شروط النظرية الجديدة
ظهور_الاسلام ج٣- مبادئ العمل شكرا لجميع الاصدقاء على التفاعل الايجابي والمشجع. الكثير سأل اسئلة في الصميم. سأجيب على عناقيد منها حسب حاجة سرد الاطروحة. هذا البوست سيتحدث عن المبادئ او القيود التي سيلتزمها العمل. اولا- الشك: لا شيء سيكون آمنا من الشك: لا الحدث، لا الشخصيات، لا النصوص، لاتفسير النصوص، لا وحدة السرديات المعروفة، لا الطابع الالهي، لا التراث المتناقل والمكتوب. انه شك تفكيكي, شك في المعلومة وشك في روابط المعلومة، وشك في تبعات المعلومة. ثانيا- القفز لخلق منطق داخلي للسردية الجديدة: اذا كنت سأشك في كل شيء فأين المرساة، واين حجر الاساس؟ الناس ترتكز على النص التاريخي او النص الديني، ثم المحاكمة المنطقية، وحتى الايمان في خلق سردياتها. هل ازعم ان عندي منطق افضل؟ لا. لا ابدا. بل اؤكد ان القفز الخيالي والقفز فوق النصوص والمحاكمات والايمان ضروري لطرح سردية جديدة. دائما تعطينا الايديولوجيا الراسخة انطباعا بانها متجذرة في المنطق والتاريخ. لكنها في الحقيقة كانت في يوم من الايام قفزة في الخيال. بعد تفكير طويل في قضية مثل الاصلاح الديني تبين لي ان التجديد والاصلاح لا يحصلان من داخل النص او من داخل المؤسسة او من الاسفل او من الايديولوجيا وانما من الخارج وبالقفز عليها كلها. السردية المقترحة ستكون مجموعة عناصر تاريخية ومتخيلة منتقاة من هنا وهناك ومربوطة بمنطق خاص داخلي. العملية كلها قفزة خيال. ما ازعمه هنا هو محورية وضرورة قفزة الخيال. الدارسون لظهور المسيحية والمشككون بسرديتها الرسمية، وكذلك الدارسون لظهور الاسلام والمشككون بسرديته الرسمية يبحثون في النصوص المعتمدة في السردية عن تناقضات. التناقضات داخلية في البداية، ثم تأتي معلومات خارجية مثل الاركيولوجيا لتضيف تناقضات بين داخل وخارج السردية. هذا يعني ان اية عملية شك ومن ثم اعادة بناء تحتاج الى عنصر خارجي قوي يبني موثوقية موازية للنص التراثي. تتراكم التناقضات وتعلو الاصوات، وتظهر اطروحات جزئية هنا وهناك. لماذا لا ننسف التقليدي بكامله. في الحقيقة الطبيعة بحد ذاتها محافظة ولا تنسف عملها السابق في لحظة. لكن نشوء الجديد يبدأ خارج المنظومة التقليدية ومع الوقت يقوم بنسفها كاملة. كما حدث مع الديانات ماقبل التوحيدية. الدارسون والمشككون يخافون من النسف، ويعتقدون حسب المنهج العلمي الذي تدربوا عليه ان النص الذي بين ايديهم يحتوي بعض الحقيقة التي يجب ان يصلوا اليها بالمنهج الرصين. المشككون لا يريدون قطع الخشبة التي يقفون عليها. رصانة منهجهم تحمي السردية القديمة لانهم يبنون موثوقية يزعمون انها علمية (مثل اية موثوقية اخرى حتى لو كانت كهنوتية). انا لا ازعم ان منهجي رصين ولا علمي. انا اقول اني ساقفز في الفراغ. انا لا ابني موثوقية. انا لست باحثا علميا هنا.
ظهور_الاسلام ج٥ - عودة الى القفز التخيلي عثرت على نص ممتاز يشرح وجهة نظري من ضرورة القفز على السردية التقليدية. اننا نتأقلم معها الى ان تغلي قوانا. النجاة تكون بالقفز اولا. النص منقول عن صفحة الصديقة إناس النجار ضع ضفدعاً في وعاء ملئ بالماء و ابدأ بتسخين الماء تدريجياً . ستجد أن الضفدع يحاول جاهداً أن يتكيّف مع ارتفاع درجة حرارة الماء التدريجي بضبط درجة حرارة جسمه معها . و لكن عندما يقترب الماء من درجة الغليان ، يعجز الضفدع عن التكيّف مع الوضع هذه المرة ، لذا يقرر في هذه اللحظة القفز خارج الإناء , يُحاول القفز ولكن دون جدوى لأنه فقد كل قوته خلال عملية التأقلم مع درجة حرارة الماء المرتفعة , و سرعان مايموت . ٢٢:٤٦، ١ أكتوبر ٢٠٢٢ (ت ع م)~ ماالذي قتل الضفدع ؟ الكثيرون منا سيقولون الماء المغلي هو الذي قتله . لكن الحقيقة ماقتله هو عدم قدرته على اتخاذ قرار بالقفز خارجاً في التوقيت المناسب . ٢٢:٤٦، ١ أكتوبر ٢٠٢٢ (ت ع م)~ كلنا بحاجة إلى التكيّف مع الناس و مختلف الأوضاع ، لكننا بحاجة أكثر إلى معرفة متى نحتاج إلى التأقلم و إلى أي درجة و متى نحتاج إلى مواجهة الوضع و اتخاذ الاجراء أو القرار المناسب .. إذا سمحنا للناس أو للظروف باستغلالنا جسدياً أو عقلياً أو عاطفياً أو مالياً سيستمر ذلك إلى أن يقضي علينا . " يجب أن نُقرر متى نقفز قبل أن تخور قوانا " .
ظهور_الاسلام ج٧- القرآن ومتلازمة الارشيف في رحلتي الاخيرة اطلعت على ارشيفين مختلفين، ارشيف الانتداب الفرنسي لسوريا والارشيف العثماني. يعتقد الباحث عندما يبدأ البحث في ارشيف انه سيكون امام صور واقعية للماضي مأخوذة حسب التسلسل الازمني ومرتبة بحيث تعكس الماضي كما وقع. يعني ممكن ان ابدأ بقضية في محكمة البدايات واتابعها في سجلات الطابو ثم في الاستئناف ثم في دوائر الدولة المختلفة حتى اصل الى نهايتها. وعندما اتابع مجموعة من هذه القضايا فإني سأرسم صورة واقعية لعمل النظام القضائي في نهاية الدولة العثمانية فيما يخص الاراضي وملكيتها. وربما استطيع تتبع تطور هذا النظام في العهد الفرنسي بالانتقال الى الارشيف الفرنسي. في الحقيقة، لن يمكنك ان تنجز هذا الحلم ولو عشرة بالمائة منه. ببساطة الارشيف لن يسمح لك لان لديك فهم خاطئ تماما لما هو الارشيف. ان مجموعة الوثائق التي نسميها الارشيف بقيت في خزائن الحكومة لعقود طويلة مهملة وغير مرتبة وناقصة حيث تم اتلاف الكثير منها. يرمونها في صناديق دون ترتيب لا زمني ولا حسب المؤسسة ولا حسب الموضوع. مع الزمن يتلف العديد من الصناديق ويتم تفريغ محتويات صناديق مع محتويات صناديق اخرى وهكذا. ويقسمون الصناديق الى اقسام حيث لا يتسع لها مكان واحد ويخزنونها في عدة اماكن. ثم فجأة تحصل نقلة نوعية في الدولة. انها تعي تاريخها فجأة وتريد ان توثقه. عندها يرسلون موظفين الى مخازن الحفظ المختلفة ليفتحوا الصناديق المخلطة وغير المنظمة. عهدة الموظف ان ينتج من هذه الصناديق تاريخا متكاملا تعتز به هذه الدولة وتصنع من خلاله تاريخا عظيما لنفسها. اول ما يفعله هؤلاء الموظفون هو فرز محتوى الصناديق حسب تصنيفات مناسبة للتاريخ الجديد وليس للتاريخ القديم. ثم يقومون بدمج (عمل تحريري) بعض الوثائق مع بعضها البعض من اجل انتاج سردية واحدة متكاملة وسلسة وقابلة للتصديق حسب الاحتياجات الحديثة. يغيرون بعض المحتوى غير المناسب للسردية الجديدة وقد يحذفونه تماما. وقد يقومون بأعمال تحريرية اضافية لمحو اية تناقضات جديدة ناتجة عن الدمج والحذف. ثم يقدمون هذا المنتج المخلط والمقطع والملزق للدولة الجديدة وللباحثين في شؤونها وللمدافعين عنها وللعاملين فيها على انه الحقيقة الماضية. هذا ما اسميه متلازمة الارشيف. وتجده في كل الدول التي تعيد كتابة تاريخها. وتقريبا كل الدول تعيد كتابة تاريخها. هذا ينطبق على الكتب المقدسة ايضا. اننا ننسى ان الكتب المقدسة هي من انتاج دول وليس فقط مجتمعات واشخاص يحرصون على الدين. في الحقيقة الاديان التي لا ترتبط بدول قد لا يكون عندها كتب مقدسة، فالتقديس ليس فقط فعل تبجيل بل هو فعل عزل. التقديس هو عزل المقدس عن المدنس لان المقدس هو مقام الدولة. احد اهم مبادئ العمل التي اعتمد عليها في القفز التخيلي (وانا صريح بشأنها) هي ان القرآن فيه كل سمات متلازمة الارشيف. هذا يعني اننا مهما حاولنا ادخال اي تصنيف في ايات وسور القرآن فان عملنا سيكون تعسفيا وناقصا. اي تصنيف او ترتيب حسب الزمن او المفاهيم او المواضيع او المفردات لن ينتج الا فرضيات. يمكن ان اقول ان حدي الادنى للتصنيف هو الاية او السورة او اية اربع كلمات متتالية او الجملة المفيدة او الموضوع الواحد. اي انني افترض ان الخلط والقص واللزق طال الايات او السور او ما يزيد عن اربعة كلمات متتالية او الجمل المفيدة او الموضوع الواحد. هذه كلها فرضيات، مجرد فرضيات. فهل نتوقف عن التصنيف ومحاولة الربط المنطقي (الزمني او المفهومي او الموضوعي). لا ابدا. يجب ان نخضع القرآن لكل التصنيفات الممكنة مهما كانت سخيفة في نظرنا او مهما كانت مخلة بالسرديات القديمة وخاصة المقدسة منها. فكلما اقتربنا من المقدس اقتربنا من الحدث التاريخي المغيَّب والمرتبط بالدولة. بالنسبة لي قمت خلال السنوات العشرين الماضية بعشرات التصنيفات على محتوى القرآن. ووجدت ان القرآن نص متطور مفاهيميا وموضوعيا وتاريخيا بحيث لا يمكن تمييز بداية او وسط او نهاية لاي تصنيف. لا توجد بدايات مع كفار قريش ونهايات مع الفتوحات. القرآن لا علاقة له بالسيرة. ويعتقد كثير من الباحثين وانا منهم ان السيرة وضعت لاحقا في محاولة لوضع القرآن في سياق تاريخي، لكنها محاولة فاشلة. في هذه الحالة فاني اعتمدت التصنيف الثلاثي الذي اوضحته في بوست سابق. السبب انه يفيدني في قفزي، فقط لا غير. تلخيصه هو التالي: السبع المثاني وهي سور التشريع والقتال (المخاطب فيها هم اهل الكتاب من اليهود والنصارى وبعض العرب المشركين)، القرآن الوسيط وهو قصص التوراة (المخاطب فيها عرب مشركون أميون)، والقرآن القديم وهو صلوات وايديولوجيا البعث المهمة جدا للقرآن (المخاطب فيها اي انسان يستمع للدعوة).
