«تنظير الثورة»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
سطر ١: سطر ١:
 +
=4 شباط، 2018 - تعريف الثورة=
 +
عرف لي الثوره متل ما بدك واثبت لي انها لا تزال موجودة. لا ناس ولا فكر ولا تطبيق. نحن فقط في حالة فوضى. بدل الثورة وما يتبعها من التزامات غير منطقية، خلينا نحط اهداف جديدة. شو لازم نعمل. لا تقل لي استسلام لكن اعطيني فكرة واحدة عملية على الاقل.
 +
 +
41 Comments
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
لازم تنتهي هالحرب على السوريين ومحاسبة المجرمين وإيقاف نزيف الدم واستباحة الكرامات ... لازم نحاول نساعد السوريين الضحايا والمحتاجين ... لازم نحفظ كرامة الثورة حتى إن ارتأينا انها انتهت وذلك يتم من خلال تحقيق الاهداف والقيم التي ارتبطت بها يومًا ما )الحرية، الكرامة إلخ) ... لازم نتكاتف لمنع المجرمين من الانتصار ولمنعهم من الاستمرار في جرائمهم ولتوفير الظروف لحياة آمنة وكريمة للسوريين ... لازم نحاول نتكاتف ونتعاضد ونتساعد لتحقيق هذه الأهداف وغيرها أو لإبرز ضرورتها لأي حل واقعي وعادل للقضية السورية ...
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
لم اعد استطيع ان ارى الامور بهذا الوضوح. اقنعت نفسي بان هناك نوعان من الفكر، واحد يعتمد على ما يجب ان يكون وهو فكر مبدئي واخلاقي. وهناك فكر يعتمد على ما هو كائن فقط وفي ابعد الاحوال يعتبر ما يمكن ان يكون، لكن ابدا ما يجب ان يكون. ماذكرته انت يدخل بتحليلي في نطاق ما يجب ان يكون وليس ما هو كائن وابدا ما يمكن ان يكون. انت فيلسوف وتمثل العقل البشري سواءا الواقعي او الرغائبي. وانا اعتقد اني متمسك بالواقع فقط كاي فيزيائي. هل في كلامي فهم صحيح ام اسقاطات وخيالات.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
محاسبة المجرمين، مساعدة الضحايا، الحرية والكرامة، منع المجرمين من الإنتصار، حياة آمنة في سوريا. ضرورة هذه الأهداف. أحاول أن ألخص الأفكار، على الأقل تلك التي استشفها من مداخلتك. هذا الأهداف ضرورية من أجل حياة آمنة وكريمة للناس في سوريا. لكن قد أختلف معك في إمكانية تحقيقها. يبدو أن المجرمين انتصروا، وأنه من الصعب محاسبتهم، وأن فهم الحرية والكرامة يختلف من فصيل إلى فصيل ومن أيديولوجيا إلى أخرى. أتفق معك أن هذه رؤية مستقبلية يمكن أن يتبناها الإنسان الفاعل والمتفرج. لكن أرى أن تحقيقها سيأخذ قرناً من الزمن وطريقاً ملتوية جداً وصاعدة وهابطة. أنا طرحت نفسي كمهندس وأعمل على حلول قصيرة الأمد (في خدمة مبادئ بعيدة الأمد). ولا أطلب من الجميع أن يتبعوا مثالي، فلكل إنسان طريقه وأدواته. فإذا بقينا في مجال الرؤية المبدئية (قد تختلف معي في هذه التسمية لمداخلتك)، فإني أعتقد أنه من الضروري توضيح المصطلحات: الجريمة، المجرم، المحاسبة، الحرية، الكرامة، التعاضد.
 +
أعتقد أن كثير ممن يسمون أنفسهم ثواراً ارتكبوا جرائم مماثلة لجرائم النظام، فهل نسيمهم مجرمين وهل نسمي أفعالهم جرائم، أم أن الهدف يبرر الفعل.
 +
هل تقتصر الجريمة على القتل والإيذاء الجسدي والنفسي وهدم الممتلكات وحجز الحريات أم أن هناك جرائم أخرى مثل احتكار السلاح واعتقال المعارضين وفرض الأجندة والإستهتار بأرواح المدنيين عند التخطيط والقيام بعملية عسكرية، قبول المال الخارجي، الإرتهان لقوى خارجية، فرض أيديولوجيا. ثم هناك جرائم أخرى اجتماعية مثل إساءة معاملة النساء المغتصبات، سرقة الممتلكات المهجورة، الثأر دون دليل، الطائفية والتعميم، فرض التعليم الديني، إهمال الصحة النفسية. منذ زمن بعيد ترجمة قانون المرحلة الإنتقالية في جنوب إفريقيا. كان هناك تعريف للجرائم وللمجرمين، وكانت المحاسب تقتصر على الإعتراف والندم. ويبدو أن كل التجارب المماثلة لم تتضمن محاكمات لأفعال ارتكبت خلال الحرب. الإستثناء الوحيد والذي نعتبره قاعدة هو محاكمات النازيين في نورمبرغ. وحتى هذه استهدفت القيادات العليا فقط.
 +
لم يتح للناس منذ بداية المظاهرات وإلى الآن أن يشرحوا ويطوروا مفاهيمهم للحرية والكرامة فبقيت على تعاريفها المستخدمة شعبية وبقيت غائمة ونسبية. قابلنا مجموعة مقاتلين وكان تعريفهم للحرية هو مشاركتهم في أجهزة المخابرات، ولم يناقشوا حتى ضرورتها أو ممارساتها. كل ما كان يهمهم هو عدم احتكار طائفة لأية ممارسة سلطوية من دونهم. العديد منهم لم ير في الدستور السوري والقوانين السورية أية مشكلة. وكلهم اعتبروا أن الأمة هي الطائفة السنية ولذلك يجب أن تحكم. الوحيد الذي أعرف أنه كتب عن الحرية ولم أقرأ كتابه هو ماهر مسعود.
 +
الكرامة مفهوم مرتبط بشبكة مفاهيم الشرف والذكورة والمكانة الإجتماعية. فهل الكرامة هي حقوق الإنسان كما نعرفها اليوم أم أنها شرف الرجل المهدور حين يضربه عنصر مخابرات. الكثيرون لا يرون أي تعارض بين مفهوم الذمية ومفهوم الكرامة. الكثيرون يعتقدون أن الكرامة مرتبطة بالحصول على عمل وأن الدولة مجبرورة بتأمين فرص عمل. هل وجود مخابرات يؤثر على الكرامة والحرية أم أن ممارسة المخابرات هي التي تؤثر.
 +
الإئتلاف مثال من الأمثل على التعاضد. منذ 2011 نشأت مئات المؤسسات والمجموعات من التنسيقية إلى المجلس الثوري إلى المجالس المحلية إلى منضمات الإغاثة إلى الحكومات المؤقتة. قد لا أجانب الصواب إذا قدرت أن 90 بالمائة منها فشل، والباقي يعاني مشاكل كثيرة تضرب في صميم مفهوم التعاضد. قد يكون التعاضد مفهوماً مجتمعياً لا يعني أكثر من القبلية والطائفية. المفهوم المؤسساتي للتعاضد غير موجود تقريباً ولم يدرس أحد أسباب غيابه وفشله من أصغر تنسيقية إلى أكبر مجلس وطني وإئتلاف.
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
لسوء الحظ أنا مشغول كتيرًا حاليًّا لكني سأعقب سريعًا على تعقيبك: هل انتصر المجرمون نهائيًّا ولا مجال لتغيير ذلك؟ لا أظن والمسألة مازالت غير محسومة والمتغيرات كثيرة ولا يمكن البت في ماسيحصل في المستقبل، حتى القريب منه. وحتى لو افترضنا أن المجرمين انتصروا، ماذا يعني ذلك بالضبط؟ هل يعني نهاية المعركة ضدهم بكل أو ببعض أبعادها؟ هل يعني ذلك ضرورة قبولهم وقبول انتصارهم والخضوع لهم؟ هل يعني ذلك نسيان جرائمهم وتاريخهم الإجرامي "العريق"؟ هل يعني ذلك تطبيع العلاقة معهم وكأن شيئًا لم يكن؟ جوابي هو النفي عن الأسئلة السابقة. من الجيد أنك تتفق معي على الرؤية المستقبلية، ويبقى السؤال ما هي التكتيكات التي ترى ضرورة اتباعها لتحقيق هذه الرؤية؟ بالنسبة لتعدد المجرمين وتعدد أنواع الجرائم ووجود درجات مختلفة وكثيرة منها أنا أتفق معك، وأنا أرى ضرورة السعي إلى محاسبة كل المجرمين (المحليين منهم وغير المحليين) سواء من الأنظمة او من القوى غير الحكومية. أختلف معك في ربط الكرامة بمفهوم الشرف وأرى أن مفهوم الكرامة أرقى من مفهوم الشرف لأنه يتعلق بإنسانية الإنسان بغض النظر عن جنسه ومنزلته ومكانته إلخ. وكرامة الإنسان عمومًا مرتبطة بحقوق الإنسان العالمية ولا مجال للتفصيل هنا. وبالنسبة إلى التعاضد لا شك أن لدينا الكثير من التجارب السيئة مع المؤسسات التي أنشأها سوريون أو اهتمت بالقضية السورية لكن هذا لا يمنع من السعي إلى تعاضد أفضل وأرقى قدر المستطاع. تحياتي
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
التعقيب السريع كافي وكثيرون لا يعتبرونه سريعاً. شكراً على المشاركة. أعرف أن المحاسبة صعبة لكني أعرف أن النسيان مستحيل وهما شيئان مختلفان. أما لاإقرار بانتصار المجرم، فقد يكون ضرورة تكتيكية. تطبيع العلاقة يحتاج إلى الفصل بين الأفراد والمؤسسات. كما ذكرت قد لا يمكن محاسبة أكثر من بعض الرؤوس الكبرى وهي إدانة للمؤسسة ممثلة بشخص. لكن الأفراد سيعودون كمواطنين وأعتقد أن التطبيع معهم ممكن وضروري. إذن لا نختلف في المبدأ ولكن نختلف كثيراً في التطبيق ومدى القبول بالإعتبارات العملية والواقعية. لكن ليس هدفي إقناعك باستراتيجيتي في التطبيق، ولكن هدفي التعاون معك لتوضيح وتحديد المفاهيم العامة والمبدئية. فعلى عكس ما يعتقد كثيرون هذه المفاهيم أساسية حتى يعرف من ينخرط في التطبيق متى خرقوها وتاهوا. لا بل هي تساعدهم في التفاوض و إيجاد المخارج وتوليد الخيارات. لن أستطيع التواصل مع "المجرمين" إذا لم يكن تعريف الجريمة واضحاً.
 +
 +
Ezzat Baghdadi
 +
التراجع قليلاً عن التغيير ، تداعي النخب من كل الأطراف من أجل التعاون على:
 +
الاتفاق على آليات تسمح بالعمل المشترك الذي يتجاوز خطوط الانقسام .
 +
الاتفاق على رؤية وخطة مشتركة تضمن تصحيح المناخات العامة و تحويل الأدوات والتفاعلات من الهدم الى البناء.
 +
ساعتها ستكون النتائج طيبة.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
حسب ما كتبه حسام، لايمكن التعاون مع المجرمين. هل تغيروا، ام اننا نتحدث عن اشياء تتخطى تصنيف مجرم وثائر. انت عملي، لكن الجميع يفكر بالواجب والعدالة والمحاسبة. فاين هذه المفاهيم فيما طرحته.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
ما هي النخب، وماهي المناخات العامة، وما هو البناء؟ ليس هناك أطراف متمايزة في طرحك. النظام مثله مثل أي فصيل أو حزب، كلهم متشاركون في التفاعل. ليس هناك مجرم وضحية. هناك فقط خطوط إنقسام. وتعتمد مقولتك على فرضية أن المناخات العامة ستؤثر في أفعال المشاركين وتحولها من أفعال إجرامية هدامة إلأى أفعال إنسانية بناءة. كثيرون سيختلفون معك وسيرون أنك تساوي بين الضحية والجلاد، وأن الجلاد ما أصبح جلاداً إلا بسبب المناخات العامة التي إذا تغيرت فإنه سيجد لنفسه عملاً آخر أكثر فائدة.
 +
قد أشاركك الرأي في أن عملية التغيير أو الإنتقال من مرحلة إلى أخر لا تقوم على تصنيفات مثل مجرمين وضحايا ولكن على تفاعلات قد يتبادل فيها الأطراف أدوارهم فيصبح الضحية جلاداً في لحظة ما وظرف ما. لكن "المناخ البناء" قد يكون مرتبطاً بمفهوم الحق والعدالة، وكذلك "المناخ الهدام" قد يكون مرتبطاً بعكس الحق والعدالة. فكيف يمكنك تجاوز هذه المفاهيم حين تخطط لدفع عملية التغيير في هذا الإتجاه أو ذاك؟
 +
 +
Ezzat Baghdadi
 +
الثورة مصطلح لا يجوز استخدامه من قبل معاصريها، وهو مصطلح للاشارة الى حجم الفوضى والبؤوس الذي يمر فيه مجتمع ما أثناء التحولات الاجبارية الكبرى والى الخلاصىات الفلسفية والأدبية الناتجة عن ذلك، تماما مثلما نتحدث اليوم عن الثورة الفرنسية
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
اتمنى ان يرد حسام الدين درويش على هذا التعريف للثورة.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
المعاصرون قد يكونوا بنائين أو هدامين وقد يتبادلون الأدوار. فإذا منعتهم من استخدام مصطلح الثورة فيمكن أنك تعطي هذا المصطلحا مضموناً إيجابياً. إنه مصطلح خلافي واستخدامه هو في صلب المعركة. وتعريفك للثورة بأنها مجرد تسمية لمرحلة البؤس والفوضى والملازمة للإنتقال والتغيير قد لا يتوافق مع منعك المعاصرين لاستخدامها باعتبار أنها قد تكون إيجابية. ووفق هذا التعريف فإن الثورة حالة عامة وليست حالة فردية. فإذا كانت فردية فيمكن للنظام مثلاً ان يكون ثائراً باعتبار أنه يشارك في البؤس والفوضى.
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
Ahmad Nazir Atassi لا أعرف المرجعية (المعرفية أو الأخلاقية) التي استند إليها الأخ عزت للقول بعدم جواز استخدام مصطلح ثورة من قبل معاصريها. ولا أظن كلامه دقيقًا أو واقعيًّا حين رأى أن مصطلح ثورة يستخدم للاشارة الى حجم الفوضى والبؤس الذي يمر فيه مجتمع ما أثناء التحولات الاجبارية الكبرى والى الخلاصات الفلسفية والأدبية الناتجة عن ذلك. من جهتي أرى أن مصطلح "ثورة" يشير إلى أي تغير جذري في ميدانٍ ما أو إلى أي سعي جدي مؤثر لإحداث هذا التغيير. وعلى هذا الأساس نتحدث عن ثورة علمية او تقنية أو معلوماتية أو طبية أو اقتصادية للإشارة إلى ذلك التغير الجذري. أما في الميدان السياسي فالثورة مرتبطة بإحداث تغيير جذري في نظام الحكم (ذو الطبيعة الاستبدادية غالبًا وربما دائمًا) بالإضافة إلى الثورات ضد الاحتلال الخارجي وما شابه. وفي الأبحاث المعاصرة للثورات التي حصلت أو تحصل في عالمنا المعاصر يتم استخدام هذا المصطلح وله معنى واضح محدد لتمييزه عن مجرد الاضطرابات أو الانقلابات او الحروب الأهلية إلخ. ولكل مصطلح أبعاد وصفية وقيمية ينبغي الانتباه إليها، فثمة فرق كبير بين مصطلحي الثورة والحرب الأهلية أو الاضطرابات أو الانقلابات، ليس من الناحية الوصفية فحسب، بل من الناحية القيمية أو التقييمية أيضًا. وباختصار أقول، من حق أي منا أن يتبنى مصطلحًا ما ويعطيه معنى محدد يعتقد انه مناسب له، لكن لا أرى أن ذلك يعطيه الحق في أن يمنع الآخرين من استخدام هذا المصطلح بمعانٍ أخرى ووفقًا لمسوغاتٍ معرفية وأخلاقية وسياسية كثيرة وكبيرة. تحياتي
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
