«الهوية في الثورة السورية»: الفرق بين المراجعتين
سطر ٣: | سطر ٣: | ||
بناء الجماعات الكبيرة مثل القبيلة والأمة يحتاج إلى هوية متخيلة موحدة توفرها الأيديولوجيا. لكن عندما تفشل تجربة البناء تبدو الأيديولوجيا وكأنها مؤامرة من صنع الزعيم أو النخبة. كل الأيديولوجيات عن بعد (بعد ثقافي وزمني) تبدو غبية وغير مترابطة لكن من شبه المستحيل أن نعرف الآن أن ما نعيشه ليس إلا إيديولوجيا أخرى. طول بالك يا أستاذ حازم. حجم الطعنة في الظهر يشابه حجم الإيمان بأخوة القاتل. | بناء الجماعات الكبيرة مثل القبيلة والأمة يحتاج إلى هوية متخيلة موحدة توفرها الأيديولوجيا. لكن عندما تفشل تجربة البناء تبدو الأيديولوجيا وكأنها مؤامرة من صنع الزعيم أو النخبة. كل الأيديولوجيات عن بعد (بعد ثقافي وزمني) تبدو غبية وغير مترابطة لكن من شبه المستحيل أن نعرف الآن أن ما نعيشه ليس إلا إيديولوجيا أخرى. طول بالك يا أستاذ حازم. حجم الطعنة في الظهر يشابه حجم الإيمان بأخوة القاتل. | ||
+ | |||
+ | =1 شباط، 2017 - الصراع الصفري= | ||
+ | أنا مع هالحكي مية بالمية. السوريين بشكل عام ليسوا وطنيين أي أنهم لا يريدون إنشاء وطن جامع وإنما إما الوصول إلى سلطة ليقمعوا بها الخصوم أو الإنغلاق على رقعتهم الجغرافية وهويتهم الضيقة. سوريا كانت موجودة بالإسم وليس في الواقع وستبقى كذلك حتى ينشأ جيل يؤمن تماماً بانه سوري أي يقبل بتداول السلطة وبالوطن الجامع. حتى ذلك الوقت، يقول الجواز سوري وهذا أبعد حدود هذه الكلمة، شقفة ورق. | ||
+ | |||
+ | Ezzat Baghdadi | ||
+ | updated his status. | ||
+ | Favorites · January 31, 2017 · | ||
+ | سألني شخص ينتمي لأحد الأحزاب اليمينية المعارضة عن طبيعة الصراع بين النظام السوري ومعارضته، ولما عرفت ضحالة معرفته بالحالة السورية حاولت أن أعرف له المعارضة حتى لا يلتبس عليه فهمه للمعارضة كما تمارسها الأحزاب المعارضة في أوربا وواقع المعارضة السورية. لم يكن سهلاً أن أوجز وأوفي لكن فعلت. | ||
+ | لقد عرفته أولاً على قواعد اللعبة السياسية في بلادنا؛ حيث لا يجتمع نظاماً ومعارضته تحت أي غطاء مشترك (إما ، أو) فالرابح يربح كل شيء والخاسر يخسر كل شيء ليقبل بسقف رحمة الرابح أو ينتقل إلى رحمته تعالى أو يخرج من البلاد. لا ينظر للمعارضة على أنها منافس سياسي، بل بديل يسعى للقضاء على النظام والاستيلاء على السلطة. لذلك لايسمع عن المعارضة في فترات الاستقرار، وتنتعش المعارضة عند الاستحقاقات التي تأتي من تزايد الشعور بالغبن داخل المجتمع. هناك مدرستان تصنفان الطرائق التي تستخدمها المعارضات في بلادنا للوصول إلى السلطة، المدرسة الأولى ترى أن سلطة النظام تتأتى من قرارات دولية مرتبطة بالنشأة الاستعمارية للدولة، وتعتمد في نضالها على تحفيز القوى الدولية ذات الصلة للإطاحة بسلطة النظام الحالي وتولية المعارضة عبر قرار دولي، وتعني المعارضة هنا مجموعة الشخصيات التي تسعى للتماهي مع حاجات ورغبات القوى الدولية القادرة على دفعهم إلى موقع السلطة، وتلعب المعارضة دور الوساطة بين القوى الدولية وباقي النخب المحلية وهي بذلك لا تجد في نفسها الحاجة لخلق تيارات أو حركات اجتماعية ولا إلى مخاطبة الجماهير. بينما يرى الصنف الآخر سلطة النظام على أنها الرقعة التي يسيطر عليها النظام وبالتالي تعتمد بنضالها على منازعة النظام بالسيطرة على الأرض وتحتسب هذه المدرسة نقاط الانجاز بالمساحة الجغرافية. على الأغلب تميل الجماعات التي تصنف نفسها إسلامية إلى المدرسة الثانية حيث تساعد إيديولوجياتها الجهادية على تحشيد المقاتلين والأموال في نضالها ضد النظام وفي تبرير أي نتائج كارثية قد تنتج عن الصراع العنيف. بينما تميل الجماعات التي تصنف نفسها علمانية إلى المدرسة الأولى وهي بطبعها غير عنفية لكنها لا تمانع باستخدام العنف الخارجي إذا كان ذلك يخدم وصولها إلى السلطة. | ||
+ | ثم سألني الرجل من أُشجع النظام أو أي من معارضيه قلت له أنا ثورة يعني أريد تغيير قواعد اللعبة. | ||
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]] | [[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]] |
مراجعة ٢٣:٠٠، ١٨ أبريل ٢٠٢١
29 تشرين الثاني، 2015، تطويع المخيلة الجمعية للسوريين
مقالة حازم صاغية تطويع المخيلة الجمعية للسوريين
بناء الجماعات الكبيرة مثل القبيلة والأمة يحتاج إلى هوية متخيلة موحدة توفرها الأيديولوجيا. لكن عندما تفشل تجربة البناء تبدو الأيديولوجيا وكأنها مؤامرة من صنع الزعيم أو النخبة. كل الأيديولوجيات عن بعد (بعد ثقافي وزمني) تبدو غبية وغير مترابطة لكن من شبه المستحيل أن نعرف الآن أن ما نعيشه ليس إلا إيديولوجيا أخرى. طول بالك يا أستاذ حازم. حجم الطعنة في الظهر يشابه حجم الإيمان بأخوة القاتل.
