«في نقد الثورة السورية»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(10 أيلول 2018، رياض الترك والممارسة السياسية)
(14 أيلول 2018، لماذا انتقدت رياض الترك)
سطر ٦٥٦: سطر ٦٥٦:
 
اعتقد ان الاسئلة اسوا من الاجابات. هذه العلاقة الطفولية مع الغرب يجب ان تنتهي. اما اجوبة فان دام فليست الا تطبيقا لسياسات بلده. ولا نزال مغرمين بدراسات امثاله من بعض المستشرقين رغم اثباتهم يوما بعد يوم فقرهم النظري وانخراطهم السياسي.
 
اعتقد ان الاسئلة اسوا من الاجابات. هذه العلاقة الطفولية مع الغرب يجب ان تنتهي. اما اجوبة فان دام فليست الا تطبيقا لسياسات بلده. ولا نزال مغرمين بدراسات امثاله من بعض المستشرقين رغم اثباتهم يوما بعد يوم فقرهم النظري وانخراطهم السياسي.
  
=14 أيلول 2018، لماذا انتقدت رياض الترك=
 
[https://www.alquds.co.uk/%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%86/ حول رياض الترك واليسار السوري: مقاربة نقدية]
 
  
 
شكرا جزيلا اخ ماهر على المقالة. كنت انتظر مثلها منذ زمن. اسمح لي ان اقول ان نقدي للترك لم يكن مبنيا فقط على تحالفه مع الاخوان، رغم ان البوست الاخير تحدث عن هذا فقط. اشاركك الراي في كل ما تقدمت به من نقد لليسار السوري. خياري التركيز على التحالف مع الاخوان تكتيكي. لا اريد اختصار اليسار برياض الترك او حزبه، لكني اعتقدا ان نقد تجربة المجلس الوطني بداية جيدة قد يهتم بها اليساري وغير اليساري. لاحظ اني بدات البوست بتنظير مختصر عن مفهوم العمل السياسي وجعلت انتقاد الترك جزءا من هذا المنحى العام ومثالا عليه. اليوم انت تنتقد ايديولوجيا اليسار بالاضافة الى ممارساتهم السيلسية. اعتقد ان لدينا مشروع جدي ليس لمئاجعة التاريخ فقط وانما ايضا لبنلء شيء جديد.
 
واسمح لي اخيرا ان اعارض فكرتك عن واقعية العمل العسكري. كمؤرخ استطيع ان اقول ان اي عمل معارض يقوم على العنف اصبح مستحيلا في ضوء القدرات الضخمة الفتاكة للتكنولوجيا الحربية الحديثة والقدرات الاستعلامية الهائلة لتكتولوجيا الاتصالات. اي عمل معارض عنفي هو جنون مطلق لا يمكن ان ينجح. وقد اثبت المجتمع الدولي في الثورة السورية انه لن يسمح بمثل هضا العمل الا اذا جيره لاغراضه الخاصة وتحكم به كليا. المعارضة الدولية للثورة لك تات من اسلمتها بل من ثوريتها.
 
  
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]

مراجعة ٠٧:١٤، ٢ ديسمبر ٢٠٢٤

محتويات

6 تموز، 2017 - ما بعد الأسد

ثورة سوريا ارادت ان تعود الى ما قبل الاسد، كان الاجدى التطلع الى ما بعد الاسد.


4 شباط، 2018 - تعريف الثورة

عرف لي الثوره متل ما بدك واثبت لي انها لا تزال موجودة. لا ناس ولا فكر ولا تطبيق. نحن فقط في حالة فوضى. بدل الثورة وما يتبعها من التزامات غير منطقية، خلينا نحط اهداف جديدة. شو لازم نعمل. لا تقل لي استسلام لكن اعطيني فكرة واحدة عملية على الاقل.

41 Comments

حسام الدين درويش لازم تنتهي هالحرب على السوريين ومحاسبة المجرمين وإيقاف نزيف الدم واستباحة الكرامات ... لازم نحاول نساعد السوريين الضحايا والمحتاجين ... لازم نحفظ كرامة الثورة حتى إن ارتأينا انها انتهت وذلك يتم من خلال تحقيق الاهداف والقيم التي ارتبطت بها يومًا ما )الحرية، الكرامة إلخ) ... لازم نتكاتف لمنع المجرمين من الانتصار ولمنعهم من الاستمرار في جرائمهم ولتوفير الظروف لحياة آمنة وكريمة للسوريين ... لازم نحاول نتكاتف ونتعاضد ونتساعد لتحقيق هذه الأهداف وغيرها أو لإبرز ضرورتها لأي حل واقعي وعادل للقضية السورية ...

Ahmad Nazir Atassi لم اعد استطيع ان ارى الامور بهذا الوضوح. اقنعت نفسي بان هناك نوعان من الفكر، واحد يعتمد على ما يجب ان يكون وهو فكر مبدئي واخلاقي. وهناك فكر يعتمد على ما هو كائن فقط وفي ابعد الاحوال يعتبر ما يمكن ان يكون، لكن ابدا ما يجب ان يكون. ماذكرته انت يدخل بتحليلي في نطاق ما يجب ان يكون وليس ما هو كائن وابدا ما يمكن ان يكون. انت فيلسوف وتمثل العقل البشري سواءا الواقعي او الرغائبي. وانا اعتقد اني متمسك بالواقع فقط كاي فيزيائي. هل في كلامي فهم صحيح ام اسقاطات وخيالات.

Ahmad Nazir Atassi محاسبة المجرمين، مساعدة الضحايا، الحرية والكرامة، منع المجرمين من الإنتصار، حياة آمنة في سوريا. ضرورة هذه الأهداف. أحاول أن ألخص الأفكار، على الأقل تلك التي استشفها من مداخلتك. هذا الأهداف ضرورية من أجل حياة آمنة وكريمة للناس في سوريا. لكن قد أختلف معك في إمكانية تحقيقها. يبدو أن المجرمين انتصروا، وأنه من الصعب محاسبتهم، وأن فهم الحرية والكرامة يختلف من فصيل إلى فصيل ومن أيديولوجيا إلى أخرى. أتفق معك أن هذه رؤية مستقبلية يمكن أن يتبناها الإنسان الفاعل والمتفرج. لكن أرى أن تحقيقها سيأخذ قرناً من الزمن وطريقاً ملتوية جداً وصاعدة وهابطة. أنا طرحت نفسي كمهندس وأعمل على حلول قصيرة الأمد (في خدمة مبادئ بعيدة الأمد). ولا أطلب من الجميع أن يتبعوا مثالي، فلكل إنسان طريقه وأدواته. فإذا بقينا في مجال الرؤية المبدئية (قد تختلف معي في هذه التسمية لمداخلتك)، فإني أعتقد أنه من الضروري توضيح المصطلحات: الجريمة، المجرم، المحاسبة، الحرية، الكرامة، التعاضد. أعتقد أن كثير ممن يسمون أنفسهم ثواراً ارتكبوا جرائم مماثلة لجرائم النظام، فهل نسيمهم مجرمين وهل نسمي أفعالهم جرائم، أم أن الهدف يبرر الفعل. هل تقتصر الجريمة على القتل والإيذاء الجسدي والنفسي وهدم الممتلكات وحجز الحريات أم أن هناك جرائم أخرى مثل احتكار السلاح واعتقال المعارضين وفرض الأجندة والإستهتار بأرواح المدنيين عند التخطيط والقيام بعملية عسكرية، قبول المال الخارجي، الإرتهان لقوى خارجية، فرض أيديولوجيا. ثم هناك جرائم أخرى اجتماعية مثل إساءة معاملة النساء المغتصبات، سرقة الممتلكات المهجورة، الثأر دون دليل، الطائفية والتعميم، فرض التعليم الديني، إهمال الصحة النفسية. منذ زمن بعيد ترجمة قانون المرحلة الإنتقالية في جنوب إفريقيا. كان هناك تعريف للجرائم وللمجرمين، وكانت المحاسب تقتصر على الإعتراف والندم. ويبدو أن كل التجارب المماثلة لم تتضمن محاكمات لأفعال ارتكبت خلال الحرب. الإستثناء الوحيد والذي نعتبره قاعدة هو محاكمات النازيين في نورمبرغ. وحتى هذه استهدفت القيادات العليا فقط. لم يتح للناس منذ بداية المظاهرات وإلى الآن أن يشرحوا ويطوروا مفاهيمهم للحرية والكرامة فبقيت على تعاريفها المستخدمة شعبية وبقيت غائمة ونسبية. قابلنا مجموعة مقاتلين وكان تعريفهم للحرية هو مشاركتهم في أجهزة المخابرات، ولم يناقشوا حتى ضرورتها أو ممارساتها. كل ما كان يهمهم هو عدم احتكار طائفة لأية ممارسة سلطوية من دونهم. العديد منهم لم ير في الدستور السوري والقوانين السورية أية مشكلة. وكلهم اعتبروا أن الأمة هي الطائفة السنية ولذلك يجب أن تحكم. الوحيد الذي أعرف أنه كتب عن الحرية ولم أقرأ كتابه هو ماهر مسعود. الكرامة مفهوم مرتبط بشبكة مفاهيم الشرف والذكورة والمكانة الإجتماعية. فهل الكرامة هي حقوق الإنسان كما نعرفها اليوم أم أنها شرف الرجل المهدور حين يضربه عنصر مخابرات. الكثيرون لا يرون أي تعارض بين مفهوم الذمية ومفهوم الكرامة. الكثيرون يعتقدون أن الكرامة مرتبطة بالحصول على عمل وأن الدولة مجبرورة بتأمين فرص عمل. هل وجود مخابرات يؤثر على الكرامة والحرية أم أن ممارسة المخابرات هي التي تؤثر. الإئتلاف مثال من الأمثل على التعاضد. منذ 2011 نشأت مئات المؤسسات والمجموعات من التنسيقية إلى المجلس الثوري إلى المجالس المحلية إلى منضمات الإغاثة إلى الحكومات المؤقتة. قد لا أجانب الصواب إذا قدرت أن 90 بالمائة منها فشل، والباقي يعاني مشاكل كثيرة تضرب في صميم مفهوم التعاضد. قد يكون التعاضد مفهوماً مجتمعياً لا يعني أكثر من القبلية والطائفية. المفهوم المؤسساتي للتعاضد غير موجود تقريباً ولم يدرس أحد أسباب غيابه وفشله من أصغر تنسيقية إلى أكبر مجلس وطني وإئتلاف.

حسام الدين درويش لسوء الحظ أنا مشغول كتيرًا حاليًّا لكني سأعقب سريعًا على تعقيبك: هل انتصر المجرمون نهائيًّا ولا مجال لتغيير ذلك؟ لا أظن والمسألة مازالت غير محسومة والمتغيرات كثيرة ولا يمكن البت في ماسيحصل في المستقبل، حتى القريب منه. وحتى لو افترضنا أن المجرمين انتصروا، ماذا يعني ذلك بالضبط؟ هل يعني نهاية المعركة ضدهم بكل أو ببعض أبعادها؟ هل يعني ذلك ضرورة قبولهم وقبول انتصارهم والخضوع لهم؟ هل يعني ذلك نسيان جرائمهم وتاريخهم الإجرامي "العريق"؟ هل يعني ذلك تطبيع العلاقة معهم وكأن شيئًا لم يكن؟ جوابي هو النفي عن الأسئلة السابقة. من الجيد أنك تتفق معي على الرؤية المستقبلية، ويبقى السؤال ما هي التكتيكات التي ترى ضرورة اتباعها لتحقيق هذه الرؤية؟ بالنسبة لتعدد المجرمين وتعدد أنواع الجرائم ووجود درجات مختلفة وكثيرة منها أنا أتفق معك، وأنا أرى ضرورة السعي إلى محاسبة كل المجرمين (المحليين منهم وغير المحليين) سواء من الأنظمة او من القوى غير الحكومية. أختلف معك في ربط الكرامة بمفهوم الشرف وأرى أن مفهوم الكرامة أرقى من مفهوم الشرف لأنه يتعلق بإنسانية الإنسان بغض النظر عن جنسه ومنزلته ومكانته إلخ. وكرامة الإنسان عمومًا مرتبطة بحقوق الإنسان العالمية ولا مجال للتفصيل هنا. وبالنسبة إلى التعاضد لا شك أن لدينا الكثير من التجارب السيئة مع المؤسسات التي أنشأها سوريون أو اهتمت بالقضية السورية لكن هذا لا يمنع من السعي إلى تعاضد أفضل وأرقى قدر المستطاع. تحياتي

Ahmad Nazir Atassi التعقيب السريع كافي وكثيرون لا يعتبرونه سريعاً. شكراً على المشاركة. أعرف أن المحاسبة صعبة لكني أعرف أن النسيان مستحيل وهما شيئان مختلفان. أما لاإقرار بانتصار المجرم، فقد يكون ضرورة تكتيكية. تطبيع العلاقة يحتاج إلى الفصل بين الأفراد والمؤسسات. كما ذكرت قد لا يمكن محاسبة أكثر من بعض الرؤوس الكبرى وهي إدانة للمؤسسة ممثلة بشخص. لكن الأفراد سيعودون كمواطنين وأعتقد أن التطبيع معهم ممكن وضروري. إذن لا نختلف في المبدأ ولكن نختلف كثيراً في التطبيق ومدى القبول بالإعتبارات العملية والواقعية. لكن ليس هدفي إقناعك باستراتيجيتي في التطبيق، ولكن هدفي التعاون معك لتوضيح وتحديد المفاهيم العامة والمبدئية. فعلى عكس ما يعتقد كثيرون هذه المفاهيم أساسية حتى يعرف من ينخرط في التطبيق متى خرقوها وتاهوا. لا بل هي تساعدهم في التفاوض و إيجاد المخارج وتوليد الخيارات. لن أستطيع التواصل مع "المجرمين" إذا لم يكن تعريف الجريمة واضحاً.

Ezzat Baghdadi التراجع قليلاً عن التغيير ، تداعي النخب من كل الأطراف من أجل التعاون على: الاتفاق على آليات تسمح بالعمل المشترك الذي يتجاوز خطوط الانقسام . الاتفاق على رؤية وخطة مشتركة تضمن تصحيح المناخات العامة و تحويل الأدوات والتفاعلات من الهدم الى البناء. ساعتها ستكون النتائج طيبة.

Ahmad Nazir Atassi حسب ما كتبه حسام، لايمكن التعاون مع المجرمين. هل تغيروا، ام اننا نتحدث عن اشياء تتخطى تصنيف مجرم وثائر. انت عملي، لكن الجميع يفكر بالواجب والعدالة والمحاسبة. فاين هذه المفاهيم فيما طرحته.

Ahmad Nazir Atassi ما هي النخب، وماهي المناخات العامة، وما هو البناء؟ ليس هناك أطراف متمايزة في طرحك. النظام مثله مثل أي فصيل أو حزب، كلهم متشاركون في التفاعل. ليس هناك مجرم وضحية. هناك فقط خطوط إنقسام. وتعتمد مقولتك على فرضية أن المناخات العامة ستؤثر في أفعال المشاركين وتحولها من أفعال إجرامية هدامة إلأى أفعال إنسانية بناءة. كثيرون سيختلفون معك وسيرون أنك تساوي بين الضحية والجلاد، وأن الجلاد ما أصبح جلاداً إلا بسبب المناخات العامة التي إذا تغيرت فإنه سيجد لنفسه عملاً آخر أكثر فائدة. قد أشاركك الرأي في أن عملية التغيير أو الإنتقال من مرحلة إلى أخر لا تقوم على تصنيفات مثل مجرمين وضحايا ولكن على تفاعلات قد يتبادل فيها الأطراف أدوارهم فيصبح الضحية جلاداً في لحظة ما وظرف ما. لكن "المناخ البناء" قد يكون مرتبطاً بمفهوم الحق والعدالة، وكذلك "المناخ الهدام" قد يكون مرتبطاً بعكس الحق والعدالة. فكيف يمكنك تجاوز هذه المفاهيم حين تخطط لدفع عملية التغيير في هذا الإتجاه أو ذاك؟

Ezzat Baghdadi الثورة مصطلح لا يجوز استخدامه من قبل معاصريها، وهو مصطلح للاشارة الى حجم الفوضى والبؤوس الذي يمر فيه مجتمع ما أثناء التحولات الاجبارية الكبرى والى الخلاصىات الفلسفية والأدبية الناتجة عن ذلك، تماما مثلما نتحدث اليوم عن الثورة الفرنسية

Ahmad Nazir Atassi اتمنى ان يرد حسام الدين درويش على هذا التعريف للثورة.

Ahmad Nazir Atassi المعاصرون قد يكونوا بنائين أو هدامين وقد يتبادلون الأدوار. فإذا منعتهم من استخدام مصطلح الثورة فيمكن أنك تعطي هذا المصطلحا مضموناً إيجابياً. إنه مصطلح خلافي واستخدامه هو في صلب المعركة. وتعريفك للثورة بأنها مجرد تسمية لمرحلة البؤس والفوضى والملازمة للإنتقال والتغيير قد لا يتوافق مع منعك المعاصرين لاستخدامها باعتبار أنها قد تكون إيجابية. ووفق هذا التعريف فإن الثورة حالة عامة وليست حالة فردية. فإذا كانت فردية فيمكن للنظام مثلاً ان يكون ثائراً باعتبار أنه يشارك في البؤس والفوضى.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi لا أعرف المرجعية (المعرفية أو الأخلاقية) التي استند إليها الأخ عزت للقول بعدم جواز استخدام مصطلح ثورة من قبل معاصريها. ولا أظن كلامه دقيقًا أو واقعيًّا حين رأى أن مصطلح ثورة يستخدم للاشارة الى حجم الفوضى والبؤس الذي يمر فيه مجتمع ما أثناء التحولات الاجبارية الكبرى والى الخلاصات الفلسفية والأدبية الناتجة عن ذلك. من جهتي أرى أن مصطلح "ثورة" يشير إلى أي تغير جذري في ميدانٍ ما أو إلى أي سعي جدي مؤثر لإحداث هذا التغيير. وعلى هذا الأساس نتحدث عن ثورة علمية او تقنية أو معلوماتية أو طبية أو اقتصادية للإشارة إلى ذلك التغير الجذري. أما في الميدان السياسي فالثورة مرتبطة بإحداث تغيير جذري في نظام الحكم (ذو الطبيعة الاستبدادية غالبًا وربما دائمًا) بالإضافة إلى الثورات ضد الاحتلال الخارجي وما شابه. وفي الأبحاث المعاصرة للثورات التي حصلت أو تحصل في عالمنا المعاصر يتم استخدام هذا المصطلح وله معنى واضح محدد لتمييزه عن مجرد الاضطرابات أو الانقلابات او الحروب الأهلية إلخ. ولكل مصطلح أبعاد وصفية وقيمية ينبغي الانتباه إليها، فثمة فرق كبير بين مصطلحي الثورة والحرب الأهلية أو الاضطرابات أو الانقلابات، ليس من الناحية الوصفية فحسب، بل من الناحية القيمية أو التقييمية أيضًا. وباختصار أقول، من حق أي منا أن يتبنى مصطلحًا ما ويعطيه معنى محدد يعتقد انه مناسب له، لكن لا أرى أن ذلك يعطيه الحق في أن يمنع الآخرين من استخدام هذا المصطلح بمعانٍ أخرى ووفقًا لمسوغاتٍ معرفية وأخلاقية وسياسية كثيرة وكبيرة. تحياتي

Ahmad Nazir Atassi هذا جدال دائم مع الأخ عزت. يستخدم المصطلحات بمعان جديدة مغايرة للإستخدام الشائع. وأعتقد أن هذا جزء من استراتيجيته العملية. المصطلحات كما ذكرت موجودة في صلب الصراع، وتعريفها هو جزء من الصراع. لكن أحياناً للمصطلحات عطالتها الخاصة، وقد يخشر المرء معركة المصطلح مما قد يؤثر سلباً على معركة التغيير الحقيقي.