ظهور_الاسلام- ج٨ - القرآن ومتلازمة كلام الله الاديان تقوم على الايمان بعقيدة حول كيف يتدخل الماورائي والميتافيزيقي في الدنيوي والفيزيقي. هذه العقيدة تحتاج الى طاعة مطلقة لانها في الحقيقة تنظم كل ما هو دنيوي وخاصة المجتمع وربما الدولة. في الاديان التي تعترف بآلهة فان الاله يخاطب المطيعين له من خلال الكهنة والانبياء والنصوص المقدسة بأن يحمّلهم "كلام الله". كلام الله هذا هو التعاليم التي يجب اطاعتها مهما كلف الامر. العقل الديني فيه بعض الطفولة من حيث انه لا يبادر ابدا دون امر يحمل كلام الله. قائد الجماعة والمبادِر الوحيد هو ايضا الوحيد المخول بنقل كلام الله او تفسيره. العقل الديني يخاف القرارات، ويربي اتباعه على الخوف من القرارات. الانسان يخطئ وهو لذلك بحاجة الى دليل في الحياة والدليل هو كلام الله الذي يحتكر الكاهن او القائد نقله وتفسيره. لكن لماذا على الانسان ان يخاف من الخطأ؟ ولماذا يجب على الانسان ان يحجم عن اتخاذ القرارات التي يمكن ان تكون خاطئة؟ الجواب هو لان الاله لا يحب الخطأ. الاله هو من يقول لك انك ناقص وخطاء، ثم هو قوي ولا يحب الخطأ ويعاقبه بقوة، ثم هو يقول لك تماما ما يجب ان تفعله (من خلال كلام الله) حتى لا تخطئ وحتى لا يعاقبك. هذه العقلية هي تماما كيف نربي الاطفال الصغار. ولذلك فالعقلية الدينية دائما طفولية. انها تحب الطاعة وتكره الخطأ وتحب الاوامر واذا لم تتلق الاوامر فانها تخاف وتحس بالذنب والمظلومية وتريد المخلص. انها لا تعترف بقدرتها على المبادرة وتفضل ان تنتظر اوامر الله وهي تتعذب وتتقلب في فراش تعذيب الذات من الذنوب التي يمكن انها اقترفتها مما جعل الاله يتأخر في اوامره. القرآن في قسميه الوسيط والقديم يتفادى وبشجاعة كبيرة ان يقوم بوظيفة كلام الله. الكفار والمكذبون يطالبون المتكلم بمعجزات، لكن الجواب دائما انظروا في انفسكم، ليس لدي معجزات، انا مجرد نذير. هذا طبعا ينطبق على نبي اي شخص واحد، وينطبق على اي حامل لنص القرآن، يعني اي انسان مؤمن يخاطب آخر غير مؤمن. لكن في السبع المثاني تحصل نقلة نوعية مبهرة. القرآن فيه كلام من الله مباشرة. القرآن فجأة فيه اوامر ونواهي وتشريعات، واهمها الانفاق والقتال والطاعة. يتحول هنا مجتمع القرآن (اذا تخيلنا محاورين ومستمعين) من مجتمع دعوي تبليغي مغلوب على امره ليس لديه معجزات، الى مجتمع قتالي هجومي لا يقبل المهادنة ويحتاج الى النصر ولا يقبل المجادلة. انه مجتمع يتلقى كلام الله واوامره ولا يقبل الا الطاعة والنصر المبين. بالنسبة لي هذه نقلة نوعية في المجتمع، من خاضع لمنظومة الى باني لمنظومة. بداية اية دولة هي المقاومة المسلحة. كما تعلمنا في الثورة السورية التي فشلت مقاومتها المسلحة ففشلت دولتها المتمناة. هل هذه هي النقلة المكية المدنية؟ هي هي نقلة الدعوة الى الجهاد؟ هل يتناسق القرآن مع السيرة هنا؟ الجواب بالنسبة لي هو لا. القتال هو مع اهل الكتاب وليس مع كفار قريش. هناك لحظة مفصلية تتمثل بكلام الله، واعتبرها لحظة خروج على سلطة ما، لكن لا علاقة لها بالسيرة. هناك سردية قرآنية مستقلة عن السيرة. وهنا يحصل القفز عندي.
ظهور_الاسلام ج٩ - كلام الله ونشوء الدولة (معاد) هذا البوست قد يكون اعادة صياغة لبوستات سابقة، لكن اهمية الموضوع تفرض نفسها. لا يمكن التقليل من اهمية ارتباط الدولة بالدين في شرق المتوسط. الدولة بالطبع دائما مرتبطة بالدين، لكننا المنطقة الوحيدة في العالم التي لا تزال تؤمن وبعمق بأن الدولة الحقيقية (الخلافة) هي الدولة الدينية. اننا نرفض كل اشكال الدولة ونعتبرها اما غير شرعية او مؤقتة ومفروضة بالامر الواقع، اذا لم تكن دولة دينية. ونموذجنا عن الدولة الدينية هي الخلافة. هذه الخلافة لم تكن يوما خلافة النبي وانما خلافة الله. واستخلاف الله يكون عبر العشيرة. المفهوم القرآني للخلافة مغموس بالعشيرة. ببساطة المؤمنون الذين يرضى عنهم الله يستخلفهم اي يعطيهم اجيال لاحقة من نسلهم تقوم بفريضة الحكم في الارض. من لا يرضى عنهم الله يقوم بقطع نسلهم وبالتالي لا يستخلفهم. هذا هو ببساطة تاريخ البشرية حسب القرآن. ابتداءا من آدم والى يومنا هذا. وحسب التوراة والانجيل والقرآن فان الملوك هم من نسل الانبياء والانبياء من نسل الملوك. ميثاق الله مع بني اسرائيل هو اعبدوني فأستخلفكم بتكثير نسلكم وتمكينه في الارض، وهو ميثاقه مع المسيحية وكذلك مع الاسلام. عنوان هذا التمكين والاستخلاف هو نشوء دولة المؤمنين. عندها الله يختار النسل الذي سيسمح له بالانتشار ويقطع دابر النسل الكافر. لذلك لا يمكن لرسول ان يكون له اسرى، اذ حسب التوراة عليه ان يقتلهم جميعا ويقطع نسلهم. ان قيام الدولة هو الربيع الحقيقي الذي يحتفل به الشعب لان قيامة الاله تكون بالاحتفال باستخلاف النسل المؤمن. قيام الدولة في الشرق الاوسط كان ولايزال عملا إلهيا يستحق الاحتفال والتقديس. الملك هو ممثل الله على الارض، هو خليفته ونسله المختار. لا يزال كل حكام الشرق الاوسط يؤمنون باستخلافهم ويحققونه بكل ما اوتوا من عنف وعنفوان. الاسد ربك، صدام سيدك، عبد الله ابن نبيك، السيسي مانح الحياة، وهكذا. حتى الدويلات الحقيرة التي شهدنا صعودها في الحرب السورية لم تخرج عن هذا المثال: دولة الدواعش، دولة قسد الكردية، دولة جيش الاسلام، دولة الغوطة الشرقية، دولة الجولاني، دولة الفاطميون، دولة حزب الله، دولة الدروز، دولة العلويين. ولذلك فان كلام الله وصوته المباشر لا يبرزان في القرآن الا مع القتال، اي مع نشوء الدولة. واول مرحلة في نشوء الدولة هو استخدام العنف لتوطيد جماعة على حساب جماعة اخرى. ببساطة لتوطيد المؤمنين على حساب الكفار. الوصفة سهلة جدا. يمكن للقرآن ان يعطينا وصفا للمؤمنين، لكنهم بالنهاية هم المطيعون من النسل المستخلف. اطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم. هذه الوصفة الخارقة التي نسمع صداها من عمق التاريخ والى اليوم، اطيعوا الله ومندوبه واعوانهم من اولي الامر. لذلك فان السردية الجديدة التي سأقترحها يجب ان تحتوي في صلبها على مجموعة جديدة مقاتلة. مهمتي ان احدد المؤمنين والكفار. السيرة تعطينا تصورا للمؤمنين والكفار. يمكن ان يكون التصور الصحيح ويمكن بسهولة ان يكون التصور الخطأ. فالوصفة السحرية بسيطة. كل ما احتاجه هو مؤمنون وكفار. الخلطة والمكونات والبهارات عليك.