هذا جدال دائم مع الأخ عزت. يستخدم المصطلحات بمعان جديدة مغايرة للإستخدام الشائع. وأعتقد أن هذا جزء من استراتيجيته العملية. المصطلحات كما ذكرت موجودة في صلب الصراع، وتعريفها هو جزء من الصراع. لكن أحياناً للمصطلحات عطالتها الخاصة، وقد يخشر المرء معركة المصطلح مما قد يؤثر سلباً على معركة التغيير الحقيقي.
 +
 +
Ezzat Baghdadi
 +
حسام الدين درويش بالطبع لم أقصد بتعريفي نقد مصطلح "الثورة" الشائع، ولا أجد في نفسي الكفاءة لذلك. لكن أردت من صياغة التعريف الإشارة إلى أن التغيير الجذري في المجتمعات بالضرورة يولد الفوضى، وأنه أيضاً بالضرورة محفز للصراع المؤلم الذي يسبب البؤس. من الطبيعي أن تضرب الثورات الأنظمة الاجتماعية الهرمة التي لا تتمتع بالمرونة للتكيف مع البيئة. في الثورات يتدمر المجتمع ذاتياً بفعل الفوضى التي تنتج عن عدم اليقين بكفاءة النظام الاجتماعي، ثم تنزع الفوضى إلى الانتظام لينشأ مجتمع جديد من تكيف بقايا المجتمع وهياكله التقليدية والناشئة عن حالة الفوضى مع البيئة الخارجية المحيطة.
 +
يستخدم البعض كلمة الثورة للإشارة إلى حركة احتجاج أو تمرد أو تسلح أو إلى تكتل قوى أو إلى راية أو جماعة محددة . وكل هذه الاستخدامات أجدها غير صحيحة لأن الثورة أشمل من ناحية فواعلها (مع وضد) ومن ناحية مسيرتها الزمنية. وإذا اطلعت على علوم الفوضى لوجدت أن الاختزال في الفوضى غير جائز ولو أنه يجوز في النظم الخطية، ومن هنا أرى أن استخدام مصطلح الثورة من قبل معاصريها هو محاولة اختزال غير جائزة.
 +
ليست الأزمة أزمة مصطلحات لكنها أزمة إدراك، نقول تغيير جذري بسرور لكن دون أن ندرك أن ذلك هو عينه الألم الذي نعيشه. لا يعني ذلك أنني ضد الثورة فأنا راغب بهذه المقامرة.
 +
لا مرجعية أخلاقية في الفوضى
 +
يمكن فهم الاضطرابات الاجتماعية والثورات على أنها خروقات للقيم والقواعد الأخلاقية أو على انها مرحلة من مراحل تغيير القيم والقواعد الأخلاقية للمجتمع.
 +
إن القيم والقواعد الأخلاقية الموجهة للسلوك ليست أزلية، وهي متغيرة بتغير البنيات الاجتماعية وعلاقات التعاون والانتاج التبادلية والبينية. البشر كالنمل و النحل يعيشون في مجتمعات، ويعني وجود مجتمع تعاون أفراده على الإنتاج والحماية من أجل البقاء. يمكن فهم بنية المجتمع من خلال مراقبة السلوك وتحديد القيم والأخلاقيات التي تحكمه. تتطور قيم وأخلاق الجماعات مع تطور بنياتها، وتوفر القيم الأساس للأحكام حول ما هو مهم لنجاح المجتمع في أعماله الأساسية. أما الأخلاق تحدد ما يعتبر صواباً أو خطأ في المسلكيات بناءً على القيم الناظمة. في حالات الفوضى تتحول البنيات بطريقة أسرع من ترسي القيم، ومن جانب آخر يلامس عدم اليقين معظم جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، لذلك تفشل محاولات الفاعلين لتقييم النتائج المحتملة ومخاطرها وفوائدها عند اتخاذ القرارات ذات نتائج غير متوقعة. وبطبيعة الحال، فإن بعض القرارات تنطوي على مخاطر شديدة؛ فقرار دعم الاحتجاجات في سوريا /أو قمعها/ أو تجاهلها يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى على حياة الناس والمجتمع والاقتصاد. وفي مثل هذه الحالات، حيث تكون حياة الآخرين عرضة للخطر، يزداد الإلحاح إلى اتخاذ القرارات دون القدرة على معالجة أوجه عدم اليقين والتعاطيمع الأبعاد أخلاقية .
 +
إذا كان أحدنا يكره العمل دون قواعد أخلاقية فهو شخص هارب من الفوض "الثورة"
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
Ezzat Baghdadi ألف شكر على تعليقك المفيد المطول، ومن الواضح أنه يحتاج إلى الكثير من المناقشات، وهذا غير ممكن في السياق الحالي للأسف، لذا سأركز على بعض أهم ما جاء فيه. 1- من جهة أولى أنت تقول أنك لم تقصد بتعريفك نقد مصطلح الثورة الشائع، لكن من جهة أخرى تقول أن استخدام مصطلح ثورة من قبل معاصريها أمر غير جائز! فإذا لم يكن هذا القول الأخير نقدًا أو يتضمن نقدًا لمصطلح الثورة الشائع فأنا لا أعرف ما المقصود بالنقد هنا؟ هل تقصد أنك تنتقد لكن لا تنقد؟ 2- أنت تقول من جهة أولى أن الاختزال في الفوضى غير جائز لكنك تقوم من جهة أخرى باختزال الثورة إلى الفوضى! فالثورة تتضمن على الأرجح وتفضي غالبًا أو ربما دائمًا إلى فوضى ما قد تكون كبيرة ومدمرة، لكن كل ذلك لا ينفي أن الثورة تتضمن شيئًا ما غير الفوضى والاقتصار على رد الثورة إلى الفوضى وتناسي أو تجاهل أبعادها الأخرى فيه اختزال بالمعنى السلبي للكلمة، وأنا لا أعرف لماذا ترى عدم جواز الاختزال في الفوضى وضرورة الاختزال إليها؟ وحتى إذا اتفقت معك على أن البعض يختزل الثورة إلى حركة احتجاج أو تمرد أو تسلح ... إلخ (وهو أمر نادر الحصول في الأبحاث الأكاديمية وحتى غير الأكاديمية الأجنبية التي اطلعت عليها) فإن رفض هذا الاختزال ينبغي أن يقودنا إلى تعريف الثورة بدقة وتمييزها عن غيرها من الظواهر القريبة منها وليس إلى اختزالها إلى ظاهرة أخرى كما يبدو انك تفعل. 3- طبعًا الاختزال السابق له نتائج كبيرة على المستويين المعرفي والأخلاقي وووو.ويبدو ذلك واضحًا في العدمية الاخلاقية التي يبدو انك تتبناها حيال الثورة التي قمت باختزالها إلى فوضى. ففي هذه الثورة/الفوضى لا يوجد مرجعية أخلاقية والعمل في الفوضى/الثورة هو عمل دون قواعد أخلاقية. وبصراحة يعجز كيبوردي عن إظهار مدى عدم اتفاقي معك لا شكلًا ولا مضمونًا، لا جملة ولا تفصيلًا. وأكتفي بهذا الإعلان عن العجز للتعبير عن موقفي بدون إمكانية الدخول في المحاجة هنا. تحياتي
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
شكرا حسام وشكرا عزت على المشاركة. اعتقد اننا وصلنا الى اقصى ما يمكن فعله على الفيس بوك. من معرفتي بكما فانا اعتقد انكما لا تتكلمان عن نفس الشيء. ولا ازال اعتقد ان عزت يستحوذ على المصطلحات الشائعة ويغير تعريفها مما يؤدي الى اختلاط كبير في ذهن المحاور والمستمع. منطلقات عزت مختلفة، وسوء الفهم باعتقادي يشبه حالة الحلاج عندما قال انا الحق فقتله الناس. واذل ارادوا ان يفهموا قصده لكان ضروريا ان يتعلموا منظومته الفكرية. ساحاول لاحقا ان اوضح المقصود بالاخلاق والفوضى والثورة من منظور عزت.
 +
 +
Oussama Al-chami
 +
الثورة اندلعت، والجماهير قامت بدورها ودفعت كاملا وزيادة ما عليها.
 +
المشكلة إنت وأنا. لا قيادة وطنية من القاعدة.
 +
السبب مفهوم، هو إنك بأمريكا وأنا بفرنسا وحسام بألمانيا وغيرهم وغيرهم.
 +
تم إفراغ البلاد خلال خمسين سنة بعناية فائقة.
 +
اما إن تلتحم النخبة مع الجماهير. وإلا الجماهير سوف تستمر بالسعير حتى نشوء نخبة منها.
 +
الالتحام يقصر عمر الفوضى. وإلا سوف تستمر عشرات السنين حتى تستوي الطبخة.
 +
 +
Oussama Al-chami
 +
ماذا كان يسمي أنفسهم الطرف الثائر في الثورة الفرنسية والثورة البلشفية أستاذ عزت؟
 +
 +
Ezzat Baghdadi
 +
البلاشفة في روسيا وحركة الكادحين الفقراء في فرنسا
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
في الحقيقة كان هناك كثير من الأطراف لكن المنتصر يضع السردية ويقول ما كان في الميدان غير حديدان.
 +
 +
أحمد جميل بكوره
 +
عملية التغيير حرب طويلة وقاسية، مكونة من معارك عدة تربح بعضها، وتخسر بعضها، والثورة مرحلة من مراحل عملية التغيير تحفز وتسرع العمليات المؤدية للتغيير، لكنها تأتي بالفوضى والعشوائية وهدم كل ما هو قائم أيام الأستبدب من اعراف وقيم ومؤسسات، وتخلق حالة من الفراغ يصعب على المجتمع بنخبه ومكوناته ملأها بوقت قصير.
 +
بعد مرحلة الثورة بدأت مظاهر طارئة على المجتمع من سلاح ومؤسسات مدنية وثورية لم يكن له أي دراية بها وبآليات بنائها وعملها، مما زاد الوضع سوء وأطال عمر الأزمة.
 +
لا شك أن معركة بناء مجتمع حر بمؤسساته وقيمه ومعارفه يكون أرضية لحكم رشيد قد خسرناها عدة مرات حتى الآن، لكن لا يعني ذلك أن كفة الحرب مالت لجانب الطواغيت، بل على العكس تكرر التجارب والإخفاقات بنى ويبني قيادات جديدة ونخب تحمل رؤى قابلة للتطبيق على أرض الواقع، لكنها بطيئة الحركة وتفتقد إلى الأدوات والموارد اللازمة لاتمام الطريق، وسوف تجد سبيل لتأمين احتياجتها واتمام طريقها عاجلا أم أجلا.
 +
المهم هو تصدر نخبة من أصحاب الرأي والفكر لانتاج اطار فكري وقيمي يخلق البيئة المناسبة لقيام مجتمع رشيد، يترك تحويل هذا الإطار إلى واقع عملي لهذه القيادات الشابة التي ينقصها الخبرة العلمية لصناعة هكذا اطار.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
تعريفك يقترب من تعريف الأخ معاوية الصباغ أعلاه. وكذلك فإنك تتطرح فكرة دور النخبة. فهل يمكنك أن تتوسع في تعريف النخبة الآن وماذا يمكنها أن تفعل؟ ماهو الهدف القصير الأمد؟ وما هي الأدوات؟
 +
 +
أحمد جميل بكوره
 +
فشلت النخبة في قيادة الثورة فشل ذريع، ولذا أنا ذكرت "أصحاب الرأي والفكر" وحصرت دورهم الآن في دعم القيادات الجديدة التي تصنعها التجارب والخبرات المكتسبة من الأمة الراهنة.
 +
أظن أن انضاج أطار فلسفي للحل في سوريا، من ناحية شكل الدولة وعلاقتها مع المجتمع والقيم الحاكمة والحقوق والواجبات، والعلاقات بين المؤسسات والهيئات الحكومية والمدنية سوف تسهم بشكل كبير في توضيح طريق الحل أمام المجتمع والقيادات التي بدأ بإفرازها، ويجاوب عن كثير من الأسئلة والتحديات التي عجزت حركة التغيير على مر السنين الماضية عن الاجابة عنها.
 +
 +
أحمد جميل بكوره
 +
الإطار الفلسفي الذي سوف يتم انتاجه من خلال النخب الفكرية والعلمية في المجتمع مسؤولة بشكل أو بأخر عن تطوير أدوات ووسائل ايصال ما أنتجت إلى الفئات المستهدفة، كلا بحسب مهمته وثقافته.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
اوافقك اننا بحاجة لاطار فلسفي. لكني لا اعرف اذا كان يظهر من رحم التجربة ام من جلسات نقاش. القيادات على الارض لا تعير بالا للمنظرين. هذه مشكلة اخرى.
 +
 +
أحمد جميل بكوره
 +
أنا لا أتكلم عن "القيادات" غير قيادية التي تصدت للعب دور لا تتقنه ودخلت معتركات واستحقاقات دولية لا تملك أي قوة تجاهها، في مجتمع دولي لا يؤمن إلا بالقوة والمصلحة، وحصلت على فرصة لاثبات نفسها وفشلت.
 +
اتكلم عن قيادات واعية تنشئ من رحم المعانة الطويلة التي مرت بها سوريا، تبحث عن مصادر الحكمة وتتبنها مع تقدير واحترام مصادرها، لأنها براعم قيادية واقعية، تقدر خصائصها الذاتية بشكل جيد، وما ينقصها بشكل ممتاز.
 +
 +
 +
Mahmoud Jisri
 +
ليس بالضرورة أن ترتبط الثورة بنظام محدد بل بالعكس أغلبها فوضى.
 +
الثورة فكرة بل ربما اصبحت معتقد عند البعض و إن لم تكن ترى وجودها فهذا شيء مؤسف.
 +
هي فكرة ضد المستبد هي فكرة ضد الاستبداد وهي أيضا فكرة ضد حقارة الديكتاتورية و أعوانها و هي أشياء كثيرة غير ذلك أيضا. أنت تبحث عن نظام و عن فكرة جامعة وربما ثورة يوتوبية و هذا ما نتمناه جميعا و لكن يبدوا أن الشعوب تحتاج المزيد من أشياء كثير أهمها الفكر و الوعي لتنضج.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
الفكر هو ما أسعى إليه
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
الثورة كرمز، يجب ان اضيف هذا. مشكور
 +
 +
Mahmoud Jisri
 +
تمام.
 +
لتوضيح مصطلح الفوضى و الثورة.
 +
عندما يسيطر المستبد و يعمل على تردي المجتمع و قيمه و يزداد النفاق و الفساد و محاباة السياسيين الفاسدين و الكثير الكثير من الأمور التي تكون من نتائج الاستبداد و الفساد و يحصل الانفجار تكون النتيجة في البداية فوضى (في الوضع السوري حصل الانفجار من قبل كثير من الفئات فمنهم مظلوم جرى قمعه و منهم مفكر شاهد الظلم و منهم الحالم و منهم الحانق و الحاقد و يطول المجال عن حصر هذه الفئات و لكنها كلها كانت تثور ضد شيء ما).
 +
البلد لا يوجد به حكم ديمقراطي و لا مؤسسات مجتمع مدني وهذا مما زاد في الفوضى بشكل كبير و من العوامل التي زادت بهذه الفوضى الدول و مصالحها و استخباراتها و كان نظام الاستبداد يظن أن الفوضى هذه في صالحه أيضا وساعد في زيادتها.
 +
المهم هذه الفوضى هي مجرد بداية و ليس بالضرورة أن تستمر هذه الفوضى بل من الضرورة أن تنتهي في وقت ما. 7 سنوات هي مدة طويلة جدا في نظرنا و لكنها لا زالت قصيرة في عمر التاريخ.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
اكيد قصيرة في عمر التاريخ. الحانق والحاقد، تصنيفات مفيدة. ليس كل مظلوم ثائر مفيد. اكثرهم حاقدون يريدون الثار وهذا ما يزيد الفوضى.
 +
 +
=5 شباط، 2018-تعريف الثورة 2=
 +
السؤال السابق الذي طرحته عن معنى الثورة وهل لا نزال في كرحلة ثورة وما هي التبعات العملية لهذا. أرى من الضروري تلخيص المداخلات حتى نتمكن من دراسة "الحالة" من خلال هذا المصطلح بالذات.
 +
1- يبدو لي أن مفهوم الثورة قد تغير عند البعض (لا أعرف النسبة) من سيرورة تغيير إيجابية وبناءة إلى سيرورة تغيير فقط أي يمكن أن تكون هدامة وفوضوية.