Ezzat Baghdadi حسام الدين درويش بالطبع لم أقصد بتعريفي نقد مصطلح "الثورة" الشائع، ولا أجد في نفسي الكفاءة لذلك. لكن أردت من صياغة التعريف الإشارة إلى أن التغيير الجذري في المجتمعات بالضرورة يولد الفوضى، وأنه أيضاً بالضرورة محفز للصراع المؤلم الذي يسبب البؤس. من الطبيعي أن تضرب الثورات الأنظمة الاجتماعية الهرمة التي لا تتمتع بالمرونة للتكيف مع البيئة. في الثورات يتدمر المجتمع ذاتياً بفعل الفوضى التي تنتج عن عدم اليقين بكفاءة النظام الاجتماعي، ثم تنزع الفوضى إلى الانتظام لينشأ مجتمع جديد من تكيف بقايا المجتمع وهياكله التقليدية والناشئة عن حالة الفوضى مع البيئة الخارجية المحيطة. يستخدم البعض كلمة الثورة للإشارة إلى حركة احتجاج أو تمرد أو تسلح أو إلى تكتل قوى أو إلى راية أو جماعة محددة . وكل هذه الاستخدامات أجدها غير صحيحة لأن الثورة أشمل من ناحية فواعلها (مع وضد) ومن ناحية مسيرتها الزمنية. وإذا اطلعت على علوم الفوضى لوجدت أن الاختزال في الفوضى غير جائز ولو أنه يجوز في النظم الخطية، ومن هنا أرى أن استخدام مصطلح الثورة من قبل معاصريها هو محاولة اختزال غير جائزة. ليست الأزمة أزمة مصطلحات لكنها أزمة إدراك، نقول تغيير جذري بسرور لكن دون أن ندرك أن ذلك هو عينه الألم الذي نعيشه. لا يعني ذلك أنني ضد الثورة فأنا راغب بهذه المقامرة. لا مرجعية أخلاقية في الفوضى يمكن فهم الاضطرابات الاجتماعية والثورات على أنها خروقات للقيم والقواعد الأخلاقية أو على انها مرحلة من مراحل تغيير القيم والقواعد الأخلاقية للمجتمع. إن القيم والقواعد الأخلاقية الموجهة للسلوك ليست أزلية، وهي متغيرة بتغير البنيات الاجتماعية وعلاقات التعاون والانتاج التبادلية والبينية. البشر كالنمل و النحل يعيشون في مجتمعات، ويعني وجود مجتمع تعاون أفراده على الإنتاج والحماية من أجل البقاء. يمكن فهم بنية المجتمع من خلال مراقبة السلوك وتحديد القيم والأخلاقيات التي تحكمه. تتطور قيم وأخلاق الجماعات مع تطور بنياتها، وتوفر القيم الأساس للأحكام حول ما هو مهم لنجاح المجتمع في أعماله الأساسية. أما الأخلاق تحدد ما يعتبر صواباً أو خطأ في المسلكيات بناءً على القيم الناظمة. في حالات الفوضى تتحول البنيات بطريقة أسرع من ترسي القيم، ومن جانب آخر يلامس عدم اليقين معظم جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، لذلك تفشل محاولات الفاعلين لتقييم النتائج المحتملة ومخاطرها وفوائدها عند اتخاذ القرارات ذات نتائج غير متوقعة. وبطبيعة الحال، فإن بعض القرارات تنطوي على مخاطر شديدة؛ فقرار دعم الاحتجاجات في سوريا /أو قمعها/ أو تجاهلها يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى على حياة الناس والمجتمع والاقتصاد. وفي مثل هذه الحالات، حيث تكون حياة الآخرين عرضة للخطر، يزداد الإلحاح إلى اتخاذ القرارات دون القدرة على معالجة أوجه عدم اليقين والتعاطيمع الأبعاد أخلاقية . إذا كان أحدنا يكره العمل دون قواعد أخلاقية فهو شخص هارب من الفوض "الثورة"

حسام الدين درويش Ezzat Baghdadi ألف شكر على تعليقك المفيد المطول، ومن الواضح أنه يحتاج إلى الكثير من المناقشات، وهذا غير ممكن في السياق الحالي للأسف، لذا سأركز على بعض أهم ما جاء فيه. 1- من جهة أولى أنت تقول أنك لم تقصد بتعريفك نقد مصطلح الثورة الشائع، لكن من جهة أخرى تقول أن استخدام مصطلح ثورة من قبل معاصريها أمر غير جائز! فإذا لم يكن هذا القول الأخير نقدًا أو يتضمن نقدًا لمصطلح الثورة الشائع فأنا لا أعرف ما المقصود بالنقد هنا؟ هل تقصد أنك تنتقد لكن لا تنقد؟ 2- أنت تقول من جهة أولى أن الاختزال في الفوضى غير جائز لكنك تقوم من جهة أخرى باختزال الثورة إلى الفوضى! فالثورة تتضمن على الأرجح وتفضي غالبًا أو ربما دائمًا إلى فوضى ما قد تكون كبيرة ومدمرة، لكن كل ذلك لا ينفي أن الثورة تتضمن شيئًا ما غير الفوضى والاقتصار على رد الثورة إلى الفوضى وتناسي أو تجاهل أبعادها الأخرى فيه اختزال بالمعنى السلبي للكلمة، وأنا لا أعرف لماذا ترى عدم جواز الاختزال في الفوضى وضرورة الاختزال إليها؟ وحتى إذا اتفقت معك على أن البعض يختزل الثورة إلى حركة احتجاج أو تمرد أو تسلح ... إلخ (وهو أمر نادر الحصول في الأبحاث الأكاديمية وحتى غير الأكاديمية الأجنبية التي اطلعت عليها) فإن رفض هذا الاختزال ينبغي أن يقودنا إلى تعريف الثورة بدقة وتمييزها عن غيرها من الظواهر القريبة منها وليس إلى اختزالها إلى ظاهرة أخرى كما يبدو انك تفعل. 3- طبعًا الاختزال السابق له نتائج كبيرة على المستويين المعرفي والأخلاقي وووو.ويبدو ذلك واضحًا في العدمية الاخلاقية التي يبدو انك تتبناها حيال الثورة التي قمت باختزالها إلى فوضى. ففي هذه الثورة/الفوضى لا يوجد مرجعية أخلاقية والعمل في الفوضى/الثورة هو عمل دون قواعد أخلاقية. وبصراحة يعجز كيبوردي عن إظهار مدى عدم اتفاقي معك لا شكلًا ولا مضمونًا، لا جملة ولا تفصيلًا. وأكتفي بهذا الإعلان عن العجز للتعبير عن موقفي بدون إمكانية الدخول في المحاجة هنا. تحياتي

Ahmad Nazir Atassi شكرا حسام وشكرا عزت على المشاركة. اعتقد اننا وصلنا الى اقصى ما يمكن فعله على الفيس بوك. من معرفتي بكما فانا اعتقد انكما لا تتكلمان عن نفس الشيء. ولا ازال اعتقد ان عزت يستحوذ على المصطلحات الشائعة ويغير تعريفها مما يؤدي الى اختلاط كبير في ذهن المحاور والمستمع. منطلقات عزت مختلفة، وسوء الفهم باعتقادي يشبه حالة الحلاج عندما قال انا الحق فقتله الناس. واذل ارادوا ان يفهموا قصده لكان ضروريا ان يتعلموا منظومته الفكرية. ساحاول لاحقا ان اوضح المقصود بالاخلاق والفوضى والثورة من منظور عزت.

Oussama Al-chami الثورة اندلعت، والجماهير قامت بدورها ودفعت كاملا وزيادة ما عليها. المشكلة إنت وأنا. لا قيادة وطنية من القاعدة. السبب مفهوم، هو إنك بأمريكا وأنا بفرنسا وحسام بألمانيا وغيرهم وغيرهم. تم إفراغ البلاد خلال خمسين سنة بعناية فائقة. اما إن تلتحم النخبة مع الجماهير. وإلا الجماهير سوف تستمر بالسعير حتى نشوء نخبة منها. الالتحام يقصر عمر الفوضى. وإلا سوف تستمر عشرات السنين حتى تستوي الطبخة.

Oussama Al-chami ماذا كان يسمي أنفسهم الطرف الثائر في الثورة الفرنسية والثورة البلشفية أستاذ عزت؟

Ezzat Baghdadi البلاشفة في روسيا وحركة الكادحين الفقراء في فرنسا

Ahmad Nazir Atassi في الحقيقة كان هناك كثير من الأطراف لكن المنتصر يضع السردية ويقول ما كان في الميدان غير حديدان.

أحمد جميل بكوره عملية التغيير حرب طويلة وقاسية، مكونة من معارك عدة تربح بعضها، وتخسر بعضها، والثورة مرحلة من مراحل عملية التغيير تحفز وتسرع العمليات المؤدية للتغيير، لكنها تأتي بالفوضى والعشوائية وهدم كل ما هو قائم أيام الأستبدب من اعراف وقيم ومؤسسات، وتخلق حالة من الفراغ يصعب على المجتمع بنخبه ومكوناته ملأها بوقت قصير. بعد مرحلة الثورة بدأت مظاهر طارئة على المجتمع من سلاح ومؤسسات مدنية وثورية لم يكن له أي دراية بها وبآليات بنائها وعملها، مما زاد الوضع سوء وأطال عمر الأزمة. لا شك أن معركة بناء مجتمع حر بمؤسساته وقيمه ومعارفه يكون أرضية لحكم رشيد قد خسرناها عدة مرات حتى الآن، لكن لا يعني ذلك أن كفة الحرب مالت لجانب الطواغيت، بل على العكس تكرر التجارب والإخفاقات بنى ويبني قيادات جديدة ونخب تحمل رؤى قابلة للتطبيق على أرض الواقع، لكنها بطيئة الحركة وتفتقد إلى الأدوات والموارد اللازمة لاتمام الطريق، وسوف تجد سبيل لتأمين احتياجتها واتمام طريقها عاجلا أم أجلا. المهم هو تصدر نخبة من أصحاب الرأي والفكر لانتاج اطار فكري وقيمي يخلق البيئة المناسبة لقيام مجتمع رشيد، يترك تحويل هذا الإطار إلى واقع عملي لهذه القيادات الشابة التي ينقصها الخبرة العلمية لصناعة هكذا اطار.

Ahmad Nazir Atassi تعريفك يقترب من تعريف الأخ معاوية الصباغ أعلاه. وكذلك فإنك تتطرح فكرة دور النخبة. فهل يمكنك أن تتوسع في تعريف النخبة الآن وماذا يمكنها أن تفعل؟ ماهو الهدف القصير الأمد؟ وما هي الأدوات؟

أحمد جميل بكوره فشلت النخبة في قيادة الثورة فشل ذريع، ولذا أنا ذكرت "أصحاب الرأي والفكر" وحصرت دورهم الآن في دعم القيادات الجديدة التي تصنعها التجارب والخبرات المكتسبة من الأمة الراهنة. أظن أن انضاج أطار فلسفي للحل في سوريا، من ناحية شكل الدولة وعلاقتها مع المجتمع والقيم الحاكمة والحقوق والواجبات، والعلاقات بين المؤسسات والهيئات الحكومية والمدنية سوف تسهم بشكل كبير في توضيح طريق الحل أمام المجتمع والقيادات التي بدأ بإفرازها، ويجاوب عن كثير من الأسئلة والتحديات التي عجزت حركة التغيير على مر السنين الماضية عن الاجابة عنها.

أحمد جميل بكوره الإطار الفلسفي الذي سوف يتم انتاجه من خلال النخب الفكرية والعلمية في المجتمع مسؤولة بشكل أو بأخر عن تطوير أدوات ووسائل ايصال ما أنتجت إلى الفئات المستهدفة، كلا بحسب مهمته وثقافته.

Ahmad Nazir Atassi اوافقك اننا بحاجة لاطار فلسفي. لكني لا اعرف اذا كان يظهر من رحم التجربة ام من جلسات نقاش. القيادات على الارض لا تعير بالا للمنظرين. هذه مشكلة اخرى.

أحمد جميل بكوره أنا لا أتكلم عن "القيادات" غير قيادية التي تصدت للعب دور لا تتقنه ودخلت معتركات واستحقاقات دولية لا تملك أي قوة تجاهها، في مجتمع دولي لا يؤمن إلا بالقوة والمصلحة، وحصلت على فرصة لاثبات نفسها وفشلت. اتكلم عن قيادات واعية تنشئ من رحم المعانة الطويلة التي مرت بها سوريا، تبحث عن مصادر الحكمة وتتبنها مع تقدير واحترام مصادرها، لأنها براعم قيادية واقعية، تقدر خصائصها الذاتية بشكل جيد، وما ينقصها بشكل ممتاز.


Mahmoud Jisri ليس بالضرورة أن ترتبط الثورة بنظام محدد بل بالعكس أغلبها فوضى. الثورة فكرة بل ربما اصبحت معتقد عند البعض و إن لم تكن ترى وجودها فهذا شيء مؤسف. هي فكرة ضد المستبد هي فكرة ضد الاستبداد وهي أيضا فكرة ضد حقارة الديكتاتورية و أعوانها و هي أشياء كثيرة غير ذلك أيضا. أنت تبحث عن نظام و عن فكرة جامعة وربما ثورة يوتوبية و هذا ما نتمناه جميعا و لكن يبدوا أن الشعوب تحتاج المزيد من أشياء كثير أهمها الفكر و الوعي لتنضج.

Ahmad Nazir Atassi الفكر هو ما أسعى إليه

Ahmad Nazir Atassi الثورة كرمز، يجب ان اضيف هذا. مشكور

Mahmoud Jisri تمام. لتوضيح مصطلح الفوضى و الثورة. عندما يسيطر المستبد و يعمل على تردي المجتمع و قيمه و يزداد النفاق و الفساد و محاباة السياسيين الفاسدين و الكثير الكثير من الأمور التي تكون من نتائج الاستبداد و الفساد و يحصل الانفجار تكون النتيجة في البداية فوضى (في الوضع السوري حصل الانفجار من قبل كثير من الفئات فمنهم مظلوم جرى قمعه و منهم مفكر شاهد الظلم و منهم الحالم و منهم الحانق و الحاقد و يطول المجال عن حصر هذه الفئات و لكنها كلها كانت تثور ضد شيء ما). البلد لا يوجد به حكم ديمقراطي و لا مؤسسات مجتمع مدني وهذا مما زاد في الفوضى بشكل كبير و من العوامل التي زادت بهذه الفوضى الدول و مصالحها و استخباراتها و كان نظام الاستبداد يظن أن الفوضى هذه في صالحه أيضا وساعد في زيادتها. المهم هذه الفوضى هي مجرد بداية و ليس بالضرورة أن تستمر هذه الفوضى بل من الضرورة أن تنتهي في وقت ما. 7 سنوات هي مدة طويلة جدا في نظرنا و لكنها لا زالت قصيرة في عمر التاريخ.

Ahmad Nazir Atassi اكيد قصيرة في عمر التاريخ. الحانق والحاقد، تصنيفات مفيدة. ليس كل مظلوم ثائر مفيد. اكثرهم حاقدون يريدون الثار وهذا ما يزيد الفوضى.

5 شباط، 2018-تعريف الثورة 2

السؤال السابق الذي طرحته عن معنى الثورة وهل لا نزال في كرحلة ثورة وما هي التبعات العملية لهذا. أرى من الضروري تلخيص المداخلات حتى نتمكن من دراسة "الحالة" من خلال هذا المصطلح بالذات. 1- يبدو لي أن مفهوم الثورة قد تغير عند البعض (لا أعرف النسبة) من سيرورة تغيير إيجابية وبناءة إلى سيرورة تغيير فقط أي يمكن أن تكون هدامة وفوضوية. 2- البعض يعتقد أن الثورة "الحقيقية" (أي بالمعنى القديم الإيجابي) قد انتهت لكن سيرورة التغيير (الهدامة أو البناءة) لا تزال جارية. 3- هناك تركيز على جذرية التغيير الحاصل وعلى ضرورة التخلص من "العجالة" في رؤية النتائج؛ فالثورة كعملية تغيير ستأخذ عدة عقود من الزمن وأجيال من البشر. 4- الثورة كسيرورة مجتمعية مختلفة عن الثورة كأهداف ومبادئ. هذه الأخيرة باقية لأنها تعيش في عالم فكري وقيمي وليس في عالم الممارسة اليومية. الربط بين القيم والممارسة اليومية قد يكون صعباً لكن فكرة التخلي عن هذا الرابط نهائياً ليست مطروحة. 5- الثورة السورية كإرث جمعي تتكرس كل يوم، لكن سيكون هناك جدال حول مراحلها وتحولاتها وأهدافها المرحلية والعامة. 6- مفاهيم الحرية والكرامة كشعارات لم تدخل بعد حيز الجدال العلني، لكني أعتقد أن هذا الجدال يظهر في العداوة بين التيار الإسلامي والتيار العلماني (إذا جازت التسمية). وطيف المعاني يبدأ من العرف والثقافة الشعبية ولا ينتهي عند التعريف العالمي لحقوق الإنسان. 7- من الصعب التخلي عن مسألة أن الجريمة بينة والمجرم بين والضحية بينة، وبالتالي عن مسألة المحاسبة. قد نعترف بالهزيمة لكن لن نعترف بالهزيمة المبدئية والأخلاقية. فالعدالة والحق باعتقادي، مثل الحرية والكرامة، جزء من الثقافة متجذر. كل ما اطمح إليه هو إدخال هذه المفاهيم "المتعارف عليها" إلى حيز النقاش. إذا كان لا بد من الإعتراف بالهزيمة فإن لذلك تبعات هائلة من ناحية الحق والعدالة والحرية والكرامة يجب أن نتعرف عليها وأن نحددها. 8- لا نعرف كيف نؤطر التفاوض مع النظام في حالة الهزيمة. هل هو استسلام أم تطبيع مع المجرمين أم قبول بالأمر الواقع أم حاجة لوقف إراقة الدم. 9- هناك فرق الآن بين الثورة (بأي معنى كانت) وبين الحرب (أي إراقة الدماء) والجميع يريد وقف الحرب، لكننا لا نعرف كيف. باعتقادي ذلك لأننا لا نعرف كيف نتعامل مع المبادئ العليا، فلا هي معرفة ولا هي مطروحة للنقاش. 10- مفهوم النخبة الرائدة يعود باستمرار في نقاشات السوريين. نحتاج إلى نخبة "عارفة ورشيدة" لتقود وتصحح المسار وتخرجنا. بالنسبة لي هذا يأتي من اعتقاد بأن "الأغبياء والسفهاء" هم من يقودون المرحلة. لكن لا أحد يعطي تعريفاً "للنخبة الصالحة" ولا كيف نجدها ولا كيف يمكن أن تتصرف حتى تحقق الأهداف المرجوة. هذا نقاش آخر أتمنى أن ندخله. قضية النخبة ليست مجرد نقاش نخبوي وإنما حاجة إجتماعية وسياسية وتكتيكية. لا يمكن أن تصوغ المطالب وتفاوض عليها دون "نخبة". ما مدى "نخبويتها" أو رشادها أو صلاحيتها أو مشروعيتها، كل ذلك يبقى غامضاً. 11- مفهوم النخبة يبدو مرتبطاً بمؤسسة. لكن لا نعرف أية مؤسسة ولا كيف يمكن بناؤها ومن أين تمويلها ومن يضبط عملها. من أعراض الحداثة الإعتقاد بدور المؤسسة في الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية. لكننا في مجتمعاتنا التقليدية (ولا أعرف إلى أي مدى) لا نزال نناقش أساسيات المؤسسة ولم نصل بعد إلى أمورها العملية التطبيقية. الموجود على الساحة هو "الشكل التقليدي للمؤسسة" أي شبكة المحسوبية أو القبيلة أو الطائفة. فالدولة نفسها ليست أكثر من عصابة.

Ali Rekmani لا أرى أن التاريخ سيذكر ما حدث في سوريا على أنه ثورة. كل الدلائل تشير إلى مصطلح حرب أهلية، حدثت في ظل نظام كان يمر بمرحلة ضعف وفساد وتفسخ أمني وعسكري. ما حدث في لبنان ١٩٧٥ هو التشبيه الأقرب.

Ahmad Nazir Atassi تمرد على السلطان تدخلت فيه القبائل. لا حاجة لتصنيفات حديثة، التصنيفات القروسطية كافية.

Ahmad Nazir Atassi حسام الدين درويش نعم مذهل ومريع. لكني اعتقد ان هذا الوصف ينطبق على اكثرية المشاركين اليوم. وعلى اغلبية الاحداث. التمرد على السلطان ليس سيئا بالضرورة لكنه ليس له اطار سياسي ومؤسساتي واهداف. القبائل هي كل الولاءات غير الوطنية. اعتقد ان هذا التحليل مفيد نظريا اكثر بكثير من مفهوم الثورة.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi أختلف معك تمامًا، أعتقد أن ما حصل في سورية منذ عام 2011 حتى الآن يتجاوز الأدوات التصنيفية المعاصرة ويتطلب رؤية مفهومية ومعرفية جديدة. ولا أرى في العودة إلى المقولات والتصنيفات القديمة إلا استسهالًا يفضي إلى التعمية أكثر مما يسهم في التوضيح. ما حصل فيه أبعاد محلية وإقليمية ودولية تتجاوز كل ما عرفته البشرية في عضر القبائل والسلاطين. طبعًا أنا لا أقول أن مفهوم الثورة كافٍ لوصف أو توصيف وتقييم ما حصل، لكنه ضروري إلى جانب مفاهيم أخرى كالحرب الأهلية والحرب بالوكالة والحرب العالمية إلخ لكن تعقيد ما حصل يتطلب رؤية أوسع غير أحادية ولا تستهل العودة إلى استخدام مفاهيم ماضية. تحياتي

حسام الدين درويش أنا أشتغل على مسألة التسمية منذ مدة وفاجأني أن معظم من يستخدمون مفهوم الحرب الأهلية لتوصيف ما حصل غير مطلعين على معايير الحرب الأهلية وفقًا للتصنيفات البحثية والأكاديمية، ولا يدركون الأبعاد القيمية للمقولات والمفاهيم التي يستخدمونها. على كل حال يبدو لي ان من بدأ أو أصر على استخدام مصطلح الحرب الأهلية أو الطائفية أو القبلية أو ماشابه لوصف ما حصل وييحصل هو تحت تأثير انفعال ونفور أكثر من كونه متأمل ومفكر فيما يقوله ويحصل في الواقع. سلامات

Ahmad Nazir Atassi لا اريد ان اخلط بين ما يحدث في سوريا وبين ما يقوم به السوريون. ماحدث ويحدث يحتاج بالتاكيد الى مفاهيم جديدة وقد ذكرت لك سابقا نظرتي عن الاهمية العالمية لما يحدث في سوريا. لكن افعال السوريين انفسهم لا تبدو لي خارجة عن اطار التمرد على السلطان. كل الفصائل الاسلامية تراها مذلك. ووعي كثير من السوريين للاحداث ليس اعقد من هذا. يمكن ان نكون قروسطيين في عالم الحداثة.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi وأخيرًا أقول يبدو لي ان توصيفك لما يحصل وبحثك عن حلول له أو مخرج منه لا يأخذ كثيرًا في الحسبان قوة العوامل الخارجية غير السورية وفاعليتها الأكبر

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi لا يمكن الفصل بين الإثنين. والترابط بينهما أكبر وأعقد وأوثق من أن يتم فصله حتى في تجريدٍ نظريٍّ اوليٍّ

Ahmad Nazir Atassi التسمية جزء من المعركة. تسمية الحرب الاهلية روج لها الغرب لتبرير ابتعاده الظاهري. بغض النظر عن التعريفات الاكاديمية، لم تكن الحرب في سوريا حربا بين الاهالي الا في حالات منفردة. ولذلك اصر على وجود كلمة السلطان. انها اليوم صراع على السلطة. اما التدخل الخارجي فهو طبقة من عشرات الطبقة التي تكون البصلة السورية. كلها مترابطة لكن ايضا كلها لها وجود منفصل. ماساة سوريا من صنع السوريين. حسب تعريفك، اعتقد اني ثقافوي، مع الكثير من التحليل الذي قد يبدو تبريرات نخبوية. مرة اخرى، طرات علي تغييرات جذرية في السنة الاخيرة، وانا لا اريد اقناع احد وانما ابقاء الحوار قائما دون صدمات قاتلة. اعتقد ان لدي الكثير لاقوله وبا اريد ان يضيع ذلك في دوامة الصدمات.

