«أنظمة الخليج والثورة السورية»: الفرق بين المراجعتين
(أنشأ الصفحة ب'=2 كانون الثاني، 2016، إعداك نمر النمر في السعودية= كتبت تعليق على اعدام نمر النمر لكني ضيعته! بت...') |
|||
سطر ١: | سطر ١: | ||
− | =2 كانون الثاني، 2016، | + | =2 كانون الثاني، 2016، إعدام نمر النمر في السعودية= |
كتبت تعليق على اعدام نمر النمر لكني ضيعته! بتحصل! المختصر هو أولاً، أن إعدام النمر يمكن أن يكون جزءاً من الإتفاق الإيراني السعودي الأمريكي على سوريا والذي أعتقد أن قتل زهران علوش جزء منه. ثانياً، نظام الحكم في السعودية ديني طائفي، والمعارض النمر ديني طائفي. السعودية حكمت عليه وفق قانونها المعتمد على الشريعة لأنه خرج على ولي الأمر. وهو كشيخ شيعي معارض كان هدفه الخروج على ولي الأمر واستبداله بواحد شيعي يطبق شريعة مشابهة. يعني كيف نحكم على دولة ومعارضة من هذا النمط بمفاهيم حقوق الإنسان وحق التعبير عن الرأي والمعارضة السياسية. ثالثاً، السعودية تعدم الخارج عن طاعة ولي الأمر وهكذا يرون الثورة السورية. موهوم من يعتقد أن السعودية يمكن أن تساعد ثورة في سوريا أو في أي مكان في العالم. رابعاً، النمر تحدث عن ظلم الأسد من وجهة نظر المنظومة الإسلامية التي تعتقد أن الحاكم هو الآمر الناهي والمشرع والمنفذ. أفضل أن أتحدث عن قوانين ظالمة وعن دستور ظالم وعن مؤسسة ظالمة. لم يعد هناك معنى للحاكم الظالم في الدولة الحديثة. هذا المفهوم ينطبق على السعودية حيث التصور القديم للحكم لا يزال قائماً. خامساً، كذلك النمر تحدث عن المظلمومية الأزلية للشيعة وهو بالتالي من جماعة "حقوق الأقليات" في أن تكون أقليات أي في أن تستمر في إنكار مفهوم المواطنة لها ولغيرها. معارض أقلوي طائفي ديني قتله حاكم طائفي ديني لأن الأول خرج عن طاعة الأخير. أعتقد أن هناك إنسجام في الفكر. لا أستطيع أن أحكم على الحادث على أنه خرق لحقوق الإنسان لأن الطرفين لا يؤمنان بها ولا يعملان بها. سادساً، أتمنى من كل الداعين إلى دولة إسلامية في سوريا أن ينتبهوا إلى الإختلاف بين مفاهيمهم ومفاهيم شركائهم في الوطن الداعين إلى دولة الحقوق والمواطنة والمشاركة السياسية القائمة على المشاركة في سن القوانين. هذه المفاهيم لا معنى لها في دولة ولي الأمر وديكتاتورية الأغلبية الدينية القائمة على الغلبة وليس على التوافق والإجماع وفي دولة لا مشرع إلا الله والحاكم مندوب لله يطبق شريعته فقط. هذه المفاهيم القديمة ليست أساس الدين كما يصورها بعض الإسلاميين. السياسة ليست أساس الدين وحتى الشريعة لا تلخص الدين الإسلامي وتختزله فيها. | كتبت تعليق على اعدام نمر النمر لكني ضيعته! بتحصل! المختصر هو أولاً، أن إعدام النمر يمكن أن يكون جزءاً من الإتفاق الإيراني السعودي الأمريكي على سوريا والذي أعتقد أن قتل زهران علوش جزء منه. ثانياً، نظام الحكم في السعودية ديني طائفي، والمعارض النمر ديني طائفي. السعودية حكمت عليه وفق قانونها المعتمد على الشريعة لأنه خرج على ولي الأمر. وهو كشيخ شيعي معارض كان هدفه الخروج على ولي الأمر واستبداله بواحد شيعي يطبق شريعة مشابهة. يعني