«الهوية في الثورة السورية»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
سطر ٥٩: سطر ٥٩:
 
هذا المنظوران لفهم الشعار ليسا متساويين أبداً. الأول يفهم المنظومة القائمة وهي مؤسسة العنف والقمع ويفهم المساواة بين الضحايا ويفهم أن هذه المساواة تجعلنا قادرين على تخطي كل الهويات الأخرى وعلى أن نتعاون حتى نصل إلى هدفنا في تفكيك منظومة القمع. أما المنظور الثاني فهو يفهم المنظومة على أنها مجموعات هوياتية متصارعة اتفق أن كانت إحداها متجبرة وقامعة. ويعتبر أن الصراع هو صراع مجموعات (وليس افراد) هدفه سحب السلطة من مجموعة وإعطاءها إلى مجموعات أخرى قد تصبح هي نفسها ظالمة وقامعة في المستقبل.
 
هذا المنظوران لفهم الشعار ليسا متساويين أبداً. الأول يفهم المنظومة القائمة وهي مؤسسة العنف والقمع ويفهم المساواة بين الضحايا ويفهم أن هذه المساواة تجعلنا قادرين على تخطي كل الهويات الأخرى وعلى أن نتعاون حتى نصل إلى هدفنا في تفكيك منظومة القمع. أما المنظور الثاني فهو يفهم المنظومة على أنها مجموعات هوياتية متصارعة اتفق أن كانت إحداها متجبرة وقامعة. ويعتبر أن الصراع هو صراع مجموعات (وليس افراد) هدفه سحب السلطة من مجموعة وإعطاءها إلى مجموعات أخرى قد تصبح هي نفسها ظالمة وقامعة في المستقبل.
 
للاسف فأنا أعتقد أن المنظور الثاني هو الذي كان ولا يزال سائداً. وهو منظور يحجب عنا واقع مؤسساتية القمع ويجعلنا نركز على الطوائف مما يسمح للنظام بتجييش هذه المجموعة ضد تلك. في ظل هذا الواقع فإن تصنيف ظالم ومظلوم لا يقدم ولا يؤخر بل يزيد من حدة صراع هوياتي وجودي حتى الموت ويمنع اي فرد مستقل من أن يخرج عن صفوف الجماعة. إذا لم يكن تعريف الظالم والمظلوم متسقاً مع البنية المسببة للظلم فإنه (وهي هنا مؤسسة القمع) يصبح معيقاً ومدمراً.
 
للاسف فأنا أعتقد أن المنظور الثاني هو الذي كان ولا يزال سائداً. وهو منظور يحجب عنا واقع مؤسساتية القمع ويجعلنا نركز على الطوائف مما يسمح للنظام بتجييش هذه المجموعة ضد تلك. في ظل هذا الواقع فإن تصنيف ظالم ومظلوم لا يقدم ولا يؤخر بل يزيد من حدة صراع هوياتي وجودي حتى الموت ويمنع اي فرد مستقل من أن يخرج عن صفوف الجماعة. إذا لم يكن تعريف الظالم والمظلوم متسقاً مع البنية المسببة للظلم فإنه (وهي هنا مؤسسة القمع) يصبح معيقاً ومدمراً.
 +
 +
=8 أيلول 2019، الهوية ضمن المنظوماتية التحليلية=
 +
 +
ما يجذبني الى البنيوية المنظوماتية هو إلحاح هذه الطريقة التحليلية على تحديد موضوع البحث باستمرار. اذا كنت تدرس ظاهرة اجتماعية كمنظومة فعليك دائما الاجابة الملحة على سؤال ما هي حدودها، من ينتمي إليها، ما هي مكوناتها. المنظومة تستطيع ان تخاطب العالم خارجها كأنها كتلة واحدة.  كل البنيات الاجتماعية تستطيع ان تحل محل افرادها او تستطيع اختزالهم بها. الطائفة لا تكون طائفة الا اذا استطاعت اختزال افرادها بها. دون هذا الشرط لا يمكن الحديث عن امة سورية او دولة علوية او طائفة مسيحية. عندما تقدم نفسك للاخرين فما هي الجماعة التي تحل محل فرديتك. مثلا عندما تلتقي بافراد تعطي اسمك، ومع غرباء تعطي عائلتك، وفي الجامعة تعطي مدينتك، وفي اوروبا تعطي بلدك.  في كل لحظة نتعامل فيها مع الاخرين نختزل انفسنا بجماعة او بنية او منظومة وذلك حسب طبيعة التعامل والرساميل المتبادلة فيه.  فاذا اردنا مثلا الحديث عن مجتمع سوري او دولة سورية فاول شيء يجب ان نتحقق منه هو وجود منظىمة او بنية يمكن ان نسميها مجتمع سوري. ونتحقق من ذلك بمثل هذا التشخيص التفريقي الذي وصفته، متى يمكن ان تصف نفسك بسوري وهل لهذا الوصف اي معنى.هذا يساعدنا في تحديد مجال بحثنا ويمكننا من التحقق من وجوده الفعلي.  وكلما تمعنت في تاريخ المنطقة اجد ان اكبر بنية يمكن ان يتماهى معها الفرد هي المدينة.  عندما يتعامل السوريون مع بعضهم او مع غيرهم فان اكبر انتماء حقيقي يمكن ان يتبنوه هو اما المدينة او الطائفة او القبيلة . اما الانتماء الى سوريا كبلد ودولة فهو مشروع قيد الانجاز او مجرد ادعاء بقصد التنافس على امتلاك شيء مستقبلي. سوريا كانت ولا زالت مشروع امة ومشروع دولة. الفواعل الحقيقية على الساحة  فتكون على مستوى المذينة او الطاىئفة او القبيلة. لا توجد بنية او منظومة اسمها سوريا اكبر من عصبية مدينة او طائفة او قبيلة. . من العبث ان تتحدث تاريخ سوريا. اقصى ما يمكن هو الحديث عن صراعات  تزعم كل فىة فيها انها تمثل سوريا انشاها الفرنسيون بقرار. سوريا قيد الانشاء. كيف ننطلق من هذه النقطة نحو انشاء سوريا  يصعب اختزالها بمدينة او طائفة. هذ ماا نبحث  عنه.
  
