المنظومة الموازية-ملحق أداة الترويع

من Wiki Akhbar
نسخة ٢٠:٣٢، ١٨ أغسطس ٢٠٢٠ للمستخدم Aatassi (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث
جنزير الرقبة

جنزير الرقبة! هل يمكن أن يستعبد الإنسان أخاه الإنسان؟ 🌷🌷🌷🌷 ملحق بالحلقة 25 من سلسلة كيف نحل مشكلتنا (عنوان الحلقة الأساسية: الترويع المجتمعي عن طريق الاعتقال والتعذيب الوحشي) 🌷🌷🌷🌷 نعم يمكن أن يستعبد الإنسان أخاه الإنسان! يمكن أن يرتقي الإنسان لدرجة أن يرفض تخريب الجمال في الجمادات ولكن المجموع البشري لم يرتق إلى هذه المستويات بعد ولم يتوقف استعباد الإنسان في بعض الأماكن على سطج الأرض خلال التاريخ الإنساني المشرق من جهة والمظلم من جهة أخرى. 🌷 فالإنسان يمكن أن يرتقي ولكنه وبالمقابل يمكن أن يصبح أضل من الأنعام وأكثر وحشية من الحيوانات المفترسة فيتصيد أخاه الإنسان ويعتقله ويعذبه ويصفي دمه ويمكن أن يعتاد مجتمع كامل على العبودية فيصبح تركيز اهتمامه على درجة نضج الدجاجة في طعامه أكثر من تركيزه على السوط الذي يشوي على بعد مئات أمتار منه ظهر جاره والذي قد يحرق غداً ظهر ابنه أو ظهره. 🌷 بعد تطور المفهوم المعقد للدولة تطور أحد أخطر أنواع الاستعباد الجماعي للبشر عبر التاريخ وخصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية. حيث انتشر هذا النموذج بشكل خاص في عدد كبير من دول الاتحاد السوفيتي السابق وهو مازال موجوداً إلى اليوم في بعض دول العالم. يعتمد هذا الاستعباد الحديث على وجود مؤسسات متخصصة تقوم باستعباد البشر بوقت واحد من خلال التحكم بعلاقة الفرد مع كل مؤسسات الدولة المعقدة وبعلاقاته مع باقي الأفراد في المجتمع من خلال التعليم والإعلام والطعام والشراب والتخويف الدائم من الاعتقال والقتل الفردي والجماعي


جنزير الرقبة: 🌷🌷🌷🌷 التطور التقني قد يرافقه انحطاط إنساني: 🌷🌷 بعد احتلال أوربا (وخصوصاً البرتغال) لأفريقيا وبعد الحدث الذي سمي ب"اكتشاف أمريكا" بدأت بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر مرحلة استعباد بشري من أقبح مراحل استعباد الإنسان لأخيه الإنسان خلال تاريخ البشرية الطويل الحافل بمظاهر الاستعباد تلك. تم صيد الكثيرين من بني البشر في أفريقيا وصل منهم اثني عشر مليون شخص إلى البلدان "المتحضرة" و تم استثمار طاقتهم العضلية في بناء المصانع وتشغيلها وفي بناء الاوابد المادية للحضارة الغربية. 🌷🌷🌷🌷 كيف كان يتم اصطياد البشر حتى القرن التاسع عشر (جنزير الرقبة) 🌷🌷 كان يتم حجز الناس في أفريقيا بقوة السلاح ويتم خطفهم من عائلاتهم (إن لم يتم خطف العائلات بكاملها) ثم يتم نقل المخطوفين إلى السواحل الغربية لأفريقيا وغالباً ما تتم قيادتهم من أماكن اصطيادهم إلى تلك السواحل من خلال سلاسل بشرية من خلال سلاسل معدنية أو قطع خشبية تربط في أعناقهم الواحد تلو الآخر "جنزير الرقبة" أو تربط في أقدامهم ويجرون تحت تهديد السلاح كما هو واضح في الصور. وفي سواحل غرب أفريقيا يتم خزنهم حيث يتم تقييدهم وحجزهم هناك ريثما يتم نقلهم بحراً إلى شواطئ البلدان "المتحضرة". 