الإقتصاد في السوسيولوجيا
9 كانون الأول 2018، الاقتصاد الأخلاقي
Les Gilets Jaunes, l’économie morale et le pouvoir
مقالة اكثر من رائعة تشرح، لكنة بلغة صعبة بعض الشيء، ما ذكرته في بوستات سابقة. لم اكن اعرف مصطلح الاقتصاد الاخلاقي. ان هذا المصطلح فعال جدا في تحليل الحركات الاجتماعية المحافظة والمغرقة في المحلية والتي يعبر عنها خطاب اخلاقي لكن اقصائي يخاف الغريب ويطرده، ولا يمكنه ان ينسجم مع التحولات الاقتصادية والسياسية العالمية. هذا التحليل مناسب جدا للثورة السورية التي اثقلتها خطابات النقاء المحلي وطرد الغرباء والاخلاق العامة المحافظة والعودة الى مجتمع باب الحارة الى حين جاء الاسلام السياسي وطغى عليها لقربه الشديد من هذه العقلية، ولذلك دائما قلت ان اسلمة الثورة كانت شبه حتمية. هذا المنطلق النظري، اي اقتصاد الاخلاق، يجعلنا نعيد النظر في الديمقراطيات الاوروبية، ويوضح لنا سبب انتشار اليمين المتطرف في اوروبا وتاريخه الطويل في تلك البلدان التي جاءها التصنيع من فوق ولا تزال في كثير من جوانبها ثقافات مغلقة ومحافظة وبعيدة عن مفهوم المواطنة والمساواة. وهو يؤكد ما ذهبت اليه سابقا من ان الثورات الفرنسية كانت ثورات فوضوية مثالية لطبقات محافظة استفادت منها في النهاية البرجوازية الصاعدة.
4 تشرين الثاني 2019، التحليل الطبقي
افضل ما قرأت في محاولة فهم التحليل الطبقي. التحليل الطبقي، ماركة الماركسية المسجلة، ليس دائما تحليلا ميدانيا وليس دائما مطابقا للواقع. هذا عدا عن صعوبة تعريف الطبقة او تحديد مؤشرات لها. البعض اعتبر انماط الاستهلاك كمؤشرات. يعطينا المقال مسحا للساحة التحليلية للطبقة الوسطى في المنطقة قبل وبعد الربيع العربي.
8 تشرين الثاني 2019، تعليق على مقالة نهاية النيوليبرالية
حائز على جائزة نوبل في علوم الاقتصاد: نهاية “النيوليبرالية” والتاريخ يولد من جديد هناك فرق بين العالم النيوليبرالي وبين النظريات النيوليبرالية. هذه النظريات مجرد تبريرات للمنطومة القاسية والعالمية الانتشار التي يفرضها علينا العالم النيوليبرالي. وهي ليست بالضرورة فهم صحيح او حقائق وانما وعود وتعمية. المظاهرات التي نشهدها حول العالم هيردود افعال محلية على بعض مظاهر العالم النيوليبرالية، لكنها لا تهدف لاسقاطه بل للتأقلم معه. قالوا نفس الشيء عن العالم الرأسمالي وهاهو يستمر ويتمدد ويتطور. وهذا العالم كذلك لا تفسره النظريات والايديولوجيات الرأسمالية، وهي فقط تصف بعض جوانبه وتكذب بخصوص جوانب اخرى ككل الايديولوجيات. التحدي اليوم ليس في مقاومة بروز العالم النيوليبرالي وانما في فهمه وايجاد وسائل لتخفيف قسوته والاستفادة من ادواته. التوزيع العالمي للتخصص في العمل، والتنافسية في السوق العالمي، وسيولة رأس المال، وسيطرة الشركات العابرة القوميات والقارات، وانخراط البلدان في المنظومة المالية الدولية، وتآكل انظمة الضمان الاجتماعي، وازدياد حركية الموظفين المختصين واصطدامهم بقومية العمال غير المختصين، كل هذه سمات العالم النيوليبرالي ولن تزول. محاربته لن تنفع، الانعزال لن ينفع. امريكا لا تفرض النيوليبرالية بل هي احدى ادواتها كما هي العديد من الشركات الهندية والصينية والالمانية والاسترالية والكورية. النيوليبرالية ليس لها قومية وليس لها قائد، الولايات المتحدة تتنطع لهذا الدور لكنها لن تنجح بالكامل. انها منظومة عالمية جديدة ستقرر مصائرنا ان لم نفهمها ونطحش في جوفها دون تردد او خوف. ما يزعجني ويقلقني هو هذا الدور المهدوي الذي يحاول المثقفون القيام به. هؤلاء تطغى عليهم ايديولوجيا حماية المستضعفين، لكنها ايديولوجيا اخلاقية ساذجة تحلم بعالم تحكمه المساواة والعدالة والديمقراطية وتوزيع الثروة ودولة الاعالة والضمان الاجتماعي والاحترام المتبادل بين الدول وضبط الرأسمال من خلال تدخل الدولة في الاقتصاد. الرأسمالية ظهرت في اواخر الالفية الثالثة قبل الميلاد وتطورت الى اشكال متعددة مثل الاقطاعية والسلطانية والتجارية والصناعية واليوم الرقمية. ان استحواذ جزء صغير من الفواعل الاقتصادية على معظم الثروة ليس سببه الجشع بل يمكن توقعه رياضيا، انه اخد سمات المنظومات ذاتية الدفع، سواءا مانت عناصر هذه المنظومات اشخاصا ام مدنا ام دويلات ام امبراطوريات ان دول قومية ام شركات عابرة للقوميات. كل تنظيم شبكي من نوع السوق الحرة سيؤدي الى تركز المال والسلطة حسب power law. ما نحتاجه حقا ليس التمنيات للثورات الفوضىية بالنجاح، وانما الفهم والتجمع في مؤسسات وتحالفات كبيرة تجعلنا من المؤثرين بدل ان نكون من الخاضعين.