Ahmad Nazir Atassi انت تبحث في التسمية وانا ابحث في المنظومة. هذا تلخيص عظيم لاختلافنا. لكن اعتقد ان الحوار ضرورة للمشروعين. ولا مانع عندي ان يكون الحوار فجا في طروحاته، هذا من ناحيتي، ولا اعرف موقفك.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi سأتابع ما تقوله ولن أقاطعك إلا في الحدود الدنيا لكن أود أن أشير إلى أمر واحد لطرافته. عندما تكون الحرب بين الأهالي بدون تدخل السلطان أو الحكومة لا يمكن وفقًا لكل تصنيفات الصراعات أن يتم تسميتها بالحرب الأهلية. ففي الحرب الأهلية يجب أن تكون الحكومة أو السلطة الحاكمة مشاركة فيها أما إذا كانت حربًا بين الأهالي فهي ليست حربًا أهلية. تحميلك السوريين مسؤولية مأساة بلدهم، أمربحاجة إلى توضيح ونقاش، لكن يبدو لي أنني أختلف مبدئيًّا مع هذا الحكم لأكثر من سبب .... سلامات

Ahmad Nazir Atassi لطالما تساءلت عن ذلك. الحرب بين الاهالي ليست اهلية. نعم ساكتفي اليوم سلامات.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi خود راحتك وأنا سآخد راحتي عندما أرى ذلك مناسبًا. اهتمامي بالتسمية جاء لانها ليست شكلية كما قد يظن، بل هي تعبر عن مضامين كثيرة وأظنها ترتبط بالمنظومة بقوة أيضًا

Ahmad Nazir Atassi عظيم اتفقنا. no pain, no glory شكرا صاحبي

Ali Rekmani أن ترفض تسمية ما يجري في سوريا بالحرب الأهلية فربما هذا أقرب إلى الانفعال والعاطفة منه إلى القراءة الحيادية لما حدث ويحدث. كل الشروط متوفرة لاعتبارها حرباً أهلية، وهي قرائن لا يمكن تكذيبها، وليست مبنية على مجرد فرضيات أو وجهات نظر وتسويقات إعلامية.. إن كنت تقصد التدخلات الخارجية فهذه كانت دوماً جزءاً من الحروب الأهلية، والتي يتم تعريفها على أنها حراك مسلح منظم بغرض قلب نظام الحكم وتسلّم السلطة في المركز أو في أطراف الدولة، وبشكل يؤدي إلى صدامات تثمر عن خسائر بشرية مرتفعة العدد. لا أتفق مع فكرة أن الحراك المسلح ولد لاحقاً، وبشكل تدريجي، وإلا كان من السهل القضاء عليه في المهد. المنشقون عن المؤسسة العسكرية هم دليل على التفسخ والفساد الذي ضرب تلك المؤسسة، ولكن من الساذج اعتبار هؤلاء غير منظمين أو لا يشكلون جزءاً من حراك مسلح منظم، وبالتالي كل ما حدث في سوريا يدخل ضمن التعريف الموضوعي للحرب الأهلية.

حسام الدين درويش أخ علي ما حصل في سورية منذ بداية 2011 حتى الآن لا يمكن اختزاله بمصطلح الحرب الأهلية (لا بالمعنى الوصفي ولا بالمعنى القيمي أو التقييمي) بأي حال من الأحوال. ولهذا ينبغي أخذ تسميات أخرى (كالثورة والحرب بالوكالة والحرب الدولية أو العالمية ...إلخ) كما ينبغي الانتباه إلى ضرورة اختلاف التسميات وفقًا لتحقيب ما حصل والمتغيرات الكثيرة والكبيرة التي طرأت واختلفت من حقبة او مرحلة إلى أخرى. وللحرب الأهلية معايير لا ينطبق عليها ما حصل في سورية انطباقًا تامًّا أو دائمًا. فمن معاييرها مثلًا حصولها في أراضي دولة واحدة، وهذا غير دقيق إذا تذكرنا أنها حصلت في سورية والعراق ولبنا ووو وإذا تذكرنا أن الحرب في سورية هي جزء من الحرب على الإرهاب الحاصلة في بلاد كثيرة أخرى. وإذا أخذنا بعين الاعتبار كثافة المشاركة غير السورية في هذه الحرب ربما تبين لنا أن وصف ما حصل بالحرب الأهلية (فقط) وصف غير دقيق مطلقًا. وازدياد قوة العوامل الخارجية يجعل ما حصل ينتمي في كثير من الأحيان إلى تسميات مختلفة. الأمر أكثر تعقيدًا من مجرد وصف/إدانة ما حصل تحت اسم الحرب الأهلية أو تمجيده/وصفه تحت اسم الثورة. وللحديث بقايا .... سلامات


Ahmad Nazir Atassi التسمية جزء من المعركة ولذلك هي مهمة، لكن بالنسبة للباحث فيمكن استخدام اي رمز طالما التعريف واضح. عندما احلل افضل استخدام المكونات عندما تكون التسميات الجامعة خلافية. هناك صراع على السلطة، هناك تدخل خارجي، وهناك انفجار ضد القهر، وهناك حرب بين الاهالي، وهناك قوات خارجية. هذه خلطة ويهمني مقارنتها بغيرها لكن لا توجد علوم تسمى علوم الثورات. ولو قارنا عشرين حادثة قديمة فان الجديدة دائما مخنلغة بعض الشيء. لا يوجد نموذج للحروب الاهلية او الثورات او التمردات وما الى ذلك من اوهام العلوم السياسية. هذه هي الخلطة السورية الان فماذا نفعل بها.

Ahmad Nazir Atassi نظام الحكم القائم بحاجة الى التغيير. والتركيز فقط على التدخل الخارجي لا يعفي النظام من فساده وهمجيته واحتكاره. تدخل السعودية لا يختلف عن تدخل ايران. لا يوجد شي يسمى حكومة تدافع عن نفسها ضد مواطنيها. هناك سلطان يدافع عن امتيازاته. ولا اقلل من فداحة الفصائل الاسلامية الطائفية، لكني لن اقول انهم مجرد خارجون عن القانون في دولة ذات شرعية. نحن امام خلطة جهنمية ويجب ان نتخلص منها وليس ان ندافع عن بعض مكوناتها. هذا رايي.

18 شباط 2018، مصطلحات غير واضحة

مصطلحات وتعابير لا افهم معناها، ولا اعتقد ان اي اثنين من مستخدميها يتفقان على تعريف مشترك: ترببف المدينة، مثقف، معارضة ومعارض، انسان ثورجي، سوري، كان يعمل في دولة النظام، فصائل الثورة، الجيش الحر، انسان وطني وشريف، مبادئ ثورتنا، ثورتنا، اسقاط النظام، العدالة الانتقالية، مكاسب الثورة، الدفاع عن الثورة، انا علماني، انا اسلامي، لماذا تاخر النصر، العالم ضدنا، خائن للثورة، الرماديون، صامدون، ندافع عن ديننا، الحياة لا معنى لها دون كرامة، شهيد، شهيد باذن الله، هلق ما وقته، انت تشق الصفوف، باحث، خبير، شامي اصلي اصلي، تراث سوري، فيدرالية، هذا ما هو الاسلام الاصلي. الركض وراء تصحيح المفاهيم يجعلنا نضيع شبكة العلاقات التي انتجتها. فهم هذه الشبكة هو المعرفة التي تمكننا من وضع مخطط والعمل لتطبيقه. عدا ذلك فاننا سنصحح شخصا شخصا وفكرة فكرة.

Amer S S Atassi صدقت هناك ثقافة CULTURE و عقل جمعي ينتج هذه المصطلحات و المفاهيم و هو ما لا نلقي له بالا.

19 شباط 2018، هل سوريا استثنائية

يعتقد البعض ان ما يحصل في سوريا امر استثنائي سببه ديكتاتورية استثنائية ما ان نتخلص منها حتى نتخلص من كل المشاكل. وهم نفسهم يعتقدون ان العالم باسره يتآمر لابقاء الاسد وقتل اهل سوريا. واذا تخلوا عن اسثنائية الوضع فانهم يتخيلونه جولة اخرى بين قوى الشر او الكفر او الفساد وبين قوى الخير او الطهارة او الحق. واي حدث جديد بالنسبة لهم هو تكرار لنفس مسرحية المظلومية وقتل جماعتنا والاعتداء على حارتنا وهتك اعراضنا، فنهب تدفعنا النخوة لحماية الحارة والفزعة لجماعتنا وصراخ وامعتصماه واسلاماه، والدعاء اللهم ألهم الفصائل الصمود والتوحد وانصرهم على الكفار لكي يحافظوا على حرية الحارة من جحافل الغزاة، ويلعنون امريكا لانها لا تنقذهم والحكام العرب والمسلمين الذين لا ينجدونهم. وعندما ينهزم الثوار الاطهار يبدا اللوم والتخوين والصدمة والانكار واكتشاف المتواطئين والخونة وكاننا نعيش الحدث للمرة الاولى. ثم نتوجه الى جلد الذات واتهام الناس بالتخلف وحب الظهور والزعامة. ويتنطع البعض للدفاع عن قادة الفصائل لان نيتهم صافية وياخذون حسنة المحاولة. وتنتهي الدراما بانتظار دراما جديدة لكن متكررة نعتقد انها الاولى ولا نبدي اي اثر للتعلم من التجربة. في الحقيقة لا الوم الناس، ولا احب تبرير الافعال بالتخلف، ولا اعتقد ان ما يحدث استثنائي، ولا يدهشني دعم الغرب للاسد، ولا تدهشني الدراما المتكررة والفشل المتكرر. اننا ببساطة مجتمع قديم يعيش في عالم جديد، تركيبتنا وادواتنا وسردياتنا ومفاهيمنا وردود افعالنا وفهمنا للناس من حولنا وللحكم والمؤسسات والعمل السياسي، كلها تنتمي الى مجتمع في طريقه الى الزوال. ما يحدث لنا حدث من قبل وسيحدث مرارا في القرن الواحد والعشرين. وتصرفات المجتمع الدولي منطقية ضمن منظومة النظام العالمي، ونحن نفهمها من منطلقات مجتمعنا القديم.

Ali Rekmani من الغرب الذي تقصده بدعم الغرب للأسد؟ امريكا لا يهمها بقاء الأسد من رحيله، وفي اللحظة التي يضمن فيها الامريكان وجود حليف قوي موثوق ومرتبط (أو مربوط) معهم، سيتدخلون بشكل حاسم.

Abo Yahia جميل ما كتبت استاذ. هل تستطيع احالتنا لكتاب او مجموعه كتب تخرجنا من هذه المفاهيم القديمة و تجعلنا نفكر بطريقه المجتمع الجديد و ادواته

Ahmad Nazir Atassi هذه مسيرة وليست مجرد قراءة كتب. ليس هناك كتاب بالتحديد، يمكن ان نذكر الدولة المستحيلة للحلاق، السياسات الاسلامية لبيسكاتوري، اي شيء عن المنظومة الدولية، تاريخ العلويين لستيفان وينتر، اي دراسات انثروبولوجية عن سوريا، القبيلة والدولة في الشرق الاوسط، لا اذكر الكاتب.


22 شباط 2018، صمود الغوطة

الرسالة، استمروا على ما انتم عليه. اليس هذا تعريف الجنون، تجريب المجرب. كفى عقلية وحكي باب الحارة، انظروا الى الصورة الاكبر، بعيدا عن الشعارات. من قلب الغوطة الصامدة يأتي صوت الإيمان و الثقة بالله

22 شباط 2018، الضحايا وجمع الأموال

لا يزال الكثيرون يستهلكون الدراما ويهينون الجرحى والموتى والمفجوعين. كله في سبيل التجييش وجمع الاموال ليستمر الحال على ما هو عليه. احتراما للانسان جسدا وروحا ساحذف كل من يضع صور وفيديوهات القتلى والجرحى والاهل المفجوعين في لحظة هلعهم. لا ازال اشعر بالغثيان.

22 شباط 2018، تعريف أمراء الحرب

كيف نعرف انك من امراء الحرب او من داعميهم اولا. اذا بدا القصف ووقعت ضحايا مدنية فانك تركز على ضحايا المدنيين وخاصة الاطفال مع انك تعيش بينهم وتحتمي بهم ولا نرى صورا لك وانت مستشهد لانك لا تموت ولا يموت الا المدنيون. ثانيا. تستغل صور الضحايا المدنيين لتطلب المزيد من المصاري. ثالثا. تبدا حملة المدينة كذا تباد وتبدا بطلب الاغاثة والمعونات وانت تعرف ان القصف قادم. رابعا. لا تفكر بالمدنيين عندما تخطط لمستقبل فصيلك. خامسا. عندك رواتب للمقاتلين وما عندك اي شي للناس اللي انت كاتم على انفاسهم. سادسا. لا تعرف من الدنيا الا بقاء فصيلك وتعتبر اي محاولة توحيد خطرا عليك وعليه. سابعا. الفصائل الاخرى منافسين وانت تزاود عليهم بينما تبحث عن مخارج لنفسك. ثامنا. عند كل مجزرة تطلب من احد المشايخ ان يعمل فيديو خطبة او شعر يحرض الناس على الصمود وانت لا تستطيع ان تحميهم. تاسعا. عندما تدخل المساعدات فانها تمر اولا على جماعتك. عاشرا. لا تريد ان تفكر بنهاية الحرب لانك من المستفيدين وصاير لك جاه وعز ما كنت تحلم فيه. احد عشر. دائما تردد الشام فسطاط المسلمين وارض الحشر لتفسر تضحيتك بالمدنيين. اثنا عشر. دائما علىاتصال مع النظام بطريقة او اخرى. ثالث عشر. تعتبر انك تملك الثورة وتفهم اكثر من الناس بما يصلح لهم، وتقول نحنا ضحينا بالشهجلء انتم شو عملتم رابع عشر. مرتهن لاوامر المانحين وما عندك اي خطة للمستقبل سوى الحفاظ على فصيلك. خامس عشر. ما عندك اية مطالب سياسية ولا تفقه فيها شيئا. سادس عشر. اول شي تعمله هو القضاء على معارضيك، وعندك سجن مثل النظام. سابع عشر. تتدخل بشؤون المجلس المحلي وتحاول السيطرة عليه حتى ما يتفقوا الاهالي ويطردوك. ثامن عشر. في اسوا الاحوال تعرف انك اما ستذهب لعند النصرة او ستصبح شرطي براتب بعد توقيع الهدنة. تاسع عشر. عندك واحد شرعي مشان يفتي لك كل شي. عشرين. كل ما ذكرته اعلاه شيل كلمة ثورة وحط ثورة تشرين، وكلمة فصيل وحط فرقة رابعة، وكلمة كافر وحط خائن، وكلمة شرعي وحط بعثي، وكلمة حجي وحط قائد الوطن، وكلمة ايران وحط السعودية او قطر، وكلمة روسيا وحط تركيا، وكلمة العالم نسينا وحط مؤامرة كونية، وكلمة صامدون وحط ممانعة، وكلمة ثوار وحط جنود الوطن، وكلمة اعداء الثورة وحط مندسين وجماعات مسلحة، فستستنتج سريعا كيف انك نسخة مصغرة عن النظام الذي تحاربه.

22 شباط 2018، بين الضحية والجلاد

نبهني احد الاصددقاء الى امر مهم يفسر عدم رضى الكثيرين عما اكتب واعتقادهم اني اساوي بين الضحية والجلاد او اني الوم الضحية. اصحابي هناك خلط بين المدنيين المحاصرين وبين المقاتلين المحاصرين. المدني هو الضحية وليس المقاتل. المدني لا يدعم المقاتل بالضرورة ولا يعتبره ممثلا له وليس بالضرورة موافقا على افعال المقاتل وقراراته. ما يسمونه بالصمود هو قرار المقاتل وليس المدني. المجرم هو النظام والضحية هو المدني ولا اساوي بينهما ولا الوم الضحية. المقاتل شريك في الجريمة من حيث انه لا يابه لحياة المدني حين يتخذ قراراته ومن حيث انه يساهم في استمرار الحرب ومن حيث انه لا يسمع لاراء المدني. كل هذا الخلط ياتي من تصور خاطئ وحالم وايديولوجي احاول محاربته وهو ان الثورة لا تزال مستمرة. هذا التصور ينتج عنه ان المدني والمقاتل ثوار وبالتالي متشابهين ومتفقين ومتشاورين. هذا خطا، المدني لا قرار له تماما بقدر استلاب المدني في مناطق النظام. ما يسمونه ثورة الان هي ثورة المسلح فقط لا غير ولا علاقة لها بثورة 2011. كذلك فان تصور استمرار الثورة يؤدي الى استمرار الفهم الدرامي للحدث وكانه تطبيق فعلي لشعار الموت ولا المذلة، اي ان الحصار والقصف يمثلان الوقفة الاخيرة للثائر الذي لا يفاوض على مبادئه. هذا خيال، المدني غير المقاتل، المقاتل يعرف انه سيخرج اما المدني فسيبقى، المقاتل يعرف كيف يحمي نفسه والمدني يموت تحت القصف، المقاتل قد يفضل الموت لكن المدني يريد الحياة له ولاطفاله واسرته، المقاتل يرى نهايته في نهاية الحرب اما المدني فيرى بداية حياته مع انتهاء الحرب. الموت ولا المذلة كان شعارا يتطلع الى الحياة باعتبار ان المذلة ستزول وبالتالي فهناك حياة. التسليح والجهاديين وفلسفتهم العدمية للحياة حولت معنى هذا الشعار عند المقاتل وجعلته لا يرى الا الموت لان خياراته محدودة فهي اما النصر وانتفاء المذلة واما الهزيمة او الاستسلام وبالتالي المذلة وهو هنا يفضل الموت. واعتقد ان كثيرين من المقاتلين لا يريدون الموت ولذلك عندما تاتي الهزيمة فانهم سيتحولون الى مدنيين وبالتالي يتنكرون لثنائية الموت ولا المذلة. بجميع الاحوال، الثقافة التي انتجت شعار الموت ولا المذلة هي ثقافة محدودة الافق ويجب ان تنتهي. هذه الثقافة تضع مفاهيم فوق الحياة، تضع مفاهيم مثل الشرف والعزة في مكانة اعلى من الحياة. الحياة هي اعلى القيم ويجب ان نحترمها ونحميها ونبجلها ونحافظ عليها. الموت ولا المذلة شعار لا يقدم حلولا وانما مجرد مقاومة عنيدة لا تفكر. في حالات اخرى هذا الشعار نفسه يؤدي الى جرائم الشرف مثلا. بدات الثورة بمطلب الحرية ثم بدات عدميتها بالتزايد ووصلت الى قمتها في شعار عالجنة رايحين شهداء بالملايين. هذا الشعار، النسخة المتطرفة من الموت ولا المذلة، سهل التسليح والاسلمة والحرب التي لا هدف لها. هناك حلول كثيرة لكن الموت ولا المذلة يطغى عليها. ثورة الحرية انتهت، ما نراه اليوم هو ثورة شهداء بالملايين والموت ولا المذلة. انها حرب عدمية تابد نفسها من خلال هذه المجازر. المجزرة بالنسبة لهم مجرد موسم لجمع المصاري. هذا لا يعني اني نسيت النظام، ابدا لكن هذا حديث اخر غير حديث الفصائل.

حسام الدين درويش أخشى أن محاولة إزالة سوء الفهم القائم او المحتمل ستفضي إما إلى تعميق سوء الفهم هذا أو إلى ما هو أسوأ من ذلك إلى فهم لا يتفق مع رأيك لا معرفيًّا ولا قيميًّا: مما فهمته انت تقول إنك لا تريد المساواة أو لا تساوي بين الضحية والجلاد، او بين المدني بوصفه الضحية والنظام بوصفه المجرم، لكنك تقوم بمساواة موازية بين النظام المجرم والمسلحون المجرمون. ولا اعلم الأساس المعرفي المنظوماتي لهذه المساواة لكني أشك ان المساواة (لا) أخلاقية لانها تجمع طرفين تحت شعار الإجرام. بوصفك مختصًّا بالتاريخ أود أن أعرف ما الذي تقصده تحديدًا بالثورة، وبنهايتها. ألا يستمر الحدث التاريخي باستمرار نتائجه حتى إذا توقف حصوله؟ وهل المسألة حكم موضوعي من الخارج ام أن للموجودين في قلب الحدث والفاعلين جزئيًّا فيه دور في إعلان نهاية الثورة او استمرارها؟ قمة سوء الفهم او الفهم الرافض لأفكارك قد يتمحور حول تغليبك للحياة على كل قيمة أخلاقية. ولا أعلم ما هو الأساس الذي سوَّغت به هذا التغليب، ومن الصعب المحاجة أخلاقيا في هذا الخصوص، إذ يصعب استخدام الاخلاق للمحاجة بضرورة نفيها أو إقصائها. وفي كل الأحوال هناك أشخاص ما زالوا يرون أن الكرامة لها أولوية وأهمية لا تقل عن اهمية الحياة، ويرون في هذا المنطق لا أخلاقًا أو أخلاقً سيئةً جدًّا ليس لأنه يستهين بالقيم الأخلاقية فحسب ويتبنى منطق مضاد لمنطق الثورة (بغض النظر عن انتهائها أو استمرارها المزعومين) بل ولأنه يفضي إلى او يتضمن دعوة إلى حياةٍ بغض النظر عن كل القيم الأخلاقية، وفي الواقع لا تتقاطع تلك الدعوة مع دعوات النظام منذ قيام الثورة وقبل ذلك فحسب، بل هي تقوم بالتنظير لوضع يمكن للناس أن يخسروا فيه حياتهم بذات السهولة التي يخسروا فيه كرامتهم. ولهذا لا أرى في التضحية بالكرامة والحرية الطريق الأنسب للحفاظ على الحياة.

Ahmad Nazir Atassi سارد على تعليقك في بوستات مستقلة. الاول عن المساواة بين الفصائل والنظام من منطلقاتي، الثاني هل بدا او انتهاء ثورة هو حكم موضوعي ام ذاتي هل للمشاركين دور في التسميات، الثالث الحياة كقيمة اخلاقية وهل يختلف هذا عن قيم المشاركين في الاحداث الجارية، الرابع هل الحياة كقيمة اخلاقية دعوة الى حياة دون اخلاق ومنطق مخالف لمنطق الثورة، الخامس، هل تتقاطع هذه الدعوة مع منطق النظام، السادس، هل الحياة كقيمة اخلاقية هي دعوة للتضحية بالكرامة والحرية حفاظا على الحياة.

