«المجالس المحلية في الثورة السورية»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(12 نيسان 2019، عن المجالس المحلية في الثورة السورية)
 
سطر ٧: سطر ٧:
  
 
انا، ولا فخر، عملت على فكرة المجالس المحلية في سوريا، مع المرحوم عمر عزيز واخرين، وترحلت بريف دمشق ومناطق من حماة في هذا السبيل. وعموما، وباختصار شديد، هذا النوع من السلطة الثورية (كان عمر يفضل اعتبارها "لا سلطة"، بل "فسحة" لفضاءات الفرح والمحبة على الطريقة السبينوزية، يسود فيها "زمن الثورة". لم اعد مقتنعا كثيرا بهذا، ولكن عمر افضل مني وأصوب رأيا) لا يمكن خلقه من العدم. لابد من وجود مواطن يتجمع بها البشر ويتواصلون لتبني عليها، إما ان تعتمد على التنظيم العفوي للعمال في مواقع الانتاج على الطريقة السوفيتية، وإما ان تعتمد على البنى الاهلية، كما سيحصل حتما في مجتمع الريف السوري (او المصري والسوداني...الخ)، في هذه الحالة "المجلس" موجود سلفا، عبر القبيلة او وجهاء الضيعة او المشايخ. طبعا الريف السوري ليس بهذه البرية، كان تعويلنا على الفئة المتعلمة الاكثر وعيا سياسيا، او على الفئات الشابة الاكثر فقرا وجذرية في الثورة. مثالا على الفئة الاولى الدكتور عدنان وهبي في دوما، الذي قتله النظام او الاسلاميون (لا ادري حقا)، اما الفئة الثانية فلم تنتج في كثير من الاحيان ما هو افضل من حسن جزرة، وفي النهاية اما انضمت للنصرة واخوتها او ذبحتها النصرة،
 
انا، ولا فخر، عملت على فكرة المجالس المحلية في سوريا، مع المرحوم عمر عزيز واخرين، وترحلت بريف دمشق ومناطق من حماة في هذا السبيل. وعموما، وباختصار شديد، هذا النوع من السلطة الثورية (كان عمر يفضل اعتبارها "لا سلطة"، بل "فسحة" لفضاءات الفرح والمحبة على الطريقة السبينوزية، يسود فيها "زمن الثورة". لم اعد مقتنعا كثيرا بهذا، ولكن عمر افضل مني وأصوب رأيا) لا يمكن خلقه من العدم. لابد من وجود مواطن يتجمع بها البشر ويتواصلون لتبني عليها، إما ان تعتمد على التنظيم العفوي للعمال في مواقع الانتاج على الطريقة السوفيتية، وإما ان تعتمد على البنى الاهلية، كما سيحصل حتما في مجتمع الريف السوري (او المصري والسوداني...الخ)، في هذه الحالة "المجلس" موجود سلفا، عبر القبيلة او وجهاء الضيعة او المشايخ. طبعا الريف السوري ليس بهذه البرية، كان تعويلنا على الفئة المتعلمة الاكثر وعيا سياسيا، او على الفئات الشابة الاكثر فقرا وجذرية في الثورة. مثالا على الفئة الاولى الدكتور عدنان وهبي في دوما، الذي قتله النظام او الاسلاميون (لا ادري حقا)، اما الفئة الثانية فلم تنتج في كثير من الاحيان ما هو افضل من حسن جزرة، وفي النهاية اما انضمت للنصرة واخوتها او ذبحتها النصرة،
المعنى ان الثورة والتنظيم، ان لم يكن ممتدا من المدينة الى الريف، وليس العكس. وبقيادة احزاب ونقابات منظمة بشكل جيد. وبوجود فئة مدينية قادرة على القيادة، بروليتاريا او برجوازية (والقادة الفعليون من ايام روبسبير ودانتون هم فئة متعلمة متوسطة الحال، اي "مثقفون عضويون"، محامون وصحفيون واطباء..الخ لهم حيثية قيادة في طبقة معينة)، فلن يحظى المرء بما هو افضل من محاكم شرعية وامارات حرب، يصبح النظام القديم بالمقارنة معها جنة.  
+
المعنى ان الثورة والتنظيم، ان لم يكن ممتدا من المدينة الى الريف، وليس العكس. وبقيادة احزاب ونقابات منظمة بشكل جيد. وبوجود فئة مدينية قادرة على القيادة، بروليتاريا او برجوازية (والقادة الفعليون من ايام روبسبير ودانتون هم فئة متعلمة متوسطة الحال، اي "مثقفون عضويون"، محامون وصحفيون واطباء..الخ لهم حيثية قيادة في طبقة معينة)، فلن يحظى المرء بما هو افضل من محاكم شرعية وامارات حرب، يصبح النظام القديم بالمقارنة معها جنة.  
 