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٢٢:٤٨، ٣ ديسمبر ٢٠٢٤

29 تشرين الثاني، 2015، تطويع المخيلة الجمعية للسوريين

مقالة حازم صاغية تطويع المخيلة الجمعية للسوريين

بناء الجماعات الكبيرة مثل القبيلة والأمة يحتاج إلى هوية متخيلة موحدة توفرها الأيديولوجيا. لكن عندما تفشل تجربة البناء تبدو الأيديولوجيا وكأنها مؤامرة من صنع الزعيم أو النخبة. كل الأيديولوجيات عن بعد (بعد ثقافي وزمني) تبدو غبية وغير مترابطة لكن من شبه المستحيل أن نعرف الآن أن ما نعيشه ليس إلا إيديولوجيا أخرى. طول بالك يا أستاذ حازم. حجم الطعنة في الظهر يشابه حجم الإيمان بأخوة القاتل.

1 شباط، 2017 - الصراع الصفري

أنا مع هالحكي مية بالمية. السوريين بشكل عام ليسوا وطنيين أي أنهم لا يريدون إنشاء وطن جامع وإنما إما الوصول إلى سلطة ليقمعوا بها الخصوم أو الإنغلاق على رقعتهم الجغرافية وهويتهم الضيقة. سوريا كانت موجودة بالإسم وليس في الواقع وستبقى كذلك حتى ينشأ جيل يؤمن تماماً بانه سوري أي يقبل بتداول السلطة وبالوطن الجامع. حتى ذلك الوقت، يقول الجواز سوري وهذا أبعد حدود هذه الكلمة، شقفة ورق.

