«الطائفية-شذرات»: الفرق بين المراجعتين

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
(١٤ مراجعة متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ٥: سطر ٥:
 
المشكلة هي في الناس التي تصدق كل هالحكي الفاضي. بالله هل تصدقون اسطورة الملك العادل وحامي الدين، انها دعاية يستخدمها الملوك منذ زمن حمورابي وتصدقها الشعوب من قبل حمورابي حتى.
 
المشكلة هي في الناس التي تصدق كل هالحكي الفاضي. بالله هل تصدقون اسطورة الملك العادل وحامي الدين، انها دعاية يستخدمها الملوك منذ زمن حمورابي وتصدقها الشعوب من قبل حمورابي حتى.
  
=3 ديسمبر، منقول، كاتب غير معروف، الدعاية والطائفية=
+
=1 ديسمبر، منقول، كاتب غير معروف، الدعاية والطائفية=
 
جولة سريعة للتتعرف على الأمراض النفسية التي تعاني منها شعوب أو قطعان العرب.
 
جولة سريعة للتتعرف على الأمراض النفسية التي تعاني منها شعوب أو قطعان العرب.
  
سطر ٣٦: سطر ٣٦:
  
 
منقول
 
منقول
 +
 +
=March 27، 2017-الطائفية والدولة المركزية=
 +
[https://www.aljumhuriya.net/37495?fbclid=IwAR1UVeoOkizGgMxtTwAn3v55JQ3kHK-coRWpkMTrDqUvhQhxJ-a099VzRBc عروبتنا وما كان علينا نسيانه]
 +
 +
الطائفية تفترض وجود دولة مركزبة قومية. صراع الفئات الثقافية المختلفة من اجل بناء الدولة القوميه، ما يجب تذكره او نسيانه. افضل مقالة سورية منذ زمن. سوريا لا تزال تجمعا لفئات متصارعة لا تعترف بهوية مشتركة.
 +
 +
=5 شباط، 2018 - تفسيرات الموالين=
 +
لاحظت مرارا في كتابات من يمكن تسميتهم بالموالين، دون ان يكونوا فعلا كذلك، لكن لا تطاوعني الكلمات، لاحظت نوعا من التفسير الدوري للتاريخ السوري حيث يبدو المسلمون السنة كوحش يستيقظ بين الحين والاخر ليتمرد باسم الدين لانه محافظ بالطبيعة ومتوحش بالطبيعة التي تختصر بكونه مسلما سنيا. ماساة سوريا وفقا لهذا التحليل هي ان السنة اغلبية، انها تراجيديا اغريقية لا تتوقف عن الدوران كدولاب الحظ. للمفارقة البارحة استمعت لمحاضرة استاذ اسرائيلي معروف يعرض فيها نفس النظرية مضيفا اليها ان الوحش السني حين يستيقظ يتبلى الشيعة دائما، هذه الفرقة التي عانت مثلما عانى اليهود. في هذه الحالة يتوجب قتل الوحش لحماية الاخرين من شره وهمجيته واحاديته المهووسة بالدين، يجب قتله من اجل ان تستمر الحضارة وينتهي الاضطهاد. هذا ما تفعله اسرائيل، تقتل الهمج من احل حماية الحضارة وهذا ما تفعله روسيا بقنابل الفوسفور ويفعله النظام بغاز الكلور، الذي لا تعتبره الاعراف الدولية سلاحا كيماويا على ما يبدو. وكيف نعارض استخدامه اذا استخدمته داعش. يبدو ان معنى السلاح يقبع في حامل السلاح. الكيماوي لا معنى له لوحده. انه همجية في يد داعش وحضارة في يد النظام او اسرائيل او امريكا.
 +
 +
معاوية الصباغ
 +
ممارسة نمطية يمارسها كل من يريد السيطرة على الآخر والهيمنة عليه
 +
أسبغ عليه تصنيفا وقدمه لأنصارك كشرير يجب التخلص من شره ثم اقض عليه
 +
المشكلة أن هذا الآخر (في حالتنا السني) يساعدهم في ذلك
 +
 +
Yaser Hmod
 +
نحن نريد دولة مدنية لتحي الاقليات وتموت الاكثرية
 +
 +
Hanane Atassi
 +
كنا نظن ان حرب الاديان انتهت بقدوم الفكر المدني والعلماني وان العالم تحضر اجتماعيا ودينيا ولكن لم تكن هذه سوى قشور اختبائ تحتها التعصب الديني والعرقي
 +
كنت اظن ان العالم الاسلامي هو وحده يقبع تحت الفكر الديني المتطرف ورفض الاخر ولكن اظهر اليوم ان حتى الشعوب التي تعيش بالمناطق الحرة هي ايضا متطرفة وتكره الاخر
 +
فهل العولمة وعندما كسرت الحدود وخرج الخوف من القمقم بانت حقيقة جميع الشعوب انهم لايزالون يفكرون بنفس فكر القرون الوسطى واننا فقط تقدمنا تكنولوجيا وليس عقليا ويستطيع اي شيخ او كاهن ان يعيدنا الى عصور الظلمات
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
لا اعتقد ان حرب الاديان نوع خاص باي عصر او مجتمع. الاساس هو الحرب بعينها، البقية مجرد وسائل متاحة.
 +
 +
Hanane Atassi
 +
الحروب لا تاتي جزافا وانما لها غاية محددة وهو الربح
 +
ربح المصنع ربح السمسار واخيرا نوع ما المشتري من يدفع الثمن دائما وابدا هم الوقود من م الوقود هم فئة الشباب اما المؤمنين بفكرة ما او التبعيين لاهل الدين او المرتزقة
 +
بالعكس حرب الاديان كلنت ولاتزال هي الشرارة التي توقد الحروب
 +
اي ايدولوجية غير ايدولوجية الدين تستطيع ان تحرك وتشعل حروب لمدة قرون مثل الدين اي دين فطالما لم نقطع حقا رؤس اهل الدين من كهنة ومشايخ لن نخرج من حرب الاديان
 +
فهي لليوم الربح الكثر بهذا العالم الغير متحضر
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
قد اوافقك على قطع الرؤوس، مجازيا الى الان ولا استبعد التغيير
 +
 +
Sulaiman Wardah
 +
ليست ازدواجية المعايير وليس التوحش السني بحسب التسمية العبرية وانما كلما حصل حراك نظيف تسارع اليه الايدي الوسخة لتلوثه وتحرفه عن مساره وتتماهى معها بعض القوى الساذجة والاخرى الخبيثة ليكون الاخراج -توحش سني- واعتقد ان السبب هو أزمة حقيقية في الفكر السني الحركي ولا يزال فكر الاخونة يسيطر عليه
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
اخي سليمان، ما تسميه بالايدي الوسخة والاخوان هم جزء من النسيج السوري ويعبرون عن جزء كبير من ثقافته، هذه الثقافة التي يشترك فيها العلويون والمسيحيون وحتى الاكراد. لن اسميه الوحش السني حتى لا ندخل في جدال ما يمكن ان يقابله من وحش علوي او مسيحي او غيره. لا يمكن ان نستمر بهذه الطريقة، حيث نتخندق وراء متاريس من التسميات هي في الحقيقة عداوات طائفية واضحة.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
كل هذا لا يغير من مخالفتي للفكر الاسلاموي، لكني لن اتعامل معه كوحش يجب القضاء عليه بينما اعطي صفة الضحية للاخرين.
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
واؤكد ان هناك ازمة في الفكر العلوي والشيعي والمسيحي والدرزي وليس فقط في الفكر السني.
 +
 +
=11 آذار 2018، تعليق على مقالة "التجييش الطائفي"=
 +
[https://www.salonsyria.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%8A%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9/?fbclid=IwY2xjawG1tr9leHRuA2FlbQIxMQABHTSyzIM86Iyzc2uONnRoj0ac6uzUFEMn7O1t-ayNMCsvQcAsJvObBZ8-dA_aem_obsEpIXsB9c0t7AQRAhouQ#.WqUv0WdOkwg التجييش الطائفي: مثالان من سورية]
 +
 +
Ahmad Nazir Atassi
 +
هذا حدث من الطرفين. وفعلا الفصائل والنظام اتفقوا على اغلاق ملف المخطوفين المحرج للاثنين.
 +
 +
=20 نيسان 2018، مقال عن كتاب عزمي بشارة الجديد ""الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة"=
 +
 +
[https://diffah.alaraby.co.uk/diffah//civilisation/2018/4/16/%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D8%A9?fbclid=IwY2xjawG3PvxleHRuA2FlbQIxMQABHXQdyhtfzdO3PayR1eD8Ezx4dI5AH79vKEMsKNNwR5SKrRDGpwL_bHnMZQ_aem_ee8WCYqwjzH3SI3F5s2IuA في تركيب العصبية الخلدونية على الطائفة]
 +
 +
=24 نيسان 2018، أسئلة لفهم الطائفية=
 +
 +
بمناسبة ظهور كتاب جديد عن الطائفية، أتوجه الى كل المنظرين عن الطائفية وخصوصية المجتمع السوري وما إلى ذلك من نظريات مفصلة على مقياس النتيجة وليس على مقياس المشاهدة والمعلومات الميدانية. الأمثلة الي ذكرها الأخ شكري حقيقية، وهناك أمثلة كثيرة مشابهة. ولست هنا بمعرض تكذيبه أو الإقرار  بحقيقة مقولاته. كما ان هناك أمثلة مناقضة، وامثلة اخرى محيرة لا تنتمي إلى هذا النمط أو ذاك. أتوجه إليكم بالسؤال، كيف يمكن أن نفهم ظاهرة بهذا التعقيد. ارفض تماما أن يعطيني أحدهم تعريفا مسبقا للطائفية ثم ينطلق ليثبت أن الأمثلة المطروحة أمامه تنتمي إلى التعريف أو لا. نحن امام ظاهرة مجتمعية متعددة الجوانب وأمام قصص ومعلومات ومشاهدات كثيرة. فكيف نفهم الظاهرة والمشاهدات دون أن نضطر الي رمي بعضها لأنها لا تتفق مع النظرية المقترحة.
 +
١. هل نحن امام ظاهرة واحدة اسمها الطائفة العلوية والطائفية العلوية ام امام عدة ظواهر مختلفة.
 +
٢. هل نفترض وجود شيء اسمه الطائفة، أم نعتبر هذا الشيء فرضية يجب التحقق منها وتحديد معالمها.
 +
٣. هل الظاهرة مقتصرة على العلويين، ام تتعداهم إلى مجتمعات سورية أخرى. وهل هناك ما يشبهها في مجتمعات أخرى.
 +
٤. هل ناخذ المنتمين إلى الهوية العلوية برمتهم ام نفرق بين القروي والمديني، الفلاح والموظف، المدني والعسكري، الرجل والمرأة، المتعلم وغير المتعلم، الساكن في المدينة الكبرى والساكن في البلدة الاصغر، المتدين والملحد، قبل الحرب وبعدها، الموظف وصاحب العمل الحر.
 +
٥. هل نركز على التعريف الديني للهوية ام نبحث عن هوية محلية عشائرية.
 +
٦. هل نفرق بين مرحلة الأسد وما قبل الأسد. هل نفرق ايضا بين مرحلة البعث وماقبله. وايضا بين مرحلة ما قبل ثورة الإخوان في السبعينات وما بعدها.
 +
٧. هل ناخذ العامل الاقتصادي بعين الاعتبار أن نهمله لصالح العامل الهوياتي.
 +
٨. هل نعتبر اصطفافهم وراء الدولة خاصية لهم دون غيرهم. أم نعتبر ان هناك جماعات أخرى اصطفت وراء الدولة وابلت ذات البلاء غير الحسن.
 +
٩. هل نقارن الطائفية بالعشائرية ام نعتبرها شيئا يختص به العلويون دون غيرهم.
 +
١٠. هل يمكن أن نقارن الطائفية بالأيديولوجيات القومية.
 +
١١. هل الطائفية تسبق وجود الدولة المركزية، ام انها من نتائج الدولة.
 +
١٢. هل ننفي الطائفية عن السنة لكونهم الاغلبية، ام نعاملهم كما نعامل كل مكونات المجتمعات السورية، اي من منظور ديني هوياتي فقط.
 +
١٣. هل للعنف ومنهجية ممارسته علاقة بالدولة أم أنه من صفات العلويين، موجود فيهم قبل الدولة.
 +
١٤. كيف نشرح ظاهرة التعفيش وظاهرة العداء للمجتمعات السورية الثائرة. هل توجد هذه الظاهرة عند مجموعات منظمة أخرى أو جماعات أخرى.
 +
١٥. هل الخوف من تصفية المجتمع السني لهم حقيقة عند العلويين. ومن اين جاء هذا الخوف. وهل له علاقة بشدة اصطفافهم وراء الدولة.
 +
١٦. هل لدينا احصائيات عن كل هذه الأسئلة. فنحن لا نعرف إعداد العلويين المصطفين وراء الدولة، واعدادهم التي تقاتل في صفوف الدولة.
 +
١٧. هل نحتاج الى دراسات ميدانية ام نقتصر على القصص والمشاهدات والتجارب الفردية.
 +
١٨. هل نحتاج الى عرض تاريخي وعمق تاريخي لتفسيراتنا ام نكتفي بالزمن الحاضر، واعني السنوات السبع الماضية.
 +
١٩. كيف نتعامل مع مواد تدعي التاريخية مثل المذكرات والتاريخ الشفوي.
 +
٢٠. كيف نتعامل مع شخصيات تاريخية مثل صلاح جديد وزكي الارسوزي وحافظ الأسد قبل تسلمه السلطة. هل نعتبر أفعالهم طائفية  باعتبارهم علويين، ام تحتاج افعالهم لنظرية شارحة ايضا.
 +
اقتصرت على عشرين سؤال وهناك مئات غيرها.  يجب أن تخرج الإجابة عنها وان تخرج دراسة ما يسمى بالطائفية من حيز التفلسف بناءا على قراءات ومشاهدات فردية الى حيز الدراسة الميدانية الاحصائية. لا بل يجب أن تخرج دراسة تاريخ سوريا الحديث من حيز الكتابة التاريخية التقليدية إلى حيز الدراسات السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا. من هذا المنطلق انتقد وبشدة كل من يتصدى لهذه المواضيع ببساطة وسذاجة واعتقاد بأن المحاكمة المنطقية لمعطيات كتب المذكرات، أو حتى لمعطيات تقارير الاستخبارات الخارجية، يمكنها أن تشرح ما يحدث اليوم أو حتى أن تشرح تاريخ سوريا الحديث. ويشمل انتقادي الكتاب السوريين والعرب والغربيين على حد سواء، من البير حوراني الى فيليب حتي الى باتريك سيل الى ستيفن هيدمان والى غيرهم المتأثرين بالدراسات الإسرائيلية عن سوريا.
 +
كتبت في معرض مراجعتي لكتاب توماس بيريه عن الدين والسياسة في سوريا أنه من قلائل الكتب المبنية على ابحاث ميدانية، غير إحصائية بالطبع، ومع ذلك فكل مقولات بيريه في كتابه لا تعدو كونها فرضيات ذكية بحاجة إلى إثباتات احصائية ودراسات متعمقة وارشيفية ومتعددة الجوانب والتخصصات.
 +
إلى ذلك الحين اتمنى أن لا نقع في نفس المطبات التي أدت بنا إلى هذه الحرب اللعينة. الطائفة والطائفية سيرورات اجتماعية وليست تعاريف يخترعها الدارس. وفي حالة مثل الحالة السورية حيث فشل فصيل قرية سين في التعامل مع فصيل قرية عين، وحيث كشف جيش الاسلام عن وجه لا يقل قباحة عن وجه النظام، وحيث لا يزال أهالي المدينة سين يؤمنون بأن سبب المشاكل كلها هم الجلب من خارج المدينة وان الحل الوحيد هو في تطهير المدينة والعودة إلى نقائها العرقي القديم، لا استطيع أن أقول ان العلويين مختلفون تماما عن بقية السوريين. لا أنكر الجرائم ولا أنكر المجرمين، لكني لن اجرم وابرئ على الساهل.
 +
 +
'''باسل حافظ'''
 +
مزعج أنت يا صديق نظير
 +
 +
'''Basel Hafez'''
 +
مزعج من حيث تمييعك لحقيقة استناد النظام في دوامه ماضياً وحاضراً على دعم أبناء عصبيته قبل كل شيء
 +
 +
'''Ahmad Nazir Atassi'''
 +
اخالفك، انا اريد ان افهم كيف حافظ على حكمه. لا اعتقد ان الطائفة هي العنصر الاساسي. لكني لا انكر ان العصبيات مهمة في سوريا بالنسبة للاسد ولغيره. لا اريد ان اركز على العلويين فقط لان هذا يعطي للناس الانطباع بان المشكلة كانت في العلويين فقط، بينما المشكلة في عقليات المجتمع باسره. تركيزك على العلويين سيسمح للاسلاميين بالصعود او لغيرهم من العصبيات الضيقة. المسالة ليست مجرد ثار، المسالة تغيير. كيف ابرر قتل مليون انسان اذا لم اصل الى الجذور واكتفيت بوضع اللوم على جماعة واحدة ومن ثم القضاء عليها. انت لا تفكر الا بالثار وليس بخلق مجتمع جديد.
 +
 +
'''Basel Hafez'''
 +
تزييف الواقع واختراع سياقات اجتماعية معينة لاثبات صحة وجهة نظرك صار من أدواتك ؟
 +
وينها هي العصبية السنية المزعومة اللي عم تحكي عنها ؟
 +
على مستوى بلدة أو مدينة سكانها بضعة ألاف تجد سبع تشكيلات عسكرية -سياسية مختلفة لا قرار واحد لها ولا برنامج عمل موحد يجمعها ( ولا حتى على مستوى مقاتلة العدو الغير -سني صاحب الهوية المذهبية المختلفة والمستند لعصبية علوية أو غيرها ) وهي متناحرة فيما بينها - والأهم مما سبق أن لا أحد منها كسب تأييد مجتمعه الأهلي ولا حتى غالبيته أو كتلة وازنة فيه.
 +
 +
'''Ahmad Nazir Atassi'''
 +
ليس من الضروري أن تكون موحدة، المهم أنها تعمل بنفس الطريقة. خذ عصبية جيش الإسلام الدوماني السلفي، عصبية الفصائل الحلبية، عصبية الفصائل الحمصية. عصبية فصائل الغوطة الشرقية وعصبية الغوطة الغربية. عصبية الفصائل الثلاثين التي كانت تتحك بمنطقة صغيرة مثل الوعر بحمص. عصبية الإخوان داخل وخارج سورية. كلها عصبيت تقوم على الإقصاء والمحسوبية وعدم التعاون وتقتل بعضها وتمارس نفس ممارسات النظام. أنا لا أزيف الواقع، أنا فقط أضع الحدث ضمن سياقه واقارنه بأحداث أخرى من نمطه. أنت تقول القضاء على العصبية العلوية و العصبية الإسلامية ستحل المشكلة، أنا أقول لك حظاً سعيداً.
 +
 +
=24 نيسان 2018، تعليق على مقالة ماهر مسعود حول الطائفية=
 +
[https://alaalam.org/ar/society-and-culture-ar/item/686-565200418 الطائفية والطغيان: بحث في المعنى والسلطة]
 +
 +
 +
اولا شكرا على المقالة. ونحتاج إلى مئات غيرها حتى نخرج من المازق، ولكل محاولة أهميتها ودورها. من ناحية التنظيم اتبعت المالوف، اي البدء بتعريف الطائفية من خلال مناقشة التعاريف الموجودة ومن ثم تقديم تعريفك الخاص. ثم انتقلت الى عرض تاريخي يؤصل للطائفية ويميز مراحلها الى حين بداية الأزمة الحالية. انت ترى أن الطائفية ظاهرة اجتماعية سياسية متعددة الأوجه ومتغيرة حسب الزمان والمكان، وانا اوافقك تماما.
 +
لكن بدأت بتعريف مصطلح موجود اصلا يستخدمه الناس والإعلام والباحثون. كيف يمكن أن تعين حدود مفهوم هو بطبيعته متغير ومتعدد المستويات وصاحب تاريخ طويل. واذا كنا امام حالة من هذا القبيل افليس الافضل ان ندرس الظاهرة في كل تجلياتها بدل أن نفرض عليها تعريفا مسبقا قاصرا نعرف ان المقالة القادمة سترفضه وتقصيه.
 +
 +
'''Maher Massoud'''
 +
