مشروع الوطنية السورية
محتويات
19 آذار، 2016-المشروع الكردي في سوريا
شوية تعليقات على المستجدات: لم أقرأ عابد الجابري ولا أعتقد أني سأقرؤه ولم أقرأ نقد جورج طرابيشي له ولا أعتقد أني سأقرؤه. كلما تكلم قومجي أو تناقش قومجيان من أية قومية كانت، أشعر بالأسى عليهما معاً. مبروك لأي فصيل كردي إعلان دولة أو منطقة حكم ذاتي وأعتقد أن الأمر واقع لا يمكن إنكاره وهو مشابه لم فعلته داعش أو غيرها. أخيراً سيكون للأكراد ديكتاتورهم الخاص، لأني لا أؤمن بتفوق أي عرق شرق أوسطي على الآخر. في الحقيقة لا يهمني الناس بل تهمني الأرض. بغض النظر عن معاناة الشعب العربي أو الكردي او الإسرائيلي أو حتى الفلسطيني. أعتقد أن المهم هي الأرض بالنسبة لإنشاء دولة. سوريا بحاجة إلى هذه الأراضي وكانت جزءاً منها لعقود طويلة ولا أحب أن أتخلى عنها. بكرة بيصيروا أصحاب الشعر الأحمر مثلاً شعب لوحده وياخذوا جزء من البلد. لا أريد فيدرالية معهم ولكن أريد الأرض والموارد ما عدا ذلك يمكنهم أن يستقلوا. وأعتقد أن الأرض والموارد هو ما يهم طبقتهم الحاكمة الجديدة أيضاً. أما بالنسبة للأقليات في مناطق الأكراد فنعرف مصيرهم؟و أحس بالعجز، وهذا يشبه ما عبر عنه جورج طرابيشي في مقالته عن "الفشل" ولا أعتقد أن هذا مرتبط بالأحداث المروعة في سوريا وإنما في عدم إمكان التأثير فيها أو التأثير في أي إنسان سوريا. العجز يأتي من الإحساس بالعقم وليس من اليأس من عدم التدخل الخارجي. الثقافة السورية الحالية دينياً وفنياً وتعليمياً وفكرياً وسياسياً تعطيني إحساساً بالعجز. هذا ما نفعله لأنفسنا وليس ما يفعله الآخرون بنا.
22 شباط 2018، مبادرة "حياة كل السوريين غالية"
افكار طرحتها منذ ما يزيد عن السنة ولا ازال متمسكا بجدواها. مبادرة ”حياة كل السوريين غالية“
Ammar Aljer فكرة إعلان عام جيدة. ولكن أعتقد أن الإعلان يجب أن يكون أخلاقياً وغير متعلق بالمؤسسات لاننا لا نملكها. يجب أن يتضمن الإعلان أنني ضد قتل أي بريء وضد المساعدة في قتل أي بريء وضد التستر على قتل أي بريء وأنني أسعى للتعاون مع باقي السوريين على الفهم وعلى التعاون وعلى المساعدة في إشاعة الأمان وتقديم أي مجرم من أية جماعة للمحاكمة.
