«الإسلام والثورة السورية»: الفرق بين المراجعتين
| سطر ٣٨: | سطر ٣٨: | ||
مقالة مثيرة لأفكار كثيرة. أتعاطف مع أية ضحية في هذه الحرب الهوجاء وهذا الجنون الذي يلف الجميع. القصة ببعدها الإنساني مأساة حقيقية. إنها مأساة إمرأة تم إعدامها لأسباب سياسية لكن تحت غطاء ديني. وكل ما تطلبه الأمر محاكمة بدقيقتين وطلقة من "الغلوك" (من أين جاؤوا بهذا المسدس الغالي الثمن والأمريكي الصنع). لكن لا بد من إبداء بعض الملاحظات. لا أريد أن أنتقد السياسة القبلية في الشمال الشرقي لعدم معرفتي بها لكن الحرب هنا ليست بين جماعة البغدادي وقبائل معارضة له (صحوات على حد قول الداعشي) وإنما يبدو لي أنها حرب بين قبائل موالية ومعارضة للبغدادي. وهذه السيدة راحت ضحية لها. الإتهام بالزنا من جانب داعش صحيح شرعاً إذا ثبتت تهمة الردة على الزوج. وبما أن تهمة الردة لا تعتمد على أسس قانونية صلبة وإنما تعتمد على تعريف غائم للإيمان والكفر أساسه سياسي، فأي كان يستطيع إطلاق تهمة الردة وإثباتها. نحن لسنا أمام تطبيق خاطئ للشريعة لأن الشريعة مبنية على حكم ولي الأمر ولا أحد يعرف من هو ولي الأمر إذ لا يوجد دستور ومجلس شعب وإجراءات وإنتخابات وغير ذلك مما يسمونه علمانية وضعية وأنا أسميها إجراءات وقائية ضد ديكتاتورية الصراع السياسي والأحكام المتحيزة. نحن فعلاً أمام نظام قانوني نبيل في نياته وقاصر جداً في إجراءاته ويحتاج إلى "نفض". النقطة الثانية، داعش لديها مخابرات وشعبة سياسية وشعبة نسائية تماماً مثل أية مخابرات عربية. طبعاً لا رأي للشرع في كل هذه الأمور التنظيمية لأن الشرع لا يهتم بها لأنه قائم على حكم ولي الأمر وبعد ذلك كل شيء متروك له. ونجد نفس المأساة عند كل الجماعات "المجاهدة" في سوريا. ولو كان هناك جماعات "علمانية" لرأينا نفس المأساة. إنها العقلية الديكتاتورية التي هي منتجنا الوطني الوحيد على ما يبدو. ثالثاً، الكاتب متألم وأنا أحترم ألمه لكنه يفهم الدنيا ليس بمنظور الحقوق والقانون وإنما بمفهوم العرض والثأر. ويعطينا حديثاً صميدعياً آخر للرسول (الذي لا ينطق عن الهوى) لا نسمع فيه إلا صرخة اقتلوهم «فإن أنا أدركتُهم لأقتلنّهم قتل عاد» دون أي تحديد لهؤلاء "العصاة الكفرة". هذا يعني، لو دارت الدوائر وغلبت جماعته لفعلوا تماماً فعل داعش وبنفس التبريرات. أخيراً، اللغة المستعملة مشبعة بمفردات الجنس-الخطيئة "العار، الإغتصاب، الحرمات، الرجولة، البنات، التهم القذرة". وفي هذا يتساوى خطاب الكاتب مع خطاب داعش. لا أقول للكاتب أنك تشبههم فهو من واقع معين لا يخرج عنه. لكني أتمنى أن أرى اليوم الذي نسمع فيه صوت منطق آخر وواقع آخر. ورحم الله كل من راح ضحية هذه الحرب المجنونة مهما كان وأياً كان. | مقالة مثيرة لأفكار كثيرة. أتعاطف مع أية ضحية في هذه الحرب الهوجاء وهذا الجنون الذي يلف الجميع. القصة ببعدها الإنساني مأساة حقيقية. إنها مأساة إمرأة تم إعدامها لأسباب سياسية لكن تحت غطاء