Oussama Al-chami الثورة السلمية قتلت وليس إنتهت. بعد 6000 ألف شهيد. و 180 ألف معتقل، على الأقل قتل منهم عشرات الألوف. أصبح من يقول لا للنظام بسلمية هو شهيد مع وقف التنفيذ. وعليه إن يختار إما الموت بعد سنتين أو أيام من التعذيب الشديد أو الموت برصاصة وهو يقاتل. من هنا كانت نقطة البداية. الآن، بعد ستة سنوات، وكل هذا التداخل الدولي وكل هذا التصارع الإقليمي، سهل جدا أن نتحدث عن أمراء الحرب. سيكون أمراء حرب طبعا بعد أن سقطت الدولة وأصبح النظام أمير حرب فقط. هذا بديهي لدرجة مافي داعي نناقشته..

Mahmoud Jisri "المقاتل شريك في الجريمة" تعميم خاطئ جدا جدا و الأصح التحديد و تغييرها الى "المقاتل الذي لا يأبه لحياة المدنيين هو شريك في الجريمة". و كأن معظم كلامك يقول أنه هؤلاء المقاتلين أتوا من المريخ و ليسوا من أبناء هذا الشعب و أخوانه... فيه شيء غلط و سامحني على كثرة المناكفة و المجادلة...

Ahmad Nazir Atassi المقاتل الذي لا يابه بحياة المدنيين هو كل مقاتل في سوريا. تعريفك وتعريفي متطابقان. انت لا تناكف عزيزي، انت تحاور.

Mahmoud Jisri سؤال جيد.. ما هي فضيلة المقاتلين و كيف يتمايزون عن الاسد؟ المقاتلين (الأفراد تحديدا وليس قياداتهم التي ربما لها اجندات مختلفة) من هذا الشعب الذي تم اكل حقوقه و ظلمه على مدى عقود و اكاد اجزم انه لو تم عمل استفتاء لوجدنا على الأقل حادثة ظلم واضح أو تسلط على ما يزيد عن نصفهم. الأسد هو الذي ورث عرش الجمهورية و لم يستطع إصلاح أي شيء بل بالعكس اودى بالبلد الى الحضيض. هل يكفي هذا التمايز ليبرر للمقاتلين أخذ حقوقهم التي لم يعطهم إياها شخص أو نظام مستبد؟ ربما لا من وجهة نظرك و لكن عندي سؤال مهم لك... لنعد بالزمن الى القرن الماضي و تحديدا الى عام 1861 وبداية الحرب الأهلية في أمريكا.. هل كنت لتدعو الى تحرر العبيد مع معرفتك بكلفة الموت الذي سيحصل ام تفضل ان تبقى العبودية الى زمننا هذا مع الحفاظ على حياة جميع من قتلوا ؟ أرجو الاجابة بصدق و شفافية و اختصار عن هذا السؤال لأنه يحدد و يوضح لي الكثير.

Sulaiman Wardah الموت من اجل الموت ولكي يحسبوننا شهداء هو موت عبثي الموت الشريف هو الذي ينتج حياة ويكون في اضيق الحدود فالهدف هي الحياة بكرامة بتضحية كبرى هو الموت وليس التضحية بكثرة دون وجود حل سياسي مطروح

Ahmad Nazir Atassi دائما ما تقوله بديهي وما اقوله يحتاج الى شرح. لا باس. انا لم اقل اني من انصار الثورة السلمية. لماذا الناس دائما يحصرون انفسهم في خيارات محدودة لا يريدون الخروج عنها. انت تعتقد ان القتال بدا لحماية الاهل وان النظام فرض القتال فرضا وان الناس اشترت السلاح من مالها وان الجيش الحر فعلا جيش وان عدد المنشقين كان كافيا وان التسليح كان يحدث بتخطيط وان الفصائل كانت تنشا حسب حاجة الحمارة وان الفصائل كانت تتساعد في تنفيذ العمليات، وان التخطيط بعيد المدى كان معمولا به بين الجميع وان الفصائل كالجسد تتداعى الاعضاء لرعاية بعضها وحمايتها وانت روايات النظام عن الاختطاف والقتل العشوائي كانا كلها مختلقة وان اغلب الاموال كانت تاتي من سوريين. اذا هذا صحيح فلا حاجة لمناقشتك فانت فعلا في عالم تجريدي تنظيري. هل تعتقد ان معلوماتي من الاخبار واني كنت اقضي الوقت اتفرج على الجزيرة او غيرها.

Ali Rekmani الاستقطاب شديد، ويزيد. كثيرون من أهل الشام "المدنيين" يملؤون الصفحات هذه الأيام بعبارات الكراهية لأهل الغوطة، وهو أمر مؤسف حقاً. ما زلت أعتقد أن الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي ليست مرايا صادقة للناس بل هي مرايا محدبة ومقعرة تبقي شيئاً ما من الأصل، ولكنها تشوِّهه، ومن ثمّ يتكفل الناس أنفسهم بالإمعان في التشويه. فيديوهات النساء المقاتلات انتشرت كالنار في الهشيم، وحضت على الاعتقاد أن كل شعب الغوطة قد هب لتدمير دمشق غير عابئ بالموت، وتكفل الناس بحمل الاستقطاب إلى أبعد حدوده.

22 شباط 2018، حل مأساة الغوطة

تعتقدون ان الحل الذي اطرحه هو الاستسلام، وهنا مكمن الخطا. هناك فرق كبير بين وقف القتل والاستسلام، وهناك خيارات اخرى لا ترونها بعيدة عن ضيق افق هذه الثنائية الصمود او الاستسلام. لكن من اجل ان تروا هذا الخيارات يجب ان تتخلوا عن بعض الافكار التي تحد بصركم وتحجب الكثير عنكم. منها الثورة هي نفسها من البداية الى الان لم يكن هناك مفر من الحرب الفصائل نتيجة طبيعية لعنف النظام النصر ضرورة ولا حل الا بالنصر بشار الاسد هو السبب وبزواله تنتهي المشكلة نحن افضل من العلويين ولسنا طائفيين هناك معارضة سياسية حقيقية الدول تتامر علينا دون مشاركة منا وقبول لدينا داعمون يحموننا ويشاركوننا الافكار النظام انتصر وسيعود كما كان اي تفاوض هو اعادة لتاهيل النظام التعايش مستحيل المقاتلون يعرفون ما يفعلون ولديهم اهداف اسلمة الثورة كانت نتيجة طبيعية لثقافة البلد كل ما يمكنني فعله هو اما الاغاثة او دعم الفصائل الحرب الدائرة لها هدف المجتمع الدولي يتامر لقتلنا وبالتالي لا يمكن التعامل معه اي راي ناقد اثناء المعركة يخدم النظام القتال هو الحل الوحيد

حسام الدين درويش لم أكن أعلم انه لديك حلٌّ وانك قمت أو تقوم بطرحه. من الواضح وجود مشكلة كبيرة في الفهم والتواصل. لا أظن أنك ستجد معارضين كثيرين لفكرة وقف القتل، وإذا كنت أنت تدعو إلى ذلك فأنا وأظن أغلبية السوريين معك في هذه الدعوة. لكن كيف يتم تحقيق ذلك؟ هذا هو السؤال منذ أعوام طويلة؟ ألا يقتضي ذلك إيقاف المجرمين الذين يتكاثرون مع مرور السنين بسبب عدم ردع القتلة وإنتاجهم لقتلة مضادين وتحالفهم مع قتلة آخرين ووو؟ أرجو أن توضح لنا بالتحديد مضمون الحل الذي لديك والذي يبدو أنك تقترحه بدون أن ننتبه إلى ذلك. ربما كان سوء الفهم ناجم عن كونك تطرح أفكارًا يبدو أنها تمثل مشاكل بدون أن تكون قادرة على أن ترتبط بأي حلٍّ ممكنٍ. رما كانت مشكلة سوء فهم بعض الأشخاص لمواقفك وأفكارك مرتبطة بسوء أو عدم فهمك لأفكارهم وقيمهم أيضًا، ولهذا قد يكون ما تراه حلًّا هو مشكلة كبيرة أو أساس المشاكل الأساسية الأخرى. وباختصار نعم لوقف القتل ومنع القاتل من الاستمرار في عملية القتل أيًّا كان هذا القاتل. تحياتي

Ahmad Nazir Atassi مع اني طرح حلول في بوستات قديمة لكن التعليق كان كالعادة، مثالية حالمة غير واقعية مستحيلة.

Ahmad Nazir Atassi رجعت الى ارشيفي واخرجت ما يمكن ان يعبر عن افكاري الخاصة بالحلول الممكنة. حتى لا يتهمني احد بالنقد فقط. اما امكانية تحقيق هذه المقترحات وكيف فالمساحة هنا لا تكفي للشرح. اذا راى الناس ان هذه المقترحات غير مجدية او عملية او ممكنة فاني اختلف معهم بالراي. اما صحة الراي من خطئه فالزمن كفيل بذلك.

Iyad Rayane عندنا مشكلة مع مفهوم الاستسلام، "الرجولة الشرقية" مستحيل تعترف بشي اسمه استسلام ولو كان فيه انقاذ أرواح من القتل. اذا كان الاعتراف بالهزيمة استسلام، فليكن.

Ahmad Nazir Atassi ايا اعرف انك حققت القطيعة مع الافكار البالية منذ زمن. الاعتراف بالهزيمة ليس بالضرورة استسلام، وحتى وقف القتال والتفاوض لا يعني الاستسلام. اما الرجولة الشرقية المقرفة فانت على حق، كل هذه المقولات مثل الموت ولا المذلة، شهداء القضية، الموت احسن من العيشة بدون شرف وكرامة، الحياة وقفة عز، لن افاوض ولو قطعها رقبتي، وقديش بده يموت مليونين اي بلاهم (نن اقوال ابو عبدو البغل)، كلها خطرفات ذكورية


22 شباط 2018، عدوك، شريكك، حليفك، صديقك (منشور قديم)

المزيد عدوك، شريكك، حليفك، صديقك


من يعمل في الصراع على السلطة ولا يستطيع التفريق بين هؤلاء ودرجات كثيرة لما بينهم فهو في المكان الخطأ وقد يدفع الثمن غالياً. في الأزمة السورية الحالية حيث تفتت الأمة والدولة والمجتمع لم يعد من السهل معرفة الصديق من العدو لأن الأيديولوجيا الجامعة وهي الوطنية سقطت. فنحن اليوم نقاتل أهل بلدنا ونعتبر أنه لا تجمعنا بهم رابطة وأن العلاقة بيننا صفرية في مجال التعايش وتوزيع الثروة والتشارك في السلطة. لا نستطيع أن ننتصر إلا إذا خسروا ولا ينتصرون إلا بخسارتنا. لا يوجد تعريف أفضل للعدو من هذا. لكن الأمور ليست بهذه البساطة فسنجد أنفسنا قريباً شركاء في مفاوضات من أجل التعايش أو تقاسم المساحة الجغرافية نفسها. لا بل سنكون شركاء في الدولة. وفي مواجهة عدو خارجي قد نصبح يوماً حلفاء وربما أصدقاء. لكن لنفرض من أجل التبسيط أن الاسد وجماعته أعداؤنا فمن هم شركاؤنا وحلفاؤنا وأصدقاؤنا: كيف أحكم مثلاً على شخص مثل زهران علوش أو على تيار كامل مثل السلفية الجهادية أو النسخة الشيوعية من القومية الكردية التي يمثلها البي يى دى، على دولة متورطة مثل السعودية أو قطر أو إيران، وعلى دولة متسلطة مثل أمريكا أو روسيا. حتى التصنيفات الأربعة أعلاه لا تكفي لتصنيف هؤلاء وغيرهم كثر. لكن لنأخذ زهران علوش كمثال باعتبار أنه لاقى حتفه في عملية تشبه التراجيديا الإغريقية ولا بد من استخلاص الدروس.


الأسد عدونا، كما افترضنا، وعلوش يحارب الأسد، فهل يصبح أتوماتيكياً صديقنا؟ علوش يمثل أيديولوجيا لا تقبل بالآخر المختلف وتعتبره كافراً وعدواً لله وغير مستحق حتى للحياة. علوش يرفض الديمقراطية والعلمانية وحتى فكرة مجلس الشعب، وهي الفكرة الأبسط في المشاركة في الحكم. إنه يريد أن يفرض علينا ما يعتقد بأنه شرع الله وأوامره ويعتقد بأنه يد الله يضرب بها الكفار. علوش لم يضرب ”الكفار“ العلمانيين فقط ويضعهم في سجونه، لا بل ضرب أصدقاءه الإسلاميين واغتالهم ووضعهم في السجون وعذبهم إلى الموت. علوش لم يفرض علاقة صفرية على السوريين العلمانيين فقط وإنما على السوريين الإسلاميين المنافسين له على السيطرة المطلقة على دوما، ”ولا تخافوا كله بفتوى“. كعلماني ألا يجعل هذا علوش من أعدائي؟ إنه عدو لكل من يخالفه الرأي وليس وحدي فقط. وهو بهذا يشترك مع الأسد ومع كثيرين من الجهاديين في سوريا. ومقتل علوش يجب أن يكون صيحة تنبيه لهم جميعاً. إعرفوا عدوكم من شريككم من حليفكم من صديقكم. في أسوأ الأحوال نحن شركاء في ثورة على الظلم ونحن حلفاء ضد نظام قاتل ومجرم، وسنكون شركاء في وطن وأصدقاء على أعداء خارجيين وحلفاء على أعداء سياسيين وكل ما يمكن أن تقدمه الحياة من تعقيدات على مصطلح العدو والصديق. دخلتم الثورة دون استئذان وفرضتم منهاجكم في التسليح والعمل العسكري وجئتم بحلفاء خليجيين يكرهون الثورات وأعلنتم أن أفكاركم من عند الله وأن من لا يقبل بها كافر يستحق القتل. فكيف تريدون منا أن نكون شركاء أو حلفاء، باعتبار أن صفة أصدقاء أصبحت مستحيلة باعتباركم.


علوش أنشأ كانتوناً ديكتاتورياً في الغوطة ولم يكن فقط ”يقاوم الأسد“. عين أخاه وابن عمه في المناصب الحساسة وأهل بلده دوما فيما دونها من مناصب. استغل حصار النظام لدوما واحتكر المواد الأساسية وباعها للناس بسعر أغلى. صفى كل الكتائب التي تنافسه واعتقل معارضيه وعذبهم واغتال أفراداً منهم كما ظهر أخيراً. علوش أنشأ دويلة فاشلة على مثال دويلة حماس في غزة. علوش وأمثاله يعتقدون أنهم الصح المطلق وأن دويلة صغيرة محاصرة يملكونها أحسن من دولة وطنية للجميع. هذا هو منهاج حماس وهذا هو منهاج داعش وهذا هو منهاج جبهة النصرة وهذا هو منهاج كثير من الجهاديين في سوريا. كلهم مشاريع دويلات صغيرة تعتبر نفسها الفرقة الناجية. بالنسبة لي كسوري يحلم بدولة للجميع فإن هؤلاء يعتقدون أن وجودي خطر عليهم (يرفضون مصطلح القومية وحتى الوطنية) فنعود عندها إلى العلاقة الصفرية. هؤلاء ليسوا حلفاء ولا شركاء ولا أصدقاء. فماذا يبقى لكي أستنتجه؟


علوش وأمثاله مأجورون عند دول الخليج لا يرفعون قشة دون موافقتها. وعندما يحصلون على المال والموافقة والسلاح يتحولون إلى أسود لا يهمها أحد، وحوش تتحدث عن نصر الله القريب وعن كرهها للديمقراطية وفرضها لشرع الله ”شاء من شاء وأبى من أبى“. وعندما تتسكر الحنفية يلتفون على مناطقهم ”المحررة“ ويكتمون أنفاس ساكنيها ويقولون ”في انتظار نصر الله فهو ناصر أمته“. لا يستطيعون أن يدفعوا عن مواطنيهم هجمات طيران الاسد. وكل ما يستطيعونه هي بهلوانيات إعلامية من نمط الأقفاص لا تعبر إلا عن عجزهم على أرض الواقع. علوش لم يرض بأن يعترف بعجزه وبأن دوره انتهى. حاول أن يقيم دويلته الصغيرة لكن دوره انتهى قبل أن يتربع على العرض الصغير. هل يعرف هؤلاء الجهلاء بأن دول الخليج يكرهون الثورات أكثر من كرههم لإيران وبشار الأسد. هل يعرف هؤلاء الجهلاء أنهم يحاربون حرب السعودية وقطر وليس حربهم أو حرب الثورة. هل يعرف هؤلاء أن أية قطعة سلاح وأية طلقة ذخيرة محسوبة عليهم في دفاتر أمريكا ولو جاءت عن طريق قطر أو السعودية ثم يتبجحون بحربهم على الصليبية والماسونية. هل يعرف هؤلاء أن السعودية وقطر لن تسمح لهم بالوصول إلى الحكم عبر ثورة على الحاكم وولي الأمر. سلفية هؤلاء لا تختلف عن سلفية السعودية الوهابية التي تحرم الخروج على ولي الأمر مهما كان السبب. هل يعرف هؤلاء أن السعودية وقطر ستقودهم إلى طاولة المفاوضات مع الاسد وقد تستخدمهم وقوداً في حربها على داعش أو روسيا أو إيران. أن تكون أجيراً للسعودية في ثورة كأن تكون أجيراً لإيران في ثورة مضادة، في النهاية أنت لا تخدم إلا مموليك. عندما تعتقد أن مال الخليج من فضل الله يغنيك عن أهل بلدك فأنت غافل جاهل.


يقولون القانون لا يحمي الجهلاء وهذا ينطبق على قانون السياسة. علوش كان أحد الجهلاء الذيي قضى عليهم قانون السياسة. من جاء بإحداثيات قنطار هو الذي جاء بإحداثيات علوش. روسيا كانت فقط المنفذ. هذا هو الإتفاق الذي تم بين روسيا وإيران وأمريكا والسعودية. السعودية استهلكت علوش ثم وقعت أمر موته. التفاوض مع الأسد أحد بنود الإتفاق. ومن أجل ذلك يجب إيجاد مناطق آمنة للفرقاء. علوش، مثل الزبداني كان منافساً للأسد في منطقته ولهذا تم التخلص منه. اعرفوا عدوكم من شريكم من حيلفكم من صديقكم قبل أن يفوت الأوان علينا جميعاً.

24 شباط 2018، لبيب النحاس

لا يمل لبيب النحاس من اتحافنا بكتاباته ونصائحه منذ زمن. يعتقد أنه تشرشل وأن النظام هو النازية وأن الغوطة هي بريطانيا، ويقول لهم اصمدوا ولو في الأنفاق أنتم تدفعون ثمن الحرية عن سوريا كلها. ثم يعطيهم نصائح ثلاثة لا يكل أصحاب الفصائل من تردادها وكأنها إكسير الحياة ووصفة النصر السحرية: توحيد الفصائل، طرد النصرة، واجهة سياسية. ومنذ سبع سنين لم يقم أي من هؤلاء العباقرة بتفيذ أي من هذه النصائح الخلبية. ثم يقول حان الوقت لجلب أمريكا لتحييد روسيا. في مقابلة الجزيرة مع أبو عبدو البغل قال الأخير، كان علينا هزيمة إسرائيل (في الستينات)، وقلنا لأنفسنا ما هو الثمن، اثنين ثلاثة مليون سوري، إي أخي بلاهم، فدا الوطن. أرى أن أن عقلية أبو عبد البغل لا تزال تفرخ أبناءاً وأحفاداً. وعلى فكرة نحن انتصرنا على إسرائيل في الستينات بس عم يضحكوا عليكم ويقولوا انهزمنا مشان ما يصيبكم الغرور. من يلومني الآن على انتقاد هؤلاء؟!

الشمس ستشرق من الغوطة

Sulaiman Wardah هي نفس نصائح وائل علوان متحدث فيلق الشام من استانبول يبدو ان المعلم واحد للجميع

Ahmad Nazir Atassi كل واحد يعطي هذه النصائح يتصور ان القيادة له وكذلك التمثيل السياسي. المعلم واحد وهي العقلية الديكتاتورية

Ahmad Nazir Atassi كم اكره الدعائين. يعتقدون ان الله مصاص دماء او الهة قديمة لا يرضى الا بقرابين الدماء.

Ahmad Nazir Atassi علي، من ناحية التحصين وعدد المقاتلين وحجم التسليح فكلامه صحيح، ومن حيث رفضهم الخروج الى ادلب ليكونوا تحت رحمة النصرة فكلامه صحيح، ومن حيث صعوبة التقدم فايضا صحيح. خروج اكثر من عشرين الف مقاتل مع عائلاتهم امر صعب جدا. نعم انا وامثالي نطلب منهم التفاوض وحتى الانسحاب بشكل من الاشكال. لكن الحل الامثل هو في اتفاق هدنة يلغي الهجومات ويخفف الاسلحة ويرفع الحصار ويبقي المقاتلين كشرطة، ويقيم حواجز مشتركة

Ali Rekmani هو يصور الأمر على أنه "عضة كوساية"، تماماً كما إعلام النظام.. وتماماً كما كان الوضع ولا يزال لمدة سبع سنوات، وربما لسنوات كثيرة قادمة.