تحياتي وشكراً للقراءة والمشاركة.. إذا أخذنا مفهوم إنسان، أو حرية أو أي مفهوم، سنجد أن المفهوم يبقى واحداً، لكن تتغير وتتعدد تعيناته عبر التاريخ، وأنا ركزت مطولاً في المقدمة على المعنى "التعريف" نظراً لما أراه ضرورة تغيير فهمنا للطائفية وضرورة القيام بقطيعة ايبستمولوجية مع معانيها السابقة، ومن هنا كان اقتراحي أنها "شكل للنظام السياسي القائم على مضمون عنصري" بكل ما تعنيه العنصرية في وقتنا الحاضر، وهي شكلاً ومضموناً تقوم على التمييز على أساس الهوية الدينية.. أما فيما يخص دراسة الظاهرة بجميع تجلياتها، فأنا حاولت في ما استطعت وفيما رأيته هاماً ضمن الهامش المتاح...نحن نسعى للكمال لكن دون أن نصل على رأي باسكال، وبالمناسبة، على قدر ما أن التعريف، والبحث في المعنى هو مقدمة، على قدر ما هو خلاصة وإطار كلّي وموجه نظري لما يأتي من تفاصيل بعده.. ولذلك فإن مناقشة الطائفية بين الثقافة والسياسة أو الطائفية والاسلام أو الطائفية في التاريخ انبنت على أساس المعنى الذي حددته قدر الامكان في المقدمة.
 +
 +
=27 نيسان 2018، تعقيب على منشوري أسئلة لفهم الطائفية=
 +
بوستي الأخير عن الطائفية جلب لي عدد من الإنتقادات والإتهامات.أعتقد أن هذا طبيعي في الجو الحالي. وبما أني لا اريد أن أكتب في تعريف الطائفية وطائفية الحكم الاسدي ومشاركة العلويين كطائفة في الحكم فإني سأقتصر على الرد على بعض المقولات التي وردت في التعليقات على البوست المذكور أعلاه. ورغم ارتباط هذه المقولات ببعضها، إلا أني سأتعامل مع كل واحدة منفردة.
 +
مقولة 1: "ما أحد قال بأن العلويين هم سبب الخراب الوحيد. لكنهم، وهي من البديهيات، سبب الخراب الأول. التحام أبناء عصبية رأس النظام، التحامهم بالنظام هو السبب الرئيسي بدوامه وحمايته من السقوط."
 +
مقولة 2: "[هل كانت] أدوات القتل المتوفرة بيد العلويين - ببداية الأزمة/ الثورة - موجودة عند أي طرف أخر بصف النظام؟ ( حقيقة كون 80 % من سلاح الطيران من النصيريين ) هو تفصيل لا يعني لك شيء ولا يستحق التوقف عنده ؟"
 +
مقولة 3: "الأداة الرئيسية بيد النظام لكسر المجتمع السوري كانت العصبية الطائفية. استثمر على مدار عقود بهل الاتجاه مع تكريس وحشي لسلطة الطائفة. الطائفة، في معظمها وما بظن في تعميم هون، انخرطت بالمشروع بوعي كامل و.... سعادة غامرة... غير هيك ما منكون عم نضحك على حالنا وبس، وفوقها مو شايلين ملايين الضحايا، على إيدين أبناء الطائفة بالذات، من ارضهن.. عم نتعامل معهن كضحايا حوادث طريق أو زلزال"
 +
الرد على المقولة 1: في عام 2011 كان نظام الاسد على شفا السقوط، لكن من ساعده على استعادة توازنه ليس الجنود العلويين بل إيران.
 +
في الأعوام السابقة، أي في عهد الأسد الأب، هل كان العلويون أهم أسباب بقاء ودوام النظام. من الناحية الأمنية، المخابرات فيها كل الاقليات الدينية وحتى الأكثرية السنية. من الناحية الإقتصادية لم يستطع الاب استعادة توازنه في الثمانينات إلا بالتحام التجار السنة به ودعم حزب البعث الذي كانت أغلبيته من القرى (مقولة يجب إثباتها إحصائياً). في التسعينات، استعادة النظام عافيته الإقتصادية بعودة بعض المشايخ ومن رافقهم من تجار سنة.
 +
الناس لا ترى من النظام إلا عنصر المخابرات الذي يعتقلهم، وهو في الغالب علوي حسب اعتقاد كثيرين. رعم أن اللهجة لا تدل على الاصل الطائفي لأن اللهجة العلوية كانت شبه رسمية في المخابرات وحتى العنصر السني المديني كان يستخدمها. فهل هذا العنصر هو الاساس في بقاء النظام؟ هذا يحتاج إلى دراسة. إذا كان موقعي الأكاديمي حقه فرنك فهذا الفرنك ناتج عن المنهجية والتأني وتقصي الفرضيات إلى ما وراء الإعتقاد السائد والإيمان الذي لا يشوبه الشك ولا يأتيه الباطل. نعم الخوف والعنف كانا أساسيين في فرض حاجز الخوف على الناس لكن هل كانا يوفران الأموال والغطاء القانوني والدعاية والتعليم الأيديولوجي والقبول بنظام الرشوة والمحسوبية؟ هل كان العلويون وراء كل هذا؟ أيهما أهم لبقاء النظام، الخوف ام الاشياء الأخرى التي ذكرتها؟ خليني أكون حريص ومتردد واقول لا أعرف. لكن لنأخذ مثالاً أدب السجون الرائج هذه الايام. هل قصص التعذيب الوحشي والقتل الممنهج والإعدامات الجماعية والمحاكمات الصورية كلها من أعمال علويين. هلى اختص بها العلويون وحدهم. أطلب من كل من كتب وتحدث عن السجون أن يقول لنا إذا كان المحقق والمعذب والقاضي والسجان كلهم علويين.
 +
الرد على مقولة 2: توفر أدوات القتل بيد العلويين بنسب أكبر من توفرها عند غيرهم من الطوائف (قبل الأحداث او في بداياتها)، هل هذا صحيح؟ في حمص قد يكون هذا صحيحاً، في اللاذقية، في طرطوس، لكن ليس في حلب أو دمشق أو الرقة أو درعا. هل تذكرون حلب في الايام الأولى من الثورة، ألم تكن تحت سيطرة آل بري. في كل مرة كان الجيش الحر في البدايات يقبض على جنود النظام، ألم يكن معظمهم مجندين سنة؟ هل كل مرة يتم إسقاط طائرة وأسر الطيار، هل كان في كل مرة علوياً؟ أليس السلاح في أول الثورة في بابا عمرو والوعر وحمص القديمة بايدي عشائر تعمل في التهريب. طيب لننس كل هذا ونركز على الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات والميليشيات، باعتبار أن الإعتقاد السائد ان هذه القطعات كلها من العلويين. العلويون في سوريا حوالي مليوني نسمة، نصفهم إناث، ونصف الذكور تحت سن الخامسة عشر. يعني عدد العلويين القادرين على حمل السلاح في بداية الأحداث حوالي نصف مليون نسمة (ولم نحذف الكبار في السن). هل كلهم يحملون السلاح؟ إذا كانوا يحتلون وظائف الدولة المدنية فلابد أن جزءاً منهم لا يعملون في الأمن أو الجيش. لنقل أن أعداد القابلين لحمل السلاح، 400 ألف.  لنقل خمسين الف في الفرقة الرابعة وخمسين الف في الحرس الجمهوري، ومئة ألف في الجيش ومئة الف في المخابرات، وخمسين ألف في الميليشيات وخمسين ألف موظفين مكتبيين في دوائر الأمن والجيش. هذا حساب مقاهي، لكن لنفترض أنه قريب من الحقيقة. حسب الإحصائيات في بداية الأحداث كان عدد المجندين في سوريا أكثر من ربع مليون وعدد عناصر المخابرات أكثر من ربع مليون. يعني على أقل تقدير هناك 300 ألف إنسان يحمل سلاح حكومي لا يمكن أن يكون علوياً. طيب لنقل أن سلطة عنصر المخابرات العلوي عشرة أضعاف العنصر غير العلوي. هذا يعني أنه قيادي، لأن عنصر الإعتقال والتعذيب قد يكون له واسطة لكنه يعمل بيده، كما يقولون، وهذا يضعه من ناحية العنف في نفس درجة العنصر غير العلوي. لو قلنا أن عشرة آلاف عنصر مخابرات قيادة والباقي عناصر ميدانيون. هذا يعني أن 90 ألف علوي عناصر ميدانيين وبقية الربع مليون عناصر ميدانيين سنة ومسيحيين وغيرهم. هل ولاء ال 90 ألف هو الذي ابقى على النظام في الماضي وفي الحاضر؟ لا يكون العلويون أساساً في بقاء النظام إلا إذا افترضنا أن ولاء القيادات أهم بكثير من ولاء العناصر أو أن العناصر العلويين يعملون مراقبين على العناصر غير العلويين. يعني لو افترضنا أن عناصر المخابرات السنة يعملون في المخابرات رغماً عن أنوفهم وتحت رقابة علوية مستمرة (نسميها فرضية الإستعباد). والشيء نفسه ينطبق على الجيش. هل يمكننا التأكد من هذه الفرضية؟ هل هذا يشرح عدم تفتت الجيش وعدم تفتت المخابرات إلى الآن. إن فرضية بقاء النظام فقط بسبب ولاء العلويين (مع افتراض أنهم كلهم يعملون في الأمن والجيش) لا تصح إلا إذا استطاع هؤلاء استعباد أعداد تفوقهم من السوريين الآخرين واستخدامهم كجنود ومعذبين وسجان. فهل هذه الفرضية صحيحة؟ وإذا كانت صحيحة وأدامت بقاء النظام في حالة ما قبل الحرب فهل هي فعلاً من ابقى النظام قائماً في حالة الحرب.
 +
قُتل من العلويين في الحرب حوالي 100 ألف نسمة. وحوالي خمسين ألف ميليشيات خارج المؤسسة العسكرية الرسمية. فإذا كانت أعداد المخابرات والجيش تأثرت بنفس الطريقة لكن نسبة العلويين إلى السنة لا تزال كما ذكرنا، فإن حالة الإستعباد الآن لا تزال قائمة، فهل هذا صحيح. ولنأخذ قوات النمر التي كسرت الغوطة. هل كلها علويين؟ هل تخضع لقيادة النظام؟ هل تسليحها من النظام؟ ماذا عن قوات الدفاع المدني وشبيحة فادي صقر وغيره. هل يعملون لصالح النظام؟ لماذا تحتفظ إيران ب 120 ألف جندي شيعي من خارج سوريا في سوريا. ولماذا لا يستطيع النظام استعادة أية منطقة دون القصف الروسي. ولماذا كان حزب الله هو من أخذ الغوطة الغربية والقلمون.
 +
يبدو لي أن النظام يستخدم العلويين بنسب عالية لكن بقاءه لا يعتمد فقط عليهم إلا في حالة خاصة نحتاج إلى إثباتها في السبعينات والثمانينات والتسعينات والألفين والآن، أي إثبات فرضية الإستعباد.
 +
الرد على مقولة 3: الأداة الرئيسية بيد النظام لكسر المجتمع السوري هي العصبية الطائفية وبالتحديد العلوية.
 +
عندما انتفض أهل درعا في 18 آذار 2011، ألم نستغرب كلنا، وعليكم هنا أن تكونوا صادقين، قيام انتفاضة في درعا لأننا نعرف أن كثيرا من أهلها كانوا في المخابرات. عندما ضرب النظام الأكراد في 2004 ألم يضربهم بعرب الجزيرة. ونعود إلى ذكر تحالفات السبعينات والثمانينات والتسعينات العريضة. ونعود إلى تكوينة المخابرات والفرقة الرابعة وغيرها. هذا على افتراض أن المجتمع السوري كان متماسكاً وجاء الاسد وكسره بالطائفة العلوية. هذه الفرضية تحتاج إلى إثبات حقيقي. أنا أرى أنه لم يكن هناك أي شيء إسمه مجتمع سوري، لا في الخمسينات ولا بعدها ولا قبلها. كان هناك مجتمعات حواير وقرى وبلدات وعشائر وطوائف محلية، فلا العلويين كانوا طائفة موحدة ولا المسيحيين ولا حتى الدروز، وبالطبع السنة لم يكونوا ابداً طائفة موحدة. المجتمع السوري بالاصل مكسور، وكل ما فعله الاسد أنه استغل هذه الصدوع والشقوق. أما الطائفة العلوية كما يفهمها الناس اليوم، أي جماعة متماسكة تعمل كيد واحدة فلم تكن موجودة قبل الاسد. كل الدراسات تشير إلى أن الطوائف من هذا النوع تصنعها الدولة وليس العكس. قد يكون هناك جماعات علوية أو مسيحية أو غيرها لكنها لا تتحول إلى طوائف موحدة متماسكة إلا بوجود الدولة وبرعايتها. يعني الدولة صنعت العلويين كطائفة وليس العكس. طيب هذا لا يهمكم، فالمؤدى باعتقادكم واحد وهو أن الطائفة العلوية في عهد الأسد استُخدِمت كعصبية متماسكة لكسر المجتمع السوري من خلال المخابرات والفرق العسكرية الخاصة والإمتيازات المتعددة التي حصل عليها العلويون سواءاً كانت ملموسة أم متخيلة (يعني فقط الإعتقاد بأن العلوي الفقير يستطيع أن يشبح على الناس لأنه علوي مع أنه معدم). وهنا نعود إلى قدرة الدولة على تنظيم الناس في أجهزتها من أجل استخدامهم في العنف، ونعود إلى قضية الأعداد وسلطات الأفراد وفرضية الإستعباد. لا استطيع أن أنفي مثل هذه المقولة. لكن هناك مسالتان في غاية الأهمية: الأولى مسألة أن الدولة تصنع العصبية وليس العكس. إن كسر العصبية يأتي قبل كسر الدولة أو يؤدي إليه هو مجرد وهم. الثانية، هي أنه يمكن للدولة أن تخلق اي عصبية لاستخدامها في الحكم في حالة كان المجتمع مستعداً لهذا النمط من الإستغلال. يمكن للاسد أن يصنع عصبية مسيحية، وعصبية سنية وعصبية مناطقية وعصبية حزبية ويستخدمها بنفس الطريقة. لكن، لحظة، لقد فعل النظام هذا بالفعل. هناك عصبيات متعددة تعمل في الدولة والنظام وتخدمه. عصبية حزب البعث (زالت الآن)، عصبية الفلاحين تجاه أهل المدينة، عصبية التجار الشوام تجاه الحلبيين، عصبية المسيحيين الكارهين لشيء عثماني إسمه الدولة السنية، عصبية آل بري، عصبية الشوايا (ولا أعرف الكثير عنها)، عصبية الكلبيين تجاه عصبيات علوية أخرى، عصبية العلويين الغربيين تجاه الشرقيين، عصبية أصحاب المال وشركاء مخلوف، عصبية جماعة البوطي، عصبية العلمانيين تجاه الإسلاميين. كلها عصبيات مهمة لبقاء النظام ويجب كسرها. فهل نكسرها قبل الدولة أم بعد الدولة؟ وهل نقضي على العلويين فقط باعتبارهم أخطر عصبية أم نقضي على استعداد السوريين المستمر لتكوين عصبيات إقصائية؟
 +
من الناحية العملية: فرضية كسر العصبية العلوية لإنقاذ الدولة فرضية ناقصة. فرضية مسؤولية العلويين وحدهم على بقاء النظام فرضية ناقصة. وفرضية توفر السلاح لدى العلويين الحاقدين أكثر من غيرهم فرضية بحاجة إلى إثبات (فرضية الإستعباد). وإذا افترضنا أن كل هذه الفرضيات صحيحة فما هو الطريق نحو إنهاء الحرب وبناء الدولة الحديثة التي تساوي بين الجميع ولا تقتلهم باستخدام عصبيات؟ هل الطريق قتل العلويين، هل هو إضعاف عصبية العلويين، هل هو فصل العلويين عن الدولة، هل هو القضاء على كل العصبيات (ومنها الإسلاموية)؟ أين الحل. شعار قتل العلويين سيدفعهم إلى التمسك بالدولة والتفاني في الدفاع عنها. شعار فصل العلويين عن الدولة هو بالحقيقة فصل الدولة عن العلويين لأنها هي التي صنعتهم كطائفة وهذا ما نريده، نريد فصل الدولة عن أية عصبية. كيف نحقق ذلك، هل بشتم كل العصبيات ليل نهار؟ ما هي الخطوات العملية. يلعن أبو المسبات ما اسهلها. أما قصص المظلومية فهي قصص فردية تنادي بقصاص فردي. وفي أحسن الحالات بعدالة انتقالية تحاسب كل المجرمين. طيب روحوا وثقوا الجرائم، كلها، من كل الأطراف، واحصلوا على احتكار الدولة وعنف الدولة وحاكموا كل المجرمين. تحتاجون إلى قوات دولية لتحتل سوريا وتعطيكم السلطة. حظاً سعيداً. إسالوا الإسبان والإفريقيين الجنوبيين وغيرهم عن العدالة الإنتقالية، وخلي جماعة حقوق الإنسان الممولين من الغرب يفيدوكم في هذا الأمر إذا كان الغرب ذاته يستخدم هذه الأمور بشكل سياسي انتقائي قميء للضغط فقط، وهو نفسه الذي حافظ على بقاء الاسد وفرض عليكم مفاوضات جنيف التي تفترض بقاء النظام على حاله مع بعض المحاصصة الشكلية يدخل فيها عملاء قذرين مثل الإئتلاف.
 +
 +
=26 تشرين الثاني 2018، مقال لعبد الوهاب أفندي عن أبعاد الخيانة في الطائفية=
 +
 +
أبعاد الخيانة في الظاهرة الطائفية
 +
2018-08-04 | عبد الوهاب الأفندي
 +
ربما تكون الانتفاضة العراقية الراهنة أهم انتفاضة عربية ضد الطائفية، مستعيدةً بذلك الثورات العربية، من ثورة 1919 في مصر، وثورة العشرين في العراق، إلى الثورات أخيرا من أجل الكرامة. وتلقي التحولات الجديدة في العراق ضوءاً كاشفاً على إشكاليات مهمة في الرهان الطائفي، حيث جاءت بالمصادفة مصداقاً لدراسةٍ نشرها أخيرا المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعنوان: "الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة"، لعلها من أهم ما نشر في هذا الموضوع في السنوات الأخيرة. ويفند المؤلف، الدكتور عزمي بشارة، المقولة السائدة من أن الطائفية هي استرجاع لظاهرة تاريخية سادت قرونا في أشكال مختلفة في المنطقة، لأن أهم ما يميّز الطائفية المستحدثة هو قيامها على أساس كيانٍ متخيّل عابرٍ للمسافات والأزمان. ولا علاقة مباشرة للطائفية بالطائفة التقليدية، المشكلة من مجموعة متعايشة جغرافياً، ومرتبطة بتجربة تاريخية وشعائرية مشتركة، فالطوائف بهذا المعنى موجودةٌ في معظم التاريخ البشري، ولا تمثل بالضرورة ظاهرةً طائفية، فقد كانت الطوائف في الماضي مثل الأسر والعشائر، كياناتٍ تضامنية طبيعية، تتشارك في العقائد والشعائر، لكنها كانت تتعايش وتختلط وتتزاوج، وتتبادل المنافع مع بقية الطوائف. أما في تجلياتها الحديثة، فإن الطائفية، باعتبارها التعصّب لهويةٍ مفترضةٍ متصارعةٍ مع هوياتٍ أخرى، هي التي تصنع الطائفة، وليس العكس. وفي إطار هذه الجماعة المتخيّلة، لا يعيش الفرد في الجماعة كما هو الحال في الطائفة التقليدية، "بل تعيش الجماعة فيه" وتسكنه.
 +
ولعل من أهم خصائص الطائفية التي يلفت بشارة النظر إليها، الفراغ الأخلاقي الذي يمثل جوهر وجودها. ذلك أن الطائفة التقليدية (أكانت كيانياً دينياً، أم جماعة حرفية، أم تجمعاً سكنياً، إلخ) تتشكل حول فضائل وقيم تميّز أهل المذهب أو أهل الحرفة وتوحّدهم، وتكون أساس 
 +
"الطائفية تقوم على جملةٍ من الخيانات للإخوة في الوطن، وقبل ذلك وكله للطائفة نفسها" الانتماء وموضوعه. أما في الطائفيّة المركّبة حول هوية متخيّلة، فإن الانتماء لا يقوم على قيم مشتركة، بل يكون هو البديل عن القيم والفضائل. وهكذا يصبح تصنيف "معنا أو ضدنا" هو البديل عن تصنيف الخير والشرير، أو الحسن والقبيح. بل قد يستعاض بالتعصّب للطائفة عن التديّن نفسه، فلا يكون أداء الواجبات الدينية شرطاً ما دام الشخص متعصباً للطائفة، كهوية وانتماء يميّزه عن "الآخر" المصنّف عدواً. ومهما ارتكب من هو معنا من الكبائر، فلا تعتبر مآخذ عليه، بل ينصر ظالماً أو مظلوماً. وبالعكس، فإن فضائل الآخر لا تشفع له، ويجرم بسبب هويته. وبهذا، لا تهمل الأخلاق فقط، بل يكون نقيضها هو أساس التقييم. ويتبع هذا التمييز لصالح من هو معنا، والظلم ضد من هو "معهم"، ويصبح التحاسد والتباغض، والصراع على المصالح هو الأساس. ويتحوّل كل ما يخدم مصلحة الطائفة (بحسب هذا التعريف الهلامي المنفصل عند التديّن وعن الأخلاق) إلى خير، مهما كان شرّاً وخبثاً، بينما يكون كل ما يخدم الآخرين شرّاً محضاً، حتى لو كانت فيه مصلحة عامة.
