«الأمراض الإجتماعية»: الفرق بين المراجعتين
Faris.atassi (نقاش | مساهمات) |
Faris.atassi (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٦: | سطر ٦: | ||
في موضوع الامراض الاجتماعية، هل هي حقيقة ام انها سوء تسمية ام معرفة رديئة. | في موضوع الامراض الاجتماعية، هل هي حقيقة ام انها سوء تسمية ام معرفة رديئة. | ||
المبالغة في الاستهلاك ومحاولة مجاراة المحيط قد يكون لها ضرورة اجتماعية. الناس تتجمع في فئات وترسم حدود هذه الفئات من خلال تصرفات وطقوس مثل اللباس والاحتفالات والمبالغة في الزينة. كيف ستعرف الفقير من الغني؟ بعض الناس لا يهتم، لكن بعضهم الآخر يريد أن يعاشر فصيلته فقط. حتى الفقير يفضل معاشرة الفقير على معاشرة الغني. لكن متى تصبح المجاراة مؤذية للمجتمع ككل. في المجتمع الاستهلاكي، المجاراة محكومة بالدعاية والتلفزيون. أحياناً كثيرة ينفق الناس خارج حدود قدراتهم ليكونوا مثل الدعاية. المقارنة بينهم وبين الدعاية وبالتالي فالمجتمع كله مشارك فيها وليست مقتصرة على فئة معينة. وهذا قد يؤدي إلى وقوع الناس في الديون. في أمريكا مثلاً لو توقف الناس عن الشراء وحلوا أزمة المديونية فإن الإقتصاد سيتوقف تماماً. في البلدان الأكثر فقراً، الإستهلاك الشديد وإدخال الدعاية الرأسمالية قد يعني كارثة اقتصادية لأن الإقتصاد لا يسمح للناس بسداد ديونهم فالعطالة عالية والأجور زهيدة والأزمات قوية. وهذا حصل في التسعينات في عدة دول نامية. هنا يمكن أن نقول بأن المجتمع مريض، لكن المرض في الدرجة وفي الوسط المحيط وليس في الممارسة نفسها. الاستهلاك مفيد في الراسمالية ومدمر في المجتمعات الزراعية. | المبالغة في الاستهلاك ومحاولة مجاراة المحيط قد يكون لها ضرورة اجتماعية. الناس تتجمع في فئات وترسم حدود هذه الفئات من خلال تصرفات وطقوس مثل اللباس والاحتفالات والمبالغة في الزينة. كيف ستعرف الفقير من الغني؟ بعض الناس لا يهتم، لكن بعضهم الآخر يريد أن يعاشر فصيلته فقط. حتى الفقير يفضل معاشرة الفقير على معاشرة الغني. لكن متى تصبح المجاراة مؤذية للمجتمع ككل. في المجتمع الاستهلاكي، المجاراة محكومة بالدعاية والتلفزيون. أحياناً كثيرة ينفق الناس خارج حدود قدراتهم ليكونوا مثل الدعاية. المقارنة بينهم وبين الدعاية وبالتالي فالمجتمع كله مشارك فيها وليست مقتصرة على فئة معينة. وهذا قد يؤدي إلى وقوع الناس في الديون. في أمريكا مثلاً لو توقف الناس عن الشراء وحلوا أزمة المديونية فإن الإقتصاد سيتوقف تماماً. في البلدان الأكثر فقراً، الإستهلاك الشديد وإدخال الدعاية الرأسمالية قد يعني كارثة اقتصادية لأن الإقتصاد لا يسمح للناس بسداد ديونهم فالعطالة عالية والأجور زهيدة والأزمات قوية. وهذا حصل في التسعينات في عدة دول نامية. هنا يمكن أن نقول بأن المجتمع مريض، لكن المرض في الدرجة وفي الوسط المحيط وليس في الممارسة نفسها. الاستهلاك مفيد في الراسمالية ومدمر في المجتمعات الزراعية. | ||
+ | |||
+ | =8 أيار 2018، مصطلح الأمراض الاجتماعية= | ||
+ | |||
+ | ما الغرض من مناقشة مصطلح مثل الامراض الاجتماعية. هل عم اعطي خطبة مثل خط راتب النابلسي، ام عم احكي سياسة، ام عم اتفلسف حيث لا توجد فلسفة. | ||
