«الدين والمجتمع»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر ٧: سطر ٧:
 
فيديو كلينك فيه تقريباً ثلاثة أو أربعة مقاطع رئيسية يتم إعادتها عدة مرات. والفيديو لا يحكي قصة وإنما هو عرض سريع لمقاطع ولذلك يمكن أن نصنف هذه المقاطع. هناك ثيابها القصيرة أو التي تنزاح عن الجسد، مقطع نصف قفاها بلباس فضي، مقطع البانيو، مقطع النط على التخت، مقطع باربي الميكانيكية، ومقاطع التغنج وإظهار الصدر، ومقاطع المغني وهو يتبجح بإدخاله غول، وهناك اللغة الإيحائية التي ترسم صورة ممارسة جنسية لا تتحدث عن مشاعر وأحاسيس وإنما عن تحقيق غول، وأخيراً الأخذ والرد بين المغني والمغنية عن التحدي وفرجينا شطارتك، طبعاً هناك غرفة النوم كخلفية والثياب الفضية أو الزهرية وكرسي المكياج الذي يشبه الكف المرصع بالزجاج. أين نبدأ؟ هذا يعتمد على الحبكة والغرض والعرض الذي نتخيل أن صاحب العمل أرادها. هل هذا فيديو جنسي وهل هو جنسي إباحي (بورنوغرافيك)؟ رأينا صدر الرجل ونصف قفا المرأة وأعلى صدرها الذي دفعته الصدرية المشدودة وأرجلها المغطاة بكلسات سوداء شبكية وطبعاً وجهها الأبيض مثل السليماني وشفاهها التي أثقلها السيليكون والبوتكس. الإلتقاء الوحيد بين الجسدين هو في البانيو المليء بالماء والذي أخفى ما لم تخفه الثياب.إذن أين الجنس؟ عدا عن الكلام شبه الجنسي لم تكن هناك ممارسة للجنس. طبعاً بالنسبة لكثيرين كل ما ذكرته من كلمة إمرأة وما بعد يعتبر جنساً. هل هناك نقاش عن صدر الرجل ودرجة جنسيته؟ معناها يجب قياس مساحة الجلد السافر وأنواع الأعضاء السافرة حتى نصل إلى قياس علمي لدرجة الجنسية في الفيديو، هذا على اعتبار أن صدر الرجل ليس جنساً، أم هل نعيد النظر في هذا أيضاً؟ وهذا يعيدنا إلى مفهوم العورة الجسدية والفتنة. ما مساحة الجلد السافر التي تجعله عورة وما هو نوع العضو السافر الذي يحقق شروط العورة. لماذا العودة إلى مفهوم ديني؟ لا ليس دينياً هذا جزء من التابو، وجسد المرأة تابو. حتى المذاهب الفقهية تختلف في اعتبار أي من جسد المرأة فتنة وعورة. الفروج عورة هذا لا تختلف عليه كثير من الثقافات والأديان. ثم هناك مساحة حول الفرج تعطي إيحاءاً بأن هناك فرج ولذلك فهي مساحة حماية حيوية، ويجعلها الفقهاء بين الركبتين وأعلى الصدر. الفيديو نجح في الحوم حول تعريف العورة فليست هناك صور فرجية، وحتى المنطقة الحيوية لم يظهرها كلها وإنما جزء منها أي نصف قفا، أرجل مغطاة بكلسات سود شبكية، أعلى الصدر. يعني شي نصف عورة. ثم هناك التماس بين الجسدين والخلوة غير الشرعية. لم يحصل تماس إلا في البانيو ووجود البنت والمصورين ألغى خيار الخلوة غير الشرعية. يا لطيف إلى اين أذهب، رح يطلع الفيديو لوحة فنية محافظة بعد شوية. لكن أصدقائي نقاش الأخلاق وتدخل القوانين مليء بمثل هذه الجزئيات التي لا تنتهي. اقرؤوا شروط طهارة ماء الوضوء في الشرع الإسلامي وسترون أن هذه الجزئيات في صلب الشرع وفي صلب القوانين كلها. ومع ذلك لم نصل إلى نتيجة ولنا عودة.