 +
وقد نتجت الطائفية في إطار الدولة الحديثة، وظهور المشاعر القومية، وتزامن ذلك مع التدخل الاستعماري، ما أدّى إلى فرزٍ جديدٍ اكتسبت فيه بعض الهويات صورة جديدة. وفي هذا المساق، اكتسبت بعض الصراعات، مثل الصراعات بين الفلاحين ومالكي الأراضي (كما في لبنان)، طابعاً طائفياً تحت تأثير قياداتٍ دينيةٍ وسياسية. كذلك فإن إسباغ القوى الاستعمارية "الحماية" على "أقلياتٍ" بعينها، أكسب هوياتٍ بعينها أهميةً جديدةً على حساب هوياتٍ أخرى. وأحدث هذا بدوره وعياً أكبر بهذه الهويات، وجعل أصحابها يعتدّون بها، بينما أثار هذا حفيظة آخرين، أصبحوا في الطرف الخاسر. وأدى هذا بدوره إلى صراعاتٍ، وحتى مذابح، بين الجيران وأهل الحي، وأوجد فرزاً جغرافياً لم يكن موجوداً، عزّز بدوره التمايز والاختلاف.
 +
وفي إطار الدولة الحديثة بعد الاستقلال، ساهمت الصراعات حول السلطة في تجييش المشاعر الطائفية. وكانت المفارقة أن قادة سياسيين (في العراق وسورية مثلاً)، وصلوا إلى السلطة عبر أحزاب قومية علمانية، أعطتهم الفرصة تحديداً لأنها لم تستصحب الطائفية، وما كانوا بانتمائهم إلى "أقلياتٍ" ليصلوا إلى السلطة لولاها. ولكن ما أن تسنّم هؤلاء سدّة السلطة، حتى دخلوا في صراعاتٍ مع أقرانهم، فاستدعوا السند الطائفي والقبلي والعشائري، وحشدوا الأقرباء والمحاسيب في أهم مواقع السلطة، في مقابل إقصاء الآخرين. وهكذا كرّسوا التمييز والاستقطاب من أجل البقاء في السلطة. وقد أدّى هذا إلى التفاف أفراد "الطائفة" المعنية حولهم، لعدة أسباب، منها فخرهم بأنهم أصبحوا الآن الطبقة الحاكمة، و"السادة"، بعد أن كانوا في الهامش. وثانيها، أن النهج الإجرامي الذي اتبع لاستدامة السلطة ورّطهم في كبائر وجرائم ضد إخوانهم في الوطن، فأصبحوا يعيشون في رعبٍ دائمٍ من الانتقام إذا هم فقدوا السلطة. وقد ظلت القيادت تلعب على هذين الوترين، فتذكّرهم بما هم فيه من نعمٍ بسبب السلطة، وتخوّفهم بما ينتظرهم من مصير مظلم إذا زال النظام.
 +
وعندما تتطيّف المجتمعات، لا يصبح الانتماء الطائفي خياراً، بل هو مفروضٌ لا فكاك منه. فإذا كانت المكاسب لا توزّع إلا على أساس الانتماء الطائفي، بغض النظر عن الفضائل والكفاءة والقدرة، فإنك لن تجد نصيباً ما لم تعلن ولاءك للطائفة، وتتقرّب من زعامتها ورموزها وبالقدر نفسه، فإنه إذا وقعت الواقعة وتعرّضت الطائفة للفتك، فإنه لن يشفع لك كونك رافضاً الطائفية ومتبرئاً منها. وقد شهدنا هذا في لبنان إبّان حروبها، وفي العراق فيما بعد، ثم سورية اليوم.
 +
هذه بعض الاستنتاجات المهمة في الدراسة المذكورة، وهي حافلة بكثير غيرها. ولعلها تذكّرنا بأن الصهيونية المعاصرة هي أحد أبرز تجليات الطائفية بهذا المعنى، حيث حوّلت الهوية الدينية اليهودية إلى قبلية مستحدثة، علاقتها بالدين هامشية على أفضل تقدير، فقد كان معظم قادة الصهيونية المعاصرة من الملاحدة، وما زال التوتر بينهم وبين المتديّنين التقليديين حادّاً.
 +
ولعلها مفارقة أن القرآن حفل بإداناتٍ لممارسات طائفية عند يهود الجزيرة العربية، كان من أهمّه التحلّل من الالتزامات الأخلاقية تجاه غير المؤمنين، بدعوى أنه "ليس علينا في الأميين سبيل"، مشدّداً، بالمقابل، على ضرورة الالتزام الأخلاقي تجاه غير المسلمين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا). وبهذا المنطلق، تعتبر الطائفية أكبر خيانة للدين وقيمه، هذا إذا كان الطائفي متديّناً في الأساس، بغير عبادة الذات الطائفية.
 +
إلا أن الطائفية هي خيانةٌ بمعنى آخر، لقيامها على جملةٍ من الخيانات للإخوة في الوطن، وقبل ذلك وكله للطائفة نفسها، ففي الحالات السورية والعراقية التي أشير إليها، صعد القادة إلى 
 +
"عندما تتطيّف المجتمعات، لا يصبح الانتماء الطائفي خياراً، بل هو مفروضٌ لا فكاك منه" السلطة تحت راية حزبٍ لا طائفي، كما وضحت الدراسة، استأمنهم على السلطة لثقته في وفائهم لشعارات الحزب وقيمه، لكنهم خانوا الحزب والأمة، ثم خانوا الوطن. وأخيراً خانوا الطائفة التي اصطنعوها بطانةً، فدجّنوها أولاً باستخدام القبضة الحديدية ضد كل منافس أو متقاعس داخل الطائفة، حتى لا يهدّد سلطة القائد الطائفي الأوحد. وعليه، أصبحت الطائفة رهينة بدورها، وأصبح الانتماء الطائفي مفروضاً وإجبارياً، ولم يعد ولاء للطائفة الأسيرة، بل للزّعيم الأوحد الذي أصبح هو الطائفة. إذن، الطائفية، في مبتدأها ومنتهاها، خيانة لكل القيم وكل الولاءات، بما فيها الولاء الطائفي المزعوم الذي يصبح سجناً. أما مستقبلها فلا يبدو مبشّراً، بعد أن حملت أوزار المستبد الغاشم، وكسبت لعنات الخلق أجمعين.
 +
الحالة العربية بحق بحاجةٍ إلى تأمل عميق، يستخدم الأدوات العلمية، من دون تغييب الالتزام الأخلاقي تجاه الأمة، فبحسب مقولة شيلدون وولن، إن الهم بالشأن العام هو التزام طبيعي للمفكر والمنظّر السياسي، مثلما أن الهم بصحة المريض هو من أوجب واجبات الطبيب، ولا معنى في الحالين لعلمٍ لا يوجه لتلك المهمة الأساس.
 +
 +
=29 تشرين الثاني 2018، تعليق على مقالة سمير سليمان عن شرح الطائفية والطائفة=
 +
 +
'''سمير سليمان'''
 +
November 28, 2018  ·
 +
هذه الفقرة أدناه جزء من مقالة كتبتها ونشرتها  بنفسي ولنفسي 🙂. أرجو ان تنال إعجابكم بقدر ما أعجبتني 🙂
 +
...............
 +
" ..., وليس صحيحاً تماماً إعتبار الهوية العلوية التي يجري الكلام عنها هذه الأيام, باعتبارها, كغيرها من الهويات, انتماء ونشاط سياسي في جوهرها, ليس صحيحاً اعتبارها استمرار لشيء قديم وقد انتعش أو تجدد روحه, بقدر ماهي شيء بني تراكمياً في ظل سلطة محددة, هي سلطة حافظ أسد. فهي إذن, كمشروع سياسي, ابتدأت ملامحه بالظهور مع النصف الثاني من  عقد السبعينات, على أرضية سلطة تأسست واستقرت على ثلاث مراحل ( إنقلابات ) متتالية, ليدخل بعدها مرحلة التحلل بعد موت صاحبه المؤسس في آخر عام من القرن الماضي. وهذا الإفتراض الذي نبتدئ فيه, افتراض عدم الصحة, ليس هو بدوره صحيحاً بالمطلق. فكل بناء إجتماعي ثقافي أو سياسي يستدعي, كي يبرر ذاته وشرعيته, أشياء تناسبه من الماضي, ليعيد بناءها بشكل يخدم أغراض الحاضر. فالعنصر التخيّلي يملك طاقة إقناعية وتعبوية كبيرة,تستند للغريزة الجمعية, استخدمته الطوائف والقوميات وعموم حركات الإستقلال. لهذا السبب لايغيب الماضي أبداً من الحاضر. فالقول أن الهوية العلوية هي مشروع سياسي صاحَبَ دولة حافظ أسد منذ بدايتها حتى موته, هو صحيح إلى حد كاف ليبرّر الكلام عن هذه الهوية اليوم, ودراستها دون الرجوع إلى الماضي باعتباره ساحة رئيسية للدراسة والبحث.
 +
ولكن القول أن الهوية العلوية الراهنة كان مشروعاً سياسياً لسلطة الأسد يحتاج إلى تبرير سياسي, وإلى إسناد. وليس من تبرير سياسي لهذا المشروع سوى مشروع سياسي أوسع منه وأشمل : تفخيخ المجتمع السوري.
 +
لماذا تفخيخ المجتمع السوري؟ وما علاقة الهوية العلوية, وغير العلوية, بهذا ؟
 +
قبل البحث عن أجوبة, وكي نستطيع تشكيل أجوبة, يجب أن نتفق على مقولتي الطائفة والهوية الطائفية.
 +
دون الدخول في متاهات نظرية لامجال لها هنا, سنقول أن الطائفة, والهوية الطائفية, هي علاقات إجتماعية- سياسية وليست شيئاً آخر. علاقات بين مجموعات بشرية وليست المجموعات البشرية ذاتها. لأن الطائفة, والهوية الطائفية, لاتوجد خارج “ علاقة” مع طوائف أخرى موجودة بالضرورة. وهذه العلاقة هي مايجعلها, ويجعل الجماعات الأخرى, طوائف. بمعنى أن الجماعة البشرية المنفردة لاتستطيع أن تكون طائفة خارج علاقة سياسية محددة مع جماعات أخرى متمايزة عنها. علاقة تجعل منها طائفة وتجعل الجماعات الأخرى طوائف بذات الوقت. فالمجتمع الطائفي هو غير مواده الخام المتمثلة بوجود جماعات متمايزة. إنه هذه المواد في شكل محدد من العلاقة فيما بينها نسميها العلاقة الطائفية. هذا الشكل المحدد للعلاقة هي ماتحوّل الجماعات المتمايزة إلى طوائف (أو قوميات أو شعوب في حالات أخرى ). فإذا عرفنا أن الجماعات البشرية المتمايزة( المادة الخام ) كانت موجودة منذ أن وجدت المجتمعات البشرية, عرفنا أن خلق الطوائف والهويات الطائفية ليست سوى تعبير آخر عن خلق علاقات إجتماعية سياسية محددة فيما بينها. علاقات ذات شكل محدد نسميها العلاقات الطائفية ونسمي الجماعات المنضوية تحت تلك العلاقات, طوائف. ونسمّي مجموع تلك الجماعات المتمايزة, في هذا الشكل من العلاقات, بالمجتمع الطائفي. والمسألة الهامة التي نريد الوصول لها, والتأكيد عليها, أن هذه العلاقات لاتعيد إنتاج ذاتها بذاتها, أي لاتُنتَج ذاتياً, بل يُعاد إنتاجها بشكل مستمر في مستوى آخر من البنية الإجتماعية, المستوى السياسي. من هنا يصح القول أن الطائفية والمجتمع الطائفي هما إنتاج سياسي. ولايعيشان إلا في بيئة سياسية مناسبة, أي سياسة طائفية, أو سياسة تطييف الطوائف. وبعبارة أخرى: سياسة تطييف المجتمع.
 +
هذا الكلام أعلاه حول الطائفة والهوية الطائفية, يقبل البديهية التي تقول أن مؤسس الدولة الأسدية لم يخلق الجماعات السورية المتمايزة مذهبياً, فقد كانت موجودة, ولكنه يشرح كيف استطاع, بسياسة واعية ومدروسة, أن يستثمر تمايز هذه الجماعات من أجل خلق “ طوائف جديدة” و” مجتمع طائفي جديد” عبر ربطها بالسلطة ( واقعياً وتخيّلياً), وقلب علاقات كانت قائمة تاريخياً.
 +
ولكن, ألم تكن الطوائف والمجتمع الطائفي موجودة قبل الدولة الأسدية ؟
 +
نعم كانت موجودة, إنما بترتيب مختلف. بعلاقات مختلفة, علاقات سيادية بين الطوائف تقررت تاريخياً بكل الوسائل, وتعايش معها المجتمع بمختلف فئاته لأكثر من عشرة قرون.
 +
إعادة تشكيل العلاقات السيادية بين الطوائف, وإلغاء ماكان قد تقرر تاريخياً من سيادة للطائفة السنية, ومنح هذه السيادة للطائفة العلوية بقوة السلطة وإرهابها ( بعناصر هذه السيادة الواقعية والمتخيلة ), والشكل المتسلط الخشن والوقح لهذه السيادة المستجدة, كل هذا خلق مع الوقت, تراكمياً وعبر ثلث قرن, طوائف جديدة ومجتمع طائفي جديد. مجتمع محقون ومفخّخ. سينفجر عند أول اختبار.
 +
فتطييف المجتمع السوري من جديد, وعلى مستوى أعلى وأكثر حدّة, كمشروع سياسي للدولة الأسدية, لم يكن سوى تلك العملية التي تمّت, بجميع الأشكال والأساليب, لنقل السيادة الإجتماعية العامة, من يد الطائفة السنية ووضعها بيد الطائفة العلوية. هذه العملية تمت أساساً في مقرّ ومنبع السيادة في سورية: السلطة السياسية وأجهزتها القمعية .
 +
هل هذا التفخيخ ؟ هل إعادة تشكيل وتجديد المجتمع الطائفي وجعل الطائفة العلوية ترى نفسها عبر موشور السلطة الأسدية هو التفخيخ ؟
 +
لا, ليس تماماً. بل هو جزء أساسي منه. أما أجزاؤه الأخرى فقد استكملت بالتزامن والتوازي مع مشروع بناء الدولة الطائفية في ميادين ومسارات أخرى: الميدان الإقتصادي, والديموغرافي, والسياسي, والتربوي, وفي مسار تغيير بنية الدولة ووظيفتها, وفي استتباع الدولة للسلطة ضد المجتمع, وفي مسار تغيير بنية السلطة وشخصنتها وتعاليها عن الدولة والمجتمع, وفي مسار إبادة المجتمع السياسي واستتباع المجتمع الأهلي للسلطة ضد نفسه.
 +
هذه التحولات مجتمعة, والتي تحتاج لمجلدات كثيرة سيكتبها السوريون ذات يوم, هي ماأدت بالمجتمع السوري كي يصبح مجتمعاً مفخخاً. وفي الحقيقة, يبدو أن الإنجاز الوحيد والأهم للدولة الأسدية هي مشروع التفخيخ هذا. كان العمود الفقري لسياسته طوال مدة حكمه.
 +
ولكن, لماذا يلجأ حاكم مطلق الصلاحيات, وليس من معارضة حقيقية لسلطته الأبدية الراسخة داخلياً, والمحمية إقليمياً ودولياً, أن يلجأ لتفخيخ مجتمع أعلن له الولاء المطلق ؟
 +
الجواب هو الأبدية. فالهاجس الوحيد لحافظ الأسد كان تأبيد سلطته وحصرها بسلالته. هذه فرضية تفسّر كل شيء. وتفخيخ المجتمع السوري لا يعني قابليته للإنفجار تحت أي شرط كان, بل تحت شرط وحيد: التغيير كمطلب شعبي .
 +
التفخيخ كان يعني استحالة التغيير سوى بالطريقة الشمشونية. تدمير المجتمع عند أية محاولة له لتغيير النظام."
 +
 +
 +
'''Ahmad Nazir Atassi'''
 +
 +
مقالة ممتازة وجميلة للاستاذ سمير سليمان في شرح الطائفية والطائفة. ,انا أوافقه تماماً في كل ما قاله. هناك فقط نقطة وحيدة صغيرة وهي "إنتقال السلطة من الطائفة السنية إلى الطائفية العلوية". باعتبار أن الكاتب حاجج بأن الطائفة هي إختراع سياسي وان الطائفة العلوية من اختراع الاسد، فالطائفة السنية من اختراع الاسد كذلك. ولا يمكن القول أن السلطة قبل الاسد كانت بيد طائفة سنية، لأن هذه الطائفة لم تكن موجودة. هذا لا يعني بأنه لم تكن توجد جماعات علوية او سنية (بالإضافة غلى صفات كثيرة أخرى يمكن وصفه هذه الجماعات بها)، بل كانت موجودة لكنها لا تكن تجمعها هوية واحدة، وهذه الهوية لم تكن معرفة بتفاضل امتلاك السلطة بالضرورة. الطائفية علاقات (واقول هنا وليست ماهيات).
 +
لم يعجب الأستاذ سمير سابقاً اني تهجمت على الماركسية وقلت أني بنيوي. إلا ان تحليله بنيوي إلى حد بعيد وليس ماركسي (أو لنقل ماركسي من حيث التركيز على العلاقات، وغير ماركسي من حيث عدم التركيز على علاقات الإنتاج. وهو أيضاً يقترح أن السياسي قد يخلق الإجتماعي وبالعكس دون تدخل الإقتصادي). لهذا لا تنفع الهويات عند النقاش، إذ قد يتضح أن الصفة قد لا تشرح اي شيء عن الشخص والتراكم الثقافي والتحليلي الذي حققه في حياته.
 +
 +
 +
'''سمير سليمان'''
 +
 +
شكراً أستاذ أحمد على المشاركة وعلى تقييمك الذي أفخر به. واعتراضك على موضوعة " انتقال السلطة من الطائفة السنية إلى الطائفة العلوية" صحيح كفكرة بغض النظر عن ورودها في المقال. ولكن يجب التنويه أني لم أقل ذلك. فهذا الفكرة تنسف كل المقال. وماقلته أن " السيادة الإجتماعية العامة", وليس السلطة, هي التي انتزعت من يد السنة وأعطيت للعلويين بموجب مشروع بناء المجتمع الطائفي. هنا أشعر أنه كان علي توضيح ماقصدته بعبارة " سيادة إجتماعية " , إنه باختصار نزع السيادة من وجهاء المجتمع المحلي ( وجهاء تقليديين - زعماء عشائر ـ رجال دين ـ زعامات محلية ... الخ ) وإحلال رموز سلطة الدولة مكانهم ( رجال أمن - ضباط جيش ـ مسؤولي حزب البعث ـ شركاء تجاريين لرموز السلطة ـ أقرباء عائلة الأسد .. الخ ) . هذه السيادة كانت سابقاً معنوية لاتملك قوة مادية تفرض نفسها, بل كانت تعطى سلطة طوعية من قبل جمهور أهلي محلي على مستوى مدينة أو منطقة, وكانت هذه السلطة الجزئية تمارس في ظل السلطة العامة العليا للدولة, ولكنها تتمتع بصلاحيات محلية, وبهامش استقلال يسمح لها أن تحل قضاياها المحلية دون الرجوع للسلطة السياسية الأمنية. ولكن انتقال هذه السلطات الأهلية المحلية إلى فئات أخرى في عملية ربط المجتمع بالسلطة في أدق تفاصيله, لم يرافقه فقط شكل وسلوك استبداديين في فرض من ترتأيه أجهزة السلطة السياسية والأمنية ليكون هو البديل, بل كانت تحرص أن يكون هذا البديل منفّذاً لمشروع السلطة بالشكل والسلوك الإستبداديين ذاتهما. ولكي يتم هذا على الشكل الأكمل يفضّل أن يكون البديل علوياً. في نهاية الأمر بدا أن الشريحة القديمة التي كانت تمارس على مجتمع أهلي سلطات محلية ومحدودة معطاة لهم طوعاً من قبل هذا المجتمع, قد نحّيت جانباً وحل محلها شريحة لاعلاقة لها بهذا المجتمع سوى تلك التي قررتها السلطة الأسدية العليا, أي علاقة الإستبداد والإبتزاز. بهذا الشكل تم نقل "السيادة الإجتماعية العامة ", وليس السلطة, من السنة للعلويين. وحدث هذا الإنتقال تحت إشراف السلطة ورغبتها, كما بدا في الصورة الظاهرية العامة للواقع المعاش, وفي التجربة اليومية للسوريين . تحياتي لك .
 +
 +
=6 نيسان 2019، الحرب الأهلية الدائمة وضعف النموذج الطائفي=
 +
[https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%B6%D8%B9%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC-%D8%A7%D9%84/?fbclid=IwY2xjawG7YjRleHRuA2FlbQIxMQABHbJitsAtbubK9MhiFRt5fyUI8dYsRZDi0baWsbu74iZgPva0ZTO9sU-0Fg_aem_SKgq8qt4DC34zgh4JeTxwA الحرب الأهلية الدائمة وضعف النموذج الطائفي]
  