+ | تحدثت سابقا عن نقد مصطلحات ما يسمى بعصر النهضة العربية وما تلاها من عصر الاحزاب. كتاب عصر النهضة نظروا الى انفسهم كمعلمين للمجتمع. وكانوا في ذلك يتفاعلون مع اهم موضوع في تلك الفترة، اي ماذا نفعل بالتحدي الذي يفرضه علينا الغرب من كل الجهات، لغويا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا .... الخ. كيف نرد، هل نتبع هديهم ام نصر على ما نحن عليه. من الواضح انهم اقوى منا واننا هزمنا على كل الصعد وان التدخل الغربي يخترقنا يمينا وشمالا. فما هو الرد المناسب، عما ندافع، وبماذا نحتفظ. مدارس الارساليات في كل مكان، البضائع تغزو الاسواق، الاسلحة الجديدة مخيفة، الافكار معقدة وتتولد كل يوم، الناس مبهورون، الغربيون يتهموننا بالتخلف بالقياس الى تقدمهم، وهم يهاجمون ديننا ويعرفون عن تاريخنا اكثر مما نعرف ويدرسوننا كما يدرس العالم الطبيعة. اذا اعترفنا بالهزيمة فيجب ان نزيد قوتنا ومناعتنا، وربما يجب ان نعرف سر قوتهم وغلبتهم، وربما يجب ان نكون مثلهم. | ||
+ | كان رجل الدين هو الطبيب الاجتماعي، يقول لنا ان القهوة من عمل الشيطان وان السيجارة من المنكرات واننا ننهزم بسبب ابتعادنا عن الدين واقترافنا الذنوب، وعندها نعرف كيف نصلح احوالنا. اليوم حتى اهل السلطة والمال يرسلون اولادهم الى مدارس الارساليات ومن ثم الى الجامعات العلمانية. اصبح المتعلمون في هذه المدارس والجامعات موظفي دولة وافندية واصحاب نفوذ. وظهر كاهن جديد اسمه المثقف المتنور. درس في الكليات الغربية وعرف العلوم الحديثة واصبح هو الطبيب والمصلح الاجتماعي. هؤلاء لا يشخصون الحالة بالادوات الدينية وانما بالادوات العلمانية العلمية الحديثة. واعتقد ان مقولة الامراض الاجتماعية هي من تشخيصات مشعوذي التنوير وكهنة الحداثة. عمامتهم طربوش، وكتابهم المجلة، ولغتهم مترجمة، وانبياؤهم فلاسفة اوروبيون مثل رينان. يكتبون موسوعات ويتبادلون المقالات في المجلات ويؤسسون الجمعيات ويتراسلون مع العالم الاخر وملائكته من المستشرقين ويترجمون اخر الابحاث في تاريخنا الذي يسمونه بالتاريخ الاسلامي، وبدؤوا حديثا تاسيس المدارس والاكاديميات اللغوية وطباعة كتب التراث التي حققها الغربيون في بولاق وبيروت واسطنبول. وزاروا اوروبا وتعرفوا على ما يسمونه الحضارة او التمدن. فهل فعلا شخص المتنورون امراضا اجتماعية حقيقية، وما معنه هذا المصطلح، ام شخصوا ذنوبا ككهنة الدين وزعموا ان ارباب الحضارة غاضبة علينا وتريدنا ان نتوب. | ||
[[تصنيف:مواضيع سوسيولوجية]] | [[تصنيف:مواضيع سوسيولوجية]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٤٨، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤
8 أيار 2018، الأمراض الاجتماعية
هل فعلا هناك شيء اسمه امراض اجتماعية، اليس هذا ادعاءا من اناس يبحثون عن التعالي والسيطرة. اعتقد ان هناك تناقضات او صراعات في المجتمع، لكني لا افهم كيف يمرض المحتمع، ولا اعرف ما هو المجتمع الصحيح او السليم. كل من يستخدم مصطلح امراض اجتماعية يعتبر نفسه مصلحا ومخلصا هاديا مهديا، وهو بالتالي باحث عن موقع سلطة وتعالي.