 +
2- البعض يعتقد أن الثورة "الحقيقية" (أي بالمعنى القديم الإيجابي) قد انتهت لكن سيرورة التغيير (الهدامة أو البناءة) لا تزال جارية.
 +
3- هناك تركيز على جذرية التغيير الحاصل وعلى ضرورة التخلص من "العجالة" في رؤية النتائج؛ فالثورة كعملية تغيير ستأخذ عدة عقود من الزمن وأجيال من البشر.
 +
4- الثورة كسيرورة مجتمعية مختلفة عن الثورة كأهداف ومبادئ. هذه الأخيرة باقية لأنها تعيش في عالم فكري وقيمي وليس في عالم الممارسة اليومية. الربط بين القيم والممارسة اليومية قد يكون صعباً لكن فكرة التخلي عن هذا الرابط نهائياً ليست مطروحة.
 +
5- الثورة السورية كإرث جمعي تتكرس كل يوم، لكن سيكون هناك جدال حول مراحلها وتحولاتها وأهدافها المرحلية والعامة.
 +
6- مفاهيم الحرية والكرامة كشعارات لم تدخل بعد حيز الجدال العلني، لكني أعتقد أن هذا الجدال يظهر في العداوة بين التيار الإسلامي والتيار العلماني (إذا جازت التسمية). وطيف المعاني يبدأ من العرف والثقافة الشعبية ولا ينتهي عند التعريف العالمي لحقوق الإنسان.
 +
7- من الصعب التخلي عن مسألة أن الجريمة بينة والمجرم بين والضحية بينة، وبالتالي عن مسألة المحاسبة. قد نعترف بالهزيمة لكن لن نعترف بالهزيمة المبدئية والأخلاقية. فالعدالة والحق باعتقادي، مثل الحرية والكرامة، جزء من الثقافة متجذر. كل ما اطمح إليه هو إدخال هذه المفاهيم "المتعارف عليها" إلى حيز النقاش. إذا كان لا بد من الإعتراف بالهزيمة فإن لذلك تبعات هائلة من ناحية الحق والعدالة والحرية والكرامة يجب أن نتعرف عليها وأن نحددها.
 +
8- لا نعرف كيف نؤطر التفاوض مع النظام في حالة الهزيمة. هل هو استسلام أم تطبيع مع المجرمين أم قبول بالأمر الواقع أم حاجة لوقف إراقة الدم.
 +
9- هناك فرق الآن بين الثورة (بأي معنى كانت) وبين الحرب (أي إراقة الدماء) والجميع يريد وقف الحرب، لكننا لا نعرف كيف. باعتقادي ذلك لأننا لا نعرف كيف نتعامل مع المبادئ العليا، فلا هي معرفة ولا هي مطروحة للنقاش.
 +
10- مفهوم النخبة الرائدة يعود باستمرار في نقاشات السوريين. نحتاج إلى نخبة "عارفة ورشيدة" لتقود وتصحح المسار وتخرجنا. بالنسبة لي هذا يأتي من اعتقاد بأن "الأغبياء والسفهاء" هم من يقودون المرحلة. لكن لا أحد يعطي تعريفاً "للنخبة الصالحة" ولا كيف نجدها ولا كيف يمكن أن تتصرف حتى تحقق الأهداف المرجوة. هذا نقاش آخر أتمنى أن ندخله. قضية النخبة ليست مجرد نقاش نخبوي وإنما حاجة إجتماعية وسياسية وتكتيكية. لا يمكن أن تصوغ المطالب وتفاوض عليها دون "نخبة". ما مدى "نخبويتها" أو رشادها أو صلاحيتها أو مشروعيتها، كل ذلك يبقى غامضاً.
 +
11- مفهوم النخبة يبدو مرتبطاً بمؤسسة. لكن لا نعرف أية مؤسسة ولا كيف يمكن بناؤها ومن أين تمويلها ومن يضبط عملها. من أعراض الحداثة الإعتقاد بدور المؤسسة في الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية. لكننا في مجتمعاتنا التقليدية (ولا أعرف إلى أي مدى) لا نزال نناقش أساسيات المؤسسة ولم نصل بعد إلى أمورها العملية التطبيقية. الموجود على الساحة هو "الشكل التقليدي للمؤسسة" أي شبكة المحسوبية أو القبيلة أو الطائفة. فالدولة نفسها ليست أكثر من عصابة.
 +
 +
Ali Rekmani
 +
لا أرى أن التاريخ سيذكر ما حدث في سوريا على أنه ثورة. كل الدلائل تشير إلى مصطلح حرب أهلية، حدثت في ظل نظام كان يمر بمرحلة ضعف وفساد وتفسخ أمني وعسكري. ما حدث في لبنان ١٩٧٥ هو التشبيه الأقرب.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
تمرد على السلطان تدخلت فيه القبائل. لا حاجة لتصنيفات حديثة، التصنيفات القروسطية كافية.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
حسام الدين درويش نعم مذهل ومريع. لكني اعتقد ان هذا الوصف ينطبق على اكثرية المشاركين اليوم. وعلى اغلبية الاحداث. التمرد على السلطان ليس سيئا بالضرورة لكنه ليس له اطار سياسي ومؤسساتي واهداف. القبائل هي كل الولاءات غير الوطنية. اعتقد ان هذا التحليل مفيد نظريا اكثر بكثير من مفهوم الثورة.
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
Ahmad Nazir Atassi أختلف معك تمامًا، أعتقد أن ما حصل في سورية منذ عام 2011 حتى الآن يتجاوز الأدوات التصنيفية المعاصرة ويتطلب رؤية مفهومية ومعرفية جديدة. ولا أرى في العودة إلى المقولات والتصنيفات القديمة إلا استسهالًا يفضي إلى التعمية أكثر مما يسهم في التوضيح. ما حصل فيه أبعاد محلية وإقليمية ودولية تتجاوز كل ما عرفته البشرية في عضر القبائل والسلاطين. طبعًا أنا لا أقول أن مفهوم الثورة كافٍ لوصف أو توصيف وتقييم ما حصل، لكنه ضروري إلى جانب مفاهيم أخرى كالحرب الأهلية والحرب بالوكالة والحرب العالمية إلخ لكن تعقيد ما حصل يتطلب رؤية أوسع غير أحادية ولا تستهل العودة إلى استخدام مفاهيم ماضية. تحياتي
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
أنا أشتغل على مسألة التسمية منذ مدة وفاجأني أن معظم من يستخدمون مفهوم الحرب الأهلية لتوصيف ما حصل غير مطلعين على معايير الحرب الأهلية وفقًا للتصنيفات البحثية والأكاديمية، ولا يدركون الأبعاد القيمية للمقولات والمفاهيم التي يستخدمونها. على كل حال يبدو لي ان من بدأ أو أصر على استخدام مصطلح الحرب الأهلية أو الطائفية أو القبلية أو ماشابه لوصف ما حصل وييحصل هو تحت تأثير انفعال ونفور أكثر من كونه متأمل ومفكر فيما يقوله ويحصل في الواقع. سلامات
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
لا اريد ان اخلط بين ما يحدث في سوريا وبين ما يقوم به السوريون. ماحدث ويحدث يحتاج بالتاكيد الى مفاهيم جديدة وقد ذكرت لك سابقا نظرتي عن الاهمية العالمية لما يحدث في سوريا. لكن افعال السوريين انفسهم لا تبدو لي خارجة عن اطار التمرد على السلطان. كل الفصائل الاسلامية تراها مذلك. ووعي كثير من السوريين للاحداث ليس اعقد من هذا. يمكن ان نكون قروسطيين في عالم الحداثة.
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
Ahmad Nazir Atassi وأخيرًا أقول يبدو لي ان توصيفك لما يحصل وبحثك عن حلول له أو مخرج منه لا يأخذ كثيرًا في الحسبان قوة العوامل الخارجية غير السورية وفاعليتها الأكبر
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
Ahmad Nazir Atassi لا يمكن الفصل بين الإثنين. والترابط بينهما أكبر وأعقد وأوثق من أن يتم فصله حتى في تجريدٍ نظريٍّ اوليٍّ
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
التسمية جزء من المعركة. تسمية الحرب الاهلية روج لها الغرب لتبرير ابتعاده الظاهري. بغض النظر عن التعريفات الاكاديمية، لم تكن الحرب في سوريا حربا بين الاهالي الا في حالات منفردة. ولذلك اصر على وجود كلمة السلطان. انها اليوم صراع على السلطة. اما التدخل الخارجي فهو طبقة من عشرات الطبقة التي تكون البصلة السورية. كلها مترابطة لكن ايضا كلها لها وجود منفصل. ماساة سوريا من صنع السوريين. حسب تعريفك، اعتقد اني ثقافوي، مع الكثير من التحليل الذي قد يبدو تبريرات نخبوية. مرة اخرى، طرات علي تغييرات جذرية في السنة الاخيرة، وانا لا اريد اقناع احد وانما ابقاء الحوار قائما دون صدمات قاتلة. اعتقد ان لدي الكثير لاقوله وبا اريد ان يضيع ذلك في دوامة الصدمات.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
انت تبحث في التسمية وانا ابحث في المنظومة. هذا تلخيص عظيم لاختلافنا. لكن اعتقد ان الحوار ضرورة للمشروعين. ولا مانع عندي ان يكون الحوار فجا في طروحاته، هذا من ناحيتي، ولا اعرف موقفك.
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
Ahmad Nazir Atassi سأتابع ما تقوله ولن أقاطعك إلا في الحدود الدنيا لكن أود أن أشير إلى أمر واحد لطرافته. عندما تكون الحرب بين الأهالي بدون تدخل السلطان أو الحكومة لا يمكن وفقًا لكل تصنيفات الصراعات أن يتم تسميتها بالحرب الأهلية. ففي الحرب الأهلية يجب أن تكون الحكومة أو السلطة الحاكمة مشاركة فيها أما إذا كانت حربًا بين الأهالي فهي ليست حربًا أهلية. تحميلك السوريين مسؤولية مأساة بلدهم، أمربحاجة إلى توضيح ونقاش، لكن يبدو لي أنني أختلف مبدئيًّا مع هذا الحكم لأكثر من سبب .... سلامات
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
لطالما تساءلت عن ذلك. الحرب بين الاهالي ليست اهلية. نعم ساكتفي اليوم سلامات.
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
Ahmad Nazir Atassi خود راحتك وأنا سآخد راحتي عندما أرى ذلك مناسبًا. اهتمامي بالتسمية جاء لانها ليست شكلية كما قد يظن، بل هي تعبر عن مضامين كثيرة وأظنها ترتبط بالمنظومة بقوة أيضًا
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
عظيم اتفقنا.
 +
no pain, no glory
 +
شكرا صاحبي
 +
 +
Ali Rekmani
 +
أن ترفض تسمية ما يجري في سوريا بالحرب الأهلية فربما هذا أقرب إلى الانفعال والعاطفة منه إلى القراءة الحيادية لما حدث ويحدث. كل الشروط متوفرة لاعتبارها حرباً أهلية، وهي قرائن لا يمكن تكذيبها، وليست مبنية على مجرد فرضيات أو وجهات نظر وتسويقات إعلامية.. إن كنت تقصد التدخلات الخارجية فهذه كانت دوماً جزءاً من الحروب الأهلية، والتي يتم تعريفها على أنها حراك مسلح منظم بغرض قلب نظام الحكم وتسلّم السلطة في المركز أو في أطراف الدولة، وبشكل يؤدي إلى صدامات تثمر عن خسائر بشرية مرتفعة العدد. لا أتفق مع فكرة أن الحراك المسلح ولد لاحقاً، وبشكل تدريجي، وإلا كان من السهل القضاء عليه في المهد. المنشقون عن المؤسسة العسكرية هم دليل على التفسخ والفساد الذي ضرب تلك المؤسسة، ولكن من الساذج اعتبار هؤلاء غير منظمين أو لا يشكلون جزءاً من حراك مسلح منظم، وبالتالي كل ما حدث في سوريا يدخل ضمن التعريف الموضوعي للحرب الأهلية.
 +
 +
حسام الدين درويش
 +
أخ علي ما حصل في سورية منذ بداية 2011 حتى الآن لا يمكن اختزاله بمصطلح الحرب الأهلية (لا بالمعنى الوصفي ولا بالمعنى القيمي أو التقييمي) بأي حال من الأحوال. ولهذا ينبغي أخذ تسميات أخرى (كالثورة والحرب بالوكالة والحرب الدولية أو العالمية ...إلخ) كما ينبغي الانتباه إلى ضرورة اختلاف التسميات وفقًا لتحقيب ما حصل والمتغيرات الكثيرة والكبيرة التي طرأت واختلفت من حقبة او مرحلة إلى أخرى. وللحرب الأهلية معايير لا ينطبق عليها ما حصل في سورية انطباقًا تامًّا أو دائمًا. فمن معاييرها مثلًا حصولها في أراضي دولة واحدة، وهذا غير دقيق إذا تذكرنا أنها حصلت في سورية والعراق ولبنا ووو وإذا تذكرنا أن الحرب في سورية هي جزء من الحرب على الإرهاب الحاصلة في بلاد كثيرة أخرى. وإذا أخذنا بعين الاعتبار كثافة المشاركة غير السورية في هذه الحرب ربما تبين لنا أن وصف ما حصل بالحرب الأهلية (فقط) وصف غير دقيق مطلقًا. وازدياد قوة العوامل الخارجية يجعل ما حصل ينتمي في كثير من الأحيان إلى تسميات مختلفة. الأمر أكثر تعقيدًا من مجرد وصف/إدانة ما حصل تحت اسم الحرب الأهلية أو تمجيده/وصفه تحت اسم الثورة. وللحديث بقايا .... سلامات
 +
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
التسمية جزء من المعركة ولذلك هي مهمة، لكن بالنسبة للباحث فيمكن استخدام اي رمز طالما التعريف واضح. عندما احلل افضل استخدام المكونات عندما تكون التسميات الجامعة خلافية. هناك صراع على السلطة، هناك تدخل خارجي، وهناك انفجار ضد القهر، وهناك حرب بين الاهالي، وهناك قوات خارجية. هذه خلطة ويهمني مقارنتها بغيرها لكن لا توجد علوم تسمى علوم الثورات. ولو قارنا عشرين حادثة قديمة فان الجديدة دائما مخنلغة بعض الشيء. لا يوجد نموذج للحروب الاهلية او الثورات او التمردات وما الى ذلك من اوهام العلوم السياسية. هذه هي الخلطة السورية الان فماذا نفعل بها.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
نظام الحكم القائم بحاجة الى التغيير. والتركيز فقط على التدخل الخارجي لا يعفي النظام من فساده وهمجيته واحتكاره. تدخل السعودية لا يختلف عن تدخل ايران. لا يوجد شي يسمى حكومة تدافع عن نفسها ضد مواطنيها. هناك سلطان يدافع عن امتيازاته. ولا اقلل من فداحة الفصائل الاسلامية الطائفية، لكني لن اقول انهم مجرد خارجون عن القانون في دولة ذات شرعية. نحن امام خلطة جهنمية ويجب ان نتخلص منها وليس ان ندافع عن بعض مكوناتها. هذا رايي.
 +
 +
=22 شباط 2018، تعريف أمراء الحرب=
 +
كيف نعرف انك من امراء الحرب او من داعميهم
 +
اولا. اذا بدا القصف ووقعت ضحايا مدنية فانك تركز على ضحايا المدنيين وخاصة الاطفال مع انك تعيش بينهم وتحتمي بهم ولا نرى صورا لك وانت مستشهد لانك لا تموت ولا يموت الا المدنيون.
 +
ثانيا. تستغل صور الضحايا المدنيين لتطلب المزيد من المصاري.
 +
