«تبرير الهزيمة»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
سطر ١٢٩: سطر ١٢٩:
 
لذلك اتفق مع كل ما ذكره الكاتب واخالفه في الوقت نفسه.
 
لذلك اتفق مع كل ما ذكره الكاتب واخالفه في الوقت نفسه.
  
 +
=26 تشرين الثاني 2019، علم الثورة وعلم النظام=
 +
 +
'''حازم نهار'''
 +
November 25, 2019  ·
 +
عَلم لكل مواطن سوري:
 +
تبنت الثورة السورية "العلم الأخضر" في مواجهة "العلم السوري الرسمي"، لكن من دون أن يعرف أحد الآلية القانونية أو السياسية أو الشعبية التي جرى وفقها هذا التغيير؛ فجأة وجدنا "العلم الأخضر" يكتسح تعبيرات الثورة المختلفة على حساب العلم السوري المعتمد في الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الإقليمية والعربية والدولية.
 +
وبصراحة، كتبت آنذاك -بصفتي مواطنًا سوريًا لا غير- معترضًا على هذه الآلية، ووجدت مخاطر عديدة في هذا التبديل، لا حبًا ولا كرهًا بأي علم من الناحية الشكلية، فكل أعلام بلدي في الحصيلة حمل لواءها سوريون، واستشهد في سبيلها سوريون كثر، في الحروب وخلال الثورة على حد سواء، بل اعتراضًا على الآليات الاعتباطية وعدم حساب المخاطر المستقبلية بصورة رئيسة:
 +
1- إن وجود علمين لبلد واحد سوف يكون مربكًا على مستوى العلاقات الدولية للثورة، وهذا ما حصل (بل حصل على مستويات أدنى كثيرًا: المدارس الابتدائية في الخليج مثلًا تعتمد العلم الرسمي لا علم الثورة، على الرغم من أن بعض دول الخليج ترى نفسها مع الثورة).
 +
2- إن وجود علمين في وقت واحد سوف يقسم البلد إلى قسمين متنافرين ومتضادين كليًا، وهذا خطر جدًا. فإذا كان الطرف الأول (النظام وصحبه) قد أرادوا ذلك وعبروا عنه بصور شتى (الأسد أو نحرق البلد)، فيفترض بالثورة السورية ألا تنجر إلى مستنقعه، لأن الثورة في المآل معنية ببناء نظام جديد وبلد أخرى مغايرين لما صنعه النظام.
 +
3- أصعب أنواع الانقسامات هي الانقسامات حول الرموز، إذ يصبح الرمز غاية في حدِّ ذاته، يتقاتل حوله البشر إلى درجة نسيان القضية الجوهرية.
 +
4- كان يمكن حلّ مشكلة "رمز للثورة" بطريقة أخرى غير تغيير العلم الرسمي، كأن يجري اختراع رمز خاص بالثورة السورية.
 +
5- الطريقة الاعتباطية التي حصل فيها تغيير العلم ستفتح الباب على مصراعيه لطرائق اعتباطية أخرى في تغيير العلم مرات أخرى، بعد أن أصبح حق التغيير مشاعًا، وبعد أن أصبح "الهواة" يقررون أشياء مصيرية بلمح البصر.
 +
6- ستفتح عملية التغيير الاعتباطية للعلم الرسمي المجال لظهور أعلام أخرى على مستوى إثني أو ديني أو طائفي أو عسكري أو فصائلي ... إلخ.
 +
أخيرًا، من الطبيعي أن من يعمل في السياسة بالاعتماد على "السبحانية" أن يصل إلى مستويات أدنى، حتى لو لم يكن قاصدًا ذلك.
 +
والغريب فعلًا أن حاملي الأعلام هذه جميعهم يتحدثون عن "الوطنية السورية"، وباسمها، ويبنون "جيوشًا" يسمونها "وطنية". ماذا تعني "الوطنية السورية" بالنسبة إلى الذين اجتمعوا في ما يسمى "المجلس التركماني"؟؟!! ألا يكفي رفع "علم الثورة"، أم أن شهوتنا في تمزيق كل شيء قد بلغت أقصاها؟؟
 +
يبدو أننا اليوم وصلنا إلى حالة أدنى كثيرًا، وأكثر انحطاطًا، ونكاد نتوقع أن يكون هناك علم خاص لكل مواطن سوري، ما يفقد جميع الأعلام رمزيتها ودلالاتها وجمالها.
 +
 +
 +
'''Ahmad Nazir Atassi'''
 +
اذا اردنا ان ننتقد الماضي لنتعلم منه فيجب ان نطرح الاسئلة المناسبة. هذه محاولة ولها قيمتها لانها بداية للحوار. وهذا كان ردي حيث اقترح اعادة صياغة السؤال:
 +
استاذ حازم انت تطرح قضية في غاية الاهمية ولا اعني قضية العلم وانما قضية مراجعة الذات. لا اعرف اذا كان انتقاء موضوع العلم شيء من النقد ام شيء من جلد الذات بسبب الفشل. كل مراحل التغيير تترافق مع تغيير الرموز والاسماء. في الميثولوجيا البطل يغير اسمه بعد الاحداث المفصلية. العلم باعتقادي تكتيك وليس استراتيجيا. يعني لم تطرح الثورة شعار الاصلاح ولم تصارع الاسد على اي الاثنين اكثر وطنية، وانما رفضته نهائيا ومنذ البداية فكان لا بد من احداث قطيعة رمزية ايضا. المأزق اليوم هو ان الاسد بقي وبقي كذلك كرئيس الدولة وصاحب العلم بينما الثورة فشلت وفشل معها علمها.  ولو كانت انتصرت لكنا اليوم نمدح قرار تغيير العلم الذي جمع الناس حوله. لكن الفشل لم يكن بسبب العلم، والاسد لا يزال معترفا به ليس بسبب فشل الثورة وانما بسبب الدعم المباشر وغير المباشر الذي تلقاه من المجتمع الدولي. لم يتخلوا عنه ابدا كرئيس دولة ولو للحظة.
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٦:٤٦، ٧ ديسمبر ٢٠٢٤