ظهور_الاسلام ج١٠ العشيرة المقدسة (عناصر الرواية العباسية) يقول المسلمون خمس مرات في اليوم (اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد) خمس مرات في اليوم يطلب كل مسلم من ربه ان يمجد ويقدس ويبارك عشيرة من يعتبره سيده. تماما كما بارك الله في التوراة لسيد آخر قديم هو ابراهيم ولعشيرته. انه الميثاق التوراتي القديم، (اعبدوني وساستخلف نسلكم وذريتكم وامكن لكن في الارض). للميثاق نسخة قديمة مع ابراهيم، ثم نسخة مع موسى، ثم نسخة مع داود، ثم نسخة مع عيسى، ثم في النهاية نسخة مع محمد. وفي كل مرة انها العشيرة. فهل تتعارض هذه الصلاة مع القرآن؟ لا أعرف. اذا ازلنا محمد من الصورة القرآنية فيعود القرآن الى آخر ميثاق، وهو الميثاق العيسوى، سيدنا عيسى وآل سيدنا عيسى. لكن القرآن يتحدث عن لحظة قتالية مفصلية. لحظة الدولة والميثاق الجديد مع العشيرة الجديدة. القرآن وبكل وضوح يكسر الميثاق القديم مع بني اسرائيل لانهم يقرضون بالربا ويقتلون النبيين اي عيسى. فهل هناك ما يدل على ان هناك عشيرة عيسوية تحمل الميثاق الجديد. لا لا يبدو فقد (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ). اذن من هي تلك العشيرة الجديدة صاحبة الميثاق؟ تلك التي ليست يهودية ولا نصرانية؟ هل نجدها في القرآن ام في السيرة ام يجب ان نقفز فوق الاثنين لنجدها؟ بالطبع الصلاة الابراهيمية اعلاه تعطينا بوضوح تلك العشيرة الجديدة انها عشيرة المدعو محمد. لكن استخدام مصطلح سيدنا يشي بالكثير الكثير. ويدلنا على ان خيار محمد وعشيرته للميثاق القرآني خيار متأخر جدا. في العبرية وحتى اليوم يدعون الكاهن "ربي". الرب هنا هو السيد وليس الاله. في الحقيقة فالرب لا تعني الاله ابدا الا في العربية. مما يعني ان كاتب القرآن كان يسمع العبرية لكنه لم يكن يعي الخلافات اللغوية بين العبرية والعربية. ثم يأتي احدهم لاحقا ليصحح سوء الفهم اللغوي فيضع كلمة سيد بدل رب فتستقيم الامور. انه سيدي محمد وليس ربي محمد، وسيدي ابراهيم وليس ربي ابراهيم. هذا التصحيح اللغوي لا بد انه اخذ وقتا. ولذلك فاني لا استطيع ان اقول ببساطة ان محمد وعشيرته (ولا نعرف من هم) هم موضوع الميثاق القرآني الجديد. اعرف ان الشيعي الذي يقرأ هذا النص يطير فرحة لانه للوهلة الاولى يعتقد باني اؤيد رأيه القائل بان الدين الاسلامي انتقل عشائريا في آل بيت محمد كما يزعم شيعة علي. انتظر قبلا حتى نفهم من هو محمد ثم نغوص في عشائرية الاسلام. الصلاة الابراهيمية باعتقادي من صناعة الدولة العباسية. وسنأتي الى تفصيل هذا لاحقا.
ظهور_الاسلام ج١١ - في "المعرفة العلمية" في الميادين الإنسانية والدينية ...! - العقل التاريخي اخترت ان يكون عنوان هذا البوست هو نفسه عنوان بوست الصديق حسام الدين درويش ، لاني وبتوارد الخواطر غير العلمي كنت افكر في اللحظة ذاتها في نفس الموضوع، اي المعرفة العلمية في التاريخ. وكنت اتمنى لو لم ينزلق حسام ويعطي النصيحة المنهجية الوصائية التالية "وأتمنى أن ينجذب نظير إلى الكتابة "البحثية" غير الفيسبوكية، لأن ذلك سيسمح له ولنا بما هو أهم وغنى وأكثر إلهاما وفائدة." يحب حسام ان يعطيني نصائح. واشكره ثم لا آخذ بها. انه مثال الباحث المميز الممتاز الذي لا تأخذه في البحث لومة لائم ولا يتخلى عن منهجيته الصارمة حتى ونحن نأكل حمص ولحمة وندخن الاركيلة ونفصفص البذر. اما انا فاني اتخلى عن المنهجية الصارمة لانها لا تسوي قشرة بصلة. كل عقلانية الانسان التي تحتفل بها الفلسفة لا تسوي قشرة بصلة. هناك فرق هائل بين العقلانية وبين الموضوعية. العقلانية هي ان نظل ضمن اطر المنطق التي يفرضها عقل الانسان، اما الموضوعية فهي ان نظل ضمن اطر الواقع التي يفرضها موضوع البحث، حتى ولو احتجنا للتخلي عن العقلانية. المنهج العلمي بالنسبة لي ليس هو المنهج العقلاني وانما هو المنهج الموضوعي. ولذلك قلت ان الموضوعي يفرض علينا القفز حينما يحاصرنا العقلاني. هذه جملة هائلة، عجيبة، العقل يحاصرنا ويدفعنا الى اللاموضوعية. توقفوا عن الاحتفال بعقل الانسان، انه اداة علمية غير مكتملة وغير ناضجة وغير موضوعية. لنأخذ جزءا مهما من هذا العقل، الذاكرة (واسميه العقل التاريخي). الذاكرة ليست مجرد اداة حفظ معلومات ومن ثم اداة استعادة معلومات محفوظة. انها عقلية او عقل متكامل. انها اداة لمعالجة المعلومة، وحفظها، وتغييرها بما يلائم السرديات العامة للذاكرة، ومن ثم استعادة تلك المعلومات المعالجة بما يؤكد سردية الذاكرة والتي هي الايديولوجيا. الانسان غير موضوعي بسبب الذاكرة، والانسان ايديولوجي بسبب الذاكرة (العقل التاريخي) الايديولوجيا هي السردية، والايديولوجيا هي النص. من الصعب على عقل الانسان ان يفكر خارج النص، الايديولوجيا، السردية، الذاكرة, التاريخ. ان المنهجية التي يريدني الجميع ان اعود اليها هي الايديدلوجيا. المنطق الذي نهلل له هو الايديولوجيا وليس الواقع الموضوعي. ان عملي في محاولة كتابة تاريخ للثورة السورية من خلال المقابلات مع الناشطين جعلني اؤمن بانه لا توجد ذاكرة موضوعية وانما فقط ذاكرة السردية الايديولوجية. الجميع كان يراقب اللسان ويردعه عندما يخطئ. الجميع كان يتوقف عندما يتناقض الواقع مع الايديولوجيا، الجميع كان يريد ضمانات ايديولوجية من مسجل التاريخ، الجميع يريد ان ينتظر عشر او عشرين سنة حتى تتوضح الرواية الايديولوجية. الجميع كان ينسى او يتناسى الواقع لصالح السلامة الايديولوجية. دائما كنت اقول وبتردد ان مجتمعنا (حمصي، سوري, عربي، مسلم اي شيء) يعاني من عدم وجود وتعليم وممارسة العقلية العلمية الواقعية. اليوم اقولها وبكل صراحة وموضوعية وقفز فوق العقلانية، نحن مجتمعات تسبح في الايديولوجيا دون اية مرساة موضوعية، اننا نسبح في التاريخ والسردية والنص والايديولوجيا واللاموضوعية. فما هو هذا المنهج الرصين لدراسة التاريخ الذي يريدون لي ان اتمسك به؟ هل هو عقلانية ان هناك احتمال لوجود اله، واحتمال لوجود محمد، واحتمال لصحة الحديث، واحتمال لصحة السيرة، واحتمال لصحة الروايات عن المغازي والردة والفتوحات والصحابة والخلفاء، واحتمال لوجود حقيقة ولو صغيرة للنصوص المتواترة، واحتمال ان النص الاسلامي صحيح لان النص الروماني صحيح والنص الصيني صحيح والنص الهندي صحيح. بالطبع، اذا ألغيت التاريخ الاسلامي فيجب ان ألغي التاريخ الفرنجي والروماني والاغريقي والصيني. فكلها نصوص فيها ثغرات، لكن الله يعلم ان فيها بعض الحقيقة. انا اعتقد انها كلها ايديولوجيات تماما مثل التاريخ الاسلامي. هذا المنطق بالذات، منطق الاحتمالات التي تقول لك ولماذا نرمي النص وليس لدينا غيره. ولماذا لا يكون في النص ذرة حقيقة ولو صغيرة. ولماذا لا نستطيع بالاستنتاج المنطقي ان نبني تاريخا معقولا ونخلص من هذه الحكاية، هذا المنطق هو العقلانية وهو اللاموضوعية واللاعلمية. با اخي ابن ما تريد، ابن الصروح التي تريدها وآمن بها واعتبرها تاريخك وناضل من اجلها ومت من اجلها واقتل آخرين من اجلها، لكن لا تطلب مني ان اقتنع بنظرية الاحتمالات او بصحة النص فقط لانه موجود او الوحيد الموجود. الايديولوجيا والنص عقلانيان لاننا نضطر الى القبول بهذه الاحتمالات. ولاننا وهذا الاهم نقوم بفعل عقلاني لكن غير موضوعي وهو القبول بالنص بالدرجة الاولى. فلا يكلمني احد عن المنهجية الرصينة، المفيدة، والبحثية، وغير الفيسبوكية، والعقلانية، نعم فكلكم يملكها وانا ارفض ان املكها. هذا الرفض هو ما يجعلني غير عقلاني لكن موضوعي، فاذهبوا الى عقلانيتكم واستمتعوا بنتائجها المنطقية، انها لا تروقني. لكن لا احد يحدثني عن المنهج العلمي الموضوعي فلا احد منكم يملكه (اسف للتعميم، شوية غضب).
