«السلطوية الأمومية والأنثوية»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(1 كانون الثاني 2020، السلطوية الأمومية والأنثوية: صياغة السؤال)
(1 كانون الثاني 2020، السلطوية الأمومية والأنثوية: صياغة السؤال)
سطر ٢: سطر ٢:
  
 
صياغة السؤال
 
صياغة السؤال
 +
 
نقضي وقتا  طويلا نحلل السلطوية في العلاقات الابوية والذكورية. لكننا لا نذكر السلطوية في العلاقات الامومية والانثوية. دائما نتصور ان السلطة كلها بيد الاب في العائلة ونعتبر الزوجة/الام ضحية لتلك السلطة لكننا لا نحلل السلطوية في علاقة الام مع الاولاد او علاقة الزوجة مع زوجها. ولا نعترف بوجود علاقات امومية في المجتمع تقابل العلاقات الابوية، ولا نعترف بأنها ايضا قنوات لنقل السلطة.
 
نقضي وقتا  طويلا نحلل السلطوية في العلاقات الابوية والذكورية. لكننا لا نذكر السلطوية في العلاقات الامومية والانثوية. دائما نتصور ان السلطة كلها بيد الاب في العائلة ونعتبر الزوجة/الام ضحية لتلك السلطة لكننا لا نحلل السلطوية في علاقة الام مع الاولاد او علاقة الزوجة مع زوجها. ولا نعترف بوجود علاقات امومية في المجتمع تقابل العلاقات الابوية، ولا نعترف بأنها ايضا قنوات لنقل السلطة.
 
اولا، ليس من الضروري ان يكون الطرف المتسلط في علاقة ابوية ذكرا. اي اننا حين نتحدث عن الابوية فاننا لا نتحدث بالتحديد عن الذكور. لكن للاسف فان كثير من النسويات يخلطن بين الذكر والتسلط الابوي، فيتهمن كل الذكور بالتسلط ويجعلن المعركة بين الذكور والاناث وليس بين المتسلط وموضوع تسلطه.
 
اولا، ليس من الضروري ان يكون الطرف المتسلط في علاقة ابوية ذكرا. اي اننا حين نتحدث عن الابوية فاننا لا نتحدث بالتحديد عن الذكور. لكن للاسف فان كثير من النسويات يخلطن بين الذكر والتسلط الابوي، فيتهمن كل الذكور بالتسلط ويجعلن المعركة بين الذكور والاناث وليس بين المتسلط وموضوع تسلطه.

