الإسلاموية
11 آب، 2019-ظاهرة الحجاب
جهد مشكور محمد ودائما على خطوط البحث الامامية. قراءتي محدودة لابحاث ظاهرة الحجاب واعرف ان ليلى احمد ان لم اكن مخطئا تحدثت في كتاب عن ظاهرة الحجاب في امريكا عن حركة سياسية واعية. اي ان الحجاب في امريكا اعلان سياسي. لكن يمكن ان اقول بشكل عام ان كل من درس ظاهرة الحجاب او الاسلام السياسي اتجه الى التكهنات الفكرية غير القائمة على ابحاث ميدانية رصينة. كلهم سوسيولوجيون لكنهم يتركون السوسيولوجيا عند الحديث عن الاسلام السياسي او التأسلم ويتحهون نحو الايديولوجيا او التفسيرات التي تركز على خصوصية المجتمعات المسلمة. اي يعتقدون ان هناك سوسيولوجيا خاصة بالاسلام. وهذا الذنب فيه يرجع الى الدراسات الاسلامية والشرق اوسطية التي ارتكزت على هذه الفكرة ولا تزال. ما عندي تفسيرات قائمة على ابحاث ميدانية لكن عندي ملاحظات اعتقد انها قد ترسم طريق البحث. اولا التأسلم او اعادة تعريف المجتمع والثقافة من خلال الاسلام هو ظاهرة حديثة. هذه الظاهرة تتخطى مجموعات صغيرة او متحمسة لترقى الى حركة اجتماعية كما ذكرت. ثانيا، لا يمكن تفسير التأسلم بمصطلح احياء ديني. هذا المصطلح هو في صلب ايديولوجيا ظاهرة الاسلمة. لا اعتقد ان هناك شيء اسمه احياء ديني او عودة الناس الى الدين كتحليل سوسيولوجي. نعم الظاهرة تتمثل بما يمكن تسميته بالاحياء الديني. لكن الوصف ليس التفسير. التحليل الطبقي الماركسي محاولة للخروج من اطار الايديولوجيا لكنها تقع في فخ الايديولوجيا الماركسية التي تتعصب لعنصر الاقتصاد كما يتعصب الاحياء الديني لعنصر عودة الدين الى العطاش الى الروحانيات. اية ظاهرة اجتماعية لابد لها من تفسير اجتماعي، مفاهيم اجتماعية معروفة وآليات اجتماعية معروفة. وليس الاسلام الحالة الوحيدة. هناك الاحياء البروتستانتي، وهناك الاحياء الامريكي الاول في اواخر الثامن عشر والثاني في اوائل التاسع عشر والثالث في اواخره. وهناك الاحياء الديني المسيس في امريكا منذ سبعينات القرن العشرين الذي ركب موجته الحزب الجمهوري. ثالثا، لابد من المقارنة مع حركات اجتماعية اخرى مثل صعود القومية، صعود الاستهلاكية. كما لايد من الربط مع ظواهر موازية ظهرت في نفس الفترة الزمنية مثل التضخم السكاني، التعليم العمومي، الدولة الشمولية، تضخم الطبقة الوسطى. لا يمكن شرح ايديولوجيا الاسلمة بفشل ايديولوجيات اخرى مثل القومية وكأن الايديولوجيا حاجة انسانية. اخيرا، هناك افتراض يساري خاطئ وهو ان الطبقة الوسطى هي حاملة التطور وهي علمانية يسارية بالتعريف. الطبقة الوسطى نتاج الراسمالية وتضخم الدولة وتشعب تدخلها في حياة الناس. الطبقة الوسطى العربية محافظة واسلامية. عندها نفس طموحات الطبقات الوسطى في كل مكان لكن ثقافتها التي تعبر بها عن نفسها اسلامية. وهذا ليس خطأ اجتماعيا. الطبقة الوسطى الامريكية ايضا متدينة. اما الفرنسية فهي علمانية معادية للدين. هذه نتائج تاريخية وليست قوانين. كذلك فان ما يسمى بصعود العلمانية في الخمسينات والستينات لم يكن الا صعود شرائح معينة لا تمثل الا نسبة بسيطة من المجتمع. لكن الغالبية كانت من الفلاحين واصحاب الاعمال الحرفية والتجار. وهؤلاء كانت ثقافتهم محافظة واسلامية دائما. ما يهمني في الحجاب مدى تيسيره او اعاقته لانخراط المراة في المجتمع. هذا الانخراط اساسي في العصر الحديث.
DrAli Asaad تحياتي لك د.نظير.. أدّعي أن مبادئ علم الاجتماع صريحة وواضحة في القرآن الكريم. هذه المبادئ هي ذاتها في مختلف الكتب السماوية. أقول هي ذاتها لأن (الدين السماوي دين واحد متعدد الرسل). محاولات الإسلاميين لتعريف المجتمع والثقافة من خلال الإسلام ليست ظاهرة حديثة بدليل ما كتبه علي بن أبي طالب في نهج البلاغة وما كتبه علي بن الحسين ( زين العابدين ) في الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق وما كتبه ابن خلدون في مقدمته...