«القبلية»: الفرق بين المراجعتين
Faris.atassi (نقاش | مساهمات) |
Faris.atassi (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٢٠: | سطر ٢٠: | ||
تعليقات الناس على عفرين تدل اننا لا نزال نتعامل مع نفس التركيبة المميتة. عشائر وقبائل تتستر بستار القومية والوحدة المجتمعية. واذا قبل بهذه المقولة بعض السوريين العرب فاني لا ارى الا القليل من الاكراد ممن يقبل بها. اي عمل لفصيل عربي يتم تعميمه على العرب، واي عمل لفصيل كردي يتم تعميمه على الاكراد، والكل يتمتع بخطاب الضحية الابدية وينادي بحق تقرير المصير، الذي من المفروض ان القوميات تتمتع به. وبذلك يصبح كل عربي مستعمر وكل كردي خائن، وبالعكس حسب الموقع. هذا باستخدام التعابير القومية. اما باستخدام التعابير الفئوية الاقرب الى الواقع فالوضع يتلخص بان قريتكم هجمت على قريتنا. وبما ان قريتنا تمثل كل قوميتنا وقريتكم تمثل كل قوميتكم، فيمكن ان نقول ان قومية هجمت على اخرى ونطالب بالثار من منطلق الاعتداء على الشرف. المجتمعات الابوية تنقل مفهوم الشرف الى القومية كما تنقل مفهوم القبيلة الى الامة ومفهوم الاب الى القائد الخالد. لكن متى يبرز تهافت الفكر القومي، انه يبرز عندما تظهر الدولة القومية ويتحول حزب التحرير الى ديكتاتورية نسكت عنها لانها من قوميتنا. وعندها نكتشف ان الديكتاتور من قبيلة اخرى ويستعبدنا ونعلنها حرب تحرير عليه باسم قبيلتنا او قوميتنا الاصغر. حق تقرير المصير كان وسيلة من اختراع امريكا لتفتيت الامبراطوريات الاوروبية، ولذلك تستشهد هذه القوميات في منطقتنا بمؤتمر باريس عام 1919 حيث جاء كل زعيم اقطاعية تحول الى بطل قومي ليطالب بدولة القومية التي يكون هو على راسها، مثل صاحبنا فيصل بن حسين وغيره من الاكراد والارمن وكل رعايا الامبراطوريات القديمة المهزومة. في المنظومة الدولية الحالية لا اعتراف الا بالدول القائمة، وكل تغيير للحدود وللدولة المركزية ممنوع. ولذلك لن يجني الاكراد من تحالفاتهم الحالية الا الخيبة والاعداء. اي تغيير للدول القائمة سيقلب الدنيا راسا على عقب. ولا تتخيلون حجم الحدود المفروضة في العالم وماذا يعني وضعها موضع الشك. التفتوا الى انشاء الدولة غير القومية التي تعطي حقوق المواطنة وليس حقوق الاقليات، لا توجد حقوق خاصة الا في الايديولوحيات الانقسامية الاقصائية. لذلك عزيزي الكردي الذي يموت اليوم غيظا من تركيا والعرب، انت اقصائي بقدر ما انت قومي، وكذلك هو جارك العربي الاجدب. وشخصيا اصاب بالغثيان الشديد عندما اسمع تعبير القائد الخالد البرزاني او غيره مثلما اصاب بنفس الغثيان عندما اسمع تعبير القائد الخالد عبد الناصر او الاسد. واحس بالشفقة على اليساريين الذين يجدون انفسهم مضطرين للتنديد بالاعتداء التركي، وذلك احتراما لايام زمان حين كانوا يناضلون مع الاكراد في صفوف الاحزاب اليسارية، ولم ينتبهوا ان كثرة الاقليات في الاحزاب اليسارية ليست الا مؤشر على الطائفية وليس على التخلي عن مقولة الاقلية. ثم ينصدمون ان يساريي الامس قد تحولوا الى قوميين حاقدين على الفاشية العربية دون ان يروا حرجا في صور اوجلان المعلقة على طول الابنية. ماذا يختلف اي حزب يساري يؤمن بالقومية وتعاليم القائد الخالد عن الحزب النازي او الفاشي. هم في هذا مع الاسلاميين سواء. هل ترون اية دولة في العالم تتخلى عن بعض اراضيها برضاها من اجل حق تقرير المصير الذي لا يستطيع احد تعريفه. اتحسر على عذاب الانسان في اي مكان، وساساعده ليتخلص فرديا وجماعيا من العذاب. وساسمي الدخول التركي الى عفرين احتلالا لانه احتلال لاراض