ديني. وكل ما تطلبه الأمر محاكمة بدقيقتين وطلقة من "الغلوك" (من أين جاؤوا بهذا المسدس الغالي الثمن والأمريكي الصنع). لكن لا بد من إبداء بعض الملاحظات. لا أريد أن أنتقد السياسة القبلية في الشمال الشرقي لعدم معرفتي بها لكن الحرب هنا ليست بين جماعة البغدادي وقبائل معارضة له (صحوات على حد قول الداعشي) وإنما يبدو لي أنها حرب بين قبائل موالية ومعارضة للبغدادي. وهذه السيدة راحت ضحية لها. الإتهام بالزنا من جانب داعش صحيح شرعاً إذا ثبتت تهمة الردة على الزوج. وبما أن تهمة الردة لا تعتمد على أسس قانونية صلبة وإنما تعتمد على تعريف غائم للإيمان والكفر أساسه سياسي، فأي كان يستطيع إطلاق تهمة الردة وإثباتها. نحن لسنا أمام تطبيق خاطئ للشريعة لأن الشريعة مبنية على حكم ولي الأمر ولا أحد يعرف من هو ولي الأمر إذ لا يوجد دستور ومجلس شعب وإجراءات وإنتخابات وغير ذلك مما يسمونه علمانية وضعية وأنا أسميها إجراءات وقائية ضد ديكتاتورية الصراع السياسي والأحكام المتحيزة. نحن فعلاً أمام نظام قانوني نبيل في نياته وقاصر جداً في إجراءاته ويحتاج إلى "نفض". النقطة الثانية، داعش لديها مخابرات وشعبة سياسية وشعبة نسائية تماماً مثل أية مخابرات عربية. طبعاً لا رأي للشرع في كل هذه الأمور التنظيمية لأن الشرع لا يهتم بها لأنه قائم على حكم ولي الأمر وبعد ذلك كل شيء متروك له. ونجد نفس المأساة عند كل الجماعات "المجاهدة" في سوريا. ولو كان هناك جماعات "علمانية" لرأينا نفس المأساة. إنها العقلية الديكتاتورية التي هي منتجنا الوطني الوحيد على ما يبدو. ثالثاً، الكاتب متألم وأنا أحترم ألمه لكنه يفهم الدنيا ليس بمنظور الحقوق والقانون وإنما بمفهوم العرض والثأر. ويعطينا حديثاً صميدعياً آخر للرسول (الذي لا ينطق عن الهوى) لا نسمع فيه إلا صرخة اقتلوهم «فإن أنا أدركتُهم لأقتلنّهم قتل عاد» دون أي تحديد لهؤلاء "العصاة الكفرة". هذا يعني، لو دارت الدوائر وغلبت جماعته لفعلوا تماماً فعل داعش وبنفس التبريرات. أخيراً، اللغة المستعملة مشبعة بمفردات الجنس-الخطيئة "العار، الإغتصاب، الحرمات، الرجولة، البنات، التهم القذرة". وفي هذا يتساوى خطاب الكاتب مع خطاب داعش. لا أقول للكاتب أنك تشبههم فهو من واقع معين لا يخرج عنه. لكني أتمنى أن أرى اليوم الذي نسمع فيه صوت منطق آخر وواقع آخر. ورحم الله كل من راح ضحية هذه الحرب المجنونة مهما كان وأياً كان. | ||
| − | [[تصنيف: | + | [[تصنيف:الإسلاميون في الثورة السورية]] |
مراجعة ٠٦:٢١، ٢٧ يوليو ٢٠٢٠
محتويات
13 تشرين الأول، 2012
13 تشرين الأول، 2012، مشاركة بوست معاوية الصباغ
معاوية الصباغ is with Dr-Jameel Daghestani and 6 others. October 13, 2012
مفاهيم تحتاج لإعادة نظر (1)
المفهوم: بما أن الإسلام دين شامل وهو منهج حياة متكامل ويمس كل المجالات والتخصصات، فهذا يعني أن تنظيما إسلاميا هو تنظيم شامل وفيه كل التخصصات التي تستطيع إدارة كل مجالات المجتمع.