 
فيديو كلينك فيه تقريباً ثلاثة أو أربعة مقاطع رئيسية يتم إعادتها عدة مرات. والفيديو لا يحكي قصة وإنما هو عرض سريع لمقاطع ولذلك يمكن أن نصنف هذه المقاطع. هناك ثيابها القصيرة أو التي تنزاح عن الجسد، مقطع نصف قفاها بلباس فضي، مقطع البانيو، مقطع النط على التخت، مقطع باربي الميكانيكية، ومقاطع التغنج وإظهار الصدر، ومقاطع المغني وهو يتبجح بإدخاله غول، وهناك اللغة الإيحائية التي ترسم صورة ممارسة جنسية لا تتحدث عن مشاعر وأحاسيس وإنما عن تحقيق غول، وأخيراً الأخذ والرد بين المغني والمغنية عن التحدي وفرجينا شطارتك، طبعاً هناك غرفة النوم كخلفية والثياب الفضية أو الزهرية وكرسي المكياج الذي يشبه الكف المرصع بالزجاج. أين نبدأ؟ هذا يعتمد على الحبكة والغرض والعرض الذي نتخيل أن صاحب العمل أرادها. هل هذا فيديو جنسي وهل هو جنسي إباحي (بورنوغرافيك)؟ رأينا صدر الرجل ونصف قفا المرأة وأعلى صدرها الذي دفعته الصدرية المشدودة وأرجلها المغطاة بكلسات سوداء شبكية وطبعاً وجهها الأبيض مثل السليماني وشفاهها التي أثقلها السيليكون والبوتكس. الإلتقاء الوحيد بين الجسدين هو في البانيو المليء بالماء والذي أخفى ما لم تخفه الثياب.إذن أين الجنس؟ عدا عن الكلام شبه الجنسي لم تكن هناك ممارسة للجنس. طبعاً بالنسبة لكثيرين كل ما ذكرته من كلمة إمرأة وما بعد يعتبر جنساً. هل هناك نقاش عن صدر الرجل ودرجة جنسيته؟ معناها يجب قياس مساحة الجلد السافر وأنواع الأعضاء السافرة حتى نصل إلى قياس علمي لدرجة الجنسية في الفيديو، هذا على اعتبار أن صدر الرجل ليس جنساً، أم هل نعيد النظر في هذا أيضاً؟ وهذا يعيدنا إلى مفهوم العورة الجسدية والفتنة. ما مساحة الجلد السافر التي تجعله عورة وما هو نوع العضو السافر الذي يحقق شروط العورة. لماذا العودة إلى مفهوم ديني؟ لا ليس دينياً هذا جزء من التابو، وجسد المرأة تابو. حتى المذاهب الفقهية تختلف في اعتبار أي من جسد المرأة فتنة وعورة. الفروج عورة هذا لا تختلف عليه كثير من الثقافات والأديان. ثم هناك مساحة حول الفرج تعطي إيحاءاً بأن هناك فرج ولذلك فهي مساحة حماية حيوية، ويجعلها الفقهاء بين الركبتين وأعلى الصدر. الفيديو نجح في الحوم حول تعريف العورة فليست هناك صور فرجية، وحتى المنطقة الحيوية لم يظهرها كلها وإنما جزء منها أي نصف قفا، أرجل مغطاة بكلسات سود شبكية، أعلى الصدر. يعني شي نصف عورة. ثم هناك التماس بين الجسدين والخلوة غير الشرعية. لم يحصل تماس إلا في البانيو ووجود البنت والمصورين ألغى خيار الخلوة غير الشرعية. يا لطيف إلى اين أذهب، رح يطلع الفيديو لوحة فنية محافظة بعد شوية. لكن أصدقائي نقاش الأخلاق وتدخل القوانين مليء بمثل هذه الجزئيات التي لا تنتهي. اقرؤوا شروط طهارة ماء الوضوء في الشرع الإسلامي وسترون أن هذه الجزئيات في صلب الشرع وفي صلب القوانين كلها. ومع ذلك لم نصل إلى نتيجة ولنا عودة.