 
[[تصنيف:الطائفية]]
 
[[تصنيف:الطائفية]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٤:٠٣، ٣ ديسمبر ٢٠٢٤

1 ديسمبر، 2018 ، عباس النوري وصلاح الدين

بالنسبة لما قاله عباس النوري عن تاريخ صلاح الدين وعمه شيركوه، لا نحتاج هنا الى اي معارف تاريخية لكي ندخل في الجدال الطائفي. النوري طائفي فيما قاله وكل من رد عليه بنفس النبرة هو طائفي ايضا في رده. عند احتدام الصراعات الايديولوجية اخر ما تريد فعله هو التدخل ومحاولة حل المشكلة بحجة تاريخية اخرى. استطيع ان اقول ان التاريخ كله هو مجرد حجج ايديولوجية. وحتى الوقائع لا تهم لان الاهم هو تاويلها وليس مجرد وقوعها. بناءا على هذا اقول طز بالجميع بمن فيهم صلاح الدين. الزلمي ملك واحاط نفسه ككل الملوك بشلة شبيحة من الشعراء والمشايخ والمؤرخين لا يزال تاثيرهم واضحا الى يومنا هذا. ويمكن ببساطة ان نقول ان بشار الاسد ما قصر وجاب عباس النوري وغيره من الابواق لحتى يشبحوا علينا.