سورية. لكني اسعى الى عقد سياسي جديد على اكبر مساحة ممكنة تدخل فيه راغبة كل الاصناف والجماعات بحقوق وواجبات متساوية وسادافع عن هذا العقد. لكني لن ادافع عن فقد اراضي وثروات بحجة حق تقرير المصير. لن اعترف باي وحدة متخيلة على اسس وهمية حالمة وانما بعقود سياسية واضحة. انصح الجميع بالمشاركة والدخول بعقد جديد. | تعليقات الناس على عفرين تدل اننا لا نزال نتعامل مع نفس التركيبة المميتة. عشائر وقبائل تتستر بستار القومية والوحدة المجتمعية. واذا قبل بهذه المقولة بعض السوريين العرب فاني لا ارى الا القليل من الاكراد ممن يقبل بها. اي عمل لفصيل عربي يتم تعميمه على العرب، واي عمل لفصيل كردي يتم تعميمه على الاكراد، والكل يتمتع بخطاب الضحية الابدية وينادي بحق تقرير المصير، الذي من المفروض ان القوميات تتمتع به. وبذلك يصبح كل عربي مستعمر وكل كردي خائن، وبالعكس حسب الموقع. هذا باستخدام التعابير القومية. اما باستخدام التعابير الفئوية الاقرب الى الواقع فالوضع يتلخص بان قريتكم هجمت على قريتنا. وبما ان قريتنا تمثل كل قوميتنا وقريتكم تمثل كل قوميتكم، فيمكن ان نقول ان قومية هجمت على اخرى ونطالب بالثار من منطلق الاعتداء على الشرف. المجتمعات الابوية تنقل مفهوم الشرف الى القومية كما تنقل مفهوم القبيلة الى الامة ومفهوم الاب الى القائد الخالد. لكن متى يبرز تهافت الفكر القومي، انه يبرز عندما تظهر الدولة القومية ويتحول حزب التحرير الى ديكتاتورية نسكت عنها لانها من قوميتنا. وعندها نكتشف ان الديكتاتور من قبيلة اخرى ويستعبدنا ونعلنها حرب تحرير عليه باسم قبيلتنا او قوميتنا الاصغر. حق تقرير المصير كان وسيلة من اختراع امريكا لتفتيت الامبراطوريات الاوروبية، ولذلك تستشهد هذه القوميات في منطقتنا بمؤتمر باريس عام 1919 حيث جاء كل زعيم اقطاعية تحول الى بطل قومي ليطالب بدولة القومية التي يكون هو على راسها، مثل صاحبنا فيصل بن حسين وغيره من الاكراد والارمن وكل رعايا الامبراطوريات القديمة المهزومة. في المنظومة الدولية الحالية لا اعتراف الا بالدول القائمة، وكل تغيير للحدود وللدولة المركزية ممنوع. ولذلك لن يجني الاكراد من تحالفاتهم الحالية الا الخيبة والاعداء. اي تغيير للدول القائمة سيقلب الدنيا راسا على عقب. ولا تتخيلون حجم الحدود المفروضة في العالم وماذا يعني وضعها موضع الشك. التفتوا الى انشاء الدولة غير القومية التي تعطي حقوق المواطنة وليس حقوق الاقليات، لا توجد حقوق خاصة الا في الايديولوحيات الانقسامية الاقصائية. لذلك عزيزي الكردي الذي يموت اليوم غيظا من تركيا والعرب، انت اقصائي بقدر ما انت قومي، وكذلك هو جارك العربي الاجدب. وشخصيا اصاب بالغثيان الشديد عندما اسمع تعبير القائد الخالد البرزاني او غيره مثلما اصاب بنفس الغثيان عندما اسمع تعبير القائد الخالد عبد الناصر او الاسد. واحس بالشفقة على اليساريين الذين يجدون انفسهم مضطرين للتنديد بالاعتداء التركي، وذلك احتراما لايام زمان حين كانوا يناضلون مع الاكراد في صفوف الاحزاب اليسارية، ولم ينتبهوا ان كثرة الاقليات في الاحزاب اليسارية ليست الا مؤشر على الطائفية وليس على التخلي عن مقولة الاقلية. ثم ينصدمون ان يساريي الامس قد تحولوا الى قوميين حاقدين على الفاشية العربية دون ان يروا حرجا في صور اوجلان المعلقة على طول الابنية. ماذا يختلف اي حزب يساري يؤمن بالقومية وتعاليم القائد الخالد عن الحزب النازي او الفاشي. هم في هذا مع الاسلاميين سواء. هل ترون اية دولة في العالم تتخلى عن بعض اراضيها برضاها من اجل حق تقرير المصير