  
 
+
=March 8, 2017=
 +
بعض نص طويل وصلت البارحة إلى أن فيديو كلينك فيه سفور وهو إظهار العورة (تختلف المذاهب فيه من صوت المرأة عورة إلى الإقتصار على منطقة الفرج والدبر)، ليس فيه خلوة وإنما اختلاط بين الجنسين، فيه ملامسة ناقضة للوضوء ومثيرة للغرائز وهذا من باب التحريض ولا نطبق عليه إلا سد الذرائع والمصلحة العامة (حسب تعريف قانون البلد)، فيه حركات وكلام إيحائي وهذا يعتمد على نية السامع أيضاً، وأخيراً فيه طفلة تشترك في النط على التخت مع إمرأة سافرة وتلبس لباساً ملتصقاً بالجسم أي موحياً وتظهر مفاتنها. السؤال الأعظم، هل كان هناك زنى. بالتأكيد لا لأن التعريف الشرعي واضح وهو "الوطء من قبل أو دبر وتغييب الحشفة في الفرج دون شبهة حلال (أي عقد أو ملك اليمين)" ولا ينطبق على الفيديو إلا زنى الإصطلاح اللغوي، أي من نوع "زنى العين هو النظر". فإذا أخذنا تعريفاً للفعل الجنسي الإباحي (البورنو) الزنا بحضور آخرين (أي إضشهار الزنا) فالفيديو بالطبع ليس إباحياً. فما هو إذن؟ المسألة نسبية إلى حد بعيد وتعتمد على تعريف القانون للفعل المخل بالآداب العامة (أو الخادش للحياء) أو على تعريف العرف المجتمعي لمثل هذا الفعل. فهل أخل الفيديو بالآداب العامة وفي أي بلد أو مجتمع وتحت أي قانون؟ طبعاً إشهار الفيديو على اليوتيوب يعقد الأمور إذ ندخل هنا في مجتمعات وقوانين متعددة، لكن هذا ينطبق على المشاهدة فقط وليس على محاسبة الفاعلين لأن المحاسبة هي من شأن السيادة اللبنانية. إذن من ناحية لبنانية، ما القول الفصل؟ في الحقيقة لم نطلع على القانون لكننا رأينا تدخل الوزارات المعنية والمجلس النيابي. يقال أن سيدة مهتمة بحقوق الأحداث رفعت شكوى جنائية على أصحاب الفيديو مما أدى إلى تدخل القضاء. لكن الذي منع الفيديو هو المجلس النيابي وليس القضاء. فهل يحق للمجلس النيابي التشريعي أن يحل محل القضاء وأن يتخذ تشريعاً متسرعاً بفرض غرامة ومنع الفيديو على الرغم من وجود قوانين معمول بها وتشمل حالة الفيديو. الناس (بعضهم، ولا نريد أن ندخل في تعريف الرأي العام) طلب من الحكومة التدخل وهذا غريب في بلد يزعم الديمقراطية حيث الحكومة هي إما السلطة التشريعية التي لا سيادة لها على الأمور القضائية أو هي الوزارات وهذه الأخيرة لا تعمل دون وجود محاكمة وحكم قضائي. وهذا يعني أن الدولة اللبنانية ليس فيها فصل للسلطات وبالتالي هي ديكتاتورية المجلس النيابي (مرحبا بكم إلى الشرق الأوسط). أما من ناحية العرف اللبناني فعن أية طائفة وأي مجتمع نتكلم، الضاحية أم الأشرفية، الجبل أم الساحل، البقاع أم طرابلس، جبل محسن أم حي التبانة، شارع الحمرا أم الجامعة الأمريكية. بالمقارنة مع أمسيات النكت السكسية فإن الفيديو يقع في مستواها من الإيحاء الجنسي، وعلى مستوى السفور (قل أو كثر) فالسيدة كانت تغطي الحد الأدنى وبالتالي محتشمة، أما عن الطفلة فلم تر أي فعل جنسي والمغنية كانت بثياب تشبه ثياب نوم أمها (وهذا افتراضي) وكانت تحت أنظار أمها وفي رعايتها وبالتالي ليس للحق العام أي مأخذ عليها (وتعرية