🌷🌷🌷🌷 التجارة تتطلب تقليل كلفة البضاعة والبضاعة هنا هي ابن آدم المكرم 🌷🌷 كانت ظروف النقل أقل بكثير من الحيوانية فالتجارة تتطلب من النخاسين أن تكون تكاليف نقل هذه البضاعة أقل ما يمكن ويتم استغلال كل زاوية في سفن نقل العبيد لحشره بالنساء والأطفال والرجال والشيوخ المخطوفين. ينقلون في سفينة مقسمة أحياناً لطبقات ارتفاع الطبقة حوالي المتر وبسبب حشرهم كان أكثرهم مضطراً أن يفتح ساقيه وهو جالس ليتيح المجال للشخص الذي أمامه أن يجلس. في مركب واحد كانوا يضعون خمسمئة شخص أو يزيد وبسبب هذه الكثافة الهائلة كانت الحرارة الناتجة عن الأجسام البشرية عالية جداً والروائح خانقة. وغالباً ما كانت الأجسام عارية أو شبه عارية وربما هذا كان يساعدها على تحمل الحرارة. ولكن وبجميع الأحوال كان عشر البضاعة أو خمسها أو ثلثها "يتلف" ويموت كثير من أولئك المساكين نتيجة القهر و قلة الغذاء و التعب و انتشار الأوبئة والأمراض. وعند وصول العبيد كانوا يعيشون ظروفاً أفضل بقليل من ظروف النقل هذه حيث يتم ترويضهم على عدم الاعتراض والطاعة لأسيادهم البشر فالعبيد ما كانوا يعتبرون بشراً 🌷🌷🌷🌷 حتى رجال الدين كانوا يكرسون استعباد بني آدم 🌷🌷 وحتى رجال الدين الذين يتحكمون بعباد الله زوراً باسم الله كانوا يكرسون تلك العبودية وكان يمنع الكلاب والعبيد من دخول الكنيسة في دولة مثل البرتغال. 🌷🌷🌷🌷 العبيد كانوا يقبلون بأن يصبحوا أدوات لاستعباد بعضهم 🌷🌷 ومع الزمن كان العبيد أنفسهم يستسلمون لواقعهم من دون مقاومة فينفذون الأوامر بل ويأكلون ويمرحون ويتزاوجون وينجبون أبناء عبيداً. حتى أنك تستغرب أن يكون قبطان السفينة التي تنقل العبيد المخطوفين هو نفسه عبداً !! وربما يقوم العبيد القدماء بترويض المستعبدين الجدد ويقومون بتعذيبهم فغالباً لا يدرك "العبد الرقيق" أن أكبر مصائبه هو "الرق" الذي يسلبه إنسانيته وكرامته فيلتفت إلى ما تبقى له من متع مادية للحياة يحصل عليها غالباً بالتفاني في عبوديته لسيده. 🌷🌷🌷🌷 التحرر كان نتيجة جهاد طويل للأحرار 🌷🌷 في عام 1807 أصدر البرلمان البريطاني قانوناً بمنع تجارة العبيد وفي شهر كانون الثاني من العام التالي قام برلمان الولايات المتحدة الأمريكية بالشيء ذاته من خلال اعتبار توريد العبيد عملاً خارجاً عن القانون. ومع ذلك بقيت بعض السفن تعمل في هذه التجارة الإجرامية لعشرات السنوات بعد ذلك التاريخ مثل السفينة Feloz. وستبقى آثار ذلك الاستعباد على المجتمع الأمريكي زمناً طويلاً حيث سيؤثر ذلك في نفسية "العبد" و"السيد" وستحتاج الولايات المتحدة قرناً ونصفاً بعدها حتى يقوم "مارتن لوثر كينغ" بثورته للقضاء على ما تبقى من آثار التمييز في القوانين وستحتاج الولايات المتحدة قرنين بعد ذلك الزمان ليصلها أول رئيس شبه أسود. ومع ذلك فتبقى لعهود الاسترقاق نلك آثارها. 🌷🌷🌷🌷 هل يعقل أن يصيد الإنسان أخاه؟ 🌷🌷 هل يعقل أن يصيد الإنسان أخاه؟ هل يعقل أن يستعبد الإنسان أخاه؟ إنها جريمة الجرائم التي تفقد أي تقدم بشري معناه فما قيمة حضارية بشرية تعمر الكون وتذل الإنسان؟ انتهت حقبة الاستعباد البشري المباشر المجنونة في أمريكا وفي أكثر دول العالم ولكن الاستعباد الغاشم موجود بأشكال أكثر عجباً و قبحاً وعمقاً في مناطق أخرى من العالم. 