هل الثوار العرب، خاصة في بلد يمتلك تنظيمات سياسية عريقة مثل السودان، قادرون على ذلك؟ لا ادري. يقيني انهم اكثر تطورا في هذه الناحية من سوريا، من ناحية اخرى فبعض البنى الاهلية عندهم اكثر تماسكا وقوة مما عندنا. ما انا متاكد منه انهم لو استطاعوا فلن يقصروا. وان لم يستطيعوا فالحركة بركة، والعمل طويل النفس، لا يجب ان يكون فقط في مواجهة الجيش والاسلاميين، بل لصياغة قوى مدينية متينة، عمال ومهنيون وطلاب، قادرة على ترويض الجماعة الاهلية وقيادتها، وصولا لتفكيكها نهائيا.  على الاقل ليجد الاخوة الرومانتيكون مستقبلا ما يذرفون الدموع عليه، من جواهر اخلاقية واجتماعية ضائعة، فيقدمون لنا Dichter und Denker حقيقيين، وليس تقليدا من الدرجة العاشرة لحالة لم نعشها يوما.  
 
هل الثوار العرب، خاصة في بلد يمتلك تنظيمات سياسية عريقة مثل السودان، قادرون على ذلك؟ لا ادري. يقيني انهم اكثر تطورا في هذه الناحية من سوريا، من ناحية اخرى فبعض البنى الاهلية عندهم اكثر تماسكا وقوة مما عندنا. ما انا متاكد منه انهم لو استطاعوا فلن يقصروا. وان لم يستطيعوا فالحركة بركة، والعمل طويل النفس، لا يجب ان يكون فقط في مواجهة الجيش والاسلاميين، بل لصياغة قوى مدينية متينة، عمال ومهنيون وطلاب، قادرة على ترويض الجماعة الاهلية وقيادتها، وصولا لتفكيكها نهائيا.  على الاقل ليجد الاخوة الرومانتيكون مستقبلا ما يذرفون الدموع عليه، من جواهر اخلاقية واجتماعية ضائعة، فيقدمون لنا Dichter und Denker حقيقيين، وليس تقليدا من الدرجة العاشرة لحالة لم نعشها يوما.  
 
طبعا الوصفة اعلاه تحتاج مدنا ذات تطور مركب لا متكافئ كبير عن محيطها، مثل بتروغراد او شنغهاي، دمشق والخرطوم والقاهرة ليسوا شنغهاي للاسف، وحلها اذا فيك تحلها.
 
طبعا الوصفة اعلاه تحتاج مدنا ذات تطور مركب لا متكافئ كبير عن محيطها، مثل بتروغراد او شنغهاي، دمشق والخرطوم والقاهرة ليسوا شنغهاي للاسف، وحلها اذا فيك تحلها.