Ezzat Baghdadi updated his status. Favorites · January 31, 2017 · سألني شخص ينتمي لأحد الأحزاب اليمينية المعارضة عن طبيعة الصراع بين النظام السوري ومعارضته، ولما عرفت ضحالة معرفته بالحالة السورية حاولت أن أعرف له المعارضة حتى لا يلتبس عليه فهمه للمعارضة كما تمارسها الأحزاب المعارضة في أوربا وواقع المعارضة السورية. لم يكن سهلاً أن أوجز وأوفي لكن فعلت. لقد عرفته أولاً على قواعد اللعبة السياسية في بلادنا؛ حيث لا يجتمع نظاماً ومعارضته تحت أي غطاء مشترك (إما ، أو) فالرابح يربح كل شيء والخاسر يخسر كل شيء ليقبل بسقف رحمة الرابح أو ينتقل إلى رحمته تعالى أو يخرج من البلاد. لا ينظر للمعارضة على أنها منافس سياسي، بل بديل يسعى للقضاء على النظام والاستيلاء على السلطة. لذلك لايسمع عن المعارضة في فترات الاستقرار، وتنتعش المعارضة عند الاستحقاقات التي تأتي من تزايد الشعور بالغبن داخل المجتمع. هناك مدرستان تصنفان الطرائق التي تستخدمها المعارضات في بلادنا للوصول إلى السلطة، المدرسة الأولى ترى أن سلطة النظام تتأتى من قرارات دولية مرتبطة بالنشأة الاستعمارية للدولة، وتعتمد في نضالها على تحفيز القوى الدولية ذات الصلة للإطاحة بسلطة النظام الحالي وتولية المعارضة عبر قرار دولي، وتعني المعارضة هنا مجموعة الشخصيات التي تسعى للتماهي مع حاجات ورغبات القوى الدولية القادرة على دفعهم إلى موقع السلطة، وتلعب المعارضة دور الوساطة بين القوى الدولية وباقي النخب المحلية وهي بذلك لا تجد في نفسها الحاجة لخلق تيارات أو حركات اجتماعية ولا إلى مخاطبة الجماهير. بينما يرى الصنف الآخر سلطة النظام على أنها الرقعة التي يسيطر عليها النظام وبالتالي تعتمد بنضالها على منازعة النظام بالسيطرة على الأرض وتحتسب هذه المدرسة نقاط الانجاز بالمساحة الجغرافية. على الأغلب تميل الجماعات التي تصنف نفسها إسلامية إلى المدرسة الثانية حيث تساعد إيديولوجياتها الجهادية على تحشيد المقاتلين والأموال في نضالها ضد النظام وفي تبرير أي نتائج كارثية قد تنتج عن الصراع العنيف. بينما تميل الجماعات التي تصنف نفسها علمانية إلى المدرسة الأولى وهي بطبعها غير عنفية لكنها لا تمانع باستخدام العنف الخارجي إذا كان ذلك يخدم وصولها إلى السلطة. ثم سألني الرجل من أُشجع النظام أو أي من معارضيه قلت له أنا ثورة يعني أريد تغيير قواعد اللعبة.

9 شباط، 2017 - السجن في سوريا الأسد

في الصميم، لا بل أعتقد أن السجن يعبر عن ثقافتنا ومجتمعنا بشكل عام وليس فقط عن أيام الاسد. أحس أن هناك قيداً يمنع من الإنفلات والتحرر والعقم الفكري والإبداع وأحياناً الإنسانية. سجون الاسد ليست عاراً على الاسد وعائلته فقط بل هي عار على كل السوريين. أحس أحياناً أننا مثل الألمان بعد النازية يجب أن نعيد النظر بكل شيء وأن نعترف بذنوبنا ونكفر عنها، ولا أعني دينياً، بل حتى الطريقة التي نتصور بها الدين ليست اكثر من سجن آخر للعقول والأنفس. أفكار سوداوية لكن الواقع أكثر سواداً ولا أحد يصرخ.

Aya El Atassi updated their status. February 8, 2017 · لا شيء يختصر "سوريا الأسد" مثل السجن...

الثقافة والتربية االتي تلقيناها فيها هي تماماً حياة السجناء ...طوابير انتظارهم..تعذيبهم...آهاتهم المكبوتة...لباسهم الموحد...أرواحهم الممزقة....

الفرق أننا كنا نزلاء من النوع المخفف... السجناء الفعليين كانوا سجناء سجن داخل سجن كما الدمى الروسية.... هذا يعني عذاب داخل عذاب ...عذاب في سراديب من الموت البطيء، ربما مشانق سجن صيدنايا لم تكن أبشعها بل كانت رصاصة الرحمة لعذاب بلا نهاية... 13000 روح أعدمت ودفنت في أماكن مجهولة...13000 حكاية عذاب ...وأمهات وأولاد ....وانتظار وانتظار هذا هو الرقم المعلن أما المستور فهو أعظم.... بأية حال كبر الرقم أو صغر...هناك بشر ماتت شنقاً بلا محاكمة بلا قبر بلا عويل بلا وداع.... تلك هي سورية الأسد... ومازال السجن جاثماً على صدور السوريين ... ومازالت المشانق معلقة بانتظار رؤوس أينعت حرية وحان آوان قطافها... بلاد قيمة الانسان فيها ليست أكثر من حبل مشنقة...ليست أوطان بل مسالخ آدمية! بدنا نرجع بشر...بشر لا أكثر!