الأم من الحضانة مسألة معقدة حتى في أمريكا وشخصياً لا أقرها إلا في حالات نادرة، حتى المجرمين لهم أمهات). إلا في حالة واحدة وهي أن الفيديو بطبيعته الإيحائية يجعل من الطفلة موضوعاً جنسياً وهذا يسمى بورنو أولاد ولا يؤاخذ عليه إلا البيدوفايل (حرفياً محبو الأولاد). إذن قضية إخلال الفيديو بالآداب العامة في لبنان قانوناً أو عرفاً قضية ستتناطح فيها عنزتان إلى آخر الدهر. طيب وماذا عن بقية المجتمعات العربية: أولا تصوير المرأة شديدة السفور وتداول الصور يعتبر عملاً إباحياً (حيث تعريف الإباحية يشمل أكثر من البورنو ويشمل إباحة المحضورات سواء تم الإشهار العام أم لم يتم). أما من ناحية العرف فالإيحاء الجسدي أو اللغوي أو بالنظرات (التغنج) هو نوع من العهر المقنع عند الكثيرين لكن هذا لا يمنع من وجود استثناءات وجدالات. مثلاً على شاطئ البحر أو في حفلة مسائية في مطعم. هناك بنطلون الجينز والفيزو والمكياج المبالغ فيه وإظهار ما بين الأثداء وشق الثوب إلى مافوق الركبة والتنورة القصيرة والثوب الطويل الضيق وحتى الحجاب على الموضة. وهناك حالة عامة جداً وهي أن الأمر لا يتعلق دائماً بالمرأة وإنما بالرجل فإذا أحس الرجل أنه مفتون فإن المرأة المنقبة تصبح فتنة يجب التخلص من وجودها وكما يقولون بعض الرجال حساس حتى لطرقات الكعب العالي ولتاء التأنيث بشكل عام. إذن صلب المسألة هو تعريف الرجل في المجتمع لإغراء المرأة وحسب هذا التعريف نقرر السفور أو الإباحية أو الإيحاء أو الفتنة. وماذا عن الطفلة؟ للأسف هذا أيضاً يعتمد على التعريف السابق، الأولاد تتعلم من أهلها ولا أحد يحتج على إباحية بعض قبائل إفريقيا التي لا تغطي أثداء المرأة. معناها اعطيني مرجعيتك وتعريفك حتى أعطيك حكماً بمدى خدش هذا الفيديو للحياء العام (وهل هناك فعلاً حياء عام أم أنه أيضاً موضوع جدل). في الدول العربية حيث القانون معطل والسلطات مختلطة الأمر يعتمد 100% على الغوغاء ومدى تأثيرهم على السياسيين الذين يأخذون القرار النهائي. هذا إلا في حالة خروج مظاهرة ورجم المعنية والمغني في الشارع.
  
 
[[تصنيف:كتاباتي حسب الموضوع]]
 
[[تصنيف:كتاباتي حسب الموضوع]]

مراجعة ١٨:٥٧، ٢٠ يوليو ٢٠٢١

March 7, 2017

مبارح كتبنا عن الخوذات البيضاء والإيمان، ما عاد فيني نزل المستوى. بس الوضع جامد كما هو ولا أمل في القريب العاجل. فاسمحوا لي أن أنزل المستوى، لكن ليس كثيراً. من يومين خلصت مقالة طويلة وحاسس بجوع للحكي فاصبروا معي. من ثلاثة أيام علقت على فيديو دكتورة كويتية تتحدث عن تعليم الأخلاق وكيف أن تعليم الدين لا يعني بالضرورة تعليم الأخلاق. واليوم جاءنا مثال عجيب غريب وكأنه درس عملي بعد درس نظري. فيديو ميريام كلينك. أوف، نزلنا المستوى. بس الإشكاليات الأخلاقية التي يطرحها الفيديو لا نهائية وتدعونا للإشتباك معها. اختصر البعض الموضوع بوجود البنت الصغيرة في فيديو جنسي، والبعض الآخر ركز على المحتوى الجنسي الإيحائي، ثم تدخلت الدولة في الموضوع وفرضت غرامة لمن ينشر الفيديو لكنها طلبت من المنتج حذف