ثالثا. تبدا حملة المدينة كذا تباد وتبدا بطلب الاغاثة والمعونات وانت تعرف ان القصف قادم.
 +
رابعا. لا تفكر بالمدنيين عندما تخطط لمستقبل فصيلك.
 +
خامسا. عندك رواتب للمقاتلين وما عندك اي شي للناس اللي انت كاتم على انفاسهم.
 +
سادسا. لا تعرف من الدنيا الا بقاء فصيلك وتعتبر اي محاولة توحيد خطرا عليك وعليه.
 +
سابعا. الفصائل الاخرى منافسين وانت تزاود عليهم بينما تبحث عن مخارج لنفسك.
 +
ثامنا. عند كل مجزرة تطلب من احد المشايخ ان يعمل فيديو خطبة او شعر يحرض الناس على الصمود وانت لا تستطيع ان تحميهم.
 +
تاسعا. عندما تدخل المساعدات فانها تمر اولا على جماعتك.
 +
عاشرا. لا تريد ان تفكر بنهاية الحرب لانك من المستفيدين وصاير لك جاه وعز ما كنت تحلم فيه.
 +
احد عشر. دائما تردد الشام فسطاط المسلمين وارض الحشر لتفسر تضحيتك بالمدنيين.
 +
اثنا عشر. دائما علىاتصال مع النظام بطريقة او اخرى.
 +
ثالث عشر. تعتبر انك تملك الثورة وتفهم اكثر من الناس بما يصلح لهم، وتقول نحنا ضحينا بالشهجلء انتم شو عملتم
 +
رابع عشر. مرتهن لاوامر المانحين وما عندك اي خطة للمستقبل سوى الحفاظ على فصيلك.
 +
خامس عشر. ما عندك اية مطالب سياسية ولا تفقه فيها شيئا.
 +
سادس عشر. اول شي تعمله هو القضاء على معارضيك، وعندك سجن مثل النظام.
 +
سابع عشر. تتدخل بشؤون المجلس المحلي وتحاول السيطرة عليه حتى ما يتفقوا الاهالي ويطردوك.
 +
ثامن عشر. في اسوا الاحوال تعرف انك اما ستذهب لعند النصرة او ستصبح شرطي براتب بعد توقيع الهدنة.
 +
تاسع عشر. عندك واحد شرعي مشان يفتي لك كل شي.
 +
عشرين. كل ما ذكرته اعلاه شيل كلمة ثورة وحط ثورة تشرين، وكلمة فصيل وحط فرقة رابعة، وكلمة كافر وحط خائن، وكلمة شرعي وحط بعثي، وكلمة حجي وحط قائد الوطن، وكلمة ايران وحط السعودية او قطر، وكلمة روسيا وحط تركيا، وكلمة العالم نسينا  وحط مؤامرة كونية، وكلمة صامدون وحط ممانعة، وكلمة ثوار وحط جنود الوطن، وكلمة اعداء الثورة وحط مندسين وجماعات مسلحة، فستستنتج سريعا كيف انك نسخة مصغرة عن النظام الذي تحاربه.
 +
 +
=22 شباط 2018، أفكار أخرى قديمة=
 +
افكار اخرى اقدم
 +
[https://www.facebook.com/notes/338989660646512/ الثورة الفرنسية ”أكبر كذبة في التاريخ“ وعلاقتها بسوريا]
 +
الثورة الفرنسية ”أكبر كذبة في التاريخ“ وعلاقتها بسوريا
 +
 +
 +
"الثورة الفرنسية أكبر كذبة في التاريخ الحديث".
 +
وجب الشرح. أولاً هذه  المقولة تعني أن الصورة التي لدينا عن الثورة الفرنسية هي ملفقة وكاذبة ولا  تعبر عن حقيقة واقعية وإنما عن أيديولوجيا تبريرية كما هي كل  الأيديولوجيات. ولكن أحببت أن أسميها كذبة لأن هذه الصورة أصبحت نظرية  ثورات وموديل يحاول الناس تطبيقه أو القياس عليه وكأنه قانون إجتماعي صالح  لكل زمان ومكان، وهذا فعلاً خطير. ثانياً، هذا الرأي ينطبق على كل الثورات،  لكن الفرنسية هي الأولى حسب مناهج التعليم في كثير من دول العالم. الثورات  تخلق فوضى عارمة. لكن بعد مرور عدة عقود وظهور نظام أكثر استقراراً يتبنى  الثورة كأصل تاريخي له فإنه يقوم "بتنظيفها وتلميعها" لتبدو وكأنها حركة  طبيعية للتاريخ باتجاه هدف حتمي مفروغ من نجاحه. وينسون أن كل يوم في  الفوضى الثورية كانت الرؤية غائمة جداً والأحداث عشوائية والوجهة غير  معروفة أبداً. إذن الثورات تنجح فقط في منظور من يعيد كتابة التاريخ.  ثالثاً، الثورة الفرنسية كانت عدة ثورات كما تعلمنا من الأحداث في سوريا  وكثير منها لم ينجح. كانت هناك ثورة البرلمانيين المثقفين الليبراليين وهي  ثورة غير عنفية، وثورة الشارع الباريسي التي بدأت مع اقتحام الباستيل  وإنشاء الميليشيات الوطنية، وثورة الفلاحين الأولى التي قضت على الإمتيازات  الإقطاعية، وثورة الفلاحين الثانية التي قامت ضد الباريسيين وتهجمهم على  الكنيسة الكاثوليكية. وبالطبع كانت هناك تحركات مضادة قادها الأرسطقراطيون  المهاجرون. وكل ثورة تطورت بمنحى تأثر بالأخريات لكنه لا ينطبق عليه. وبعد  بداية الحرب مع النمسا ودول الجوار التي بدأها الجيرونديون لتوطيد حكمهم  غيم شبح الهزيمة وظهر المتشددون الذي كان يمثلهم روبسبيير في البرلمان وإن  لم يكن يسيطر عليهم تماماً في الشارع. حكم روبسبيير بالمقصلة ومات بها وقام  إنقلاب الثرميدوريين بعد أربع سنوات من الفوضى لوقف هذه الفوضى. هؤلاء  جاؤوا بنابليون وهو ضابط من أصل كورسيكي يتكلم الفرنسية بلهجة إيطالية  (كورسيكا أصبحت جزء من فرنسا قبل الثورة بقليل) لإيقاف الفوضى في باريس وفي  المحافظات الأخرى. نابليون ثبت أقدام الليبراليين في البرلمان وأعطاهم ما  كانوا يريدونه وهو الوصول إلى الوظائف الحكومية ومن ثم أخذهم في حروب  توسعية كبيرة ومدمرة  لها نفس الهدف التوسعي للملوك من قبله وطبل له الناس  وزمروا لأنه رفع قيمة الأمة وكأي قوميين خرقاء لا يهمهم من يمون من أجل أن  يحققوا إستعلاء قوميتهم. عادت الملكية عام 1815 بعد هزيمة نابليون وإستمرت  إلى 1830 على ما أذكر أو 1848 وجاء بعدها حكم نابليون الثالث إلى كمونة  باريس عام 1871. وبعدها نشأت الجمهورية. فما هي أهداف هذه الثورة-الثورات  تبع عام 1789 وماذا حصل خلال ما يقرب من قرن بعدها؟ ما هو معيار النجاح؟  شرعة حقوق الإنسان التي أقرها البرلمان عام 1791 على ما أذكر لم تكن إلا  محاولة من البرلمانيين الليبراليين للسيطرة على الشارع المضطرب ولم يطبقها  أحد. الليبراليون انتصروا دون نزولهم إلى الشارع وبجيش نابليون وبعدها  تحولوا إلى محافظين. ثورة الشارع كان يطغى عليها أصحاب المهن والمحلات في  باريس وكانت مطالبها تثبيت الاسعار والخبز الرخيص وقتل الملك وقطع رؤوس  "أعداء الثورة" بطريقة تشبه داعش وهي مطالب غير ثورية ولا حتى مفيدة. وحتى  كمونة باريس عام 1871 التي تغنى بها ماركس كانت نموذجاً للثورات الفوضوية  الأناركية التي يقوم بها أصحاب المحلات الصغيرة من برجوازية المدينة  المتوسطة، أي طالبت بتثبيت الاسعار وإلغاء الحكومة وإغلاق البنوك. سلحت  الناس في الشوارع وحصنت الحارات وقتلت "أعداء الثورة" وانشقت على نفسها  مرات. هذه الصورة الرومانسية للثورجيين يجتمعون ويدعون أحدهم الآخر بأخي أو  رفيقي ويتناقشون في أمور مثالية والتي بقيت الصورة النمطية للثورجيين حتى  الآن ما هي إلا صورة عن أناس عشوائيين مثاليين يحلمون بالعودة إلى مجتمع  حارات صغير ومحلات تجارية صغيرة وينقسمون على بعضهم إلى ما لا نهاية  ويتشاجرون حول من يقود ومن يظهر وينتهون بأن يموتوا ميتة رومانسية على أحد  الحواجز دفاعاً عن الحارة وكأن هناك شيئاً حقيقياً يدافعون عنه. ومن قتلهم؟  الدولة نفسها التي فشلت في صد الجيش الألماني ورضخت لشروطه. فعن أية ثورة  نتكلم؟ وعن أية إنجازات؟ وعن أية أفكار ثورية؟ وعن أية أحلام؟ وعن أية صور  مثالية للثورجية؟ أقرب شيء في سوريا لهذه الصورة الثورجية الوهيمة هم  السلفيون. الفرق هو الأفكار الدينية للسلفيين والافكار غير الدينيية  للثورجيين الفرنسيين. متى تحولت فرنسا إلى دولة صناعية؟ متى فرضت الدولة  المركزية في باريس سلطتها على كل المناطق؟ متى بدا الفرنسيون يتكلمون اللغة  الفرنسية أصلاً؟ متى منحت الدولة الناس حق التصويت ولم منحته؟ متى منحت حق  التصويت للجميع؟ متى أصبحت باريس المدينة العصرية الجميلة التي نعرفها؟  متى طبق الفرنسيون فصل الكنيسة عن الدولة؟  هل هذه من نتائج الثورة  الفرنسية؟ أبداً كل ما ذكرته حصل بعد عام 1871. تحولت فرنسا إلى بلد صناعي  مديني يسكن أغلب ناسه المدينة ولا يزاولون الزراعة بعد الحرب العالمية  الثانية. والثورة الروسية كما تصورها لنا كتب التاريخ على نفس النمط ونفس  الفارق بين الحقيقة والخيال. ثم يأتي أناس لينظروا للثورات ويقولوا في  سوريا ثورة، لأ في سوريا إنتفاضة، لأ في سوريا تمرد، لأ في سوريا حرب  أهلية، وكلهم يفكرون بالنموذج الفرنسي والنموذج الروسي. أصدقائي إذا كان  هدف اية حركة إجتماعية هو التغيير فيجب أن تصل إلى أجهزة الدولة لإحداث  التغيير وغالباً يكون هذا إذا انحاز الجيش للتغيير. إذا لم يحصل هذا فكل  الثورات تتحول إلى حروب أهلية مدمرة. هذا ما حصل في سوريا وعلينا الآن  إيقافه بأي ثمن. حالنا سيكون أسوأ من أفغانستان والصومال هذا إذا لم يكن  هذا واقعاً الآن.
 +
 +
 +
إياد الريان: ما بعرف اذا كلمة "كذبة" تنطبق عكل الثورات. الكذبة هي في عملية التلميع والتنظيف المبالغ فيهم، والصاق شعارات طنانة بالثورات بعد الوصول للاستقرار. ربما الثورة الفرنسية لم تقم من اجل "الحرية، المساواة والاخوة" وانما فقط لان البرجوازيين ارادو تقاسم السلطة. لايزال الفرنسيين للآن عايشين في وهم شعارات الثورة، ويرفضو قبول ان الجبهة الوطنية هي حزب فرنسي يصوت له عدد كبير من الفرنسيين. هالحزب عوشك يوصل للسلطة ولايزال هناك من يقول "هذه ليست فرنسا". لنفرض ان الثورة الفرنسية لم تقم، هل يمكن الجزم ان الامور في فرنسا كانت ستؤول لما آلت عليه؟ لا أعلم. الثورة الفرنسية حوربت من كل الانظمة الملكية الاوربية. واعيد النظام الملكي لفرنسا من قِبل هذه الانظمة بعد هزيمة واترلوو ونفي نابوليون. النظام الملكي الاوروبي الوحيد الذي سقط بثورة هو الفرنسي. الانظمة الاخرى قبلت الاصلاحات. هل كان للثورة الفرنسية تأثير على مجرى الاحداث بهذا الشكل؟ ربما.
 +
 +
طارق الخواجة: ربما كان هذا تعريف الثورة .لم لانقر بذلك ..
 +
 +
نظير: إذا أقرينا بذلك فإنن نقر بأن الثورة جيدة بذاتها ولذاتها. وكأن الدمار وعدم التغيير جيد بذاته ولذاته.
 +
 +
طاري قاخواجة: الا تعتقد أبدا ان تغييرا ما حصل بل وتغيير جذري ..شخصيا اعتقد انه حصل ومن اصغر المكونات للمجتمع ..
 +
 +
نظير: أخي طارق أنا معك، أنت لا تزال متعلقاً بأول ثلاثة أشهر. أنا أتكلم عن تقييم الناس لم حصل خلال السنوات الأربعة الماضية
 +
 +
طاريق الخواجة: أبدا اجزم ان الفترة الاولى كانت رومانسية ولم أكن مقتنعا بها واجزم اني لليوم مقتنع بان ماجرى هو جزء بسيط من القادم الأسوأ ..لكن لاحل الا بهذه المراحل ..
 +
 +
نظير: هذا الحكي لايعني بأني لا أقر بضرورة ما حدث في سوريا في آذار 2011. ما حدث طبيعي وعظيم وهو خروج ناس من ذاتهم إلى الشوارع مطالبين بحقوق مسلوبة. لكن ما يجري الآن ليس إلا دماراً.
 +
 +
إياد الريان: نعم نظير ، ما حدث في البداية هو ثورة، تحولت الى دمار وحرب بالوكالة بفضل عُهر النظام
 +
 +
نظير:العهر لا يعبر عن الإجرام. العهر مسألة جنسية وهنا نتعامل مع مجرمين من الدرجة الأولى
 +
 +
طاري قالخواجة: نعم دمار ..ولم يحصل بعد الا جزء بسيط مما سيحصل منه ..
 +
 +
نظير: إذن نحن متفقان. الفرق هو في اختيار المرحلة التي يتعلق بها الواحد منا عاطفياً ويعتبرها ممثلة لأفكاره وعوطفه ونزعاته ورغباته. أما إذا نظرنا إلى الحالة ككل خلال السنوات الأربعة الماضية فإنها مزرية وفاشلة أي في تحقيق التغيير ومدمرة. وأتمنى العودة إلى السلم حتى يتمكن الناس من متابعة مسيرة التغيير التي يمكن أن تؤدي إلى نتيجة.
 +
 +
عزت البغدادي: ما هو تعريفك للثورة؟
 +
 +
نظير: أخي عزت لا يهم تعريفي للثورة ما أتحدث عنه هو الأيديولوجيا التي تخلق بعد الثورات وتقولب تاريخها، لتجعل منها السبب المباشر للتغيير الطويل الأمد، ولتجعل منها حتمية تاريخية. عندما أعرف الثورات فأنا أقوم بعمل نظري مقارن، لكن ما أقوم به هنا هو نقد تعريف الفرنسيين للثورة الفرنسية
 +
 +
قاسم الأتاسي: أبدأ أولاً بالشكر الجزيل لمجهودك بسرد الأحداث، و هذه معلومات تاريخية ذات دلالات عظيمة علينا جميعاً البحث عنها و محاولة فهمها كي لا نقع ضحية أفكار نمطية متوارثة ، و كما قلت متخيلة فيها الكثير من الأخطاء.. إذاً عند ذكرك ببوست سابق أن الثورة الفرنسية ما هي إلا كذبة كبيرة كنت تقصد بالضبط الأفكار النمطية و المختصرة لحد التشويه - أو كما يقال بالفرنسية : trop schématique - ثانياً فعلى الرغم من أن عملية تطور الدول و نظمها السياسية هي شييء بغاية التعقيد و عسير على الفهم حقيقة لم النظام السياسي تطور بهذا البلد بهذا الشكل و لم يتطور بالآخر بنفس الطريقة، أقول بالرغم من ذلك فإنه من دون أدنى شك لو تحقق التطور بطريقة تدريجية و هادئة على الطريقة الانكليزية لكان أفضل، و لكن أبداً الظروف لا تشابه نفسها.. ثالثاً فإنني أعتقد أن السوريين لم يكونوا يوما بوارد القيام بثورة مفاجئة ضد النظام، و لكن كان للأحداث السريعة التي حصلت اولا بتونس ثم بمصر أثر كبير بتغيير وجهة نظر الشارع السوري، أنه حسني مبارك ب ١٨ يوم كان منتهي، طيب ليش ما منجرب حظنا، هاد بالضبط الظرف أو العامل المحرك الذي شجع برأيي الناس للنزول للشارع- و طبعا ما كل الناس- بعدها صار شوية منظرين يحكوا بالثورات و خاصة الفرنسية و حسب طريقة نمطية كما تفضلت نظير... لا تآخذني عالإطالة ...
 +
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]
 