🌷🌷🌷🌷 استعباد البشر مستمر بالقرب منا ونحن نتجاهله 🌷🌷 في مكان قريب مني وعلى بعد أربعمئة متر من الكلية التي أعطي فيها محاضراتي لعشر سنوات يتم خزن طلابي وزملائي وإخوتي وأبناء بلدي في ظروف أسوء بكثير من ظروف نقل العبيد في السفن من شواطئ غرب أفريقيا وهذا ما كان يدفعني طوال سنوات دراستي الجامعية وخلال سنوات عملي لما يشبه الجنون. فكيف يمكنني أن أعطي محاضراتي عن أحدث ما توصلت إليه البشرية من تقنيات وبالقرب مني تمارس أحقر درجات الاستعباد وكأنني بتحاهلي اساهم بالتستر على الجريمة التي تطال غيري وقد تطالني. 🌷🌷🌷🌷 وصف ما يحدث بقربنا ونتجاهله 🌷🌷 ففي أقبية فرع أمن الدولة يتم حشر أكثر من عشرة أشخاص في مساحة لاتزيد عن متر ونصف مربع ولا يزيد ارتفاعها عن متر ونصف. في مثل هذه الزنزانة مات زميلنا "يمان اللبني" اختناقاً كما يقولون ولم تسلم جثته لأنه كان يساعد على تأمين المساعدات الإنسانية للمنكوبين. في الزنزانات الأخرى التي تصل مساحتها لما يشبه الغرف العادية قد يتجاوز المحشورون السبعين يأكلهم الجرب ويتجاوز القمل شعورهم ليغطي كل ثنايا جسمهم وتحت حزامهم إن كان عليهم بقية من ثياب .. أترك أحد من عاش تلك التجربة لأيام فقط في فرع الأمن العسكري يصف جزءاً مما رآه :

" المعتقلون يحشرون في زنزانات لا تتسع لربع عددهم فيصبحون مثل ( المخلل) ، أكواماً من الأيدي والأرجل والرؤوس. بعض المعتقلين لا يستطيعون لمس الأرض من كثرة الأجساد تحتهم وفوقهم وعن يمينهم ويسارهم.  يبقى المعتقلون على هذه الوضعية أياماً وأياماً وأياماً، يأكلون ويبولون ويتبرزون كلياً أو جزئياً ويتعرقون وينزفون وجراحهم تتقيح وتتفسخ وتتعفن وهم على هذه الحالة، الأرض تحتهم تتلقى كل هذه الأشياء وتتلقى معها مزق اللحم الفاسد والمهترئ حيث يصبح جلد البشر مع مرور الزمن وبالغياب الدائم عن شعاع الشمس كالشمع الدافئ، يكشط ويجرف بسهولة شديدة مخلفاً آلاماً مبرحة و حفراً في جسد المعتقل كاشفاً عن العظام . هذا الخليط العجيب من السوائل والمواد يتكوم فوق الأرض فيحرقها وينصهر معها ويتصلب ويصبح جزءاً منها.  وبسبب هذا التزاحم الغريب تتشكل عقدة متراكبة من أجسام بشرية متداخلة  لا يمكن حلها،عقدة خلاياها هؤلاء المعتقلون المصابون بكل ما ذكرناه من جروح وأمراض وآفات، ومع ذلك يتم إجبار هذه العقدة -بكل ما فيها من معتقلين لا يستطيعون الوقوف على أقدامهم أو نصب جذوعهم أو شارفوا على الموت- يتم إجبارها على الانفكاك ويجبر هؤلاء المعتقلون تحت ضرب السياط والقضبان البلاستيكية وعصي الخشب على الوقوف بضع دقائق إما لتوزيع الطعام المكون من قطعة خبز فوقها بعض اللبن الرائب) أو لشيء اخر (حيث يقوم الشاويشية بضغط المعتقلين فوق انضغاطهم إلى الخلف بعد أن يقفوا ليخلقوا مساحة مترين من الفراغ .. تمر الأيام والليالي على المعتقل في هذه الظروف وهو لا يجد موطئ قدم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى حيث لا تصل قدماه للأرض حيث يبقى معلقاً بفعل ضغط أجسام من حوله وعندما يجد موطئ قدم  يستمر واقفاً فيه على هذه الحالة لساعات طوال أو ليالٍ ينام خلالها المعتقل أحياناً وهو واقف وعندها قد يسقط فوق طبقات من المعتقلين الذين وقعوا مسبقاً."