أين الخطأ في هذا المفهوم؟
الخطأ هو أن نورث خصائص الإسلام وصفاته للتنظيم. وهكذا يصبح التنظيم هو الشمولي وهو منهج الحياة المتكامل وهو الذي يجب أن يدير شؤون كل المجالات والتخصصات.
إن فعلنا ذلك فإننا نكون قد أخطأنا في عدة أمور أذكر منها اثنين مهمين وخطيرين
أولا: بما أن الإسلام مقدس فإن التنظيم أصبح مقدس وأعضاء التنظيم من أصغر عضو إلى أعلى منصب قيادي فيه أصبح مقدسا وبالتالي كل تصرفات وممارسات وقرارات التنظيم كأفراد وكمجموع أصبح مقدسا
ثانيا: بما أن التنظيم قد ورث صفة الشمولية فهذا يعني أنه يجب أن يحتوي على جميع الوحدات التنظيمية التي يجب أن تحقق الشمولية. أي يجب أن يكون به وحدة تنظيمية تعنى بالفكر وتطويره ووحدة تنظيمية تعنى بالتربية من أجل تربية الأفراد على أفكار التنظيم ووحدة تنظيمية للتشريع ووحدة تنظيمية للقضاء ووحدة تنظيمية لممارسة السياسة ووحدة تنظيمية لممارسة الاقتصاد ووحدة للدراسات والأبحاث ووحدة تنظيمية للشؤون العسكرية ووحدة تنظيمية للشؤون الأمنية ووحدة للشؤون الإعلامية ووحدة للشؤون الإغاثية ووحدة ووحدة ووحدة.... إلخ. نسيت أن أوضح أن هذه الوحدات يجب أن تكون على مستوى الدولة لكي تسير شؤون الدولة بطريقة شمولية. لقد حاولت الشيوعية كنظام شمولي أن تفعل ذلك ولكن الكل يعرف أين أصبحت الشيوعية.
يعلم الجميع أن التنظيمات عبارة عن وسائل تتأسس لإنجاز أعمال قابلة للتحقيق، أي لابد من التخصص في النهاية وإلا لن يستطيع التنظيم إنجاز شيء كمن يحاول حمل بطيختين بيد واحد
لذلك أدعو لتصحيح المفاهيم وفصل خصائص الإسلام المقدسة عن خصائص التنظيم البشرية ومن ثم التخصص وإدارة أمور التنظيم بطرق الإدارة المهنية حتى يستطيع هذا التنظيم إنجاز شيء عملي بدلا من الكلام النظري الذي لايسمن ولايغني من جوع.
21 أيلول، 2013
الشريعة والقانون في الثورة السورية
- 24 ايلول، مقالة محمد هزاع الحراكي على موقع المجلة الدولية، الدولة المدنية والحريات من منظور إسلامي
28 تشرين الثاني، 2015، أوليفييه روا
Olivier Roy: Le Jehadism est une revolt generationelle et nihiliste فهم الثورة السورية يختلف عن فهم أسلمة الثورة السورية ويختلف عن فهم ظاهرة الجهاد العالمي. الثورة السورية كانت رداً على فشل بشار الاسد في مشروعه الإقتصادي. دخول السوريين المغتربين على الخط وأسلمة الثورة كان رداً على فشل الاسد الأب وعلى فشل مشروع العمالة الخليجية. دخول الجهاديين على الخط جزء من مشروع الجهاد العالمي الذي هو في الحقيقة مشروع صعود نجم المال السعودي وتوسعه في أنحاء العالم. إنه مشروع إمبريالي ركب على قطار القضية الفلسطينية والحرب الباردة في أفغانستان والهجرة. العولمة جعلت من هذه التيارات المحلية والإقليمية والعالمية تلتقي وتتفاعل لتخلق حالات باثولوجية غريبة. مشروع الدولة القومية الذي تبنته أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية يفشل أيضاً ولذلك لن يستطيع التعامل مع الأزمة السورية بنجاح ضمن إطار فينا. الأزمة السورية فضحت هشاشة القرن الواحد والعشرين من الحداثة الأوروبية إلى الدولة القومية إلى العولمة النقدية إلى الثورة الرقمية. هذا القرن سيكون قرن التصحيحات الصعبة خاصة في العالم الثالث.