1 نيسان 2019، الهوية الوطنية
هذه مقالة رائعة من الاخ موريس. فعلا الهوية الوطنية تكون بالاتفاق على نسيان اشياء وتذكر اشياء اخرى وعلى كيفية سرد النسيان والتذكر. ذكر الكاتب احداث الكاثار في فرنسا العصور للوسطى واحداث مجازر يوم القديس بارثلوميو في القرن السادس عشر ضد البوتستانت. رواية الامة الفرنسية اليوم تتذكر هذه الاحداث على انها ايام عصيبة حيث اختلف الاخوة، لكن روح الجماعة تفوقت. ويمكن ذكر احداث اقرب الى زماننا. الحرب الاهلية الامريكية في التاسع عشر والصراع من اجل الحقوق المدنية للسود في الستينات من القرن الفائت يتم تقديمها على انها مراحل انتقالية وايام صعبة، لكن روح التواؤم انتصرت واستمرت الامة. وهذ الرواية يقبلها الجميع، ولو كان عن مضض، ويتم تدريسها في المدارس والجامعات. العنصريون البيض الامريكان من الخمسينات كانوا لا يزالون يمارسون عنصريتهم في السبعينات وما بعدها، لكن رواية الصراع من اجل الحقوق المدنية اصبحت رواية وطنية. مارتن لوثر كينغ اصبح بطلا قوميا للامة الامريكية واصبحت نتائج نضاله ملكا للجميع، اما معاناته فهي نتيجة اخطاء وسبحان الذي لا يخطئ. فهل فشل خلق رواية وطنية سورية جامعة هو ما خلق الطائفية والتفتت ومن ثم الحرب والنزعات الانفصالية. يؤكد الكاتب على ان الطائفية لا تسبق الدولة. اي ان الفشل المذكور هو فشل الدولة وليس بسبب وجود الطائفية. الدولة السورية والنخب الحاكمة على مر عقود فشلت في ايجاد سردية جامعة تجعل النسيان المركز ممكنا والتذكر التلفيقي ممكنا. بلمح الكاتب الى تدخل الاستعمار الفرنسي كسبب في تعقيد الامور، لكنه يعود الى ملاحظة اسامة مقدسي المحقة وهي ان الانتداب لم يكن فرضا برمته وانما سوقا جديدة للتنافس. لكن الكاتب لا يتوسع في اسباب فشل السردية الجامعة فهذا لم يكن موضوع مقالته. هنا اقترح بعض الملاحظات التي قد تكون نافعة في تحري اسباب فشل السردية الجامعة: اولا، النخب السياسية التي عارضت الوجود الفرنسي ثم التي تتابعت على حكم سوريا بعد ذلك اتكأت على ايديولوجيا قومية عربية موسعة. القومية العربية في نشأتها الشامية المسيحية في القرن التاسع عشر كانت لا تتعدى حدود سوريا الكبرى واحيانا كانت تضم العراق إليها. في حين ان النسخة الموسعة شملت كل ما نسميه اليوم بالوطن العربي، وهذا ما جعل من الصعب ادماج الاكراد والسريان وكثير من المسيحيين. ثانيا، مركزية دمشق في السردية السورية. دمشق اصبحت العاصمة ليس لانها كانت دائما العاصمة وانما لان الملك فيصل اختارها ومن بعده الفرنسيون. دمشق كانت عاصمة ولاية دمشق ومن ثم سوريا التي توقفت حدودها عند حمص. حلب كانت دائما عاصمة ولايتها الخاصة. تاريخ سوريا اصبح تاريخ دمشق وتم اهمال ادماج اجزاء من تواريخ المناطق الاخرى. ثالثا، مركزية الاسلام في السردية السورية والعربية. التاريخ العربي والسوري يبدا في مكة وليس في الشام ويغفل كل ما جاء قبله. انه تاريخ يتجه الى الداخل، الى الصحراء والى دمشق باعتبارها حاضرة الصحراء ووجهة القوافل. هناك تاريخ اخر لسوري يتجه الى الشمال والشرق والساحل تم اهماله. رابعا، قضية فلسطين وظهور اسرائيل خلق سوقا جديدة للصراع على روح الامة الناشئة. بينما كان الانتداب محور الاستقطاب بين مدافع عنه ومعارض له لكل من كان يصارع على السلطة، اصبحت فلسطين محور الاستقطاب. ببساطة صراع الزعامات على اساس المؤيد او المعارض لفرنسا، او على اساس القيسية واليمنية، لا يختلف عن انقسامه على اساس المزاودات على قضية فلسطين. اصبحت فلسطين قضية السنة العرب في سوريا وساهمت في صعود التيار الاسلامي الذي كان من اوائل من ارسل المتطوعين. لا اصبح معيار نجاح الدولة هو اهتمامها او اهمالها لقضية فلسطين وليس ادماجها او عزلها للجماعات الاثنية الاخرى. خامسا، لجوء دولة الاستقلال الى العنف لقمع تحركات محلية مثل اعدام سليمان المرشد وقمع تمرد الدروز عام ١٩٤٧. سادسا، الحرب الباردة ونسختها الاقليمية جعلت الصراعات داخل سورية مرتكزة على قضايا خارج سوريا. الحرب الباردة الروسية الامريكية والحرب الباردة الاقليمية العراقية السعودية والحرب الباردة المصرية السعودية كلها قسمت الصراعات داخل سوريا على اساس قضايا خارجها. سابعا، الافكار البعثية القومية العربية لجماعة الاسد التي ركزت على قومية عربية موسعة، وعلى مركزية فلسطين، وعلى مركزية الاسلام في التاريخ السوري. في نفس الحين الذي غطت فيه على النفس الطائفي بغطاء اليسارية وصراع الطبقات. الاسد اعادنا الى الحكم السلطاني حيث تتصارع فيه الزعامات الطائفية والاثنية على عطايا الاب القائد.
