب الطائفية واعرف انها ايديولوجيا سياسية وليست دينية، لكن لا انكر وجودها ولا وجود الايديولوجيات الدينية على المستوى الشعبي كادوات للتجييش. ماةيسمونه بالعلوية السياسية هو تعبير عن الايديولوجية الطائفية لحكم الاسد، كما اقامة الشريعة هي كائفية الاخوان والاسلام السني السياسي. اقامة شرع الله كوسيلة دينية لشرعنة العنف والاستيلاء على السلطة هي لب الجهاد السني. امامة اهل البيت وولاية الفقيه هي لب الجهاد الشيعي الايراني. فما هو لب الجهاد العلوي. في العصور القديمة كان الجنود باخذون تمثال الاله الى المعركة ويقاتلون حوله كرمز لوحدتهم وانتمائهم وجهدهم جهادهم. اليوم نسمي التمثال الالهي العلم الوطني، وهو الهة الديانة القومية. الجهاديون السنة ياخذون رموزهم الى المعركة من اعلام سود او خضر ومصاحف، وكذلك الجهاديون الشيعة باعلامهم السود والخضر وصور الائمة والخميني، فماذا ياخذ الجهاديون العلويون. هل ياخذون صورة الاسد. هل الاسد هو الامام.
تعليق سليمان وردة: ان ملاحظة بعض النفس الديني خلال الحروب لا يفيد بالقطع انه يمثل عقيدة جهادية. فمثلا لو كان القتال اليوم ضد اسرائيل او ضد القوى التي كانت مناوئة لدمشق في لبنان خلال التواجد السوري قديماً، هل كنا نرى العميد علي خزام مثلا الذي ظهر في الفيديو يتكلم بهذه العبارات الدينية؟ طبعاً لا. ان هذا الفيديو الذي يرجع الى السنة الاولى من الحرب في سورية حيث كانت تتطاير من الداخل والخارج(العرعور) ان هذا القتال ضد العلويين الروافض لذلك جاء التوضيح من هذا الضابط اننا اليوم نتعرض لنفس الهجمة التي حصلت منذ1400 سنة. هذه ليست عقيدة جهادية وانما مبرر آني للدفاع عن المواقع التي هم فيها ، هذه المواقع لو قُدِّر وذهبت للخصم فلن ترى علوي يتنفس. للعلويين مرجعيات دينية وليس كما علق البعض وكأنهم خارج المنظومة المذهبية الاسلامية! طوال عمرهم مرجعياتهم حاضرة دينيا منذ الامام الخصيبي وامتدادا الى الشيخ يوسف الرداد ثم الى السيد علي المقداد الادريسي الحسني ثم الى الشيخ احمد قرفيص ...الخ وفي هذا العصر كانت المرجعية حاضرة بقوة ممثلة بالشيخ ابراهيم عبد اللطيف مرهج والشيخ عيد ديب وعبد الرحمن الخير والشيخ حيدر عبود ومحمد ناصر الحكيم ...الخ لكنها مرجعيات تنأى بنفسها عن السياسة . والدكتور احمد اخطأ عندما قال للرئيس منصب ديني ( ولو فخري) ويقل هذا الشأن اذا زوجته سنية وانا اربأ بك ان تنزل لهذا الاعتقاد . الرئيس قوة سياسية بحتة يعرف حدوده والمشايخ يعرفون حدودهم . لمن تنقصه المعرفة بعض العلويين بحكم الزمكان تسننوا وبعض السنة اصبحوا علويين وبعض الاسماعيليين تحولوا الى علويين. ( حلب حتى دخول الاتراك كانت مدججة بالعلويين) امثلة لذلك السادة الاشراف الادارسة فقهاء المالكية ممثلة بالسيد الشريف على المقداد الحكيم الحلبي الادريسي الحسني قدموا في القرن الهجري الثامن من المغرب الى حلب وكانوا مالكية ثم تحولوا الى المذهب العلوي. السادة الاشراف الفاطميين المحارزة قدموا من مصر وكانوا اسماعيليين وتحولوا الى العلوية ومنهم الشيخ صالح العلي المجاهد المعروف . اليوم قسم كبير من الاكراد اعرفهم تركوا السنة وتحول قسم منهم لنصارى وقسم اخر شيعة وعلوية واعتقد ان هذا التحول كان لاسباب سياسية خلال الازمة الحالية. كمعلومات الدروز صرحوا انهم غير دعويين ولا يرحبون بمن يأتيهم ولا يحزنوا على من يتركهم. اعتقد جزء كبير من البحث المطروح هنا متأثر بعمق بمجريات الحرب في سورية اكثر مما هو من مرتكزات بحثية علمية بحتة وهذا طبيعي فلا نبتأس من سماع بعض النبرات المتأزمة فهذه ليست حرباً عادية البتة. اكرر القول ان العلويين اليوم بقناعة ان مشروع اعرابي غربي لتغيير الخارطة هو السبب وليس السنة.