البنت وإعادة النشر، ثم هناك أم البنت التي تحدت الجميع بأنها تقدم لابنتها ما يعجز معظم الناس في المنطقة عن تقديمه لأطفالهم وعرضت الموضوع على أنه جلسة عائلية وفيها نط على التخت والبنت متعلقة بمريام وقامت ونطت معها، ثم هناك موضوع المغني الشاب الذي يظهر نصف عاري وكأن عري الرجل مقدس مقابل عري المرأة المباح، وموضوع أن الجميع "يعملها" هذه الأيام فلماذا هذا الفيديو بالتحديدز في الحقيقة هناك إشكاليات أكثر بكثير مما تمت مناقشته ليس أقلها تعريف الفيديو الجنسي، تعريف التصرف الإباحي، تعريف الخصوصية والإشهار، تعريف الأخلاق العامة، دور الدولة في الرقابة وخاصة أن صاحب القرار كان المجلس النيابي ولم تكن هناك إجراءات قضائية ولا مدعي عام ولا قانون حقوق الطفل أو قانون حفظ الأخلاق، وهناك أيضاً تحليل الفيديو فهو حتى لو كان "فناً هابطاً" إلا أن كل شيء في الحياة يمكن تحليله وأعتقد أن الفيديو مليء بما يستحق التحليل ليس لمسحته الفنية وإنما لتعلقه بمواضيع أهم.

March 7, 2017

رد أم الطفلة أحسن من الكليب طلعت أورتودوكس أصلها صربي مش معقول هالنقاش بالبرلمان فيديو كلينك فيه تقريباً ثلاثة أو أربعة مقاطع رئيسية يتم إعادتها عدة مرات. والفيديو لا يحكي قصة وإنما هو عرض سريع لمقاطع ولذلك يمكن أن نصنف هذه المقاطع. هناك ثيابها القصيرة أو التي تنزاح عن الجسد، مقطع نصف قفاها بلباس فضي، مقطع البانيو، مقطع النط على التخت، مقطع باربي الميكانيكية، ومقاطع التغنج وإظهار الصدر، ومقاطع المغني وهو يتبجح بإدخاله غول، وهناك اللغة الإيحائية التي ترسم صورة ممارسة جنسية لا تتحدث عن مشاعر وأحاسيس وإنما عن تحقيق غول، وأخيراً الأخذ والرد بين المغني والمغنية عن التحدي وفرجينا شطارتك، طبعاً هناك غرفة النوم كخلفية والثياب الفضية أو الزهرية وكرسي المكياج الذي يشبه الكف المرصع بالزجاج. أين نبدأ؟ هذا يعتمد على الحبكة والغرض والعرض الذي نتخيل أن صاحب العمل أرادها. هل هذا فيديو جنسي وهل هو جنسي إباحي (بورنوغرافيك)؟ رأينا صدر الرجل ونصف قفا المرأة وأعلى صدرها الذي دفعته الصدرية المشدودة وأرجلها المغطاة بكلسات سوداء شبكية وطبعاً وجهها الأبيض مثل السليماني وشفاهها التي أثقلها السيليكون والبوتكس. الإلتقاء الوحيد بين الجسدين هو في البانيو المليء بالماء والذي أخفى ما لم تخفه الثياب.إذن أين الجنس؟ عدا عن الكلام شبه الجنسي لم تكن هناك ممارسة للجنس. طبعاً بالنسبة لكثيرين كل ما ذكرته من كلمة إمرأة وما بعد يعتبر جنساً. هل هناك نقاش عن صدر الرجل ودرجة جنسيته؟ معناها يجب قياس مساحة الجلد السافر وأنواع الأعضاء السافرة حتى نصل إلى قياس علمي لدرجة الجنسية في الفيديو، هذا على اعتبار أن صدر الرجل ليس جنساً، أم هل نعيد النظر في هذا أيضاً؟ وهذا يعيدنا إلى مفهوم العورة الجسدية والفتنة. ما مساحة الجلد السافر التي تجعله عورة وما هو نوع العضو السافر الذي يحقق شروط العورة. لماذا العودة إلى مفهوم ديني؟ لا ليس دينياً هذا جزء من التابو، وجسد المرأة تابو. حتى المذاهب الفقهية تختلف في اعتبار أي من جسد المرأة فتنة وعورة. الفروج عورة هذا لا تختلف عليه كثير من الثقافات والأديان. ثم هناك مساحة حول الفرج تعطي إيحاءاً بأن هناك فرج ولذلك فهي مساحة حماية حيوية، ويجعلها الفقهاء بين الركبتين وأعلى الصدر. الفيديو نجح في الحوم حول تعريف العورة فليست هناك صور فرجية، وحتى المنطقة الحيوية لم يظهرها كلها وإنما جزء منها أي نصف قفا، أرجل مغطاة بكلسات سود شبكية، أعلى الصدر. يعني شي نصف عورة. ثم هناك التماس بين الجسدين والخلوة غير الشرعية. لم يحصل تماس إلا في البانيو ووجود البنت والمصورين ألغى خيار الخلوة غير الشرعية. يا لطيف إلى اين أذهب، رح يطلع الفيديو لوحة فنية محافظة بعد شوية. لكن أصدقائي نقاش الأخلاق وتدخل القوانين مليء بمثل هذه الجزئيات التي لا تنتهي. اقرؤوا شروط طهارة ماء الوضوء في الشرع الإسلامي وسترون أن هذه الجزئيات في صلب الشرع وفي صلب القوانين كلها. ومع ذلك لم نصل إلى نتيجة ولنا عودة.

March 8, 2017

بعض نص طويل وصلت البارحة إلى أن فيديو كلينك فيه سفور وهو إظهار العورة (تختلف المذاهب فيه من صوت المرأة عورة إلى الإقتصار على منطقة الفرج والدبر)، ليس فيه خلوة وإنما اختلاط بين الجنسين، فيه ملامسة ناقضة للوضوء ومثيرة للغرائز وهذا من باب التحريض ولا نطبق عليه إلا سد الذرائع والمصلحة العامة (حسب تعريف قانون البلد)، فيه حركات وكلام إيحائي وهذا يعتمد على نية السامع أيضاً، وأخيراً فيه طفلة تشترك في النط على التخت مع إمرأة سافرة وتلبس لباساً ملتصقاً بالجسم أي موحياً وتظهر مفاتنها. السؤال الأعظم، هل كان هناك زنى. بالتأكيد لا لأن التعريف الشرعي واضح وهو "الوطء من قبل أو دبر وتغييب الحشفة في الفرج دون شبهة حلال (أي عقد أو ملك اليمين)" ولا ينطبق على الفيديو إلا زنى الإصطلاح اللغوي، أي من نوع "زنى العين هو النظر". فإذا أخذنا تعريفاً للفعل الجنسي الإباحي (البورنو) الزنا بحضور آخرين (أي إضشهار الزنا) فالفيديو بالطبع ليس إباحياً. فما هو إذن؟ المسألة نسبية إلى حد بعيد وتعتمد على تعريف القانون للفعل المخل بالآداب العامة (أو الخادش للحياء) أو على تعريف العرف المجتمعي لمثل هذا الفعل. فهل أخل الفيديو بالآداب العامة وفي أي بلد أو مجتمع وتحت أي قانون؟ طبعاً إشهار الفيديو على اليوتيوب يعقد الأمور إذ ندخل هنا في مجتمعات وقوانين متعددة، لكن هذا ينطبق على المشاهدة فقط وليس على محاسبة الفاعلين لأن المحاسبة هي من شأن السيادة اللبنانية. إذن من ناحية لبنانية، ما القول الفصل؟ في الحقيقة لم نطلع على القانون لكننا رأينا تدخل الوزارات المعنية والمجلس النيابي. يقال أن سيدة مهتمة بحقوق الأحداث رفعت شكوى جنائية على أصحاب الفيديو مما أدى إلى تدخل القضاء. لكن الذي منع الفيديو هو المجلس النيابي وليس القضاء. فهل يحق للمجلس النيابي التشريعي أن يحل محل القضاء وأن يتخذ تشريعاً متسرعاً بفرض غرامة ومنع الفيديو على الرغم من وجود قوانين معمول بها وتشمل حالة الفيديو. الناس (بعضهم، ولا نريد أن ندخل في تعريف الرأي العام) طلب