ظهور_الاسلام ج ١٣ -اين الاركيولوجيا من الاخ حسان الجودي سؤال صغير، لماذا أغفلت تماماً عدم وجود دلائل أركيولوجية على تلك السيرة الضخمة؟ (الرأي منسوب للباحث العراقي في علم الآثار وعلم الأديان . د.خزعل الماجدي).. فإذا كان رأيه صحيحاً، فعلام مناقشة ما هو غير مثبت الوجود؟ جوابي:
في الحقيقة سقطت سهوا. نعم لا توجد اية دلائل اركيولوجية على السيرة. كما ترى وقعت في مطب الهوس بالنص الذي نوهت له في البداية.
ظهور_الاسلام ج ١٥- التواتر دليل عكسي يبدو منطقيا ان تواتر النص يجعل منه حقيقة تاريخية. لكني اعتق ان العكس تماما هو الصحيح، حظوظ النص المتواتر في ان يكون مختلقا اكثر من حظوظ النص غير المتواتر. التواتر ليس دليلا موضوعيا، التواتر امعان في نصية النص. الاسناد بشكل عام ادلة نصية وليس دليلا تاريخيا. التواتر هو ان يرتبط بنص ما اكثر من عدة سلاسل من الاسانيد. فيقولون مروي من عدة طرق، رواه فلان عن علتان، ورواه ايضا فلان الثاني عن علتان الثاني. في علوم الحديث مثلا، لا يوجد اقوى من التواتر الصحيح اي ان يكون الحديث مرويا من عدة طرق وكلها صحيحة اي موثوقة. ما هو اثباتي؟ شيئين ١- الاسناد ليس دليلا تاريخيا ٢- الاشاعة القوية المتواترة ليست بالضرورة الاشاعة الصحيحة الحقيقية. بل كلما ازداد تواترها كلما عبر ذلك عن اهميتها لمن يروج لها، وكلما كان هذا دليلا على كونها جزء من صراع سياسي ايديولوجي. الدليل الموضوعي هو الذي له اثر خارج النصوص. مثلا ركيولوجيا، ارشيف رسمي، نقش، نقود، لقى اثرية. النصوص (اي المعنى والشكل المحبوس باللغة حصرا) وان كان يحفضها ويحملها البشر الا انها تبقى حبيسة الذاكرة وادواتها، وبالتالي حبيسة الايديولوجيا التي حفظتها واستعادتها وروجت لها. النصوص تتلاقح وتغذي بعضها بقوة عبر الجغرافيا والزمن. يزعم الاسناد انه يتخطى حاجز النص والتدوين، لكنه لا يتعدى لحظة التدوين. اذا انا دونت اني سمعت نن سين وان سين سمع من عين وان عين سمع من شاهد عيان. فالجزء الوحيد الموضوعي والصحيح، ربما، هو اما المدون سمعت شيئا ودونته. لا يمكن اثبات اني سمعت من عين ولا يمكن اثبات تاريخية بقية الاسناد. الجزء الوحيد التاريخي في الاسناد هو انا المدون. وبالنسبة لمثير من المدونين لا يمكن حتى التأكد من سماعهم. بعد ان يدخل الاسناد حيز التدوين، فان لحظته التاريخية الثانية هي لحظة تدوينه الثانية. فاذا وجدنا انا المدون الثاني سمعت من فلان عن فلان عن المدون الاول عن سين عن عين عن الشاهد. فان المعلومة التاريخة المضافة الصحيحة هي انا المدون الثاني سمعت شيئا فقط. لا يمكن اثبات اي شيء يقوله الثاني. ولا يمكن اثبات ان الاول اعطى الخبر لفلان. بما ان معظم التدوين الاسلامي عن بدايات الاسلام حصل في القرن الثالث الهجري، فليس لدينا اي اثبات لصحة الرواية حتى ولو زعم المدون ان سلسلة اسناده تحتوي على عدة مدونين. مثلا سلسلة الطبري تحتوي محمد بن اسحاق والزهري (مدونان حسب الروايات). لكن ليس هناك اي اثر مخطوط يمكن ارجاعه لاي منهما. اذن معلومات الطبري تبقى حبيسة القرن الثالث. مناقشة موثوقية الرواة عمل لا طائل من ورائه، فلا هو عمل منطقي عقلاني، ولا هو له اساس موضوعي ملموس. كل الشعوب عندها ما يشبه الاسناد. وكلها تعرف انه ميؤوس منه الا المسلمين فانهم يؤمنون به. هذا ثقة وهذا كاذب، هذا مدلس وهذا صدوق، كلها لا تعني اي شيء بالنسبة لصحة الرواية. اذن الاسناد في الحقيقة جزء من النص وليس صلة الوصل بين النص والحقيقة الموضوعية. تواتر الاسانيد ليس الا النص يتوالد من ذاته. متى ما اصبح النص محتويا ذاته فانه يتوالد داخليا بالانقسام. من اسهل الاعمال توليد اسناد صحيح. ومن اسهل الاعماب اختراع نصوص جديدة ولزق اسناد صحيح بها. الواقع بقاياه هي الوحيدة التي توقف انقسام النصوص وتوالدها. لذلك لا يهمني اي خبر في السيرة او حتى القرآن، حتى وان تواتر الا ما لا نهاية. على العكس، اصبح التواتر بالنسبة لي مقياس عدم صحة الخبر. كما يقال تعرف الكذبة من كبرها. والحال هذه، لا السيرة ولا الفتوحات ولا تاريخ الطبري تصمد. خالد بن الوليد قد يكون شخصية مختلقة. وانا اعتقد انه شخصية مختلقة. لا بل اعتقد ان عائشة مختلقة. وربما محمد مختلق ايضا.