الذي لا يستطيع احد تعريفه. اتحسر على عذاب الانسان في اي مكان، وساساعده ليتخلص فرديا وجماعيا من العذاب. وساسمي الدخول التركي الى عفرين احتلالا لانه احتلال لاراض سورية. لكني اسعى الى عقد سياسي جديد على اكبر مساحة ممكنة تدخل فيه راغبة كل الاصناف والجماعات بحقوق وواجبات متساوية وسادافع عن هذا العقد. لكني لن ادافع عن فقد اراضي وثروات بحجة حق تقرير المصير. لن اعترف باي وحدة متخيلة على اسس وهمية حالمة وانما بعقود سياسية واضحة. انصح الجميع بالمشاركة والدخول بعقد جديد. | ||
+ | |||
+ | =8 أيار 2018، المحسوبية والعصبية= | ||
+ | |||
+ | المحسوبية والعصبية ليستا تقريب ابناء العصبية واعطائهم الامتيازات لمساعدتهم، وانما هي استخدام ابناء العصبية واستعبادهم، واستحضار ايديولوجيا الطاعة والتراتبية في المجتمع الابوي. شركاء المتنفذ واعوانه هم غالبا اصدقاؤه بغض النظر عن انتمائهم، لكن خدمه وموظفيه وعبيده هم دائما ابناء عصبيته. في الحقيقة هذه العصبية المزعومة لا تجد تجسيدا واقعيا لها الا عندما يدعو المتنفذ ابناء عصبيته النظرية ليعملوا لديه ويطيعوه. وعندها يتحولون الى شبيحته والمدافعين عنه. الفقير والضعيف ليس لهما عصبية ولا حتى احيانا عزوة، لا احد يريد مساعدتهما او الدفاع عنهما. لم ار التماسك العائلي والعشائري في سوريا الذي تتحدث عنه ايديولوجيا القبيلة وتتفاخر به الا عند وجود المال والسلطة والوظيفة. الولاء ليس للعصبية وانما للمستخدم والمطعم. وكذلك هي الطائفية. لا وجود للطائفة الا بوجود امير الطائفة وتحكمه بتوزيع ثروات وخدمات مقابل الطاعة وليس الولاء. | ||
+ | |||
+ | '''مراد بنيس''' | ||
+ | |||
+ | تقصد مثلا أن آليات مثل الأخذ بالثأر لمجرد وجود رابطة دم حتى في غياب مصلحة مادية لم تعد موجودة؟ | ||
+ | |||
+ | '''Ahmad Nazir Atassi''' | ||
+ | |||
+ | انها موجودة لكنها لا تصنع عشيرة تشبه شبكات المحسوبية التي تسيطر على كل البلدان العربية. انها تصنع جماعات بشرية متعاونة ولا تعطي لجماعة سلطة على اخرى. اعتقد انه يحب التمييز بين العشيرة كتنظيم اجتماعي خارج الدولة وبين العشيرة كتنظيم سياسي يحكمه رئيس شبكة المحسوبية. الحمية للعشيرة في وقت الحرب يختلف عن استخدام ابناء العشيرة كموظفين عند صاحب النفوذ. على الاقل هذه هي فرضياتي. لكني لا ازال اتصارع مع هذا الموضوع. ومن خبرة السنوات الماضية واخر الدراسات عن العشائرية في ظل الامبراطوريات اعتقد ان الدولة تصنع العشائر كجماعات سياسية مرتبطة بها وكمكونات لشبكات محسوبية تتلقى اموالها وسلطتها من الدولة. سؤال بمحله ولطالما ارقني. | ||
[[تصنيف:المجتمع السوري]] | [[تصنيف:المجتمع السوري]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٣٤، ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤
محتويات
9 فبراير، 2019، القبيلة المتخيلة
تعليق على مقال محمد تركي الربيعو "القبيلة المتخيلة"
جميل. عندما تظهر الدولة المركزية تتراجع القبيلة كتجمع سياسي. واوافقك ان الشيخ او الزعامة هو ما يجمع القبيلة. وعلى فكرة الملكية تقوم على نفس الفكرة. هذا من وحي تدريسي للتاريخ القديم. الدولة الحديثة هي اول محاولة لكسر معادلة الملك او الزعيم يساوي الدولة او القبيلة. وتحقق الدولة الحديثة هذا الفصل عن طريق فصل السلطات، وتوزيع السلطة على عدة اشخاص، ثم تداول السلطة بالانتخاب، واهم شيء البيروقراطية التقنية
6 تموز، 2017 - أدوات باب الحارة
لا نعرف كيف نعيش في العصر الحديث، كل ادواتنا من باب الحارة، حتى السياسة خلطنا بينها وبين الدين.