14 تشرين الأول 2019، حق تقرير المصير والآمال المشروعة للكرد
ما هو "حق تقرير المصير" و"الآمال القومية المشروعة"؟ هل نناقض أنفسنا إذا قلنا أن سوريا كدولة عربية لها الحق بالوجود وأن أية دولة كردية ليس له الحق بالوجود؟ وهل نناقض أنفسنا إذا قلنا أن الدول القائمة تدافع عن نفسها وأراضيها وفقا لعرف دولي هو السيادة، وأن كل الحركات الإنفصالية هي غير محقة وغير شرعية؟ وهل نناقض أنفسنا إذا قلنا بأن هذه القومية موجودة ولها حقوق وتلك القومية مخترعة وليس لها حقوق؟ هل يمكن لأقلية قومية أن تطالب "بحقوق قومية" ضمن البلد الذي تعيش فيه، وما هي طبيعة هذه الحقوق؟ يبدو لي من النقاشات الدائرة اليوم حول العملية التركية أن هذه النقاشات تحمل تناقضات هائلة سواءاً من الطرف العربي أو من الطرف الكردي. وما يلفت نظري أيضاً هو التعاطف الغربي (الأوروبي والأمريكي) الشديد مع ما يسمونه "القضية الكردية" دون تمييز بين الأحزاب والمجتمعات الكردية المختلفة. هجوم تركيا هو بالنسبة للراي العام الغربي هو إعتداء على الشعب الكردي وحقوقه المشروعة، وفقط.. لم يستطع الغرب (من خلال ما نقرأه ونراه في الإعلام) أن يتعاطف مع الثورة السورية إلا من جهة أنها قد تكون ثورة مظلومين، لكنها في النهاية تمرد ضد الدولة. وبالتالي ومن منطلق الدولة فإن أي تمرد لا يمكن أن يحظى بالدعم والتأييد، المباشر على الاقل، لأن مثل هذا التأييد ومثل هذه التمردات تشكل خطراً على المنظومة الدولية القائمة. أما التعاطف مع "قضية قومية" فهو مشروع لأن القضية القومية هي دولة جنينية تريد الخروج إلى العالم. هذه الدولة الجنينية لها حق الظهور والإنضمام إلى النظومة الدولية. أما التمرد فهو مسألة داخلية تتعلق بالسيادة، والأفضل النظر إليها ووسمها بالحرب الأهلية لتبرير عدم التدخل. أعتقد أن الفواعل في هاتين الحالتين ليست أيديولوجية بالضرورة ولا تحكم تصرفاتها حسابا الايديولوجيا فقط. لكن استخدام الأيديولوجيا القومية في خطاب هذه الفواعل ظاهر. وكل التناقضات التي ذكرتها يمكن تصنيفها (وليس بالضرورة التعامل معها) من خلال الأيديولوجية القومية وتناقضاتها الفكرية. كيف يمكن أن نتكلم عن ونعترف بالقومية العربية أو الفرنسية أو حتى الأمريكية ونرفض الإعتراف بالقومية الكردية؟ كيف يمكن تجزيء ما يسمى بالقضية الكردية لتصبح مشروعة في تركيا وفيدرالية في العراق وغير مشروعة في سوريا و"حالة خاصة" في إيران؟ التبريرات التي تساق في كل حالة هي تبريرات بهلوانية إن لم تكن مضحكة. وبالمقابل فإن التبريرات الكردية في كل حالة (الخطاب القومي الكردي فقط) أيضاً بهلوانية ومضحكة، تماما كما هي أية تبريرات تقوم على الايديولوجيا القومية. لكن هل يحق لي أن أصفها بالبهلوانية والمضحكة إذا كانت فعلاً عقائد راسخة يؤمن بها من يقومون بهذه التبريرات؟ هل الإيمان العميق بشيء يجعله حقاً للشخص المؤمن به؟ إذا نظرنا إلى القومية من هذا المنطلق فإن أية مصالب ما دامت مشفوعة بالغيمان العميق هي مطالب محقة. مثلاً مطالب المثليين، ومطالب الاقليات الدينية، ومطالب النساء، ومطالب الأقليات القومية، ومطالب القبائل، ومطالب العمال، ومطالب الراسماليين، أي أية مطالب لها من يعتقد بها ويدافع عنها. ما هي المطالب المشروعة والمطالب غير المشروعة؟ إذا ظهرت جماعة جديدة تؤمن أن من حقوقهم الطبيعية أن يمشوا عراة في الطريق، وظهر لها تمثيل وأدبيات ومناضلين وشهداء وتاريخ ومؤسسات، فمن يقرر بأنها حركة لها مطالب مشروعة أو ظاهرة عابرة مخادعة لا مطالب مشروعة لها؟