4 كانون الأول، 2015، أنا الرقة لا شيء أكثر
مقالة حازم الحسين أنا الرقة فقط لا شيء أكثر .
مقالة مثيرة لأفكار كثيرة. أتعاطف مع أية ضحية في هذه الحرب الهوجاء وهذا الجنون الذي يلف الجميع. القصة ببعدها الإنساني مأساة حقيقية. إنها مأساة إمرأة تم إعدامها لأسباب سياسية لكن تحت غطاء ديني. وكل ما تطلبه الأمر محاكمة بدقيقتين وطلقة من "الغلوك" (من أين جاؤوا بهذا المسدس الغالي الثمن والأمريكي الصنع). لكن لا بد من إبداء بعض الملاحظات. لا أريد أن أنتقد السياسة القبلية في الشمال الشرقي لعدم معرفتي بها لكن الحرب هنا ليست بين جماعة البغدادي وقبائل معارضة له (صحوات على حد قول الداعشي) وإنما يبدو لي أنها حرب بين قبائل موالية ومعارضة للبغدادي. وهذه السيدة راحت ضحية لها. الإتهام بالزنا من جانب داعش صحيح شرعاً إذا ثبتت تهمة الردة على الزوج. وبما أن تهمة الردة لا تعتمد على أسس قانونية صلبة وإنما تعتمد على تعريف غائم للإيمان والكفر أساسه سياسي، فأي كان يستطيع إطلاق تهمة الردة وإثباتها. نحن لسنا أمام تطبيق خاطئ للشريعة لأن الشريعة مبنية على حكم ولي الأمر ولا أحد يعرف من هو ولي الأمر إذ لا يوجد دستور ومجلس شعب وإجراءات وإنتخابات وغير ذلك مما يسمونه علمانية وضعية وأنا أسميها إجراءات وقائية ضد ديكتاتورية الصراع السياسي والأحكام المتحيزة. نحن فعلاً أمام نظام قانوني نبيل في نياته وقاصر جداً في إجراءاته ويحتاج إلى "نفض". النقطة الثانية، داعش لديها مخابرات وشعبة سياسية وشعبة نسائية تماماً مثل أية مخابرات عربية. طبعاً لا رأي للشرع في كل هذه الأمور التنظيمية لأن الشرع لا يهتم بها لأنه قائم على حكم ولي الأمر وبعد ذلك كل شيء متروك له. ونجد نفس المأساة عند كل الجماعات "المجاهدة" في سوريا. ولو كان هناك جماعات "علمانية" لرأينا نفس المأساة. إنها العقلية الديكتاتورية التي هي منتجنا الوطني الوحيد على ما يبدو. ثالثاً، الكاتب متألم وأنا أحترم ألمه لكنه يفهم الدنيا ليس بمنظور الحقوق والقانون وإنما بمفهوم العرض والثأر. ويعطينا حديثاً صميدعياً آخر للرسول (الذي لا ينطق عن الهوى) لا نسمع فيه إلا صرخة اقتلوهم «فإن أنا أدركتُهم لأقتلنّهم قتل عاد» دون أي تحديد لهؤلاء "العصاة الكفرة". هذا يعني، لو دارت الدوائر وغلبت جماعته لفعلوا تماماً فعل داعش وبنفس التبريرات. أخيراً، اللغة المستعملة مشبعة بمفردات الجنس-الخطيئة "العار، الإغتصاب، الحرمات، الرجولة، البنات، التهم القذرة". وفي هذا يتساوى خطاب الكاتب مع خطاب داعش. لا أقول للكاتب أنك تشبههم فهو من واقع معين لا يخرج عنه. لكني أتمنى أن أرى اليوم الذي نسمع فيه صوت منطق آخر وواقع آخر. ورحم الله كل من راح ضحية هذه الحرب المجنونة مهما كان وأياً كان.