5 آذار، 2018، القبائلية والنخبوية في المجتمع السوري
التحليلات التقدمية واليسارية ليست بافضل حالا من التحليلات الدينية. الاثنتان تقومان على تقييمات معيارية واساسها دفاعي وليس نقدي تحليلي. فمثلا اذا قلت ان ثقافتنا قبائلية، فسيكون الرد هو ان التعميم سيء، وان هناك من لا يحمل مثل هذه العقلية، وانه لا يجوز إلصاق صفة ابدية حتمية باي فاعل اجتماعي، او انك ثقافوي يعتقد ان المجتمع محكوم تماما وكل فرد فيه بثقافته، وان الثقافة صفة مطلقة ابدية عامة لا تتغير وتحكم كل التصرفات. وان هناك من يناضل من اجل التغيير ولا يجب اهمال جهدهم. وان المجتمع متنوع ولا يجوز اطلاق صفة تشمل كل المجتمع. لا اتحدث هنا عن كلام تنفيسي، ولكن عن مفاهيم يمكن استخدامها في التحليل الاجتماعي. اذا اخذنا ايديولوجيا ما وعرفناها وعددنا سماتها. ثم اعتبرناها مثل شحنة، فيمكن القول بالنسبة لفرد ما بانه يحمل جزءا من هذه الشحنة يمكن تقديره بنسبة، مثلا 50% من الشحنة المعيارية. ثم نظرنا الى مجموعة بشرية وقلنا ان هناك توزع احصائي للشحنة بين افراد المجموعة، على نمط التوزيع الطبيعي، اي ان هناك مجال من القيم الوسطية للشحنة هي الاكثر انتشارا. هذا يعني ان معظم افراد الجماعة يحملون قيما متفاوتة للشحنة مع اكثرية منهم يحملون قيمة وسطية. بهذه الطريقة يمكن بناء المفاهيم الاجتماعية التحليلة. واذا اردنا التعميم على مجتمع باكمله مكون من عدة مجموعات فيمكن اتباع نفس الطريقة الاحصائية. بناءا على هذا الفهم، يمكن القول بان القبائلية موجودة في كل المجتمع بنسب متفاوتة. هذه الصورة العامة تظهر بشكل واضح في الازمات المجتمعية حين تختل موازين القوى، وحين تفقد النخب سيطرتها على المجتمع ويتضح ان ما كنا نراه في الاعلام مثلا لم يكن الا صورة مثالية ارادت النخب اظهارها على انها حقائق معممة. اذا سمينا ثقافة النخب بالثقافة العليا وثقافة بقية الشعب بالثقافة الدنيا، فان الازمات تقلب الموازين وتظهر الثقافة الدنيا الى السطح وتفرض نفسها وتصبح الثقافة العليا مجرد ثقافة اقلية. ولهذا السبب يتفاجئ الناس، بعض الناس، من ان الحرب اعادت العصبية القبلية. نعم الحرب قوتها لكنها لم تعدها وانما دفعتها الى السطح وجعلتها فاعلة بدلا من تهميشها كما حاولت النخبة. ان الحرب الداخلية ديمقراطية بمعنى انها تظهر الاغلبية وتكسر احتكار النخب للتمثيل. لا تنصدموا وتقولوا من اي جاءت السلفية والاسلاموية، او من اين جاءت العصبية القبلية، او من اين جاء هذا العنف وهذه الافكار البالية. انها كانت موجودة وعامة وفق الطريقة الاحصائية في الفهم لكن الفكر النخبوي كان يحاول تناسيها. ولا ازعم ان النخبة وثقافها العليا سيئة او استبدادية، ابدا، انها ثقافة الصعود الاجتماعي، وبقدر ما تكون الثقافة العليا جذابة ومسيطرة على وسائل التمثيل من اعلام وغيره، وبقدر ما يكون الصعود الاجتماعي ممكنا ومتاحا بقدر ما تلعب الثقافة العليا دورا تغييريا، حتى لا نقول تحضيريا. ولذلك فان احداث تغيير في الثقافة العليا يمكن ان يكون فعلا ثوريا يؤثر في الثقافة العامة. لكن لهذا شروط اهمها الاستقرار وامتلاك وسائل التمثيل مثل الاعلام. من هذا الفهم الاحصائي يمكن مناقشة الثورات ودورها، ومناقشة التغيير ووسائله، ومناقشة النظام القائم ودوره. اما الدفاع عن مفاهيم نعتبرها معيارية ونطلب من الجميع امتلاكها ونوبخهم لانهم لا ينصاعون لاوامرنا فهو ما نراه بين بعض السوريين من تذمر دائم من غباء الناس وتخلفهم ثقافتهم البالية، ومن دفاع عن صورة يريدونها ان تكون حقيقة وهي ليست الا مفاهيم معيارية ترفعها النخب كصورة مرغوبة عن ذاتها وعن بقية المجتمع وتريد تعميمها او تريد ان تحتكر تمثيلها لتظهر بمظهر العمومية. دون اي تذمر من تخلف الناس وغبائهم، ودون تحميل الحرب تهمة خلق ما لم يكن موجودا، هذا هو مجتمعنا احصائيا وبصورة شاملة. فماذا يجب ان نفعل وما هي الاهداف الواقعية والممكنة.