DrAli Asaad ما هي توصياتك أو نصائحك البديلة د.نظير؟ ربما لا نكتشف صحة ملاحظاتك على مقال لبيب النحاس إلا اذا وجدنا توصيات أكثر واقعية وفائدة

Ahmad Nazir Atassi توحيد الفصائل امر مستحيل فهم بالتعريف امراء حرب اي يحافظون على الكيانات التي تعطيهم السلطة. ومن هنا تاتي معضلة الجيوب مثل الغوطة فهي لن تستسلم لانها تعرف مصيرها في ادلب، والنظام لن يستطيع دخول الغوطة. الافضل التفاوض على حل يخفف التوتر ويضبط التسليح ويبقي المقاتلين كشرطة ويقوي المجلس المحلي ويرفع الحصار ويكون حواجز مشتركة. اما التوحيد السياسي فهو مطلب جيد لكن الفصائل فشلت فيه المرة تلو المرة. محاربة النصرة كذلك امر جيد لا ذلك يجعل ادلب اكثر امانا للمقاتلين القادمين من مناطق محاصرة. لكن زوال النصرة يعني زوال حجة ضرب ادلب وبقايا المقاتلين. لذلك سيبقى المقاتلون في اماكنهم. الافضل التفاوض، لكن ذلك يفترض قبول النظام، وهو اكثر تعنتا من الفصائل.

Ahmad Nazir Atassi نعم، عضة كوساية هي استراتيجية اعلامية للتجييش وجمع المصاري

24 شباط 2018، خولة غزي

Khawla Ghazi February 23, 2018 · روبرت فيسك كتب في ختام مقالته بـ الاندبندنت البريطانية: الحقيقة هي أن حصار الغوطة سيستمر إلى حين استسلام المقاتلين واخلائها. أي كلمات ننطق بها لن تمنع هذا السيناريو القاتم. وعندما تنتهي معركة الغوطة أو يتم تحريرها ستبدأ معركة إدلب. ومرة أخرى سنكون أمام العبارات نفسها من "يوم القيامة" و"العنف الهستيري" و"مجزرة القرن الواحد والعشرين" من دون القيام بأي شيء لتحييد الأبرياء. أي إدانة غربية لن توقف ما يجري. نحن مفلسون.

24 شباط، منير الفقير

بعضها ينطبق علي، والاخ منير يتكلم عن خبرة. لا اعتقد اني بوق للنظام نعم انظر الى الفصائل بصورة نمطية لا اطلب الانسحاب لسحب الذرائع، وانما لان الحرب فيها طرفان كلاهما يتخذ القرار بالقتال وبالتالي الخراب. نعم وجود الاخر هو سبب الحرب وليس فقط وجود الفصائل سبب عدوان النظام، فوجود النظام هو سبب تحصن الفصائل. لا بد من كسر هذه الحالة. لا لا اهمل عودة الممارسات الامنية للنظام الى مناطق المصالحة، يجب اتخاذ اجراءات حماية لن اخذ صورة مع جميل حسن هناك عشرات الطرق للتفاوض، عشرات، ولا تنتهي كلها بادلب.

محمد منير الفقير February 24, 2018 · كيف تصبح بوقا للنظام والمحتل الروسي من حيث لاتدري ؟ ١-تتعاطى مع الحالة الفصائلية بطريقة نمطية ، فلاتتناول البعد المحلي للعسكرة ولا كونها في مستويات مادون القادة تشكل حالة مقاومة شعبية تصطبغ بصبغ مناطقية او ايديولوجية ٢-تعتبر ان وجود المسلحين سبب في العدوان ٣-تطالب بخروج المسلحين لسحب الذرائع ٤- تصم اذنيك عن مظاهر عودة الحيات الامنية لمناطق المصالحات ٥- اخيرا تقرر تسوية وضعك والتقاط صورة مع جميل حسن او معراج اورال وتكتب تحتها اسفين ياريس.

محمد منير الفقير سامحك الله لما تكلمت لم يخطر ببالي ماتشير إليه أنت شخصياً وإن كنت أعود وأوأكد أنه من المهم الفصل بين الحالة الفصائلية في مستوياتها الفوقية وارتباط هذه المستويات في كثير من الأحيان بإرادات الدول وتحولها شيئاً فشيئاً إلى ظاهرة أمراء حرب والحالة الفصائلية بوصفها إطار تعبوي لمجاميع من الشباب الذين يدافعون عن مناطقهم ووجودهم ، أعتقد أننا بحاجة لهذا التفصيل في تناول الحالة الفصائلية لايمكن اعتبار الفصائل جيوش نظامية ثم مطالبتها بالانسحاب إلى ثكناتها خارج المدن واعتبارها جيوش خاضعة لسلطة مركزية غير موجودة وإغفال التداخل الاجتماعي بينها وبين المجتمعات المحلية، رغم أني من أكثر الناس الذين يوجهون انتقادات لاذعة لتدخل الفصائل في الأنشطة المدنية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام .

Ahmad Nazir Atassi وقعت على البوست بالصدفة واعجبني ولم اتخيل انه موجه لي. اما الفصل الذي تشير اليه فهو مهم وقد تخيلت انه انعدم. هل يمكن لك ان تعطيني بعض الامثلة. هل هناك فرق بين الفصائل الكبيرة والصغيرة، السلفية وغير السلفية، في التجمعات السكانية الكبرى والصغرى.

Oussama Al-chami اطلعت منذ دقائق على مركز عمران، لماذا لا يكون هناك تعاون بين عمران وبين أعمال الدكتور نظير. احثكم على التواصل فالاتحاد قوة. Mhd Mounir Alfakir,

Oussama Al-chami تحليل السيد منير، في غاية التقدم التحليلي. حول وضع الفصائل المسلحة في سورية. أعتقد أن أعمال عمران في هذه النقطة بالذات سوف تغير من نموذج نظير لهذه النقطة بالذات. بارك الله بكما كلاكما. Mhd Mounir Alfakir Ahmad


3 آذار، 2018 - تحرر لكن ليس من قبضات اخرى

عندما انتقلت الى التاريخ عام 2000 قررت الابتعاد عن كل ما هو حديث وركزت اهتمامي على بدايات الامبراطورية العربية. كان التاريخ الحديث يعني لي وجع القلب، اللاجدوى، استحالة التغيير، الرداءة الفكرية، الانفجار السكاني، الديكتاتورية والاسلاموية السياسية. قضيت احلى ايام عمري بين الكتب والاصدقاء والمحاضرات واطفالي وعملي الجانبي بالتدريس. ثم جاءت الثورة السورية. ما العمل، هل اعود الى التاريخ الحديث، كيف يمكن ان اساعد، ما هي المهارات المطلوبة، مع من اتعاون، هل اختار الدراسات ام العمل السياسي، ومع اي مجموعة. اليوم لا ارى مفرا من دراسة التاريخ الحديث، لكني ارى الناس لا يزالون غارقين في نقاشات تجمدت عام 1963، ويستخدمون اساليب لا تختلف عن الجرائد اليومية. هناك وعي تاريخي تحليلي يجب العمل على بنائه، بالاضافة الى مشروع ثقافي يحدث ثورة في المفاهيم والمعايير والقيم، الاجتماعية والاقتصادية بالاضافة الى السياسية. ثورة 2011 لم تكن ثورة تقدمية كما يقولون، كانت تحررية نعم من قبضة الديكتاتورية، لكن ليس من قبضات اخرى. وكذلك باستخدام مصطلحات قديمة يمكن القول بانها ثورة رجعية محافظة من ناحية اجتماعية، لا تملك رؤية اقتصادية، ولا ترى التغيير السياسي بشكل واضح وجذري، اسقاط النظام ليس جذريا. حان الوقت لان نعلن انتهاء مرحلة ونستخلص الدروس بدل ان ننفخ روح ايديولوجية في قربة مقطوعة. لا يزال التاريخ الحديث ينفرني، واكثر ما يغضبني هو انعدام الوسائل النظرية للتعامل معه. لقد كنت محقا، التاريخ القديم اجمل.

Muhammed Al-Khalil التناول العلمي للتاريخ وللعالم مهم جدا في الوصول إلى فهم حقيقي لما يحصل، لكن هذا الفهم محصور بنخبة محدودة معظمها أكاديمي، وهو ما يجعل هذا الفهم عاجزا عن إحداث أي تغيير فعلي في العالم. السبب هو أن الفهم الحقيقي للعالم هو فهم نسبي لا مطلقات فيه. بمعنى آخر هو فهم مسالم لا يستطيع أن يفرض أي تغيير. التغيير بطبيعته غير نسبي وعنيف. التغيير الحقيقي ينتج عن الحرب بغض النظر عن من يخسر ومن ينتصر. لا مناص من هذه الحرب لإحداث التغيير.

Ahmad Nazir Atassi نعم التغيير بحاجة الى تهديم، والحرب قامت بذلك. لكن لا اؤمن بان التاريخ له مسار حتمي او انه دائما على حق. الافراد لهم دور، كيف ومتى، هذا يحتاج الى تكرار المحاولة والفشل الى حين اللحظة المناسبة. نعم فهم الواقع كما هو يحتاج الى فكر حيادي، لكني امارس التحليل والتركيب واعرف تماما ان التركيب غير حيادي ابدا. لا اتعامل مع العالم بسلبية التحليل الحيادي الا عندما البس تلك القبعة. ادعوك لتجريب القبعة الاخرى.

10 آذار 2018، حسام الدين درويش يكتب: هل انتهت الثورة السورية؟ في تأريخ الحاضر والمستقبل

7 أيلول / سبتمبر، 2016


يمكن لسؤال “هل انتهت الثورة السورية؟” أن يثير استهجان فريقين رئيسين، يرى كلاهما أن هذا السؤال خطابيٌّ لا استفهاميٌّ، لأن الإجابة معروفةٌ سلفًا: “نعم، انتهت الثورة!”؛ فثمة من يرى أن الثورة السورية، بوصفها ثورةً من أجل الحرية والكرامة، قد انتهت بعد بضعة أشهرٍ فقط من انطلاقتها؛ ويذهب بعضهم إلى حدِّ القول: إن تلك الثورة المزعومة لم تبدأ أصلًا، وأن ما حصل ليس أكثر من مؤامرةٍ خارجيةٍ، نُفذت بأيادٍ أو بيادق (غير) وطنيةٍ. في المقابل، ثمة من يرى أن الثورة السورية قد انتهت فعلًا منذ اختطافها أو محاربتها من قوى إسلاميةٍ وغير إسلاميةٍ، محليةٍ وأجنبيةٍ، أسهمت في تحويلها إلى صراعٍ بين قوى محليةٍ و/أو إقليميةٍ و/أو عالميةٍ، لا يهمها لا حرية السوريين، ولا كرامتهم، ولا استبدال النظام الديمقراطي بالتنظيم الأسدي القائم؛ إذ إن معظم هذه القوى أو جلها أعلن، صراحةً أو ضمنًا، معاداته لهذه الحرية والكرامة وذلك الاستبدال. يبني الفريقان كلاهما رؤيته عن نهاية الثورة انطلاقًا من فهمه للثورة، بوصفها حدثًا أو فعلًا تنتهي الثورة بانتهائه أو بتوقفه، والحدث المحِّدد لقيام الثورة أو بدئها هو المظاهرات الشعبية التي بدأت في آذار 2011، ويرى الفريقان أن انتقال مركز الثقل من المظاهرات الشعبية إلى المقاومة المسلحة، فالجهاد الديني؛ قد أفضى إلى نهاية الثورة، بوصفها ثورةً من أجل الحرية والكرامة؛ فالحدث المؤسس للثورة قد انتهى، ولم تعد هناك قوى وازنة على الأرض، تتبنى قيم الحرية والكرامة والديمقراطية التي أعلنت الثورة تبنيها في البداية؛ وهذا يعني، منطقيًّا وواقعيًّا، أن الثورة قد انتهت فعلًا، بغض النظر عن الخلاف القائم حول الموعد الدقيق لهذه النهاية المفترضة. في مقابل هذه الرؤية الواحدة للفريقين المختلفين، (على الرغم من اتفاقي مع جوانب من رؤية الطرفين المذكورين)، إلا أنني لا أعتقد بصواب إعلانهم أو تبنيهم فكرة نهاية الثورة؛ لأسبابٍ عديدةٍ، يرتبط أهمها بفكرة أو بميدان تأريخ الحاضر؛ فالثورة حدثٌ تاريخيٌّ، ولا ينتهي الحدث التاريخي بانتهاء وقوعه، بل تكمن نهايته الحقيقية، بوصفه حدثًا تاريخيًّا، في نهاية تأثيره الكبير، أو في توقف قوة الدفع التي أطلقها، أو في نهاية السلسلة المتفرعة والمتشابكة، من الأسباب والأحداث والنتائج التي أفضى إليها، أو أسهم كثيرًا في وجودها؛ تكمن المشكلة أو الإشكالية، في تأريخ الحاضر، في اختزال التاريخ إلى أحداث حاضرٍ معزولٍ عن تأثيراته المستقبلية، على الرغم من أن الحدث التاريخي ليس حدثًا تاريخيًّا، ولا يستحق أن يؤرَّخ أو أن يكتسب صفة التاريخية أصلًا، إذا عُزل عن تأثيراته في الحاضر والمستقبل، القريب والبعيد، الذي يليه أو ينتجه؛ فالثورة السورية، بوصفها فعلًا أو حدثًا منفردًا، قد انتهت بالتأكيد، انتهاءًا موقَّتًا على الأقل، لكن هذا لا ينفي إمكانية استمرارها حاليًّا ومستقبلًا، عبر إعادة القيام بالفعل نفسه، عندما تسمح الأحوال بذلك مجدَّدًا، أو عبر حصول مستجداتٍ ونتائج وأفعالٍ وإنجازاتٍ، لم يكن بالإمكان حصولها لولا قيام هذه الثورة. الثورة مستمرةٌ بقدر استمرار تأثيرها، وهي مستمرةٌ من خلال اعتراف الجميع -تقريبًا- بأن سورية بعد الثورة، لا يمكن -مطلقًا- أن تعود إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الثورة؛ وعلى هذا الأساس، يمكن القول: إن بناء أو قيام أي سورية الوطن، مكان سورية الأسد، في المستقبل، سيكون مدينًا للثورة بمعظم إيجابياته وربما كلها. الثورة مستمرةٌ بقدر استمرار قيمها في خطابات السوريين وقيمهم وتطلعاتهم السياسية، ويظهر تأثير الثورة؛ وبالتالي، استمرارها، حتى في خطاب تنظيم الأسد وشبيحته؛ فمن الواضح تجنب هذا التنظيم، وأدواته الإعلامية، وموالاته التشبيحية وغير التشبيحية، لأي كلامٍ إيجابيٍّ، أو تبنٍ لقيم الثورة المتمثلة في الحرية والكرامة والديمقراطية، وقد يفضي هذا التجنب إلى الاعتقاد بأن الثورة قد عجزت عن فرض قيمها المذكورة على خطاب النظام، وبذلك لم يبلغ تأثيرها المدى المرغوب. لكن، يمكن لأي تفكيرٍ مدقِّقٍ أن يبيِّن أن تجنب تنظيم الأسد وأدواته وموالاته لأي حديثٍ إيجابيٍّ عن الحرية والكرامة والديمقراطية، ناتجٌ عن إدراكه العميق لمدى ارتباط هذه القيم بالثورة، وارتباط هذه الثورة بتلك القيم، حتى الآن، وهذا الارتباط وثيقٌ لدرجة أنه يصعب أو يستحيل فصمه، حاليًّا على الأقل. ولو استطاع النظام الفصل بين الثورة والقيم المذكورة، لما تردد مطلقًا عن فعل ذلك؛ لكي يقوم -لاحقًا- بتوظيف هذه القيم لصالحه. وينطبق الأمر نفسه على مصطلح الثورة، فقد ارتبط هذا المصطلح بثورة السوريين الحالية، لدرجة أن معظم الموالين يتجنبون -غالبًا- استخدامه؛ لأن هذا الاستخدام يعني الإحالة على ثورة السوريين الحالية، وهو أمر يحاولون نكرانه والتعامي عنه. لقد أدرك “الجميع” أن لا حرية ولا كرامة ولا ديمقراطية، في سورية، بدون هذه الثورة. لكن حتى إذا بدا لنا -الآن- أن تأثير الثورة قد انتهى فعلًا حاليًّا (وهو أمرٌ يصعب كثيرًا التصديق بأن ثمة من يعتقد به حقًّا)، فينبغي أن نتحلى بقدرٍ من التواضع المعرفي، ولا نجزم بنهايتها المؤكدة؛ لأنه إذا كان بإمكاننا تأريخ الحاضر، تأريخًا جزئيًّا ونسبيًّا في أحسن الأحوال، فإن تأريخ المستقبل بالطريقة الجازمة أو حتى المرجِّحة، هو، في أغلب الأحايين، أمرٌ أقرب إلى التنبؤ (يحتاج إلى نبيٍّ)، والضرب بالمندل، منه إلى رؤيةٍ معرفيةٍ، تتحلى بالحد الأدنى من الصدقية والموثوقية المعقولة. بعض الناعين للثورة السورية، والقائلين بموتها المزعوم، يعلنون هذا الموت بشماتةٍ وتعالمٍ، يتجسد -غالبًا- في منطق (ما قلنالكم؟)، ولا فائدةً ترجى من محاولة إقناع هؤلاء “الناس”؛ لأن من يسوِّغ لحكم البوط العسكري المذِل والمهين، يصعب إقناعه، في هذه الأمور والأسيقة، بغير هذا الأسلوب. القارئ المفترض لهذا النص هو شخصٌ يعلن نهاية الثورة والألم يعتصر قلبه، بحيث لا يكون هذا الإعلان عقلنةً لرغبة، كما هو الحال عند الفريق الأول، وإنما يكون عقلانيةً أخلاقيةً، تحاول الاتسام بالموضوعية، حتى لو تناقض مضمون الإعلان مع رغبتها. الثورة بوصفها حدثًا تاريخيًّا لم تنتهٍ بعد، ومازال تأثيرها فينا، نحن السوريين، أكبر من تأثيرنا فيها؛ ومهما زاد على تأثيرنا فيها، فسيظل ذلك -عمومًا- نتيجةً لتأثيرها فينا؛ صحيحٌ أن الماضي يقود إلى الحاضر الذي يفضي -بدوره- إلى المستقبل، وفقًا لمنطق التعاقب أو التسلسل التاريخي، لكن عمليات التأريخ وإسباغ الدلالة ومنح المعنى تتم، غالبًا على الأقل، من خلال اتجاهٍ معاكسٍ؛ وعلى هذا الأساس، يمكن القول بأن مصير الثورة لم يتحدد بعد؛ ولن يتحدد هذا المصير نهائيًّا إلا في المستقبل، عندما تكتمل تأثيرات قبلة الحياة التي منحتها هذه الثورة لسورية، بوصفها وطنًا وشعبًا، في الوقت نفسه. ما زال بإمكان كل مؤيدٍ للثورة، وكل من يشعر بانتمائه إليها، أن يمنح هذه الثورة معنىً وقيمةً، وأن يحافظ على كرامتها أو يسترد هذه الكرامة المهدورة، بقدر الاعتقاد بأن هذه الثورة، بوصفها ثورة حريةٍ وكرامةٍ، قد أعادت إلينا بعضًا من إنسانيتنا ووطنيتنا، وأحيت إمكانية أن تكون سورية وطنًا لا سجنًا للسوريين.

16 آذار 2018، تعليق على منشور غياث بلال حول الثورة والتغيير

Ghiath Bilal March 15, 2015 الثورات العميقة التي غيرت مجرى التاريخ عبر تغيير طريقة تعاطي الانسان مع الواقع وتغيير مفاهيمه ومنظومته القيمية كانت دائما مختلطة بالحروب وممتدة لسنوات طويلة ومتمظهرة على هيئة موجات متتالية، لإنها تعمل على تغيير توازنات قوى وسلطة وسيطرة مستقرة. لذلك لا يمكن الحديث في هذا السياق عن نجاح أو فشل للثورة السورية حيث أنها لم تنتهي أولا، وثانيا فإن التغيير الذي أحدثته وستحدثه لم يأخذ أبعاده النهائية حتى الآن. ولكن سيبقى الحديث عن آذار ٢٠١١ على أنه نهاية لمرحلة استمرت أكثر من ٧٠ عاما وبداية لمرحلة جديدة. وسيبقى الحديث عن ثورة متروكة لشعب مقهور، صنعها المغمورون والمستضعفون، وركبها أنصاف السياسيون وأصحاب المناهج والايدولوجيات المتهورون. ولازالت مستمرة وإن تنوعت واختلفت أشكال تمظهرها. يكفيها أنها لازالت عصية على الاستئصال في بيئة اقليمية ودولية لا تسعى إلا لوئدها. لابد من الامل مع الصبر فالمشوار للأسف لا زال طويلا.

Ahmad Nazir Atassi March 16, 2018 · هذا الكلام احسن بكثير من مبادئ الثورة واهداف الثورة واخلاقيات الثورة وما الى ذلك من المزاودات وحتى التشبيح الثوري. انها عملية تغيير ولن تنتهي بعشرات السنين. وكل حكي عن حماية الثورة ونقاء الثورة وتضحيات الثورة وهيئات الثورة ليس الا مزاودة ووصولية ثورية لا تختلف عن ثورة الثامن من اذار هما جاء بعده. ما حدا يعمل ملاك وله احقية وشرعية لانه طلع مظاهرات وما عرف شو بدو يعمل بعدها. خلوها ذكرى جميلة وقولوا لي شو بدنا نعمل هلق. الاحتفال بقيام الثورة في هذه الاحوال لا يخلو من مزاودة.

17 آذار 2018، تعليق على منشور محمد العطار

Mohammad Al Attar March 16, 2018 · أتفهم غلبة العاطفة على عموم السوريين حين تمر ذكرى الثورة. لكن لا يمكن أن أكون اليوم في برلين أو باريس أو في أي بقعة خارج المناطق السورية المنكوبة، وأهتف "شهداء بالملايين"، أو اي من شعارات الثورة الأولى التي ارتبطت فعلاً بوجودنا على الأرض. أفضل طريقة نحيي فيها الذكرى هي بأن نفهم موقعنا الجديد من الصراع وقدرتنا على التأثير فيه (أينما كنا). المكاشفات والمراجعات الحقيقية والتفكير بأدوات عمل جديدة وإنتاج معرفة وخطاب جديد هي الطريقة الوحيدة التي نُكرم فيها هذه الذكرى. للأمانة لا أشعر بالقنوط وثقل الهزيمة إلا عندما أكون في تجمعٍ سوري في الشتات وأسمع هتاف "الموت ولا المذلة"......

Ahmad Nazir Atassi March 17, 2018 · لازم اكتب له، طلعنا على نفس الموجة.