4 شباط، 2016، وين الحكام العرب

أستغرب من ناس لسا بيقولوا كردة فعل على المجازر والقصف والتجويع "وين الحكام العرب وين الحكام المسلمين" وإذا الواحد ما كتير متدين بيقول "وين الإنسانية". بالنسبة للإنسانية الجواب سهل: مثل لما تصير حروب في دول أخرى ولم نكن نحرك ساكنا هكذا يفكر بنا الآخرون. أما المؤسسات الدولية فنحن نعرف أنها لا تمثل الإنسانية وإنما تمثل مصالح الدول الكبرى. والدول الكبرى لا تبدو مهتمة بحل الأزمة السورية. أما مناداة العرب والمسلمين، فعلى أية عصبية نعتمد؟ هل نعتقد بأن الحكام العرب سيساعدوننا لأنهم عرب مثلنا؟ أم أنهم سيساعدوننا لأنهم مسلمين مثلنا؟ هناك فرضية خفية في هذه الكلام وهي أن رابط العروبة أو رابط الإسلام سيطغى وأن الأمة العربية أو الأمة الإسلامية ستتداعى للعون والنجدة وكأننا نعيش في دولة واحدة ونشكل أمة وطنية واحدة. برأيي الحكام العرب هم أكبر المعادين لفكرة القومية العربية. الإعتراف بوجود أمة عربية يستوجب إلغاء الملكيات والديكتاتوريات وإنشاء دولة واحدة. من سيقبل بهذا منهم؟ الأيديولوجية السلفية الوهابية من أكبر المعادين للفكرة القومية والسعودية كانت من أعداء عبد الناصر وشجعت مجيء الأسد الذي قضى على البعثيين القومجيين الذين كانوا يشتمون السعودية ليل نهار في إذاعاتهم. أما الأمة الإسلامة فوجودها كقوة سياسية ليس له أي معنى إلا إذا كانت السعودية على رأسها لأن هذا يبرر أيديولوجيتهم. عدا ذلك فهؤلاء لا يهبون لنصرة المسلمين إلا إنتقائياً وبشروط تبعية. أتمنى أن أرى سوريين لا يستجدون البشرية أو العرب أو المسلمين ولكن يؤمنون أن مساندة بعضهم البعض هي الحل الوحيد.

5 شباط، 2016، الهزيمة بمؤامرة

تعليق على بوست أحمد أبازيد أحمد أبازيد February 5, 2016 · من اللافت -والمؤذي- في هذه الأوقات التي نعيشها، أن ترى بعض السوريين في بلاد اللجوء، يرد بانفعال واستعلاء واضح على من يكتبون عن تخاذل الدول أمام الغزو الروسي الإيراني لبلادنا، بأن السبب هم الثوار أنفسهم، وأننا أكثر من فصيل، ولا نستحق دعم أحد، ولا يحق لنا لوم الآخرين. في وقت نخسر فيه مناطقنا وشبابنا وأحلام جيل كامل، وتحرق أرضَنا المقدسة نيرانُ الغزاة وحشود المحتلين، يخاف هؤلاء أن يُحسبوا على من يلوم دولة يقيمون فيها، فيكون غضبهم المعلن علينا نحن، الحرية خطرة. لقد سقط النظام حين كانت معركتنا معه، ولكنها الآن معركة دولية تتولاها إيران وروسيا ضد خريطة المنطقة ودولها وشعوبها، ولم تعد معركتنا وحدنا، ولكننا نخوضها وحدنا، ومطلوب منا أن نحمي شعوب العرب والمسلمين وتاريخهم وراهنهم ومستقبلهم وكرامتهم، ونتحمل الملامات والشتائم على موتنا أيضاً. دول الاحتلال الجديد القادم على المشرق تضخ الأموال والرجال وأسلحة العالم لأجل أن تقتل هذه الثورة، بينما يخشى "الأصدقاء" من ملامة دبلوماسة إن كسروا تحذيراً ما على الدعم، هذا إن استثنينا "الأصدقاء الآخرين" الذين تحولوا إلى وكلاء إقليميين للاحتلال الإيراني الروسي في سوريا. إن أطفال حلب وداريا والغوطة يموتون بقصف الروس بسبب الحظر الدولي على وصول مضادات الطيران إلينا فقط، لا لأن ثمة عدة فصائل في المنطقة. عموماً شكراً لكم، ما قصرتم أبداً، ولكننا سنموت دون أن نبرّر لقمتنا للغرباء.

بوستي هل يمكن أن نشرح الخسارة بأن هناك مؤامرة أو خذلان؟باعتقادي لا. دخول المعركة ليس قرار حميّة، لأن الإنسان لا يدخل أية معركة وحده وإنما يدخلها بكل أهله وماله. لا أعتقد أن أبازيد سيوفق بوقف اللوم أو المراجعة وأتمنى أن يكون هناك حوار حضاري. وهذه هي مداخلتي: إسمح لي بالمداخلة ولا أقصد اللوم أبداً وإن كانت الكلملت قاسية، لكني أعتقد أنها حقيقة لذلك تصبح قاسية. لم يسقط النظام عندما كانت معركتكم معه لأن إيران دعمته وكذلك روسيا بينما لم تدعمكم السعودية وقطر بما فيه الكفاية. سقوط أي طرف، النظام أو الفصائل، هو سقوط الداعم وليس سقوط الثورة، وهكذا يجب أن تكون حسابات التابع الذي ليس سيد نفسه. لم تعد هناك ثورة منذ تحول الخطاب إلى مطالب غير وطنية وإنما مطالب فئوية وأيديولوجيا. لا يمكن أن تقول أننا عملنا جهدنا وخسرنا، يجب أن نفهم الخسارة. أن تكون ثورياً فقط لا يكفي لتبرير الأعمال. وكما لو انتصرتم لصنعتم سرديتكم التي تبرر النصر، عليكم اليوم أن تصنعوا سردية تبرر الخسارة. الثورة عمل نخبوي وكثيرون حولوه إلى عمل إقصائي، وهذا يجعل هؤلاء في موقع الإجابة عن الخسارة. من تصدى للنصر وحده سيتصدى للخسارة وحده. الحديث عن الخذلان والمؤامرة لا طائل من ورائه. النصر يجبّ ما قبله لكن الخسارة تورث المسؤولية، هذه سنة الحياة. لا أقصد اللوم وإنما التوضيح.