مراجعة ١٩:٢٥، ١٣ فبراير ٢٠٢٥

1 كانون الثاني 2020، السلطوية الأمومية والأنثوية: صياغة السؤال

صياغة السؤال

نقضي وقتا طويلا نحلل السلطوية في العلاقات الابوية والذكورية. لكننا لا نذكر السلطوية في العلاقات الامومية والانثوية. دائما نتصور ان السلطة كلها بيد الاب في العائلة ونعتبر الزوجة/الام ضحية لتلك السلطة لكننا لا نحلل السلطوية في علاقة الام مع الاولاد او علاقة الزوجة مع زوجها. ولا نعترف بوجود علاقات امومية في المجتمع تقابل العلاقات الابوية، ولا نعترف بأنها ايضا قنوات لنقل السلطة. اولا، ليس من الضروري ان يكون الطرف المتسلط في علاقة ابوية ذكرا. اي اننا حين نتحدث عن الابوية فاننا لا نتحدث بالتحديد عن الذكور. لكن للاسف فان كثير من النسويات يخلطن بين الذكر والتسلط الابوي، فيتهمن كل الذكور بالتسلط ويجعلن المعركة بين الذكور والاناث وليس بين المتسلط وموضوع تسلطه. لكن لماذا نسميه نظام ابوي او علاقات ابوية اذا لم نقصد الذكر؟ وكيف يمكن ان نتعرف على علاقات امومية حاملة للسلطة ايضا؟ لا نتصور ان الام يمكن ان تبني مع اولادها علاقة سلطة. اننا نعتقد ان العلاقة مع الام اساسها المحبة والأثرة والعاطفة وليس التسلط. العاطفة توحي بانها لا تخضع لحسابات سلطوية نفعية، لان منبعها، كما نعتقد، القلب وليس العقل. لكن هذا تعريف ابوي لدور المرأة في الاسرة. الاب هو القائد بالعقل والام هي المجمعة بالعاطفة. الاب يحمي بالعنف والام تحمي بالمحبة. تعريف الابوية اولا العلاقة الابوية ترفع من شأن العنف الحامي في انتاج الاسرة وتخفض من شأن الانجاب في تكوين تلك الاسرة. العلاقة الابوية تجعل القدرة على الانجاب مصدر ضعف ومصدر حاجة المرأة الابدية للحماية . العلاقة الابوية تجعل بذرة الانجاب في صلب الرجل وتقصر دور المرأة على حضانة البذرة. الابوية تعطي الاب حق ملكية الاولاد ليستخدمهم كجنود او كعمال فلاحة وكاستمرار للنوع. النوع البشري مختصر في سلسلة الآباء. الكتب المقدسة تعطينا نسب البشرية كسلسلة ذكور تمتد الى آدم. الابوية تجعل المرأة عبئا على الرجل لانها تجعل جانبه مكشوفا لاقتحام للغريب. هذا الجانب هو العرض. الابوية تجعل العقل في الذكر وبالتالي القيادة. وحتى العلاقة مع الآلهة فانها غالبا محصورة بالذكور. لكننا حين ندرس المجتمعات غير المدنية فاننا نكتشف ان العلاقة بين الرجل والمرأة اقرب الى علاقة تعاقدية منها الى علاقة فرض واجبار. حسب هذا التعاقد، الذكر يوفر الحماية بالعنف والانثى توفر الاولاد بالانجاب، الذكر يتحمل اعباء الصيد والمرأة تتحمل اعباء الاعمال المنزلية. ورغم ان الذكر لا يؤدي دوره المتعاقد عليه الا نادرا فيما بتعلق بالمعركة، فان دور الانثى متكرر كل يوم فيما يتعلق بالعناية بالاولاد والمنزل. ومع ذلك فان الاناث في تلك القبائل الصغيرة لا يثرن على الذكور او على المنظومة رغم ان خيار الثورة متاح وليس هناك اي خطر من عقاب المجتمع لهن. الا انهن يعرفن ان العقد هو اساس وجود الجماعة. الذكر يدفع ثمن دوره بالالم الجسدي واحتمال الموت في المعركة، والانثى تدفع ثمن دورها كفاحا يوميا. دور الذكور محمي بتابوهات ودور الاناث محمي بتابوهات ايضا. المحصلة هي ان الجماعة تستمر. هل نقول عن تلك القبائل بانها مجتمعات ابوية. في الحقيقة لا اعرف. اننا نستخدم المصطلح بكثير من التصرف والتعسف ولا نعي تاريخه. وللدلالة على ذلك نشير الى ان احدث كتاب في الاسرة الابوية كتبه انجلز منذ اكثر من قرن ولا نزال نعتبر مقولاته صحيحة دون اي دليل. باعتقادي منظومات الاسرة والمجتمع تصبح منظومات ابوية عندما يختفي العقد، وتختفي قدرة النساء على الخروج من العلاقة، وعندما تكون حماية العلاقة بالعنف او الاقصاء المجتمعي وليس بمجرد تابوهات. وعندما تكون صورة الانثى في المنطومة سلبية او مسلوبة الخيارات. فهى مزرعة لبذرة الذكر، وهي نقطة الضعف في الراسمال الرمزي للذكر الذي نسميه الشرف، وهي تابعة وغير عقلانية، وهي غائبة من سلسلة الاجداد المكونين لتاريخ الجماعة، وهي مغيبة خلف استار لحماية الذكر من تعدي ذكور اخرين على رأسماله، وهي غير طاهرة عند الحيض، ولا يسمح لها بمخاطبة الالهة، ولا تقترب من الارض المزروعة اثناء الحيض. وهي لا تعطى حضانة الطفل البالغ، ويستطيع الرجل ان يؤدبها وان يفسخ العقد دون مشاورة. اذن السلطة في المنظومة الابوية تتمثل في ملكية المرأة، اداة الانجاب، وفي ملكية الاولاد، نتاج الانجاب، وفي استخدام العنف الجسدي والاجتماعي لفرض الموقع الدوني للمرأة والاولاد. بينمايصبح الرجل اصل الانجاب ومركز العنف ومركز القيادة والعقل والدين. فهل يمكن ان نتصور منظومة امومية مقابلة للمنظومة الابوية ومعاكسة لها؟ لا اعرف ان كانت الامومية مجرد نظيرة الابوية اي مشابهة في المحتوى ومعاكسة في الاتجاه. الام كفاعل في المنظومة الابوية لذلك وقبل ان نصل الى الامومية ارى لزاما علينا ان نبحث اعمق في دور الانثى في العلاقة الابوية. الانثى لا تلعب فقط دور التابع للاب بل هي الاساس في نقل الايديولوجيا الابوية الى الاولاد. الام تعلم الذكور كيف يحتلون موقعهم الاعلى والاناث كيف يحتللن موقعهم الادنى. الام تعلم الذكور العنف الاجتماعي وتشجعهم على ممارسة واتقان العنف الجسدي. الام هي اول من يُخضع الانثى كابنة لسلطة الاب وآباء العشيرة. وفي جرائم الشرف مثلا، كثيرا ما تكون الام شريكة في قتل ابنتها. الام هي التي تبني اسطورة الاب الشديد والمسيطر حتى في حالة ضعف ذلك الاب وذلك لتضبط بها الاولاد بإخفتهم من عقاب الاب. الام اول من يلقن التقاليد والتعاليم الدينية. اعتقد ان هذا الدور المهم جدا الذي تضطلع به الام في المنظومة الابوية هو من بقايا ذلك التعاقد القديم الذي تحول مع الزمن الى خنوع ورضا ومشاركة فعالة في استمرارية المنظومة حتى بعد زوال العقد كأساس للعلاقة بين الجنسين. الامومية انطلاقا من دور الام كأول معلمة وأول مكرسة للمنظومة فاني اعتقد ان هذا الدور يسمح لها ايضا بإنشاء علاقة سلطوية مع الابناء، ليس فقط كوسيط لسلطة الاب، بل مباشرة لصالح الام. هذه العلاقة هي التي اسميها الامومية. وهي علاقة اعتقد انها كانت موجودة، واصبحت ثانوية في ظل المنظومة الابوية، ونشاهد عودتها في المجتمعات المتقدمة صناعيا والتي ليست بحاجة لعنف الاب لان عنف الدولة والقانون يحلان محله. لا بل في كثير من الحالات نرى الرجل ينسحب ببطء من الاسرة اما بسبب الطلاق او بسبب عدم قدرة المجتمع على إلزامه بدوره العاطفي والحمائي كأب. في هذه المجتمعات نجد ان الانتساب الى الانثى المنجبة يحل احيانا محل الانتساب للاب. وحتى لو لم يكن الانتساب شكليا بالكنية فانه واقع بسبب غياب الاب ووجود الام والخالة والجدة لتربية الاولاد. الامومية قد تستخدم العنف الجسدي، لكنها لا تستخدم الاقصاء الاجتماعي. هناك اقصاء اصعب واقسى وهو الاقصاء من المحبة والرضا. سلطة الام تكمن في اعطاء الرضى او سحبه. وهناك قوة اعقد وابعد اثرا وهي الاحساس بالذنب والتقصير. وهناك وسيلة مرعبة في سحب الرضا وهي الاحساس بالذنب. انا انجبتك وضحيت بحياتي من اجلك، انا الوحيدة التي احبك واهتم بك، فان لم تخضع فاني سأغضب عليك واسحب حبي واهتمامي واجعلك تحس كطفل منبوذ. الاب يستلم الطفل بعد ان تكون الام قد شكلت نفسيته. الاب يدمجه بالمجتمع الذكوري ومنظومة الشرف اي الانا العليا، اما الام فانها تكون قد قولبت اللاوعي. في المنظومة الابوية قد تستخدم الام سلطتها الخفية لتلقن الاولاد اسس الايديولوجيا الابوية. لكن عندما تختفي تلك الايديولوجيا فان الامومية تعود الى الظهور وحدها ولا تعود ثانوية وتابعة بل اولية وفاعلة. الاب يقول للولد انا اعلم ما يرضاه المجتمع لك، والام تقول انا اعلم ما هو الانسب لك. الامومة لا تخطئ لانها هي المنجبة. الامومة مسلحة بايديولوجية ان المحبة عضوية وهي دائما خيرة ولا تجبر الاولاد على ما لا يرضون لانها ببساطة تعرف الاصلح لهم عضويا. وبذلة تصبح المحبة هنا هي اساس السلطة. المحبة في احيان كثيرة تكون مجرد إلحاق الولد بالام كجزء منها كأحد اعضائها. الولد يفقد وجوده لان الام تعرف ما يصلح له وتعرفه اكثر من نفسه لانها تحبه لانه ولد منها ونشأ في احشائها. تلك التبعية التي انتجتها المنظومة الابوية بان جعلت الاب هو صاحب البذرة وهو المنجب الحقيقي، الامومية تعيد امتلاك تلك البذرة وتضيف إليها تسعة اشهر من الحمل ثم آلام الولادة ثم متاعب الرضاعة وقلق التربية. ما هو عضوي يتم اشباعه بسلطة رمزية، الام اقرب إليك من نفسك لانها انتجتك جنينا ومولودا ورضيعا وطفلا. لا احاول هنا تفكيك الامومة وانما تفكيك الامومية كعلاقة سلطوية بين الام والاولاد. هذه العلاقة لا تختلف عن الابوية في استخدام السلطة لتحقيق الخضوع والتبعية الكاملة. الانجاب والارضاع لا يعنيان ان الام تعرف مصلحة الولد او تعرف الانسب له او ان تأثيرها ايجابي دائما. كثيرا ما ارى اسوأ القرارت يتم تمريرها بالامومية. وكثيرا ما تخرب الامهات حياة اولادهن بدعوى انها تعرف الاولاد اكثر من انفسهم. وكثيرا ما تكون العقد النفسية العصية من انتاج الامومية وليس من انتاج الابوية.