كيف نحكم على دولة ومعارضة من هذا النمط بمفاهيم حقوق الإنسان وحق التعبير عن الرأي والمعارضة السياسية. ثالثاً، السعودية تعدم الخارج عن طاعة ولي الأمر وهكذا يرون الثورة السورية. موهوم من يعتقد أن السعودية يمكن أن تساعد ثورة في سوريا أو في أي مكان في العالم. رابعاً، النمر تحدث عن ظلم الأسد من وجهة نظر المنظومة الإسلامية التي تعتقد أن الحاكم هو الآمر الناهي والمشرع والمنفذ. أفضل أن أتحدث عن قوانين ظالمة وعن دستور ظالم وعن مؤسسة ظالمة. لم يعد هناك معنى للحاكم الظالم في الدولة الحديثة. هذا المفهوم ينطبق على السعودية حيث التصور القديم للحكم لا يزال قائماً. خامساً، كذلك النمر تحدث عن المظلمومية الأزلية للشيعة وهو بالتالي من جماعة "حقوق الأقليات" في أن تكون أقليات أي في أن تستمر في إنكار مفهوم المواطنة لها ولغيرها. معارض أقلوي طائفي ديني قتله حاكم طائفي ديني لأن الأول خرج عن طاعة الأخير. أعتقد أن هناك إنسجام في الفكر. لا أستطيع أن أحكم على الحادث على أنه خرق لحقوق الإنسان لأن الطرفين لا يؤمنان بها ولا يعملان بها. سادساً، أتمنى من كل الداعين إلى دولة إسلامية في سوريا أن ينتبهوا إلى الإختلاف بين مفاهيمهم ومفاهيم شركائهم في الوطن الداعين إلى دولة الحقوق والمواطنة والمشاركة السياسية القائمة على المشاركة في سن القوانين. هذه المفاهيم لا معنى لها في دولة ولي الأمر وديكتاتورية الأغلبية الدينية القائمة على الغلبة وليس على التوافق والإجماع وفي دولة لا مشرع إلا الله والحاكم مندوب لله يطبق شريعته فقط. هذه المفاهيم القديمة ليست أساس الدين كما يصورها بعض الإسلاميين. السياسة ليست أساس الدين وحتى الشريعة لا تلخص الدين الإسلامي وتختزله فيها. | ||
سطر ٧: | سطر ٧: | ||
Ahmad Nazir Atassi | Ahmad Nazir Atassi | ||
شكراً. أخ مازن هذه نقطة أساسية طال الوقت بنا جميعاً حتى استطعنا التعبير عنها لأنها جزء من الثقافة الشعبية. في الدولة الحديثة أي دولة الفصل بين السلطات لا يشرع الحاكم أية قوانين. هو فقط رئيس الجهاز التنفيذي أو الإدارة أو الحكومة. وهو أيضاً لا يفصل بين الناس في خلافات فهذه وظيفة السلطة القضائية. فكيف يكون الحاكم أو الرئيس او رئيس الوزراء ظالماً فلا هو يشرع ولا هو يقضي. يمكن أن نقول عن بشار الأسد أنه ظالم لأنه يسن القوانين ويقضي بين الناس أي يأمر لهذا على حساب ذاك لأنه يملك كل السلطات. وهذا بالطبع من سمات الدولة القديمة الملكية أو السلطانية أو الخلافتلية. لم يعد الحاكم مسؤولاً عن شاة في الفرات كما كان عمر بن الخطاب وليس يحاكم الخارجين عنه وينفذ حكمه. القانون يضعه مجلس الممثلين ويقضي به القضاء المستقل وينفذه جهاز الشرطة. الظلم يكون في القوانين التي لا توزع الثروة بعدالة أو التي لا تحمي المواطنين أو المستهلكين أو التي تعطي صوتاً للشركات أعلى من صوت المواطنين الأفراد. الظلم هنا بنيوي وموزع على نظام الحكم. الحاكم مجرد واجهة. أنا لا أستطيع أن أقول أن أوباما مثلاً ظلمني في أي شيء إذ لا علاقة مباشرة لي معه. يمكنه أن يعترض على بعض القوانين أو يمكنه أن يرسل بعض القوات (دون إعلان الحرب) لكن لا يمكنه أن يوزع أموال الدولة على هواه أو أن يعتقل من يريد أو أن يعدم من يريد. وحتى إذا شتمته لا يستطيع أن يتعدى علي. وكذلك يلتغي مفهوم عدالة الحاكم ومفهوم الخروج على الحاكم ومفهوم ولي الأمر. رئيس السلطة التنفيذية ليس ولي الأمر هو موظف في مؤسسة فيها آلاف أو مئات آلاف الموظفين. الخروج هنا يعني إما الخروج عن القانون وإما الثورة.