Mazen Kseibi هل يمكن للسوريين دون دعم إسقاط النظام ؟ حسب الواقع الذي نراه لا يمكن . سوريا تحكمها منظومة دوليه و ليس نظام الأسد ، فهل كانت الثورة عليه خطأً ؟ و هل قدرنا ان نعيش عبيدا ؟ المعركة لم تنته بعد والمخرج الوحيد ولادة قيادة سورية سياسية عسكرية لتحقيق حد أدنى يمكن ان يعوض جزءً من التضحيات التي قدمها الشعب السوري

6 شباط، 2016، مراهقة المعارضة المسلحة

لن أغير رأيي. المعارك اليومية لا تهم. هذه إمبراطوريات وليست فصائل سلفية لا ترى أبعد من أنفها. لا يجب فهم اللعبة على أساس حلفاء وشركاء لأن التحالف والشراكة مؤقتة خاصة مع المعارضة السورية المسلحة التي أثبتت أنها مجرد مراهقين معهم أسلحة، وأعني مراهقين في عالم السياسة. إنهم أبطال فيلم دراما مأساوي ويموتون في النهاية ميتة الأبطال دون تحقيق أي شيء. أمريكا تلعب مع روسيا والفصائل مجرد حجار شطرنج. لا يهم أمريكا إذا مات نصفهم أو ثلاثة أرباعهم. بشار والروس سيحاصرون حلب وسيستمر الحصار أشهر وهذا ضمانة وقوع روسيا في الفخ. كبري وتسريباته ليست إلا لعبة لإقناع الروس أنهم سيربحون. المسلحون لن يموتوا، المدنيون وحدهم من يموت. لا تبنوا ردود أفعالكم على فيديوهات الغضب والتوسل إنها قصة مأساوية لا يهم أمريكا من هم شخصياتها فهم في النهاية كلهم كومبارس في الللعبة الكبيرة. الأسد لن يستعيد السيطرة على سوريا، لكن هذا لا يعني أن المعارضة ستنتصر، إنهم أغبى من أن ينتصروا. الضحية الآن هم المدنيون.

Mazen Kseibi الأسد او نحرق البلد : انه شعار تنفذه دول العالم و ليس الأسد ، و لن يتوقف النزيف الا بالرضوخ لشروطهم فهل ترى انه الحل ؟ اما عن فيديوهات الغضب فمبالغتك في تسفيهها غير مقبولة لان الالم اكبر من تمثيلية درامية

Ahmad Nazir Atassi أنا لم أسفه الفيديوهات أنا قلت أنها لا تغير قواعد اللعبة. المشاعر لا قيمة لها في هذه اللعبة القذرة.

Ahmad Nazir Atassi حذفت كلمات "دراما"، "لا تاغرنكم" و"تمثيل" لأنه فهمت على أن الفيديوهات تمثيليات وليس هذا ما أقصده.

Oussama Al-chami الاستنزاف سيستمر للنظام، حتى المستوي الذي يرون انهم سيفرضون ما يريدون بسهولة،. الى متى، لا نعلم ، ولكن نعلم ان الزمن ليس بمصلحته، تحرير ، ثم تطهير، تطهير. ثم تحرير، ويستمر النزف. وعندما تستوي طبخة البحص سيأتون. وسيكون ما يريدون. النظام اعطاهم مفتاح الدار.

نوار الملوحي الصراع ليس على جغرافيا حتى لو سيطر الأسد على كل سوريا فمازالت المقومات نفسها التي تستطيع إعادة المسلسل العسكري من بدايته الصراع اليوم على الاستنزاف الى متى إيران تستطيع فقدان ضباطها إلى متى حزب الله يحتمل الاستنزاف إلى متى روسيا ستدفع بالتكاليف هذه هي المعادلات التي يتم حسابها الآن

6 شباط، 2016-نتعلم من التاريخ وليس خذلونا

Ezzat Baghdadi February 6, 2016 · في لعبة الحياة لا يفترض منك انتظار العون من منافسيك أو من المتضررين من نجاحك، يجب أن تعرف أن النجاح يفترض أنك تفوقت على منافسيك وأنك قادر على التعاطي مع المخاطر فلا تبرر فشلك بأن المنافسيين أو المتضررين لم يعطوك فرصة لأن هذا الحجة تكشف سرّ الفشل الكامن في عدم فهم قواعد اللعبة. ينبغي أن تفهم كمتنافس أن عاطفتك تجاه ما تصنع وارتباطه بأخلاقيات تعلمتها أو مبادئ آمنت بها لا يغير شي من قواعد اللعبة ففي الميدان يكسب الأقوى الأقدر على البقاء وعلى المحافظة على التفوق. هذه المقدمة فقط لأقول أن الإسلام السياسي فاشل وغير قادر على المنافسة وأن حجج المدافعين عنه باطلة لأنها تفترض من السعودية والسيسي والعلمانية واسرائيل والغرب والفلول أن يعطوه فرصة ليتغلب عليهم. يا الله دخيلك يلي بعيش بشوف.

بوستي من وحي الحدث، هذا إسمه "نتعلم من التاريخ والتجربة" وليس "خذلونا"