رد على سليمان وردة: اعرف تماما ان النفس الديني في الحروب ليس هو الجهادية. ولم ازعم ان اي نفس ديني فهو بالضرورة جهادي. انا اعطيت تعريفا محددا للجهادية وهو المقابلة بين الماضي والحاضر واعتبار الحاضر نسخة من الماضي، والهدف هو اقامة حكم ايديولوجي ديني، واضيف ان الجهادية فيها نفس مهدوي لانها تعتبر القيامة قريبة والدولة الدينية ضرورة لظهور المهدي، او ان الدولة الدينية هي الجنة الموعودة. الخميني شخصية مهدوية، ابو بكر البغدادي ايضا. الاخوانية ايضا لا تخلو من عقلية الفئة الناجية المرتبطة بالمهدوية. شكرا على التاكيد على وجود مرجعيات دينية علوية فهذا طبيعي حتى ولو كانوا مهمشين. الاسد ليس له مرتبة دينية فهو ليس شيخا لكن له مكانة دينية. كل الفلسفات الغنوصية العرفانية مثل الصوفية والعلوية والبكتاشية والافلاطونية الجديدة والدرزية وحراس الهيكل تؤمن بوحدة الوجود والفيض والمعنى والباب والحجاب والايتام الخمسة ومراتب الاقتراب من الذات الالهية والسمة الدورية للزمان والكون والتقمص وتناسخ الارواح واصطفاء المؤمنين. اذا كان الاسد الاب قد تعلم اصول دينه على يد معلم فله مرتبة في سلم الارتقاء العرفاني. وزواج الابن من سنية يحرمه من الدخول في صفوة المؤمنين كما عند كل الاديان السرية وعند كل الاديان غير السرية حتى. اما هل يفكر كل العلويين بهذه الطريقة فبالطبع لا. لكن بالمقابل هل هناك مؤمنون عن العلويين، بالطبع نعم. وهل يقاتل بعضهم بايديولوجية دينية، نعم. هؤلاء بالتحديد من اريد فهمهم
تعليق من علي الرقماني: أظنها نسخة من المفهوم الشيعي، وقد لاحظتها فعلاً من خلال النعوات التي أخذت ترفق صفة "المجاهد"، بالإضافة إلى الشهيد، إلا أنها بالتأكيد مستحدثة لدى العلويين كالكثير من المظاهر الدينية "الإسلامية" الأخرى الطارئة، والتي جاءت كلها - وبالتدريج- بعد الاعتراف "السياسي" بالعلويين كفئة إسلامية وضمها للمذهب الجعفري. يعني بالنتيجة، عبارتك الأخيرة التي ربما أوردتها على سبيل المزاح قد لا تكون بعيدة كثيراً عن الحقيقة، ولكن ليس بهذا الشكل المباشر.
تعقيب على تعليق علي الرقماني: علي أنت دائماً رايق ومنطقي. كلامك هو الجواب الشافي. لكن أود لفت إنتباهك إلى المهدوية، وهي ممكنة أكثر عند العلويين منهم عند السنة لأنها ديانة صوفية. المهدي قد يتحول إلى قائد حركة مسلحة أو ثائرة. على العموم العلويون لهم تاريخ طويل في معاداة الحكومات المركزية أو عدم الثقة بها، والعكس بالعكس.