Ammar Aljer هناك تلاعب في معاني الكلمات يؤدي بشكل مقصود إلى تضليل فكري. مفهوم القبيلة هو مفهوم واضح وهي علاقة واسعة من علاقة القربى بينما مفهوم القومية هو مفهوم يرغب بتوظيف علاقات الدم لوصف العلاقات بين المؤسسات. يمكن وصف مؤسسات الدولة بأنها مركزية أو لا مركزية بأنها ديمقراطية أو فردية .. الخ .. ولكن لا معنى لوصف المؤسسات بأنها كردية أو عربية أو تركية. بشكل خاص عندما نقول الدولة إسلامية فغالباً ما يقصد بها المستمعون المعنى القومي وليس المعنى المؤسسي المبني على أسس دستورية واضحة.
الناس تبحث عن العدل والتنمية وغالباً ما يتم حقن الناس بالشعور بالظلم والإيحاء إليهم بأن الدولة القومية سترفع عنهم هذا الظلم لأن الإنسان العادي لا يعرف التعقيد الهائل في مؤسسات الدولة وأثر هذا التعقيد على الظلم الذي يحيق به وفي هذه الحالة غالباً ما تصب العصبية القومية في مصلحة انتقال رأس السلطة من نظام ديكتاتوري إلى نظام ديكتاتوري. فحقن الناس بالظلم أيام عبد الحميد جعلهم يطالبون بدولة قومية عربية أدت لولادة نظام المخابرات في سوريا وغيرها من دول المنطقة. الظلم الناتج عن نظام المخابرات يؤدي لولادة شعور بالظلم ويتم الإيحاء لبعض المكونات بأن الدولة الكردية سترفع عنهم هذا الظلم .. الخ..
أما خلط الأكراد بحزب العمال الكردستاني وخلط المسلمين بداعش ومثل هذه التلاعبات فهي ألعاب لغوية يقوم بها الإعلام المحلي والعالمي بكفاءة للتحكم بالمجموع البشري بسبب البنى السياسية الدولية التي لم تتشكل بناء على المصلحة الإنسانية الشاملة وإنما بناء على تطورات تاريخية تدريجية محلية في كل منطقة من مناطق العالم
30 تشرين الأول 2019، نهاية العقد الإلزامي السوري
العدوان التركي ونهاية العقد الإلزامي السوري - سوريا التي عرفناها تتصدع مقالة مثيرة للأخ حسام حسون. بالمشرمحي، نحنا صرنا مع بعض بقرار دولي ورح نرجع بصيغة أخرى من التجميع وأيضاً بقرار دولي. لكن ما يزعجني في الامر، كما يزعج الكاتب، هو مدى ارتهان السوريين للخارج وانبطاحهم واستهانتهم بتجمعهم. السياسة في سوريا من يوم تشكيلها وإلى الآن هي الإرتهان لداعم خارجي. مع جرعة كبيرة من النفاق من نمط "أنا وطني، بس إنت عميل". مقتطف من المقالة: "الثقة العمياء لدى جمهور عريض من السوريين بالجيش التركي أو الروسي أو الإيراني أو الأمريكي، والترحيب بالغزو الأجنبي، وانعدام هذه الثقة مع الآخر السوري، علوي أو سني أو شيعي أو كردي، دلائل أخرى على انفراط العقد الإلزامي السوري بلا عودة. ألا يشبه هؤلاء، أولئك من استقبل الغزاة الفرنسيين على أبواب دمشق في العام 1920؟"