7 شباط، 2016، خذلان العالم للمجاهدين

يقول الأخ أحمد أبا زيد في أحد بوستاته الأخيرة "لقد سقط النظام حين كانت معركتنا معه، ولكنها الآن معركة دولية تتولاها إيران وروسيا ضد خريطة المنطقة ودولها وشعوبها، ولم تعد معركتنا وحدنا، ولكننا نخوضها وحدنا، ومطلوب منا أن نحمي شعوب العرب والمسلمين وتاريخهم وراهنهم ومستقبلهم وكرامتهم، ونتحمل الملامات والشتائم على موتنا أيضاً." ثم نشاهد بعض فيديوهات من مقاتلين محاصرين في ريف حلب يطلبون العون من العرب والمسلمين ودول العالم. ثم تنتشر تعليقات "مؤامرة خذلان العالم للمجاهدين". نعم إنهم يموتون، نعم إننا نبكي معهم، نعم إننا نتألم معهم. لكن لا يمنع هذا من التفكير. لا بل يجب أن يكون رد فعلنا الأول هو التفكير. ألا يشبه هذا الكلام وهذه الفيديوهات قصص تراثية من أمثال "ليلة سقوط غرناطة" و"ليلة سقوط بغداد"؟ ألم نمل من قصص الهزيمة التي نلوم عليها تخاذل العالم بينما نحن أهل الأخلاق العالية والمثل السامية والطوباويين الذين يموتون لأنهم يمثلون روح الأمة أو روح الإسلام أو روح أأيديولوجيا ما؟ أنتم تحبون هذه القصص. أنا مؤرخ وأقرأها كل يوم ولست على استعداد للإستماع إليها مرة أخرى ولا حتى لقبولها. يقول الأخ أبازيد بأنهم، وأعتقد أنه يعني "المجاهدين" يدافعون عن الأمة. يا أخي هؤلاء ناس بسطاء قتل الأسد أهلهم فحملوا السلاح وهم الآن في موقف حرج لأن الأسد وروسيا يحاصرونهم في قراهم. هل يمكن لجيش في الدنيا أن يعيش في بيت أبيه. إذا كان هؤلاء بسطاء وكل همهم حماية ضيعتهم وليس لديهم إلا بنادق خفيفة فلماذا تورطونهم في جهاد عالمي وحماية الأمة ومصارعة الإمبريالية. السعودية ورطتهم وقطر وتركيا ورطتهم وأنتم أصحاب الأيديولوجيا ورطتموهم. لو كنتم تفهمون اللعبة الدولية لما ورطتموهم. ولو كنتم أقل حماسة وحمية وأيديولوجية ومراهقة لما تورطتم وورطتموهم. هذه ليست ثورة، هذه معارك دونكيشوتية مصيرها معروف. هل عذبتم أنفسكم وتوحدتم في جيش نظامي؟ هل عذبتم أنفسكم وتعاونتم مع إخوة الوطن من ذوي الخبرات بدل أخوة المنهج؟ هل عذبتم أنفسكم وتنبهتم لخطر التبعية الكاملة للممل أم أنكم اعتقدتم أن الممول أيضاً من إخوة المنهج؟ ألم تدمروا الثورة الوطنية، ثورة شعب، وحولتموها إلى ثورة نخبة تطالب بإجبار الشعب على نظام معين قلتم أنه إلهي؟ هل عذبتم أنفسكم واهتممت بإنشاء بنيات سياسية تمثلكم وتمثل الشعب؟ هل عذبتم أنفسكم وفهمتم تجربة المجالس المحلية والحكم المحلي بدل أن تربطوها بخلافاتك ومجالسكم الشرعية؟ هل عذبتم أنفسكم وقاومتم داعش والقاعدة لأنها أيديولوجيات غير وطنية ومن الواضح أنها مضرة؟ لا بالطبع لا. ما أشبهمكم بمنظمة التحرير الفلسطينية التي قامت على أكتاف مراهقين في الستينات وأدخلت المنطقة كلها في معارك دونكيشوتية انتهت بأن نصب أبو عمار الإله نفسه على مزبلة إسمها السلطة الفلسطينية قبل أن يموت لأن الهدف ليس فلسطين وإنما فلسطين يحكمها هو. ألا تزال حماس تلعب نفس اللعبة التافهة؟ لم تعترفوا بسذاجة تجربة الإخوان المسلمين في سوريا وبشعار محاربة العلويين وإعلان الجهاد ومعاداة كل من ليس إسلامي، لا بل أعدتم نفس التجربة. اليوم يمثلكن محمد علوش ورياض حجاب. يا رب العرش، هل هناك من في عقله ذرة فهم ليعرف إلى أين وصلتم وما هي النتائج. عندما قال الباحث مصطفى حمزة أن الفكر السلفي الجهادي هو من أوصلنا إلى هذه الورطة فهو ليس يتحدث من جهل، الرجل عارف، إستمعوا لفيديوهات محاضراته. هل أبكي على فيديوهات الشهداء الأحياء وأنا أعرف أنها ستكون بالعشرات وأنها لن تكون المرة الأخيرة وأن من أراه فيها لن أراه غداً. لا، لا أريد أن أسمع كلمة رزقه الله الشهادة أو تمناها فحصل عليها مرة أخرى. اكبروا، انضجوا، تحملوا مسؤولية الأحياء الذين سيعانون الحياة من بعدكم فالموت أسهل شيء في الدنيا. كفاكم مراهقة وأيديولوجيات. أنتم تتعاملون مع إمبراطوريات لا تراكم ولو بمجهر.

March 14، 2017-عدم انتصار الثورة

حوار ممتاز ‎محمد طارق الحسامي‎ updated his status. March 14, 2017 · موضوع للنقاش بموضوعية بشرط تقبل كل الاراء دون تجريح شخصي ولا انتقاص او تسخيف للمقدسات والمعتقدات لماذا لم تنتصر الثورة السورية على النظام حتى الآن وباتت في وضع أقرب للهزيمة وأضعف من اي وقت مضى ؟ " سيتم تحديث الاسباب حسب مجريات النقاش " 1. قوة النظام وسيطرته على المؤسسات الامنية والعسكرية واستخدامه العنف المفرط جدا في مواجهتها . 2. دعم اصدقاء النظام اللامحدود له . 3. تخلي اصدقاء الشعب السوري عن دعم الثورة . 4. أدلجة الثورة وانحسار اغلب نشاطها المسلح بيد فصائل إسلامية غالبها مصنف ضمن قوائم الارهاب العالمي . 5. ظهور تنظيم داعش . 6. تشتت وفرقة الثوار وعدم وجود قيادة مركزية . 7. تصفية واعتقال وتهجير غالب قيادات الحراك السلمي والجيش الحر . 8. الاختراق وموقف السوريين المؤيدين للنظام والرماديين . 9. ضعف المعارضة الخارجية (السياسية ) وتفرقها وتمزقها وتبعيتها وعدم استقلال قرارها . 10. ضعف وجهل وعدم كفاءة عديد من الثوار . 11. تمييع النظام للثورة عبر الاختراق وتشجيع كل العصبيات والامراض الاجتماعية السلبية . 12. الثورة كانت "كمين" مشروع خارجي لتدمير سوريا كما العراق واستغلت حاجة وعواطف الشعب السوري ليثور ومن خطط لها لم يكتب لها سيناريو النجاح ضمن مخططاته . 13. النصر من عند الله ولم يأذن الله بالنصر بعد (ان تنصروا الله ينصركم ) . هل من افكار واسباب اخرى يمكن اضافتها وهل من ترجيح لسبب مما سبق يمكن اعتباره السبب الرئيسي والاول في عدم انتصار الثورة حتى الان ... مجددا بشكل موضوعي وعقلاني ؟


March 17، 2017-خمسين سنة من القمع

عندما نطرح موضوع اية مشكلة تصادف السوريين، نسرع الى القول ان خمسين سنة من القمع لا بد كان لها دور في خلق المشكلة. الفرضية هنا هي فرضية شعب الفطرة الصافية. اعتقد ان الديكتاتورية لم تخلق اية مشكلة جديدة وانما استخدمت الموجود وعمقت الاثار. لا اعتقد بالفطرة النقية ولا بالفطرة الفاسدة. كل ما هنالك هو اننا امام عناصر من ثقافة المجتمع لم تعد تتناسب مع الحالة الحاضرة لهذا المجتمع. الديكتاتورية مثلا ليست اختراعا اسديا لكن طعمتها الان اسدية ولو جاء غير الاسد بتغيرت الطعمة وليس النتيجة. طبعا لا اجزم وكل شيء تخمين لكن لو ابتعدنا قليلا عن تعليق كل المشاكل على النظام لراينا حلولا افضل ولما تقاعسنا امام مشاكل هائلة بحجة انتظار النصر. هذا النصر حتى ولو جاء فان ما بعده سيكون كارثة من نوع اخر. هذا انا متاكد منه.