🌷🌷🌷🌷 كيف يتم اصطياد العبيد الجدد بكلفة قليلة 🌷🌷 أما كيف يتم صيد أولئك العبيد فالطريقة سهلة حيث تكفي مجموعة واحدة من ثمانية أشخاص مسلحين وسيارتين أن تخطف شخصين أو أكثر كل ساعة بما يؤمن خمسمئة شخص في الشهر ويكفي لخزن هؤلاء سبع غرف شهرياً.. وبهذه الطريقة يكفي ألف عنصر مخابرات للتحكم الكامل المباشر بمئة ألف معتقل والتحكم غير المباشر بملايين الناس عن طريق التخويف الذاتي.. فعلاً إنها كلفة قليلة. 🌷🌷🌷🌷 شهادة أخرى (جنزير الرقبة كما في عهد العبيد) 🌷🌷 روى لي صديق اخر قدر له الدخول والخروج لفرع الأمن على بعد أربعمئة متر من قاعة محاضراتي قال لي "كنت في شركتي التجارية وكان عندي موظف في السبعين .. دخلوا علينا سألوا من فلان؟ قلت أنا فبدؤوا بلطمي على وجهي وأخذوني مع الموظف السبعيني بعد أن تم تقييدنا وعصب عيوننا وختموا الشركة بالشمع الأحمر. في الفرع تم استقبالنا وتعريتنا بشكل كامل وطلبوا مني عمل حركتي أمان أي الجلوس بوضعية القرفصاء والوقوف ففعلت أما الرجل السبعيني فما كان يستطيع ثني ركبتيه منذ عشر سنوات وقال لهم : يا أبنائي لا أستطيع ؟ فانهالوا عليه شاتمين ربه وأهله فحدثت المعجزة تحت الإرهاب وجلس العجوز القرفصاء مرتين مع انه لم يثني ركبته من قبل لمدة عشر سنوات" أيضاً عندما كانوا يودون نقل عدد من العبيد بين فرع وفرع اخر أو بين الفرع والمركز في العاصمة فغالباً ما تكون أقدام كل عبد مقيدة ويداه مقيدتان وعيناه معصوبتان بعصابة تكاد تقلع العينين ومع ذلك فيتم ربط مجموعة العبيد بسلسلة معدنية تربط أقدامهم بشكل متسلسل وبسلسلة أخرى تربط أيديهم بشكل متسلسل وبسلسلة ثالثة تربط أعناقهم بشكل متسلسل وتسمى "جنزير الرقبة". وما هذا إلا غيض من فيض هائل يحتاج الحديث عنه سنوات. 🌷🌷🌷🌷 الفارق بين استعباد البيض للسود وبين استعباد المخابرات للشعوب 🌷🌷 ورغم التشابه في بعض طرق استعباد ونقل العبيد السود مع طرق استعباد عبيد المخابرات إلا أنهما مختلفتان بشكل كبير. 1- فالغاية من عبيد أقريقيا كانت تأمين اليد العاملة أما عند المخابرات فالاستعباد هو غاية بحد ذاته ولذا تتفنن المخابرات في أدوات التعذيب وطرقه 2- وخزن العبيد أثناء النقل كان مؤقتاً بينما حشر البشر ككتلة تتجاوز مساحة أقدامها مساحة أرض الغرفة هو أداة تعذيب دائم وممنهج. 3- واستعباد الفرد عند المخابرات هو عملية جزئية من عملية استعباد أخرى للمؤسسات العامة والخاصة في النظم الديكتاتورية. 