1 شباط، 2017 - الصراع الصفري
أنا مع هالحكي مية بالمية. السوريين بشكل عام ليسوا وطنيين أي أنهم لا يريدون إنشاء وطن جامع وإنما إما الوصول إلى سلطة ليقمعوا بها الخصوم أو الإنغلاق على رقعتهم الجغرافية وهويتهم الضيقة. سوريا كانت موجودة بالإسم وليس في الواقع وستبقى كذلك حتى ينشأ جيل يؤمن تماماً بانه سوري أي يقبل بتداول السلطة وبالوطن الجامع. حتى ذلك الوقت، يقول الجواز سوري وهذا أبعد حدود هذه الكلمة، شقفة ورق.
Ezzat Baghdadi updated his status. Favorites · January 31, 2017 · سألني شخص ينتمي لأحد الأحزاب اليمينية المعارضة عن طبيعة الصراع بين النظام السوري ومعارضته، ولما عرفت ضحالة معرفته بالحالة السورية حاولت أن أعرف له المعارضة حتى لا يلتبس عليه فهمه للمعارضة كما تمارسها الأحزاب المعارضة في أوربا وواقع المعارضة السورية. لم يكن سهلاً أن أوجز وأوفي لكن فعلت. لقد عرفته أولاً على قواعد اللعبة السياسية في بلادنا؛ حيث لا يجتمع نظاماً ومعارضته تحت أي غطاء مشترك (إما ، أو) فالرابح يربح كل شيء والخاسر يخسر كل شيء ليقبل بسقف رحمة الرابح أو ينتقل إلى رحمته تعالى أو يخرج من البلاد. لا ينظر للمعارضة على أنها منافس سياسي، بل بديل يسعى للقضاء على النظام والاستيلاء على السلطة. لذلك لايسمع عن المعارضة في فترات الاستقرار، وتنتعش المعارضة عند الاستحقاقات التي تأتي من تزايد الشعور بالغبن داخل المجتمع. هناك مدرستان تصنفان الطرائق التي تستخدمها المعارضات في بلادنا للوصول إلى السلطة، المدرسة الأولى ترى أن سلطة النظام تتأتى من قرارات دولية مرتبطة بالنشأة الاستعمارية للدولة، وتعتمد في نضالها على تحفيز القوى الدولية ذات الصلة للإطاحة بسلطة النظام الحالي وتولية المعارضة عبر قرار دولي، وتعني المعارضة هنا مجموعة الشخصيات التي تسعى للتماهي مع حاجات ورغبات القوى الدولية القادرة على دفعهم إلى موقع السلطة، وتلعب المعارضة دور الوساطة بين القوى الدولية وباقي النخب المحلية وهي بذلك لا تجد في نفسها الحاجة لخلق تيارات أو حركات اجتماعية ولا إلى مخاطبة الجماهير. بينما يرى الصنف الآخر سلطة النظام على أنها الرقعة التي يسيطر عليها النظام وبالتالي تعتمد بنضالها على منازعة النظام بالسيطرة على الأرض وتحتسب هذه المدرسة نقاط الانجاز بالمساحة الجغرافية. على الأغلب تميل الجماعات التي تصنف نفسها إسلامية إلى المدرسة الثانية حيث تساعد إيديولوجياتها الجهادية على تحشيد المقاتلين والأموال في نضالها ضد النظام وفي تبرير أي نتائج كارثية قد تنتج عن الصراع العنيف. بينما تميل الجماعات التي تصنف نفسها علمانية إلى المدرسة الأولى وهي بطبعها غير عنفية لكنها لا تمانع باستخدام العنف الخارجي إذا كان ذلك يخدم وصولها إلى السلطة. ثم سألني الرجل من أُشجع النظام أو أي من معارضيه قلت له أنا ثورة يعني أريد تغيير قواعد اللعبة.