19 آذار 2018، القبلية السورية خلف ستار القومية والوحدة المجتمعية
تعليقات الناس على عفرين تدل اننا لا نزال نتعامل مع نفس التركيبة المميتة. عشائر وقبائل تتستر بستار القومية والوحدة المجتمعية. واذا قبل بهذه المقولة بعض السوريين العرب فاني لا ارى الا القليل من الاكراد ممن يقبل بها. اي عمل لفصيل عربي يتم تعميمه على العرب، واي عمل لفصيل كردي يتم تعميمه على الاكراد، والكل يتمتع بخطاب الضحية الابدية وينادي بحق تقرير المصير، الذي من المفروض ان القوميات تتمتع به. وبذلك يصبح كل عربي مستعمر وكل كردي خائن، وبالعكس حسب الموقع. هذا باستخدام التعابير القومية. اما باستخدام التعابير الفئوية الاقرب الى الواقع فالوضع يتلخص بان قريتكم هجمت على قريتنا. وبما ان قريتنا تمثل كل قوميتنا وقريتكم تمثل كل قوميتكم، فيمكن ان نقول ان قومية هجمت على اخرى ونطالب بالثار من منطلق الاعتداء على الشرف. المجتمعات الابوية تنقل مفهوم الشرف الى القومية كما تنقل مفهوم القبيلة الى الامة ومفهوم الاب الى القائد الخالد. لكن متى يبرز تهافت الفكر القومي، انه يبرز عندما تظهر الدولة القومية ويتحول حزب التحرير الى ديكتاتورية نسكت عنها لانها من قوميتنا. وعندها نكتشف ان الديكتاتور من قبيلة اخرى ويستعبدنا ونعلنها حرب تحرير عليه باسم قبيلتنا او قوميتنا الاصغر. حق تقرير المصير كان وسيلة من اختراع امريكا لتفتيت الامبراطوريات الاوروبية، ولذلك تستشهد هذه القوميات في منطقتنا بمؤتمر باريس عام 1919 حيث جاء كل زعيم اقطاعية تحول الى بطل قومي ليطالب بدولة القومية التي يكون هو على راسها، مثل صاحبنا فيصل بن حسين وغيره من الاكراد والارمن وكل رعايا الامبراطوريات القديمة المهزومة. في المنظومة الدولية الحالية لا اعتراف الا بالدول القائمة، وكل تغيير للحدود وللدولة المركزية ممنوع. ولذلك لن يجني الاكراد من تحالفاتهم الحالية الا الخيبة والاعداء. اي تغيير للدول القائمة سيقلب الدنيا راسا على عقب. ولا تتخيلون حجم الحدود المفروضة في العالم وماذا يعني وضعها موضع الشك. التفتوا الى انشاء الدولة غير القومية التي تعطي حقوق المواطنة وليس حقوق الاقليات، لا توجد حقوق خاصة الا في الايديولوحيات الانقسامية الاقصائية. لذلك عزيزي الكردي الذي يموت اليوم غيظا من تركيا والعرب، انت اقصائي بقدر ما انت قومي، وكذلك هو جارك العربي الاجدب. وشخصيا اصاب بالغثيان الشديد عندما اسمع تعبير القائد الخالد البرزاني او غيره مثلما اصاب بنفس الغثيان عندما اسمع تعبير القائد الخالد عبد الناصر او الاسد. واحس بالشفقة على اليساريين الذين يجدون انفسهم مضطرين للتنديد بالاعتداء التركي، وذلك احتراما لايام زمان حين كانوا يناضلون مع الاكراد في صفوف الاحزاب اليسارية، ولم ينتبهوا ان كثرة الاقليات في الاحزاب اليسارية ليست الا مؤشر على الطائفية وليس على التخلي عن مقولة