[[تصنيف:مواضيع الثورة السورية]]

مراجعة ١٨:١٩، ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤

4 شباط، 2018 - تعريف الثورة

عرف لي الثوره متل ما بدك واثبت لي انها لا تزال موجودة. لا ناس ولا فكر ولا تطبيق. نحن فقط في حالة فوضى. بدل الثورة وما يتبعها من التزامات غير منطقية، خلينا نحط اهداف جديدة. شو لازم نعمل. لا تقل لي استسلام لكن اعطيني فكرة واحدة عملية على الاقل.

41 Comments

حسام الدين درويش لازم تنتهي هالحرب على السوريين ومحاسبة المجرمين وإيقاف نزيف الدم واستباحة الكرامات ... لازم نحاول نساعد السوريين الضحايا والمحتاجين ... لازم نحفظ كرامة الثورة حتى إن ارتأينا انها انتهت وذلك يتم من خلال تحقيق الاهداف والقيم التي ارتبطت بها يومًا ما )الحرية، الكرامة إلخ) ... لازم نتكاتف لمنع المجرمين من الانتصار ولمنعهم من الاستمرار في جرائمهم ولتوفير الظروف لحياة آمنة وكريمة للسوريين ... لازم نحاول نتكاتف ونتعاضد ونتساعد لتحقيق هذه الأهداف وغيرها أو لإبرز ضرورتها لأي حل واقعي وعادل للقضية السورية ...

Ahmad Nazir Atassi لم اعد استطيع ان ارى الامور بهذا الوضوح. اقنعت نفسي بان هناك نوعان من الفكر، واحد يعتمد على ما يجب ان يكون وهو فكر مبدئي واخلاقي. وهناك فكر يعتمد على ما هو كائن فقط وفي ابعد الاحوال يعتبر ما يمكن ان يكون، لكن ابدا ما يجب ان يكون. ماذكرته انت يدخل بتحليلي في نطاق ما يجب ان يكون وليس ما هو كائن وابدا ما يمكن ان يكون. انت فيلسوف وتمثل العقل البشري سواءا الواقعي او الرغائبي. وانا اعتقد اني متمسك بالواقع فقط كاي فيزيائي. هل في كلامي فهم صحيح ام اسقاطات وخيالات.

Ahmad Nazir Atassi محاسبة المجرمين، مساعدة الضحايا، الحرية والكرامة، منع المجرمين من الإنتصار، حياة آمنة في سوريا. ضرورة هذه الأهداف. أحاول أن ألخص الأفكار، على الأقل تلك التي استشفها من مداخلتك. هذا الأهداف ضرورية من أجل حياة آمنة وكريمة للناس في سوريا. لكن قد أختلف معك في إمكانية تحقيقها. يبدو أن المجرمين انتصروا، وأنه من الصعب محاسبتهم، وأن فهم الحرية والكرامة يختلف من فصيل إلى فصيل ومن أيديولوجيا إلى أخرى. أتفق معك أن هذه رؤية مستقبلية يمكن أن يتبناها الإنسان الفاعل والمتفرج. لكن أرى أن تحقيقها سيأخذ قرناً من الزمن وطريقاً ملتوية جداً وصاعدة وهابطة. أنا طرحت نفسي كمهندس وأعمل على حلول قصيرة الأمد (في خدمة مبادئ بعيدة الأمد). ولا أطلب من الجميع أن يتبعوا مثالي، فلكل إنسان طريقه وأدواته. فإذا بقينا في مجال الرؤية المبدئية (قد تختلف معي في هذه التسمية لمداخلتك)، فإني أعتقد أنه من الضروري توضيح المصطلحات: الجريمة، المجرم، المحاسبة، الحرية، الكرامة، التعاضد. أعتقد أن كثير ممن يسمون أنفسهم ثواراً ارتكبوا جرائم مماثلة لجرائم النظام، فهل نسيمهم مجرمين وهل نسمي أفعالهم جرائم، أم أن الهدف يبرر الفعل. هل تقتصر الجريمة على القتل والإيذاء الجسدي والنفسي وهدم الممتلكات وحجز الحريات أم أن هناك جرائم أخرى مثل احتكار السلاح واعتقال المعارضين وفرض الأجندة والإستهتار بأرواح المدنيين عند التخطيط والقيام بعملية عسكرية، قبول المال الخارجي، الإرتهان لقوى خارجية، فرض أيديولوجيا. ثم هناك جرائم أخرى اجتماعية مثل إساءة معاملة النساء المغتصبات، سرقة الممتلكات المهجورة، الثأر دون دليل، الطائفية والتعميم، فرض التعليم الديني، إهمال الصحة النفسية. منذ زمن بعيد ترجمة قانون المرحلة الإنتقالية في جنوب إفريقيا. كان هناك تعريف للجرائم وللمجرمين، وكانت المحاسب تقتصر على الإعتراف والندم. ويبدو أن كل التجارب المماثلة لم تتضمن محاكمات لأفعال ارتكبت خلال الحرب. الإستثناء الوحيد والذي نعتبره قاعدة هو محاكمات النازيين في نورمبرغ. وحتى هذه استهدفت القيادات العليا فقط. لم يتح للناس منذ بداية المظاهرات وإلى الآن أن يشرحوا ويطوروا مفاهيمهم للحرية والكرامة فبقيت على تعاريفها المستخدمة شعبية وبقيت غائمة ونسبية. قابلنا مجموعة مقاتلين وكان تعريفهم للحرية هو مشاركتهم في أجهزة المخابرات، ولم يناقشوا حتى ضرورتها أو ممارساتها. كل ما كان يهمهم هو عدم احتكار طائفة لأية ممارسة سلطوية من دونهم. العديد منهم لم ير في الدستور السوري والقوانين السورية أية مشكلة. وكلهم اعتبروا أن الأمة هي الطائفة السنية ولذلك يجب أن تحكم. الوحيد الذي أعرف أنه كتب عن الحرية ولم أقرأ كتابه هو ماهر مسعود. الكرامة مفهوم مرتبط بشبكة مفاهيم الشرف والذكورة والمكانة الإجتماعية. فهل الكرامة هي حقوق الإنسان كما نعرفها اليوم أم أنها شرف الرجل المهدور حين يضربه عنصر مخابرات. الكثيرون لا يرون أي تعارض بين مفهوم الذمية ومفهوم الكرامة. الكثيرون يعتقدون أن الكرامة مرتبطة بالحصول على عمل وأن الدولة مجبرورة بتأمين فرص عمل. هل وجود مخابرات يؤثر على الكرامة والحرية أم أن ممارسة المخابرات هي التي تؤثر. الإئتلاف مثال من الأمثل على التعاضد. منذ 2011 نشأت مئات المؤسسات والمجموعات من التنسيقية إلى المجلس الثوري إلى المجالس المحلية إلى منضمات الإغاثة إلى الحكومات المؤقتة. قد لا أجانب الصواب إذا قدرت أن 90 بالمائة منها فشل، والباقي يعاني مشاكل كثيرة تضرب في صميم مفهوم التعاضد. قد يكون التعاضد مفهوماً مجتمعياً لا يعني أكثر من القبلية والطائفية. المفهوم المؤسساتي للتعاضد غير موجود تقريباً ولم يدرس أحد أسباب غيابه وفشله من أصغر تنسيقية إلى أكبر مجلس وطني وإئتلاف.

حسام الدين درويش لسوء الحظ أنا مشغول كتيرًا حاليًّا لكني سأعقب سريعًا على تعقيبك: هل انتصر المجرمون نهائيًّا ولا مجال لتغيير ذلك؟ لا أظن والمسألة مازالت غير محسومة والمتغيرات كثيرة ولا يمكن البت في ماسيحصل في المستقبل، حتى القريب منه. وحتى لو افترضنا أن المجرمين انتصروا، ماذا يعني ذلك بالضبط؟ هل يعني نهاية المعركة ضدهم بكل أو ببعض أبعادها؟ هل يعني ذلك ضرورة قبولهم وقبول انتصارهم والخضوع لهم؟ هل يعني ذلك نسيان جرائمهم وتاريخهم الإجرامي "العريق"؟ هل يعني ذلك تطبيع العلاقة معهم وكأن شيئًا لم يكن؟ جوابي هو النفي عن الأسئلة السابقة. من الجيد أنك تتفق معي على الرؤية المستقبلية، ويبقى السؤال ما هي التكتيكات التي ترى ضرورة اتباعها لتحقيق هذه الرؤية؟ بالنسبة لتعدد المجرمين وتعدد أنواع الجرائم ووجود درجات مختلفة وكثيرة منها أنا أتفق معك، وأنا أرى ضرورة السعي إلى محاسبة كل المجرمين (المحليين منهم وغير المحليين) سواء من الأنظمة او من القوى غير الحكومية. أختلف معك في ربط الكرامة بمفهوم الشرف وأرى أن مفهوم الكرامة أرقى من مفهوم الشرف لأنه يتعلق بإنسانية الإنسان بغض النظر عن جنسه ومنزلته ومكانته إلخ. وكرامة الإنسان عمومًا مرتبطة بحقوق الإنسان العالمية ولا مجال للتفصيل هنا. وبالنسبة إلى التعاضد لا شك أن لدينا الكثير من التجارب السيئة مع المؤسسات التي أنشأها سوريون أو اهتمت بالقضية السورية لكن هذا لا يمنع من السعي إلى تعاضد أفضل وأرقى قدر المستطاع. تحياتي

Ahmad Nazir Atassi التعقيب السريع كافي وكثيرون لا يعتبرونه سريعاً. شكراً على المشاركة. أعرف أن المحاسبة صعبة لكني أعرف أن النسيان مستحيل وهما شيئان مختلفان. أما لاإقرار بانتصار المجرم، فقد يكون ضرورة تكتيكية. تطبيع العلاقة يحتاج إلى الفصل بين الأفراد والمؤسسات. كما ذكرت قد لا يمكن محاسبة أكثر من بعض الرؤوس الكبرى وهي إدانة للمؤسسة ممثلة بشخص. لكن الأفراد سيعودون كمواطنين وأعتقد أن التطبيع معهم ممكن وضروري. إذن لا نختلف في المبدأ ولكن نختلف كثيراً في التطبيق ومدى القبول بالإعتبارات العملية والواقعية. لكن ليس هدفي إقناعك باستراتيجيتي في التطبيق، ولكن هدفي التعاون معك لتوضيح وتحديد المفاهيم العامة والمبدئية. فعلى عكس ما يعتقد كثيرون هذه المفاهيم أساسية حتى يعرف من ينخرط في التطبيق متى خرقوها وتاهوا. لا بل هي تساعدهم في التفاوض و إيجاد المخارج وتوليد الخيارات. لن أستطيع التواصل مع "المجرمين" إذا لم يكن تعريف الجريمة واضحاً.

Ezzat Baghdadi التراجع قليلاً عن التغيير ، تداعي النخب من كل الأطراف من أجل التعاون على: الاتفاق على آليات تسمح بالعمل المشترك الذي يتجاوز خطوط الانقسام . الاتفاق على رؤية وخطة مشتركة تضمن تصحيح المناخات العامة و تحويل الأدوات والتفاعلات من الهدم الى البناء. ساعتها ستكون النتائج طيبة.

Ahmad Nazir Atassi حسب ما كتبه حسام، لايمكن التعاون مع المجرمين. هل تغيروا، ام اننا نتحدث عن اشياء تتخطى تصنيف مجرم وثائر. انت عملي، لكن الجميع يفكر بالواجب والعدالة والمحاسبة. فاين هذه المفاهيم فيما طرحته.

Ahmad Nazir Atassi ما هي النخب، وماهي المناخات العامة، وما هو البناء؟ ليس هناك أطراف متمايزة في طرحك. النظام مثله مثل أي فصيل أو حزب، كلهم متشاركون في التفاعل. ليس هناك مجرم وضحية. هناك فقط خطوط إنقسام. وتعتمد مقولتك على فرضية أن المناخات العامة ستؤثر في أفعال المشاركين وتحولها من أفعال إجرامية هدامة إلأى أفعال إنسانية بناءة. كثيرون سيختلفون معك وسيرون أنك تساوي بين الضحية والجلاد، وأن الجلاد ما أصبح جلاداً إلا بسبب المناخات العامة التي إذا تغيرت فإنه سيجد لنفسه عملاً آخر أكثر فائدة. قد أشاركك الرأي في أن عملية التغيير أو الإنتقال من مرحلة إلى أخر لا تقوم على تصنيفات مثل مجرمين وضحايا ولكن على تفاعلات قد يتبادل فيها الأطراف أدوارهم فيصبح الضحية جلاداً في لحظة ما وظرف ما. لكن "المناخ البناء" قد يكون مرتبطاً بمفهوم الحق والعدالة، وكذلك "المناخ الهدام" قد يكون مرتبطاً بعكس الحق والعدالة. فكيف يمكنك تجاوز هذه المفاهيم حين تخطط لدفع عملية التغيير في هذا الإتجاه أو ذاك؟

Ezzat Baghdadi الثورة مصطلح لا يجوز استخدامه من قبل معاصريها، وهو مصطلح للاشارة الى حجم الفوضى والبؤوس الذي يمر فيه مجتمع ما أثناء التحولات الاجبارية الكبرى والى الخلاصىات الفلسفية والأدبية الناتجة عن ذلك، تماما مثلما نتحدث اليوم عن الثورة الفرنسية

Ahmad Nazir Atassi اتمنى ان يرد حسام الدين درويش على هذا التعريف للثورة.

Ahmad Nazir Atassi المعاصرون قد يكونوا بنائين أو هدامين وقد يتبادلون الأدوار. فإذا منعتهم من استخدام مصطلح الثورة فيمكن أنك تعطي هذا المصطلحا مضموناً إيجابياً. إنه مصطلح خلافي واستخدامه هو في صلب المعركة. وتعريفك للثورة بأنها مجرد تسمية لمرحلة البؤس والفوضى والملازمة للإنتقال والتغيير قد لا يتوافق مع منعك المعاصرين لاستخدامها باعتبار أنها قد تكون إيجابية. ووفق هذا التعريف فإن الثورة حالة عامة وليست حالة فردية. فإذا كانت فردية فيمكن للنظام مثلاً ان يكون ثائراً باعتبار أنه يشارك في البؤس والفوضى.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi لا أعرف المرجعية (المعرفية أو الأخلاقية) التي استند إليها الأخ عزت للقول بعدم جواز استخدام مصطلح ثورة من قبل معاصريها. ولا أظن كلامه دقيقًا أو واقعيًّا حين رأى أن مصطلح ثورة يستخدم للاشارة الى حجم الفوضى والبؤس الذي يمر فيه مجتمع ما أثناء التحولات الاجبارية الكبرى والى الخلاصات الفلسفية والأدبية الناتجة عن ذلك. من جهتي أرى أن مصطلح "ثورة" يشير إلى أي تغير جذري في ميدانٍ ما أو إلى أي سعي جدي مؤثر لإحداث هذا التغيير. وعلى هذا الأساس نتحدث عن ثورة علمية او تقنية أو معلوماتية أو طبية أو اقتصادية للإشارة إلى ذلك التغير الجذري. أما في الميدان السياسي فالثورة مرتبطة بإحداث تغيير جذري في نظام الحكم (ذو الطبيعة الاستبدادية غالبًا وربما دائمًا) بالإضافة إلى الثورات ضد الاحتلال الخارجي وما شابه. وفي الأبحاث المعاصرة للثورات التي حصلت أو تحصل في عالمنا المعاصر يتم استخدام هذا المصطلح وله معنى واضح محدد لتمييزه عن مجرد الاضطرابات أو الانقلابات او الحروب الأهلية إلخ. ولكل مصطلح أبعاد وصفية وقيمية ينبغي الانتباه إليها، فثمة فرق كبير بين مصطلحي الثورة والحرب الأهلية أو الاضطرابات أو الانقلابات، ليس من الناحية الوصفية فحسب، بل من الناحية القيمية أو التقييمية أيضًا. وباختصار أقول، من حق أي منا أن يتبنى مصطلحًا ما ويعطيه معنى محدد يعتقد انه مناسب له، لكن لا أرى أن ذلك يعطيه الحق في أن يمنع الآخرين من استخدام هذا المصطلح بمعانٍ أخرى ووفقًا لمسوغاتٍ معرفية وأخلاقية وسياسية كثيرة وكبيرة. تحياتي

Ahmad Nazir Atassi هذا جدال دائم مع الأخ عزت. يستخدم المصطلحات بمعان جديدة مغايرة للإستخدام الشائع. وأعتقد أن هذا جزء من استراتيجيته العملية. المصطلحات كما ذكرت موجودة في صلب الصراع، وتعريفها هو جزء من الصراع. لكن أحياناً للمصطلحات عطالتها الخاصة، وقد يخشر المرء معركة المصطلح مما قد يؤثر سلباً على معركة التغيير الحقيقي.