المشكلة هي في الناس التي تصدق كل هالحكي الفاضي. بالله هل تصدقون اسطورة الملك العادل وحامي الدين، انها دعاية يستخدمها الملوك منذ زمن حمورابي وتصدقها الشعوب من قبل حمورابي حتى.

1 ديسمبر، منقول، كاتب غير معروف، الدعاية والطائفية

جولة سريعة للتتعرف على الأمراض النفسية التي تعاني منها شعوب أو قطعان العرب.

قارن بين صدام حسين وحافظ الاسد وخليفته:

صدام والأسد ينتميان لنفس الحزب. يتبنيان نفس المنهج في الحكم. يتبعان نفس المدرسة (أكادمية الثرثرة الفارغة عن العروبة وفلسطين) صدام كان سني يحكم غالبية شيعية. بينما الاسد علوي يحكم غالبية سنية. كلاهما اذاق شعبه الويلات (من خلفية استبدادية ليس طائفية) الاثنان اسخدما الكيماوي على المواطنين.

صدام كلما شعر بالخطر يظهر ويزور ضريح علي بن ابي طالب ليكسب تعاطف الوجدان الشعبي. الاسد العلماني حدث ولا حرج عن إغراقه سوريا بالمعابد الوهابية والقبيسيات ومدارس تحفيظ القرأن والمساجد.

رجال نظام صدام شيعة (الزبيدي، الصحاف، الخفاجي) رجال نظام الاسد كانوا سنة(الشرع، خدام، تركماني)

النظامان اخوة في الفساد والتجهيل ومطاردة المعارضين والمفكرين في اصقاع الارض ونشر التخريب والعدوان على الجوار (صدام الكويت و الاسد لبنان)

مع أن السنة في الخليج اكثر من عانى من صدام، كان مصدر رعب دائم لهم، وهم من ساعدوا بالاطاحة بنظامه.

شيعة العراق ذاقوا الارهاب الاسلامي السني بفضل النظام السوري الذي رعاه الاسد في معسكرات التدريب بسوريا، حتى شكى نوري المالكي دمشق لمجلس الأمن عام 2009.

النظامان نسخة طبق الأصل، المنطق يفترض ان يكون الموقف منهما واحدا ايضاً، صحيح؟ يمكن القول أن 90% أو أكثر من القطيع السني يشتم الأسد ليل نهار ويقدس صدام، بينما في القطيع الشيعي الموقف معكوس تماما، حتى ان العراقيين يموتون اليوم من اجل الأسد في سوريا.

فأي مواطنة تنادون بها رحم الله والديكم؟

منقول

March 27، 2017-الطائفية والدولة المركزية

عروبتنا وما كان علينا نسيانه

الطائفية تفترض وجود دولة مركزبة قومية. صراع الفئات الثقافية المختلفة من اجل بناء الدولة القوميه، ما يجب تذكره او نسيانه. افضل مقالة سورية منذ زمن. سوريا لا تزال تجمعا لفئات متصارعة لا تعترف بهوية مشتركة.

5 شباط، 2018 - تفسيرات الموالين

لاحظت مرارا في كتابات من يمكن تسميتهم بالموالين، دون ان يكونوا فعلا كذلك، لكن لا تطاوعني الكلمات، لاحظت نوعا من التفسير الدوري للتاريخ السوري حيث يبدو المسلمون السنة كوحش يستيقظ بين الحين والاخر ليتمرد باسم الدين لانه محافظ بالطبيعة ومتوحش بالطبيعة التي تختصر بكونه مسلما سنيا. ماساة سوريا وفقا لهذا التحليل هي ان السنة اغلبية، انها تراجيديا اغريقية لا تتوقف عن الدوران كدولاب الحظ. للمفارقة البارحة استمعت لمحاضرة استاذ اسرائيلي معروف يعرض فيها نفس النظرية مضيفا اليها ان الوحش السني حين يستيقظ يتبلى الشيعة دائما، هذه الفرقة التي عانت مثلما عانى اليهود. في هذه الحالة يتوجب قتل الوحش لحماية الاخرين من شره وهمجيته واحاديته المهووسة بالدين، يجب قتله من اجل ان تستمر الحضارة وينتهي الاضطهاد. هذا ما تفعله اسرائيل، تقتل الهمج من احل حماية الحضارة وهذا ما تفعله روسيا بقنابل الفوسفور ويفعله النظام بغاز الكلور، الذي لا تعتبره الاعراف الدولية سلاحا كيماويا على ما يبدو. وكيف نعارض استخدامه اذا استخدمته داعش. يبدو ان معنى السلاح يقبع في حامل السلاح. الكيماوي لا معنى له لوحده. انه همجية في يد داعش وحضارة في يد النظام او اسرائيل او امريكا.

معاوية الصباغ ممارسة نمطية يمارسها كل من يريد السيطرة على الآخر والهيمنة عليه أسبغ عليه تصنيفا وقدمه لأنصارك كشرير يجب التخلص من شره ثم اقض عليه المشكلة أن هذا الآخر (في حالتنا السني) يساعدهم في ذلك

Yaser Hmod نحن نريد دولة مدنية لتحي الاقليات وتموت الاكثرية

Hanane Atassi كنا نظن ان حرب الاديان انتهت بقدوم الفكر المدني والعلماني وان العالم تحضر اجتماعيا ودينيا ولكن لم تكن هذه سوى قشور اختبائ تحتها التعصب الديني والعرقي كنت اظن ان العالم الاسلامي هو وحده يقبع تحت الفكر الديني المتطرف ورفض الاخر ولكن اظهر اليوم ان حتى الشعوب التي تعيش بالمناطق الحرة هي ايضا متطرفة وتكره الاخر فهل العولمة وعندما كسرت الحدود وخرج الخوف من القمقم بانت حقيقة جميع الشعوب انهم لايزالون يفكرون بنفس فكر القرون الوسطى واننا فقط تقدمنا تكنولوجيا وليس عقليا ويستطيع اي شيخ او كاهن ان يعيدنا الى عصور الظلمات

Ahmad Nazir Atassi لا اعتقد ان حرب الاديان نوع خاص باي عصر او مجتمع. الاساس هو الحرب بعينها، البقية مجرد وسائل متاحة.

Hanane Atassi الحروب لا تاتي جزافا وانما لها غاية محددة وهو الربح ربح المصنع ربح السمسار واخيرا نوع ما المشتري من يدفع الثمن دائما وابدا هم الوقود من م الوقود هم فئة الشباب اما المؤمنين بفكرة ما او التبعيين لاهل الدين او المرتزقة بالعكس حرب الاديان كلنت ولاتزال هي الشرارة التي توقد الحروب اي ايدولوجية غير ايدولوجية الدين تستطيع ان تحرك وتشعل حروب لمدة قرون مثل الدين اي دين فطالما لم نقطع حقا رؤس اهل الدين من كهنة ومشايخ لن نخرج من حرب الاديان فهي لليوم الربح الكثر بهذا العالم الغير متحضر

Ahmad Nazir Atassi قد اوافقك على قطع الرؤوس، مجازيا الى الان ولا استبعد التغيير

Sulaiman Wardah ليست ازدواجية المعايير وليس التوحش السني بحسب التسمية العبرية وانما كلما حصل حراك نظيف تسارع اليه الايدي الوسخة لتلوثه وتحرفه عن مساره وتتماهى معها بعض القوى الساذجة والاخرى الخبيثة ليكون الاخراج -توحش سني- واعتقد ان السبب هو أزمة حقيقية في الفكر السني الحركي ولا يزال فكر الاخونة يسيطر عليه

Ahmad Nazir Atassi اخي سليمان، ما تسميه بالايدي الوسخة والاخوان هم جزء من النسيج السوري ويعبرون عن جزء كبير من ثقافته، هذه الثقافة التي يشترك فيها العلويون والمسيحيون وحتى الاكراد. لن اسميه الوحش السني حتى لا ندخل في جدال ما يمكن ان يقابله من وحش علوي او مسيحي او غيره. لا يمكن ان نستمر بهذه الطريقة، حيث نتخندق وراء متاريس من التسميات هي في الحقيقة عداوات طائفية واضحة.

Ahmad Nazir Atassi كل هذا لا يغير من مخالفتي للفكر الاسلاموي، لكني لن اتعامل معه كوحش يجب القضاء عليه بينما اعطي صفة الضحية للاخرين.

Ahmad Nazir Atassi واؤكد ان هناك ازمة في الفكر العلوي والشيعي والمسيحي والدرزي وليس فقط في الفكر السني.

11 آذار 2018، تعليق على مقالة "التجييش الطائفي"

التجييش الطائفي: مثالان من سورية

Ahmad Nazir Atassi هذا حدث من الطرفين. وفعلا الفصائل والنظام اتفقوا على اغلاق ملف المخطوفين المحرج للاثنين.

20 نيسان 2018، مقال عن كتاب عزمي بشارة الجديد ""الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة"

في تركيب العصبية الخلدونية على الطائفة

24 نيسان 2018، أسئلة لفهم الطائفية

بمناسبة ظهور كتاب جديد عن الطائفية، أتوجه الى كل المنظرين عن الطائفية وخصوصية المجتمع السوري وما إلى ذلك من نظريات مفصلة على مقياس النتيجة وليس على مقياس المشاهدة والمعلومات الميدانية. الأمثلة الي ذكرها الأخ شكري حقيقية، وهناك أمثلة كثيرة مشابهة. ولست هنا بمعرض تكذيبه أو الإقرار بحقيقة مقولاته. كما ان هناك أمثلة مناقضة، وامثلة اخرى محيرة لا تنتمي إلى هذا النمط أو ذاك. أتوجه إليكم بالسؤال، كيف يمكن أن نفهم ظاهرة بهذا التعقيد. ارفض تماما أن يعطيني أحدهم تعريفا مسبقا للطائفية ثم ينطلق ليثبت أن الأمثلة المطروحة أمامه تنتمي إلى التعريف أو لا. نحن امام ظاهرة مجتمعية متعددة الجوانب وأمام قصص ومعلومات ومشاهدات كثيرة. فكيف نفهم الظاهرة والمشاهدات دون أن نضطر الي رمي بعضها لأنها لا تتفق مع النظرية المقترحة. ١. هل نحن امام ظاهرة واحدة اسمها الطائفة العلوية والطائفية العلوية ام امام عدة ظواهر مختلفة. ٢. هل نفترض وجود شيء اسمه الطائفة، أم نعتبر هذا الشيء فرضية يجب التحقق منها وتحديد معالمها. ٣. هل الظاهرة مقتصرة على العلويين، ام تتعداهم إلى مجتمعات سورية أخرى. وهل هناك ما يشبهها في مجتمعات أخرى. ٤. هل ناخذ المنتمين إلى الهوية العلوية برمتهم ام نفرق بين القروي والمديني، الفلاح والموظف، المدني والعسكري، الرجل والمرأة، المتعلم وغير المتعلم، الساكن في المدينة الكبرى والساكن في البلدة الاصغر، المتدين والملحد، قبل الحرب وبعدها، الموظف وصاحب العمل الحر. ٥. هل نركز على التعريف الديني للهوية ام نبحث عن هوية محلية عشائرية. ٦. هل نفرق بين مرحلة الأسد وما قبل الأسد. هل نفرق ايضا بين مرحلة البعث وماقبله. وايضا بين مرحلة ما قبل ثورة الإخوان في السبعينات وما بعدها. ٧. هل ناخذ العامل الاقتصادي بعين الاعتبار أن نهمله لصالح العامل الهوياتي. ٨. هل نعتبر اصطفافهم وراء الدولة خاصية لهم دون غيرهم. أم نعتبر ان هناك جماعات أخرى اصطفت وراء الدولة وابلت ذات البلاء غير الحسن. ٩. هل نقارن الطائفية بالعشائرية ام نعتبرها شيئا يختص به العلويون دون غيرهم. ١٠. هل يمكن أن نقارن الطائفية بالأيديولوجيات القومية. ١١. هل الطائفية تسبق وجود الدولة المركزية، ام انها من نتائج الدولة. ١٢. هل ننفي الطائفية عن السنة لكونهم الاغلبية، ام نعاملهم كما نعامل كل مكونات المجتمعات السورية، اي من منظور ديني هوياتي فقط. ١٣. هل للعنف ومنهجية ممارسته علاقة بالدولة أم أنه من صفات العلويين، موجود فيهم قبل الدولة. ١٤. كيف نشرح ظاهرة التعفيش وظاهرة العداء للمجتمعات السورية الثائرة. هل توجد هذه الظاهرة عند مجموعات منظمة أخرى أو جماعات أخرى. ١٥. هل الخوف من تصفية المجتمع السني لهم حقيقة عند العلويين. ومن اين جاء هذا الخوف. وهل له علاقة بشدة اصطفافهم وراء الدولة. ١٦. هل لدينا احصائيات عن كل هذه الأسئلة. فنحن لا نعرف إعداد العلويين المصطفين وراء الدولة، واعدادهم التي تقاتل في صفوف الدولة. ١٧. هل نحتاج الى دراسات ميدانية ام نقتصر على القصص والمشاهدات والتجارب الفردية. ١٨. هل نحتاج الى عرض تاريخي وعمق تاريخي لتفسيراتنا ام نكتفي بالزمن الحاضر، واعني السنوات السبع الماضية. ١٩. كيف نتعامل مع مواد تدعي التاريخية مثل المذكرات والتاريخ الشفوي. ٢٠. كيف نتعامل مع شخصيات تاريخية مثل صلاح جديد وزكي الارسوزي وحافظ الأسد قبل تسلمه السلطة. هل نعتبر أفعالهم طائفية باعتبارهم علويين، ام تحتاج افعالهم لنظرية شارحة ايضا. اقتصرت على عشرين سؤال وهناك مئات غيرها. يجب أن تخرج الإجابة عنها وان تخرج دراسة ما يسمى بالطائفية من حيز التفلسف بناءا على قراءات ومشاهدات فردية الى حيز الدراسة الميدانية الاحصائية. لا بل يجب أن تخرج دراسة تاريخ سوريا الحديث من حيز الكتابة التاريخية التقليدية إلى حيز الدراسات السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا. من هذا المنطلق انتقد وبشدة كل من يتصدى لهذه المواضيع ببساطة وسذاجة واعتقاد بأن المحاكمة المنطقية لمعطيات كتب المذكرات، أو حتى لمعطيات تقارير الاستخبارات الخارجية، يمكنها أن تشرح ما يحدث اليوم أو حتى أن تشرح تاريخ سوريا الحديث. ويشمل انتقادي الكتاب السوريين والعرب والغربيين على حد سواء، من البير حوراني الى فيليب حتي الى باتريك سيل الى ستيفن هيدمان والى غيرهم المتأثرين بالدراسات الإسرائيلية عن سوريا. كتبت في معرض مراجعتي لكتاب توماس بيريه عن الدين والسياسة في سوريا أنه من قلائل الكتب المبنية على ابحاث ميدانية، غير إحصائية بالطبع، ومع ذلك فكل مقولات بيريه في كتابه لا تعدو كونها فرضيات ذكية بحاجة إلى إثباتات احصائية ودراسات متعمقة وارشيفية ومتعددة الجوانب والتخصصات. إلى ذلك الحين اتمنى أن لا نقع في نفس المطبات التي أدت بنا إلى هذه الحرب اللعينة. الطائفة والطائفية سيرورات اجتماعية وليست تعاريف يخترعها الدارس. وفي حالة مثل الحالة السورية حيث فشل فصيل قرية سين في التعامل مع فصيل قرية عين، وحيث كشف جيش الاسلام عن وجه لا يقل قباحة عن وجه النظام، وحيث لا يزال أهالي المدينة سين يؤمنون بأن سبب المشاكل كلها هم الجلب من خارج المدينة وان الحل الوحيد هو في تطهير المدينة والعودة إلى نقائها العرقي القديم، لا استطيع أن أقول ان العلويين مختلفون تماما عن بقية السوريين. لا أنكر الجرائم ولا أنكر المجرمين، لكني لن اجرم وابرئ على الساهل.