Lahcen Ouzine

السلطة الابوية والمجتمع الابوي ليس مفهوما بيولوجيا وإن كان يتخذ من ذلك ارضية ثقافية مادية لبناء وجوده كتركيب اجتماعي اقتصادي ثقافي. والمرأة كيف ما كانت دينامياتها السلبية والايجابية فهي تعمل على معاودة نفس السلطوية والمجتمع حتى في تمردها فهي في الغالب تقزم المعركة في صورة الرجل بحكم اسباب وعوامل كثيرة . مع العلم ان الرجل نفسه يدفع الثمن ثمن انتصاره للسلطوية الابوية وللمجتمع الذكوري وهذا نقاش يحتاج الى الكثير من الوقت الذي يبتدئ بمحاولة تجنب الاسئلة الخاطئة التي يمكن السقوط فيها عند افتقارنا للمعطيات والملفات الميدانية او الوضعية التي توضح الصورة لصياغة اسئلة البحث مثلا هل كان تركيب الاسرة في كثرة الانجاب خاضعا للتقاليد والاعراف والسلطوية الابوية ام للتركيب الاجتماعي الاقتصادي . فمثلا الفلاح المصري في القرن19 يرغب في الابناء بدافع توسيع استغلال الحصول على استغلال اوسع للارض. ومن جانب آخر هل هناك الى اليوم حضور للابناء كأطفال كذوات انسانية مستقلين ام هم مجرد ادوات استغلالية من جانب منطق بنىالتركيب الاجتماعي والاقتصادي ومجرد تمائم تقي المرأة من الكثير من العنف الابوي انهم مجرد تمائم تقي مثلا من الطلاق . اذن يصعب الحديث عن الطفل انسان مرغوب فيه له كينونته ومشروعه الوجودي وبالتالي هل هذه المعطيات تسمح بنشوء مفهوم للتربية من قبل الاب او حتى الام بنزعتها التملكية القهرية في استعمالها لابنائها كدرع بشري للاحتماء من السلطوية الابوية كبنيات مادية وقيم ثقافية اجتماعية تنزع نحو القهر والعنف والالغاء للقيمة الانسانية للمرأة والطفل وحتى للرجل باعتباره ضحية هو الاخر لطبيعة هذا المجتمع ....


Ahmad Nazir Atassi

Lahcen Ouzine الصديق الحسين، كلامك في محله وانا متفق معه مائة بالمائة. ليس لدينا معلومات ميدانية، ولا نعرف كيف تتغير طرق ومظاهر ممارسة السلطة سواءا كانت الابوية او الامومية، لان السلطة تبقى ويتغير المظهر فقط. ولم انتبه لمسألة الانجاب كسلاح في يد المرأة فشكرا على الاضافة الغنية. وارجو ان تقرأ التوسعة الاخيرة لمنشوري لاني اعتقد بأنك ستجد فيها صدى لبعض افكارك. وانا في سوق لقراءة تعليقاتك. واود هنا ان اقتبس جملة من تعليقك لاني اراه الهدف الذي نسعى اليه كلانا في نقدنا للعلاقات السلطوية داخل الاسرة: "اذن يصعب الحديث عن الطفل انسان مرغوب فيه له كينونته ومشروعه الوجودي وبالتالي هل هذه المعطيات تسمح بنشوء مفهوم للتربية من قبل الاب او حتى الام بنزعتها التملكية القهرية في استعمالها لابنائها كدرع بشري للاحتماء من السلطوية الابوية كبنيات مادية وقيم ثقافية اجتماعية تنزع نحو القهر والعنف والالغاء للقيمة الانسانية للمرأة والطفل وحتى للرجل باعتباره ضحية هو الاخر لطبيعة هذا المجتمع ". في النهاية الجميع ضحايا عندما تتحرل العلاقة الى محض سلطة واخضاع وتسيير. الاطفال هم اود الضحايا