19 آذار 2018، رد على مقالة حسام الدين درويش في مفهوم “المعارضة السورية” ونقده

في مفهوم “المعارضة السورية” ونقده 18 آذار / مارس، 2018 حسام الدين درويش

“هو يريد أن ينال امتيازات السلطة وشرف المعارضة!”، هكذا وصف أحد دكاترة الفلسفة “الشبيحة”، في نهاية تسعينيات القرن الماضي، زميلًا له في جامعة دمشق، كان له صلات ببعض المسؤولين البارزين في السلطة، وموقفًا ناقدًا للاستبداد ومؤيدًا للديمقراطية، في الوقت نفسه. لم يكن هذا الدكتور/ المُخبر ينتقد (فقط) ما كان يبدو تناقضًا داخليًّا، في الموقف السياسي والأخلاقي لزميله (وهو ما كان يفعله أشخاص آخرون)، ولا كان يقوم أساسًا، أو في ذلك السياق، بانتقاد تمتع هذا “المعارض” بامتيازات السلطة، ومنافسة المخبرين الطائعين من أمثاله، على امتيازاتهم و”أرزاقهم”. ما كان يستهدفه هذا الانتقاد، تحديدًا أو بالدرجة الأولى، هو تمتع هذا المعارض بـ “شرف المعارضة”، على الرغم من كونه يحظى بـ “امتيازات السلطة”. “شرف المعارضة”! يُشير هذا التعبير إلى أن الموقف المعارض كان يحظى بتقييم إيجابيّ ما، حتى بين (بعض) الموالين للسلطة الاستبدادية، فكيف أصبح مصطلح “المعارضة”، في السياق السوري الحالي، يحظى بسمعة سيئة عمومًا، إلى درجة سمحت للكثيرين بالمساواة بين السلطة الاستبدادية ومعارضتها؟ للإجابة عن مثل هذا السؤال، لا بد من التمييز بين معنيين لمصطلح “المعارضة”: المعارضة بوصفها جهةً محددة في صراع متعين، والمعارضة بوصفها موقفًا سياسيًّا وأخلاقيًّا ضد الاستبداد. يُشير المعنى الأول للمعارضة، إلى مؤسسات وتنظيمات وأفراد أو شخصيات محددة. ويمكن لهذه المؤسسات أن تضم تنظيمات أو أحزابًا كانت موجودةً، قبل قيام الثورة، ک “الإخوان المسلمين” أو تنظيمات ومؤسسات نشأت بعد قيام الثورة، بغرض “تمثيلها”، مثل “المجلس الوطني” و”الائتلاف” وما شابه. وبحسن نية أو بسوئها، يقوم بعض الأشخاص بربط معنى المعارضة، ليس بالمؤسسات السياسية السابقة وبتنظيمات مثل “أحرار الشام” و”الزنكي” فحسب، بل بـ “النصرة” و”داعش” وأمثالها أيضًا. وانطلاقًا من ذلك الربط، يستسهل كثيرٌ من الأشخاص القيام برفض مزدوج للنظام وللمعارضة، في وقت واحد. ويذهب كثيرٌ منهم إلى درجة القول “إن المعارضة ليست أفضل من النظام أو أقل سوءًا منه، بل هي أسوأ منه بالتأكيد”. في مواجهة هذا المعنى، وقبل الحديث عن المعنى الآخر لمصطلح “المعارضة”، لا بد من الإشارة إلى أن تبني هذا المعنى، ونتائجه المشار إليها، يتقاطع تقاطعًا شبه تامّ مع استراتيجية النظام في شرعنة وجوده. فهذه الاستراتيجية لا تقوم، بالدرجة الأولى، على نفي استبداد النظام أو سلبياته الكثيرة والكبيرة، وإنما تقوم أساسًا على التشديد على أن ليس هناك بديل جيد أو أقل سوءًا منه. فالنظام الأسدي لم يشدِّد كثيرًا على ديمقراطيته أو عدم استبداده؛ على العكس من ذلك، نجد أن إعلامه ومواليه يسخرون في كثير من الأحيان من فكرة الديمقراطية وتطبيقاتها وينتقدونها ويقللون من أهميتها. كما لا ينشغل النظام كثيرًا بمناقشة سلبياته وجرائمه الكثيرة والكبيرة وإنكارها، أو الدفاع عن نفسه في خصوصها، بل يركز على إبراز جرائم معارضيه والثائرين عليه وسلبياتهم، وتشويه ما هو غير مشوَّه من صورتهم، أمام الرأي العام العالمي والمحلي. من “المعروف” أن المهمة الأساسية للنظام الاستبدادي تكمن في الحفاظ على السلطة، والقضاء على أي بديل يمكن أن ينافسه و/أو يحظى بمشروعية ما للحلول محله. ويمكن القول إن النظام الاستبدادي في سورية قد نجح نجاحًا كبيرًا وتامًّا، في القضاء شبه الكامل على كل إمكانية للمعارضة المنظمة في سورية، إلى درجة لم يبق معها لأي تنظيم معارض وزن حقيقي على الأرض. ولهذا اقتصرت المواقف المعارضة على أن تكون -غالبًا- فردية أو حزبية نخبوية، من دون امتلاك أي قاعدة شعبية واسعة أو منظمة. ومن المهم التشديد هنا على أن غياب إمكانية قيام معارضة منظمة للسلطة السياسية هو أقوى مؤشرات انعدام الديمقراطية. فبعيدًا عن النزعة الاختزالية للديمقراطية التي تربط الديمقراطية، ربطًا كاملًا أو شبه كامل، بصناديق الاقتراع وبحجم الشعبية أو التأييد الشعبي الذي يحظى به الطرف الحاكم، ثمة معيار لا يقل أهميةً في قياس ديمقراطية نظام سياسيّ ما. ويتمثل هذا المعيار في مدى احترام هذا النظام للحقوق الأساسية للأقلية أو الأقليات السياسية، ومدى توفير الشروط الموضوعية التي تسمح لهذه الأقليات بتنظيم نفسها، وتأسيس معارضة قوية وحقيقية للسلطة الحاكمة. أفضت الاستبدادية الكاملة و”الناجحة” للنظام الأسدي، إلى انعدام وجود معارضة سياسية منظمة له. ولهذا السبب لم يكن بالإمكان قيام أي تغيير أساسي حقيقي في سورية، دون التخلص من هذا الاستبداد الذي لا يمنع قيام معارضة سياسية له فحسب، بل يقوم أيضًا باحتكار الاشتغال بالسياسة، وبمنع وقمع كل اشتغال بها وبمسائل الهم العام، في المجال العام، بعيدًا عن سلطته الأمنية الاستبدادية وخارج رقابتها وتوجيهاتها. ولهذا كان قيام الثورة ضد هذا النظام ضرورةً لا مناص منها، من أجل عودة سورية إلى أهلها، وعودة أهل سورية إلى السياسة، وإلى العمل الحر في الشأن العام. المفارقة التي حصلت لاحقًا هي أن كثيرًا من السوريين والجهات الدولية بدؤوا بمطالبة المعارضة السورية بالتوحد، وبتأسيس بديل سياسي يقنع السوريين والدول الخارجية بشرعيتها، وبأحقيتها بالمطالبة برحيل هذا النظام. وقد نسي أو تناسى هؤلاء المطالبون أن لا وجود لمعارضة سورية منظمة، ولا إمكانية لوجودها، في ظل وجود هذا النظام الأسدي الاستبدادي، كما تجاهل هؤلاء المطالبون أن المعارضين “الفاعلين” هم أفراد مفرقون وتنظيمات مترهلة ونخبوية، ليس لها أي قاعدة شعبية، وأن قيام الثورة على هذا النظام كان ضرورةً سياسيةً، بسبب غياب المعارضة المنظمة والفاعلة، وليس بسبب وجودها؛ فلو كان بالإمكان وجود هكذا معارضة، لما كان هناك حاجة إلى قيام هذه الثورة أصلًا. لقد أفضى النشوء الاعتباطي والارتجالي والمشوه للمعارضة السورية “المؤسساتية”، إلى نتائج سلبية كثيرة، وكبيرة نسبيًّا. فقد أسهم هذا النشوء في الانتقال بعدها تدريجيًّا، من الحديث عن وجود ثورة ضد نظام استبدادي إلى الحديث عن وجود خلاف سياسي وغير سياسي بين طرفين، هما النظام والمعارضة. وبدلًا من الحديث عن مطالب الثورة المتمثلة في الحرية الديمقراطية وما شابه، أصبح الحديث يدور عن مفاوضات وتسويات بين أطراف سياسية محددة، على كل منها تقديم تنازلات كبيرة للوصول إلى حلول وسط. وإلى جانب مصطلح المعارضة، بدأ مصطلح “الحرب الأهلية” بالانتشار، عفوًا أو قصدًا، بوصفه بديلًا مناسبًا لمصطلح الثورة، مع العلم أن أغلب معايير “الحرب الأهلية” لا تنطبق على ما حدث ويحدث، في سورية منذ عام 2011. لكن هذا الاستخدام قد انتشر نتيجةً لشيوعه في وسائل الإعلام الأجنبية من جهة، ونتيجة للتقييمات السورية النقدية التي أخذت شكل جلد الذات، وتبني رؤية الآخر الأجنبية لأسباب معقدة، من جهة أخرى. في ظل شيوع مصطلح “الحرب الأهلية” والزعم بتحول الحكومة و”المعارضة” إلى طرفين أساسيين فيها، وفي ظل ازدياد الجرائم الكبيرة والكثيرة المرتكبة من قِبل كل الأطراف المشاركة في هذه الحرب الفظيعة، انتشرت الرؤية التي تدين كل الأطراف المعارضة والمؤيدة، على حدّ سواء. وفي هذا الإطار، بدأ الكثيرون بـ “التجرؤ” على التبرؤ من المعارضة والنظام على حدّ سواء. في المقابل، تخلّى بعض المعارضين عن “معارضتهم التاريخية” للنظام، وانشغلوا انشغالًا كاملًا تقريبًا، بـ “معارضة المعارضة” وبنقدها، أو بالأحرى، بانتقادها ومهاجمتها أو التهجم عليها. وقد ساهمت عوامل كثيرة في تشويه مفهوم المعارضة و/أو إفقاده لأي معنى واضح ومحدد. فقد انضم إلى صف المعارضين الرسميين -آنذاك- أعضاء قائمون على رأس عملهم في حكومة النظام الأسدي (علي حيدر وقدري جميل مثلًا) أو أعضاء سابقون في حكومة النظام الأسدي ومؤسسات سلطته، أصبحوا معارضين من دون أن يعارضوا النظام، ودون أن يتبرؤوا من تاريخهم أو أن يعتذروا عنه (جهاد مقدسي مثلًا). ومؤخرًا أعلن أحد الأشخاص عن تأسيس محطة إعلامية للتعبير عن “قيم الثورة”، وأشار إلى أنها موجهة “إلى كل السوريين إلا القتلة”، مع العلم أنه كان، إلى وقت قريب، إعلاميًّا بارزًا في محطة تابعة لأحد أبرز “قتلة السوريين”. وهكذا أصبح طريق مغادرة حضن الوطن أو بوطه العسكري والعودة إليه مكتظًا بالمرتحلين بين جهتين، لم يعد سهلًا التمييز الواضح بينهما. لا ينبغي لكل ما سبق ذكره وغيره أن يجعلنا نقبل باختزال مفهوم المعارضة إلى هذه الجهات والمؤسسات والممارسات. فثمة مفهومٌ آخر للمعارضة يتنافى، معرفيًّا وأخلاقيًّا وسياسيًّا، مع هذا المفهوم السابق السائد. في سياق النظام الاستبدادي، وهو حال السياق السوري الحالي، من الضروري استعادة الحضور الدائم لهذا المفهوم الغائب أو المغيَّب، جزئيًّا ونسبيًّا. ووفقًا لهذا المفهوم الثاني، المعارضة هي موقفٌ سياسيٌّ – أخلاقيٌّ رافضٌ للاستبداد ولممارساته وخطاباته ولأسسها ونتائجها. ولا يتطلب هذا الموقف المعارض الانضواء في تلك المؤسسة المعارضة أو تلك، ولا التوافق مع هذا الشخص المعارض أو ذاك. هذا المعنى الآخر للمعارضة وثيق الصلة بالمفهوم السياسي للمعارضة عمومًا. ففي النظام الديمقراطي، تتمثَّل المعارضة في القوى الحزبية السياسية المشاركة في العمل السياسي، من دون أن تكون مشاركةً في المؤسسات الحاكمة. أما في النظام الاستبدادي “الناجح”، فهناك حظر كاملٌ ودائمٌ على مشاركة قوى سياسية “معارضة” في العمل السياسي، وسعيٌ دائمٌ للقضاء على كل إمكانية لوجود أو استمرار وجود هكذا قوى أساسًا. وعلى هذا الأساس تكون المعارضة في النظام الاستبدادي موقفًا بالدرجة الأولى. ويسعى هذا الموقف إلى أن يعبر عن ذاته بكل الطرق الممكنة، وبعد القيام بحسابات الممكنات والمخاطر والنتائج المتوقعة. إضافة إلى السمة السياسية للموقف المعارض، فإنه يتسم، في سياق الحكم الاستبدادي، بسمة أخلاقية إيجابية؛ لأنه يقف ضد نظام قامع للحريات ومهين للكرامات ومسيء أو مخالف للقيم والمبادئ والمثل الأخلاقية الإيجابية. وتزداد قوة السمة الأخلاقية للموقف المعارض للنظام الاستبدادي، حين نأخذ في الحسبان المخاطر التي يتعرض لها متبنو هذا الموقف، وهي المخاطر التي تراوح بين الاعتقال المؤقت، والاضطهاد الوظيفي والاجتماعي، والتعذيب الجسدي والنفسي، والتصفية الأخلاقية والجسدية. المعارضة، بهذا المعنى -بوصفها موقفًا- هي النقيض الأخلاقي والسياسي للاستبداد. وعلى هذا الأساس، ليس هناك أي معقولية أو مقبولية معرفية أو أخلاقية للمساواة بين معارضة النظام الاستبدادي وتأييده أو الإسهام فيه. فالموقف المؤيد للاستبداد أو غير المعارض له هو موقفٌ غير أخلاقي أو لاأخلاقي بالضرورة، بقدر كون هذا الموقف معبرًا عن إرادة واختيار حرين نسبيًّا. صحيحٌ أن الموقف المعارض قد يتجسد في أفعال وأقوال سلبية ومرفوضة، لكن إدانة هذه الأقوال والأفعال لا تجعل الموقف المعارض سيئًا من حيث المبدأ. وعلى هذا الأساس، وفي السياق السوري الحالي، يمكن لأي معارض للنظام الأسدي أن ينتقد كل مؤسسات المعارضة وشخصياتها، وأن يعلن اختلافه معها وعنها، من دون أن يكون مضطرًا إلى التخلي عن موقفه المبدئي المعارض للاستبداد، معارضةً، كاملةً ونهائيةً. وإن انتقاد مؤسسات المعارضة السورية وشخصياتها الرئيسة هو سببٌ إضافيٌّ للتمسك بمعارضة النظام الأسدي الذي أسهم في إنتاج هذه المعارضة، أو إنتاج شروط نشوئها وتكوينها. فإذا كانت المعارضة السياسية في النظام الديمقراطي هي، بمعنى ما، نتاج النظام السياسي (القوانين والتشريعات والممارسة الحاكمة للعملية السياسية) السائد في بلدها، ومنتجةٌ له في الوقت نفسه؛ فإن معظم سمات المعارضة السياسية، في النظام الاستبدادي وممارساتها وخطاباتها، مرتبطةٌ ارتباطًا مباشرًا أو غير مباشر، بالنظام السياسي الاستبدادي السائد في بلدها، حيث تنعدم الحريات وإمكانات التغيير السلمي. فالنقد الذي يمكن أن يوجه للمعارضة بسبب فساد مؤسساتها وشخصياتها، نسبيًّا على الأقل، وارتجالية عملها وارتباطها بقوى خارجية غير وطنية، من حيث الدعم المالي أو السياسي أو العسكري أو الإقامة… إلخ، كل ذلك وغيره، يمثلُ سببًا إضافيًّا لانتقاد النظام الاستبدادي، بوصفه أس البلاء وأساس المشكلات والسلبيات، في الميدان السياسي وغير السياسي. فلا معنى سياسيًا وأخلاقيًا إيجابيًا لأي “معارضة للمعارضة” لا تندرج في إطار معارضة النظام الاستبدادي و/أو الثورة عليه، وتحميله المسؤولية السياسية والأخلاقية الأكبر، عمّا حصل ويحصل في البلاد التي يحكمها. إضافةً إلى الحرب التي تخوضها قوى داخلية وخارجية متعددة على الأرض السورية، ثمة حربٌ موازية على مستوى الخطاب والتنظير؛ فالقوى المضادة لقيم أو المعادية الثورة وأهدافها، أو غير المكترثة بمصالح الشعب السوري الثائر، وبسعيه إلى الحرية والديمقراطية والعدالة، ترسم في خطابها النظري صورةً تتناسب مع مصالحها وأهدافها، وتعمل على انتقاء المفاهيم و/أو تغييرها أو اختزال دلالاتها بما يفضي إلى رسم صورة نظرية تتناغم مع تلك المصالح والأهداف. فليس أمرًا عفويًّا أو بريئًا تركيز كثير من الجهات على الحديث عن “حرب أهلية”، لا عن “ثورة”، وعن معارضة، بوصفها مؤسسات وشخصيات محددة، وليس بوصفها موقفًا من الاستبداد. وإذا كان “طبيعيًّا” أو “شائعًا”، في المجال السياسي – الإعلامي، قيام كل جهة بتشكيل خطابها النظري، فمن غير المناسب، لا معرفيًّا ولا سياسيًّا ولا أخلاقيًّا، أن يتبنى معارضو النظام الأسدي والثائرون عليه أو المؤيدون للثورة عليه، تبنيًّا ساذجًا، خطاب الجهات المعادية للثورة أو غير المكترثة بها وبأهدافها، ليس لأن هذا الخطاب لا يتناسب غالبًا مع مصالحهم وأهدافهم فحسب، بل لأنه أيضًا، في كثير من الأحيان، يفتقد افتقادًا كبيرًا الحدَّ الأدنى أو الكافي من الموضوعية المعرفية والفائدة السياسية والإيجابية الأخلاقية. ومن هنا تأتي ضرورة المراجعة الدائمة لخطاباتنا ومفاهيمنا وأفكارنا، وإخضاعها للتفكير والنقد الدائمين.]

Ahmad Nazir Atassi March 19, 2018 · يستمر الجدال مع الاخ حسام الدين درويش. وليس ذلك لمجرد المخالفة بالراي، وانما لان الاخ حسام من القلائل الذين يعملون على بلورة المفاهيم. وهذا ردي على مقالته ادناه: هناك موقف اخلاقي من نظام مستبد لكن لا يمكنك ان تنعته بالسياسي فهو ليس داخلا في الصراع السياسي الذي قلت ان الاستبداد قضى عليه. هذا الموقف لا يكون سياسيا الا باوسع تعريف للسياسة، واعني الاهتمام بالشان العام. اردت ان تسمي هذا الموقف معارضة سياسية من باب تعارض القيم وليس من باب تعارض الافكار والممارسات ضمن اطار سياسي موحد هو الدولة. اما المعارضة السياسية التي هي جزء من عمل اي نظام حكومة ديمقراطي فغير موجودة في سوريا، وانت اشرت الى ذلك. اذن ما هي التسمية الانسب للمجموعات المدنية والعسكرية التي تدعو نفسها معارضة. التسمية الافضل بالنسبة لي هي فرقاء في صراع على السلطة وليسوا معارضة الا في ادعائهم. من هذا المنطلق يمكن، لا بل يجب، نقد "المعارضة" او الفرقاء في الصراع. بل واحيانا كثيرة مساواتهم بالنظام من حيث الافكار والممارسات. انت تعمل في فضاء من المطلقات، فهناك الاستبداد المطلق، ممثلا بالنظام، وهناك المعارضة المطلقة، ممثلة بموقف اخلاقي. وهذا يجعل معظم الفاعلين على الساحة مجرد ضالين عن جادة الصواب. وهم ان اعلنوا معارضتهم الاخلاقية لا يجوز مقارنتهم بالاستبداد المطلق حتى وان كانت افعالهم لا تختلف عن افعال النظام. باعتقادي، لسنا امام خلل اخلاقي يجب تصحيحه، وانما امام منظومة يجب تغييرها. هذه المنظومة التي لا تسمح للاخرين بممارسة السياسة واحتلال مراكز حكم، في حين انها تستوعبهم كرعايا وعبيد ومضطهدين ومسلوبي الحرية والحقوق. هذا التفاوت في الاستيعاب ضمن منظومة الحكم هو اساس الخلل الذي ادى الى الثورة. ومادام اي فرد او مجموعة يدعون المعارضة السياسية ولا يطالبوا بمنظومة تستوعب الجميع فانهم مجرد محاولة لان يصبحوا مستبدين هم انفسهم. في هذه الحالة يجب نقدهم ومساواتهم بالنظام. تتحدث عن مطالب الثورة بالحرية والديمقراطية والعدالة. نعم حصل ذكر للحرية، لكن لم يذكر احد الديمقراطية، اما العدالة فالناس طالبت بمعان محدودة من العدالة. لا يمكن فصل ثورة عن الممارسين ضمنها ودفعها الى عالم المطلقات، والا اصبحت الثورة دينا. هناك ثورة المتظاهرين التي لم تبلور اية مفاهيم واضحة للحرية او الديمقراطية، لكن طالبت بعدالة من نوع تحرير المعتقلين واعادة الاملاك وانهاء الاحتكار. ثم هناك ثورة الجيش الحر التي تبنت فكرة التحرير لكن بمنظور محلي ضيق ولم تبلور اية مؤسسات او مطالب. ثم هناك ثورة الفصائل والجهاديين والاسلاميين، وهذه ثورة لا تؤمن بالديمقراطية ولا تعرف من الحرية والعدالة الا التعاريف الدينية الطائفية. ثم هناك ثورة الجاليات والمغتربين التي انتجت المجلس الوطني والائتلاف وغيرها من المجموعات التي لا تطالب الا بالمشاركة بالحكم ايا كان شكله. وقد تكون هناك ثورة افراد اصبحوا يعملون في المنظمات الدولية والغربية او حتى القطرية، يكتبون ويحللون دون ان يكون لهم مؤسسات تمثلهم، ولهذا من الصعب اعتبارهم ثورة تحاول خلق منظومة جديدة، اللهم الا بالافكار، وقد يكون لهم دور لاحقا. من هذه الثورات الاربعة لا استطيع ان احترم الا الاولى، رغم ما عانته من غموض في المفاهيم. وافهم الرغبة في الدفاع عن الذات والممتلكات في ثورة الجيش الحر. اما الثورتان الباقيتان فلا تستحقان الا التحليل والنقد وحتى المساواة بالنظام. واذا اسميت كل هذه الظواهر معارضة سياسية لمجرد انها ادعت اختلافها عن الاستبداد المطلق المتمثل بالنظام، فانك لم تترك لنا الا الموقف الاخلاقي المحايد الذي يقضي وقته في التمحيص بكل كلمة وحدث ليعرف ان كانت في صف الموقف الاخلاقي المطلق ام مضادة له، اي النظام والموالاة، او واقعة في صفوف الضالين التي تشمل معظم الاخرين الذي يصيبون احيانا ويخطئون احيانا اخرى. لم تترك باعتقادي اي مجال للفعل المؤدي الى بناء المنظومة السياسية التي يمكن من خلالها ممارسة العمل السياسي، هذا الفعل الذي سيفشل دائما في المعيار الاخلاقي لانه غالبا رمادي.