باسل حافظ مزعج أنت يا صديق نظير

Basel Hafez مزعج من حيث تمييعك لحقيقة استناد النظام في دوامه ماضياً وحاضراً على دعم أبناء عصبيته قبل كل شيء

Ahmad Nazir Atassi اخالفك، انا اريد ان افهم كيف حافظ على حكمه. لا اعتقد ان الطائفة هي العنصر الاساسي. لكني لا انكر ان العصبيات مهمة في سوريا بالنسبة للاسد ولغيره. لا اريد ان اركز على العلويين فقط لان هذا يعطي للناس الانطباع بان المشكلة كانت في العلويين فقط، بينما المشكلة في عقليات المجتمع باسره. تركيزك على العلويين سيسمح للاسلاميين بالصعود او لغيرهم من العصبيات الضيقة. المسالة ليست مجرد ثار، المسالة تغيير. كيف ابرر قتل مليون انسان اذا لم اصل الى الجذور واكتفيت بوضع اللوم على جماعة واحدة ومن ثم القضاء عليها. انت لا تفكر الا بالثار وليس بخلق مجتمع جديد.

Basel Hafez تزييف الواقع واختراع سياقات اجتماعية معينة لاثبات صحة وجهة نظرك صار من أدواتك ؟ وينها هي العصبية السنية المزعومة اللي عم تحكي عنها ؟ على مستوى بلدة أو مدينة سكانها بضعة ألاف تجد سبع تشكيلات عسكرية -سياسية مختلفة لا قرار واحد لها ولا برنامج عمل موحد يجمعها ( ولا حتى على مستوى مقاتلة العدو الغير -سني صاحب الهوية المذهبية المختلفة والمستند لعصبية علوية أو غيرها ) وهي متناحرة فيما بينها - والأهم مما سبق أن لا أحد منها كسب تأييد مجتمعه الأهلي ولا حتى غالبيته أو كتلة وازنة فيه.

Ahmad Nazir Atassi ليس من الضروري أن تكون موحدة، المهم أنها تعمل بنفس الطريقة. خذ عصبية جيش الإسلام الدوماني السلفي، عصبية الفصائل الحلبية، عصبية الفصائل الحمصية. عصبية فصائل الغوطة الشرقية وعصبية الغوطة الغربية. عصبية الفصائل الثلاثين التي كانت تتحك بمنطقة صغيرة مثل الوعر بحمص. عصبية الإخوان داخل وخارج سورية. كلها عصبيت تقوم على الإقصاء والمحسوبية وعدم التعاون وتقتل بعضها وتمارس نفس ممارسات النظام. أنا لا أزيف الواقع، أنا فقط أضع الحدث ضمن سياقه واقارنه بأحداث أخرى من نمطه. أنت تقول القضاء على العصبية العلوية و العصبية الإسلامية ستحل المشكلة، أنا أقول لك حظاً سعيداً.

24 نيسان 2018، تعليق على مقالة ماهر مسعود حول الطائفية

الطائفية والطغيان: بحث في المعنى والسلطة


اولا شكرا على المقالة. ونحتاج إلى مئات غيرها حتى نخرج من المازق، ولكل محاولة أهميتها ودورها. من ناحية التنظيم اتبعت المالوف، اي البدء بتعريف الطائفية من خلال مناقشة التعاريف الموجودة ومن ثم تقديم تعريفك الخاص. ثم انتقلت الى عرض تاريخي يؤصل للطائفية ويميز مراحلها الى حين بداية الأزمة الحالية. انت ترى أن الطائفية ظاهرة اجتماعية سياسية متعددة الأوجه ومتغيرة حسب الزمان والمكان، وانا اوافقك تماما. لكن بدأت بتعريف مصطلح موجود اصلا يستخدمه الناس والإعلام والباحثون. كيف يمكن أن تعين حدود مفهوم هو بطبيعته متغير ومتعدد المستويات وصاحب تاريخ طويل. واذا كنا امام حالة من هذا القبيل افليس الافضل ان ندرس الظاهرة في كل تجلياتها بدل أن نفرض عليها تعريفا مسبقا قاصرا نعرف ان المقالة القادمة سترفضه وتقصيه.

Maher Massoud تحياتي وشكراً للقراءة والمشاركة.. إذا أخذنا مفهوم إنسان، أو حرية أو أي مفهوم، سنجد أن المفهوم يبقى واحداً، لكن تتغير وتتعدد تعيناته عبر التاريخ، وأنا ركزت مطولاً في المقدمة على المعنى "التعريف" نظراً لما أراه ضرورة تغيير فهمنا للطائفية وضرورة القيام بقطيعة ايبستمولوجية مع معانيها السابقة، ومن هنا كان اقتراحي أنها "شكل للنظام السياسي القائم على مضمون عنصري" بكل ما تعنيه العنصرية في وقتنا الحاضر، وهي شكلاً ومضموناً تقوم على التمييز على أساس الهوية الدينية.. أما فيما يخص دراسة الظاهرة بجميع تجلياتها، فأنا حاولت في ما استطعت وفيما رأيته هاماً ضمن الهامش المتاح...نحن نسعى للكمال لكن دون أن نصل على رأي باسكال، وبالمناسبة، على قدر ما أن التعريف، والبحث في المعنى هو مقدمة، على قدر ما هو خلاصة وإطار كلّي وموجه نظري لما يأتي من تفاصيل بعده.. ولذلك فإن مناقشة الطائفية بين الثقافة والسياسة أو الطائفية والاسلام أو الطائفية في التاريخ انبنت على أساس المعنى الذي حددته قدر الامكان في المقدمة.

27 نيسان 2018، تعقيب على منشوري أسئلة لفهم الطائفية

بوستي الأخير عن الطائفية جلب لي عدد من الإنتقادات والإتهامات.أعتقد أن هذا طبيعي في الجو الحالي. وبما أني لا اريد أن أكتب في تعريف الطائفية وطائفية الحكم الاسدي ومشاركة العلويين كطائفة في الحكم فإني سأقتصر على الرد على بعض المقولات التي وردت في التعليقات على البوست المذكور أعلاه. ورغم ارتباط هذه المقولات ببعضها، إلا أني سأتعامل مع كل واحدة منفردة. مقولة 1: "ما أحد قال بأن العلويين هم سبب الخراب الوحيد. لكنهم، وهي من البديهيات، سبب الخراب الأول. التحام أبناء عصبية رأس النظام، التحامهم بالنظام هو السبب الرئيسي بدوامه وحمايته من السقوط." مقولة 2: "[هل كانت] أدوات القتل المتوفرة بيد العلويين - ببداية الأزمة/ الثورة - موجودة عند أي طرف أخر بصف النظام؟ ( حقيقة كون 80 % من سلاح الطيران من النصيريين ) هو تفصيل لا يعني لك شيء ولا يستحق التوقف عنده ؟" مقولة 3: "الأداة الرئيسية بيد النظام لكسر المجتمع السوري كانت العصبية الطائفية. استثمر على مدار عقود بهل الاتجاه مع تكريس وحشي لسلطة الطائفة. الطائفة، في معظمها وما بظن في تعميم هون، انخرطت بالمشروع بوعي كامل و.... سعادة غامرة... غير هيك ما منكون عم نضحك على حالنا وبس، وفوقها مو شايلين ملايين الضحايا، على إيدين أبناء الطائفة بالذات، من ارضهن.. عم نتعامل معهن كضحايا حوادث طريق أو زلزال" الرد على المقولة 1: في عام 2011 كان نظام الاسد على شفا السقوط، لكن من ساعده على استعادة توازنه ليس الجنود العلويين بل إيران. في الأعوام السابقة، أي في عهد الأسد الأب، هل كان العلويون أهم أسباب بقاء ودوام النظام. من الناحية الأمنية، المخابرات فيها كل الاقليات الدينية وحتى الأكثرية السنية. من الناحية الإقتصادية لم يستطع الاب استعادة توازنه في الثمانينات إلا بالتحام التجار السنة به ودعم حزب البعث الذي كانت أغلبيته من القرى (مقولة يجب إثباتها إحصائياً). في التسعينات، استعادة النظام عافيته الإقتصادية بعودة بعض المشايخ ومن رافقهم من تجار سنة. الناس لا ترى من النظام إلا عنصر المخابرات الذي يعتقلهم، وهو في الغالب علوي حسب اعتقاد كثيرين. رعم أن اللهجة لا تدل على الاصل الطائفي لأن اللهجة العلوية كانت شبه رسمية في المخابرات وحتى العنصر السني المديني كان يستخدمها. فهل هذا العنصر هو الاساس في بقاء النظام؟ هذا يحتاج إلى دراسة. إذا كان موقعي الأكاديمي حقه فرنك فهذا الفرنك ناتج عن المنهجية والتأني وتقصي الفرضيات إلى ما وراء الإعتقاد السائد والإيمان الذي لا يشوبه الشك ولا يأتيه الباطل. نعم الخوف والعنف كانا أساسيين في فرض حاجز الخوف على الناس لكن هل كانا يوفران الأموال والغطاء القانوني والدعاية والتعليم الأيديولوجي والقبول بنظام الرشوة والمحسوبية؟ هل كان العلويون وراء كل هذا؟ أيهما أهم لبقاء النظام، الخوف ام الاشياء الأخرى التي ذكرتها؟ خليني أكون حريص ومتردد واقول لا أعرف. لكن لنأخذ مثالاً أدب السجون الرائج هذه الايام. هل قصص التعذيب الوحشي والقتل الممنهج والإعدامات الجماعية والمحاكمات الصورية كلها من أعمال علويين. هلى اختص بها العلويون وحدهم. أطلب من كل من كتب وتحدث عن السجون أن يقول لنا إذا كان المحقق والمعذب والقاضي والسجان كلهم علويين. الرد على مقولة 2: توفر أدوات القتل بيد العلويين بنسب أكبر من توفرها عند غيرهم من الطوائف (قبل الأحداث او في بداياتها)، هل هذا صحيح؟ في حمص قد يكون هذا صحيحاً، في اللاذقية، في طرطوس، لكن ليس في حلب أو دمشق أو الرقة أو درعا. هل تذكرون حلب في الايام الأولى من الثورة، ألم تكن تحت سيطرة آل بري. في كل مرة كان الجيش الحر في البدايات يقبض على جنود النظام، ألم يكن معظمهم مجندين سنة؟ هل كل مرة يتم إسقاط طائرة وأسر الطيار، هل كان في كل مرة علوياً؟ أليس السلاح في أول الثورة في بابا عمرو والوعر وحمص القديمة بايدي عشائر تعمل في التهريب. طيب لننس كل هذا ونركز على الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات والميليشيات، باعتبار أن الإعتقاد السائد ان هذه القطعات كلها من العلويين. العلويون في سوريا حوالي مليوني نسمة، نصفهم إناث، ونصف الذكور تحت سن الخامسة عشر. يعني عدد العلويين القادرين على حمل السلاح في بداية الأحداث حوالي نصف مليون نسمة (ولم نحذف الكبار في السن). هل كلهم يحملون السلاح؟ إذا كانوا يحتلون وظائف الدولة المدنية فلابد أن جزءاً منهم لا يعملون في الأمن أو الجيش. لنقل أن أعداد القابلين لحمل السلاح، 400 ألف. لنقل خمسين الف في الفرقة الرابعة وخمسين الف في الحرس الجمهوري، ومئة ألف في الجيش ومئة الف في المخابرات، وخمسين ألف في الميليشيات وخمسين ألف موظفين مكتبيين في دوائر الأمن والجيش. هذا حساب مقاهي، لكن لنفترض أنه قريب من الحقيقة. حسب الإحصائيات في بداية الأحداث كان عدد المجندين في سوريا أكثر من ربع مليون وعدد عناصر المخابرات أكثر من ربع مليون. يعني على أقل تقدير هناك 300 ألف إنسان يحمل سلاح حكومي لا يمكن أن يكون علوياً. طيب لنقل أن سلطة عنصر المخابرات العلوي عشرة أضعاف العنصر غير العلوي. هذا يعني أنه قيادي، لأن عنصر الإعتقال والتعذيب قد يكون له واسطة لكنه يعمل بيده، كما يقولون، وهذا يضعه من ناحية العنف في نفس درجة العنصر غير العلوي. لو قلنا أن عشرة آلاف عنصر مخابرات قيادة والباقي عناصر ميدانيون. هذا يعني أن 90 ألف علوي عناصر ميدانيين وبقية الربع مليون عناصر ميدانيين سنة ومسيحيين وغيرهم. هل ولاء ال 90 ألف هو الذي ابقى على النظام في الماضي وفي الحاضر؟ لا يكون العلويون أساساً في بقاء النظام إلا إذا افترضنا أن ولاء القيادات أهم بكثير من ولاء العناصر أو أن العناصر العلويين يعملون مراقبين على العناصر غير العلويين. يعني لو افترضنا أن عناصر المخابرات السنة يعملون في المخابرات رغماً عن أنوفهم وتحت رقابة علوية مستمرة (نسميها فرضية الإستعباد). والشيء نفسه ينطبق على الجيش. هل يمكننا التأكد من هذه الفرضية؟ هل هذا يشرح عدم تفتت الجيش وعدم تفتت المخابرات إلى الآن. إن فرضية بقاء النظام فقط بسبب ولاء العلويين (مع افتراض أنهم كلهم يعملون في الأمن والجيش) لا تصح إلا إذا استطاع هؤلاء استعباد أعداد تفوقهم من السوريين الآخرين واستخدامهم كجنود ومعذبين وسجان. فهل هذه الفرضية صحيحة؟ وإذا كانت صحيحة وأدامت بقاء النظام في حالة ما قبل الحرب فهل هي فعلاً من ابقى النظام قائماً في حالة الحرب. قُتل من العلويين في الحرب حوالي 100 ألف نسمة. وحوالي خمسين ألف ميليشيات خارج المؤسسة العسكرية الرسمية. فإذا كانت أعداد المخابرات والجيش تأثرت بنفس الطريقة لكن نسبة العلويين إلى السنة لا تزال كما ذكرنا، فإن حالة الإستعباد الآن لا تزال قائمة، فهل هذا صحيح. ولنأخذ قوات النمر التي كسرت الغوطة. هل كلها علويين؟ هل تخضع لقيادة النظام؟ هل تسليحها من النظام؟ ماذا عن قوات الدفاع المدني وشبيحة فادي صقر وغيره. هل يعملون لصالح النظام؟ لماذا تحتفظ إيران ب 120 ألف جندي شيعي من خارج سوريا في سوريا. ولماذا لا يستطيع النظام استعادة أية منطقة دون القصف الروسي. ولماذا كان حزب الله هو من أخذ الغوطة الغربية والقلمون. يبدو لي أن النظام يستخدم العلويين بنسب عالية لكن بقاءه لا يعتمد فقط عليهم إلا في حالة خاصة نحتاج إلى إثباتها في السبعينات والثمانينات والتسعينات والألفين والآن، أي إثبات فرضية الإستعباد. الرد على مقولة 3: الأداة الرئيسية بيد النظام لكسر المجتمع السوري هي العصبية الطائفية وبالتحديد العلوية. عندما انتفض أهل درعا في 18 آذار 2011، ألم نستغرب كلنا، وعليكم هنا أن تكونوا صادقين، قيام انتفاضة في درعا لأننا نعرف أن كثيرا من أهلها كانوا في المخابرات. عندما ضرب النظام الأكراد في 2004 ألم يضربهم بعرب الجزيرة. ونعود إلى ذكر تحالفات السبعينات والثمانينات والتسعينات العريضة. ونعود إلى تكوينة المخابرات والفرقة الرابعة وغيرها. هذا على افتراض أن المجتمع السوري كان متماسكاً وجاء الاسد وكسره بالطائفة العلوية. هذه الفرضية تحتاج إلى إثبات حقيقي. أنا أرى أنه لم يكن هناك أي شيء إسمه مجتمع سوري، لا في الخمسينات ولا بعدها ولا قبلها. كان هناك مجتمعات حواير وقرى وبلدات وعشائر وطوائف محلية، فلا العلويين كانوا طائفة موحدة ولا المسيحيين ولا حتى الدروز، وبالطبع السنة لم يكونوا ابداً طائفة موحدة. المجتمع السوري بالاصل مكسور، وكل ما فعله الاسد أنه استغل هذه الصدوع والشقوق. أما الطائفة العلوية كما يفهمها الناس اليوم، أي جماعة متماسكة تعمل كيد واحدة فلم تكن موجودة قبل الاسد. كل الدراسات تشير إلى أن الطوائف من هذا النوع تصنعها الدولة وليس العكس. قد يكون هناك جماعات علوية أو مسيحية أو غيرها لكنها لا تتحول إلى طوائف موحدة متماسكة إلا بوجود الدولة وبرعايتها. يعني الدولة صنعت العلويين كطائفة وليس العكس. طيب هذا لا يهمكم، فالمؤدى باعتقادكم واحد وهو أن الطائفة العلوية في عهد الأسد استُخدِمت كعصبية متماسكة لكسر المجتمع السوري من خلال المخابرات والفرق العسكرية الخاصة والإمتيازات المتعددة التي حصل عليها العلويون سواءاً كانت ملموسة أم متخيلة (يعني فقط الإعتقاد بأن العلوي الفقير يستطيع أن يشبح على الناس لأنه علوي مع أنه معدم). وهنا نعود إلى قدرة الدولة على تنظيم الناس في أجهزتها من أجل استخدامهم في العنف، ونعود إلى قضية الأعداد وسلطات الأفراد وفرضية الإستعباد. لا استطيع أن أنفي مثل هذه المقولة. لكن هناك مسالتان في غاية الأهمية: الأولى مسألة أن الدولة تصنع العصبية وليس العكس. إن كسر العصبية يأتي قبل كسر الدولة أو يؤدي إليه هو مجرد وهم. الثانية، هي أنه يمكن للدولة أن تخلق اي عصبية لاستخدامها في الحكم في حالة كان المجتمع مستعداً لهذا النمط من الإستغلال. يمكن للاسد أن يصنع عصبية مسيحية، وعصبية سنية وعصبية مناطقية وعصبية حزبية ويستخدمها بنفس الطريقة. لكن، لحظة، لقد فعل النظام هذا بالفعل. هناك عصبيات متعددة تعمل في الدولة والنظام وتخدمه. عصبية حزب البعث (زالت الآن)، عصبية الفلاحين تجاه أهل المدينة، عصبية التجار الشوام تجاه الحلبيين، عصبية المسيحيين الكارهين لشيء عثماني إسمه الدولة السنية، عصبية آل بري، عصبية الشوايا (ولا أعرف الكثير عنها)، عصبية الكلبيين تجاه عصبيات علوية أخرى، عصبية العلويين الغربيين تجاه الشرقيين، عصبية أصحاب المال وشركاء مخلوف، عصبية جماعة البوطي، عصبية العلمانيين تجاه الإسلاميين. كلها عصبيات مهمة لبقاء النظام ويجب كسرها. فهل نكسرها قبل الدولة أم بعد الدولة؟ وهل نقضي على العلويين فقط باعتبارهم أخطر عصبية أم نقضي على استعداد السوريين المستمر لتكوين عصبيات إقصائية؟ من الناحية العملية: فرضية كسر العصبية العلوية لإنقاذ الدولة فرضية ناقصة. فرضية مسؤولية العلويين وحدهم على بقاء النظام فرضية ناقصة. وفرضية توفر السلاح لدى العلويين الحاقدين أكثر من غيرهم فرضية بحاجة إلى إثبات (فرضية الإستعباد). وإذا افترضنا أن كل هذه الفرضيات صحيحة فما هو الطريق نحو إنهاء الحرب وبناء الدولة الحديثة التي تساوي بين الجميع ولا تقتلهم باستخدام عصبيات؟ هل الطريق قتل العلويين، هل هو إضعاف عصبية العلويين، هل هو فصل العلويين عن الدولة، هل هو القضاء على كل العصبيات (ومنها الإسلاموية)؟ أين الحل. شعار قتل العلويين سيدفعهم إلى التمسك بالدولة والتفاني في الدفاع عنها. شعار فصل العلويين عن الدولة هو بالحقيقة فصل الدولة عن العلويين لأنها هي التي صنعتهم كطائفة وهذا ما نريده، نريد فصل الدولة عن أية عصبية. كيف نحقق ذلك، هل بشتم كل العصبيات ليل نهار؟ ما هي الخطوات العملية. يلعن أبو المسبات ما اسهلها. أما قصص المظلومية فهي قصص فردية تنادي بقصاص فردي. وفي أحسن الحالات بعدالة انتقالية تحاسب كل المجرمين. طيب روحوا وثقوا الجرائم، كلها، من كل الأطراف، واحصلوا على احتكار الدولة وعنف الدولة وحاكموا كل المجرمين. تحتاجون إلى قوات دولية لتحتل سوريا وتعطيكم السلطة. حظاً سعيداً. إسالوا الإسبان والإفريقيين الجنوبيين وغيرهم عن العدالة الإنتقالية، وخلي جماعة حقوق الإنسان الممولين من الغرب يفيدوكم في هذا الأمر إذا كان الغرب ذاته يستخدم هذه الأمور بشكل سياسي انتقائي قميء للضغط فقط، وهو نفسه الذي حافظ على بقاء الاسد وفرض عليكم مفاوضات جنيف التي تفترض بقاء النظام على حاله مع بعض المحاصصة الشكلية يدخل فيها عملاء قذرين مثل الإئتلاف.