18 آذار، 2017 - البكاء على الاطلال

البكاء على الأطلال نعيش الهزيمة دراما من البكاء على الاطلال اطلال البيوت واطلال الامال. نحن نحب الدراما لانها تقنعنا بان هذه الهزيمة لا تختلف عن الاخريات فهي حلقة في سلسلة المؤامرة التي لا يد لنا فيها. الدراما تشعرنا بتوحدنا عبر المكان والزمان في ماساة الضحية الدائمة. لاحظوا استخدام المصطلحات الفلسطينية كاليمون والزيتون واشعار محمود درويش. الدراما تساعدنا على التحمل لكنها تمنعنا من التفكير. لا بل ان الدراما تصبح اداة للاسكات فخائن من يجرؤ على النقد وخائن من يتعالى على الالام والدموع والاهات. هل تعلمنا من تجربة بابا عمرو وحمص القديمة والخالدية وداريا والمعضمية والزبداني وحلب وغيرها. بالطبع لا فلا يوجد ما يمكن تعلمه لان الماساة والدراما الملحقة بها مجرد الام محكوم علينا ان نعيشها وان نبقى ضحايا. الذين شككوا بجدوى تحرير الاحياء والقرى لتكون مناطق محاصرة سميناهم خونة للثورة وذكاء الثوار الفطري. والذين شككوا بجدوى الانغلاق على الحي والقرية سميناهم علمانيين لا يفهمون الروح السورية وتراثها. والذين شككوا بجدوى وجود خمسين فصيل في المنطقة الواحدة سميناهم مثبطين لهمم المجاهدين. والذين شككوا بجدوى التنافس على الدعم والارتهان لرغبات الداعمين سميناهم عملاء للغرب لان اموال المسلمين حلال. والذين شككوا بجدوى الصمود داخل الجيوب المحاصرة سميناهم متخاذلين عن نصرة الحق. والذين شككوا بجدوى التكفير والصراع بين الفصائل سميناهم مجادلين بالدين. والذين شككوا بجدوى العشائرية والمناطقية المسيطرة على الفصائل سميناهم مشككين بنوايا المجاهدين وطاعنين في الظهر. والذين شككوا بجدوى انتشار السلفية الجهادية سميناهم علمانيين كفار. والذين نبهوا الى دور الفصائل في احتكار المواد والاغتناء من التهريب والاستهتار بحياة المدنيين سميناهم علاكين فيسبوك. كل تهجير قسري مؤلم ومجحف وكل هزيمة كارثة وضياع للحقوق وكل دخول لشبيحة النظام الى منطقة ثائرة يجلب الخراب والقتل. لكن الم نكن نعرف النتيجة من ثلاث سنوات. لا شماتة ابدا بمعاناة الناس لكن الاشارة الى الاسباب والمسؤولين ضرورة وواجب. لا شماتة لكني لن اشارك في طقوس الدراما التي مللناها، البكاء وجلد الذات وتأليه الابطال وفيديوهات الامهات والاطفال واشعار المسلحين. كل هذا الاستغلال الاعلامي الرخيص لمشاعر الناس وماسيها، هذا لن اشترك به. ولن الوح بقبضتي واقول سنستمر بالثورة. اية ثورة، هذه الدكان اغلقت وخشكروا اصحابها. صار وقت التفكير بالحلول الواقعية. كفاية.

March 30، 2017 - أسوا حجج الإنحطاط

Ezzat Baghdadi Favorites · March 29, 2017 · أسوء حجج الانحطاط أن الآخر لم يأذن لنا بالنهوض

19 آذار 2018، تعليق على مقالة جمهوريات الخوف

Ahmad Nazir Atassi رمي كل المشاكل على شماعة الطغيان يلغي النقاش، لا شي يمكن تحليله لان السبب معروف. حال سوريا والعراق مثلا ليس سببه الوحيد هو الطغيان. انها علاقة بين تركيبة المجتمع، بعض العقليات حتى لا نقول ثقافة، المنظومة الاقتصادية، تضخم السكان، استخدام ادوات الدولة الحديثة للقمع، ضعف مؤسسات الدولة وتفريغها من محتواها بسبب الفئوية والمجتمع الانقسامي ونظام المحسوبية، وغياب النظرية السياسية التي تتناسب مع الدولة الحديثة، بالاضافة الى الاستعمار والمنظومة الدولية. كل هذا له علاقة بما نحن فيه، وليس فقط الطغيان. ولا يقول لي احدكم انني اتهم الضحية، هذه منظومة وفيها فواعل وعلاقات وليس مجرد مستبد وضحية. لا يوجد ديكتاتور يتسلط دون منظومة تساعده. اذا لعبنا دور الضحية فقط فلن يكون لدينا ما نحلله. مقولة الطغيان هو السبب الوحيد غير صحيحة وغير نافعة وتابد ما نحن فيه. هل فعلا حولنا الطغيان الى قبائل، الم نكن قبله قبائل. ومقولة الانحدار نحو القبلية تفترض نزولا من مكان اعلى واحسن، على الاقل اكثر حضارية. معيار الحضارة ومقابله التخلف لا يختلف عن شماعة الطغيان. ليس هناك سلم حضاري نتسلقه، هناك تجربة وتغير وتاقلم، وليس هناك معيار نقيس عليه التاريخ. التخلف مجرد مقارنة مع الغرب ولا تحمل اي محتوى معرفي الا محتوى احتقار الذات. وحتى لو قبلنا بمعيار للتخلف فان الطريق الى التقدم غير واضحة، وكل المحاولات لفرض منظومة غربية باءت بالفشل، وليس ذلك لسوء التطبيق وانما لعدم ملاءمتها لتجربة المجتمع. لا يعني ذلك ان تجربة المجتمع لن تتغير، بل يعني ان الفرض من فوق لا ينجح. اخيرا، مالك بن نبي مخطئ، مثل كل المثقفين النخبويين المبتلين بمهمة اصلاح المجتمع بفكرهم المستنير وكانهم انبياء مهديون، وليس هناك شيء اسمه قابلية للاستعمار. تفوق الغرب في الاسلحة والتكنولوجيا لا يعني اننا قابلون للاستعمار، يعني اننا سنخسر المعركة، وخسارة المعركة تؤدي الى التشكيك بالذات. لا يوجد استعمار قبل المعركة وخسارتها. القابلية للاستعمار تشبه النظريات الغربية عن الدونية العرقية والقابلية للاستعباد. وتصوير تطور المشكلة السورية الى حد انه يجب تسليم امرنا لطرف مستعمر لا يشبهه اي شي في التاريخ. فهذا التصوير يفترض وجوة وحدة ازلية يجب المحافظة عليها، وهي نفس فكرة الدولة-الامة. ان المنظومة الدولية القائمة على الدولة الامة هي التي تمنع الحالة من الوصول الى مؤداها الطبيعي، وهو التفتت. الممالك تتفتت، وفكرة اننا امة ومصيرنا مع بعض لان تاريخنا واحد ولغتنا واحدة فكرة مصنوعة. الوساطة الخارجية ضرورية لكنها لا تعني الاستعمار وليس من الضروري ان تتحول الى استعمار. وتاريخيا، ازمات مثل الازمة السورية تصل اما الى تفوق قوة على الاخريات والحفاظ على المملكة، او توازن قوى يعني نشوء ممالك صغيرة، او التفتت وحصول فراغ يستمر لبعض الوقت حتى تملؤه قوة اخرى تاسس لمملكة اخرى. في الحالة السورية اليوم ومع استحالة الانتصار او التفتت بسبب المنظومة الدولية سنصل الى توازن قوى ضمن حدود واحدة مفروضة دوليا. وعندها سيقوم عقد جديد. هذا ليس قابلية للاستعمار بمعناه الحديث، هذا هو شرط ظهور عقد جديد. الكذب والكراهية ادوات واستراتيجيات وليست دليلا على دونية ثقافية، انها تعني ان العقد الجديد لم يتبلور بعد. عندما يتبلور سيكون بلد، وعندما لا يتبلور فمن الضروري ان يسمح لنا المجتمع الدولي بالتفتت. كثيرون يكتبون من منطلق معايير ثابتة وكونية ومطلقة مثل الطغيان والعدالة، الاستبداد والحقوق، التقدم والتخلف، الامة الواحدة والفوضى، الديمقراطية والديكتاتورية. لكني اعتقد ان التاريخ ليس تعاقب ادوار من القرب والابتعاد عن المعيار، وانما تعاقب منظومات سياسية ومجتمعية وايديولوحية وتفككها. هذه المعايير المطلقة مثل المنظومة الدولية التي تمثلها الامم المتحدة ليست كونية وانما هي نوع جديد من الامبراطورية التي تريد الحفاظ على نفسها، وهي امبراطورية غربية ولا تنفع الا الغرب وروسيا بسبب اعتراف الغرب بها، ولا ناخذ منها الا صفة التخلف والهشاشة. يجب ان نسمح بتفتت الدول وتغير الحدود. في حال انعدام ذلك، يجب ان نبحث عن طريقة جديدة في الوصول الى التوازن وانشاء العقد الجديد غير الوصفة الغربية القائمة على القومية والديمقراطية ذات المقاس الواحد والتعامي عن وجود انقسامات مجتمعية واخفائها تحت مسميات مثل بنيات ما قبل الدولة او ماقبل القومية او التخلف.