Ezzat Baghdadi حسام الدين درويش بالطبع لم أقصد بتعريفي نقد مصطلح "الثورة" الشائع، ولا أجد في نفسي الكفاءة لذلك. لكن أردت من صياغة التعريف الإشارة إلى أن التغيير الجذري في المجتمعات بالضرورة يولد الفوضى، وأنه أيضاً بالضرورة محفز للصراع المؤلم الذي يسبب البؤس. من الطبيعي أن تضرب الثورات الأنظمة الاجتماعية الهرمة التي لا تتمتع بالمرونة للتكيف مع البيئة. في الثورات يتدمر المجتمع ذاتياً بفعل الفوضى التي تنتج عن عدم اليقين بكفاءة النظام الاجتماعي، ثم تنزع الفوضى إلى الانتظام لينشأ مجتمع جديد من تكيف بقايا المجتمع وهياكله التقليدية والناشئة عن حالة الفوضى مع البيئة الخارجية المحيطة. يستخدم البعض كلمة الثورة للإشارة إلى حركة احتجاج أو تمرد أو تسلح أو إلى تكتل قوى أو إلى راية أو جماعة محددة . وكل هذه الاستخدامات أجدها غير صحيحة لأن الثورة أشمل من ناحية فواعلها (مع وضد) ومن ناحية مسيرتها الزمنية. وإذا اطلعت على علوم الفوضى لوجدت أن الاختزال في الفوضى غير جائز ولو أنه يجوز في النظم الخطية، ومن هنا أرى أن استخدام مصطلح الثورة من قبل معاصريها هو محاولة اختزال غير جائزة. ليست الأزمة أزمة مصطلحات لكنها أزمة إدراك، نقول تغيير جذري بسرور لكن دون أن ندرك أن ذلك هو عينه الألم الذي نعيشه. لا يعني ذلك أنني ضد الثورة فأنا راغب بهذه المقامرة. لا مرجعية أخلاقية في الفوضى يمكن فهم الاضطرابات الاجتماعية والثورات على أنها خروقات للقيم والقواعد الأخلاقية أو على انها مرحلة من مراحل تغيير القيم والقواعد الأخلاقية للمجتمع. إن القيم والقواعد الأخلاقية الموجهة للسلوك ليست أزلية، وهي متغيرة بتغير البنيات الاجتماعية وعلاقات التعاون والانتاج التبادلية والبينية. البشر كالنمل و النحل يعيشون في مجتمعات، ويعني وجود مجتمع تعاون أفراده على الإنتاج والحماية من أجل البقاء. يمكن فهم بنية المجتمع من خلال مراقبة السلوك وتحديد القيم والأخلاقيات التي تحكمه. تتطور قيم وأخلاق الجماعات مع تطور بنياتها، وتوفر القيم الأساس للأحكام حول ما هو مهم لنجاح المجتمع في أعماله الأساسية. أما الأخلاق تحدد ما يعتبر صواباً أو خطأ في المسلكيات بناءً على القيم الناظمة. في حالات الفوضى تتحول البنيات بطريقة أسرع من ترسي القيم، ومن جانب آخر يلامس عدم اليقين معظم جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، لذلك تفشل محاولات الفاعلين لتقييم النتائج المحتملة ومخاطرها وفوائدها عند اتخاذ القرارات ذات نتائج غير متوقعة. وبطبيعة الحال، فإن بعض القرارات تنطوي على مخاطر شديدة؛ فقرار دعم الاحتجاجات في سوريا /أو قمعها/ أو تجاهلها يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى على حياة الناس والمجتمع والاقتصاد. وفي مثل هذه الحالات، حيث تكون حياة الآخرين عرضة للخطر، يزداد الإلحاح إلى اتخاذ القرارات دون القدرة على معالجة أوجه عدم اليقين والتعاطيمع الأبعاد أخلاقية . إذا كان أحدنا يكره العمل دون قواعد أخلاقية فهو شخص هارب من الفوض "الثورة"

حسام الدين درويش Ezzat Baghdadi ألف شكر على تعليقك المفيد المطول، ومن الواضح أنه يحتاج إلى الكثير من المناقشات، وهذا غير ممكن في السياق الحالي للأسف، لذا سأركز على بعض أهم ما جاء فيه. 1- من جهة أولى أنت تقول أنك لم تقصد بتعريفك نقد مصطلح الثورة الشائع، لكن من جهة أخرى تقول أن استخدام مصطلح ثورة من قبل معاصريها أمر غير جائز! فإذا لم يكن هذا القول الأخير نقدًا أو يتضمن نقدًا لمصطلح الثورة الشائع فأنا لا أعرف ما المقصود بالنقد هنا؟ هل تقصد أنك تنتقد لكن لا تنقد؟ 2- أنت تقول من جهة أولى أن الاختزال في الفوضى غير جائز لكنك تقوم من جهة أخرى باختزال الثورة إلى الفوضى! فالثورة تتضمن على الأرجح وتفضي غالبًا أو ربما دائمًا إلى فوضى ما قد تكون كبيرة ومدمرة، لكن كل ذلك لا ينفي أن الثورة تتضمن شيئًا ما غير الفوضى والاقتصار على رد الثورة إلى الفوضى وتناسي أو تجاهل أبعادها الأخرى فيه اختزال بالمعنى السلبي للكلمة، وأنا لا أعرف لماذا ترى عدم جواز الاختزال في الفوضى وضرورة الاختزال إليها؟ وحتى إذا اتفقت معك على أن البعض يختزل الثورة إلى حركة احتجاج أو تمرد أو تسلح ... إلخ (وهو أمر نادر الحصول في الأبحاث الأكاديمية وحتى غير الأكاديمية الأجنبية التي اطلعت عليها) فإن رفض هذا الاختزال ينبغي أن يقودنا إلى تعريف الثورة بدقة وتمييزها عن غيرها من الظواهر القريبة منها وليس إلى اختزالها إلى ظاهرة أخرى كما يبدو انك تفعل. 3- طبعًا الاختزال السابق له نتائج كبيرة على المستويين المعرفي والأخلاقي وووو.ويبدو ذلك واضحًا في العدمية الاخلاقية التي يبدو انك تتبناها حيال الثورة التي قمت باختزالها إلى فوضى. ففي هذه الثورة/الفوضى لا يوجد مرجعية أخلاقية والعمل في الفوضى/الثورة هو عمل دون قواعد أخلاقية. وبصراحة يعجز كيبوردي عن إظهار مدى عدم اتفاقي معك لا شكلًا ولا مضمونًا، لا جملة ولا تفصيلًا. وأكتفي بهذا الإعلان عن العجز للتعبير عن موقفي بدون إمكانية الدخول في المحاجة هنا. تحياتي

Ahmad Nazir Atassi شكرا حسام وشكرا عزت على المشاركة. اعتقد اننا وصلنا الى اقصى ما يمكن فعله على الفيس بوك. من معرفتي بكما فانا اعتقد انكما لا تتكلمان عن نفس الشيء. ولا ازال اعتقد ان عزت يستحوذ على المصطلحات الشائعة ويغير تعريفها مما يؤدي الى اختلاط كبير في ذهن المحاور والمستمع. منطلقات عزت مختلفة، وسوء الفهم باعتقادي يشبه حالة الحلاج عندما قال انا الحق فقتله الناس. واذل ارادوا ان يفهموا قصده لكان ضروريا ان يتعلموا منظومته الفكرية. ساحاول لاحقا ان اوضح المقصود بالاخلاق والفوضى والثورة من منظور عزت.

Oussama Al-chami الثورة اندلعت، والجماهير قامت بدورها ودفعت كاملا وزيادة ما عليها. المشكلة إنت وأنا. لا قيادة وطنية من القاعدة. السبب مفهوم، هو إنك بأمريكا وأنا بفرنسا وحسام بألمانيا وغيرهم وغيرهم. تم إفراغ البلاد خلال خمسين سنة بعناية فائقة. اما إن تلتحم النخبة مع الجماهير. وإلا الجماهير سوف تستمر بالسعير حتى نشوء نخبة منها. الالتحام يقصر عمر الفوضى. وإلا سوف تستمر عشرات السنين حتى تستوي الطبخة.

Oussama Al-chami ماذا كان يسمي أنفسهم الطرف الثائر في الثورة الفرنسية والثورة البلشفية أستاذ عزت؟

Ezzat Baghdadi البلاشفة في روسيا وحركة الكادحين الفقراء في فرنسا

Ahmad Nazir Atassi في الحقيقة كان هناك كثير من الأطراف لكن المنتصر يضع السردية ويقول ما كان في الميدان غير حديدان.

أحمد جميل بكوره عملية التغيير حرب طويلة وقاسية، مكونة من معارك عدة تربح بعضها، وتخسر بعضها، والثورة مرحلة من مراحل عملية التغيير تحفز وتسرع العمليات المؤدية للتغيير، لكنها تأتي بالفوضى والعشوائية وهدم كل ما هو قائم أيام الأستبدب من اعراف وقيم ومؤسسات، وتخلق حالة من الفراغ يصعب على المجتمع بنخبه ومكوناته ملأها بوقت قصير. بعد مرحلة الثورة بدأت مظاهر طارئة على المجتمع من سلاح ومؤسسات مدنية وثورية لم يكن له أي دراية بها وبآليات بنائها وعملها، مما زاد الوضع سوء وأطال عمر الأزمة. لا شك أن معركة بناء مجتمع حر بمؤسساته وقيمه ومعارفه يكون أرضية لحكم رشيد قد خسرناها عدة مرات حتى الآن، لكن لا يعني ذلك أن كفة الحرب مالت لجانب الطواغيت، بل على العكس تكرر التجارب والإخفاقات بنى ويبني قيادات جديدة ونخب تحمل رؤى قابلة للتطبيق على أرض الواقع، لكنها بطيئة الحركة وتفتقد إلى الأدوات والموارد اللازمة لاتمام الطريق، وسوف تجد سبيل لتأمين احتياجتها واتمام طريقها عاجلا أم أجلا. المهم هو تصدر نخبة من أصحاب الرأي والفكر لانتاج اطار فكري وقيمي يخلق البيئة المناسبة لقيام مجتمع رشيد، يترك تحويل هذا الإطار إلى واقع عملي لهذه القيادات الشابة التي ينقصها الخبرة العلمية لصناعة هكذا اطار.

Ahmad Nazir Atassi تعريفك يقترب من تعريف الأخ معاوية الصباغ أعلاه. وكذلك فإنك تتطرح فكرة دور النخبة. فهل يمكنك أن تتوسع في تعريف النخبة الآن وماذا يمكنها أن تفعل؟ ماهو الهدف القصير الأمد؟ وما هي الأدوات؟

أحمد جميل بكوره فشلت النخبة في قيادة الثورة فشل ذريع، ولذا أنا ذكرت "أصحاب الرأي والفكر" وحصرت دورهم الآن في دعم القيادات الجديدة التي تصنعها التجارب والخبرات المكتسبة من الأمة الراهنة. أظن أن انضاج أطار فلسفي للحل في سوريا، من ناحية شكل الدولة وعلاقتها مع المجتمع والقيم الحاكمة والحقوق والواجبات، والعلاقات بين المؤسسات والهيئات الحكومية والمدنية سوف تسهم بشكل كبير في توضيح طريق الحل أمام المجتمع والقيادات التي بدأ بإفرازها، ويجاوب عن كثير من الأسئلة والتحديات التي عجزت حركة التغيير على مر السنين الماضية عن الاجابة عنها.

أحمد جميل بكوره الإطار الفلسفي الذي سوف يتم انتاجه من خلال النخب الفكرية والعلمية في المجتمع مسؤولة بشكل أو بأخر عن تطوير أدوات ووسائل ايصال ما أنتجت إلى الفئات المستهدفة، كلا بحسب مهمته وثقافته.

Ahmad Nazir Atassi اوافقك اننا بحاجة لاطار فلسفي. لكني لا اعرف اذا كان يظهر من رحم التجربة ام من جلسات نقاش. القيادات على الارض لا تعير بالا للمنظرين. هذه مشكلة اخرى.

أحمد جميل بكوره أنا لا أتكلم عن "القيادات" غير قيادية التي تصدت للعب دور لا تتقنه ودخلت معتركات واستحقاقات دولية لا تملك أي قوة تجاهها، في مجتمع دولي لا يؤمن إلا بالقوة والمصلحة، وحصلت على فرصة لاثبات نفسها وفشلت. اتكلم عن قيادات واعية تنشئ من رحم المعانة الطويلة التي مرت بها سوريا، تبحث عن مصادر الحكمة وتتبنها مع تقدير واحترام مصادرها، لأنها براعم قيادية واقعية، تقدر خصائصها الذاتية بشكل جيد، وما ينقصها بشكل ممتاز.


Mahmoud Jisri ليس بالضرورة أن ترتبط الثورة بنظام محدد بل بالعكس أغلبها فوضى. الثورة فكرة بل ربما اصبحت معتقد عند البعض و إن لم تكن ترى وجودها فهذا شيء مؤسف. هي فكرة ضد المستبد هي فكرة ضد الاستبداد وهي أيضا فكرة ضد حقارة الديكتاتورية و أعوانها و هي أشياء كثيرة غير ذلك أيضا. أنت تبحث عن نظام و عن فكرة جامعة وربما ثورة يوتوبية و هذا ما نتمناه جميعا و لكن يبدوا أن الشعوب تحتاج المزيد من أشياء كثير أهمها الفكر و الوعي لتنضج.

Ahmad Nazir Atassi الفكر هو ما أسعى إليه

Ahmad Nazir Atassi الثورة كرمز، يجب ان اضيف هذا. مشكور

Mahmoud Jisri تمام. لتوضيح مصطلح الفوضى و الثورة. عندما يسيطر المستبد و يعمل على تردي المجتمع و قيمه و يزداد النفاق و الفساد و محاباة السياسيين الفاسدين و الكثير الكثير من الأمور التي تكون من نتائج الاستبداد و الفساد و يحصل الانفجار تكون النتيجة في البداية فوضى (في الوضع السوري حصل الانفجار من قبل كثير من الفئات فمنهم مظلوم جرى قمعه و منهم مفكر شاهد الظلم و منهم الحالم و منهم الحانق و الحاقد و يطول المجال عن حصر هذه الفئات و لكنها كلها كانت تثور ضد شيء ما). البلد لا يوجد به حكم ديمقراطي و لا مؤسسات مجتمع مدني وهذا مما زاد في الفوضى بشكل كبير و من العوامل التي زادت بهذه الفوضى الدول و مصالحها و استخباراتها و كان نظام الاستبداد يظن أن الفوضى هذه في صالحه أيضا وساعد في زيادتها. المهم هذه الفوضى هي مجرد بداية و ليس بالضرورة أن تستمر هذه الفوضى بل من الضرورة أن تنتهي في وقت ما. 7 سنوات هي مدة طويلة جدا في نظرنا و لكنها لا زالت قصيرة في عمر التاريخ.

Ahmad Nazir Atassi اكيد قصيرة في عمر التاريخ. الحانق والحاقد، تصنيفات مفيدة. ليس كل مظلوم ثائر مفيد. اكثرهم حاقدون يريدون الثار وهذا ما يزيد الفوضى.