26 تشرين الثاني 2018، مقال لعبد الوهاب أفندي عن أبعاد الخيانة في الطائفية

أبعاد الخيانة في الظاهرة الطائفية 2018-08-04 | عبد الوهاب الأفندي ربما تكون الانتفاضة العراقية الراهنة أهم انتفاضة عربية ضد الطائفية، مستعيدةً بذلك الثورات العربية، من ثورة 1919 في مصر، وثورة العشرين في العراق، إلى الثورات أخيرا من أجل الكرامة. وتلقي التحولات الجديدة في العراق ضوءاً كاشفاً على إشكاليات مهمة في الرهان الطائفي، حيث جاءت بالمصادفة مصداقاً لدراسةٍ نشرها أخيرا المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعنوان: "الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة"، لعلها من أهم ما نشر في هذا الموضوع في السنوات الأخيرة. ويفند المؤلف، الدكتور عزمي بشارة، المقولة السائدة من أن الطائفية هي استرجاع لظاهرة تاريخية سادت قرونا في أشكال مختلفة في المنطقة، لأن أهم ما يميّز الطائفية المستحدثة هو قيامها على أساس كيانٍ متخيّل عابرٍ للمسافات والأزمان. ولا علاقة مباشرة للطائفية بالطائفة التقليدية، المشكلة من مجموعة متعايشة جغرافياً، ومرتبطة بتجربة تاريخية وشعائرية مشتركة، فالطوائف بهذا المعنى موجودةٌ في معظم التاريخ البشري، ولا تمثل بالضرورة ظاهرةً طائفية، فقد كانت الطوائف في الماضي مثل الأسر والعشائر، كياناتٍ تضامنية طبيعية، تتشارك في العقائد والشعائر، لكنها كانت تتعايش وتختلط وتتزاوج، وتتبادل المنافع مع بقية الطوائف. أما في تجلياتها الحديثة، فإن الطائفية، باعتبارها التعصّب لهويةٍ مفترضةٍ متصارعةٍ مع هوياتٍ أخرى، هي التي تصنع الطائفة، وليس العكس. وفي إطار هذه الجماعة المتخيّلة، لا يعيش الفرد في الجماعة كما هو الحال في الطائفة التقليدية، "بل تعيش الجماعة فيه" وتسكنه. ولعل من أهم خصائص الطائفية التي يلفت بشارة النظر إليها، الفراغ الأخلاقي الذي يمثل جوهر وجودها. ذلك أن الطائفة التقليدية (أكانت كيانياً دينياً، أم جماعة حرفية، أم تجمعاً سكنياً، إلخ) تتشكل حول فضائل وقيم تميّز أهل المذهب أو أهل الحرفة وتوحّدهم، وتكون أساس "الطائفية تقوم على جملةٍ من الخيانات للإخوة في الوطن، وقبل ذلك وكله للطائفة نفسها" الانتماء وموضوعه. أما في الطائفيّة المركّبة حول هوية متخيّلة، فإن الانتماء لا يقوم على قيم مشتركة، بل يكون هو البديل عن القيم والفضائل. وهكذا يصبح تصنيف "معنا أو ضدنا" هو البديل عن تصنيف الخير والشرير، أو الحسن والقبيح. بل قد يستعاض بالتعصّب للطائفة عن التديّن نفسه، فلا يكون أداء الواجبات الدينية شرطاً ما دام الشخص متعصباً للطائفة، كهوية وانتماء يميّزه عن "الآخر" المصنّف عدواً. ومهما ارتكب من هو معنا من الكبائر، فلا تعتبر مآخذ عليه، بل ينصر ظالماً أو مظلوماً. وبالعكس، فإن فضائل الآخر لا تشفع له، ويجرم بسبب هويته. وبهذا، لا تهمل الأخلاق فقط، بل يكون نقيضها هو أساس التقييم. ويتبع هذا التمييز لصالح من هو معنا، والظلم ضد من هو "معهم"، ويصبح التحاسد والتباغض، والصراع على المصالح هو الأساس. ويتحوّل كل ما يخدم مصلحة الطائفة (بحسب هذا التعريف الهلامي المنفصل عند التديّن وعن الأخلاق) إلى خير، مهما كان شرّاً وخبثاً، بينما يكون كل ما يخدم الآخرين شرّاً محضاً، حتى لو كانت فيه مصلحة عامة. وقد نتجت الطائفية في إطار الدولة الحديثة، وظهور المشاعر القومية، وتزامن ذلك مع التدخل الاستعماري، ما أدّى إلى فرزٍ جديدٍ اكتسبت فيه بعض الهويات صورة جديدة. وفي هذا المساق، اكتسبت بعض الصراعات، مثل الصراعات بين الفلاحين ومالكي الأراضي (كما في لبنان)، طابعاً طائفياً تحت تأثير قياداتٍ دينيةٍ وسياسية. كذلك فإن إسباغ القوى الاستعمارية "الحماية" على "أقلياتٍ" بعينها، أكسب هوياتٍ بعينها أهميةً جديدةً على حساب هوياتٍ أخرى. وأحدث هذا بدوره وعياً أكبر بهذه الهويات، وجعل أصحابها يعتدّون بها، بينما أثار هذا حفيظة آخرين، أصبحوا في الطرف الخاسر. وأدى هذا بدوره إلى صراعاتٍ، وحتى مذابح، بين الجيران وأهل الحي، وأوجد فرزاً جغرافياً لم يكن موجوداً، عزّز بدوره التمايز والاختلاف. وفي إطار الدولة الحديثة بعد الاستقلال، ساهمت الصراعات حول السلطة في تجييش المشاعر الطائفية. وكانت المفارقة أن قادة سياسيين (في العراق وسورية مثلاً)، وصلوا إلى السلطة عبر أحزاب قومية علمانية، أعطتهم الفرصة تحديداً لأنها لم تستصحب الطائفية، وما كانوا بانتمائهم إلى "أقلياتٍ" ليصلوا إلى السلطة لولاها. ولكن ما أن تسنّم هؤلاء سدّة السلطة، حتى دخلوا في صراعاتٍ مع أقرانهم، فاستدعوا السند الطائفي والقبلي والعشائري، وحشدوا الأقرباء والمحاسيب في أهم مواقع السلطة، في مقابل إقصاء الآخرين. وهكذا كرّسوا التمييز والاستقطاب من أجل البقاء في السلطة. وقد أدّى هذا إلى التفاف أفراد "الطائفة" المعنية حولهم، لعدة أسباب، منها فخرهم بأنهم أصبحوا الآن الطبقة الحاكمة، و"السادة"، بعد أن كانوا في الهامش. وثانيها، أن النهج الإجرامي الذي اتبع لاستدامة السلطة ورّطهم في كبائر وجرائم ضد إخوانهم في الوطن، فأصبحوا يعيشون في رعبٍ دائمٍ من الانتقام إذا هم فقدوا السلطة. وقد ظلت القيادت تلعب على هذين الوترين، فتذكّرهم بما هم فيه من نعمٍ بسبب السلطة، وتخوّفهم بما ينتظرهم من مصير مظلم إذا زال النظام. وعندما تتطيّف المجتمعات، لا يصبح الانتماء الطائفي خياراً، بل هو مفروضٌ لا فكاك منه. فإذا كانت المكاسب لا توزّع إلا على أساس الانتماء الطائفي، بغض النظر عن الفضائل والكفاءة والقدرة، فإنك لن تجد نصيباً ما لم تعلن ولاءك للطائفة، وتتقرّب من زعامتها ورموزها وبالقدر نفسه، فإنه إذا وقعت الواقعة وتعرّضت الطائفة للفتك، فإنه لن يشفع لك كونك رافضاً الطائفية ومتبرئاً منها. وقد شهدنا هذا في لبنان إبّان حروبها، وفي العراق فيما بعد، ثم سورية اليوم. هذه بعض الاستنتاجات المهمة في الدراسة المذكورة، وهي حافلة بكثير غيرها. ولعلها تذكّرنا بأن الصهيونية المعاصرة هي أحد أبرز تجليات الطائفية بهذا المعنى، حيث حوّلت الهوية الدينية اليهودية إلى قبلية مستحدثة، علاقتها بالدين هامشية على أفضل تقدير، فقد كان معظم قادة الصهيونية المعاصرة من الملاحدة، وما زال التوتر بينهم وبين المتديّنين التقليديين حادّاً. ولعلها مفارقة أن القرآن حفل بإداناتٍ لممارسات طائفية عند يهود الجزيرة العربية، كان من أهمّه التحلّل من الالتزامات الأخلاقية تجاه غير المؤمنين، بدعوى أنه "ليس علينا في الأميين سبيل"، مشدّداً، بالمقابل، على ضرورة الالتزام الأخلاقي تجاه غير المسلمين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا). وبهذا المنطلق، تعتبر الطائفية أكبر خيانة للدين وقيمه، هذا إذا كان الطائفي متديّناً في الأساس، بغير عبادة الذات الطائفية. إلا أن الطائفية هي خيانةٌ بمعنى آخر، لقيامها على جملةٍ من الخيانات للإخوة في الوطن، وقبل ذلك وكله للطائفة نفسها، ففي الحالات السورية والعراقية التي أشير إليها، صعد القادة إلى "عندما تتطيّف المجتمعات، لا يصبح الانتماء الطائفي خياراً، بل هو مفروضٌ لا فكاك منه" السلطة تحت راية حزبٍ لا طائفي، كما وضحت الدراسة، استأمنهم على السلطة لثقته في وفائهم لشعارات الحزب وقيمه، لكنهم خانوا الحزب والأمة، ثم خانوا الوطن. وأخيراً خانوا الطائفة التي اصطنعوها بطانةً، فدجّنوها أولاً باستخدام القبضة الحديدية ضد كل منافس أو متقاعس داخل الطائفة، حتى لا يهدّد سلطة القائد الطائفي الأوحد. وعليه، أصبحت الطائفة رهينة بدورها، وأصبح الانتماء الطائفي مفروضاً وإجبارياً، ولم يعد ولاء للطائفة الأسيرة، بل للزّعيم الأوحد الذي أصبح هو الطائفة. إذن، الطائفية، في مبتدأها ومنتهاها، خيانة لكل القيم وكل الولاءات، بما فيها الولاء الطائفي المزعوم الذي يصبح سجناً. أما مستقبلها فلا يبدو مبشّراً، بعد أن حملت أوزار المستبد الغاشم، وكسبت لعنات الخلق أجمعين. الحالة العربية بحق بحاجةٍ إلى تأمل عميق، يستخدم الأدوات العلمية، من دون تغييب الالتزام الأخلاقي تجاه الأمة، فبحسب مقولة شيلدون وولن، إن الهم بالشأن العام هو التزام طبيعي للمفكر والمنظّر السياسي، مثلما أن الهم بصحة المريض هو من أوجب واجبات الطبيب، ولا معنى في الحالين لعلمٍ لا يوجه لتلك المهمة الأساس.