حسام الدين درويش مشكور جدًّا مرة أخرى على المناقشة المفيدة، ويبدو واضحًا ضرورة التدقيق في ما نعنيه بالكلمات والجمل التي نحاول استخدامها. يمكن الحديث عن عدة معانٍ للسياسة. فالسياسة من حيث كونها متعلقة بنظام الحكم وما يتصل به كانت موجودة طبعًا، لكن ممارستها ومناقشتها كانت مقموعة ومؤطرة تأطيرًا خانقًا لها ومقصيًّا للشريحة الاوسع من الناس من التدخل فيها عن طريق النظر أو الممارسة. ومن هنا نفهم كون المعارضة الفاعلة و/أو المنظمة كانت (شبه) معدومة لانعدام ممكنات وجودها كليًّا تقريبًا. وقبل الثورة كان الموقف الرافض للاستبداد كامنًا عمومًا وغير قادرًا على التجسد. وإن كمون هذا الموقف وعدم قدرته على التجسد في ممارسات علنية قد يجعلنا نتشكك في كونه ينتمي إلى السياسة بل وفي كونه موقف أصلًا. لكنني أرى ان هذا الموقف سياسي بمعنى آخر وهو كونه ينتمي إلى حقل السياسة ويخص شأنًا سياسيًّا عامًّا. طبعًا في ظل حرمان الشعب من ممارسة السياسة بحرية يظل هذا الموقف مكبوت مقموع أو حتى كامن لكن ذلك لا ينفي وجوده (بالفعل حينًا وبالقوة أحيانًا) ولا انتماءه إلى حقل السياسة المشلول عمومًا. انا لم انفِ وجود معارضة او معارضين عمومًا لكنني أكدت فرديتها ونخبويتها وعدم قدرتها على ان تنظم ذاتها او تؤثر كثيرًا في المجال العام. ونحن متفقين ان المعارضة السياسية المؤسساتية او الجماهيرية المنظمة لم تكن موجودة ولا يمكن وجودها غالبًا على الأقل في ظل الانظمة الاستبدادية "العريقة". الحديث السابق كله هو عن سورية قبل الثورة اما بعد الثورة أو خلالها ظهر كثيرٌ من المعارضين و/أو الثائرين ويمكن الحديث عن المعارضين الثائرين بمعنى ان رفضهم للنظام السياسة بنية وأفرادًا وصل إلى ذروة لم تعد تحتمل القبول به في أي بنية سياسية جديدة منشودة. وكثير من المجموعات المدنية و/أو العسكرية كانت مجموعات ثائرة وهي سياسية بمعنى انها تتناول الشأن السياسي لكنها غير سياسية بمعنى انها لا ترى مجالًا للتفاوض أو التسويات أو انصاف الحلول. ومن غير المناسب نسيان ذلك في توصيفهم وتسميتهم. من دون أن يعني ذلك عدم إمكانية او عدم وجوب نقدهم دائمًا بالتأكيد. ولا انفي إمكانية المساواة بينهم وبين النظام احيانًا لكنني أرى أن صيغ المساواة الشكلية او الجزئية لا ينبغي ان تخفي الاختلاف الكبير بين الطرفين من حيث العلاقة السببية بينهما وما يتبع ذلك وغيره من المسائل المتعلقة بالمسؤولية التاريخية والسياسية والاخلاقية والقانونية إلخ. اظن انك محق في قولك إنني أبدو كما لو أنني في فضاء من المطلقات، فهناك الاستبداد المطلق، ممثلا بالنظام، وهناك المعارضة المطلقة، ممثلة بموقف أخلاقي. لكن أرجو ان تنتبه إلى ان المعارضة هنا بوصفها موقفًا أو سمة لموقف لا تنفي مطلقًا المساوئ الممكنة او الفعلية لصاحب هذا الموقف أو للجهة المتسمة بهذه الجهة. ومن هنا ضرورة التمييز بين المعارضة بوصفها موقفًا والمعارضة بوصفها جهة محددةً. وأكرر هنا أنني لا أنفي إمكانية المقارنة، لكنني أرى أن المقارنة ينبغي ان تظهر الاختلاف الأساسي بدلًا من او إضافة إلى إظهار التشابه بين الطرفين. أتفق معك اتفقًا كاملًا في القول إننا امام منظومة ينبغي تغييرها. وفي الحقيقة أرى أن هذا هو معنى الثورة وهدفها في السياق السوري الحالي. لكنني لا أرى تعارضًا بين القول "إننا أمام منظومة ينبغي تغييرها" والقول ثمة خلل أخلاقي ينبغي تصحيحه. فالقول الثاني يتأسس على الأول ولا ينفيه بالضرورة. وفي المقابل يمكن للقول الاول ان يتخذ من القول الثاني حافزًا لإظهار ضرورة ذاته وتجسده فعليًّا. وباختصار وبكل صدق أرى إمكانية حقيقية للجمه الجدلي بين رؤيتين على الرغم من تناقضهما الظاهري او الفعلي. لكن هذا التناقض يمكن ان يكون منتجًا لمركب تتكامل فيه المتناقضات بدل من أن تقتصر على أن تكون في حالة إقصائية للطرف الآخر. القول بأننا امام منظومة يجب تغييرها هذا أمر لا شك فيه بالتأكيد. لكن هذه المنظومة ليست مجرد فكرة مجردة أو قيم عامة، بل هي متجسدة مثلًا في مؤسسات امنية وأشخاص محددين أساسيين ...إلخ ولا ينبغي إهمال هذا التجسد وخصوصيته، بحيث يتم الحديث عن استيعاب هذا التجسد للمنظومة السابقة في المنظومة الجديدة المنشودة. ومن هنا ينبغي توخي الحذر في القول إن من لا يقبل بوجود الجميع هو بالتأكيد مشابه للمستبد في المنظومة السابقة. ولن ادخل الآن في مسألة إذا كان بشار الأسد مثلًا ينبغي ان يكون جزءًا من هذا الجميع الذي ينبغي على الجميع القبول به في المنظومة المنشودة وإلا استحق وصفه بانه مثل الأسد المستبد. لكنني أرى أن الأسد ونظامه ومنظومته لم يقبلوا ولا يمكنهم ان يقبلوا بأن يكونوا جزءًا من أي عملية إصلاح حقيقي في سورية. ويبدو مستحيلًا أو شبه مستحيلٍ ان يتغير هذا الموقف لاحقًا، لأسباب كثيرةٍ، بنيويةٍ وتاريخية. وباختصار إن عودة الشعب إلى الفعل السياسي من خلال الثورة رافقها استمرار النظام في رفض التعامل بسياسة مع هذا الشعب، أي رفض أن يقوم بأي إصلاح حقيقي أو يقدم أي تنازلات حقيقية مؤثرة. ونتيجة لذلك ولغير ذلك أصبح الموقف السياسي للثورة غير سياسيٍّ أيضًا. فهو سياسيٌّ لأنه يقع في مجال السياسة ويخص صميمها، لكنه غير سياسي لأنه أصبح رافضًا لأي مساومة أو تنازل او تسويات إلخ وهو ما يمثل جوهر السياسة او ماهيتها. الثورة لم تبلور معانٍ محددةً لأنها بعد الشهر الأول أصبحت مجرد تعبيرس عن الرفض والنفي والسلب تجاه كل ما تمثله السلطة السياسية. ولم يتم الانتقال إلى المرحلة اللاحقة البنائية لأن عملية النفي لم تنته وأصبحت هي السائدة من خلال قوى متزايدة، ولأن السياسة لم يعد لها محل في هذه المواجهة، ساد الفكر الإقصائي لدى كل طرف حيال الطرف الآخر. ولا أعتقد ان زوال الفكر الإقصائي يمكن أن يتحقق بدون إقصاء النظام/المنظومة المؤسسة له في سورية. لا تخلص من الإقصاء إلا بإقصاء ما! وللحديث بقايا سلامات

Ahmad Nazir Atassi عظيم، اتفقنا على اشياء وبلورنا ما نختلف عليه، والفضل لك. اتفقنا ان من الصعب اعطاء وصف السياسي لمن هو خارج منظومة الدولة القائمة الا بمعنى انه يرفضها ويتخذ تجاهها موقفا اخلاقيا او فعلا تدميريا يسعى الى تفتيتها. ثم ينتهي الاثنان في دوامة من الاقصاء. اذن بمصطلحاتي انت تقبل بان ممارسة السياسة بمعنى الحكم وحتى بمعنى الشان العام صعبة دون وجودة دولة او منظومة حكم تجمع المتناقضات ولا تنفيها بل تسمح لها بالدخول في علاقة جدلية غير اقصائية. ثانيا، تقول بان النظام رافض للتفاوض وانه مجبر بنيويا على ذلك فهذا طبعه. نعم، لا اختلف معك. لكن عملية التفتيت لم تنجح او لم تكتمل، وعملية التركيب وجمع المتناقضات لا تبدو انها من طبيعة الفصائل ايضا. فماذا نفعل. ثم ان المجتمع الدولي يفرض علينا ان نتعامل مع بعض. كان من الممكن تفتيت سوريا الى عدة دويلات، ان لم يتحق النصر لاحد الطرفين، لكه هذا ممنوع. لن ينتصر احد ولن يتفاوض احد، والمنظومة التكاملية تبدو بعيدة المنال. فماذا نفعل. اقتراحي هو ان منظومة الحرب الفاترة والمضبوطة من الخارج ستؤدي الى توازن في القوى الداخلية واعياء من الحرب وعندها نطرح التفاوض مرة اخرى، حتى يقتنع الفرقاء بانهم مجبورون على التعايش ليس لاننا امة واحدة وانما لان المجتمع الدولي يجبرنا على ان نكون امة واحدة. ثالثا، انت لا تفصل بين المنظومة وبين الافراد الذين يحتلون المناصب فيها. وهذا يسمح لك بان تعرف النظام وافراده على انهم الشر المطلق، اي الحالة الخاصة لكن المعطلة. فكرت في المسالة ولا اجابة عندي، لكنها تبقى جوهرية باعتقادي. الشر المطلق والحالة الخاصة التي يجب القضاء عليها حتى يعود القانون الطبيعي، لا يسمح بالتفاوض فمن يتفاوض مع الشر المطلق. انا وضعت الشر في المنظومة وعطلت بالتالي التقييم الاخلاقي، وانت تضع الشر في الاشخاص وبالتالي تسرح وتمرح في فضاء الاخلاق. تفكيرك يبقي على امل القصاص، اما تفكيري فيجعل القصاص فعلا لا طائل من ورائه لانه يعرقل ولادة المنظومة الجديدة. اذا وافقتني على توصيفي هذا لاختلافنا فانا اعتبر اننا انجزنا عملا تنظيريا عظيما. لا جواب للاختلاف هذا عندي لاني لا ازال استكشف امكانيات ولادة منظومة جديدة تحت الضغوط الدولية الموصوفة اعلاه. اما تقسيم الثورة الى مراحل، فانا اتفق معك مهما كان التقسيم، لان فكرة الثورة المستمرة تنفي امكانية الاجتماع والتفاوض وبالتالي لا تبني السياسة. لو كانت الثورة قد نجحت في الانتصار او التفتيت لكانت نهايتها واضحة. اما الثورة المستمرة في غياب اي احتمال غير الحرب فهذا يسبب لي مشاكل تحليلية وتركيبية. اما العلاقة التي ذكرتها بين الخلل الاخلاقي وضرورة تغيير المنظومة وان الواحد يعتاش على الاخر وكانهما متناقضا ماركس اللذان يخلقان الجدلية الجديدة، فليس عندي راي بصددها لانني اعتبر التقييم الاخلاقي في حالة الحرب معطل للتركيبة الجديدة المحتملة وليس مسببا لها، يجب اعادة التفكير في الامر.

حسام الدين درويش لكي يكون اتفاقنا (أو اختلافنا) حقيقي وغير زائف ينبغي الدخول أكثر في التفاصيل والانتباه إلى بعض التمييزات المهمة: 1- السياسة ضمن الإطار الحالي للدولة/النظام في سورية ممتنعة والثورة ليست فعلًا سياسيًّا بهذا المعنى بل هي إعلان حربِ على الإطار المذكور، لكنها تظل سياسيةً من خلال صلتها بالمعنى الأعم للسياسة والمتمثل في تحديد نظام الحكم في الدولة وكل ما يتصل به. والعودة إلى ممارسة السياسة تقتضي بالتأكيد عودة الدولة لكن في إطار يختلف جذريًّا عن إطار الدولة الأسدية الاستبدادية المحتكرة للعمل او الفعل السياسي. 2- لا يقتصر الفعل السياسي على ان يكون ضمن الدولة فقط بل يمكن له ان يتخذ من المستوى العالمي ميدانًا له. وبما أن الوضع السوري هو وضع عالمي أكثر من كونه سوريًّا محضًا لكونه متشابكًا مع الأوضاع الإقليمية والدولية فمن الممكن ممارسة الفعل السياسي النظري على هذا المستوى حتى في ظل غياب الدولة وبسبب هذا الغياب أو التغييب. وبهذا المعنى أن تكون سوري يعني ألا تكون سوريًّا فقط. 3- بناءً على ما سبق وإضافة له، لا أعتقد مطلقًا أن المجتمع الدولي يفرض علينا ان نتعامل مع بعض، على العكس من ذلك تمامًا أرى ان التدخلات الخارجية تجل مستحيلًا افتاق السوريين فيما بينهم وتفضي إلى إفقاد أي معنى لأي حوار بين السوريين منفصل عن التدخلات الأجنبية وتدخلاتها. وعمليًّا القوى الاجنبية هي المهيمنة او المتحكمة بالميدانين العسكري والسياسي. ولا أرى أن أي تغير ممكن في وعي السوريين او رؤيتهم لاوضاعهم ولطريقة حل مشاكلهم يمكن ان يؤثر تأثيرًا كبيرًا في توجيه اتجاه الاحداث في المستقبل المنظور. هذه رؤية مبدئية بحاجة لمناقشة كبيرة ومفصلة للوصول إلى فهم دقيق لهذه المسألة البالغة الأهمية. فهذا الفهم يمكن ان يؤثر تأثيرًا كبيرًا في توجهاتنا النظرية والعملية ورؤيتنا لكيفية التعامل الشخصي والعام مع الوضع في سورية. 4- ينبغي لأي أدوات فكرية نستخدمها أن تفضي إلى التوضيح لا إلى التعمية وأن تساعد على الفهم بدلًا من أن تفضي إلى عدم أو سوء الفهم. التفكير المنظوماتي أراه مفيدًا ومغريًا لاعتبارات عديدة لكنني أتحفظ على الاقتصار عليه وأتحفظ أيضًا على شكلانيته وغضه النظر عن المضامين المختلفة التي تتضمنها هذه المنظومات أو التي توجد خلف هذه الأشكال او الشكليات. الحديث عن أن الشر موجود في المضمونة بدون أي تمييز لدور الأطراف الموجودة في هذه المنظومة أراه فكرًا غارقًا في الشكلية أو الشكلانية وبعيدًا عن أن يساعدنا (من خلال الاقتصار عليه على الأقل) على فهم الواقع المعني وتشخيص أوضاعه وإيجاد بعض الآفاق الممكنة للتعامل "الإيجابي" معه. وأمام هذه الرؤية المنظوماتية أرى وجود خيارين على الأقل: إما تطعيم الفكر المنظوماتي بفكر يأخذ الاختلافات المذكور في الحسبان أو إظهار جزئية الفكر المنظوماتي وضرورة تكامله مع فكر آخر مختلف عنه. طبعًا هناك خيارات أخرى مثل الاقتصار على هذا الفكر، وهذا ما يبدو أنك تقوم به، أو الابتعاد عنه كليًّا وهذا ما يقوم به آخرون (وربما أنا منهم) وأنا أفضل هذين الخيارين وتبني الخيارين الأخرين. مفاخيم تاريخانية او تاريخية مثل التسلسل السببي والسببية التاريخية وعلاقتها الجدلية مع نتائجها مهمة هنا كثيرًا يوبدو انها غائبة في الفكر المنظوماتي ذي السمة السكونية. يضاف إلى ذلك إن مفاهيم المسؤولية والطرف الفاعل أو الجاني والطرف المنفعل او الضحية ضرورية لا لتقييم وفهم الماضي والحاضر فحسب بل ولتوضيح الآفاق المستقبلية الممكنة أيضًا. 5- الأولوية لدي ليس القصاص بل الخلاص، الخلاص من الوضع الحالي ومسبباته والانتقال إلى وضع جديد يتناقض مع الوضع الحالي. القصاص مطلوب بالدرجة الاولى بقدر مساهمته في الخلاص، لكن الثانوية النسبية للقصاص لا يعني تقبل او حتى قبول مكافأة المسؤولين الأساسيين عما حصل في سورية خلال العقود الماضية عمومًا وخلال السنوات القليلة السابقة خصوصًا. يضاف إلى ذلك قد يرتبط الخلاص مع القصاص بطريقة لا تسمح بالفصل أو التخيير أو الاختيار بينهما. فهل تتصور مثلًا معقولية أو إمكانية أن يبقى بشار أو حزب البعث أو الأجهزة الامنية الحالية على رأس السلطة في أي منظومة منشودة لاحقًا؟ جوابي هو بالسلب ولا أرى إمكانية تغيير المنظومة بدون استبعاد او تغيير بعض الأطراف الموجودة في المنظومة السابقة.

Ahmad Nazir Atassi نعم نتوقف هنا، ونتابع في منتدى اوسع. لا افهم ما تعنيه بمضامين المنظومات، لكني اعرف تماما انها شكلانية. المنظومة هي علاقات وليس ماهيات وجواهر. واعتقد ان العلوم الطبيعية كلها شكلانية او ظاهراتية. المادة تساوي كمية من الطاقة حسب معادلة اينشتاين لكن لا نعرف ماهي المادة ولا ماهي الطاقة. هذا موضوع هام، شكرا لانم اثرته. اما السببية وما يتبعها من مفهوم المسؤلية فهذا في الصميم ويحتاج الي الدخول في العمق. لكن ملاحظة بسيطة، حسب مفهوم السببية الله هو المسؤول الاول عن كل هذه المصائب لانه خلقنا وخلق الموت. هذا يلخص السببية عندي. او اتخلى عنها

25 آذار 2018، منشور طارق الحسامي عن النقد الثوري

محمد طارق الحسامي March 24, 2018 · وقت بكونو شبابنا بالحصار وبنحكي معهم او نتناصح او نحاول نتبادل افكار او نوصلهم شو عنا معلومات عن فصيلهم او قائدهم من مصادر على احتكاك مباشر بدوائر صنع قرار بدولة ما او حتى مرتبطة مع اجهزة مخابرات لتبادل منافع او حتى مصالح او شو ما كان .... ما علينا .. ما كان حدي يرد علينا . ولولا الخبز والملح اللي بياتنا من سنين كان كفرونا وعابو فينا وسبو اهالينا كرمال قائدهم وفصيلهم ولحية اميرهم . لاحقا واغلبهم بس وصلو عادلب بالباص الاخضر يا ببطلو "جهاد" لان جهاد طلع كذاب ورجعو متلنا " علاكين " وبينحصر نشاطهم باحسن الاحوال على خدمة ومساعدة المدنيين . يا اما بينضمو لداعش واخواتها لينتحرو ويغسلو عار الحصار . وكلنا كلنا ماعاد نتعلم . اسف ما قاصد شخص بذاتو وربي شهيد .

26 آذار 2018، إعلام الثورة

الكل يعرف ان النظام يملك ادوات دعائية ضخمة وانه يكذب ويفبرك ويجيش المشاعر لاغراضه. لكن ان نعتقد ان كل فيديو معارض نزل من اول يوم الى الان كان يصور الحقيقة لا غير، او ان جهات معارضة مختلفة لم يكن لديها سياسات دعائية وتكذب وتفبرك وتجيش فهذا سذاجة. حتى الجماعات الصغيرة كان لديها سياسة اعلامية، ولم تكن الحقيقة هدفها وانما تجييش الدعم، فما بالكم بالجماعات الكبيرة. هذا طبيعي في كل صراع، والاطراف كلها تشترك بالاشاعات والتضخيمات والفبركات وتجييش العواطف.