20 كانون الثاني، 2018 - هويتي

لا يمكن في زمن الفوضى الوثوق بالتسميات الكبرى مثل عربي، كردي، سوري، سني، شيعي، يسلري، اسلامي، علماني. ولا يجب في تلك الحالة التعميم. لكن التعميم عادة بشرية لن تتوقف. لذلك فعلى الافراد المستقلين ان يرفعوا اصواتهم ليؤكدوا فرديتهم، فهذه الفردية هي بالتحديد المرونة التي نحتاجها لبناء عقد اجتماعي جديد. وعلى الافراد المستقلين ان يرفعوا صوتهم ويقفوا بوجه محاولات تمثيلهم التي يكثر التنازع عليها ايام الفوضى. وفي تلك الايام يجب عدم الحكم على الامور الكبرى من منطلقات اخلاقية بحتة، فالاخلاق نشات لضبط الجماعات الصغيرة وللتعامل بين الافراد. ولا يكون لها اي معنى في حال نتعامل مع مؤسسات او مجموعات مترابطة. كما اني لست عربيا او سنيا او علمانيا على المقاس الواحد لهذا الحزب او الجماعة، فليست عفرين كتلة واحدة.

7 كانون الأول 2018، في فشل الخطاب الهوياتي

في فشل الخطاب الهوياتي قال "جلادي كان شاوياً" فرد "أنا شاوي يا حلبي يا ابن المدينة" والنتيجة فشلت الثورة السورية. طبعاً هذه صورة كاريكاتورية للثورة السورية لكن صدقوني إنها ليست بعيدة عن الواقع أبداً. الطرفان استخداما عناصر من خطاب هوياتي. الأخ محمد برو كتب مقالة مؤثرة عن تعثره في الطريق بسجانه القديم، وقدم في النهاية موقفا عميقا ومشرفا حين قال بأنه وزملاءه في السجن تركوا فكرة الإنتقام. وهذه نتيجة حكيمة ويا ليت لو كثير من جميع أطراف الأزمة في سوريا وصلوا إليها. لكن يبدو أن الاخ محمد برو، وهو صديق، انتقم ولو قليلاً بأن ذكرنا بأن سجانه "ربما كان من سكان الشمال السوري المدعوين بالشوايا". الجميع يعرف من هم الشوايا ولا داعي للمواربة وادعاء عدم معرفة الإسم من باب "أنا ما طائفي، حتى شوفوا ما باعرف طايفة السجان واستنتجتها من لباس المرأة التي كانت برفقته". أعرف أن الأخ محمد سيتقبل مثل هذا النقد، وسيكون سعيداً بأني لم أتوقف كثيراً عند قراءتي للنص عند هذه القضية لأني كنت مهتماً بالعلاقة بين السجين والسجان ومغرماً بموقف اللاإنتقام. لكن الذين ردوا على المقالة لم يكونوا بأحس حالاً من الكاتب فهم مباشرة أعلنوا انتماءهم العشائري ودافعوا عن أبناء "جنسهم" وعيروا الكاتب بأنه "حلبي متعجرف وابن مدينة لا يفهم في تركيبة الشمال أو الريف". يعني الذي عذب نفسه بالرد على ما اعتبره إهانة استخدم تماماً نفس مفاهيم وأدوات الإهانة نفسها ورد بإهانة مشابهة تماماً. مشكلة الخطاب الهوياتي المدمرة أنها لا تعي المنظومة التي تتعامل معها فتفشل