29 تشرين الثاني 2018، تعليق على مقالة سمير سليمان عن شرح الطائفية والطائفة

سمير سليمان November 28, 2018 · هذه الفقرة أدناه جزء من مقالة كتبتها ونشرتها بنفسي ولنفسي 🙂. أرجو ان تنال إعجابكم بقدر ما أعجبتني 🙂 ............... " ..., وليس صحيحاً تماماً إعتبار الهوية العلوية التي يجري الكلام عنها هذه الأيام, باعتبارها, كغيرها من الهويات, انتماء ونشاط سياسي في جوهرها, ليس صحيحاً اعتبارها استمرار لشيء قديم وقد انتعش أو تجدد روحه, بقدر ماهي شيء بني تراكمياً في ظل سلطة محددة, هي سلطة حافظ أسد. فهي إذن, كمشروع سياسي, ابتدأت ملامحه بالظهور مع النصف الثاني من عقد السبعينات, على أرضية سلطة تأسست واستقرت على ثلاث مراحل ( إنقلابات ) متتالية, ليدخل بعدها مرحلة التحلل بعد موت صاحبه المؤسس في آخر عام من القرن الماضي. وهذا الإفتراض الذي نبتدئ فيه, افتراض عدم الصحة, ليس هو بدوره صحيحاً بالمطلق. فكل بناء إجتماعي ثقافي أو سياسي يستدعي, كي يبرر ذاته وشرعيته, أشياء تناسبه من الماضي, ليعيد بناءها بشكل يخدم أغراض الحاضر. فالعنصر التخيّلي يملك طاقة إقناعية وتعبوية كبيرة,تستند للغريزة الجمعية, استخدمته الطوائف والقوميات وعموم حركات الإستقلال. لهذا السبب لايغيب الماضي أبداً من الحاضر. فالقول أن الهوية العلوية هي مشروع سياسي صاحَبَ دولة حافظ أسد منذ بدايتها حتى موته, هو صحيح إلى حد كاف ليبرّر الكلام عن هذه الهوية اليوم, ودراستها دون الرجوع إلى الماضي باعتباره ساحة رئيسية للدراسة والبحث. ولكن القول أن الهوية العلوية الراهنة كان مشروعاً سياسياً لسلطة الأسد يحتاج إلى تبرير سياسي, وإلى إسناد. وليس من تبرير سياسي لهذا المشروع سوى مشروع سياسي أوسع منه وأشمل : تفخيخ المجتمع السوري. لماذا تفخيخ المجتمع السوري؟ وما علاقة الهوية العلوية, وغير العلوية, بهذا ؟ قبل البحث عن أجوبة, وكي نستطيع تشكيل أجوبة, يجب أن نتفق على مقولتي الطائفة والهوية الطائفية. دون الدخول في متاهات نظرية لامجال لها هنا, سنقول أن الطائفة, والهوية الطائفية, هي علاقات إجتماعية- سياسية وليست شيئاً آخر. علاقات بين مجموعات بشرية وليست المجموعات البشرية ذاتها. لأن الطائفة, والهوية الطائفية, لاتوجد خارج “ علاقة” مع طوائف أخرى موجودة بالضرورة. وهذه العلاقة هي مايجعلها, ويجعل الجماعات الأخرى, طوائف. بمعنى أن الجماعة البشرية المنفردة لاتستطيع أن تكون طائفة خارج علاقة سياسية محددة مع جماعات أخرى متمايزة عنها. علاقة تجعل منها طائفة وتجعل الجماعات الأخرى طوائف بذات الوقت. فالمجتمع الطائفي هو غير مواده الخام المتمثلة بوجود جماعات متمايزة. إنه هذه المواد في شكل محدد من العلاقة فيما بينها نسميها العلاقة الطائفية. هذا الشكل المحدد للعلاقة هي ماتحوّل الجماعات المتمايزة إلى طوائف (أو قوميات أو شعوب في حالات أخرى ). فإذا عرفنا أن الجماعات البشرية المتمايزة( المادة الخام ) كانت موجودة منذ أن وجدت المجتمعات البشرية, عرفنا أن خلق الطوائف والهويات الطائفية ليست سوى تعبير آخر عن خلق علاقات إجتماعية سياسية محددة فيما بينها. علاقات ذات شكل محدد نسميها العلاقات الطائفية ونسمي الجماعات المنضوية تحت تلك العلاقات, طوائف. ونسمّي مجموع تلك الجماعات المتمايزة, في هذا الشكل من العلاقات, بالمجتمع الطائفي. والمسألة الهامة التي نريد الوصول لها, والتأكيد عليها, أن هذه العلاقات لاتعيد إنتاج ذاتها بذاتها, أي لاتُنتَج ذاتياً, بل يُعاد إنتاجها بشكل مستمر في مستوى آخر من البنية الإجتماعية, المستوى السياسي. من هنا يصح القول أن الطائفية والمجتمع الطائفي هما إنتاج سياسي. ولايعيشان إلا في بيئة سياسية مناسبة, أي سياسة طائفية, أو سياسة تطييف الطوائف. وبعبارة أخرى: سياسة تطييف المجتمع. هذا الكلام أعلاه حول الطائفة والهوية الطائفية, يقبل البديهية التي تقول أن مؤسس الدولة الأسدية لم يخلق الجماعات السورية المتمايزة مذهبياً, فقد كانت موجودة, ولكنه يشرح كيف استطاع, بسياسة واعية ومدروسة, أن يستثمر تمايز هذه الجماعات من أجل خلق “ طوائف جديدة” و” مجتمع طائفي جديد” عبر ربطها بالسلطة ( واقعياً وتخيّلياً), وقلب علاقات كانت قائمة تاريخياً. ولكن, ألم تكن الطوائف والمجتمع الطائفي موجودة قبل الدولة الأسدية ؟ نعم كانت موجودة, إنما بترتيب مختلف. بعلاقات مختلفة, علاقات سيادية بين الطوائف تقررت تاريخياً بكل الوسائل, وتعايش معها المجتمع بمختلف فئاته لأكثر من عشرة قرون. إعادة تشكيل العلاقات السيادية بين الطوائف, وإلغاء ماكان قد تقرر تاريخياً من سيادة للطائفة السنية, ومنح هذه السيادة للطائفة العلوية بقوة السلطة وإرهابها ( بعناصر هذه السيادة الواقعية والمتخيلة ), والشكل المتسلط الخشن والوقح لهذه السيادة المستجدة, كل هذا خلق مع الوقت, تراكمياً وعبر ثلث قرن, طوائف جديدة ومجتمع طائفي جديد. مجتمع محقون ومفخّخ. سينفجر عند أول اختبار. فتطييف المجتمع السوري من جديد, وعلى مستوى أعلى وأكثر حدّة, كمشروع سياسي للدولة الأسدية, لم يكن سوى تلك العملية التي تمّت, بجميع الأشكال والأساليب, لنقل السيادة الإجتماعية العامة, من يد الطائفة السنية ووضعها بيد الطائفة العلوية. هذه العملية تمت أساساً في مقرّ ومنبع السيادة في سورية: السلطة السياسية وأجهزتها القمعية . هل هذا التفخيخ ؟ هل إعادة تشكيل وتجديد المجتمع الطائفي وجعل الطائفة العلوية ترى نفسها عبر موشور السلطة الأسدية هو التفخيخ ؟ لا, ليس تماماً. بل هو جزء أساسي منه. أما أجزاؤه الأخرى فقد استكملت بالتزامن والتوازي مع مشروع بناء الدولة الطائفية في ميادين ومسارات أخرى: الميدان الإقتصادي, والديموغرافي, والسياسي, والتربوي, وفي مسار تغيير بنية الدولة ووظيفتها, وفي استتباع الدولة للسلطة ضد المجتمع, وفي مسار تغيير بنية السلطة وشخصنتها وتعاليها عن الدولة والمجتمع, وفي مسار إبادة المجتمع السياسي واستتباع المجتمع الأهلي للسلطة ضد نفسه. هذه التحولات مجتمعة, والتي تحتاج لمجلدات كثيرة سيكتبها السوريون ذات يوم, هي ماأدت بالمجتمع السوري كي يصبح مجتمعاً مفخخاً. وفي الحقيقة, يبدو أن الإنجاز الوحيد والأهم للدولة الأسدية هي مشروع التفخيخ هذا. كان العمود الفقري لسياسته طوال مدة حكمه. ولكن, لماذا يلجأ حاكم مطلق الصلاحيات, وليس من معارضة حقيقية لسلطته الأبدية الراسخة داخلياً, والمحمية إقليمياً ودولياً, أن يلجأ لتفخيخ مجتمع أعلن له الولاء المطلق ؟ الجواب هو الأبدية. فالهاجس الوحيد لحافظ الأسد كان تأبيد سلطته وحصرها بسلالته. هذه فرضية تفسّر كل شيء. وتفخيخ المجتمع السوري لا يعني قابليته للإنفجار تحت أي شرط كان, بل تحت شرط وحيد: التغيير كمطلب شعبي . التفخيخ كان يعني استحالة التغيير سوى بالطريقة الشمشونية. تدمير المجتمع عند أية محاولة له لتغيير النظام."


Ahmad Nazir Atassi

مقالة ممتازة وجميلة للاستاذ سمير سليمان في شرح الطائفية والطائفة. ,انا أوافقه تماماً في كل ما قاله. هناك فقط نقطة وحيدة صغيرة وهي "إنتقال السلطة من الطائفة السنية إلى الطائفية العلوية". باعتبار أن الكاتب حاجج بأن الطائفة هي إختراع سياسي وان الطائفة العلوية من اختراع الاسد، فالطائفة السنية من اختراع الاسد كذلك. ولا يمكن القول أن السلطة قبل الاسد كانت بيد طائفة سنية، لأن هذه الطائفة لم تكن موجودة. هذا لا يعني بأنه لم تكن توجد جماعات علوية او سنية (بالإضافة غلى صفات كثيرة أخرى يمكن وصفه هذه الجماعات بها)، بل كانت موجودة لكنها لا تكن تجمعها هوية واحدة، وهذه الهوية لم تكن معرفة بتفاضل امتلاك السلطة بالضرورة. الطائفية علاقات (واقول هنا وليست ماهيات). لم يعجب الأستاذ سمير سابقاً اني تهجمت على الماركسية وقلت أني بنيوي. إلا ان تحليله بنيوي إلى حد بعيد وليس ماركسي (أو لنقل ماركسي من حيث التركيز على العلاقات، وغير ماركسي من حيث عدم التركيز على علاقات الإنتاج. وهو أيضاً يقترح أن السياسي قد يخلق الإجتماعي وبالعكس دون تدخل الإقتصادي). لهذا لا تنفع الهويات عند النقاش، إذ قد يتضح أن الصفة قد لا تشرح اي شيء عن الشخص والتراكم الثقافي والتحليلي الذي حققه في حياته.


سمير سليمان

شكراً أستاذ أحمد على المشاركة وعلى تقييمك الذي أفخر به. واعتراضك على موضوعة " انتقال السلطة من الطائفة السنية إلى الطائفة العلوية" صحيح كفكرة بغض النظر عن ورودها في المقال. ولكن يجب التنويه أني لم أقل ذلك. فهذا الفكرة تنسف كل المقال. وماقلته أن " السيادة الإجتماعية العامة", وليس السلطة, هي التي انتزعت من يد السنة وأعطيت للعلويين بموجب مشروع بناء المجتمع الطائفي. هنا أشعر أنه كان علي توضيح ماقصدته بعبارة " سيادة إجتماعية " , إنه باختصار نزع السيادة من وجهاء المجتمع المحلي ( وجهاء تقليديين - زعماء عشائر ـ رجال دين ـ زعامات محلية ... الخ ) وإحلال رموز سلطة الدولة مكانهم ( رجال أمن - ضباط جيش ـ مسؤولي حزب البعث ـ شركاء تجاريين لرموز السلطة ـ أقرباء عائلة الأسد .. الخ ) . هذه السيادة كانت سابقاً معنوية لاتملك قوة مادية تفرض نفسها, بل كانت تعطى سلطة طوعية من قبل جمهور أهلي محلي على مستوى مدينة أو منطقة, وكانت هذه السلطة الجزئية تمارس في ظل السلطة العامة العليا للدولة, ولكنها تتمتع بصلاحيات محلية, وبهامش استقلال يسمح لها أن تحل قضاياها المحلية دون الرجوع للسلطة السياسية الأمنية. ولكن انتقال هذه السلطات الأهلية المحلية إلى فئات أخرى في عملية ربط المجتمع بالسلطة في أدق تفاصيله, لم يرافقه فقط شكل وسلوك استبداديين في فرض من ترتأيه أجهزة السلطة السياسية والأمنية ليكون هو البديل, بل كانت تحرص أن يكون هذا البديل منفّذاً لمشروع السلطة بالشكل والسلوك الإستبداديين ذاتهما. ولكي يتم هذا على الشكل الأكمل يفضّل أن يكون البديل علوياً. في نهاية الأمر بدا أن الشريحة القديمة التي كانت تمارس على مجتمع أهلي سلطات محلية ومحدودة معطاة لهم طوعاً من قبل هذا المجتمع, قد نحّيت جانباً وحل محلها شريحة لاعلاقة لها بهذا المجتمع سوى تلك التي قررتها السلطة الأسدية العليا, أي علاقة الإستبداد والإبتزاز. بهذا الشكل تم نقل "السيادة الإجتماعية العامة ", وليس السلطة, من السنة للعلويين. وحدث هذا الإنتقال تحت إشراف السلطة ورغبتها, كما بدا في الصورة الظاهرية العامة للواقع المعاش, وفي التجربة اليومية للسوريين . تحياتي لك .

6 نيسان 2019، الحرب الأهلية الدائمة وضعف النموذج الطائفي

الحرب الأهلية الدائمة وضعف النموذج الطائفي