28 آذار 2018، تعليق على التسريب الصوتي لوائل علوان

تسريب صوتي لـ "وائل علوان" مهاجماََ "محمد علوش" حول الملايين وآثار الغوطة المهربة، وكان رده ضمن أحد الجروبات أشبه بشوارعي خارج من خمارة ليلية. مضمون التسجيل المسرب : بالفعل يامحمد علوش انك وقح، وقح بكل ماتحمل الكلمة من معنى، هجوم 28/4/2017 بعد ماتم الصلح وتم الاتفاق وتم مؤازرتكم على الجبهات الشرقية وتم تحصينها متل العالم والخلق، ترك كل شيء والهجوم بعد منها على كل الغوطة الشرقية واطلاق النار على المتظاهرين وعلى المدنيين والتشبيح المارستوه، وبعد منها لما بدأت هذه الحملة الأخيرة تسليم كل الجبهات الشرقية "8 بلدات تتسلم بـ 12 ساعة ؟!!" وآخر الشي بدك تجي تحكي ؟؟ وهلأ مشكلتكم مع الروس الي عم تتفاوضوا معهم "هي اخراج : الأموال .. واخراج الآثار !!" خليني ساكت !! خليك مضمضب وخليك ساكت لان الناس بتعرف، والناس لو استحت منك بيحكوا انك أنت أول من ركض تلحس صرماية الجربا بالقاهرة، وانت اول من ركض للإتفاق مع الروس بشكل منفرد، وانت اول من أجبر الجميع على مفاوضات الذل الوحدة تلو الأخرى الوحدة تلو الأخرى ..

Ahmad Nazir Atassi

قلت سابقا ان تعريف امير الحرب، بغض النظر عن افكاره، هو من يستيقظ كل يوم ليحافظ على وجود فصيله وهو على راسه في مواجهة كل الناس، اصدقاء واعداء. ما يقوله علوان لا يعني خيانة علوش، اذ يبدو ان علوان يعرف تماما ما كان علوش يغعله، وانما يعني ان علوش امير حرب وان علوان امير حرب اخر. نقطة انتهينا. كفاية تعمية الابصار والافهام بادعاءات الخيانة، ما حدا بالدنيا بياكل عشرين كف غدر. منظومة الحرب التي خلقها امراء الحرب من الطرفين لا تفترض التعاون بالتالي لا يمكنها ان تفترض الخيانة. معركة بقاء والشاطر من يحافظ على فصيله وهو على راسها ايا كانت الارض التي يعيشون فيها. ما يحصل في الغوطة، واغلبه غير معروف الان، هو نتيجة طبيعية، عندما تضع المقدمات المناسبة تحصل على النتائج المناسبة.

31 آذار 2018، تساؤلات مع تهجير أهل الغوطة

37 الف خرجوا من القطاع الاوسط في الغوطة باتجاه الشمال ومثلهم باتجاه مراكز الايواء واضعاف باتجاه دمشق وسيخرج مثلهم من دوما. ما هو الدرس المستخلص؟ على من تلقي اللوم؟ ام نكتفي كالعادة ب هيك الله راد. لا اجد اية ارادة الهية هنا. حتى النظام لا اراه، المعركة روسية والتفاوض مع الروس. لو كنت صاحب عقل وتدبير ومسؤول عن كل هؤلاء البشر وعرفت من سنتين ان هذا هو المصير فكيف يمكن ان تتفاداه. ما هو هدفك قبل كل شيء، كيف تعرف انك نجحت ام فشلت. ام ان اللوم اصبح لا طائل من ورائه، الشغلة معقدة، الله بيدبرها. ام ان خروج قواتك سالمين هو اقصى اهدافك. وكما قلت سابقا، كيف تعرف انك امير حرب، بسيطة همك الوحيد هو جنودك وزعامتك.

27 نيسان 2018، مراجعة شاملة

هناك امر فعلا مقلق ومكرب. انا ابتعدت لفترة عن كتابة المقالات، لاني وجدت انها لا تجدي وان من يقراها قلة معدودة على الاصابع. البوست على الفيسبوك يمكن ان يقراه ويتفاعل معه عدد اكبر من الناس من مشارب مختلفة. ويمكن ان احصل على رد فعل مباشر على الفكرة. الجميع يعترف باننا بحاجة الى كم هائل من التفكير والافكار والنقاش والكتابة والاخد والعطي، لاننا فعلا في مأزق كبير، ولن نخرج منه بتغييرات تجميلية فقط. الثمن كان باهظا والقادم قد يكون اسوا واقسى. بدات الثورة مثل الجميع بكثير من الغضب والرغبة بالانتقام، لكني كنت فعلا اريد تغييرا شاملا، تغييرا اكبر بكثير مما طالب به المتظاهرون، واكبر بكثير مما طالبت به الفصائل. قناعتي كانت ولا تزال ان سوريا كمجتمع ودولة بحاجة الى تغيير جذري وعميق حتى تتمكن من العيش في العصر الحديث وتخرج من دوامة الارتهان للخارج وعدم القدرة على التنافس في السوق العالمية والانفجار السكاني وسوء الادارة وعدم تناسب الثقافة السياسية السائدة مع متطلبات المجتمع. الديكتاتورية ليست سيئة بالمطلق، ولا الديمقراطية جيدة بالمطلق. الحياة الحديثة والرغبة بالاستهلاك والتنافس في السوق تتطلب بعض المشاركة في السياسة وبعض الدفع نحو دولة خدمات ومواطنة. لكن هذه التغييرات بحاجة الى مسيرة تاريخية تبدا من تحت وليس قرارات ايديولوجية تأتي من فوق. ما يسمى بالثورة كان بداية طيبة وان لم تكن كافية. لكن كان لا بد من كسر حاجز الخوف والتدرب على العمل بالشان العام او ما يسمى بالسياسة، وهذا كان يتطلب جرأة هائلة وطاقات جبارة. والحقيقة كانت البداية احسن من كل التصورات، وبدا لوهلة ان سوريا ستدخل عالم الحوار والانتاج الثقافي والمشاركة العامة التي ستفضي الى التغيير، او ما سميته يومها الثورة العامة والشاملة. لكن عنف النظام وأد التجربة في المهد بوحشيته التي تعدت حدود المنطق، حتى حدود منطق الديكتاتورية نفسها. كان العنف صادما بمداه وبعدم جدواه وباستهتاره بالحياة وبكل ما تقوم عليه المجتمعات البشرية، حتى مجتمعات العبودية، فالسيد لا يقتل عبده لانه يحتاج الى عمله. لكن رد فعل النظام تخطى حسابات العبودية ووصل الى مرحلة نفي الحياة، وهي مرحلة لا يخرج منها الطاغية ولا المقهور، انها مرحلة ابادة الذات والاخر. بعد اقل من سنتين ومع صعود العمل المسلح المضاد من طرف المدنيين ودخول الجهاديين والسلفيين والمال الخارجي والمصالح الدولية بدا واضحا ان منطق الانتقام لن يجدي شيئا، وان منطق التحرير لن يجلب الا الخراب، وان منطق الصراع الطائفي لن يؤدي الى انتصار اي من الفرقاء. العنف طحن البشر والحجر، وطحن المدنيين والعسكر، وطحن الطائفة الباغية والطائفة الاخرى بغض النظر عن توزيع النعوت. حتى التقسيم وعزل المتكارهين عن بعضهم لم يكن ممكنا. فلا المجتمع انقسم ولا احد الطرفين انتصر. انها حرب عدمية لن تنتهي الا بإبادة جميع الاطراف. كان من الضروري عند تلك النقطة من اعادة النظر بكل شيء، الاهداف والادوات والمسلمات والايديولوجيات والخطابات والاولويات، كل شيء، كل شيء. كل الاسس التي قامت عليها انتفاضة الناس وعنف النظام تجاههم اصبحت لاقيمة لها، ولا دور لها في استمرار الحرب. خلال السنوات الخمس التي تلت تغير كل شيء بالنسبة لي. تغيرت النظريات، تغيرت الثوابت، تغيرت القيم، تغيرت الحسابات، تغيرت الاهداف والاولويات، وحتى تغيرت العقائد والمسلمات والنظرة الى الكون والناس والمال والبنون والحياة. تبين لي ان المظلومية لا تنفع مهما كانت، وان النظام ليس السبب الوحيد لما وصلنا اليه، وان زبانية النظام ليسوا اسوا من زبانية المعارضة، وان تسميات النظام والمعارضة لا تعني اي شيء، وان إلقاء اللوم على البعث او الاسد او العلويين وحدهم لا يشرح كل ما يحصل. واجلى ما تبين لي هو ان التغيير العام والشامل يجب ان يكون الهدف الوحيد. ان حالة الدمار كانت المآل الوحيد الممكن. دولة الاسد لم تكن حالة خاصة وراءها شخصيات مريضة، بل كانت حالة طبيعية للمسار التاريخي للبلد. هذا المسار ولد ازمة الاسد وولد حرب الثمانينات وولد الثورة وولد حرب الدمار التي تبعتها. لم يعد من المجدي الثأر وإلقاء اللوم والاعتقاد بان كل شيء سيعود طبيعيا حال زوال نظام الاسد. واصبح همي اثبات ان الجميع سواء وان انهاء الحرب هو الهدف الوحيد وان زوال المنظومة الفكرية التي انتجت جميع الاطراف واحدة وان زوالها هو الضمانة الحقيقية وليس فقط زوال الاسد. اذا سألنا انفسنا، لماذا هذه الوحشية، لماذا يتوحش الموالون ويتوحش المعارضون، ولماذا تمسك الموالون بالنظام بهذه الطريقة، ولماذا كان الفكر الاسلاموي الذي يوازي باقصائه اقصاء فكر النظام هو الاقدر على الانتشار، لماذ فشلت معظم جماعات المعارضة في الالتفاف حول هدف واحد، ولماذا نجحت جماعات الموالاة مع ان دولة النظام ليست اكثر من شبكات محسوبية، لماذا تحصن المقاتلون في الاحياء السكنية واساؤوا معاملة الاهالي الذين كان من المفروض انهم حملوا السلاح لحمايتهم، لماذا فشلت كل الفصائلةفي تشكيل واجهات سياسية او حتى واجهات تفاوضية، لماذا تعددت الفصائل والمليشيات من الطرفين واتجهت نحو التفتت بدل الاتجاه نحو التوحد، لماذا كان الارتهان للخارج سهلا على الطرفين، لماذا ظهرت مظلومية سنية غبية في مواجهة مظلومية علوية اغبى، لماذا تعددت المظلوميات الوهميةهمن شيعية ومسيحية وكردية وسنية وعلوية، لماذا هدمت الحرب الاحياء الفقيرة فقط في المدن الكبرى بينما بقيت الاحياء الغنية، لماذا فضلت مدينة دمشق ان تبقى مع النظام بينما دمرت غوطتها تحت اسماعها، لماذا ظهرت داعش، لماذا ظهر جيش الاسلام الذي جمع اسلحة تكفي لحرب دول ولن يستخدمها ثم تركها وخرج. لماذا كان الائتلاف صورة عن فساد النظام وكان جيش الاسلام صورة عن توحش النظام، لماذا حاربت الفصائل الاسلامية بعضها البعض بضراوة اكبر من ضراوة حربها للنظام، لماذا ولماذا ولماذا وعند محاولتي الاجابة لم استطع ان افرق بين طرف النظام وطرف المعارضة. ومع ايماني المطلق بان افعال النظام اجرامية، فان اسبابها لم تكن خاصة بالنظام وجماعته ولم تختلف عن اسباب افعال جماعة المعارضة، واحيانا تشابهت الافعال بالشكل والمضمون. كان قراري هو ان النظرية التي تشرح افعال الجميع يجب ان تكون واحدة. لذلك لن يراني احد اشتم العلويين دون سواهم او الوم الاخوان دون سواهم او ادافع عن مظلومية دون سواها. يجب انهاء الحرب اذا امكن، والبدء بعملية تغيير عامة وشاملة.

Mahmoud Jisri للإجابة عن الكثير من تساؤلات ال "لماذا" في الأسطر الأخيرة أنصح بقراءة كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور" للدكتور مصطفى حجازي. جزء من هذه الاجابات تكمن في أن الإنسان المقهور يتماهي مع المستبد و عند حصوله على ادنى مصدر للقوة فإنه قد لا يجيد استخدامها و قد يصبح مستبدا بمن حوله أيضا. بصراحة كتاب رائع جدا و أنصح بالاطلاع عليه.

Ahmad Nazir Atassi شكراً محمود سأبحث عن نسخة من الكتاب. ملاحظة الكاتب صحيحة في أن العلاقة بي الطاغية والمقهور تصبح علاقة عضوية تؤثر سلباً على الإثنين وتؤدي إلى نتائج كارثية. العلاقات الإنسانية معقدة، وعدم القدرة على الخروج من علاقة استعباد يحطم نفية الطرفين فيجعل من طرف جلاداً أعمى ومن طرف عبداً يكره ذاته لكن يتابع طاعته. وعندما يخرج من علاقة العبودية فإنه يتابع ممارستها بأشكار أخرى أو يتقمص شخصية المستبد. هذا أيضاً ملاحظ في العلاقات الأسرية القائمة على العنف.

28 نيسان 2018، تعليق على بيان "المجتمع المدني السوري" حول مؤتمر بروكسل

ليش الناس منزعجين من بيان منظمات المجتمع المدني. اولا، لا تزالون تتوقعون شيئا من جنيف وديمستورا، وهذا ضعف نظر وسوء تخطيط واستمرار للمشاركة في مهازل ما يسمى بمعارضة الائتلاف وجنيف والحكم الانتقالي. ثانيا، لماذا تصرون على تسمية معارضة وانتم لا تمثلون احدا، انتم منظمات اغاثية تحاول بطريقة ملتوية لن يكون لها دور سياسي، اي ان تكونوا على طاولة المفاوضات التي لن تحصل. ثالثا، بعد كل هذه السنين والتجارب، هل لا تزالون على صلة بدي ميستورا ومكتبه والاعيبة، وتنتظرون الدعوات وتزعلون ان لم تتلقوا دعوة. جنيف وديمستوا قائمة على فرضية الحكومة التوافقية، اي بقاء الاسد وبقاء النظام، وبقاء كل شيء تدعون انكم تعارضونه والقبول بمحاصصة. هذا يعني انكم لم تغضبوا من لهجة ومحتوىةالبيان وانما من خوفكم ان لا ينالكم نصيب من الكعكة. رابعا، اغلبكم يتلقى معونات اوروبية مباشرة او غير مباشرة وكلكم يعلم ان الاوروبيين لم يطالبوا يوما باسقاط النظام او حتى تغييره. يعني انتم جزء من اللعبة الاوروبية وتوافقون على اساسياتها ثم تدعون انكم تعارضون وتحتجون. روحوا اعملوا شي منصة سياسية بدل الشحادة على اعتاب اوروبا والائتلاف، وادخلوا المفاوضات التي تقبلون بها مبدئيا، وحاولوا تحصلوا على شي من نظام يعتبر انه انتصر. طبعا لن تفعلوا لان المخطط من البداية هو الاعتماد على الاوروبيين لايصالكم الى المفاوضات ومن دونهم لن يكون لكم صوت ولا وقفة ولا هيبة. يعني مفكرين تاسيس صوت سياسي باموال قليلة موجهة للاغاثة ومن خلتل تجميع الاف المنظمات الصغيرة التي لا يعمل فيها اكثر من شخص او اثنين. يبدو ايضا ان المجتمع المدني غطاء اخر لليساريين والعلمانيين، لان الاخوان عندهم مؤسساتهم، للدخول في السياسة حيث فشلوا سابقا في تاسيس احزاب وتجميع الناس. يعني نفس لعبة منظمات حقوق الانسان، الغطاء الاكبر لفشل اليساريين وتحولهم الى مندوبين للبضاعة الاوروبية الديمقراطية التي لا يستعملها اصلا في منظماتهم. ويتساءلون لماذا لا تتحلحل الامور، ولماذا يبقى الاسد ولماذا نحن مهمشون، ولماذا ليس عندنا فكر ولا يسمع لنا احد، شوفونا نحن نخبة مثقفة من دون شعب نشوف حالنا عيه.

16 أيار 2018، جيل الآباء غير المؤسسين لأي شيء مفيد

في أصل حظوة الأسد في الغرب والعالم

جيل الاباء غير المؤسسين لاي شيء مفيد، اعتقد ان عليهم ان يتقاعدوا.

25 أيار 2018، نقد مفهوم الاستثنائية

يناقشني الجميع وكاني اروج للنظام او ادعو لتطبيع الحريمة والوحشية. بالنسبة للسوريين المعارضين كل ما يجري استثنائي. لكن بالنسبة للتاريخ، لا شيء استثنائي، لا في الهمجية، ولا في القتل، ولا في التعفيش، ولا في الابادة. سحب هذه الاستثنائية ليس تطبيعا للعنف والجريمة والسرقة، ولا دعوة للقبول بها والاستكانة لقدر التاريخ الذي لا يرحم. سحب الاستثنائية هو سحب لهذه الغشاوة التي تعمينا عن تحمل نصيبنا من مسؤولية ما وصلنا اليه. الاستثنائية تضع كل اللوم على النظام والعلويين. لكن في الحقيقة فان هذا النظام انتاج سوري والعلويين لا يختلفون كثيرا عن مكونات سورية اخرى. الاستثنائية تجعلنا نعتقد بان حل المشكلة يكون في اسقاط النظام، التخلص من الاسد، ومعاقبة المجرمين من العلويين. بينما الحل يجب ان يشملنا كلنا، التغيير يجب ان يشملنا كلنا. اخيرا، الاستثنائية تمنعنا منةالتفكير في البديل، فاي شيء غير الاسد والعلويين سيكون اكثر انسانية. انظروا الى نصف الشعب الاخر الذي وقف مع النظام ودعمه وقاتل في صفوفه. انظروا الى الفشل المخزي للثورة والمعارضة والفصائل. تابعوا النحيب وشيطنة العلويين والتركيز على اسقاط الاسد وساراكم بعد خمس سنوات وسنرى ماذا تغير وكيف حققتم اهدافكم وماهو البديل.


Muhammed Al-Khalil

هناك نظام حاكم في سوريا وكلمة نظام هنا لا تعني regime الانكليزية وانما منظومة متكاملة اي system. يمكن الاطاحة بهذه المنظومة بطريقتين فقط: حرب ماحقة كما حصل مع النظام النازي في المانيا او تغيير تدريجي اجيالي من خلال التعليم يقوض الثقافة السائدة المولدة لهذا النظام كما حصل مع نظام فرانكو في اسبانيا. من هنا يمكن فهم الخيار الذي يطرحه نظير وهو بدء التواصل والتفاعل مع النظام لاحداث التغيير طويل الامد.

4 أيلول 2018، مشكلة الثورة السورية هي سوريا نفسها

Sami Alkayial

والله برايي المتواضع مشكلة الثورة السورية ليست العسكرة او الاسلمة او الاخوان المسلمين او رياض الترك, مشكلة الثورة السورية هي سوريا نفسها. هذا البلد هيكليا لم يكن يتيح سوى خيارين: بقاء النظام على حاله او حرب اهلية وتدخل اجنبي, الحديث عن "نضال وطني ديموقراطي" و"ثورة سلمية" مجرد هراء, فهذا النوع من الانظمة لا يمكن من خلق اي مساحة للتغيير, وكل نضال "شرعي" في داخله سيكون جزءا من العلاقات العامة لاجهزة المخابرات. كلنا نعرف هذا ونؤمن به, ولكن لا احد يقوله لاننا نحب الشعارات الرنانة والرطانة التي تعلمناها من كتب القراءة. خيار "الثورة الوطنبة السلمية", تحت جناح النظام كان يعني الخيار الاول, اي بقاء النظام كما هو, وهذا هو بالفعل ما يعنيه انصار هذه الشعارات, وهو مبدأ لا بأس به, ولكنه لم يكن ممكنا. النظام بشكله القديم لم يكن قابلا للاستمرار لانه لم يستطع تامين الحد الادنى من الوظائف الاجتماعية والسياسية التي يتطلبها الاستقرار الاجتماعي. الشكل القديم للنظام والدولة انتهى اليوم نتيجة الثورة, ولكن هذا لا يعني القول المبتذل بإن الثورة انتصرت ولو هزمت (مع احترامي الكامل لرياض الترك), الثورة فشلت, بل وفشلت فشلا ذريعا ومخجلا, والنظام استمر ليس لان العالم متامر علينا, بل لانه اثبت انه الطرف الاكثر كفاءة, ضمن ظروف الاقتتال المليشيوي وحرب الضيع القائمة, ما دفع حلفائه للاستثمار بدعمه حتى النهاية, في حين اثبتت المعارضة انعداما هائلا للكفاءة, جعل حلفائها يتنصلون منها, لقد قالها اوباما بشكل مهذب ولكن الجميع فشلوا في فهمه. الشكل الجديد للتركيبة السورية لن يكون اكثر توازنا, ولكن يبدو ان صيغة الدولة الفاشلة اكثر مرونة في التعامل مع هذا الوضع المزري وهو ما فهمه النظام. مشكلة سورية ليست بوجود الاحتلال الاجنبي, فهو بلد لا يملك مقومات ادارة ذاتية وطنية تحقق الحد الادنى من للاستمرارية والتوازن, مشكلته في ان القوى الكبرى والاقليمية لم تجد صيغة مناسبة وتوافقية لتامين وصاية شاملة عليه.


Ahmad Nazir Atassi

يا رجل صار لي سنة على هالحكي وكل اللي اخذته اتهامات بادانة الضحية واتباع الثقافوية وتلميع النظام المجرم. مشكلتنا بنيوية ثقافية ولا تحلها عشرين ثورة، خيار امريكا والغرب مفهوم تماما رغم انه يبيع شعارات الديمقراطية. المشكلة ليست صناديق الاقتراع. ومع احترامي لرياض الترك، هذه الشعارات اصبحت فارغة تماما في ضوء فشل المعارضة الضريع، والذي هو منها، وفي ضوء الحرب الجهادية الطائفية من جميع الاطراف.

4 أيلول 2018، تعليق على مقابلة صحفية مع نيقولاوس فان دام

حوار مع نيقولاوس فان دام: لماذا لم يحصل حظر جوي في سوريا؟

اعتقد ان الاسئلة اسوا من الاجابات. هذه العلاقة الطفولية مع الغرب يجب ان تنتهي. اما اجوبة فان دام فليست الا تطبيقا لسياسات بلده. ولا نزال مغرمين بدراسات امثاله من بعض المستشرقين رغم اثباتهم يوما بعد يوم فقرهم النظري وانخراطهم السياسي.