8 أيار 2018، الأمراض الاجتماعية2
في موضوع الامراض الاجتماعية، هل هي حقيقة ام انها سوء تسمية ام معرفة رديئة. المبالغة في الاستهلاك ومحاولة مجاراة المحيط قد يكون لها ضرورة اجتماعية. الناس تتجمع في فئات وترسم حدود هذه الفئات من خلال تصرفات وطقوس مثل اللباس والاحتفالات والمبالغة في الزينة. كيف ستعرف الفقير من الغني؟ بعض الناس لا يهتم، لكن بعضهم الآخر يريد أن يعاشر فصيلته فقط. حتى الفقير يفضل معاشرة الفقير على معاشرة الغني. لكن متى تصبح المجاراة مؤذية للمجتمع ككل. في المجتمع الاستهلاكي، المجاراة محكومة بالدعاية والتلفزيون. أحياناً كثيرة ينفق الناس خارج حدود قدراتهم ليكونوا مثل الدعاية. المقارنة بينهم وبين الدعاية وبالتالي فالمجتمع كله مشارك فيها وليست مقتصرة على فئة معينة. وهذا قد يؤدي إلى وقوع الناس في الديون. في أمريكا مثلاً لو توقف الناس عن الشراء وحلوا أزمة المديونية فإن الإقتصاد سيتوقف تماماً. في البلدان الأكثر فقراً، الإستهلاك الشديد وإدخال الدعاية الرأسمالية قد يعني كارثة اقتصادية لأن الإقتصاد لا يسمح للناس بسداد ديونهم فالعطالة عالية والأجور زهيدة والأزمات قوية. وهذا حصل في التسعينات في عدة دول نامية. هنا يمكن أن نقول بأن المجتمع مريض، لكن المرض في الدرجة وفي الوسط المحيط وليس في الممارسة نفسها. الاستهلاك مفيد في الراسمالية ومدمر في المجتمعات الزراعية.
8 أيار 2018، مصطلح الأمراض الاجتماعية
ما الغرض من مناقشة مصطلح مثل الامراض الاجتماعية. هل عم اعطي خطبة مثل خط راتب النابلسي، ام عم احكي سياسة، ام عم اتفلسف حيث لا توجد فلسفة. تحدثت سابقا عن نقد مصطلحات ما يسمى بعصر النهضة العربية وما تلاها من عصر الاحزاب. كتاب عصر النهضة نظروا الى انفسهم كمعلمين للمجتمع. وكانوا في ذلك يتفاعلون مع اهم موضوع في تلك الفترة، اي ماذا نفعل بالتحدي الذي يفرضه علينا الغرب من كل الجهات، لغويا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا .... الخ. كيف نرد، هل نتبع هديهم ام نصر على ما نحن عليه. من الواضح انهم اقوى منا واننا هزمنا على كل الصعد وان التدخل الغربي يخترقنا يمينا وشمالا. فما هو الرد المناسب، عما ندافع، وبماذا نحتفظ. مدارس الارساليات في كل مكان، البضائع تغزو الاسواق، الاسلحة الجديدة مخيفة، الافكار معقدة وتتولد كل يوم، الناس مبهورون، الغربيون يتهموننا بالتخلف بالقياس الى تقدمهم، وهم يهاجمون ديننا ويعرفون عن تاريخنا اكثر مما نعرف ويدرسوننا كما يدرس العالم الطبيعة. اذا اعترفنا بالهزيمة فيجب ان نزيد قوتنا ومناعتنا، وربما يجب ان نعرف سر قوتهم وغلبتهم، وربما يجب ان نكون مثلهم. كان رجل الدين هو الطبيب الاجتماعي، يقول لنا ان القهوة من عمل الشيطان وان السيجارة من المنكرات واننا ننهزم بسبب ابتعادنا عن الدين واقترافنا الذنوب، وعندها نعرف كيف نصلح احوالنا. اليوم حتى اهل السلطة والمال يرسلون اولادهم الى مدارس الارساليات ومن ثم الى الجامعات العلمانية. اصبح المتعلمون في هذه المدارس والجامعات موظفي دولة وافندية واصحاب نفوذ. وظهر كاهن جديد اسمه المثقف المتنور. درس في الكليات الغربية وعرف العلوم الحديثة واصبح هو الطبيب والمصلح الاجتماعي. هؤلاء لا يشخصون الحالة بالادوات الدينية وانما بالادوات العلمانية العلمية الحديثة. واعتقد ان مقولة الامراض الاجتماعية هي من تشخيصات مشعوذي التنوير وكهنة الحداثة. عمامتهم طربوش، وكتابهم المجلة، ولغتهم مترجمة، وانبياؤهم فلاسفة اوروبيون مثل رينان. يكتبون موسوعات ويتبادلون المقالات في المجلات ويؤسسون الجمعيات ويتراسلون مع العالم الاخر وملائكته من المستشرقين ويترجمون اخر الابحاث في تاريخنا الذي يسمونه بالتاريخ الاسلامي، وبدؤوا حديثا تاسيس المدارس والاكاديميات اللغوية وطباعة كتب التراث التي حققها الغربيون في بولاق وبيروت واسطنبول. وزاروا اوروبا وتعرفوا على ما يسمونه الحضارة او التمدن. فهل فعلا شخص المتنورون امراضا اجتماعية حقيقية، وما معنه هذا المصطلح، ام شخصوا ذنوبا ككهنة الدين وزعموا ان ارباب الحضارة غاضبة علينا وتريدنا ان نتوب.