ظهور_الاسلام ج١٦ -الامبراطورية الرومانية هي السياق التاريخي الوحيد لظهور الاسلام (معاد) اولا-ما نعرفه عن الشرق الاوسط الى القرن السابع الميلادي هو الامبراطوريتين الرومانية والساسانية. اي شيء نقوله عن الاسلام والعرب وامبراطوريتهم يجب ان ينبع من سياق الامبراطوريتين السابقتين. الشيء الجديد الوحيد هو المكتشفات وليس التدخل الالهي لاظهار دين جديد. فرضيتنا الاولى ان الدين الجديد سيرورة وصيرورة تاريخية ولا يظهر من الفراغ. معرفتنا النصية والاركيولوجية عن الامبراطورية الرومانية اكبر بكثير وبمراحل من معرفتنا النصية والاركيولوجية عن الامبراطورية الساسانية. الرومانية لم تكن اكبر او اقوى او اهم من الساسانية. الساسانيين تركوا كتابة لكنها لم تصلنا. وربما تركوا اقل من الرومان، لكن هذا لا يؤثر على اهميتهم الاقتصادية والسياسية وربما تفوقهم على الرومان في مجالات عدة اهمها العسكرية. وكون معرفتنا بهم اقل يجعل كل الروايات الرومانية مغرضة ومنحازة. هذه نقطة ضعف هائلة في التاريخ الاسلامي لانه فعلا الوريث الشرعي لكلتا الامبراطوريتين. لا بل ان التأثير الساساني اكبر بكثير كما هو واضح في الاركيولوجيا والنقود الاموية، وكما هو واضح في الحضارة العباسية التي هي فارسية حتى العظم بالاضافة الى كونها عربية ايضا حتى العظم. ثانيا - الانتيكا المتأخرة والتحولات الرومانية: منذ القرن الثالث الميلادي دخلت الامبراطوريتان في حروب عظيمة. الاسرة الساسانية التي بدأت في القرن الثالث ضعضعت اركان الامبراطورية الرومانية وادت الى تغير ٢٥ امبراطور خلال سبعين سنة. لم تستعد الرومانية توازنها الا في آخر الثالث مع ديوكليتيان مضطهد المسيحيين (دين ثانوي ظهر في فلسطين اليهودية لكن انتشر في غرب الاناضول الاغريقية). لكن سرعان ما وصل قسطنطين الى الحكم قادما من الغرب وموطدا حكمه في الشرق ببناء القسطنطينية واعطاء المسيحية دعما خاصا. المسيحية تحولت الى دين رسمي للامبراطورية ودعمت الامبراطورية ببنيتها الكنسية الغريبة القائمة على المؤسساتية والطاعة العمياء لايديولوجيا تجمع المجتمع والدولة في بوتقة واحدة وتتحكم بهما معا. لم تكن هناك مسيحية واحدة حين فضلها قسطنطين. لكنه وكأي ملك اجبر رجال الدين المتصارعين على عقيدة واحدة ظهرت الى العلن في مجمع نيقية الذي رئسه قسطنطين ٣٢٥. المجمع اقر صياغة غريبة فعلا للمسيحية تجعل المسيح انسانا كاملا والها كاملا لا يفترقان ولا يختلطان في ثالوث الاب والابن والروح القدس. ومنذ ذلك المجمع وعلى مر المجامع اللاحقة لم يتفق كهنة ورهبان المسيحية على حل موحد لطبيعة المسيح (يسوع هو الانسان لكن المسيح المخلص في يسوع هو موضوع الخلاف). البعض قال اله فقط (الطبيعة الواحدة الالهية- اليعاقبة والاقباط والسريان) والبعض قال انسان فقط (الطبيعة الواحدة الانسانية-النساطرة) والبعض قال الاثنان لكن الاب اهم من الابن (الاريوسيون)، والبعض قال الاثنان لكن الاب والابن متساويان (الارثوذكسية الملكية والكاثوليكية- النصارى)، والبعض قال متساويان في الارادة لكن مختلفان بالقدرة وخلافات اخرى لا تحصى عبر عنها القرآن ببلاغة (الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون). حين وصل العرب الى الحكم في الشرق الاوسط لم تكن المسيحية كدين رسمي الا دينا فتيا عمره ثلاثمائة عام. لم تكن كل شعوب الامبراطورية قد دخلت المسيحية لا في الشرق ولا في الغرب. ولذلك فان الايديولوجية الاقلوية اليوم التي تتكلم عن سوريا مغرقة في المسيحية حين جاء العرب هو مجرد كلام هراء. الدلائل النصية والنقشية تثبت ذلك. مع افول القرن الرابع الميلادي واعتماد المسيحية كدين رسمي وحيد في الامبراطورية الرومانية نلاحظ خطين للتاريخ الروماني في الشرق والغرب. ١- نشر المسيحية وتوطيد مؤسساتها ودمجها مع مؤسسات الدولة وتحويل روما الى امبراطورية سماوية مقدسة (نعم العرب لم يخترعوا ذلك) ٢- دخول عناصر جديدة في معادلة السكان والقوى العسكرية في الامبراطورية، الجرمانيون (القوطيون والفرنجة وغيرهم) في الغرب والعرب في الشرق. هناك جيش رسمي من المواطنين الرومان وفيه عناصر جرمانية وعربية، وهناك جيش رديف من حراس الحدود يتبع تنظيما قبائليا من الجرمانيين في الغرب ومن العرب في الشرق. هذه العناصر الجديدة لم تكن فعلا جديدة بل كانت موجودة دائما لكنها كانت تعتبر بربرية وهامشية رغم توظيفها في الجيش. ثم اصبحت محورية في الجيش وفي السكان بعد السماح لها بدخول الامبراطورية والتوطن. هذه العناصر الجديدة دخلت المسيحية لكن لم تدخل المسيحية الرسمية (الارثوذكسية في الشرق والكاثوليكية في الغرب). الجرمان كانوا اريوسيين والعرب كانوا مسيحية لا نعرف عنها شيئا سوى انها كانت موجودة ومعروفة. ان وحدة الحال الرومانية فرضية (تحتاج الى مزيد من الاثبات) اساسية في السردية التي اقترحها لظهور الاسلام. لا فرق فعلا بين الشرق والغرب. بينما كان القوطيون والفرنجة (كلهم جرمانيون) يتنقلون في اوروبا ويبنون الممالك على حساب الامبراطورية لكن في ظل ارثها، كان العرب يفعلون الشيء ذاته في الشرق مع فارق في الدرجة، حيث امبراطورية الشرق كانت اقوى من امبراطورية الغرب وحافظت على وجود المؤسسات المركزية لوقت اطول (حتى مع صعود العرب وظهور البلغار والسلافيين). الغساسنة في الشرق لم يكونوا اقل من القوطيين والفرنجة في الغرب في هيمنتهم العسكرية والثقافية. لا يوجد اثار اركيولوجية للفتوحات العربية في سوريا لان هذه الفتوحات لم تحدث، العرب كانوا موجودين بقوة. الفرق بينهم هو ان القوطيين والفرنجة لم يجدوا بدا من الانضواء تحت عباءة الثقافة الرومانية والتحول الى اللاتينية والكاثوليكية، بينما عارض العرب لاحقا الامبراطورية البيزنطية في لغتها وديانتها. في الحقيقة، العرب اعادوا منطقة شرق المتوسط الى ثقافتها السامية لغة ودينا (سيء، جيد، هذا امر محل نقاش). ثالثا- الانتيكا المتأخرة والتحولات الفارسية: على الجانب الفارسي لا نعرف الا القليل عن نفس الفترة من الرابع الى السابع الميلادي. لكن يمكن ان نلاحظ ان العناصر الهامشية ايضا (الاتراك والعرب) اصبحت محورية ايضا في التاريخ الساساني. في نفس الوقت الذي شهد صعود الغساسنة العرب (وقبلهم التدمريون) على الجانب الروماني السوري، نلاحظ صعود المناذرة العرب على الجانب الفارسي. الساسانيون كانوا زردشتيين، لكنهم وعلى عكس الرومان المتعصبين لم يجبروا مواطنيهم على دين الدولة الرسمي. من المثير للاستغراب ان المناذرة العرب كانوا مسيحيين (لا نعرف ايضا من اي مذهب). سكان العراق الجنوبي السواد كانوا اراميين مسيحيين (لا اعرف من اي مذهب) ومندائيين، سكان العراق الشمالي كانوا سريان مسيحيين (من المذهب النسطوري) مع وجود اكراد وفرس زردشتيين ومسيحيين وجالية كبيرة يهودية. بالاضافة الى العرب والى وثنيين حرانيين مطرودين من الامبراطورية الرومانية الشرقية. بالنسبة لتركيزنا على ظهور الدين، فان وجود المسيحية واليهودية على الطرفين مهم جدا. رابعا- الانجيل العربي: العهد الجديد ككتاب مقدس بشكله الحالي لم يظهر الا في القرن الرابع بعد اقرار المسيحية دينا رسميا للدولة. الكتاب المقدس كان بلغة الامبراطورية وهي الاغريقية. من الغريب ان دين يسوع الارامي لم ينتشر بلغة يسوع وانما بلغة الامبراطورية (اننا نعبد الامبراطوريات). بالنسبة لي حتى الكلام عن الاصول اليهودية للمسيحية فيه غرابة. كل شيء في المسيحية من اللغة الى فكرة الاله المخلص اغريقية وليست يهودية. الكتب المقدسة مهمة بالنسبة لموضوعنا ومن المفيد معرفة الاكثرها انتشارا في المنطقة. الكتاب المقدس مؤلف من عدة نصوص، اربعة منها فقط تسمى اناجيل وهي مكتوبة بالاغريقية. فهل كان الجميع يقرأ الاغريقية. لا، ولم يكن الجميع يعترفون بنصوص العهد الجديد الرسمية. بالنسبة للناطقين بالارامية بمختلف لهجاتها، الكتاب المنتشر لم يكن البشيطا (الترجمة السريانية للكتاب المقدس) بل كتاب يسمى الانجيل المخلط فيه نصوص منتقاة من الكتاب المقدس. متى تمت ترجمة العهد الجديد الى السريانية، لا اعرف. لكني لا اعتقد انه تاريخ قبل القرن الرابع. هل كانت هناك ترجمة الى العربية؟ الجميع يعتقد بان العربية لغة ثانوية بالنسبة لسوريا والعراق. وهذا غير صحيح، حكام سوريا والعراق منذ القرن الخامس كانوا عربا كما اوضحنا. فلماذا تكون هناك اولوية للسريانية على العربية. الحالة الوحيدة التي تتقدم فيها السريانية على العربية هي اعتبار الحكام العرب السريانية لغة رسمية لهم. ويبدو ان هذا كان هو الحال. السريانية لهجة آرامية. والارامية لغة قديمة من الالفية الاولى قبل الميلاد وكانت لغة الادب والتجارة والسياسة ليس في سوريا والعراق فحسب بل في الامبراطورية الفارسية قبل الساسانيين وبعدهم. ان استخدام الارامية امر مثبت اركيولوجيا. هذا يعني ان الحكام العرب ربما استثمروا بترجمة الكتاب المقدس الى السريانية، لكن اعتمادهم على مقاتلي القبائل العربية جعل من الضروري نشر المسيحية بينهم بلغتهم الام، العربية. اني اعتقد بوجود ترجمات مبكرة للانجيل السرياني المخلط الى العربية. فالقرآن لا يعرف الا انجيل واحد وليس اربعة.