5 شباط، 2018-تعريف الثورة 2

السؤال السابق الذي طرحته عن معنى الثورة وهل لا نزال في كرحلة ثورة وما هي التبعات العملية لهذا. أرى من الضروري تلخيص المداخلات حتى نتمكن من دراسة "الحالة" من خلال هذا المصطلح بالذات. 1- يبدو لي أن مفهوم الثورة قد تغير عند البعض (لا أعرف النسبة) من سيرورة تغيير إيجابية وبناءة إلى سيرورة تغيير فقط أي يمكن أن تكون هدامة وفوضوية. 2- البعض يعتقد أن الثورة "الحقيقية" (أي بالمعنى القديم الإيجابي) قد انتهت لكن سيرورة التغيير (الهدامة أو البناءة) لا تزال جارية. 3- هناك تركيز على جذرية التغيير الحاصل وعلى ضرورة التخلص من "العجالة" في رؤية النتائج؛ فالثورة كعملية تغيير ستأخذ عدة عقود من الزمن وأجيال من البشر. 4- الثورة كسيرورة مجتمعية مختلفة عن الثورة كأهداف ومبادئ. هذه الأخيرة باقية لأنها تعيش في عالم فكري وقيمي وليس في عالم الممارسة اليومية. الربط بين القيم والممارسة اليومية قد يكون صعباً لكن فكرة التخلي عن هذا الرابط نهائياً ليست مطروحة. 5- الثورة السورية كإرث جمعي تتكرس كل يوم، لكن سيكون هناك جدال حول مراحلها وتحولاتها وأهدافها المرحلية والعامة. 6- مفاهيم الحرية والكرامة كشعارات لم تدخل بعد حيز الجدال العلني، لكني أعتقد أن هذا الجدال يظهر في العداوة بين التيار الإسلامي والتيار العلماني (إذا جازت التسمية). وطيف المعاني يبدأ من العرف والثقافة الشعبية ولا ينتهي عند التعريف العالمي لحقوق الإنسان. 7- من الصعب التخلي عن مسألة أن الجريمة بينة والمجرم بين والضحية بينة، وبالتالي عن مسألة المحاسبة. قد نعترف بالهزيمة لكن لن نعترف بالهزيمة المبدئية والأخلاقية. فالعدالة والحق باعتقادي، مثل الحرية والكرامة، جزء من الثقافة متجذر. كل ما اطمح إليه هو إدخال هذه المفاهيم "المتعارف عليها" إلى حيز النقاش. إذا كان لا بد من الإعتراف بالهزيمة فإن لذلك تبعات هائلة من ناحية الحق والعدالة والحرية والكرامة يجب أن نتعرف عليها وأن نحددها. 8- لا نعرف كيف نؤطر التفاوض مع النظام في حالة الهزيمة. هل هو استسلام أم تطبيع مع المجرمين أم قبول بالأمر الواقع أم حاجة لوقف إراقة الدم. 9- هناك فرق الآن بين الثورة (بأي معنى كانت) وبين الحرب (أي إراقة الدماء) والجميع يريد وقف الحرب، لكننا لا نعرف كيف. باعتقادي ذلك لأننا لا نعرف كيف نتعامل مع المبادئ العليا، فلا هي معرفة ولا هي مطروحة للنقاش. 10- مفهوم النخبة الرائدة يعود باستمرار في نقاشات السوريين. نحتاج إلى نخبة "عارفة ورشيدة" لتقود وتصحح المسار وتخرجنا. بالنسبة لي هذا يأتي من اعتقاد بأن "الأغبياء والسفهاء" هم من يقودون المرحلة. لكن لا أحد يعطي تعريفاً "للنخبة الصالحة" ولا كيف نجدها ولا كيف يمكن أن تتصرف حتى تحقق الأهداف المرجوة. هذا نقاش آخر أتمنى أن ندخله. قضية النخبة ليست مجرد نقاش نخبوي وإنما حاجة إجتماعية وسياسية وتكتيكية. لا يمكن أن تصوغ المطالب وتفاوض عليها دون "نخبة". ما مدى "نخبويتها" أو رشادها أو صلاحيتها أو مشروعيتها، كل ذلك يبقى غامضاً. 11- مفهوم النخبة يبدو مرتبطاً بمؤسسة. لكن لا نعرف أية مؤسسة ولا كيف يمكن بناؤها ومن أين تمويلها ومن يضبط عملها. من أعراض الحداثة الإعتقاد بدور المؤسسة في الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية. لكننا في مجتمعاتنا التقليدية (ولا أعرف إلى أي مدى) لا نزال نناقش أساسيات المؤسسة ولم نصل بعد إلى أمورها العملية التطبيقية. الموجود على الساحة هو "الشكل التقليدي للمؤسسة" أي شبكة المحسوبية أو القبيلة أو الطائفة. فالدولة نفسها ليست أكثر من عصابة.

Ali Rekmani لا أرى أن التاريخ سيذكر ما حدث في سوريا على أنه ثورة. كل الدلائل تشير إلى مصطلح حرب أهلية، حدثت في ظل نظام كان يمر بمرحلة ضعف وفساد وتفسخ أمني وعسكري. ما حدث في لبنان ١٩٧٥ هو التشبيه الأقرب.

Ahmad Nazir Atassi تمرد على السلطان تدخلت فيه القبائل. لا حاجة لتصنيفات حديثة، التصنيفات القروسطية كافية.

Ahmad Nazir Atassi حسام الدين درويش نعم مذهل ومريع. لكني اعتقد ان هذا الوصف ينطبق على اكثرية المشاركين اليوم. وعلى اغلبية الاحداث. التمرد على السلطان ليس سيئا بالضرورة لكنه ليس له اطار سياسي ومؤسساتي واهداف. القبائل هي كل الولاءات غير الوطنية. اعتقد ان هذا التحليل مفيد نظريا اكثر بكثير من مفهوم الثورة.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi أختلف معك تمامًا، أعتقد أن ما حصل في سورية منذ عام 2011 حتى الآن يتجاوز الأدوات التصنيفية المعاصرة ويتطلب رؤية مفهومية ومعرفية جديدة. ولا أرى في العودة إلى المقولات والتصنيفات القديمة إلا استسهالًا يفضي إلى التعمية أكثر مما يسهم في التوضيح. ما حصل فيه أبعاد محلية وإقليمية ودولية تتجاوز كل ما عرفته البشرية في عضر القبائل والسلاطين. طبعًا أنا لا أقول أن مفهوم الثورة كافٍ لوصف أو توصيف وتقييم ما حصل، لكنه ضروري إلى جانب مفاهيم أخرى كالحرب الأهلية والحرب بالوكالة والحرب العالمية إلخ لكن تعقيد ما حصل يتطلب رؤية أوسع غير أحادية ولا تستهل العودة إلى استخدام مفاهيم ماضية. تحياتي

حسام الدين درويش أنا أشتغل على مسألة التسمية منذ مدة وفاجأني أن معظم من يستخدمون مفهوم الحرب الأهلية لتوصيف ما حصل غير مطلعين على معايير الحرب الأهلية وفقًا للتصنيفات البحثية والأكاديمية، ولا يدركون الأبعاد القيمية للمقولات والمفاهيم التي يستخدمونها. على كل حال يبدو لي ان من بدأ أو أصر على استخدام مصطلح الحرب الأهلية أو الطائفية أو القبلية أو ماشابه لوصف ما حصل وييحصل هو تحت تأثير انفعال ونفور أكثر من كونه متأمل ومفكر فيما يقوله ويحصل في الواقع. سلامات

Ahmad Nazir Atassi لا اريد ان اخلط بين ما يحدث في سوريا وبين ما يقوم به السوريون. ماحدث ويحدث يحتاج بالتاكيد الى مفاهيم جديدة وقد ذكرت لك سابقا نظرتي عن الاهمية العالمية لما يحدث في سوريا. لكن افعال السوريين انفسهم لا تبدو لي خارجة عن اطار التمرد على السلطان. كل الفصائل الاسلامية تراها مذلك. ووعي كثير من السوريين للاحداث ليس اعقد من هذا. يمكن ان نكون قروسطيين في عالم الحداثة.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi وأخيرًا أقول يبدو لي ان توصيفك لما يحصل وبحثك عن حلول له أو مخرج منه لا يأخذ كثيرًا في الحسبان قوة العوامل الخارجية غير السورية وفاعليتها الأكبر

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi لا يمكن الفصل بين الإثنين. والترابط بينهما أكبر وأعقد وأوثق من أن يتم فصله حتى في تجريدٍ نظريٍّ اوليٍّ

Ahmad Nazir Atassi التسمية جزء من المعركة. تسمية الحرب الاهلية روج لها الغرب لتبرير ابتعاده الظاهري. بغض النظر عن التعريفات الاكاديمية، لم تكن الحرب في سوريا حربا بين الاهالي الا في حالات منفردة. ولذلك اصر على وجود كلمة السلطان. انها اليوم صراع على السلطة. اما التدخل الخارجي فهو طبقة من عشرات الطبقة التي تكون البصلة السورية. كلها مترابطة لكن ايضا كلها لها وجود منفصل. ماساة سوريا من صنع السوريين. حسب تعريفك، اعتقد اني ثقافوي، مع الكثير من التحليل الذي قد يبدو تبريرات نخبوية. مرة اخرى، طرات علي تغييرات جذرية في السنة الاخيرة، وانا لا اريد اقناع احد وانما ابقاء الحوار قائما دون صدمات قاتلة. اعتقد ان لدي الكثير لاقوله وبا اريد ان يضيع ذلك في دوامة الصدمات.

Ahmad Nazir Atassi انت تبحث في التسمية وانا ابحث في المنظومة. هذا تلخيص عظيم لاختلافنا. لكن اعتقد ان الحوار ضرورة للمشروعين. ولا مانع عندي ان يكون الحوار فجا في طروحاته، هذا من ناحيتي، ولا اعرف موقفك.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi سأتابع ما تقوله ولن أقاطعك إلا في الحدود الدنيا لكن أود أن أشير إلى أمر واحد لطرافته. عندما تكون الحرب بين الأهالي بدون تدخل السلطان أو الحكومة لا يمكن وفقًا لكل تصنيفات الصراعات أن يتم تسميتها بالحرب الأهلية. ففي الحرب الأهلية يجب أن تكون الحكومة أو السلطة الحاكمة مشاركة فيها أما إذا كانت حربًا بين الأهالي فهي ليست حربًا أهلية. تحميلك السوريين مسؤولية مأساة بلدهم، أمربحاجة إلى توضيح ونقاش، لكن يبدو لي أنني أختلف مبدئيًّا مع هذا الحكم لأكثر من سبب .... سلامات

Ahmad Nazir Atassi لطالما تساءلت عن ذلك. الحرب بين الاهالي ليست اهلية. نعم ساكتفي اليوم سلامات.

حسام الدين درويش Ahmad Nazir Atassi خود راحتك وأنا سآخد راحتي عندما أرى ذلك مناسبًا. اهتمامي بالتسمية جاء لانها ليست شكلية كما قد يظن، بل هي تعبر عن مضامين كثيرة وأظنها ترتبط بالمنظومة بقوة أيضًا

Ahmad Nazir Atassi عظيم اتفقنا. no pain, no glory شكرا صاحبي

Ali Rekmani أن ترفض تسمية ما يجري في سوريا بالحرب الأهلية فربما هذا أقرب إلى الانفعال والعاطفة منه إلى القراءة الحيادية لما حدث ويحدث. كل الشروط متوفرة لاعتبارها حرباً أهلية، وهي قرائن لا يمكن تكذيبها، وليست مبنية على مجرد فرضيات أو وجهات نظر وتسويقات إعلامية.. إن كنت تقصد التدخلات الخارجية فهذه كانت دوماً جزءاً من الحروب الأهلية، والتي يتم تعريفها على أنها حراك مسلح منظم بغرض قلب نظام الحكم وتسلّم السلطة في المركز أو في أطراف الدولة، وبشكل يؤدي إلى صدامات تثمر عن خسائر بشرية مرتفعة العدد. لا أتفق مع فكرة أن الحراك المسلح ولد لاحقاً، وبشكل تدريجي، وإلا كان من السهل القضاء عليه في المهد. المنشقون عن المؤسسة العسكرية هم دليل على التفسخ والفساد الذي ضرب تلك المؤسسة، ولكن من الساذج اعتبار هؤلاء غير منظمين أو لا يشكلون جزءاً من حراك مسلح منظم، وبالتالي كل ما حدث في سوريا يدخل ضمن التعريف الموضوعي للحرب الأهلية.

حسام الدين درويش أخ علي ما حصل في سورية منذ بداية 2011 حتى الآن لا يمكن اختزاله بمصطلح الحرب الأهلية (لا بالمعنى الوصفي ولا بالمعنى القيمي أو التقييمي) بأي حال من الأحوال. ولهذا ينبغي أخذ تسميات أخرى (كالثورة والحرب بالوكالة والحرب الدولية أو العالمية ...إلخ) كما ينبغي الانتباه إلى ضرورة اختلاف التسميات وفقًا لتحقيب ما حصل والمتغيرات الكثيرة والكبيرة التي طرأت واختلفت من حقبة او مرحلة إلى أخرى. وللحرب الأهلية معايير لا ينطبق عليها ما حصل في سورية انطباقًا تامًّا أو دائمًا. فمن معاييرها مثلًا حصولها في أراضي دولة واحدة، وهذا غير دقيق إذا تذكرنا أنها حصلت في سورية والعراق ولبنا ووو وإذا تذكرنا أن الحرب في سورية هي جزء من الحرب على الإرهاب الحاصلة في بلاد كثيرة أخرى. وإذا أخذنا بعين الاعتبار كثافة المشاركة غير السورية في هذه الحرب ربما تبين لنا أن وصف ما حصل بالحرب الأهلية (فقط) وصف غير دقيق مطلقًا. وازدياد قوة العوامل الخارجية يجعل ما حصل ينتمي في كثير من الأحيان إلى تسميات مختلفة. الأمر أكثر تعقيدًا من مجرد وصف/إدانة ما حصل تحت اسم الحرب الأهلية أو تمجيده/وصفه تحت اسم الثورة. وللحديث بقايا .... سلامات


Ahmad Nazir Atassi التسمية جزء من المعركة ولذلك هي مهمة، لكن بالنسبة للباحث فيمكن استخدام اي رمز طالما التعريف واضح. عندما احلل افضل استخدام المكونات عندما تكون التسميات الجامعة خلافية. هناك صراع على السلطة، هناك تدخل خارجي، وهناك انفجار ضد القهر، وهناك حرب بين الاهالي، وهناك قوات خارجية. هذه خلطة ويهمني مقارنتها بغيرها لكن لا توجد علوم تسمى علوم الثورات. ولو قارنا عشرين حادثة قديمة فان الجديدة دائما مخنلغة بعض الشيء. لا يوجد نموذج للحروب الاهلية او الثورات او التمردات وما الى ذلك من اوهام العلوم السياسية. هذه هي الخلطة السورية الان فماذا نفعل بها.

Ahmad Nazir Atassi نظام الحكم القائم بحاجة الى التغيير. والتركيز فقط على التدخل الخارجي لا يعفي النظام من فساده وهمجيته واحتكاره. تدخل السعودية لا يختلف عن تدخل ايران. لا يوجد شي يسمى حكومة تدافع عن نفسها ضد مواطنيها. هناك سلطان يدافع عن امتيازاته. ولا اقلل من فداحة الفصائل الاسلامية الطائفية، لكني لن اقول انهم مجرد خارجون عن القانون في دولة ذات شرعية. نحن امام خلطة جهنمية ويجب ان نتخلص منها وليس ان ندافع عن بعض مكوناتها. هذا رايي.