تمسك الشريعة الإسلامية بهذه المفاهيم يجعلنا نعتقد أن المنظومة الحاكمة الجيدة تتألف من حاكم عادل هو ولي الأمر يحكم بقانون لا يتغير هو الشريعة. ومن يعترض عليه أو يرفضه (أو ينقض البيعة) فهو مارق خارج عن طاعة ولي الأمر ويجب قتله. هذه العقلية تعود بنا حتمياً إلى النظام الملكي المطلق كما في السعودية. | شكراً. أخ مازن هذه نقطة أساسية طال الوقت بنا جميعاً حتى استطعنا التعبير عنها لأنها جزء من الثقافة الشعبية. في الدولة الحديثة أي دولة الفصل بين السلطات لا يشرع الحاكم أية قوانين. هو فقط رئيس الجهاز التنفيذي أو الإدارة أو الحكومة. وهو أيضاً لا يفصل بين الناس في خلافات فهذه وظيفة السلطة القضائية. فكيف يكون الحاكم أو الرئيس او رئيس الوزراء ظالماً فلا هو يشرع ولا هو يقضي. يمكن أن نقول عن بشار الأسد أنه ظالم لأنه يسن القوانين ويقضي بين الناس أي يأمر لهذا على حساب ذاك لأنه يملك كل السلطات. وهذا بالطبع من سمات الدولة القديمة الملكية أو السلطانية أو الخلافتلية. لم يعد الحاكم مسؤولاً عن شاة في الفرات كما كان عمر بن الخطاب وليس يحاكم الخارجين عنه وينفذ حكمه. القانون يضعه مجلس الممثلين ويقضي به القضاء المستقل وينفذه جهاز الشرطة. الظلم يكون في القوانين التي لا توزع الثروة بعدالة أو التي لا تحمي المواطنين أو المستهلكين أو التي تعطي صوتاً للشركات أعلى من صوت المواطنين الأفراد. الظلم هنا بنيوي وموزع على نظام الحكم. الحاكم مجرد واجهة. أنا لا أستطيع أن أقول أن أوباما مثلاً ظلمني في أي شيء إذ لا علاقة مباشرة لي معه. يمكنه أن يعترض على بعض القوانين أو يمكنه أن يرسل بعض القوات (دون إعلان الحرب) لكن لا يمكنه أن يوزع أموال الدولة على هواه أو أن يعتقل من يريد أو أن يعدم من يريد. وحتى إذا شتمته لا يستطيع أن يتعدى علي. وكذلك يلتغي مفهوم عدالة الحاكم ومفهوم الخروج على الحاكم ومفهوم ولي الأمر. رئيس السلطة التنفيذية ليس ولي الأمر هو موظف في مؤسسة فيها آلاف أو مئات آلاف الموظفين. الخروج هنا يعني إما الخروج عن القانون وإما الثورة.تمسك الشريعة الإسلامية بهذه المفاهيم يجعلنا نعتقد أن المنظومة الحاكمة الجيدة تتألف من حاكم عادل هو ولي الأمر يحكم بقانون لا يتغير هو الشريعة. ومن يعترض عليه أو يرفضه (أو ينقض البيعة) فهو مارق خارج عن طاعة ولي الأمر ويجب قتله. هذه العقلية تعود بنا حتمياً إلى النظام الملكي المطلق كما في السعودية. | ||
+ | |||
+ | =5 كانون الثاني، 2016 - طرد السعودية للسفير الإيراني= | ||