الاقلية. ثم ينصدمون ان يساريي الامس قد تحولوا الى قوميين حاقدين على الفاشية العربية دون ان يروا حرجا في صور اوجلان المعلقة على طول الابنية. ماذا يختلف اي حزب يساري يؤمن بالقومية وتعاليم القائد الخالد عن الحزب النازي او الفاشي. هم في هذا مع الاسلاميين سواء. هل ترون اية دولة في العالم تتخلى عن بعض اراضيها برضاها من اجل حق تقرير المصير الذي لا يستطيع احد تعريفه. اتحسر على عذاب الانسان في اي مكان، وساساعده ليتخلص فرديا وجماعيا من العذاب. وساسمي الدخول التركي الى عفرين احتلالا لانه احتلال لاراض سورية. لكني اسعى الى عقد سياسي جديد على اكبر مساحة ممكنة تدخل فيه راغبة كل الاصناف والجماعات بحقوق وواجبات متساوية وسادافع عن هذا العقد. لكني لن ادافع عن فقد اراضي وثروات بحجة حق تقرير المصير. لن اعترف باي وحدة متخيلة على اسس وهمية حالمة وانما بعقود سياسية واضحة. انصح الجميع بالمشاركة والدخول بعقد جديد.
8 أيار 2018، المحسوبية والعصبية
المحسوبية والعصبية ليستا تقريب ابناء العصبية واعطائهم الامتيازات لمساعدتهم، وانما هي استخدام ابناء العصبية واستعبادهم، واستحضار ايديولوجيا الطاعة والتراتبية في المجتمع الابوي. شركاء المتنفذ واعوانه هم غالبا اصدقاؤه بغض النظر عن انتمائهم، لكن خدمه وموظفيه وعبيده هم دائما ابناء عصبيته. في الحقيقة هذه العصبية المزعومة لا تجد تجسيدا واقعيا لها الا عندما يدعو المتنفذ ابناء عصبيته النظرية ليعملوا لديه ويطيعوه. وعندها يتحولون الى شبيحته والمدافعين عنه. الفقير والضعيف ليس لهما عصبية ولا حتى احيانا عزوة، لا احد يريد مساعدتهما او الدفاع عنهما. لم ار التماسك العائلي والعشائري في سوريا الذي تتحدث عنه ايديولوجيا القبيلة وتتفاخر به الا عند وجود المال والسلطة والوظيفة. الولاء ليس للعصبية وانما للمستخدم والمطعم. وكذلك هي الطائفية. لا وجود للطائفة الا بوجود امير الطائفة وتحكمه بتوزيع ثروات وخدمات مقابل الطاعة وليس الولاء.
مراد بنيس
تقصد مثلا أن آليات مثل الأخذ بالثأر لمجرد وجود رابطة دم حتى في غياب مصلحة مادية لم تعد موجودة؟
Ahmad Nazir Atassi
انها موجودة لكنها لا تصنع عشيرة تشبه شبكات المحسوبية التي تسيطر على كل البلدان العربية. انها تصنع جماعات بشرية متعاونة ولا تعطي لجماعة سلطة على اخرى. اعتقد انه يحب التمييز بين العشيرة كتنظيم اجتماعي خارج الدولة وبين العشيرة كتنظيم سياسي يحكمه رئيس شبكة المحسوبية. الحمية للعشيرة في وقت الحرب يختلف عن استخدام ابناء العشيرة كموظفين عند صاحب النفوذ. على الاقل هذه هي فرضياتي. لكني لا ازال اتصارع مع هذا الموضوع. ومن خبرة السنوات الماضية واخر الدراسات عن العشائرية في ظل الامبراطوريات اعتقد ان الدولة تصنع العشائر كجماعات سياسية مرتبطة بها وكمكونات لشبكات محسوبية تتلقى اموالها وسلطتها من الدولة. سؤال بمحله ولطالما ارقني.