Ezzat Baghdadi مستوبات التحليل عند الكتاب العرب لا تنزل عن الخطوط العريضة؛ الطغيان، الاستبداد، المؤامرة، الماسونية والصهيونية والامبريالية وملة الكفر وملة الإيمان والطائفي واليساري والرجعي والتقدمي. وكل ما ذكر يعطيه الكاتب تقييمه الأخلاقي وكفى..

4 آذار 2019، المؤامرة والخيانة

اول شي بيعملوه اهل منطقتنا عندما يفشلوا هو انهم يخترعوا مؤامرة ويتباكوا انهم انخدعوا وكانت خيانة انهم اطهار وانقياء ومغلوبين على امرهم ويرفضونا اية مسؤلية لهم باعتبارها مساواة بين الجلاد والضحية ويظلوا يعيدوا القصة حتى يقتنعوا بها ثم كل سنة يحيوا ذكرى النكبة. تماما مثل كان في صحابة ومؤمنين وبعدين جاء المصلحجية الامويين وخانوا الرسالة وقتلوا احسن شباب الجنة وكل سنة بعاشورا يحيون ذكرى النكبة. ومثلها قصة مرسي ومثلها قصة اوجلان ومثلها قصة ثورتنا ومثلها احداث الثمانينات وبكرة رح نتذكر اوردغان بنفس الطريقة ومثلها قصة ياسر عرفات وعبد الناصر وصدام حسين الشهيد وكل الحمير الذين انتجتهم منطقتنا ولا تزال

14 تشرين الأول 2019، دفن الثورة السورية

Mustafa Aljarf: ربما قلت هذا الكلام من قبل ولكنني مضطر لأن أعيده: لقد كان علينا منذ زمن طويل أن نعلن رسمياً عن وفاة الثورة السورية العظيمة وأن نقوم بدفنها بالجلال الذي يليق بها، بدل أن نترك جثتها في العراء تقتات منها كلاب البرية الشاردة حتى اليوم...