+ | عندما أرى عدد المهللين لمسرحية طرد السعودية للسفير الإيراني وعدد من يقولون "أخيراً قامت السعودية" ويهللون "لحزم المملكة" ويطبلون لمعركة أهل السنة بقيادة السعودية على "المجوس الزردشتين الصفويين" (كلمات لا علاقة لها ببعضها أو بولاية الفقيه) أفهم تماماً قبول السوريين للمال الخليجي لدعم الإئتلاف أو الحركات الجهادية في سوريا، وأفهم كيف استطاع عبد الناصر أن يؤسس لأيديولوجية خلبية هو نفسه لم يؤمن يوماً بها وأن يجر وراءه المريدين، وكيف استطاع الأسد أن يضحك على الذقون بقصة الممانعة والمقاومة، وكيف أصبح نصر الله بطلاً ثم مجرماً، وكيف ستستمر المأساة السورية بتمويل خليجي، وكيف لا يرى الناس أن هذه المأساة بدأت بتمويل خليجي. تذكروا أن السعودية هي من جاءت بحافظ الأسد وهي من دعمت قوات الردع ونظام الأسد إلى آخر لحظة. | ||
[[تصنيف:كتاباتي حسب الموضوع]] | [[تصنيف:كتاباتي حسب الموضوع]] |
مراجعة ٠٦:٠٢، ٢٧ يوليو ٢٠٢٠
2 كانون الثاني، 2016، إعدام نمر النمر في السعودية
كتبت تعليق على اعدام نمر النمر لكني ضيعته! بتحصل! المختصر هو أولاً، أن إعدام النمر يمكن أن يكون جزءاً من الإتفاق الإيراني السعودي الأمريكي على سوريا والذي أعتقد أن قتل زهران علوش جزء منه. ثانياً، نظام الحكم في السعودية ديني طائفي، والمعارض النمر ديني طائفي. السعودية حكمت عليه وفق قانونها المعتمد على الشريعة لأنه خرج على ولي الأمر. وهو كشيخ شيعي معارض كان هدفه الخروج على ولي الأمر واستبداله بواحد شيعي يطبق شريعة مشابهة. يعني كيف نحكم على دولة ومعارضة من هذا النمط بمفاهيم حقوق الإنسان وحق التعبير عن الرأي والمعارضة السياسية. ثالثاً، السعودية تعدم الخارج عن طاعة ولي الأمر وهكذا يرون الثورة السورية. موهوم من يعتقد أن السعودية يمكن أن تساعد ثورة في سوريا أو في أي مكان في العالم. رابعاً، النمر تحدث عن ظلم الأسد من وجهة نظر المنظومة الإسلامية التي تعتقد أن الحاكم هو الآمر الناهي والمشرع والمنفذ. أفضل أن أتحدث عن قوانين ظالمة وعن دستور ظالم وعن مؤسسة ظالمة. لم يعد هناك معنى للحاكم الظالم في الدولة الحديثة. هذا المفهوم ينطبق على السعودية حيث التصور القديم للحكم لا يزال قائماً. خامساً، كذلك النمر تحدث عن المظلمومية الأزلية للشيعة وهو بالتالي من جماعة "حقوق الأقليات" في أن تكون أقليات أي في أن تستمر في إنكار مفهوم المواطنة لها ولغيرها. معارض أقلوي طائفي ديني قتله حاكم طائفي ديني لأن الأول خرج عن طاعة الأخير. أعتقد أن هناك إنسجام في الفكر. لا أستطيع أن أحكم على الحادث على أنه خرق لحقوق الإنسان لأن الطرفين لا يؤمنان بها ولا يعملان بها. سادساً، أتمنى من كل الداعين إلى دولة إسلامية في سوريا أن ينتبهوا إلى الإختلاف بين مفاهيمهم ومفاهيم شركائهم في الوطن الداعين إلى دولة الحقوق والمواطنة والمشاركة السياسية القائمة على المشاركة في سن القوانين. هذه المفاهيم لا معنى لها في دولة ولي الأمر وديكتاتورية الأغلبية الدينية القائمة على الغلبة وليس على التوافق والإجماع وفي دولة لا مشرع إلا الله والحاكم مندوب لله يطبق شريعته فقط. هذه المفاهيم القديمة ليست أساس الدين كما يصورها بعض الإسلاميين. السياسة ليست أساس الدين وحتى الشريعة لا تلخص الدين الإسلامي وتختزله فيها.