22 شباط 2018، تعريف أمراء الحرب

كيف نعرف انك من امراء الحرب او من داعميهم اولا. اذا بدا القصف ووقعت ضحايا مدنية فانك تركز على ضحايا المدنيين وخاصة الاطفال مع انك تعيش بينهم وتحتمي بهم ولا نرى صورا لك وانت مستشهد لانك لا تموت ولا يموت الا المدنيون. ثانيا. تستغل صور الضحايا المدنيين لتطلب المزيد من المصاري. ثالثا. تبدا حملة المدينة كذا تباد وتبدا بطلب الاغاثة والمعونات وانت تعرف ان القصف قادم. رابعا. لا تفكر بالمدنيين عندما تخطط لمستقبل فصيلك. خامسا. عندك رواتب للمقاتلين وما عندك اي شي للناس اللي انت كاتم على انفاسهم. سادسا. لا تعرف من الدنيا الا بقاء فصيلك وتعتبر اي محاولة توحيد خطرا عليك وعليه. سابعا. الفصائل الاخرى منافسين وانت تزاود عليهم بينما تبحث عن مخارج لنفسك. ثامنا. عند كل مجزرة تطلب من احد المشايخ ان يعمل فيديو خطبة او شعر يحرض الناس على الصمود وانت لا تستطيع ان تحميهم. تاسعا. عندما تدخل المساعدات فانها تمر اولا على جماعتك. عاشرا. لا تريد ان تفكر بنهاية الحرب لانك من المستفيدين وصاير لك جاه وعز ما كنت تحلم فيه. احد عشر. دائما تردد الشام فسطاط المسلمين وارض الحشر لتفسر تضحيتك بالمدنيين. اثنا عشر. دائما علىاتصال مع النظام بطريقة او اخرى. ثالث عشر. تعتبر انك تملك الثورة وتفهم اكثر من الناس بما يصلح لهم، وتقول نحنا ضحينا بالشهجلء انتم شو عملتم رابع عشر. مرتهن لاوامر المانحين وما عندك اي خطة للمستقبل سوى الحفاظ على فصيلك. خامس عشر. ما عندك اية مطالب سياسية ولا تفقه فيها شيئا. سادس عشر. اول شي تعمله هو القضاء على معارضيك، وعندك سجن مثل النظام. سابع عشر. تتدخل بشؤون المجلس المحلي وتحاول السيطرة عليه حتى ما يتفقوا الاهالي ويطردوك. ثامن عشر. في اسوا الاحوال تعرف انك اما ستذهب لعند النصرة او ستصبح شرطي براتب بعد توقيع الهدنة. تاسع عشر. عندك واحد شرعي مشان يفتي لك كل شي. عشرين. كل ما ذكرته اعلاه شيل كلمة ثورة وحط ثورة تشرين، وكلمة فصيل وحط فرقة رابعة، وكلمة كافر وحط خائن، وكلمة شرعي وحط بعثي، وكلمة حجي وحط قائد الوطن، وكلمة ايران وحط السعودية او قطر، وكلمة روسيا وحط تركيا، وكلمة العالم نسينا وحط مؤامرة كونية، وكلمة صامدون وحط ممانعة، وكلمة ثوار وحط جنود الوطن، وكلمة اعداء الثورة وحط مندسين وجماعات مسلحة، فستستنتج سريعا كيف انك نسخة مصغرة عن النظام الذي تحاربه.

22 شباط 2018، أفكار أخرى قديمة

افكار اخرى اقدم الثورة الفرنسية ”أكبر كذبة في التاريخ“ وعلاقتها بسوريا الثورة الفرنسية ”أكبر كذبة في التاريخ“ وعلاقتها بسوريا


"الثورة الفرنسية أكبر كذبة في التاريخ الحديث". وجب الشرح. أولاً هذه المقولة تعني أن الصورة التي لدينا عن الثورة الفرنسية هي ملفقة وكاذبة ولا تعبر عن حقيقة واقعية وإنما عن أيديولوجيا تبريرية كما هي كل الأيديولوجيات. ولكن أحببت أن أسميها كذبة لأن هذه الصورة أصبحت نظرية ثورات وموديل يحاول الناس تطبيقه أو القياس عليه وكأنه قانون إجتماعي صالح لكل زمان ومكان، وهذا فعلاً خطير. ثانياً، هذا الرأي ينطبق على كل الثورات، لكن الفرنسية هي الأولى حسب مناهج التعليم في كثير من دول العالم. الثورات تخلق فوضى عارمة. لكن بعد مرور عدة عقود وظهور نظام أكثر استقراراً يتبنى الثورة كأصل تاريخي له فإنه يقوم "بتنظيفها وتلميعها" لتبدو وكأنها حركة طبيعية للتاريخ باتجاه هدف حتمي مفروغ من نجاحه. وينسون أن كل يوم في الفوضى الثورية كانت الرؤية غائمة جداً والأحداث عشوائية والوجهة غير معروفة أبداً. إذن الثورات تنجح فقط في منظور من يعيد كتابة التاريخ. ثالثاً، الثورة الفرنسية كانت عدة ثورات كما تعلمنا من الأحداث في سوريا وكثير منها لم ينجح. كانت هناك ثورة البرلمانيين المثقفين الليبراليين وهي ثورة غير عنفية، وثورة الشارع الباريسي التي بدأت مع اقتحام الباستيل وإنشاء الميليشيات الوطنية، وثورة الفلاحين الأولى التي قضت على الإمتيازات الإقطاعية، وثورة الفلاحين الثانية التي قامت ضد الباريسيين وتهجمهم على الكنيسة الكاثوليكية. وبالطبع كانت هناك تحركات مضادة قادها الأرسطقراطيون المهاجرون. وكل ثورة تطورت بمنحى تأثر بالأخريات لكنه لا ينطبق عليه. وبعد بداية الحرب مع النمسا ودول الجوار التي بدأها الجيرونديون لتوطيد حكمهم غيم شبح الهزيمة وظهر المتشددون الذي كان يمثلهم روبسبيير في البرلمان وإن لم يكن يسيطر عليهم تماماً في الشارع. حكم روبسبيير بالمقصلة ومات بها وقام إنقلاب الثرميدوريين بعد أربع سنوات من الفوضى لوقف هذه الفوضى. هؤلاء جاؤوا بنابليون وهو ضابط من أصل كورسيكي يتكلم الفرنسية بلهجة إيطالية (كورسيكا أصبحت جزء من فرنسا قبل الثورة بقليل) لإيقاف الفوضى في باريس وفي المحافظات الأخرى. نابليون ثبت أقدام الليبراليين في البرلمان وأعطاهم ما كانوا يريدونه وهو الوصول إلى الوظائف الحكومية ومن ثم أخذهم في حروب توسعية كبيرة ومدمرة لها نفس الهدف التوسعي للملوك من قبله وطبل له الناس وزمروا لأنه رفع قيمة الأمة وكأي قوميين خرقاء لا يهمهم من يمون من أجل أن يحققوا إستعلاء قوميتهم. عادت الملكية عام 1815 بعد هزيمة نابليون وإستمرت إلى 1830 على ما أذكر أو 1848 وجاء بعدها حكم نابليون الثالث إلى كمونة باريس عام 1871. وبعدها نشأت الجمهورية. فما هي أهداف هذه الثورة-الثورات تبع عام 1789 وماذا حصل خلال ما يقرب من قرن بعدها؟ ما هو معيار النجاح؟ شرعة حقوق الإنسان التي أقرها البرلمان عام 1791 على ما أذكر لم تكن إلا محاولة من البرلمانيين الليبراليين للسيطرة على الشارع المضطرب ولم يطبقها أحد. الليبراليون انتصروا دون نزولهم إلى الشارع وبجيش نابليون وبعدها تحولوا إلى محافظين. ثورة الشارع كان يطغى عليها أصحاب المهن والمحلات في باريس وكانت مطالبها تثبيت الاسعار والخبز الرخيص وقتل الملك وقطع رؤوس "أعداء الثورة" بطريقة تشبه داعش وهي مطالب غير ثورية ولا حتى مفيدة. وحتى كمونة باريس عام 1871 التي تغنى بها ماركس كانت نموذجاً للثورات الفوضوية الأناركية التي يقوم بها أصحاب المحلات الصغيرة من برجوازية المدينة المتوسطة، أي طالبت بتثبيت الاسعار وإلغاء الحكومة وإغلاق البنوك. سلحت الناس في الشوارع وحصنت الحارات وقتلت "أعداء الثورة" وانشقت على نفسها مرات. هذه الصورة الرومانسية للثورجيين يجتمعون ويدعون أحدهم الآخر بأخي أو رفيقي ويتناقشون في أمور مثالية والتي بقيت الصورة النمطية للثورجيين حتى الآن ما هي إلا صورة عن أناس عشوائيين مثاليين يحلمون بالعودة إلى مجتمع حارات صغير ومحلات تجارية صغيرة وينقسمون على بعضهم إلى ما لا نهاية ويتشاجرون حول من يقود ومن يظهر وينتهون بأن يموتوا ميتة رومانسية على أحد الحواجز دفاعاً عن الحارة وكأن هناك شيئاً حقيقياً يدافعون عنه. ومن قتلهم؟ الدولة نفسها التي فشلت في صد الجيش الألماني ورضخت لشروطه. فعن أية ثورة نتكلم؟ وعن أية إنجازات؟ وعن أية أفكار ثورية؟ وعن أية أحلام؟ وعن أية صور مثالية للثورجية؟ أقرب شيء في سوريا لهذه الصورة الثورجية الوهيمة هم السلفيون. الفرق هو الأفكار الدينية للسلفيين والافكار غير الدينيية للثورجيين الفرنسيين. متى تحولت فرنسا إلى دولة صناعية؟ متى فرضت الدولة المركزية في باريس سلطتها على كل المناطق؟ متى بدا الفرنسيون يتكلمون اللغة الفرنسية أصلاً؟ متى منحت الدولة الناس حق التصويت ولم منحته؟ متى منحت حق التصويت للجميع؟ متى أصبحت باريس المدينة العصرية الجميلة التي نعرفها؟ متى طبق الفرنسيون فصل الكنيسة عن الدولة؟ هل هذه من نتائج الثورة الفرنسية؟ أبداً كل ما ذكرته حصل بعد عام 1871. تحولت فرنسا إلى بلد صناعي مديني يسكن أغلب ناسه المدينة ولا يزاولون الزراعة بعد الحرب العالمية الثانية. والثورة الروسية كما تصورها لنا كتب التاريخ على نفس النمط ونفس الفارق بين الحقيقة والخيال. ثم يأتي أناس لينظروا للثورات ويقولوا في سوريا ثورة، لأ في سوريا إنتفاضة، لأ في سوريا تمرد، لأ في سوريا حرب أهلية، وكلهم يفكرون بالنموذج الفرنسي والنموذج الروسي. أصدقائي إذا كان هدف اية حركة إجتماعية هو التغيير فيجب أن تصل إلى أجهزة الدولة لإحداث التغيير وغالباً يكون هذا إذا انحاز الجيش للتغيير. إذا لم يحصل هذا فكل الثورات تتحول إلى حروب أهلية مدمرة. هذا ما حصل في سوريا وعلينا الآن إيقافه بأي ثمن. حالنا سيكون أسوأ من أفغانستان والصومال هذا إذا لم يكن هذا واقعاً الآن.


إياد الريان: ما بعرف اذا كلمة "كذبة" تنطبق عكل الثورات. الكذبة هي في عملية التلميع والتنظيف المبالغ فيهم، والصاق شعارات طنانة بالثورات بعد الوصول للاستقرار. ربما الثورة الفرنسية لم تقم من اجل "الحرية، المساواة والاخوة" وانما فقط لان البرجوازيين ارادو تقاسم السلطة. لايزال الفرنسيين للآن عايشين في وهم شعارات الثورة، ويرفضو قبول ان الجبهة الوطنية هي حزب فرنسي يصوت له عدد كبير من الفرنسيين. هالحزب عوشك يوصل للسلطة ولايزال هناك من يقول "هذه ليست فرنسا". لنفرض ان الثورة الفرنسية لم تقم، هل يمكن الجزم ان الامور في فرنسا كانت ستؤول لما آلت عليه؟ لا أعلم. الثورة الفرنسية حوربت من كل الانظمة الملكية الاوربية. واعيد النظام الملكي لفرنسا من قِبل هذه الانظمة بعد هزيمة واترلوو ونفي نابوليون. النظام الملكي الاوروبي الوحيد الذي سقط بثورة هو الفرنسي. الانظمة الاخرى قبلت الاصلاحات. هل كان للثورة الفرنسية تأثير على مجرى الاحداث بهذا الشكل؟ ربما.

طارق الخواجة: ربما كان هذا تعريف الثورة .لم لانقر بذلك ..

نظير: إذا أقرينا بذلك فإنن نقر بأن الثورة جيدة بذاتها ولذاتها. وكأن الدمار وعدم التغيير جيد بذاته ولذاته.

طاري قاخواجة: الا تعتقد أبدا ان تغييرا ما حصل بل وتغيير جذري ..شخصيا اعتقد انه حصل ومن اصغر المكونات للمجتمع ..

نظير: أخي طارق أنا معك، أنت لا تزال متعلقاً بأول ثلاثة أشهر. أنا أتكلم عن تقييم الناس لم حصل خلال السنوات الأربعة الماضية

طاريق الخواجة: أبدا اجزم ان الفترة الاولى كانت رومانسية ولم أكن مقتنعا بها واجزم اني لليوم مقتنع بان ماجرى هو جزء بسيط من القادم الأسوأ ..لكن لاحل الا بهذه المراحل ..

نظير: هذا الحكي لايعني بأني لا أقر بضرورة ما حدث في سوريا في آذار 2011. ما حدث طبيعي وعظيم وهو خروج ناس من ذاتهم إلى الشوارع مطالبين بحقوق مسلوبة. لكن ما يجري الآن ليس إلا دماراً.

إياد الريان: نعم نظير ، ما حدث في البداية هو ثورة، تحولت الى دمار وحرب بالوكالة بفضل عُهر النظام

نظير:العهر لا يعبر عن الإجرام. العهر مسألة جنسية وهنا نتعامل مع مجرمين من الدرجة الأولى

طاري قالخواجة: نعم دمار ..ولم يحصل بعد الا جزء بسيط مما سيحصل منه ..

نظير: إذن نحن متفقان. الفرق هو في اختيار المرحلة التي يتعلق بها الواحد منا عاطفياً ويعتبرها ممثلة لأفكاره وعوطفه ونزعاته ورغباته. أما إذا نظرنا إلى الحالة ككل خلال السنوات الأربعة الماضية فإنها مزرية وفاشلة أي في تحقيق التغيير ومدمرة. وأتمنى العودة إلى السلم حتى يتمكن الناس من متابعة مسيرة التغيير التي يمكن أن تؤدي إلى نتيجة.

عزت البغدادي: ما هو تعريفك للثورة؟

نظير: أخي عزت لا يهم تعريفي للثورة ما أتحدث عنه هو الأيديولوجيا التي تخلق بعد الثورات وتقولب تاريخها، لتجعل منها السبب المباشر للتغيير الطويل الأمد، ولتجعل منها حتمية تاريخية. عندما أعرف الثورات فأنا أقوم بعمل نظري مقارن، لكن ما أقوم به هنا هو نقد تعريف الفرنسيين للثورة الفرنسية

قاسم الأتاسي: أبدأ أولاً بالشكر الجزيل لمجهودك بسرد الأحداث، و هذه معلومات تاريخية ذات دلالات عظيمة علينا جميعاً البحث عنها و محاولة فهمها كي لا نقع ضحية أفكار نمطية متوارثة ، و كما قلت متخيلة فيها الكثير من الأخطاء.. إذاً عند ذكرك ببوست سابق أن الثورة الفرنسية ما هي إلا كذبة كبيرة كنت تقصد بالضبط الأفكار النمطية و المختصرة لحد التشويه - أو كما يقال بالفرنسية : trop schématique - ثانياً فعلى الرغم من أن عملية تطور الدول و نظمها السياسية هي شييء بغاية التعقيد و عسير على الفهم حقيقة لم النظام السياسي تطور بهذا البلد بهذا الشكل و لم يتطور بالآخر بنفس الطريقة، أقول بالرغم من ذلك فإنه من دون أدنى شك لو تحقق التطور بطريقة تدريجية و هادئة على الطريقة الانكليزية لكان أفضل، و لكن أبداً الظروف لا تشابه نفسها.. ثالثاً فإنني أعتقد أن السوريين لم يكونوا يوما بوارد القيام بثورة مفاجئة ضد النظام، و لكن كان للأحداث السريعة التي حصلت اولا بتونس ثم بمصر أثر كبير بتغيير وجهة نظر الشارع السوري، أنه حسني مبارك ب ١٨ يوم كان منتهي، طيب ليش ما منجرب حظنا، هاد بالضبط الظرف أو العامل المحرك الذي شجع برأيي الناس للنزول للشارع- و طبعا ما كل الناس- بعدها صار شوية منظرين يحكوا بالثورات و خاصة الفرنسية و حسب طريقة نمطية كما تفضلت نظير... لا تآخذني عالإطالة ...