15 تشرين الثاني 2019، جرد حساب للثورة السورية

ما هي الثورة السورية؟

عادتنا نحن السوريين، على سبيل التخصيص بين غيرنا من المجتمعات، ان ندخل في مناظرة بدل ان ندخل في حوار. ولا احاول التغطية على اخطائي الشخصية بتعميمها على المجتمع ككل، فأنا اعترف اني فتحت ودخلت في وخضت العديد من المناظرات. هناك شيء تنافسي وذكوري في المناظرة، ويمكن ايضا شيء هدام. وعلى الاقل هناك بالتأكيد شيء مثبط للحوار والابداع. احاول ان اتعلم هذه الايام كيف انتقد آراء الآخرين دون الدخول في دوامة غضب او احساس بالتعالي المعرفي او احساس بامتلاك الحقيقة او الحاجة الى تنوير وتوعية الآخرين او البكاء على ما ينقصنا وما نحتاجه في مسيرتنا نحو الخروج من الحالة المأزومة التي نعيش فيها. مقدمة طويلة لاقول باني خرجت من قراءة هذه المقالة، وعدد غيرها في الايام الاخيرة، بمشاعر وافكار متناقضة بين متفق ومخالف، قابل ورافض، متحمس ومثبط، متفائل ومتشائم، مغ، متعال ومتواضع، ساخط وراض، متعلم ومجهل. لن ادخل في تفاصيل هذه المشاعر، لكني اعتبرها، كما اعتبرت هذه المقالة نفسها، جزءا من مراجعة الذات ونقد الماضي. منذ اكثر من سنة طرحت فكرة اعلان انتهاء الثورة او حتى موتها. وصرحت وقتها بان مثل هذا الاعلان ليس جهدا معرفيا وانما خيار استراتيجي وحتى ايديولوجي. يسعدني ان اقرأ فكرة مماثلة في هذه المقالة، لكن الكاتب يقدمها هنا كجهد معرفي، كمحاولة لمراجعك الماضي وفهمه واستخلاص الدروس. من الصعب في العلوم الاجتماعي فصل الذاتي والايديولوجي عن الواقعي والعلمي. لا بل يمكن القول ان كل نتائج العلوم الاجتماعية هي خليط من الملاحظة الواقعية والتبرير الايديولوجي والرغائبية المستقبلية. اي اننا ننتج التظرية التي تجمع بين وصف الواقع وبين دفع التغيير في اتجاه معين. ولذلك لا انتقد احدا متهما اياه او اياها باعادة كتابة الماضي من اجل اجندة مستقبلية؛ فكلنا نفعل ذلك ودون ان نقصده. لكني احب ان يكون الباحث واعيا لهذا الخليط في ذاته وحتى لو امتنع عن التصريح به او قبوله. في الآونة الاخيرة بأ نوع جديد من المقالات والكتابات بالظهور، واعني كتابات جرد حساب السنوات الثمانية الماضية، ماذا حصل وماذا فعلنا ولماذا حصل ما حصل واين الخطأ وماذا تعلمنا وماذا سنفعل. هل هذه الكتابات محاولات لفهم الواقع الماضي ام هي محاولات لاعادة كتابة هذا الماضي. اعتقد ان اي جهد معرفي هو محلولة اعادة كتابة حتى ولو كان الباحث شاهد عيان. جهاز القياس هو الوحيد الذي يستطيع ان يدعي بعض الواقعية باعتبار انه يعايش الظاهرة التي يقيسها ويعكسها باعتبار وجود تناسب طردي بين الواقع والكمية المقاسة. اما ذاكرة الانسان وعقله المفكر فليسا اجهزة قياس وانما اجهزة اسقاط ومن ثم اعادة بناء. حواس الانسان ليست اجهزة قياس جيدة والذاكرة لا تعكس الواقع الماضي بتناسب طردي. كل العلوم الاجتماعية باعتقادي هي خليط من المعرفة وإعادة كتابة الواقع الماضي. عقل الانسان آلة ممتازة وبارعة في اكتشاف المؤتلف والمختلف. اي انه آلة تحسس تكشف التوجهات العامة والانماط. ولذلك فان اول انواع المعارف التي ننتجها هي التصنيفات، نميز بين ما هو متشابه مؤتلف وبين ما هو مختلف. من انواع التصنيفات التي ننتجها هو التحقيب، اي تقسيم التاريخ الماضي الى حقب زمنية نعتقد ان الظاهرة المدروسة مرت خلالها باطوار متمايزة، طور اول وطور ثان وطور ثالث، وفي كل طور نعتقد بان الظاهرة اتسمت بسمات واحدة لكنها مختلفة عن يمات الاطوار الاخرى. هناك مشاكل كثيرة في التصنيف احدها ان معيار التصنيف قد يكون مفروضا على الظاهرة وليس نابعا منها. اي اننا حين نبدأ التصنيف فإننا نعرف تماما ما نبحث عنه، نعرف مسبقا السمات التي نريد اكتشافها. ومشكلة اخرى في التصنيف هي اننا نعتبر الظاهرة المدروسة ماهية موجودة وقائمة بذاتها، اي جوهر يمر بمراحل تتغير فيها الصفات لكن الجوهر يبقى ثابتا لانه يحمل الماهية. في المقالة مثلا الجوهر هو مفهوم الثورة. ما حصل في سورية هو ثورة سواءا مرت بمرحلة صعود او هبوط، انحراف يمينا او انحراف يسارا، مرحلة نقاء او مرحلة كدر، مرحلة ثورة او موحلة ثورة مضادة. الرد على ادعائي واضح، الثورة سيرورة وعندما نقول سيرورة فنحن نصرح بان التغير والتطور التمرحل سنتها. وعلى ذلك اعقب بان السيرورة تفترض ايضا جوهرا اسمه الثورة. ما اقترحه هو صيرورة اجتماعية ليس لها اية ماهية، الماهية مجرد اسقاط على الصيرورة، الماهية غير موجودة لان ما مبدأ به ليس ما نلاحظه في الوسط او في النهاية. حتى مفاهيم البداية والوسط والنهاية غير مناسبة لان الصيرورة ليس لها بداية او نهاية انها متصلة تبدأ مع بدأ الكون وتنتهي معه. البدايلت والنهايات والمراحل هي من اختراعنا. انها محاولاتنا تنظيم هذا الوجود المعقد الدائم الصيران والتغير. المراجعة ونقد الذات محفوفة بالمطبات المعرفية. لكن كيف نكشف هذه المطبات وهل هي مخاطر وكيف نتفاداها؟ في الحقيقة، هذا السؤال لامعنى له، انه سؤال خاطئ ابستمولوجيا. يمكن اعادة صياغة السؤال بشكل يعترف بذاتيتنا، كيف يمكن ان تكون المراجعة مفيدة، كيف تكون معرفة يمكن استخدامها لتحقيق اهداف مرجوة. بالنسبة لي احاول ان اضع الظاهرة المدروسة ضمن سياقها الذي يتألف من تقاطع العديد من المنظومات. ماهي المتغيرات وما هي العلاقات، وليس ماهي الجواهر والماهيات او ماهي التعريفات. لا يوجد شيء محدد اسمه ثورة، انها صيرورة يتغير ضمنها المجتمع. بالنسبة لسوريا اصبحت هذه الصيرورة بحد ذاتها منظومة مغلقة تعيد انتاج نفسها. اما ثورات مصر ولبنان والسودان فهي صيرورات لا تزال تحدث كجزء من منظومات مستقرة مثل الدولة والمجتمع. ان اقتراح المراحل هو اول خطوة في دراسة الظاهرة، وهذه المراحل ليست محددة ولا وحيدة؛ ومن العسير تثبيتها كاطوار لماهية واحدة. يمكن اقتراح مراحل مختلفة حسب معيار التصنيف. والافضل ان يكون هذا المعيار هو احد متغيرات الظاهرة وليس اسقاطا ذاتيا مثل النقاء او الثورية. لكن لماذا اليوم؟ لماذا نرى اليوم هذا النوع من المقالات وليس قبل خمسة اعوام او قبل عام؟ اعتقد ان الصيرورة تمر بلحظات مفصلية تحصل فيها تغيير جذري لما نعتبره ماهية مستمرة وثابتة. هذه اللحظات المفصلية تقتضي اعادة الحسابات والتجمعات والتحالفات والانتماءات، وبالتالي فإنها تقتضي اعادك كتابة التاريخ. في الحقيقة، الاسلاميون بدؤوا بإعادة كتابة التاريخ منذ عام تقريبا لان معيارهم مر بمرحلة مفصلية منذ عام، واعني انتهاء جيوب المقاومة وبداية الارتهان للمشروع التركي. اما اليوم فاللحظة المفصلية هي في معيار اليسار، واعني انتهاء ثورية الثورة وبداية تحولها الى مؤسسات ودويلات. عملية نبع السلام التركية هي الخطوك الاولى نحو خلق كيانات شبه مستقرة ضمن الجغرافيا السورية احدها هو منطقك النفوذ التركي، واحدها هو منطقة النفوذدالامريكي، ثم منطقة النفوذ الروسي. المنطقة التركية ستتحول الى دويلة اسلامية يحكمها الاخوان بالنيابة، والمنطقة الامريكية ستتحويل الى اقليم كردي يحكمها الب ي دي بالنيابة، والمنطقة الروسية ستتحول الى اقليم سوري يحكمه الاسد، بالنيابة ايضا، بعد اعادة انتاجه كرجل الدولة والاجماع والتوافق السني العلوي. المناطق الثلاثة تجتمع تحت مظلة فيدرالية يحكمها الدستور الذي ستخترعه اللجنة الدستورية. لم يعد في هذا السياق من معنى لاستمرار مقولة الثورة ار لمقولة استمرارية الثورة. لذلك اتفق مع كل ما ذكره الكاتب واخالفه في الوقت نفسه.

