«السياسة في الثورة السورية»: الفرق بين المراجعتين
(أنشأ الصفحة ب'=17 حزيران، 2016-السياسة ومفهومها في سوريا=\ [https://www.youtube.com/watch?v=kyDWz-o5qTE&fbclid=IwAR3EWNkU2nZl_ayNCDEvM6fqdK8hDdWu4D4wi_wIu...') |
(لا فرق)
|
مراجعة ٢١:٠٩، ١١ أغسطس ٢٠٢٠
=17 حزيران، 2016-السياسة ومفهومها في سوريا=\ عن أزمة السياسة والشأن العام في سوريا
حوار جيد حول معضلة حقيقية. لطن لا أعتقد أن المشاركين خرجوا في تعريفهم للسياسة عن المتداول على الساحة السورية. التعريف الشعبي للسياسة هو المشاركة في عملية تهدف إلى الوصول إلى الحكم (ولا نجزء الحكم إلى تشريعي وتنفيذي إذ أن مفهوم السلطة في سوريا لا يزل شمولياً لا فصل فيه بين السلطات). ثم يأتي مفهوم المجتمع المدني الغربي الأصل ليزيد الأمر تعقيداً. إن تحديد عمل مؤسسات المجتمع المدني بحقوق الإنسان أو الأعمال الخيرية أو الفعاليات الثقافية ليس إلا اختراعاً مفيداً للبلدان االتي وصلت فيها المؤسساتية إلى درجة عالية من التعقيد بحيث أصبح من الضروري فصل الصراع على الحكم عن مراقبة الحكم أو الإهتمام بالجوانب التي تهملها الدولة أو نريد إبعاد الدولة عنها. إنه مفهوم مضاد للدولة يناسب الحالة الغربية. لكنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً يالسياسية من حيث أن المجتمع المدني هو السلطة الخامسة بعد الإعلام. ثم جاء الفكر الإسلاموي لا ليفكك الفكرة الأسدية عن تحريم السياسة لكونها منافسة للأسد وجماعته على السلطة وإنما ليزيد في تحريم السياسة من حيث أنها أعمال متحزبة متعصبة تتنافى مع النظرة المسماة إسلامية والتي ترفض التنافس وتعطي التشريع للإله وةحول السياسيين نظرياً إلى مطبقين لحكم الرب ومنفذين له، غير منحازين ويتمتعون برادع أخلاقي عالي بحيث يكونون منافين للتعصب الحزبي فهم يخدمون الأمة كلها. الحقيقة أن أي عمل في الشان العام (أي خارج الخاص وخارج البيت) هو عمل سياسي: المجتمع المدني عمل سياسي بامتياز والحكم المحلي عمل سياسي والإغاثة عمل سياسي والقتال عمل سياسي والكتابة على الفيس بوك عمل سياسي. بالطبع نحتاج إلى إعادة خلق فكرة الأحزاب والصراع على المناصب الحكومية التنفيذية والتشريعية. لكن في سوريا نحتاج إلى إعادة تعريف العمل السياسي ليشمل أية عملية تفاوضية بين الناس بغية الوصول إلى قرار يلتزم به الجميع. إذا تفاوضت مع جاري على شطف الدرج فهذا عمل خاص. أما إذا تفاوضت مع جيراني على تنظيف الحارة فهذا عمل سياسي لأنه يؤثر في الجميع وعاجلاً أم آجلاً يصبح ملزماً للجميع. يجب أن نخرج من الإطار الضيق للسياسة كونها صراع على الحكم لتتحول إلى فضاء وعمل تفاوضي للوصول إلى قرارات ملزمة للمجتمع المحلي والوطني. يمكن اعتماد مصطلح آخر لهذا العمل مختلف عن مصطلح السياسة المرتبط لغوياً بالقيادة والإدارة. كما يمكن إدخال العمل المحلي واللامركزية الإدارية والسياسية. العمل ضمن أية منظمة هو عمل سياسي. لا نريد أن نجذب السوريين فقط للإنتخابات وإنما أيضاً للنقاش والتفاوض الجماعي المتعلق بما يسمى بالشأن العام. والشأن العام قد يكون على مستوى القرية أو الحي أو المدينة أو المحافظة أو البلد. إذا شاركت في حملة سلل غذائية فهذا عمل سياسي وإذا شاركت في نقد الفصائل المقاتل أو المجموعات الإغاثية فهذا عمل سياسي. لست بحاجة لأن تكون إسلاموياً أو يسارياً لتكون ناشطاً سياسياً. إذا خرجت في مظاهرة أو كتبت لافتة أو عملت دعاية لمدرسة للمهجرين فهذه أعمال سياسية.