في ضرب صميمها وفي صياغة خطاب جامع ومجدي في الصراع مع المنظومة. في كل هذه الثورة السورية لم أجد إلا حفنة من الأشخاص قالوا بالتركيز على مؤسسات المخابرات بغض النظر عن الإنتماءات الطائفية، لأن المخابرات كمؤسسة هي عماد النظام. الجميع تقريباً اتجه نحو خطاب يركز على العصبية العلوية والطائفة العلوية ويعتقد أن كسر هذه العصبية هو أساس هزيمة النظام. النتيجة كانت أن استفاد النظام من هذا الخطاب في تحفيز الهوية العلوية باعتبارها ضحية للهويات الأخرى السنية والمدينية، وبقيت المخابرات كما هي لا يعرف أحد من ينتمي إليها فعلاً وما هو دورها وكيف التصدي لها والقضاء عليها. الهوية الطائفية والهوية المناطقية والهوية الفئوية (مدينة- ريف، عشيرة) كانت وبالاً على الثورة السورية أدت مع عوامل أخرى إلى تفتيتها وبسهولة فائقة. الفصائل كلها تقريباً مبنية على أساس انتماء هوياتي. التجييش الذي قام به النظام استقاد أيضاً من الخطاب الهوياتي. وهذا يعيدني إلى بوستي السابق عن الظالم والمظلوم. يبدو لي أن الإثنين في القصة السابقة شبه بعضهم والإثنان خاسران أمام الظالم الاكبر وهو النظام. أخي محمد برو من الجيد أن تعترف بأنك تمقت سجانك وأنك تراه كسجان وأيضاً كسجان شاوي، وأن هوية السجان لا تزال تلعب دوراً في مخيلتك. هذا طبيعي كما شرح الأخ حسام الدين درويش. وأنا متأكد انك ستتعرف على شاويين آخرين لا علاقة لهم بالنظام وسترى أن سجانك مجرد إنسان مريض سايكوباتي يحب تعذيب الآخرين مهما كانت هويتهم. وأعتقد أنك تعرف هذا واذكر عندما رويت لنا قصة المعذب أنك لم تذكر هويته الطائفية وأنا الذي سالك عنها وذكرت وقتها أنه آشوري. لكن مجمل حديثك ركز على استمتاعه بالتعذيب ولم يركز على هويته. من يعتقد أن السجان والمعذب يدفعهما كره طائفي أو هوياتي مخطئ، ما يدفعهما هو مرض نفسي وأن كل شرطة العالم تعتمد على توظيف مثل هؤلاء الأشخاص. كذلك فإن وظيفة السجان بحد ذاتها تحول الإنسان، ضمن مؤسسة السجن، إلى وحش كما أوضحت تجربة جامعة برينستون. أما الذين ردوا على المقالة، فقد آن لكم أن تعترفوا بأن النظام استخدم تناقضات المجتمعات السورية من أجل خلق الكراهية والعداوة والفرقة. كون السجان المعذب شاوي لا يعني أن تدافع عن الشوايا ولا أن تشرح لنا كيف انك "شاوي ومتعلم وظريف". فهذا لا يهمنا ولا يخدم قضيتنا. وعندما ترد الإهانة بمثلها فإن تكشف نفسك كإنسان لا يرى في إخوته في الوطن إلا طوائف ومناطق وهويات، ولا يستطيع ان يتخطى هذه الفروقات ليبني جسور التعاون.