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٤:١٤، ٣ ديسمبر ٢٠٢٤

27 أيار، 2017 - إنشاء المجالس المحلية

To Live in Revolutionary Time Building Local Councils in Syria – It's Going Down

12 نيسان 2019، عن المجالس المحلية في الثورة السورية

Sami Alkayial

انا، ولا فخر، عملت على فكرة المجالس المحلية في سوريا، مع المرحوم عمر عزيز واخرين، وترحلت بريف دمشق ومناطق من حماة في هذا السبيل. وعموما، وباختصار شديد، هذا النوع من السلطة الثورية (كان عمر يفضل اعتبارها "لا سلطة"، بل "فسحة" لفضاءات الفرح والمحبة على الطريقة السبينوزية، يسود فيها "زمن الثورة". لم اعد مقتنعا كثيرا بهذا، ولكن عمر افضل مني وأصوب رأيا) لا يمكن خلقه من العدم. لابد من وجود مواطن يتجمع بها البشر ويتواصلون لتبني عليها، إما ان تعتمد على التنظيم العفوي للعمال في مواقع الانتاج على الطريقة السوفيتية، وإما ان تعتمد على البنى الاهلية، كما سيحصل حتما في مجتمع الريف السوري (او المصري والسوداني...الخ)، في هذه الحالة "المجلس" موجود سلفا، عبر القبيلة او وجهاء الضيعة او المشايخ. طبعا الريف السوري ليس بهذه البرية، كان تعويلنا على الفئة المتعلمة الاكثر وعيا سياسيا، او على الفئات الشابة الاكثر فقرا وجذرية في الثورة. مثالا على الفئة الاولى الدكتور عدنان وهبي في دوما، الذي قتله النظام او الاسلاميون (لا ادري حقا)، اما الفئة الثانية فلم تنتج في كثير من الاحيان ما هو افضل من حسن جزرة، وفي النهاية اما انضمت للنصرة واخوتها او ذبحتها النصرة، المعنى ان الثورة والتنظيم، ان لم يكن ممتدا من المدينة الى الريف، وليس العكس. وبقيادة احزاب ونقابات منظمة بشكل جيد. وبوجود فئة مدينية قادرة على القيادة، بروليتاريا او برجوازية (والقادة الفعليون من ايام روبسبير ودانتون هم فئة متعلمة متوسطة الحال، اي "مثقفون عضويون"، محامون وصحفيون واطباء..الخ لهم حيثية قيادة في طبقة معينة)، فلن يحظى المرء بما هو افضل من محاكم شرعية وامارات حرب، يصبح النظام القديم بالمقارنة معها جنة. هل الثوار العرب، خاصة في بلد يمتلك تنظيمات سياسية عريقة مثل السودان، قادرون على ذلك؟ لا ادري. يقيني انهم اكثر تطورا في هذه الناحية من سوريا، من ناحية اخرى فبعض البنى الاهلية عندهم اكثر تماسكا وقوة مما عندنا. ما انا متاكد منه انهم لو استطاعوا فلن يقصروا. وان لم يستطيعوا فالحركة بركة، والعمل طويل النفس، لا يجب ان يكون فقط في مواجهة الجيش والاسلاميين، بل لصياغة قوى مدينية متينة، عمال ومهنيون وطلاب، قادرة على ترويض الجماعة الاهلية وقيادتها، وصولا لتفكيكها نهائيا. على الاقل ليجد الاخوة الرومانتيكون مستقبلا ما يذرفون الدموع عليه، من جواهر اخلاقية واجتماعية ضائعة، فيقدمون لنا Dichter und Denker حقيقيين، وليس تقليدا من الدرجة العاشرة لحالة لم نعشها يوما. طبعا الوصفة اعلاه تحتاج مدنا ذات تطور مركب لا متكافئ كبير عن محيطها، مثل بتروغراد او شنغهاي، دمشق والخرطوم والقاهرة ليسوا شنغهاي للاسف، وحلها اذا فيك تحلها.


Ahmad Nazir Atassi

عملت مع اصدقاء على موضوع المجالس المحلية لاكثر من سنة وافهم تماما ما تقوله. هذا يزيد من تقديري لكتاباتك لانها مبنية على شيء من الممارسة والعمل الميداني. لكن اسمح لي بالاختلاف معك، انت دخلت التجربة بشروط مسبقة وآراء مسبقة ونظريات مسبقة. تقريبا انت حكمت عليهم بالفشل من البداية. مقاربتنا كانت الحوكمة بغض النظر عن الآليات الادارية، وكنا نعرف تماما ان الوجهاء التقليديين والمشايخ هم من سيتم انتخابهم واستخدمنا مبدا فصل السلطات والمراقبة الاهلية للحد من سلطاتهم. انت امام مهمة بناء مؤسسة خدمية وليس مجلس ثوري او مجلس شعب. ليس لانهم تقليديون فهم فاشلون، المتعلمون ليس دائما دورهم ايجابي. ولم تأخذ بعين الاعتبار ان الناس تتأقلم حسب المنظومة التي يعملون فيها وان الفضاء الاعلى الناظم مثل المانح او الدولة مهم جدا . لقد وجدنا ان القبائل والقرى اقدر على انشاء مثل هذه المؤسسات من المدن. بالنسبة لي وضعت النظريات الاجتماعية والماركسية على عتبة الباب عندما دخلت لانها كانت معيقة اكثر منها مفيدة