Mazen Helwani دكتور تسلم ايدك ... هناك جزئية "لم يعد هناك معنى للحاكم الظالم في الدولة الحديثة" لم أفهم مقصودك منها ... هل تتفضل بشرحها و لك الشكر
Ahmad Nazir Atassi شكراً. أخ مازن هذه نقطة أساسية طال الوقت بنا جميعاً حتى استطعنا التعبير عنها لأنها جزء من الثقافة الشعبية. في الدولة الحديثة أي دولة الفصل بين السلطات لا يشرع الحاكم أية قوانين. هو فقط رئيس الجهاز التنفيذي أو الإدارة أو الحكومة. وهو أيضاً لا يفصل بين الناس في خلافات فهذه وظيفة السلطة القضائية. فكيف يكون الحاكم أو الرئيس او رئيس الوزراء ظالماً فلا هو يشرع ولا هو يقضي. يمكن أن نقول عن بشار الأسد أنه ظالم لأنه يسن القوانين ويقضي بين الناس أي يأمر لهذا على حساب ذاك لأنه يملك كل السلطات. وهذا بالطبع من سمات الدولة القديمة الملكية أو السلطانية أو الخلافتلية. لم يعد الحاكم مسؤولاً عن شاة في الفرات كما كان عمر بن الخطاب وليس يحاكم الخارجين عنه وينفذ حكمه. القانون يضعه مجلس الممثلين ويقضي به القضاء المستقل وينفذه جهاز الشرطة. الظلم يكون في القوانين التي لا توزع الثروة بعدالة أو التي لا تحمي المواطنين أو المستهلكين أو التي تعطي صوتاً للشركات أعلى من صوت المواطنين الأفراد. الظلم هنا بنيوي وموزع على نظام الحكم. الحاكم مجرد واجهة. أنا لا أستطيع أن أقول أن أوباما مثلاً ظلمني في أي شيء إذ لا علاقة مباشرة لي معه. يمكنه أن يعترض على بعض القوانين أو يمكنه أن يرسل بعض القوات (دون إعلان الحرب) لكن لا يمكنه أن يوزع أموال الدولة على هواه أو أن يعتقل من يريد أو أن يعدم من يريد. وحتى إذا شتمته لا يستطيع أن يتعدى علي. وكذلك يلتغي مفهوم عدالة الحاكم ومفهوم الخروج على الحاكم ومفهوم ولي الأمر. رئيس السلطة التنفيذية ليس ولي الأمر هو موظف في مؤسسة فيها آلاف أو مئات آلاف الموظفين. الخروج هنا يعني إما الخروج عن القانون وإما الثورة.تمسك الشريعة الإسلامية بهذه المفاهيم يجعلنا نعتقد أن المنظومة الحاكمة الجيدة تتألف من حاكم عادل هو ولي الأمر يحكم بقانون لا يتغير هو الشريعة. ومن يعترض عليه أو يرفضه (أو ينقض البيعة) فهو مارق خارج عن طاعة ولي الأمر ويجب قتله. هذه العقلية تعود بنا حتمياً إلى النظام الملكي المطلق كما في السعودية.
5 كانون الثاني، 2016 - طرد السعودية للسفير الإيراني
عندما أرى عدد المهللين لمسرحية طرد السعودية للسفير الإيراني وعدد من يقولون "أخيراً قامت السعودية" ويهللون "لحزم المملكة" ويطبلون لمعركة أهل السنة بقيادة السعودية على "المجوس الزردشتين الصفويين" (كلمات لا علاقة لها ببعضها أو بولاية الفقيه) أفهم تماماً قبول السوريين للمال الخليجي لدعم الإئتلاف أو الحركات الجهادية في سوريا، وأفهم كيف استطاع عبد الناصر أن يؤسس لأيديولوجية خلبية هو نفسه لم يؤمن يوماً بها وأن يجر وراءه المريدين، وكيف استطاع الأسد أن يضحك على الذقون بقصة الممانعة والمقاومة، وكيف أصبح نصر الله بطلاً ثم مجرماً، وكيف ستستمر المأساة السورية بتمويل خليجي، وكيف لا يرى الناس أن هذه المأساة بدأت بتمويل خليجي. تذكروا أن السعودية هي من جاءت بحافظ الأسد وهي من دعمت قوات الردع ونظام الأسد إلى آخر لحظة.