26 تشرين الثاني 2019، علم الثورة وعلم النظام

حازم نهار November 25, 2019 · عَلم لكل مواطن سوري: تبنت الثورة السورية "العلم الأخضر" في مواجهة "العلم السوري الرسمي"، لكن من دون أن يعرف أحد الآلية القانونية أو السياسية أو الشعبية التي جرى وفقها هذا التغيير؛ فجأة وجدنا "العلم الأخضر" يكتسح تعبيرات الثورة المختلفة على حساب العلم السوري المعتمد في الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الإقليمية والعربية والدولية. وبصراحة، كتبت آنذاك -بصفتي مواطنًا سوريًا لا غير- معترضًا على هذه الآلية، ووجدت مخاطر عديدة في هذا التبديل، لا حبًا ولا كرهًا بأي علم من الناحية الشكلية، فكل أعلام بلدي في الحصيلة حمل لواءها سوريون، واستشهد في سبيلها سوريون كثر، في الحروب وخلال الثورة على حد سواء، بل اعتراضًا على الآليات الاعتباطية وعدم حساب المخاطر المستقبلية بصورة رئيسة: 1- إن وجود علمين لبلد واحد سوف يكون مربكًا على مستوى العلاقات الدولية للثورة، وهذا ما حصل (بل حصل على مستويات أدنى كثيرًا: المدارس الابتدائية في الخليج مثلًا تعتمد العلم الرسمي لا علم الثورة، على الرغم من أن بعض دول الخليج ترى نفسها مع الثورة). 2- إن وجود علمين في وقت واحد سوف يقسم البلد إلى قسمين متنافرين ومتضادين كليًا، وهذا خطر جدًا. فإذا كان الطرف الأول (النظام وصحبه) قد أرادوا ذلك وعبروا عنه بصور شتى (الأسد أو نحرق البلد)، فيفترض بالثورة السورية ألا تنجر إلى مستنقعه، لأن الثورة في المآل معنية ببناء نظام جديد وبلد أخرى مغايرين لما صنعه النظام. 3- أصعب أنواع الانقسامات هي الانقسامات حول الرموز، إذ يصبح الرمز غاية في حدِّ ذاته، يتقاتل حوله البشر إلى درجة نسيان القضية الجوهرية. 4- كان يمكن حلّ مشكلة "رمز للثورة" بطريقة أخرى غير تغيير العلم الرسمي، كأن يجري اختراع رمز خاص بالثورة السورية. 5- الطريقة الاعتباطية التي حصل فيها تغيير العلم ستفتح الباب على مصراعيه لطرائق اعتباطية أخرى في تغيير العلم مرات أخرى، بعد أن أصبح حق التغيير مشاعًا، وبعد أن أصبح "الهواة" يقررون أشياء مصيرية بلمح البصر. 6- ستفتح عملية التغيير الاعتباطية للعلم الرسمي المجال لظهور أعلام أخرى على مستوى إثني أو ديني أو طائفي أو عسكري أو فصائلي ... إلخ. أخيرًا، من الطبيعي أن من يعمل في السياسة بالاعتماد على "السبحانية" أن يصل إلى مستويات أدنى، حتى لو لم يكن قاصدًا ذلك. والغريب فعلًا أن حاملي الأعلام هذه جميعهم يتحدثون عن "الوطنية السورية"، وباسمها، ويبنون "جيوشًا" يسمونها "وطنية". ماذا تعني "الوطنية السورية" بالنسبة إلى الذين اجتمعوا في ما يسمى "المجلس التركماني"؟؟!! ألا يكفي رفع "علم الثورة"، أم أن شهوتنا في تمزيق كل شيء قد بلغت أقصاها؟؟ يبدو أننا اليوم وصلنا إلى حالة أدنى كثيرًا، وأكثر انحطاطًا، ونكاد نتوقع أن يكون هناك علم خاص لكل مواطن سوري، ما يفقد جميع الأعلام رمزيتها ودلالاتها وجمالها.


Ahmad Nazir Atassi اذا اردنا ان ننتقد الماضي لنتعلم منه فيجب ان نطرح الاسئلة المناسبة. هذه محاولة ولها قيمتها لانها بداية للحوار. وهذا كان ردي حيث اقترح اعادة صياغة السؤال: استاذ حازم انت تطرح قضية في غاية الاهمية ولا اعني قضية العلم وانما قضية مراجعة الذات. لا اعرف اذا كان انتقاء موضوع العلم شيء من النقد ام شيء من جلد الذات بسبب الفشل. كل مراحل التغيير تترافق مع تغيير الرموز والاسماء. في الميثولوجيا البطل يغير اسمه بعد الاحداث المفصلية. العلم باعتقادي تكتيك وليس استراتيجيا. يعني لم تطرح الثورة شعار الاصلاح ولم تصارع الاسد على اي الاثنين اكثر وطنية، وانما رفضته نهائيا ومنذ البداية فكان لا بد من احداث قطيعة رمزية ايضا. المأزق اليوم هو ان الاسد بقي وبقي كذلك كرئيس الدولة وصاحب العلم بينما الثورة فشلت وفشل معها علمها. ولو كانت انتصرت لكنا اليوم نمدح قرار تغيير العلم الذي جمع الناس حوله. لكن الفشل لم يكن بسبب العلم، والاسد لا يزال معترفا به ليس بسبب فشل الثورة وانما بسبب الدعم المباشر وغير المباشر الذي تلقاه من المجتمع الدولي. لم يتخلوا عنه ابدا كرئيس دولة ولو للحظة.