ظهور_الاسلام ج١٧- الرواية المسيحية عن ظهور الاسلام - المركزية الاخرى (المركز والأطراف) كل المنتقدين لسلسلة بوستاتي كانوا حسب معرفتي من المسلمين. وهؤلاء اعرف ماذا سيقولون وأكون مستعدا له نفسيا بكل ايجابياته وسلبياته. ثم علق شاب مسيحي (طبعا بنفس طريقة التنافس والمناظرة والسخرية) فحرت في الامر لوهلة. انا غير متعود على سردية ذات مركزية مسيحية لظهور الاسلام. ورغم معرفتي المسبقة لعدة سرديات مسيحية الا ان الامر اربكني لقلة العادة. وهنا كان لابد لي ،بعد التوقف عند استراتيجيات المناظرة، ان اتوقف عند السرديات ذات المركزية المسيحية لظهور الاسلام، قبل ان اتابع عرض سرديتي الذي بدأته مع التأكيد على اولية واولوية السياق الروماني لظهور الاسلام وعلى فكرة المسيحية العربية كمنشأ للاسلام. اولا- المركز والاطراف في السرديات: لكل سردية عن نشوء اية حضارة مركز واطراف. الحضارة، وتعني الزراعة والاستقرار، هي اولا حالة تمايز، تمايز بين المتحضر المزارع المستقر وغير المتحضر الصياد او البدوي المتنقل. الحضارة تعرّف نفسها، وتحمي نفسها، من خلال ثنائية نحن وهم، نحن حملة الحضارة وهم اعداء الحضارة الذين يريدون سرقتها او تدميرها. المركز هو المتحضر والطرف هو المتوحش. طبعا الحضارة تذهب الى اراضي التوحش من اجل استخلاص الارض والمواد الاولية والتجارة والجنود والعبيد، لكنها تعتقد انها محتواة بذاتها وتنتج ما تحتاجه ولا ترى في مناطق الاطراف الا الخطر والتوحش. الاطراف دائما منسية وغير مذكورة في الكتابات، وحينما تظهر فانها تظهر فجأة كقوة مدمرة لا شارح او مفسر لها. كيف يمكن لقوى التوحش ان تكون كثيرة العدد والعدة وان تغلب قوى الحضارة، لا احد يعرف. وكيف يمكن تفسير الشياطين عقلانيا. الحضارة تنعي نفسها بأن تلوم ذنوبها الحضارية، مثلا عدم طاعة الاله، على دمارها. وغالبا ما تعتقد ان الاله الغاضب جلب قوى التوحش ليبتلي احبابه ويعاقبهم. تحديد المركز والاطراف مهم عند تحليل اية سردية. المركز قد يكون جغرافيا وقد يكون رمزيا وفكريا. ثانيا- المركز والاطراف في السردية الاسلامية: رغم الاعتراف بضخامة حضور الامبراطوريات الا ان السردية الاسلامية تركز على مكة ثم على المدينة. احداث صغيرة حدثت في مكة او المدينة يكون لها تبعات كونية. هذه هي صفة المركز: ولادة محمد، بدء الدعوة، اسلام عمر، الهجرة، استشهاد حمزة، معركة بدر. كلها احداث شخصياتها لا تتعدى الخمسة لكن لها تأثير كوني. السردية الاسلامية تعيدنا الى مركزية المدينة مع حروب الردة. المركز الضعيف ينتصر على عشرات الاطراف المتمردة، طبعا بسيف الله المسلول. وتستمر مركزية المدينة في الفتوحات، الكل يخضع للشيخين في المدينة رغم انه لا قوة ضاربة لهما. وهنا بداية مركزية الصحابة في الرواية السنية. وحتى حينما يعترض علي فانه لوحده يكفي ان يقسم الامبراطورية. وهنا نجد مركزية آل محمد. دمشق وحمص والقدس وانطاكيا، حواضر الشام الرومانية، لا اهمية لها. انها مدن تستسلم الواحدة تلو الاخرى ويفاوض بطرياركها عنها لجيوش المدينة المظفرة. القبائل العربية الشامية المسيحية، عماد الجيش الروماني في سوريا لقرون، لا وجود لهم الا في كلمة نصارى العرب. وهم يقفون مع هرقل ثم يتركونه لصالح المسلمين، الا جبلة بن الايهم الغساني الذي يلحق بهرقل لمجرد ان عمر عاقبه على اهانة عربي غير معروف. العرب النصارى حلفاء روما يتم اختصارهم بشخص واحد غضبان "يحرد" لانه لا يحتمل العدالة العمرية. قوة الاسلام كفكرة ووكعدالة وكقائد اخلاقي امام غطرسة الروم والفرس ايضا مركزية في الرواية الاسلامية. ثانيا- السردية المسيحية لظهور الاسلام: يمكن تلخيص السردية المسيحية لظهور الاسلام بعبارة "الدين الدخيل الذي فرض نفسه". ويمكن ان نميز فيها العناصر التالية: ١- سوريا الحضرية او المفيدة: واقتبس هنا ماذكره المعلق المسيحي "مراكزها الحضرية في دمشق وحمص والساحل السوري". المركز الحضاري هو سوريا، وسوريا هي المراكز الحضرية الداخلية، دمشق وحمص، بالاضافة الى الساحل. ليته وضح انه يعني بالساحل انطاكيا وليس اللاذقية او طرطوس او الجبال او بيروت وجبلها. لكنه لم يوضح. وهذا الغموض مفيد لان موقع الساحل في السردية لا يزال موضوع نقاش. الموارنة اللبنانيون سيجادلون حول ازلية وجود بيروت ومسيحية جبل لبنان. واليوم يعتقد بعض العلويين والمسيحيين بان جبال اللاذقية كانت موطنا ايضا للفينيقيين وبالتالي للمسيحيين في العهد الروماني. المسيحية المارونية التي بدأت كهرطقة، والعلوية المسلمة التي لا تزال تعتبر هرطقة (لا بل قريبة من المسيحية)، اصبحتا في المركز. بالاستناد الى معرفتي بالديانة العلوية فاني اشك بمسيحية الجبال العالية، فالعلوية لا تزال تحتوي بقوة عناصر من الديانات الاقدم من المسيحية. اما سوريا الداخلية فهي دمشق وحمص، لا احد يذكر حلب ومحيطها السرياني الواسع. لا بل ان سرياني كانت تدل حصريا على المناطق الاناضولية الحلبية. والتي لاحقا سماها الرومان سوريا الداخلية، وسموا الساحل سوريا الفينيقية. لكن ماذا عن حوران، ماذا عن الاردن، ماذا عن فلسطين، ماذا عن الفرات، ماذا عن البادية. هل هذه سوريا الحضرية، ام لا يهم فهي كلها اطراف. ٢- مسيحية المركز: طالما كانت دمشق وحمص وانطاكيا (كممثل عن الساحل) مسيحية فالسردية بسلام. المشكلة ان المركز في السردية يخسر لصالح الاطراف. فجأة الاطراف يولدون مئات آلاف المقاتلين الذين يحاصرون ويحتلون المراكز الحضرية بسهولة فائقة. من اين جاؤوا وكيف بقوا في مأمن عن تأثير المركز لا أحد يعرف. يقول المعلق "قريت لعند لم تكن سوريا مسيحية ! وهنالك ادلة اركيولوجية!! ووقفت ...على العكس تماما كل الادلة الاركيولوجية تشير لهذه الحقيقية ... اذا عندك ادلة اخرى الرجاء ارفاقها اما بالنص او بالهوامش حتى يصبح من الممكن التعامل مع المكتوب على انه فرضية جدية." كل الادلة الاركيولوجية تقول، اعطنا ادلتك الاركيولوجية، والا فان فرضيتك غير جدية. لا بأس، التعميم والتتفيه من استراتيجيات المناظرة. طبعا انها مناظرة وليست نقاشا. هناك سلسلة فرنسية من بدايات القرن العشرين اسمها النقوش الاغريقية واللاتينية في سوريا Les inscriptions grecques et latines de la syrie. انها تجميع لمشاهدات رحالة مستشرقين في سوريا ونقلهم للنقوش الاغريقية واللاتينية. السلسلة تعطينا قراءة النقوش واحيانا الترجمة لكن ليس دائما. هناك مركز ابحاث في ليون يقوم باعادة تحرير وطباعة السلسلة. ثمانية مجلدات على ما اذكر (يمكن تنزيلها) وآلاف النقوش. وهناك دراسات قديمة وحديثة ومتجددة لهذه النقوش. طبعا سوريا لم تفعل اي شيء تجاهها لمدة قرن. هناك العديد من المقالات الانكليزية والفرنسية التي تعتمد هذه النقوش والتي يمكن قراءتها على النت او تنزيلها. النقوش تعود الى فترة الوجود الروماني الاغريقي في سوريا من الاول الميلادي الى السابع الميلادي. كثير منها مأرخة حسب بروتوكولات التأريخ الاغريقية. هل كلها مسيحية؟ بالطبع لا. هل اغلبيتها مسيحية؟ حسب التفسير. هناك الكثير من العبارات الدينية التي يصعب الجزم بمسيحيتها او يهوديتها او حتى وثنيتها. السوريون يدعون الاله كعادتهم ولا يسمونه. احد الكتاب لاحظ مازحا، "لا اعرف اذا كانت النقوش للتعبير عن تدين مسيحي ام للتخلص من ضغط الكنيسة المتغولة بعد القرن الرابع بوضع عبارات غامضة الانتماء." نسيت ان اذكر ان تنصير الامبراطورية لم يكن سلميا تماما. هناك فترة عودة الى الوثنية في اواخر الرابع لكن بعدها اخذ الامبراطور ثيودوسيس (حكم 379-395) قرارا بان المسيحية هي الدين الوحيد المسموح به. الكنيسة بمؤسساتها ورهبانها قامت بحملات دعائية وتبشيرية قوية. وكما الحال في الاسلام، عندما تفرض الدين بالقوة، فان الاديان القديمة تستمر بالحياة تحت مسميات مذهبية اغلبها هرطقية (اي خارجة عن سردية كنيسة الدولة). في الاسلام في العصور الوسطى، انتشر الاسلام في الهلال الخصيب وجبال ايران وسهول اسيا الوسطى تحت مسميات صوفية هي في اغلبها طقوس قديمة بلباس اسلامي. بالنسبة لي الكلام عن سورية مسيحية خلال قرن واحد هو الرابع غير ممكن عمليا. ولا حتى بعده، وليس بعده الا قرنان. ثم تأتي الاطراف لتنقض سردية المركز ومركزية السردية، المسيحية العربية (كاسلام مبكر) التي لا تعترف بالمسيح الا كانسان ونبي تنتصر وتسيطر. لكن بالنسبة للسردية المسيحية هذه اطراف، وكما قال المعلق "لاحظت منذ بداية السلسة الرغبة بتوطين الاسلام كدين سوري وهذا ايضا من غير الممكن والمخالف لكل الادلة الاركيولوجية والتاريخ المكتوب ... الاسلام دين نشأ على هامش سوريا ممكن لكنه اكيد بعيد عن المراكز الحضرية". الاسلام دين الاطراف الصحراوية البعيدة، التي تبعد عشرين كيلومتر الى الشرق. انه دين الهامش، واية محاولة لادخاله الى المركز انما هي مؤامرة لتوطين الاسلام في المركز السوري. الجميع يعرف ان اهل المدينة لا يحبون البدو ويعتبرونهم غير متحضرين ومتوحشين وهامشيين. وبالتالي فكل شيء واضح كالعادة، الاسلام دين الصحراء والبداوة، اذن هو هامشي لان البداوة هامشية. يعجني السوريون من اهل المدن اثناء وبعد الحرب حين يتساءلون "من اين جاؤوا؟" من اين جاء العلويون، من اي جاء الشوايا، من اين جاء البدو، من اين جاء القرويون، من اين جاء الهامشيون. كيف يمكن لهم وهم هامشيون ان تكون اعدادهم كبيرة وقواهم طاغية. ولقد تساءل اهل المدن قبل ذلك بآلاف السنين، من اين جاء الهامشيون الاكاديون العموريون، من اين جاء الجوتيون، من اين جاء الآراميون، من اين جاء الكوشيون، من اين جاء الفرس، من اين جاء العبرانيون، من اين جاء العرب، من اين جاء الحمدانيون، من اين جاء الهلاليون، من اين جاء الشمريون، من اين الدرعاويون، من اين جاء الدروز، من اين جاء العلويون، من اين جاء الدواعش .... ببساطة، من الهامش الذي يبعد عنك عشرين كيلومتر لكنك اعمى لا تراه.
ظهور_الاسلام ج٢٠ -جماعة المؤمنين والتعامل مع هرقل (المؤرخون) عذرا تأخرت بسبب التعب، اعراض الكورونا لا تزال تتحكم بي. اسئلة كثير طُرحت ويجب الاجابة عليها. اولا- اذا كل المؤرخين مأجورين للسلطة فعلى من تعتمد؟ فعلا انا اعتقد ان المؤرخين (خاصة القدماء، وكثير من المحدثين) يعملون لدى النخبة الحاكمة بطريقة او بأخرى. في الماضي لم تكن كتابة الكتب بالامر السهل. فلا هناك نشر ولا عوائد مادية. اولا، الذي يقرر كتابة كتاب هو من يملك كفاية من المال لينفق على نفسه اثناء الكتابة. وثانيا، من يقرر الكتابة في التاريخ، عليه ان يتحمل نتائج كتابته. وبما ان التاريخ هو دائما تاريخ الدولة والسياسة فالنخبة الحاكمة مهتمة بكل من يكتب وتريد ان تعرف كيف ستكون صورة الدولة في الكتابات، وما هي تبعات ذلك على الدولة القائمة. ثالثا، هناك مصاريف الورق والحبر. رابعا، هناك المعلومات، فالافضل ان تكون المصادر من الدولة نفسها او من المتصلين بها او من ارشيفاتها. وفي جميع هذه الاحوال فالدولة مهتمة وتريد ان تعرف من يكتب وماذا يكتب ولماذا وكيف سيكتب عن اجداد الدولة. كل هذا يجعل التاريخ ايديولوجيا وموضع اهتمام الدولة واشرافها المباشر. وانا اقول ان من يكتب التاريخ مؤدلج ومرتبط مباشرة بالدولة القائمة ويريد ان يبرر وجودها ويلمع صورتها ويلمع اجدادها او يلعن السابقين لها اذا كانت الايديولوجيا الرسمية تلعنهم. مثلا، كتاب الطبقات الكبير لمحمد بن سعد، وهو موضوع ابحاثي من عشرين سنة وأكثر. وكل يوم ومع كل معلومة اضافية تترسخ الفكرة لدي ان الكاتب تابع مباشرة للدولة العباسية ويكتب للترويج لايديوبوجيتها الرسمية. اذن على من تعتمد؟ في الحقيقة، لا فكاك من النصوص المؤدلجة. ولذلك وبعد كثير من التمحيص والفلترة ومحاولة استشفاف الحقيقة، عليك ان تقوم بقفزة نوعية فوق النصوص. انك محاصر. ثانيا- اذا شككت بمحمد، فلماذا لا تشكك بهرقل؟ واذا كان كل المؤرخين مأجورين فأين الحقيقة عن الاثنين؟ هرقل مذكور في التواريخ المعاصرة له والتي اتت بعده. الدولة لا تخترع اباطرة. لكن يمكنها ان تخترع انبياء. الاباطرة معروفون في ايامهم، لكن الانبياء دائما نسمع عنهم بعد موتهم. هذه قواعد عامة نلاحظها في التواريخ. الان، التفاصيل عن هرقل قد تكون مختلقة، خاصة وانه اعلن انه يخوض حربا مقدسة ضد الفرس. لدينا بعض المصادر من مؤرخين معاصرين عن فترة حكم هرقل، ٦١٠-٦٤١. ونستطيع ان نرسم الهيكل العام لأحداث الغزو الفارسي والانتصار الهرقلي. نجد الكثير من التمجيد بهرقل واضفاء قدسية على اعماله لكن لا نجد اي ذكر للعرب او محمد او الفتوحات العربية. هناك ذكر بسيط عابر في احد المصادر ان هرقل اتصل بحلفائه من العرب أثناء تواجده في العراق وبعد معركة نينوى الشهيرة ٦٢٧. المعلومات الاخرى التي نعرفها ان السوريين من المؤمنين بالطبيعة الواحدة دعموا هرقل اثناء الحرب لكن تشاجروا معه بعد الحرب ورفضوا عقيدته الجديدة. ثالثا- رغم التوازي بين المسيرتين المحمدية والهرقلية، فان هذا لا يمنع وجود نبي عربي يتفاعل مع الاحداث العالمية وموجود في نفس الفترة ويقود العرب. لماذا تصمم على التشكيك بوجود محمد؟ ١- اخفقت السيرة في ذكر هذا التوازي وفي ذكر الاحداث العالمية الجليلة التي كانت تحدث في نفس الوقت. وهذا اخفاق لا يمكن اهماله. الذكر الوحيد لهرقل هو رسالة محمد له بعد صلح الحديبية واثناء زيارة هرقل للقدس (لاعادة خشب الصليب) عام ٦٣٠ واثناء وجود ابي سفيان في فلسطين. وهنا ايضا لا تذكر السيرة قصة الصليب وهي اساسية في مسيرة هرقل. ٢- اشكالية الاسم محمد التي عالجناها سابقا. ٣- سنمر بإشكاليات اخرى مثل علي واسمه، والحسن والحسين واسميهما. ٤- اشكالية المسيحية العربية التي نراها في السبع المثاني من القرآن. والسيرة لا تعكس هذه الاشكالية ابدا. لا حوار مع النصارى في السيرة، وفقط حوار مع اليهود. بينما يحتل النصارى والمسيحية بشكل عام موقعا هاما في القرآن. بناءا على القرآن ايضا، يمكن في الحقيقة ان نحاجج بضرورة وجود نبي يرأس جماعة المؤمنين. فاذا استقر رأينا بأن الرسول (حسب نقوش قبة الصخرة) هو عيسى بن مريم. فان زعيم المؤمنين يمكن ان يكون نبيا وليس رسولا. لكن يبقى الاسم اشكاليا. وفي الحقيقة هذا ما استقرت عليه سرديتي. هناك جماعة يطلقون على انفسهم صفة المؤمنين او الذين آمنوا (ونماهيها مع المسيحيين العرب)، ولهم زعيم يمكن ان يكون نبيا (النبي العربي الامي، وتعني غير اليهودي) ولا نعرف اسمه.