Ammar Aljer شكراً لك. التقسيم المجتمعي هو أداة من أدوات ما يسمى بلنظام ولكن هذا لا ينفي أنه عندما يلعب لعبته عندما يختار أدواته المباشرة. فمثلاً فرع حزب البعث في جامعة حلب لم يكن النفوذ فيه للرفاق البعثيين الحلبيين بل كان هناك صراعاً دوماً مفتعلاً للسيطرة بين "مجموعة إدلب" و "مجموعة دير الزور" من الطبيعي استخدام سجانين وأفراد تعذيب بعيدين عن المدن كي يقل التعاطف

7 كانون الأول 2018، في مأزق الهوياتية في الثورة السورية

في مأزق الهوياتية في الثورة السورية عندما كان المتظاهرون في حمص، مثلاً، يهتفون "يا درعا حنا معاك للموت" فهل كانوا يعنون بأننا كمواطنين تحت سلطة قمعية نتعاطف معكم أيضاً كمواطنين وضحايا لنفس السلطة القمعية ونعلن أننا سنناصركم ونتعاون معكم إلى حين تفتيت آلة القمع. أم أنهم كانوا يعنون أننا ككتلة اجتماعية متجانسة هويتنا اننا "اهل حمص" (البعض يضيف الاصليين) نتعاطف مع جماعة متجانسة هويتها "اهل درعا"، وأننا نتعاطف مع ألمكم لكننا لن نتعاون معكم إلا في حدود الحفاظ على هويتنا. ونعلن أننا جميعاً ضحايا كتلة متجانسة أخرى هويتها النظام العلوي، وسنعمل معاً على محاربة هذه الطائفة الظالمة إلى حين الإنتصار عليها، وحين ذاك سنتقاسم السلطة بين الحماصنة والدرعاوية. هذا المنظوران لفهم الشعار ليسا متساويين أبداً. الأول يفهم المنظومة القائمة وهي مؤسسة العنف والقمع ويفهم المساواة بين الضحايا ويفهم أن هذه المساواة تجعلنا قادرين على تخطي كل الهويات الأخرى وعلى أن نتعاون حتى نصل إلى هدفنا في تفكيك منظومة القمع. أما المنظور الثاني فهو يفهم المنظومة على أنها مجموعات هوياتية متصارعة اتفق أن كانت إحداها متجبرة وقامعة. ويعتبر أن الصراع هو صراع مجموعات (وليس افراد) هدفه سحب السلطة من مجموعة وإعطاءها إلى مجموعات أخرى قد تصبح هي نفسها ظالمة وقامعة في المستقبل. للاسف فأنا أعتقد أن المنظور الثاني هو الذي كان ولا يزال سائداً. وهو منظور يحجب عنا واقع مؤسساتية القمع ويجعلنا نركز على الطوائف مما يسمح للنظام بتجييش هذه المجموعة ضد تلك. في ظل هذا الواقع فإن تصنيف ظالم ومظلوم لا يقدم ولا يؤخر بل يزيد من حدة صراع هوياتي وجودي حتى الموت ويمنع اي فرد مستقل من أن يخرج عن صفوف الجماعة. إذا لم يكن تعريف الظالم والمظلوم متسقاً مع البنية المسببة للظلم فإنه (وهي هنا مؤسسة القمع) يصبح معيقاً ومدمراً.

8 أيلول 2019، الهوية ضمن المنظوماتية التحليلية

ما يجذبني الى البنيوية المنظوماتية هو إلحاح هذه الطريقة التحليلية على تحديد موضوع البحث باستمرار. اذا كنت تدرس ظاهرة اجتماعية كمنظومة فعليك دائما الاجابة الملحة على سؤال ما هي حدودها، من ينتمي إليها، ما هي مكوناتها. المنظومة تستطيع ان تخاطب العالم خارجها كأنها كتلة واحدة. كل البنيات الاجتماعية تستطيع ان تحل محل افرادها او تستطيع اختزالهم بها. الطائفة لا تكون طائفة الا اذا استطاعت اختزال افرادها بها. دون هذا الشرط لا يمكن الحديث عن امة سورية او دولة علوية او طائفة مسيحية. عندما تقدم نفسك للاخرين فما هي الجماعة التي تحل محل فرديتك. مثلا عندما تلتقي بافراد تعطي اسمك، ومع غرباء تعطي عائلتك، وفي الجامعة تعطي مدينتك، وفي اوروبا تعطي بلدك. في كل لحظة نتعامل فيها مع الاخرين نختزل انفسنا بجماعة او بنية او منظومة وذلك حسب طبيعة التعامل والرساميل المتبادلة فيه. فاذا اردنا مثلا الحديث عن مجتمع سوري او دولة سورية فاول شيء يجب ان نتحقق منه هو وجود منظىمة او بنية يمكن ان نسميها مجتمع سوري. ونتحقق من ذلك بمثل هذا التشخيص التفريقي الذي وصفته، متى يمكن ان تصف نفسك بسوري وهل لهذا الوصف اي معنى.هذا يساعدنا في تحديد مجال بحثنا ويمكننا من التحقق من وجوده الفعلي. وكلما تمعنت في تاريخ المنطقة اجد ان اكبر بنية يمكن ان يتماهى معها الفرد هي المدينة. عندما يتعامل السوريون مع بعضهم او مع غيرهم فان اكبر انتماء حقيقي يمكن ان يتبنوه هو اما المدينة او الطائفة او القبيلة . اما الانتماء الى سوريا كبلد ودولة فهو مشروع قيد الانجاز او مجرد ادعاء بقصد التنافس على امتلاك شيء مستقبلي. سوريا كانت ولا زالت مشروع امة ومشروع دولة. الفواعل الحقيقية على الساحة فتكون على مستوى المذينة او الطاىئفة او القبيلة. لا توجد بنية او منظومة اسمها سوريا اكبر من عصبية مدينة او طائفة او قبيلة. . من العبث ان تتحدث تاريخ سوريا. اقصى ما يمكن هو الحديث عن صراعات تزعم كل فىة فيها انها تمثل سوريا انشاها الفرنسيون بقرار. سوريا قيد الانشاء. كيف ننطلق من هذه النقطة نحو انشاء سوريا يصعب اختزالها بمدينة او طائفة. هذ ماا نبحث عنه.