من الحكومة التدخل وهذا غريب في بلد يزعم الديمقراطية حيث الحكومة هي إما السلطة التشريعية التي لا سيادة لها على الأمور القضائية أو هي الوزارات وهذه الأخيرة لا تعمل دون وجود محاكمة وحكم قضائي. وهذا يعني أن الدولة اللبنانية ليس فيها فصل للسلطات وبالتالي هي ديكتاتورية المجلس النيابي (مرحبا بكم إلى الشرق الأوسط). أما من ناحية العرف اللبناني فعن أية طائفة وأي مجتمع نتكلم، الضاحية أم الأشرفية، الجبل أم الساحل، البقاع أم طرابلس، جبل محسن أم حي التبانة، شارع الحمرا أم الجامعة الأمريكية. بالمقارنة مع أمسيات النكت السكسية فإن الفيديو يقع في مستواها من الإيحاء الجنسي، وعلى مستوى السفور (قل أو كثر) فالسيدة كانت تغطي الحد الأدنى وبالتالي محتشمة، أما عن الطفلة فلم تر أي فعل جنسي والمغنية كانت بثياب تشبه ثياب نوم أمها (وهذا افتراضي) وكانت تحت أنظار أمها وفي رعايتها وبالتالي ليس للحق العام أي مأخذ عليها (وتعرية الأم من الحضانة مسألة معقدة حتى في أمريكا وشخصياً لا أقرها إلا في حالات نادرة، حتى المجرمين لهم أمهات). إلا في حالة واحدة وهي أن الفيديو بطبيعته الإيحائية يجعل من الطفلة موضوعاً جنسياً وهذا يسمى بورنو أولاد ولا يؤاخذ عليه إلا البيدوفايل (حرفياً محبو الأولاد). إذن قضية إخلال الفيديو بالآداب العامة في لبنان قانوناً أو عرفاً قضية ستتناطح فيها عنزتان إلى آخر الدهر. طيب وماذا عن بقية المجتمعات العربية: أولا تصوير المرأة شديدة السفور وتداول الصور يعتبر عملاً إباحياً (حيث تعريف الإباحية يشمل أكثر من البورنو ويشمل إباحة المحضورات سواء تم الإشهار العام أم لم يتم). أما من ناحية العرف فالإيحاء الجسدي أو اللغوي أو بالنظرات (التغنج) هو نوع من العهر المقنع عند الكثيرين لكن هذا لا يمنع من وجود استثناءات وجدالات. مثلاً على شاطئ البحر أو في حفلة مسائية في مطعم. هناك بنطلون الجينز والفيزو والمكياج المبالغ فيه وإظهار ما بين الأثداء وشق الثوب إلى مافوق الركبة والتنورة القصيرة والثوب الطويل الضيق وحتى الحجاب على الموضة. وهناك حالة عامة جداً وهي أن الأمر لا يتعلق دائماً بالمرأة وإنما بالرجل فإذا أحس الرجل أنه مفتون فإن المرأة المنقبة تصبح فتنة يجب التخلص من وجودها وكما يقولون بعض الرجال حساس حتى لطرقات الكعب العالي ولتاء التأنيث بشكل عام. إذن صلب المسألة هو تعريف الرجل في المجتمع لإغراء المرأة وحسب هذا التعريف نقرر السفور أو الإباحية أو الإيحاء أو الفتنة. وماذا عن الطفلة؟ للأسف هذا أيضاً يعتمد على التعريف السابق، الأولاد تتعلم من أهلها ولا أحد يحتج على إباحية بعض قبائل إفريقيا التي لا تغطي أثداء المرأة. معناها اعطيني مرجعيتك وتعريفك حتى أعطيك حكماً بمدى خدش هذا الفيديو للحياء العام (وهل هناك فعلاً حياء عام أم أنه أيضاً موضوع جدل). في الدول العربية حيث القانون معطل والسلطات مختلطة الأمر يعتمد 100% على الغوغاء ومدى تأثيرهم على السياسيين الذين يأخذون القرار النهائي. هذا إلا في حالة خروج مظاهرة ورجم المعنية والمغني في الشارع.