ظهور_الاسلام ج٢٤ - ردود على تعليقات - بين الشحرور والواقعية اولا- الشحرور والمؤمنون اقترح بعض المتابعين ان اقرأ محمد شحرور وخاصة كتابه الاسلام والايمان منظومة قيمية. في الحقيقة اطلعت على الكتاب بسرعة. فكرته الاساسية عن الاختلاف بين الاسلام والايمان وبين المسلمين والمؤمنين اصبحت معروفة واستمعت لعدة فيديوهات للشحرور يشرحها. الفكرة معروفة في الاحاديث وفي الفقه. وهي ايضا معروفة بين المستشرقين من زمن. وهناك كتاب كامل للاستاذ فريد دونر عن مجموعة المؤمنين. الفكرة الشحرورية مشروحة بشكل جيد، وانا من المعتقدين بالفرق بين المسلمين والمؤمنين. لكن الشحرور يتبع طريقة شرح القرآن بالقرآن ودون اية احالات تاريخية. انه يشبه المسيحيين البروتستانت في انه يؤمن بحرفية النص المقدس، واكتفائه بذاته، وتخطيه للمكان والزمان. اي القرآن، كلام الله، يشرح نفسه بنفسه ولا يحتاج الا الى ذاته، وهو النص القائد للمسلمين والبشر جميعا في اي زمان ومكان. وهذا شيء غير واقعي بالنسبة لي ولا يمكن ان اؤمن به او ان اعتمد عليه. واذا اعتمدنا فرضية ان القرآن كتبه عدة اشخاص في امكنة وازمنة مختلفة فانه من الصعب ان نستنتج معنى واحد للكلام، ومن الاصعب استنتاج تعريف واحد للايمان والاسلام. لكن الشحرور بالطبع يفترض ان القرآن كلام الله وله كاتب واحد ومعنى واحد سواءا في عقل الكاتب او في عقل القارئ مهمل فصل بينهما المكان والزمان. ان الشحرور لا يلتزم بادنى فرضيات ومنهاج التحليل السيميائي. اخيرا، جماعة الشحرور لا يختلفون عن اي مصلحين دينيين. انهم يعتقدون انهم يمتلكون الحقيقة وما عليك الا ان تصدقهم. واذا رفضت فانت قاصر عقليا ولا تفهم ما هو باعتبارهم شديد الوضوح. وهذا باعتباري يجعلهم اصوليين لا يختلفون في الجوهر عن اية اصولية اسلامية او دينية. ثانيا- الموضوعية والعقلانية في سرديتي لا يزال المعلقون يتهمونني باللاعقلانية، وضعف المنطق، والتناقض، واللاموضوعية التاريخية. اذا قلت ان محمد غير موجود او ان الهجرة لها معنى آخر، او انها حصلت عام ٦١٠ وليس عام ٦٢٢، او ان المؤمنين كانوا مسيحيين يقيمون الشرائع اليهودية، او ان ابو بكر وحروب الردة غير موجودين، او ان عمر هو زعيم المؤمنين الوحيد المعروف، او ان السيرة مبنية على اساس السيرة الهرقلية، فانا متناقض وغير واقعي لان السيرة لم تذكر اي شيء من هذا، ولان القرآن لم يذكر هرقل، ولان مكة معروفة ومكانتها معروفة، ولان قريش معروفة ومكانتها معروفة. لا بأس بالنقاش. لكني قلت منذ البداية اني لا اعترف بالسيرة، فكيف يمكن محاسبتي ونقد سرديتي على اساس السيرة. انا قلت اني واقعي اذا كان هناك دليل. لكن على الدليل ان يكون واقعي ايضا حتى اقبل به. السيرة تروي قصة شخص يتكلم مع الملائكة، ويتلقى كلام الاله، ويتبعه الغمام، وتكلمه الحجارة والنباتات، ويطير على حصان مجنح الى سابع سماء حيث يصلي بالانبياء، ويقاتل الناس لانهم لا يصدقونه، وتحارب معه الملائكة، وهو لا يعرف الكتابة لكنه يملي الرسالة على اتباعه ليكتبوها وهؤلاء لا يأبهون بجمعها رغم انها كلام الهي، ثم يفطن احدهم الى جمعها، لكنه يعيد ترتيبها ومع ذلك تبقى كلام الله ويجب ان نفهمه وننفذه. والانكى من ذلك ان احدا لم يفطن الى كتابة هذه القصة الا بعد مائة وخمسين عاما. اعتقد ان الواقعية هنا قد هربت منذ زمن طويل. اما القرآن، فهو نفسه لا يزعم انه كتاب تاريخ. فلا هو يذكر محمد (الا مرتين)، ولا هو يذكر الهجرة ولا عمر ولا ابو بكر ولا ابو سفيان ولا الحبشة ولا المغازي ولا الانصار ولا اليهود باسماء قبائلهم ولا مكة ولا الكعبة ولا عائشة ولا فاطمة ولا علي ولا عثمان ولا معاذ بن جبل ولا اي شيء مفيد تاريخيا، الا بدر وحنين (ويمكن ان يكونا اي مكانين) ويثرب واشياء اخرى غير واضحة يؤولها المفسرون على انها هذا الشخص او ذلك المكان او تلك الغزوة. القرآن بهذه الطريقة يحتاج الى التفسير والا فانه كتاب غير مفهوم. اذا اعتمدنا تكرار الاسماء كدليل تاريخي فان القرآن هو كتاب عن موسى وداود وعيسى وليس عن محمد. اما الدلائل التاريخية الاخرى فهي ببساطة غير موجودة. بعض المؤرخين البيزنطيين كتبوا عن مرحلة هرقل. لكنهم لم يذكروا اي شيء لا عن العرب ولا عن محمد. بالنسبة لهم لم يحصل اي شيء، لا عمر ولا يرموك ولا فتوح الشام ولا فتوح العراق ولا فتوح مصر. ثم بعد هرقل ٦٤١ تنقطع الاخبار تماما، ولا حرف واحد. الكنيسة تعلن العقيدة الهرقلية هرطقة وفقط. الحالة البيزنطية تشبه الحالة العربية تماما. صمت كامل لمدة مائة سنة. وعندما يعود البيزنطيون في العهد العباسي فانهم يعطوننا سردية قصيرة منسوخة عن العرب مع كثير من الشتائم الموجهة للبرابرة ونبيهم الكذاب. لا احد يريد ان يتكلم عن هذه الفترة. لا البيزنطيين ولا العرب. هذا يذكرني بمعركة كبيرة جدا بين الامويين والبيزنطيين (ربما في عهد هشام بن عبد الملك) لا تذكرها المصادر العربية ابدا، لكننا نعرف من المصادر البيزنطية ان العرب هزموا فيها هزيمة نكراء. وهناك معركة اخرى في العهد العباسي ذكرها الطبري في اقل من سطر لكن اتضح ان العرب هزموا فيها ايضا هزيمة نكراء. الذين يكتبون التاريخ، وهم كما قلت من جماعة السلطة، لا يكتبون الا ما يناسبهم. الفترة بين ٦٣٠ و٧٣٠ لا تناسب احدا على ما يبدو. البيزنطيون خسروا امبراطوريتهم التي يدعمها الله والمسيح، والامويون الكفار الذي حرفوا القرآن (تهمة موجودة في الطبري) زالوا من التاريخ بقرار عباسي وبكثير من سفك الدماء والمجازر والدعاية المضادة. يعني اين الواقعية بين قصة خيالية وبيت مؤرخين مؤدلجين. اعتقد ان ما اكتبه في هذه الحالة واقعي جدا لمجرد اني احاول ان اشرح الظواهر دون تدخلات إلهية.
_____________________________________________________________________________
- التناغم مع المعلومات الأركيولوجية
- يجب أن تتناغم مع جو الأنتيكا المتأخرة الديني (النقوش والأبنية)
- يجب أن تشرح استمرار لقب أمير المؤمنين على المسكوكات بينما تصر المصادر الكتابية على لقب الخليفة أو الإمام
- يجب أن تشرح الفتوحات الغائبة أركيولوجياً وخاصة الإنتقال السلمي في أغالب مدن الشام (جرش وغيرها)
- أقدم مسجد موجو في صحراء النقب
- التناغم مع المعلومات الكتابية الأولى العربية وغير العربية
- من الصعب إعطاء تواريخ دقيقة لهذه الروايات لكنها تؤكد مثلاً على "الطائيين" و"المهاجرين" أو "الهاجريين"
- تشرح الكتابة على قبة الصخرة ومعنى هذا البناء الغامض
- تشرح التوافق بين تواريخ السيرة وتواريخ الحرب الساسانية البيزنطية
- التناغم مع الرواية القرآنية
- تشرح القراءات الأبحاث الجديدة في نص القرآن (المخطوطات الأقدم)
- تشرح أصل المؤمنين، أهل الكتاب، المشركين، الكفار
- تشرح الفرق بين رسول الله ونبي الله
- تشرح الإنقسام في الأسلوب (على الأقل الإنقسامين المسميين بالمكي والمدني)
- تشرح الغزوات المذكورة في القرآن
- تشرح طغيان المرجعيات المسيحية واليهودية
- التناغم مع العناصر المتكررة في الرواية التراثية
- الأسماء والتواريخ
- أشجار النسب
- الهجرة إلى الحبشة، العقبة، غزوات بدر وأحد ومؤتة (المذكورة في القرآن)، أمهات المؤمنين
- دستور المدينة
- اسم محمد
- التناغم مع المنطق التاريخي
- أي دين جديد ينشأ من رحم القديم
- أي دين جديد يأخذ زمناً ليتبلور
- لماذا لم تظهر أية كتابات مبكرة
- تفسر الحاجات الأيديولوجية العباسية