🌷🌷🌷🌷 الرق هو أكبر خطر على البشرية أفراداً وجماعات 🌷🌷 إن "الرق" هو أكبر خطر على البشرية وهو السبب العميق للكذب والنفاق والذل والجهل والخيانة والعمالة والنذالة وهو سبب ضياع الأفراد والمؤسسات و الدول والأمم. ولا يظن أحد أن المسؤولين عن هذا الرق هم فقط ضباط المخابرات وعناصرها.. فنظم استعباد المخابرات قد تكون قديمة بمقدار قدم تنظيم الدول نفسه خلال التاريخ.. كلنا نعاني من آثار الرق تلك وكلنا نتحمل المسؤولية عنها ولو بشكل غير متساو فكلنا بما فينا عناصر المخابرات معرضون للاعتقال المفتوح وللتعذيب المفتوح والاغتيال المفتوح في أية لحظة وفي أي مكان ولا نجرؤ أن نتحدث في ذلك ولا نجرؤ أن نسعى للتخفيف من ذلك.. وكلنا ندرك ذلك بعقلنا الظاهر والباطن.. وكلنا نراعي الحيطة في كل حركاتنا وسكناتنا كي لا نقوم بما يوحي باننا قد نفعل ما لا تحبه المخابرات.. وكلنا نترك المخابرات تتحكم في عقولنا وعواطفنا ولا نجرؤ أن نذكر كلمة "مخابرات" على لساننا.. 🌷🌷🌷🌷 أي مشروع يدلس على الرق هو مشروع تخريبي مهما كان ظاهره إنسانياً وحضارياً 🌷🌷

بغض النظر عن آرائنا السياسية وانتماءاتنا الفكرية والدينية والفلسفية وانتماءاتنا الطائفية ومشاعرنا القومية ومشاريعنا العلمية والإصلاحية والتنويرية  فإن مجرد الحديث عن مشروع تطوير علمي أو إصلاح سياسي أو بناء اجتماعي أو تحرر فكري لا يؤدي إلى تحرير الإنسان من "الرق" إنما هو مشروع تضليلي يهدف إلى تضييع القضية "الأهم" من خلال الحديث الواسع في قضايا "مهمة".

إن التحرر الذاتي من "الرق" وتحرير البشر من فكرة "السيد" و "العبد" يحتاج جهداً كبيراً وزمناً طويلاً فعلى سبيل المثال فهم كيف تحولت أجهزة التحري خلال ستين عاماً من أجهزة جمع للمعلومات إلى أجهزة استرقاق للبشر وكيف يمكن للإنسان أن يعذب بنفسه أخاه الإنسان وكيف يمكن للإنسان خارج المعتقل أن يصبح آلة يأكل ويشرب وينجب متجاهلاً تعذيب أخيه الإنسان في أي مكان على سطح الأرض وكيف يمكن اقناع أبناء طائفة معينة بأن من صالحها أن تكون الهيكل الأساسي لنظام الرق ذاك إن فهم ذلك ووضع آليات العلاج لكل تلك الكتل البشرية بما فيها "السادة" و "العبيد" وتطبيق ذلك العلاج.. إن كل ذلك يشكل عقبة كبرى لا بد لنا من اجتيازها و لا بد لنا من اقتحامها لننتهي من المعاناة ولننتهي من (الكَبَد) ولنحظى بسعادة الدارين .. لا بد من تحرير الرقاب "فلا اقتحم العقبة. وما أدراك ما العقبة. فك رقبة. أو إطعام في يوم ذي مسغبة. يتيماً ذا مقربة. أو مسكيناً ذا متربة. ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. أولئك أصحاب الميمنة"